رقم ( 2 )
المقدمة

ن وقت الظاهر بيبرس خادما للسلطة القائمة وحارسا لدين التصوف السنى ..ولا يزال . 

4 / 2 : إستقدم الخلافة العباسية الى القاهرة بعد سقوطها في بغداد ، وجعل الخليفة العباسى ممثلا للكهنوت ، مهمته مبايعة السلطان المملوكى الذى يتولى السلطة .

مقالات متعلقة :

4 / 3 : إفتتح عهد بناء المؤسسات الدينية المملوكية ، ببناء مسجده الهائل في القاهرة ، بعده أنشأ السلطان قلاوون مجموعته المعمارية الدينية ، وتوسع السلاطين والأمراء المماليك في إنشاء المساجد والجوامع والقباب والزوايا والأضرحة والأربطة والخوانق والزوايا ، وخصصوا فيها دروسا لعلوم الشريعة السنية من فقه وحديث وتفسير ، وأعاشوا فيها الصوفية يدعون لهم ، باعتبار أن الصوفية أولياء يشفعون لهم يوم القيامة مهما أجرموا . ثم كان إنشاؤهم لتلك المؤسسات الدينة سببا آخر ، يقع ضمن شريعتهم السنية ، لأن الأمير أو السلطان المملوكى ينهب الأموال ، وحين يسقط في الصراع يستولى المنتصر على أمواله ، لذا عمد المماليك بنصيحة فقهاء شرعهم الى التحايل على تحصين سرقاتهم بالوقف الأهلى ، بإقامة مؤسسات دينية والانفاق على من فيها من معلمين وطلبة وصوفية وعاملين ، وأوقفوا عليها ما ينهبونه من أموال وضياع ، ويجعل السلطان أو الأمير نفسه متحكما في الوقف ، ويحرم عندهم شرعا مصادرة هذا الوقف . لذا شاع تأسيس هذه المؤسسات الدينية ليس فقط بأموال السُّحت وبمصادرة حقوق الغير بل أيضا بتسخير الناس في العمل فيها بالبطش والضرب والتعذيب ، وهذا كله في إطار المسموح به في الشريعة السنية ، وكان كبار الفقهاء وكبار القضاة يتولون الاشراف على هذه المؤسسات ، ومنهم ( الحافظ أمير المؤمنين في الحديث إبن حجر العسقلانى ) . بهذا تميز عصر المماليك بالعمائر الدينية ، والتي لا تزال تملأ القاهرة ومصر حتى اليوم ، ومنها مسجد السلطان برسباى . 

4 / 4 : بزعامة مصر منذ عهد الظاهر بيبرس أصبح لها السيطرة على الحجاز وتحملت عبء تأمينه من غزو الصليبيين ، وهى التي كانت تسيّر مواكب وقوافل الحج ، ويأتي الى القاهرة من يريد الحج من شمال أفريقيا ليلتحق بقوافل الحج المملوكية ، وتخصّص أمير مملوكى في قيادة قوافل الحج ، وكان هناك في القلعة ـ في القاهرة ـ مقر السلطة المملوكية دار لصناعة كسوة الحج ، وهناك إحتفال بعرضها ، وإحتفال بخروجها مع قافلة الحج وخط سير مرسوم داخل القاهرة ، ويكون المنطلق بعدها من ( بركة الحاج ) أحد أهم معالم القاهرة المملوكية. وكان تسجيل خروج المحمل من الأحداث التي يذكرها المقريزى كل عام .

5 ـ برز في هذا العصر تقسيم العالم الى ( دار السلام و دار الحرب )

5 / 1 : إذا كان السلطان قُطز هو الذى قهر المغول فقد كان ذلك بمساعدة بيبرس ، ثم توسع بيبرس بعده في مطاردة المغول والصليبيين في الشام . وبعده إجتثت الدولة المملوكية الوجود الصليبى في الشام ، ودار الصراع بحريا بين المماليك الممثلين ل ( أُمّة محمد ) والأوربيين الممثلين ل ( أُمّة المسيح ). والسلطان برسباى ــ الذى نعرض له هنا ــ هو الذى إستولى على قبرص التي جعلها الصليبيون موطأ قدم للهجوم على مصر. ففي هذا العصر برز ــ بقوة ــ الصراع بين ( المحمديين : أمة محمد ) و ( الصليبيين : أمة المسيح ) ، وهذا في إطار ما إستحدثته الشريعة السُنّية من تقسيم العالم الى ( دار السلام والسلام ـ معسكر المحمديين ) و ( دار الحرب : معسكر الفرنجة والصليبيين ) . وارتبط هذا بالتقاتل داخل ( معسكر المحمديين ) . بدأ هذا وذاك فعليا وعمليا بالفتوحات التي قام بها الخلفاء الأوائل ، وبما يسمّى بالفتنة الكبرى والحروب الأهلية في عهدهم ، ثم تمّ تأطيره فقهيا ، واستمراره عمليا في حروب بين ( معسكر المحمديين ومعسكر الصليبيين ) وفى الحروب البينية داخل معسكر المحمديين . برز هذا أكثر في سلطنة برسباى الذى إحتل قبرص التي كانت موطئا للهجوم الصليبى على الدولة المملوكية ، وهو أيضا الذى اشتبك في معارك حربية مع خصومه داخل معسكر أعرف بتاريخهم وتراثهم وشرائعهم نعرضها على القرآن الكريم ، نستشهد به ردّا على أكابر المجرمين . ونرجو أن يكون نصرنا النهائي والأكبر عليهم يوم الدين ، حين يجمعنا رب العالمين ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون . 

4 ـ وهذا الكتاب : ( تطبيق الشريعة السنية لأكابر المجرمين في عصر السلطان المملوكى الأشرف برسباى ) نهديه الى ( الماعز ) الذين لا يزالون يتشدقون بشعار تطبيق الشريعة ، دون توضيح لماهية هذه الشريعة التي يطالبون بتطبيقها ، ودون معرفة أن تطبيق شريعتهم إستمر من عصر أكابر المجرمين المستبدين من الخلفاء الى السلاطين وخدمهم من الفقهاء والقُضاة الفاسقين ، وبهذه الشريعة الشيطانية ظلموا الله جل وعلا بالافتراء عليه وظلموا الشعوب ، فلم يزدادوا بها إلا قهرا وظلما.

( تطبيق الشريعة السنّية لأكابر المجرمين في عصر السلطان المملوكى الأشرف برسباى )

هناك من يطالب بتطبيق ما يسمونه بالشريعة ، ولا يعرفون أن أسلافهم طبقوا شريعة شيطانية لصالح أكابر المجرمين . هذا الكتاب يعطى تقريرا تاريخيا عن تطبيق شريعة أكابر المجرمين في عصر السلطان برسباى من واقع تاريخ السلوك للمقريزى.
more




مقالات من الارشيف
more