وعن الأحوال العامة قال :
1 ـ ( ونيل مصر متزايد، والأسعار رخيصة القمح من مائة وثلاثين درهماً الأردب إلى ما دون ذلك، والشعير والفول من ثمانين درهماً الأردب إلى ما دونها. )
2 (والدينار الأشرفي ( الذى ضربه وسكّه الأشرف برسباى ) بمائتين وستين درهماً من الفلوس التي كل رطل منها بثمانية عشر درهماً ، ومصرف الدرهم الأشرفي ( أي تحويله وقيمته بالنسبة لغيره ) بعشرين درهماً من الفلوس، والدينار الأفرنتي بمائتين وخمسين درهماً من الفلوس. والأسواق كاسدة.).
شهر الله المحرم أوله الخميس:
أخبار النيل والأعياد القبطية المصرية
1 ـ( في يوم الجمعة ثانيه: كان نوروز القبط بأرض مصر وهو أول توت. وقد صار ماء النيل على ثمانية عشر ذراعاً وثلاثة وعشرين إصبعاً.)
2 ـ ( يوم الأحد ثامن عشره: وافقه سابع عشر توت وهو يوم عيد الصليب عند أقباط مصر. ونودي فيه على النيل بزيادة إصبع لتتمة عشرين ذراعاً تنقص إصبعاً واحداً. وهذا أيضاً مما يندر من كثرة ماء النيل.)
3 ـ ( وفي ثامن عشرينه - الموافق لسابع عشرين توت -: نودي على النيل بزيادة إصبع لتتمة عشرين ذراعاً وخمسة أصابع.)
إتّفاق التقويم القبطى واليهودى والهجرى
( واتفق من الغرائب أن يوم الخميس أول السنة وافقه أول يوم من تشرين وهو رأس سنة اليهود فاتفق أول سنة اليهود مع أول سنة المسلمين، ويوم الجمعة وافقه أول توت - وهو أول سنة النصارى القبط - فتوالت أوائل سنين الملل الثلاث في يومين متوالين. واتفق ذلك أن طائفة اليهود الربانيين يعملون رءوس سنينهم وشهورهم بالحساب ( الفلكى ) وطائفة القرائين يعملون رءوس سنينهم وشهورهم برؤية الأهلة كما هو عند أهل الإسلام ، فيقع بين طائفتي اليهود في رءوس السنين والشهور اختلاف كبير ، فاتفق في هذه السنة مطابقة حساب الربانيين والقرائين للرؤيا، فعمل الطائفتان جميعاً رأس سنتهم يوم الخميس. وهذا من النوادر التي لا تقع إلا في الأعوام المتطاولة.)
أخبار الحج
( وفي ثالث عشرينه: قدم الركب الأول من الحجاج وقدم المحمل من الغد ببقية الحاج. ).
وظائف وعقوبات لأكابر المجرمين
عزل أقبغا الجمالى الاستادار وضربه وإهانته وتعذيبه لاستخلاص أموال سرقها
( وفي سادس عشرينه: ضرب السلطان الأمير أقبغا الجمالي أستادار ، وأنزله على حمار إلى ييت الأمير التاج والي القاهرة ، ليعاقبه على استخراج المال. )
تعيين بديل لأقبغا الجمالى في اليوم التالى وتنقلات وتعيينات في مناصب أكابر المجرمين :
( وخلع من الغد يوم الثلاثاء سابع عشرينه على الوزير كريم الدين ابن كاتب المناخ وأعاده إلى الأستادارية ، ورفعت يده من مباشرة كتابة السر ، فاستقل بالوزارة والأستادارية . ورسم لشرف الدين الأشقر نائب كاتب السر بمباشرة كتابة السر حتى يستقر( أي يتوظّف ) أحد . وعين جماعة لكتابة السر ، فوقع الاختيار منهم على قاضي القضاة كاتب السّر بدمشق كمال الدين محمد بن البارزى . )
هجوم صليبى بحرى على طرابلس الشام ، وبرسباى ينتقم بمصادرة أموال الايطاليين في دولته:
( وفي هذا الشهر: طرق الفرنج ميناء طرابلس الشام في يوم السبت عاشره ، وأخذوا مركباً ، فيه عدد كثير من المسلمين وبضائع لها قيمة جليلة. وبينا هم في ذلك إذ قدمت مركب من دمياط فأخذوها أيضاً بما فيها وساروا ، فلما ورد الخبر بذلك كُتب بإيقاع الحوطة على أموال الفرنج الجنوية والقطلان دون البنادقة، فأحيط بأموالهم التي بالشام والإسكندرية.)
