رقم ( 17 ) : الباب الأساس
الفصل السابع : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 831

الفصل السابع  :  الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 831 

قراءة في تاريخ السلوك للمقريزى  / المقريزى شاهدا على العصر 

قال المقريزى في التأريخ لسنة 831

مقالات متعلقة :

( سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة :

( أهلت وخليفة الزمان المعتضد بالله أبو الفتح داود بن المتوكل على الله أبي عبد الله محمد العباسي، وسلطان الإسلام بمصر والشام والحجاز الملك الأشرف أبو العز برسباي الدقماقي الظاهري الجركسي، ثامن الملوك الجركسة، والأمير الكبير الأتابك يشبك الأعرج الساقي، وأمير أخور الأمير جقمق العلاي وأمير سلاح أينال الجكمي. وأمير مجلس الأمير شارقطلوا، ورأس نوبة الأمير أركماس الظاهري، والدوادار الأمير أزبك، وحاجب الحجاب الأمير قرقماس، وأستادار الأمير زين الدين عبد القادر ابن الأمير فخر الدين عبد الغني ابن الأمير الوزير تاج الدين عبد الرزاق بن أبي الفرج، والوزير الصاحب كريم الدين عبد الكريم ابن الوزير تاج الدين عبد الرزاق بن محمد، المعروف بكاتب المناخ، وناظر الخاص كريم الدين عبد الكريم بن بركة، المعروف بابن كاتب جكم، وكاتب السر بدر الدينرها تناقضا مع الشريعة الإسلامية هي الشريعة السُنّية التي شوّهت الإسلام وظلمت الانسان . التهجير القسرى جريمة في المواثيق الدولية لحقوق الانسان ، وهو عادة سيئة وقعت فيها نُظم استبدادية وعنصرية كثيرة في العصر الحديث ، منهم الأسبان في شبه جزيرة اييريا وفى  أمريكا اللاتينية ، ومنهم الولايات المتحدة في تعاملها مع السكان الأصليين ، ومحتلو استراليا ، وفى عصرنا الراهن كان الاتحاد السوفيتى ، وإسرائيل ، بالإضافة الى سوريا والنظام العسكرى الحالي في مصر ، إذ قام جيش عبد الفتاح السيسى بتهجير أكثر من 3 آلاف عائلة في سيناء ، واعتبرته هيومون رايتس ووتش إنتهاكا للقانون الدولى . وسكت شيخ الأزهر لأن ما ارتكبه السيسى من انتهاكات لحقوق الانسان يتفق مع الشريعة السنية التي يحافظ عليها الأزهر ويحميها من النقد والنقاش. ومن ينتقدها مثلنا يكون ( مُنكرا للسُنّة ). ولا عزاء للمصريين سُكّان رفح .

ونعيد التذكير بأنه يتكرر إستيلاء برسباى على الأوقاف القديمة . عبد الفتاح السيسى تفوّق على السلطان برسباى وعلى أعتى السلاطين في السلب والنهب . لم يجرؤ أي مستبد على الاستيلاء على الأوقاف المصرية من العصر العباسى الى عهد عبد الناصر والسادات وحسنى مبارك . استولى عليها السيسى بطريقة لئيمة ، إذ عهد الى ادارتها بمجموعة تتبعه ، واصبح بالفعل مالكا للأوقاف المصرية الى تمتلك حوالى 30% من الأراضى المصرية علاوة على العقارات والعمارات . لصوص مصر الكبار والصغار مصيرهم الى تراب ، وسيأتون يوم القيامة يحملون أوزارهم على ظهورهم ، ألا ساء ما يزرون . 

نعود الى المقريزى :

صراع أكابر المجرمين

 ( وفي هذا الشهر: كانت فتنة بين آل مهنا عرب الشام، قتل فيها الأمير عذراء بن علي بن نعير، واستقر أخوه مدلج عوضه في إمرة آل فضل . ). صراع بين أخوين من عرب آل مهنا في الشام . قتل فيه أخُّ أخاه.( بسيطة.. جرى خير .!)

( شهر صفر، أوله الجمعة:

إحتكار

( فيه رسم أن لا يزرع أحد من الناس قصب السكر، وأن يبقى صنفاً مفرداً للسلطان يزرعه في مزارعه بجميع الإقليم، ويعصره عسلاً وقنداً وسكراً، ويبيعه من غير أن يشاركه في ذلك أحد، ثم بطل هذا المرسوم ولم يعمل به. ).

