ظهر التيار القرآنى فى مصر ولقى استجابة واسعة فى مصر وخارجها بين أوساط المثقفين المسلمين المستنيرين الرافضين لأطروحات التيار السلفى السنى الوهابى المتهم بالتحريض على الارهاب والتعصب والتطرف والتزمت. الأب الروحى لهذا التيار هو الشيخ الدكتور أحمد صبحى منصور الذى واجه السلفية الصوفية ثم الوهابية خلال عمله فى جامعة الأزهر مما سبب فى اضطهاده داخل الجامعة ثم فصله منها سنة 1987 وادخاله السجن شهرين فى نهاية نفس العام متهما بانكار السنة. عمل بعدها مفكرا مستقلا يدعو لاصلاح المسلمين من داخل الاسلام . أصدر عدة مئات من المقالات والأبحاث والكتب المنشورة، عدا ندواته فى مركز ابن خلدون وغيره. أضطر للهجرة لأمريكا لاجئا سياسيا بعد اغلاق مركز ابن خلدون وموجة اعتقال شملت صفوف النشطين من القرآنيين أدخلتهم السلطات المصرية السجن بتهمة ازدراء الأديان . الشيخ الدكتور أحمد صبحى منصور ينشط الآن فى نشر مقالاته على بعض المواقع فى الانترنت وتلقى صدى واسعا ويتم ترجمة بعضها للانجليزية. اشتهر الدكتور منصور بوقفته الفكرية الحازمة ضد المتطرفين السلفيين .
بدأ الدكتور منصور نضاله الفكرى منذ سنة 1977 بالبحث والمقال والكتاب والندوات ، وصودرت بعض كتبه وطورد من مسجد لآخر ومن الأزهر الى غيره من مواقع فكرية الى أن انتهى به المطاف فى مركز ابن خلدون ، فاستقر فيه خمس سنوات الى أن أغلقت الحكومة المصرية المركز وطورد الشيخ أحمد منصور فلجأ الى أمريكا. وبعد ان استقرت أحواله نوعا ما بدأ نضاله على ساحة الانترنت العربى منذ اكتوبر 2004 . وسنعرض لكتاباته الاصلاحية بادئين بالاصلاح الدينى ثم السياسى ثم الاجتماعى ثم الثقافى ، مع مراعاة ظروف المقال والترتيب الزمنى ما استطعنا
منهج د. منصور الفكرى فى الدعوة للاصلاح الدينى :
فى مقالته "الاسلام دين السلام " عرض الشيخ أحمد صبحي منصور لمنهجه الفكرى واختلافه عن الآخرين . قال : هناك رؤيتان للإسلام: رؤية للإسلام من خلال مصدره الإلهى، وهو القرآن الكريم، ومنهج هذه الرؤية هى أن تفهم القرآن من خلال مصطلحاته ولغته، فللقرآن لغته الخاصة التى تختلف عن اللغة العربية، فاللغة العربية- كأى لغة- هى كائن متحرك، تختلف مصطلحاته ومدلولات الكلمات حسب الزمان والمكان وحسب الطوائف والمذاهب الفكرية، وحسب المجتمعات.. وبالتالى فإن الذى يريد أن يتعرف على الإسلام خلال مصدره الإلهى- القرآن- علي أن يلتزم باللغة القرآنية، ثم يبدأ بدون أدنى فكرة مسبقة فى تتبع الموضوع المراد بحثه من خلال كل آيات القرآن، سواء ما كان منها قاطع الدلالة شديد الوضوح، وهذه الآيات المحكمة، أو ما كان منها فى تفصيلات الموضوع شروحه وتداخلاته، وهى الآيات المتشابهة، وهنا يصل إلى الرأى القاطع الذى تؤكده كل آيات القرآن، وهذه هى الرؤية القرآنية للإسلام. والرؤية الثانية للإسلام هى الرؤية التراثية البشرية، وهى أن تنظر للإسلام من خلال مصادر متعددة، منها القرآن، والأحاديث المنسوبة للنبى، وروايات أسباب نزول الآيات، وأقاويل الفقهاء والمفسرين.. ومن الطبيعى أن تجد آراء متعارضة، وكل رأى يبحث فى آيات القرآن عما يؤيده بأن يخرج الآية عن سياقها، وأن يفهمها بمصطلحات التراث ومفاهيمه، ومن الطبيعى أن هذا الفهم للإسلام يتعارض مع حقيقة الإسلام، ومع الرؤية القرآنية له، ومن هذه الرؤية الثانية تخرج الفتاوى التى يكون بها الإسلام متهماً بالإرهاب والعنف والتخلف والتطرف .