انسحاب الصليبى حاكم برشلونة من جزيرة جربة التونسية
( وفيه أقلع الطاغية صاحب برشلونة عن جزيرة جربة في عاشره، ومضى إلى جزيرة صقلية بمن معه من جمائع القطلان وأهل صقلية.)
شهر صفر أوله السبت:
تنقلات في وظائف أكابر المجرمين
1 ـ ( في ثانيه: توجه القاصد لاستدعاء القاضي كمال الدين محمد بن البارزي ليستقر في كتابة السر ، وأن يستقر عوضه في قضاء القضاة بدمشق بهاء الدين محمد بن حجي ، وأن يستقر عوضه في كتابة السر بدمشق قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن الكشك الحنفي ، ويستقر ولده شمس الدين محمد بن الكشك في قضاء القضاة الحنفية ، ويستقر جمال الدين يوسف بن الصفي في نظر الجيش بدمشق عوضاً عن بهاء الدين محمد بن حجي . كل ذلك بمال. ). نلاحظ انتماء أكابر المجرمين المدنيين الى عائلات متخصصة في خدمة المماليك ، وأنهم يشترون المناصب ـ كالعادة .!
2 ـ ( وفي ثامنه: خلع على حسن باك بن سالم الذكري أحد أمراء التركمان وابن أخت قرا يلك واستقر في نيابة البحيرة ، ورسم أن يكون ملك الأمراء عوضاً عن أمير علي ، وأنعم عليه بمائة قرقل ومائة قوس ومائة تركاش وثلاثين فرساً. ). هذا أمير تركمانى خسر في معاركه في العراق ولجأ الى حليفه برسباى، فعينه برسباى حاكما تابعا له .
3 ـ ( وفي سابع عشرينه: كتب باستقرار تاج الدين عبد الوهاب بن أفتكين - أحد موقعي الدست بدمشق - في كتابة السر بها ، لامتناع قاضي القضاة شهاب الدين أحمد ابن الكشك من ولايتها. وكتب أيضاً باستقرار محيي الدين يحيى بن حسن بن عبد الواسع الحياني المغربي في قضاء المالكية بدمشق عوضاً عن شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد الأموي بعد موته. )
قبرص ( المملوكية ) وتجديد الولاء للسلطان برسباى
( وفي سابعه: قدمت الرسل المتوجهة إلى قبرس.)
( وكان من خبرهم أنهم ركبوا البحر من دمياط في شينين ، فوصلوا إلى الملاحة يوم السبت عاشر المحرم وسار أعيانهم في البر يريدون مدينة الأفقسية دار مملكة قبرس، فتلقاهم وزير الملك جوان بن جينوس بن جاك في وجوه أهل دولته ، وأنزلهم خارج المدينة ، وعبروا المدينة من الغد يوم الاثنين ثاني عشره ، ودخلوا على الملك جوان في قصره، فإذا هو قائم على قدميه فسلموا عليه ، وأوصلوه كتاب السلطان ، وهو قائم ، وبلغوه الرسالة، فأذعن وأجاب بالسمع والطاعة ، وقال: " أنا مملوك السلطان ونائب عنه، وقد كنت على عزم أن أرسل التقدمة ( أي الهدية )". فطلبوا منه أن يحلف فأجابهم إلى ذلك ، واستدعى القسيس وحلف على الوفاء والاستمرار على الطاعة والقيام بما يجب عليه من ذلك، فأفيض عليه التشريف السلطاني المجهّز له. وخرجت الرسل من عنده فداروا بالمدينة، وهو ينادي بين أيديهم باستمرار الملك جوان في نيابة السلطنة ، وأن للناس الأمان والاطمئنان، وأمروا بطاعته وطاعة السلطان . ثم أنزلت الرسل في بيت قد أعد لهم ، وأجرى لهم ما يليق بهم من المأكل ، وحُمل إليهم سبعمائة ثوب صوف قيمتها عشرة آلاف دينار مما تأخر على أبيه. وأظهر خصم أربعة آلاف دينار ، ووعد بحمل العشرة آلاف دينار بعد سنة ، وبعث إليهم أيضاً بأربعين ثوباً صوفاً برسم الهدية للسلطان ( المالك الملك الأشرف أبو النصر برسباى الدقماقى ). وساروا بعد عشرة أيام من قدومهم إلى اللمسون ، وركبوا البحر ستة أيام حتى أرسوا على دمياط ، وعبروا في النيل إلى القاهرة. فقبل السلطان ما حملوه إليه. وقرئ كتابه، فإذا هو يتضمن السمع والطاعة ، وأنه نائب السلطنة فيما تحت يده ونحو هذا. ).