( سلطان الإسلام ) حظر على الجميع زراعة قصب السُّكر ليحتكره وحده ، وليحتكر صناعته والتجارة فيه. كان هذا فوق إم الحروب .       

2 ـ ( وفي تاسع عشره: قدم قاضي القضاة الحنفي بدمشق، شهاب الدين أحمد بن محمود ابن الكشك، وقد ألزم بحمل عشرة آلاف دينار . ). قاضى القضاة الحنفى إشترى المنصب . هذا معروف ومألوف ، أي إنه عندهم من ( المعلوم من الدين السُنّى بالضرورة ).!

3 ـ ( وفي عشرينه: قدم قاضي القضاة الشافعي، ونقيب الأشراف بدمشق، شهاب الدين أحمد بن علي بن إبراهيم بن عدنان الحسيني. وقد ألزم أيضاً بحمل مال كبير. ). قاضى القضاة الشافعى إشترى المنصب . هذا معروف ومألوف ، أي إنه عندهم من ( المعلوم من الدين السُنّى بالضرورة ).!

السلطان يتنزّه كعادته

( وفيه ركب السلطان وشق القاهرة بثياب جلوسه، على عادته . ). 

الأسعار

( وفي أخريات هذا الشهر: تحركت أسعار الغلال، وسببه خسة الزرع بالجيزية والوجه البحري لعدم المطر، وتوالى هبوب الرياح المريسية زيادة على ثلاثين يوماً، فلم تسر فيها المراكب . )

( شهر ربيع الآخر، أوله الاثنين:

أخبار خارجية : ( اليمن )

( وفيه كانت الفتنة الكبيرة. بمدينة تعز من بلاد اليمن. وذلك أن الملك الأشرف إسماعيل ابن الملك الأفضل عباس بن المجاهد علي بن المؤيد داود بن المظفر يوسف بن المنصور عمر بن علي بن رسول لما مات قام من بعده ابنه الملك الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل، وقام بعد الملك الناصر أحمد ابنه الملك المنصور عبد الله بن أحمد، في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ومات في جمادى الأولى سنة ثلاثين، فأقيم بعده أخوه الملك الأشرف إسماعيل بن أحمد الناصر بن الملك الأشرف إسماعيل بن عباس ، فتغيرت عليه نيات الجند كافة من أجل وزيره شرف الدين إسماعيل بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر العلوي، نسبة إلى علي بن بولان العكي، فإنه أخر صرف جوامكهم ومرتباتهم، واشتد عليهم، وعنف بهم، فنفرت منه القلوب، وكثرت حساده، لاستبداده على السلطان، وانفراده بالتصرف دونه. وكان يليه في الرتبة الأمير شمس الدين علي بن الحسام، ثم القاضي نور الدين علي المحالبي مشد الاستيفاء، فلما اشتد الأمر على العسكر وكثرت إهانة الوزير لهم، وإطراحه جانبهم، ضاقت عليهم الأحوال حتى كادوا أن يموتوا جوعًا، فاتفق تجهيز خزانة من عدن، وبرز الأمر بتوجه طائفة من العبيد والأتراك لتلقع." ، ففكوا القيد من رجليه، وطلبوا العسكر بأسرهم، فطلعوا بأجمعهم، وأطلعوا معهم بعشرة جنائب من الاصطبل السلطاني في عدة بغال ،  فتقدم الترك والعبيد وقالوا للظاهر: " لا نبايعك حتى تحلف لنا أنه لا يحدث علينا منك سوء بسبب هذه الفعلة، ولا ما سبق قبلها."،  فحلف لهم ولجميع العسكر، وهم يعددون عليه الأيمان، ويتوثقون منه، وذلك بحضرة قاضي القضاة موفق الدين علي بن الناشري، ثم حلفوا له على ما يحب ويختار، فلما انقضى الحلف، وتكامل العسكر، ركب ونزل إلى دار العدل في أهبة السلطنة، فدخلها بعد صلاة الجمعة، فكان يوماً مشهوداً. وعندما استقر بالدار أمر بإرسال ابن أخيه الأشرف إسماعيل إلى ثعبات، فطلعوا به، وقيدوه بالقيد الذي كان الظاهر يحيى مقيداً به، وسجنوه بالدار التي كان مسجوناً بها، ثم حمل بعد أيام إلى الدملوه، ومعه أمه وجاريته، وأنعم السلطان الملك الظاهر يحيى على أخيه الملك الأفضل عباس. بما كان له، وخلع عليه، وجعله نائب السلطة كما كان في أول دولة الناصر، وخمدت الفتنة .
وكان الذي حرك هذا الأمر بنو زياد، فقام أحمد بن محمد بن زياد الكاملي بأعباء هذه الفتنة، لحنقه على الوزير ابن العلوي، فإنه كان قد مالأ على قتل أخيه جياش، وخذل عن الأخذ بثأره وصار يمتهن بني زياد. ثم ألزم الوزير ابن ال نيابة طرابلس، وجهز إليه خيل ليركبها، ورسم لمن في خدمة الأمراء من مماليكه أن يتوجهوا إليه . )