والواضح انه يضع فاصلا حادا بين الاسلام - الذى يراه فى القرآن فقط – وبين المسلمين وتاريخهم وتراثهم سواء كان منسوبا للنبى محمد فى صيغة أحاديث أو كان منسوبا لمؤلفيه الحقيقين. وبسبب انكاره نسبة تلك الأحاديث للنبى محمد ونقدها فى قسوة فقد اتهمه المحافظون من شيوخ الأزهروالسلفيين الوهابيين بانكار السنة النبوية.
اذن يتركز منهجه الاصلاحى فى اصلاح المسلمين بالاسلام عن طريق قراءة القرآن وتحليله وفق مصطلحاته والاحتكام اليه فى كتب التراث التى تحظى بالتقديس والتى يراها الشيخ منصورأساس التطرف والتعصب واالتزمت والارهاب . وجرأته فى النقد يبررها علمه الواسع بعلوم التراث وأدوات الاجتهاد فى الاسلاميات ومعرفته بدقائق اللغة العربية وتطورها واختلاف مصطلحاتها عبر العصور وحسب الطوائف والفرق والمذاهب.
منهج الشيخ منصور الفكرى الاصلاحى يستعين أيضا بتاريخ المسلمين وهو يقرؤه قراءة نقدية مستغلا تخصصه العلمى فيه كمؤرخ اسلامى تخرج فى قسم التاريخ الاسلامى بجامعة الأزهروقام بالتدريس فى هذا القسم الى أن عزلوه من الجامعة.على أنه أحيانا يقوم بتحليل الواقع الاجتماعى فى بعض مقالاته السياسية والاجتماعية . وعليه فانه يمكن تقسيم كتاباته الاصلاحية من حيث المنهج الى كتابات أصولية، وكتابات تاريخية ، وكتابات تجمع بين الأصولية والتاريخية، وكتابات اجتماعية.
شأن الكتاب الاصلاحيين نرى الشيخ أحمد ص منصور يبادر بفتح موضوع معين يوضح التناقض فيه بين الرؤية القرآنية والمعتقدات السلفية، وقد يترتب على مبادرته هذه هجوم عليه فيقوم هو بالرد على الهجوم، وقد تأتى بعض كتاباته الاصلاحية فى التعليق على قضية مثارة أو جدال محتدم. هنا تقسيم آخر لكتاباته ، فمنها كتابات مبادرة ، وكتابات فى الرد على الهجوم ، وثالثة فى التعليق فى قضية جرى فيها الجدال.
تحليل لأهم كتابات د. منصور :
فى مجال الاصلاح الدينى :
1- بدأ د. احمد صبحي منصور مبكرا باصلاح الفكر الصوفى وعقائده ضمن اعداده لرسالة الدكتوراة تحت عنوان " أثر التصوف فىمصر العصر المملوكى " غطت الرسالة أثار التصوف فى النواحى الدينية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتعليمية والعلمية والأدبية والاقتصادية والعمرانية. ارتاع الشيوخ فى الأزهر عندما قرأوا ما كتبه من تناقض بين الاسلام والتصوف فى العقائد الدينية والعبادلت الدينية والسلوك الخلقى. بدأ اضطهادهم له لارغامه على تغيير نقده وتحليله لعقائد التصوف . رفض أن يغير ما كتب فاشتد اضطهادهم له واستمر ثلاث سنوات (1977-1980) الى أن تم الوصول الى حل وسط يقضى بحذف ثلثى الرسالة ، وتمت اجازة الثلث الباقى – نحو 500 صفحة – وحصل على الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى . بعدها جهز المحذوف من رسالته ليكون كتابا من ثلاثة أجزاء يحلل التناقض بين التصوف والاسلام فى العقائد وفى العبادات وفى الأخلاقيات. وانتظر الوقت المناسب للنشر. أدت كتاباته التالية فى نقد للتصوف الى تحطيم نفوذ التصوف فى داخل الأزهر وخارجه فتوارى هذا التيار ومؤيديه خصوصا مع علو نفوذ السلفية السنية الوهابية وهم أشد أعداء الصوفية . لذا نشرت وزارة الثقافة المصرية سنة 2000 كتاب " العقائد الاسلامية فى مصر المملوكية بين الاسلام والتصوف " وهو الجزء الأول من المحذوف من رسالته. أحدث نشر هذا الجزء ضجة ثقافية وفكرية تردد صداها فى الصحف وفى مجلس الشعب المصرى الذى طالب بعض نوابه بمصادرة كتب الصوفى المشهور ابن عربى المتوفى فى القرن السابع الهجرى بناء على ما جاء من نقد لآرائه الصوفية فى كتاب الشيخ منصور. العجيب ان بعض من هاجم الشيخ منصورعلى مناقشته للتصوف فى أواخر السبعينيات – انبرى فى سنة 2000 يؤيد التيار السلفى مطالبا بمصادرة كتب ابن عربى وغيره من صرحاء الصوفية متجاوزا دعوة الدكتور أحمد منصور بالاكتفاء بالنقد والتحليل دون المصادرة والتكفير. شجع هذا المناخ مركز المحروسة على طبع كل الأجزاء الثلاثة المحذوفة من رسالة الدكتوراه، فى العقائد والعبادات والأخلاقيات. وهى منشورة منذ بداية عام 2005.