تعليق
1 ـ هو التأكُّد التّام من خضوع ملك قبرص للسلطان برسباى ، ولولا خوف الملك القبرصى من سطوة برسباى ما أذعن وما خضع .
2 ـ فارق هائل بين برسباى المنتصر و ضابط المخابرات الذى يحكم مصر الآن ، والذى ما دخل في حرب قط ، والذى لا ينتصر إلا على المصريين .!!
3 ـ خيبته لا مثيل لها في التاريخ ، ولا في ( الجغرافيا ) .!!
قصة درامية عن قبطى أسلم ثم ارتد فقتلوه
( وفي سادس عشرينه: ضربت رقبة رجل ارتد عن الإسلام. وكان من خبره أنه كان نصرانياً فوجده بعض الناس عند زوجته، فاتقي من القتل بأن أظهر الإسلام ، ومضى لسبيله . فلم يقم سوى أشهر وجاء يوم جمعة إلى بعض القضاة وذكر له أنه كان نصرانياً وأسلم ثم أنه رغب أنه يعود إلى النصرانية. وقصد أن يطهر بالسيف ، وتكلم بما لا يليق من القدح في دين الإسلام وتعظيم دين النصرانية ، وصرّح بما يعتقد من إلاهية المسيح وأمه، فتلطّف به القاضي ومن عنده، وهو يُلحُّ ويعاند ويفحش في القول ، فأمر به فسُجن وعُرض عليه الإسلام مراراً في عدة أيام ، وهو متماد في غيّه ، فلما أعياهم أمره وملّت الأسماع من فُحش كلامه وجهره بالسوء ضربت رقبته. ثم أحرقت. )
تعليق
1 ـ نرى من ملامح الشريعة السنية في العقوبات ( الحدود ) أنهم : ضبطوا قبطيا يزنى بزوجة ( محمدية ) ، ولكى ينجو من القتل أعلن إسلامه ، فعفوا عنه ، أي أن للقبطى اذا زنى بزوجة ( محمدية ) وضبطوه فلا عقاب عليه إذا أعلن بلسانه ( إسلامه ). أما الزوجة الزانية فلا عقوبة عليها. العفو عنه هو مكافأة له على دخوله الدين السُنّى ( وليس الإسلام الحق بطبيعة الحال ) . صاحبنا ( القبطى ) آلمه ضميره القبطى ، وطبقا لشريعته الاستشهادية صمّم أن يتطهّر بالعودة لدينه وأن يُقتل . حاول القاضي إثناءه عن رأيه ، ولكنه رفض بل أخذ في تأكيد دينه ، والطعن في دين المحمديين ، ولمّا يأسوا منه قتلوه وأحرقوا جُثّته . والمقريزى يعبّر عن تعصّبه في قوله عنه ( وعُرض عليه الإسلام مراراً في عدة أيام ، وهو متماد في غيّه ، فلما أعياهم أمره وملّت الأسماع من فُحش كلامه وجهره بالسوء ضربت رقبته. ثم أحرقت. )
2 ـ صدر لنا كتاب ينفى ( حدّ الردة ) عام 1993 . حديث الردة الكاذب يقول ( من بدّل دينه فاقتلوه ) ، أي إن الذى يبدّل دينه يجب قتله ، بمعنى أن القبطى إذا بدّل دينه ودخل الدين السُّنّى يجب قتله ، ولو بدّل يهودى دينه ودخل المسيحية يجب قتله . ولكن التطبيق مختلف تماما ، إذا يقومون بالترغيب والترهيب بإدخال اليهود والمسيحيين الى الدين السُّنى ، ويقومون بقتل من يخرج منهم عن الدين السُّنّى . الإسلام الحق برىء منهم ومن شريعتهم سواء ما كان منها مكتوبا في بطون الكتب ، أو كان تطبيقا عمليا في الماضى أو الحاضر . في الإسلام العظيم حرية دينية مطلقة للجميع ، ولا إكراه في الدين ، لا إكراه في دخول أي دين أو الخروج منه ، ولا إكراه في تأدية أي عبادة دينية ، فللدين يوم هو يوم الدين ، ومالك يوم الدين سبحانه وتعالى هو الذى سيحكم فيه بين العباد فيما كانوا فيه يختلفون . وظيفة الدولة في الإسلام ( العلمانى ) هي خدمة الناس وليس إدخالهم الجنة . الهداية في الإسلام شأن شخصى ، ومن اهتدى فلنفسه ومن أساء فعليها .