هدية من الهند للسلطان برسباى وأمرائه ، مع طلب ورجاء 

( في سادسه: أحضرت هدية ملك كلبرجة من الهند، وهي أربعة سيوف، وستة عشر جمالاً، عليها شاشات وأزر، وقد أهدى إلى غير واحد من أعيان الدولة، وسأل أن تمكن رسله من بناء رباط بالقدس. )

أخبار خارجية : من الهند

(  وكان من خبر الهند أن بلاد الهند قسمان، قسم بيد أهل الكفر وهم الأكثر، وقسم بأيدي المسلمين. وكان ملك الهند صاحب مدينة دله ( دلهى )، وهي قاعدة الملك. وكان ملكها فيروز شاه بن نصرة شاه من عظماء ملوك الإسلام، فلما مات، ملك دله ( دلهى ) بعده مملوكه ملُّو ، وعليه قدم الأمير تيمور لنك بعد سنة ثمانمائة، وأوقع بالهند وقيعة شنعاء، وخرب مدينة دله ( دلهى ) ، وعاد إلى بلاده، فأتى بلاد الشام بعد ذلك. وكان ملُّو قد فر منه، فعاد بعد مسير تيمور لنك إلى دله ( دلهى ) ، ومضى منها إلى ملطان ( مدينة هندية ) فخرج عليه خضر خان بن سليمان، وحاربه فقتل في الحرب. وكان قد ملك دله ( دلهى ) دولة يار، فنازله خضر خان وحصره مدة، ففر منه، وملك خضر خbsp;ومن خبر ملوك الروم أن خوندكار بايزيد بن مراد بن عثمان ترك أربعة أولاد: سلمان وهو أكبرهم، ومحمداً، وعيسى، وموسى، فقام بالأمر سلمان، وأقام ببر قسطنطنية في مدينة أدرنة وكالي بولي ( غاليبولى )، وقام أخوه عيسى  بمدينة برصا، وتحاربا، فقتل عيسى، واستبد سلمان بمملكة أبيه، فثار عليه أخوه موسى وحاربه، فقتل سلمان، وملك بعده موسى ببر أدرنة، وقام ببرصا أخوه محمد كرشجي وقاتله، فقتل موسى، واستبد بالمملكة حتى مات فأقيم من بعده ابنه مراد بك بن محمد كرشجي . )

نفس التعليق عن ( دار السلام ودار الحرب )، والحرب هنا بين الأخوة . هذا معروف ومألوف ، أي إنه عندهم من ( المعلوم من الدين السُنّى بالضرورة ).!

أسعار

( وفي هذا الشهر: اتضع سعر الغلال بديار مصر وكسدت، فأبيع الأردب القمح بمائة وأربعين فلوساً إلى ما دون ذلك، والشعير بتسعين درهماً الأردب . )

إستيلاء على أوقاف قديمة

( وفيه أخذ السلطان خان مسرور والرباع التي تعلوه، وذلك أنه قومت أنقاضه باثني عشر ألف ديناراً، رصد منها تحت يد مباشري السلطان تسعة آلاف دينار لعمارة الربع، فصار النصف والربع للسلطان، وأقبض قاضي القضاة عن ثمن أنقاض الربع ثلاثة آلاف دينار، على أنه إذا كملت يكون ريعه جارياً تحت نظر الحكم العزيز الشافعي، يصرف ريعه فيما كان يصرف فيه ريع الأصل . ). كالعادة ؛ سرقة واختلاس للأوقاف بين السلطان وقاضى القضاة . هذا معروف ومألوف ، أي إنه عندهم من ( المعلوم من الدين السُنّى بالضرورة ).!  