2- فى أول كتاب صدر له سنة 1982 أعلن الشيخ أحمد منصور مفاجأة مفجعة لملايين المصريين المسلمين الذين يعتقدون فى ولاية الشيخ السيد أحمد البدوى أحد أعلام التصوف فى العصر المملوكى والمعبود المقدس من وقتها حتى الآن. أثبت أحمد منصور فى كتابه " السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة" ان البدوى فى حقيقته كان زعيما لتنظيم شيعى سرى يهدف لقلب نظام الحكم فى نهاية مصر الأيوبية، وقد تستر بالتصوف لهذه الغاية، ولكن قامت الدولة المملوكية العسكرية وتشكك الظاهر بيبرس فى حقيقة ذلك الشيخ الصوفى الغامض وأحاطه بالجواسيس مما أرعب البدوى وخاف سطوة الظاهر بيبرس فاستمر فى طريقه الصوفى مؤجلا أحلامه السياسية فتحول التنظيم السرى الى أقوى طريقة صوفية فى مصر وخارجها لعدة قرون. فى الجزء الثانى من الكتاب ناقش خرافة اعتبار البدوى وليا لله وأثبت تناقض هذه الخرافة مع الاسلام . ثارت ضجة حول هذا الكتاب اذ هاجمه الصوفية بينما احتفى به السلفيون الوهابيون وكتبوا على منواله، ومدحه المفكر المؤرخ الدكتور حسين مؤنس فى مجلة اكتوبر قائلا انه أحسن ما كتب عن السيد البدوى ، يشير بذلك الى كتاب مشهور لشيخ الأزهر وقتها الدكتور عبد الحليم محمود كتبه عن السيد البدوى ملأه خرافات منها ان البدوي أعطاه الاذن من داخل ضريحه ليؤلف ذلك الكتاب.
3- فى سنة 1984 أصدر كتاب " شخصية مصربعد الفتح الاسلامى " أثبت فيه أن الفتح الاسلامى لم يغير شيئا فى مصر من الناحيتين الاستراتيجية العسكرية والدينية التوحيدية . أظهر الفارق الاساسى بين الاسلام كدين واعتناق المصريين له كنوع من التدين تأثر بالحياة المصرية وظروفها أو ما سماه بالتمصيرللاسلام، فكان التدين المصرى بالاسلام متشابها بل ومتطابقا احيانا مع التدين المصرى بالمسيحية، ومختلفا مع انواع التدين الأخرى خارج مصر سواءبالمسيحية أو بالاسلام. بعد مناقشة الفكر الصوفى والتأكيد على ضرورة اصلاحه اتجه الشيخ الى مناقشة الفكر السلفى متناسيا الحفاوة التى يوليها له السلفيون والاغراءات التى يعرضونها عليه ، وعالما بالمتاعب التى ستواجهه بسبب تحدى الحركة السلفية والدولة السعودية ونفوذها فى مصر والعالم الاسلامى
4- فى سنة 1985 أصدر خمسة كتب لاصلاح الفكر السنى عوقب بسببها فى جامعة الأزهر بالوقف عن العمل والمنع من الترقية لأستاذ مساعد والمنع من السفروالاحالة للتحقيق لمدة عامين تم بعدها فصله من الجامعة بسبب اصراره على عدم التراجع عما كتب. كان من تلك الكتب الخمسة ثلاثة فى الاصلاح الدينى هى : العالم الاسلامى بين عصر الخلفاء الراشدين وعصر الخلفاء العباسيين ، غارات المغول والصليبيين ، والأنبياء فى القرآن الكريم. فى الكتب الثلاثة ناقش التناقض الدينى بين الاسلام والعقائد السنية باعتبارها التدين العملى السائد لمعظم المسلمين ، ونفى فيها شفاعة النبى محمد وعصمته عن الخطأ ودعا الى عدم تفضيله على الانبياء. لم يرضخ لاضطهاد السنيين له فمضى بعد فصله من الجامعة يخطب فى المساجد المصرية يؤكد فيها تناقض الفكر السنى مع الاسلام بينما يتابعه المتطرفون السنيون يطاردونه من مسجد الى آخر.