شهر ربيع الأول أوله يوم الاثنين:
احتجاج الفرنجة على احتكار برسباى للتجارة الشرقية مع التهديد بعدم الشراء
( فيه قدم رسول ملك القطلان من الفرنج بكتابه وقد نزل على جزيرة صقلية في ثاني رمضان بما ينيف على مائتي قطعة بحرية ، فتضمن كتابه الإنكار على الدولة ما تعتمده من التجارة في البضائع ، وأن رعية الفرنج لا يشترون من السلطان ولا من أهل دولته بضاعة. فرد رسوله رداً غير جميل. )
لمجرد التذكير
إحتكار برسباى للتجارة الهندية هو الذى أدى للكشوف الجغرافية للوصول الى الهند ، فاكتشفوا رأس الرجاء الصالح وأمريكا .
بناء قيسارية جديدة في القاهرة ( القيسارية هي مركز تجارى وتجمع لأصحاب الحرف )
( وفي رابعه: فتحت القيسارية المستجدة بخط باب الزهومة من القاهرة وسكنها الكتبيون ( باعة الكتب ). وكان سوق الكتب المقابل للصاغة قد هُدم وما حوله في سنة ثلاث وثلاثين ، وبُني قيسارية يعلوها ربع ، وبدائرها حوانيت ، حيث كانت الصيارف تجاه الصاغة ، وحيث كانت النقليون وسوق الكتب والأمشاطيين تجاه شبابيك المدرسة الصالحية بالقاهرة والصليبة . وسكن في القيسارية التي عملت بجوار الكتبيين أرباب الأقفاص الذين كانوا بالقفيصات تحت شبابيك القبة المنصورية وشبابيك المدرسة المنصورية. وصارت هذه القيسارية سوقاً يضاهي الصاغة ، وأسكن في مقاعد القفيصات ودككها قوم من الخريزاتية - بياعي الخرز - وطائفة من أرباب المعايش. فلما كملت القيسارية المستجدة بباب الزهومة تجاه درب السلسلة تحول إليها الكتبيون وجاءت من أحسن ما بني بالقاهرة.)
المقريزى مولع بالقاهرة وأحيائها ، وله كتابه الرائع في خطط مصر والقاهرة ( الخطط المقريزية ) ، ومنه نعرف أن باب الزهومة كان المكان المخصص لبيع مخلفات الذبائح .
نزهة السلطان
( وفي ثامن عشره: سرح السلطان إلى جهة أطفيح برسم الصيد وقدم من الغد آخر النهار وسرح قبل هذا إلى جهة شيبين وإلى بركة الحجاج أربع سرحات. )
وظائف أكابر المجرمين
وصول ابن البارزى للقاهرة ليتولى كتابة السّر ، وتكريمه بموكب :
( وفي تاسع عشره : قدم القاضي كمال الدين محمد بن البارزي من دمشق ومثل يدي السلطان ، وقد خرج الناس إلى لقائه ، ثم نزل في داره ، وخلع عليه من الغد يوم السبت عشرينه واستقر في كتابه السر . ونزل في موكب جليل ، فسُّر الناس به سروراً كثيراً ، لحسن سيرته وكفايته وجميل طويته وكرمه وكثرة حيائه يؤيده. ) نذكّر بحبّ المقريزى لأكابر المجرمين من الشام .
شهر جمادى الأولى أوله الخميس:
نزهة السلطان
( فيه قدم الأمير مقبل الزيني نائب صفد ، وكان السلطان قد ركب إلى خارج القاهرة فركب في الخدمة إلى القلعة ثم نزل في دار أعدت له.)
وظائف أكابر المجرمين
1 ـ( وفي خامسه: خلع على ابن ( ... ) واستقر في كشف الوجه القبلي عوضاً عن طوغان العثماني على مبلغ اثنى عشر ألف دينار يحملها من البلاد ).
