رقم ( 28 )
الخاتمة

الخاتمة

 أولا :

نرجو ان يحقق هذا البحث الأهداف التالية :

1 ـ التعريف بالسلطان المملوكى برسباى ، وهو ليس معروفا ، بل كان بعض أتباعه أكثر شهرة منه ، مع انهم كانوا يسجدون له يقبلون الأرض بين يديه ، ومنهم ابن حجر العسقلانى وبدر الدين العينى ( العينتابى ). هذا السلطان المملوكى برسباى هو الذى احتل قبرص ، وهو الذى حمى دولته ووصل بنفوذه الى ما يعرف الآن ب ( أنقره ) ، وهو السبب المباشر في الكشوف الجغرافية ، إذ أن إحتكاره للتجارة الهندية الشرقية وفرض هذا الاحتكار على أوربا جعلهم ـ في سياق الحرب بين معسكرى المحمديين والصليبيين ـ يحاولون الوصول الى الهند بعيدا عن البحر الأحمر الذى يسيطر عليه المماليك ، فاتجه كولومبوس غربا  ليصل الى الهند فاكتشف العالم الجديد ، وتتابعت الكشوف الجغرافية التي غيّرت تاريخ العالم . والسلطان برسباى هو السبب .

مقالات متعلقة :

2 ـ التعريف بالشريعة السنية الحقيقية. انها ليست الكتابات الفقهية النظرية البعيدة عن الواقع والتي يختلف فيها الفقهاء في كل صغيرة وكبيرة ، بل هي ما يتم تطبيقه تحت إسم ( الشرع ) على يد السلطان ومعه قُضاة القضاة من المذاهب الأربعة . وقلنا إن اشهر فقيه في العصر المملوكى كان ابن حجر العسقلانى ، والذى كان يؤيد السلاطين المماليك الذين عاصرهم في كل جرائمهم ، والذى كان ـ كالآخرين ــ يتولى منصبه بالرشوة ،وبالرشوة يحكم هو أتباعه من القضاة على نحو ما كان سائدا ، ومعلوما لديهم من شريعتهم السنية بالضرورة . ومع ذلك فقد كتب عشرات الكتب في الفقه والحديث في كلام نظرى ، لا صلة له اطلاقا بالواقع .

3 ـ التعريف بالتناقض الهائل بين الإسلام الحقيقى ، وما كان ـ ولا يزال ـ يمارسه أكابر المجرمين من المستبدين وأعوانهم من رجال الدين . وكان اختيار عصر السلطان برسباى والفقيه السُّنّى ابن حجر العسقلانى مقصودا ، فابن حجر هو المشهور بأنه ( امير المؤمنين في الحديث ) ، وهو صاحب الكتاب المشهور ( في شرح البخارى ) ، وفى هذا العصر كان تقديس البخارى على أشُدّه ، فكان يُقام له ميعاد سنوي طيلة شهر رمضان يحضره السلطان ، أي هو دين البخارى وليس دين الإسلام .

4 ـ التأكيد على أن سوء الأحوال تحت حكم الاستبداد لا ينجو منه الحاكم والمحكوم ، فالظالم يدفع نتيجة ظلمه ، وأكابر المجرمين يمكرون بأنفسهم وما يشعرون ، ويحيق بهم مكرهم ، وتظل مسيرة المكر مستمرة . ونريد أن تنتهى هذه الدائرة الجهنمية بدون سفك دماء حرصا منا على المستضعفين في الأرض ، وهم الذين نحملهم في قلوبنا جُرإنّ للمستبد أعوانه من أكابر المجرمين من رجال الدين ، الذين  يؤيدونه بمفتريات أديانهم الأرضية تزين له الجريمة فريضة دينية ومعلوما عندهم من الدين بالضرورة ، وهذا هو أساس الشريعة السنية كما طبقها برسباى وقضاة شرعه . لذا يجب  تبشير المستبد وكهنوته وأتباعه بعذاب أليم ، ويكون وعظهم بقوله جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) الانعام ). لعل الوعظ يجعلهم يفيقون من غرور السُّلطة الذى يجعلهم لا يشعرون . ولقد ظل كثيرون من أكابر المجرمين في عصرنا ينكرون الواقع لا يشعرون به حتى انتهوا الى السقوط المُهين .

أخيرا : 

( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر ).

ودائما : صدق الله العظيم .!!

( تطبيق الشريعة السنّية لأكابر المجرمين في عصر السلطان المملوكى الأشرف برسباى )

هناك من يطالب بتطبيق ما يسمونه بالشريعة ، ولا يعرفون أن أسلافهم طبقوا شريعة شيطانية لصالح أكابر المجرمين . هذا الكتاب يعطى تقريرا تاريخيا عن تطبيق شريعة أكابر المجرمين في عصر السلطان برسباى من واقع تاريخ السلوك للمقريزى.
more