5- بعد فصله من الجامعة سنة 1987 أصدركتاب " المسلم العاصى : هل سيخرج من النار ويدخل الجنة " وهوالكتاب الأول من سلسلة" دراسات قرآنية" يقارن فى هذه السلسلة بين معالم الاسلام ومقولات المسلمين السنيين المناقضة لها. كان منها اعتقادهم بأن المسلم العاصى الذى يموت بلا توبة سيدخل الجنة مهما فعل ، وحتى لو دخل النار سيخرج منها بشفاعة النبى محمد . أثبت كتابه خطأ هذا الاعتقاد فقوبل بهجوم سلفى شديد منعت على أثره المطابع من طبع الكتاب الثانى من سلسلة " دراسات قرآنية " وكان بعنوان "لا ناسخ ولا منسوخ فى القرآن". لم تكتف السلطات بمصادرة كتاب " المسلم العاصى " بل أمرت باعتقال المؤلف بتهمة انكار السنة فى الثانى من نوفمبر سنة 1987. قضى فى السجن شهرين ثم أفرجوا عنه تحت المراقبة والتهديد باعادة سجنة اذا عاد الى الهجوم على " السنة النبوية". لم يرضخ للتهديد فتوالت مقالاته المنشورة وأبحاثه وكتبه لتزيد على خمسمائة خلال التسعينيات الماضية
6- فى سنة 1990 اصدر كتابه " حقائق الموت فى القرآن" يصحح فيه بالقرآن الخرافات التى يعتقدها المسلمون عن الموت، ومعظم تلك الخرافات مستقاة من الفكر السنى السلفى. ,قد صمم الناشر على حذف صفحات من الكتاب يتعرض فيها المؤلف للبخارى وخرافاته عن الموت. وفى سنة 1993 أثبت فى بحث "حرية الرأى بين الاسلام والمسلمين " انه لا يوجد سقف لحرية الرأى والفكر والمعتقد فى الاسلام ، وتتبع مصادرة تلك الحرية بالتدريج فى تاريخ المسلمين . فى نفس العام أصدر كتابه " حد الردة " ليؤكد على عدم وجود هذه العقوبة فى الاسلام مستعملا اسلوب طريقة الفقهاء وشيوخ علم الحديث فى الجرح والتعديل ونقد الروايات . كان ذلك ردا علميا أصوليا على فتوى بردة الدكتور فرج فودة واستحقاقه للاغتيال، وكانت تلك الفتوى المشئومة تضم الى جانب د.فرج صديقه الشيخ الأزهرى أحمد صبحى منصور. فى العام التالى اصدر كتابه ينفى عذاب القبر واسطورة الثعبان الأقرع . وفى أزمة الدكتور نصر حامد أبو زيد كتب عديدا من المقالات أتبعها بكتاب ينفى وجود الحسبة فى تشريعات الاسلام بالطريقة التى يمارسها السلفيون. صدر كتاب " قضية الحسبة" سنة 1995 . وفى سنة 1996 أثبت أن النبى محمدا هو الذى كتب القرآن بنفسه. وفى نفس العام نشر بحث :" لا ناسخ ولا منسوخ فى القرآن: النسخ فى القرآن يعنى الكتابة والاثبات وليس الحذف والالغاء " ليطعن الفقه السلفى فى مقتل بهدم أهم اساسياته التشريعية . خلال تلك الفترة كان ينشر مقالات اسبوعية وشهرية فى كثير من الصحف والمجلات المصرية والعربية ، نفى فيها الكثير من الاساطير ومنها معراج النبى محمد وحد الرجم ، وأثبت مشروعية فوائد البنوك والزواج المؤقت وزواج المحلل ، وأكد أن الطلاق الشفهى على الطريقة السنية يناقض الاسلام. بعد هجرته لاجئا سياسيا للولايات المتحدة بدأ منذ اكتوبر 2004 ينشر على مواقع مختلفة على الانترنت مقالات وأبحاثا جديدة، وبعضها كان مصادرا، وبعضها أعاد نشره .