شهر رجب، أوله السبت:

حفل تكريم لرسل السلطان العثمانى

( فيه عملت الخدمة بالإيوان من دار العدل من القلعة، وأحضرت رسل مراد بن عثمان ملك الروم بيرصا. وكان موكباً جليلاً أركب فيه الأمراء ومماليك السلطان، وأجناد الحلقة . )

هدم الأوقاف بعد الاستيلاء عليها

( وفيه ابتدئ بهدم خان مسرور. ). هدم الخان بعد تفريغه من المتكسبين منه والساكنين فيه ، وقد بيعت أنقاضه ، وبقى أن يقام مكانه ( خان جديد )، يشرف على استثماره قاضى القضاة الشافعى المُخوّل بالاشراف على الأوقاف ، والسلطان هو المستفيد الأكبر . ). كالعادة ؛ سرقة واختلاس للأوقاف بين السلطان وقاضى القضاة . هذا معروف ومألوف ، أي إنه عندهم من ( المعلوم من الدين الس

عفو عن مساجين

( وفي سابع عشرينه: استدعى السلطان من في سجن القضاة، وأفرج عن عدة من المديونين . ) .

كان يتم حبس العاجز عن سداد الديون بأمر من القاضي في   سجن خاص يتبع القاضي ، وللسلطان الحق في العفو عنهم إذا شاء .

غلاء وكوارث

1 ـ ( وفي هذا الشهر: تحرك سعر الغلال فأبيع الشعير كل أردب بمائة وخمسة وعشرين بعد تسعين وأبيع الفول بمائة وستين، وأبيع القمح بمائة وستين، وأبيع القمح بمائة وستين بعد مائة وأربعين. هذا مع دخول الغلات الجديدة، إلا أن الفأر كثر عبثه في الغلال، ووقعت صقعة في عاشر طوبة من أشهر القبط ببلاد الصعيد، تلف بها أكثر الفول وهو أخضر، وكانت الشراقي كثيرة، فلم يزرع ما شرق من الأراضي وأكلت الدودة مواضع مزروعة ولم يزل الغلاء يترقب في هذه السنة منذ هبط النيل سريعاً، إلا أن الله تعالى أرخى الأسعار لطفاً منه بعباده  ( إنّ الله بالناس لرءوف رحيم ).

2 ـ  ( وقدمت الأخبار بأن أراضي حوران بالشام لم تزرع لعدم المطر، وأن الغلاء قد اشتد بالحجاز لعدم الغيث به. )

 وباء في الصعيد

كان من قبل في دمياط والوجه البحرى ثم توجه الى الصعيد ( واثق الخطوة يمشى ملكا ) يقول المقريزى :  ( وفيه فشت أمراض حادة في الناس ببلاد الصعيد، وكثر الموتان، لاسيما بمدينة هو، وبوتيج، ومنشية أخميم وما حولها . )

شهر شعبان، أوله الأحد:

غلاء

(  أهل وأسعار الغلال أخذة في الارتفاع، ولم يكد يوجد عند قطاف عسل النحل منه شيء. وهلك النحل من قلة المراعي، وعز وجود الفول لقلة ما تحصل منه عند الدراس، وقل الحمص أيضاً، وخس الكتان .)

وباء

( وكثر الوباء في هذا الشهر بصعيد مصر، فمات بشر كثير . ). لا أحد يهتم بعدد الموتى ، ولو بصورة تقريبية ، فالصعيد بعيد عن مركز السلطة، ومُعاناة أهلة مهما بلغت لا تهُمُّ المؤرخين 

صراع أكابر المجرمين في الحجاز :

( وفي سادس عشره: توجهت تجريدة عدتها خمسون مملوكاً إلى ينبع . )

شهر رمضان، أوله الاثنين:

النيل

( في ثانيه- الموافق لسابع عشرين بؤونة-: نودي على النيل ثلاثة أصابع بعد ما أخذ القاع فكان ثلاثة أذرع وعشر أصابع . )

وظائف أكابر المجرمين

1 ـ ( وفيه عزل سعد الدين إبراهيم بن المرة من نظر الديوان المفرد، وولي عوضه زين الدين يحيى، قريب الأمير فخر الدين بن أبي الفرج . )