ما بين القوسين لم يكتبه المقريزى ، والذى يهمنا هو أن هذا الكاشف ( الحاكم ) الجديد للصعيد التزم بدفع 12 ألف دينار للسلطان يجبيها من أهل الصعيد الذين لا يجدون ما ينفقون ، وطبعا سيجمع منهم أضعاف هذا المبلغ .
2 ـ ( وفي ثامنه: خلع على الأمير أسنبغا الطياري أحد أمراء العشرات واستقر في نظر جدة عوضاً عن سعد الدين إبراهيم بن المرة وأذن لابن المرة أن يتوجه معه. ).
تعليق
1 ـ سعد الدين ابن المرة كان المتخصص في إدارة ميناء جدة ، وقد عزله برسباى وعيّن أميرا مملوكيا مكانه ، مع الاستعانة به رفيقا لهذا الأمير المملوكى في الإدارة المدنية لميناء جدة وما يعنيه من مكوس تقع على التجارة الشرقية التي احتكرها برسباى .
2 ـ ( وفيه توجه الأمير مقبل نائب صفد إلى محل كفالته على عادته ، بعد ما قدم مالاً وغيره بنحو اثني عشر ألف دينار. ). جاء حاكم صفد ، وأعاده برسباى لوظيفته بعدما قدّم 12 ألف دينار .
3 ـ ( وفي سابع عشرينه: توجه الوزير الأمير أستادار كريم الدين ابن كاتب المناخ إلى الوجه البحري لتحصيل ما يقدر عليه من الجمال والخيل والغنم والمال لأجل سفر السلطان إلى الشام. ).
4 ـ ( وفي حادي عشره: نودي للناس بالإذن في السفر صحبة الطياري إلى مكة ، فسُرّوا بذلك سروراً زائداً ، وتجهزوا للسفر. ). هذا عن الحامية المملوكية الى الحجاز .
كواكب
( وفي ليلة الثلاثاء ثالث عشره: بالرؤية ورابع عشره بالحساب خسف جميع جرم القمر في الساعة الحادية عشر وأقام في الخسوف ثلاث ساعات ونصف ساعة. )
شهر جمادى الآخرة أوله يوم الجمعة:
الحامية المملوكية الى الحجاز
1 ـ ( في خامسه: أنفق السلطان في المماليك المجردين إلى مكة صحبة الأمير أسنبغا الطياري . وهم خمسون مملوكاً كل واحد مبلغ ثلاثين ديناراً. )
2 ـ ( وفي ثامن عشره: برز الطياري بمن معه. )
3 ـ ( وفيه خلع على سعد الدين بن المرة ليكون رفيقاً للطياري. )
4 ـ ( وفي ثالث عشرينه: استقل الطياري بالمسير من بركة الحجاج في ركب يزيد على ألف ومائة جمل. )
توزيع صُرر الأموال على المسافرين صُحبة السلطان الى المشرق
1 ـ ( وفيه ابتدئ بصرّ نفقة السفر إلى الشام. )
( صرّ ) النفقة أي جعلها في صُرر لتوزيعها على أربابها .
2 ـ ( وفي حادي عشره: أنفق في الأمراء نفقة السفر، فحمل إلى الأمير الكبير الأتابك سودن من عبد الرحمن فضة عن ثلاثة آلاف دينار ، وإلى كل من الأمراء الألوف - وهم عشرة - ألفا دينار ، وإلى كل من أمراء الطبلخاناه خمسمائة دينار كل ذلك فضة. )
3 ـ ( 24 جمادى الآخرة ) : ( ابتدئ بنفقة المماليك السلطانية وهم ألفاً وسبعمائة لكل منهم صرة فيها ألف درهم أشرفي وخمسون درهماً أشرفية ، عنها من الفلوس ( أي عند تحويلها ) اثنان وعشرون ألف درهم ، وهي مصارفة مائة دينار من حساب كل دينار بمائتين وعشرين درهماً فلوس ، والدينار يومئذ يصرف بمائتين وثمانين. وكذلك نفقات الأمراء التي تقدم ذكرها إنما حملت إليهم دراهم على هذا. )
الاستادار يُنزل الظلم العظيم بأهل الوجه البحرى لتمويل حملة برسباى على العراق
( وفي هذا الشهر: نزل بأهل الوجه البحري من نزول الأستادار على بلاء عظيم. )
تعليق
هي عادة الاستادار وهى وظيفته من أجل السلطان أكبر أكابر المجرمين ، بل هي التطبيق الصريح للمعلوم عندهم بالضرورة من شريعة دينهم السُنُى وقُضاة القُضاة بشرعهم ( الشريف ). ألا لعنة الله جل وعلا عليهم جميعا في الماضى وفى الحاضر .