7- فى اكتوبر 2004 عقد مركز ابن خلدون مؤتمرا للاصلاح الدينى اتخذ بعض القرارات الهامة منها اعتبار القرآن هو المرجعية الوحيدة الحاكمة. هاجم شيخ اللأزهر المؤتمر وركز فى هجومه على قولهم القرآن مرجعية حاكمة. رد عليه الشيخ أحمد منصور بمقال بعنوان "الى شيخ الأزهر لمجرد العظة والنصح والارشاد" فند فيه كل أقاويل شيخ الأزهر أصوليا وتاريخيا وقانونيا . أحدث المقال صدى هائلا فتم نشره فى بعض الصحف الخليجية، وحاولت صحف القاهرة حث شيخ الأزهر على الرد فرفض غاضبا وفقا لما ذكرته وقتها جريدة الأسبوع.
8- واصل الشيخ أحمد منصور نشر كتب وأبحاث كان قد نشرها من قبل مثل "الاسناد فى الحديث " وقد نشرته من قبل مجلات التنوير والانسان والتطور ومركز ابن خلدون. وبحث الاسناد يقطع بمنهج علمى أصولى أنه لا شأن للنبى محمد بكل تلك الأحاديث التى نسبوها له بعد موته بقرون والتى تحتوى على فكر التطرف والارهاب وتناقض القرآن. على نفس النمط نشر بحث "الرجم فى الحديث " ينفى عقوبة الرجم للزانى المحصن ، أى الذى سبق له الزواج. ويتبع المنهج الأصولى فى رفض أحاديث الرجم ، مؤكدا رأيه بالقرآن الكريم. وعقوبة الرجم للزناة لا تزال تطبق حتى الآن فى السعودية وايران ونيجيريا. ونشر ملخصا لكتابه عن أكذوبة عذاب القبر والثعبان الأقرع فى دراسة أصولية تاريخية موضحا أثرها فى تأكيد هيبة دعاة التطرف على العوام . وردا على تقديس الفكر السلفى لأبى بكر وعمر فقد قام بتحليل سيرتهما متبعا المنهج الأصولى التاريخى مستدلا بالقرآن والفكر السلفى نفسه مبينا ما وقعا فيه من أخطاء تخالف الاسلام ، وجرفت المسلمين الى الوقوع فى الظلم .اعتبر السلفيون ذلك هجوما على عمر وأبى بكر فتوالت ردود أفعالهم غاضبة متوعدة . ونشر بحثا هاما عن قضية التأويل – أى تحريف معنى الآية القرآنية طبقا للهوى البشرى . عرض فيه لاختلاف مصطلح التأويل فى القرآن عن معناه لدى المسلمين، ثم ناقش أسس التأويل لدى المعتزلة والشيعة والصوفية فى العقائد ، واختلافه عن التأويل الفقهى السلفى الذى عطل تشريعات القرآن، وسار مع التأويل فى عصرنا الراهن فى اطار الصراع السياسى بين العلمانيين والسلفيين . وقام بالرد على الجميع بوجهة نظر قرآنية مخالفة . وعاد السلفيون يرفعون سلاح الحسبة فى وجه المبدعين فنشر مقالا كان قد سبق نشره من قبل فى مجلة سواسية التى يصدرها" مركز القاهرة لحقوق الانسان ". كان المقال تلخيصا لكتاب سابق ينفى وجود الحسبة فى مجالات الفكر والعقائد ووجودها فقط للدفاع عن حقوق الانسان ضد المعتدين. أعتمد مقال:مرض الحسبة " على منهج أصولى تاريخى مؤكدا على تناقض الفكر السلفى مع الاسلام. ونشر بحثا بعنوان "الاسلام دين السلام " كانت مجلة " القاهرة" قد نشرته بعد قليل من هجرة الكاتب الى أمريكا فى اكتوبر 2001 . أهمية المقال أنه يؤكد بمنهج قرآنى أصولى تاريخى قيام الاسلام - فى معناه وتشريعاته وفى السيرة القرآنية للنبى محمد وصحبه – على مبدأ السلام وأن الحرب فيه استثناء للدفاع ضد الاعتداء والاكراه فى الدين . وأعاد نشر بحث : النسخ فى القرآن معناه الكتابة والاثبات وليس الحذف والالغاء" وبحث " حد الردة المزعوم " بمقدمة توضيحية لكل منهما.