2 ـ ( وفي عشرينه: أخرج قانصوه- أحد أمراء الطبلخاناه- لنيابة طرسوس، وأضيف إقطاعه إلى الديوان المفرد. ) ( وقانصوه هذا أحد مماليك الأمير نوروز الحافظي، وصار إلى المؤيد شيخ بعد قتل نوروز، فرقاه حتى صار أمير طبلخاناه، وهو أحد الفرسان المشهورين، وكبير الطائفة النوروزية . )

الأسعار

( وفي هذا الشهر: بلغ القمح إلى مائتين وستين درهماً الأردب، وأناف الأردب من الشجر والفول على المائتين، وبلغت البطة الدقيق- وهي خمسون رطلا- ثمانين درهماً . )

الصراع المملوكى الصليبى 

( وفيه قدم إلى الإسكندرية مركبان من مراكب طائفة الفرنج القطلان ( الكاتيلان ) لأخذ المدينة، فإذا الناس على يقظة وأهبة لهم، فإن متملك قبرس كان قد بعث يحذر منهم، فردهم الله خائبين. )

الجزية من قبرص

(  وفيه قدم الحمل من قبرس .)

شهر شوال، أوله الأربعاء:

السلطان يتنزّه ، ويطمئن على عمارته ويعود المرضى

( في حادي عشره: ركب السلطان من قلعة الجبل، فشق القاهرة، ونظر إلى عمارته، ونزل إلى المارستان المنصوري، فعاد المرضي، وعاد إلى القلعة . )

النيل

1 ـ ( وفي ثاني عشره- الموافق لأول مسرى-: نودي على النيل بزيادة أربعة وعشرين إصبعاً، لتتمة اثني عشر ذراعاً وعشر أصابع، وهذا مما يستكثر من زيادة النيل. )

 2 ـ ( وفي خامس عشرينه- الموافق له رابع عشر مسرى-: كان وفاء النيل ستة عشر ذراعاً، وركب المقام الناصري محمد بن السلطان، ومعه الأتابك شارقطلوا وغيره من الأمراء، حتى خلق المقياس، وفتح الخليج على العادة . )

إستيلاء على أوقاف وهدمها 

( وفي هذه الأيام: هدمت الحوانيت التي تجاه شبابيك المدرسة الصالحية التي بجوار قبة الملك الصالح. وكانت في وقف الجو كندار، وكان هدمها في رابعه. ) هذا معروف ومألوف ، أي إنه عندهم من ( المعلوم من الدين السُنّى بالضرورة ).!

وظائف أكابر المجرمين

( وفي سادسه: توجه سعد الدين إبراهيم بن المرة إلى جدة لأخذ مكوس التجار الواردين من الهند، وقد أعيد إلى ولايته. )

( وفيه خلع على الأمير أينال الجلالي الأجرود، واستقر في نيابة غزة، عوضاً عن الأمير تمراز الدقماقي، وأنعم بطبلخاناته على الأمير تمراز الدوادار، وكتب بإحضار الأمير بيبغا المظفري من القدس، وقد نقل إليها من دمياط من نحو شهر. )

صراع أكابر المجرمين

1 ـ في الحجاز ( وفي حادي عشره: سارت تجريدة خمسون مملوكاً، عليها الأمير أرنبغا- أحد أمراء العشرات- وسببها أن الخبر ورد من مكة بأن بني عجلان أخوة الشريف بركات بن عجلان متولي مكة طلبوا من شاهين المتوجه إلى جدة أن يأخذوا مما يتحصل ما كانت عادتهم أخذه في أيام أبيهم الشريف حسن بن عجلان، فمنعهم ملحذر، وسقط عليه مراراً سهام من طباق المماليك، سلمه الله تعالى منها. وبلغه أن المماليك كانت تجتمع بأزبك . ).