شهر رجب أوله الأحد:
قدوم الاستادار الظالم لسيده السلطان بما حمل
( في ثالثه: قدم الوزير أستادار من الوجه البحري، وقد احتاج ( أي افتقر ) أهله بأخذ خيولهم وأغنامهم وأموالهم، هو وأتباعه . فما عفُّوا ولا كفُّوا. ) . لاحظ تعبير المقريزى الموجز الموجع : ( فما عفُّوا ولا كفُّوا. ).!
تعليق :
ونعطى مثالا لأحد لصوص الكبار في العصر المملوكى ، وهو أيضا شهر استادار في عصر المماليك البرجية ، إنه الأمير جمال الدين الاستادار. نستخلص تاريخ حياته مما كتبه عنه المقريزى .
1 ـ قلنا إن الاستادار هو الذي كان يتولى الإشراف على نفقة القصور السلطانية في العصر المملوكي . وصاحبنا جمال الدين بدأ حياته العملية في السرقة حين كان يتولى " مشد " باب رشيد بمدينة الإسكندرية ، والمشد هو الموظف الذي يتولى تنفيذ أوامر السلطة المملوكية ، وينفذها بالضرب وه المخبأة . هذا بينما إعتقل ابن الطبلاوي ابن جمال الدين كي يحصل منه على مائة ألف دينار . وعن طريق ابن غراب – كاتب جمال الدين السابق – عثروا على أموال مخبأة في خرابة خلف مدرسة جمال الدين ( خانقاة جمال الدين الاستادار التي كانت الأشهر في وقتها ، وقد بناها من المال الحرام ، كما هو شائع في شريعتهم السُنية ) ، وكانت جملة تلك الأموال مليون درهم فضة . مع ستة ألاف دينار وأربعة ألاف وخمسمائة درهم ، في أماكن متفرقة .
5 ـ وأمر السلطان برقوق بمصادرة كل أموال جمال الدين ، واعتقاله في داره واعتقل مماليكه وأتباعه ، وبدأت تظهر أمواله المخبأة شيئا فشيئا ، ثم تسلمه الأمير فرج شاد الدواوين ، فأخذ يعذبه ليعترف بما لديه من أموال ( وكانت تلك الوظيفة لجمال الدين من قبل ) . ومع شدة التعذيب فلم يعترف جمال الدين بشيء ، فقام بتعذيبه عدوه ابن الطبلاوي فلم يعترف أيضا بشيء !! بل كان يسب ابن الطبلاوي وهو تحت العذاب. ثم استدعاه السلطان برقوق ، وحقق معه بحضور كاتبه السابق ابن غراب ، الذي أفشى أسراره أمام السلطان ، فزاد من حقد السلطان عليه ، فأمر بتشديد التعذيب عليه ، حتى مات تحت التعذيب ، وهذا في ليلة الأحد تاسع رجب عام 799 في الستين من عمره ، ودفنوه في مدرسته .
دوران محمل الحجاج في ظروف استثنائية
( وفي يوم الخميس ثاني عشره: أدير محمل الحاج . ولم يعمل ما جرت العادة به من التجمل ، بل أوقف تحت القلعة وأعيد ، و لم يتوجه إلى مصر ( أي ما يعادل القاهرة الكبرى الآن ) ، وهذا شيء لم يعهد مثله. )
لمجرد التذكير كان دوران المحمل ( الذى يحمل كسوة الكعبة ) أحد شعائر الحج وقتها ، طبقا للمعلوم بالضرورة من الدين السُنّى .
وظائف أكابر المجرمين ( تنقلات وتقلبات )
1 ـ ( وفي سابع عشره: أعيد دولات خجا إلى ولاية القاهرة، عوضاً عن التاج لسفره في الخدمة السلطانية مهمندار وأستادار الصحبه وجليساً. ). ضمن الوظائف أن يكون أحدهم نديما وجليسا للسلطان ، وهكذا كان التاج ابن الخطير .