ونشر كتابه الذى صودر فى مصر وليبيا والذى يؤكد فى دراسة أصولية تاريخية على أن القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للاسلام كما يؤكد على عداء البخارى للاسلام . الكتاب هو "القرآن وكفى مصدرا للتشريع " وقد احدث نشر الكتاب على الانترنت ردود أفعال هائلة لا تزال سارية . ردا على اضطهاد الدكتورأحمد البغدادى فى الكويت بسبب مؤلفاته نشر الشيخ أحمد منصور بعض صفحات من كتابه " حرية الرأى بين الاسلام والمسلمين " يؤكد على حرية العقيدة المطلقة فى الاسلام، وعداء الاسلام لمن يصادرها. وفى قضية الممثل أحمد الفيشاوى حين رفض الاعتراف بابنته وتأييد الشيوخ له لأن ولد الزنا عندهم لايحق له الانتساب لأبيه رد الشيخ أحمد منصور بالقرآن وتاريخ الصحابة مؤكدا حق ولد الزنا الانتساب لأبيه اذا كان الأب معروفا. وردا على دعوة السلفيين لتطبيق شريعتهم رد الدكتور منصور بواقع عملى تاريخى من العصر المملوكى – أحد عصور تطبيق الشريعة – يوضح بأدلة تاريخية كيف كان يتم تطبيق الظلم والقهر والتعذيب والمصادرة باسم الشريعة وفى ظل تحكم فقهاء الشرع أنفسهم ، ومن واقع ما كتبوه فى مؤلفاتهم التاريخية . جاء هذا فى مقال : "صفحات من تطبيق الشريعة"
وردا على اضطهاد الأقباط المتكرر فى مصر نشر بحثا تاريخيا أصوليا لم يستطع نشره حين كان فى مصر . تحت عنوان " اضطهاد الأقباط فى مصر بعد الفتح الاسلامى" كتب مقدمة عن ظروف كتابته للبحث ثم جاء البحث بتفصيلات تاريخية مجهولة لاضطهاد الاقباط بعد الفتح الاسلامى وموقف الاسلام المناقض لها. وناقش هلع السلفيين من التنصير فى بلاد المسلمين مؤكدا على الحرية المطلقة فى الاسلام امام كل انسان فى أن يعتنق ما يشاء من أديان ، وأن العدل يقتضى بأنه طالما يفتح الغرب أبوابه لمن يدخل فى الاسلام فيجب أن يفتح المسلمون بلادهم لمن يشاء التنصر وفقا لحرية العقيدة ، وكل انسان مسئول امام الله عن اختياره . جاء هذا تحت عنوان : "كل هذا الهلع من التنصير " وعن تقلب موقف شيخ الأزهر بين عقده اتفاقات تؤكد حرية الرأى والعقيدة ثم تنصله منها عند التنفيذ كتب مقالا يحلل فيه شخصية شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى تحت عنوان : "هل يمكن أن يتوب علنا شيخ الأزهر ؟" وتعليقا على العمليات الانتحارية التى شهدتها مصر والعراق واسرائيل كتب ينكرها ويحرمها فى مقال أصولى تحت عنوان : خسر الدنيا والآخرة ذلك الذى يفجر نفسه ليقتل الأبرياء.
وحين قامت آمنة داود بامامة الصلاة وثار عليها شيخ الأزهر والسلفيون وأفتوا بتحريم الصلاة خلفها ورموها فى شرفها رد الدكتور أحمد صبحى منصور يؤكد بالقرآن حق المرأة المؤهلة لامامة الذكور فى الصلاة، ثم عرض بسخرية لأحكام الفقه السلفى وتناقضها مع القرآن وسفاهتها وبذاءتها . فى مواجهة الحملة الصحفية التى سببها ما أذيع من تدنيس بعض الجنود الأمريكيين للمصحف كتب الدكتور منصور بحثا أصوليا تاريخيا مبتكرا يكشف فيه تقديس المسلمين للمصحف مع عدائهم للقرآن اذا تعارضت آياته مع تراثهم وما وجدوا عليه آباءهم ، وفسر ذلك بحفظ الله للقرآن رغم أنوف المسلمين ولولا ذلك لحرفوا آياته وأفتروا على الله كذبا بمثل ما فعلوا فى تراثهم. احتوى المقال على أدلة تاريخية عن ازدراء بعض كبار المسلمين بالمصحف والقرآن واستمرار ذلك حتى عصرنا الراهن دون أن تقوم حملات احتجاج من المسلمين. كان البحث بعنوان :"أخيرا هذه كلمتى فى جريمة تدنيس المصحف " وفى مواجهة حملة صحفية أخرى اشتعلت ضد عضو الكونجرس الأمريكى توم تنكريدو لأنه قال انه اذا ضرب الارهابيون أمريكا بقنبلة نووية فيمكن ضرب مكة فى المقابل – قابل الشيخ أحمد عضو الكونجرس وسمع اعتذاره عما قال وكتب مقالا يوضح الأمر ولم ينس – كعادته – أن يوضح أن المسلمين فى حاضرهم ومستقبلهم قد أدمنوا انتهاك حرمة الكعبة ، وفى نفس الوقت قدسوها فى مخالفة صريحة العقيدة الاسلام وشعائر الحج حيث لا تقديس فى الاسلام لبشر أو حجر حسبما قال. جاء هذا المقال بعنوان : هل فعلا يريد تنكريدو عضو الكونجرس تدمير الكعبة ؟
فى حياته الجديدة فى أمريكا مستمتعا بحريته فى العقيدة حكى تجربة شخصية وقام بتحليلها أصوليا فى معرض مقارنته بين التسامح الاسلامى بين مصر وأمريكا فى مقال حمل نفس العنوان. ولأنه يعيش فى ولاية فرجينيا الأمريكية بدون مسجد يرحب بدعوته الاسلامية المستنيرة فقد كتب يقول : مسجد لله يا محسنين " يؤكد حاجة أمريكا لمساجد للمستنيرين لتقاوم مساجد السلفيين المنتشرة فى الولايات الأمريكية ..