تعليق

واضح أن برسباى تعرّض لمؤامرة فتصرّف سريعا ونفى أزبك الدوادار وقبض على محموعة من أتباعه ، وأخمد فتنة قبل اتساعها . ويلاحظ تعاطف المقريزى مع برسباى في قوله عنه ( سلمه الله تعالى منها.). ليس هذا حُبّا في السلطان وحرصا عليه ولكن خوفا من وقوع الاضطرابات الى أن يأتي سلطان جديد ينفرد بالحكم، وقد كان هذا معتادا في العسكر المملوكى ، ونفس الحال في العسكر المصرى الحاكم الآن في مصر. لا يأتي الخطر على الرئيس العسكرى من المعارضة المدنية ، بل من المعارضة المسلحة الوهابية أو من رفاق السلاح حول الحاكم . السادات تآمر وقتل عبد الناصر ، والسادات في ضربة واحدة قتل وزير الحربية وكبار القادة في سقوط طائرة عسكرية في 2 مارس 1981، ثم تآمر على السادات أكبر رتبتين عسكريتين : مبارك وأبو غزالة ، ثم تخلص مبارك من أبى غزالة بفضيحة ، وحكم مستبدا الى أن ثار الشعب فتدخل قادة الجيش وعزلوه ، ثم قدموا الاخوان ليحكموا إبتغاء فضحهم وكشفهم ، ثم ثاروا عليهم ، وتولى السيسى الحكم ، وتخلّص من أقرب معاونيه ، ليستبد بالأمر ، ولا يزال في رُعب من مستقبل قادم  .

2 ـ حركة تنقلات بعد عزل الدوادار أزبك

( وفي ثامنه: خلع على الأمير أركماس الظاهري رأس نوبة. واستقر دواداراً كبيراً عوضاً عن أزبك، وخلع على الأمير تمراز القادم من غزة، واستقر رأس نوبة عوضاً عن أركماس، وأنعم على الأمير يشبك المشد، وأنعم بطبلخاناه يشبك على أقبغا الخازندار، واستقر الطواشي صفي الدين جوهر السيفي قنقباي اللالا خازنداراً عوضاً عن أقبغا، فبلغ الاختصاص بالسلطان مبلغاً كبيراً . )

3 ـ ترقية الشوبكى  نديم السلطان: ( وفي سابع عشره: خلع على الأمير تاج الدين الشويكي والي القاهرة، واستقر مهمنداراً عوضاً عن حرز- مضافاً بما بيده من الولاية وشد الدواوين والحجوبية- وهو من مجالسي السلطان في مجالسه الخاصة . ). هذا الشوبكى مصري وليس من المماليك ، وبسبب إخلاصه اصبح واليا للقاهرة أي مدير الأمن بها ، وترقى وتزايدت مناصبه لأنه من خواصّ برسباى ، خصوصا بعد مؤامرة مماليكه عليه.

الحج وصراع أكابر المجرمين في العراق

( وفي سابع عشرينه: قدم مبشرو الحاج وأخبروا بسلامة الأمن والرخاء، وأنه قدم محمل من العراق معه أربعمائة جمل تحمل الحاج، جهزه حسين بن علي ابن السلطان أحمد بن أويس من الحلة، وكان قد استولى على ششتر وصاهر العرب، فقوي بهم، وناهض شاه محمد بن قرا يوسف صاحب بغداد . )

تعليق

بعد استيلاء هولاكو على بغداد قسّم المغول العراق الى منطقتين : جنوبية عاصمتها بغداد ، وشمالية عاصمتها الموصل . ويديرهما حاكمان من المغول بمساعدة من القوى المحلية ( تركمانية ). ثم استولى تيمورلنك على العراق ، وأوكل ادارته الى القوى التركمانية ، فتنازعوا أمرهم بينهم . وجاء فى الخبر السابق صراع بين صاحب الحلة العراقية وشاه محمد بن قرا يوسف التركمانى صاحب بغداد .  أي هو صراع داخل ( دار السلام ) بين نفس المجموعة العرقية الحاكمة ( التركمان ). وهذا الصراع داخل ( معسكر / دار السلام ) هو من المعلوم عندهم من الدين السُّنّى بالضرورة .

( وفي ثاني عاشره- الموفق ثالث عشر توت-: نودي على النيل بزيادة إصبع لتتمة زيادته عشرين ذراعاً سواء، وابتدأ نقصه من الغد . ). 

( تطبيق الشريعة السنّية لأكابر المجرمين في عصر السلطان المملوكى الأشرف برسباى )

هناك من يطالب بتطبيق ما يسمونه بالشريعة ، ولا يعرفون أن أسلافهم طبقوا شريعة شيطانية لصالح أكابر المجرمين . هذا الكتاب يعطى تقريرا تاريخيا عن تطبيق شريعة أكابر المجرمين في عصر السلطان برسباى من واقع تاريخ السلوك للمقريزى.
more