2 ـ ( وخلع على شهاب الدين أحمد ابن محمد بن علي - ويعرف بابن النسخة شاهد القيمة - واستقر في حسبة مصر عوضاً عن شمس الدين أحمد بن العطار. )
سلطان تونس والمغرب يرسل للسلطان برسباى بأخبار حربه ضght"> ( وفي هذا الشهر: تحركت أسعار الغلال ، فأبيع القمح بمائة وثلاثين درهماً الأردب بعد مائة ، وأبيع الأردب الشعير والفول من ثمانين إلى بضع وتسعين بعد ما كان بستين. وسبب ذلك أن طائفة من الناس قد اعتادت منذ سنين أن ترجف في أيام زيادة النيل بأنه لا يبلغ الوفاء ، يريدون بذلك غلاء الأسعار ، فتكف أرباب الغلال أيديها عن البيع ، ويأخذ آخرون في شراء الغلال وخزنها ليتربص بها دوائر الغلاء، فيتحرّق السعر من أجل ذلك ، فإذا بلغ النيل القدر المحتاج إليه في ري الأراضي وزرع الناس أيس طلاب الغلاء ، فباعوا ما قد اختزلوه منها ، فينحل السعر ويتضع.)
نائب السلطان في مصر يولى شخصا مجهولا تابعا له مديرا لأمن القاهرة وعزل دولات خجا المشهور بظلمه . والمقريزى ــ على غير العادة يمدح نائب السلطان .!
( وفي ثامن عشرينه: عزل نائب الغيبة دولات خجا عن ولاية القاهرة وأقام عوضه دواداره - أعني دولات حجا - وهو مجهول لا يعرف ونكرة لا يتعرف . ومع ذلك فأحوال الناس بالقاهرة جميلة لحُسن سيرة نائب الغيبة، وتثبته وإظهار العدل مع كثرة الأمن ورخاء أسعار عامة المبيعات كلها.).
تعليق
غريب أمر المقريزى ؛ حين يظهر شخص مسئول حسن السيرة يصفه بالنكرة والشخص المجهول ، بينما يُسهب في سيرة أكابر المجرمين
شهر ذي الحجة أوله الأحد:
قياس النيل وغلاء الأسعار بسبب الازدحام على شراء وتخزين الحبوب خوفا من مجاعة
( وفي ثامن عشرينه: نودي على النيل بزيادة إصبع واحد لتتمة خمسة عشر ذراعاً وثمانية عشر إصبعاً. وأصبح الناس يوم الأحد عشرينه - وهو ثالث عشرين مسرى - وقد نقص ستة أصابع ، فازدحم الناس على شراء القمح وقد بلغ إلى مائة وأربعين درهماً الأردب ، فتعدى مائة وخمسين. )
الفهرس
المقدمة
الباب التمهيدى : عن الدولة المملوكية ومؤرخيها وما قبل ا
الفصل الثانى :( مؤرخو عصر برسباى )
المؤرخ أبو المحاسن (813 :874 ) الذى كان من أكابر المجرمين
المقريزى : أعظم المؤرخين الذى لم يكن من أكابر المجرمين
الفصل الثالث : لمحة عن الدولة المملوكية
الفصل الرابع : قبل عصر برسباى : السلطان المؤيد شيخ وتطب
الفصل الخامس : ( برسباى ) من طفولته في القوقاز الى أن صار
الباب الأساس : عن تطبيق الشريعة السنية لأكابر المجرمين
الفصل الأول : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 825
الفصل الثانى : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 826
الفصل الثالث : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 827
الفصل الرابع : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 828
الفصل الخامس : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 829
الفصل السادس : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 830
الفصل السابع : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 831
الفصل الثامن : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 832
الفصل التاسع : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام ال
الفصل العاشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام : 83
الفصل الحادى عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية ع
الفصل الثانى عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الفصل الثالث عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الفصل الرابع عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الفصل الخامس عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الفصل السادس عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الفصل السابع عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الخاتمة
دعوة للتبرع
أسماء الصحابة : مقالك م عن القرا مطة وآل سعود روعة خالصة ....
آل سعود والحج : اثناء نقاش بيني وبين احد الزمل اء بالعم ل ...
عيدا الفطر والاضحى: عيد الفطر والأض حى ؟ هل يقتنع الناس بعد 5 آلاف...
تخلف فقهى ,!!: هل حقا من شروط الإما مة(ام م مسجد ) أن يكون...
more