فى مجال الاصلاح السياسي:
على غير المتوقع منهم - كتيار دينى متخصص فى علوم الاسلام وتشريعاته - يركز القرآنيون فى دعوتهم الاصلاحية على الناحية السياسية التى هى بحكم العادة مجال التخصص للفكر العلمانى فى مواجهة الدعوة السلفية الاخوانية. التأصيل الفكرى للاصلاح السياسى – وفق الرؤية القرآنية – قام به الشيخ الدكتور أحمد صبحى منصور. يتأسس تأصيلهم على أن الاسلام دين ودولة ، الا أن الدولة فى الاسلام دولة علمانية مهمتها –ليس ادخال الناس الجنة وهدايتهم الى العقيدة الصحيحة – ولكنها تماثل الدول الديمقراطية المعاصرة حيث تتركز مهمتها فى توفير حقوق الانسان والحرية المطلقة والعدل لكل المواطنين بغض النظر عن الدين والجنس والمذهب والعرق. وهم يرون التيار السلفى اكبر عدو للاسلام ويؤكدون على التناقض بين الدولة الاسلامية ودولة الخلافة التى يريد السلفيون ارجاعها. النظرة السطحية ترى فى التأصيل القرآنى للاصلاح السياسى موقفا متناقضا بين التيارين الأساسيين المتصارعين ؛ العلمانى الرافض لخلط الدين بالدولة ، والسلفى الوهابى الاخوانى الساعى لاقامة دولة دينية تعيد نمط الخلافة الاسلامية.
الا أن النظرة المتعمقة تؤكد أن القرآنيين يرون فى الاسلام دينا علمانيا ، ويؤيدون العلمانية التى لا تتناقض مع الاسلام . غاية ماهناك أن لديهم فهمهم القرآنى الذى يضع لهم ملامح الدولة الاسلامية العلمانية التى تتبنى حقوق الانسان وقيم العدل والديمقراطية والحرية المطلقة فى الدين والفكر والتسامح الدينى . وفى نفس الوقت يرون أن العلمانيين العرب بثقافتهم الغربية عاجزون عن التوفيق بين العلمانية والاسلام ، وأنهم لا يرون فارقا بين الاسلام والمسلمين ويعتبرون السلفيين المتطرفين ممثلين للاسلام ويطلقون عليهم لقب "الاسلاميين ".
بدأ د. منصور مبكرا تأصيل الدولة الاسلامية ليعقد أواصر القربى بينها وبين الديمقراطية الغربية بل ويزايد عليها فى القول بالديمقراطية المباشرة فى الدولة الاسلامية. هذا التأصيل المبكر بدأ ببحث عن الشورى الاسلامية طبقا لما جاء عنها فى القرآن ، قدم هذا البحث فى ندوة فى ليبيا ، ثم نشره مؤخرا على الانترنت . ثُم كان هذا البحث أساسا لبحث مكتمل بالانجليزية لا يقتصر على تأصيل الديمقراطية المباشرة كفريضة دينية لها جذور فى العقيدة الاسلامية وفى الثقافة القرآنية ، ولكن عقد فصلا آخر يسير مع اغتيال الديمقراطية الاسلامية منذ القرن الأول الهجرى الى عصرنا الحديث. جاء البحث بعنوان " الاسلام الديمقراطى وطغاة المسلمين ." أثناء عمله فى مركز ابن خلدون نشرعدة مقالات عن ديمقراطية الاسلام وضياعها بالتدريج فى تاريخ المسلمين، وعن التناقض بين دولة الاسلام والدولة الاستبدادية الكهنوتية الدينية التى عرفها المسلمون وغيرهم فى العصور الوسطى والتى يريد السلفيون اعادتها فى عصرنا.
فى تلك الفترة كتب بحثا عن "مقدمة ابن خلدون" سنة 1998 فى دراسة تحليلية أصولية تاريخية .مقدمة ابن خلدون مكتوبة بلغة عربية مغربية عسيرة وبمصطلحات غير مألوفة . لذا قام المؤلف فى الجزء الأول بتلخيص كل فقرة من الكتاب بلغة عصرية مفهومة للقارىء العادى. وفى الجزء الثانى غاص فى عقلية ابن خلدون ومدى تأثره بعصره ومدى تأثر عصره به ، وما بقى من المقدمة لعصرنا ليستفيد من عبقريتها ، وأخطاء ابن خلدون التاريخية ولماذا لم تنطبق نظريته فى العصبية على أحوال مصر المملوكية التى عاش فيها ربع القرن الأخير من حياته. المهم هنا فيما يخص الاصلاح هو مناقشة المؤلف لفكر ابن خلدون الداعى للدولة الدينية وتفنيده لحججه أصوليا وتاريخيا. وقبل عمله فى مركز ابن خلدون نشرت له أخبار اليوم سنة 1990 كتابا عن مصر فى القرآن الكريم، وفيه حلل صفات الاستبداد الفرعونى بحيث يمكن التعرف عليه فى حياتنا السياسية المعاصرة.
على أن مؤلفات الشيخ منصور الدينية والثقافية الأخرى تصب أيضا فى تيار الاصلاح السياسى مثل " حرية الرأى بين الاسلام والمسلمين" و"السيد البدوى.." لأنه فى مقارناته المستمرة بين القرآن وتراث السلفيين يدمر الأساس الذى يقوم عليه الهيكل السلفى دينيا وسياسيا، خصوصا وأن السلفيين لا يملكون حجة ساطعة ضده. عموما يمكن تقسيم كتاباته السياسية الى نوعين رئيسيين: نوع يبادر فيه بالتأصيل لموضوع جديد ، ونوع آخر يعلق فيه على الأحداث الجارية أو يرد فيه على خصومه من الاخوان والسلفيين. بادر بالكتابة موضحا لأول مرة الديمقراطية المباشرة فى الاسلام وحقوق الانسان فى الدولة الاسلامية والتناقض بين الدولة الاسلامية ودولة الخلافة الكهنوتية ، ومناقشا مفاهيم السلف السياسية واختلافها عن حقائق القرآن مثل : الراعى والرعية، المبايعة أو البيعة، أهل الحل والعقد . العهد بالحكم وولاية العهد..الخ.
وله الآن على مواقع الانترنت مقالات بادر فيها بمناقشة توارث السلطة فى تاريخ المسلمين ومعارضته للاسلام وتأثيره السىء على نوعية الخلفاء الوارثين للسلطة وهم غير اكفاء لها ، مثل مقالة: لا زلنا نعيش فى عصر الخليفة الناصر العباسى بسبب توارث السلطة. ومقال آخر عن الأثر السىء لتوارث السلطة فىالحكم العسكرى المملوكى وعسكر يولية فى مصر. وكان قد تعرض بالنقاش لقانون الأزهر فى دعوة لاصلاحه وناقش أيضا المادة الثانية فى الدستور المصرى القائلة بمبادىء الشريعة الاسلامية كالمصدر الرئيسى للتشريع . حدث ذلك فى القاهرة فى ندوة المنظمة المصرية لحقوق الانسان سنة 1999 ، وأعاد نشر البحث على الانترنت بعنوان : حريات لا يحميها القانون المصرى". ونفس الحال فى مناقشته للدستور المصرى ومواد الاستبداد فيه وقانون الانتخابات المصرى التى تحبذ التزوير، وقد نشر هذا البحث فى التقرير السنوىللتحول الديمقراطى الذى يصدره مركز ابن خلدون ، وجاء تعليقا على تزوير انتخابات مجلس الشعب المصرى أواخرسنة 1995. أعاد نشره على الانترنت مطالبا باقامة حكومة مؤقتة فى مصر لتؤسس الاصلاح الشامل بديلا عن تلاعب الرئيس مبارك باصلاحات شكلية .
وبادر بدعوة الكاتب المسرحى عادل سالم ليترشح لرئاسة الجمهورية فى مصر لازالة الرهبة ، وفيها دافع عن التطبيع مع اسرائيل لازالة آخر حجة لتأجيل الديمقراطية فى مصر والعرب . وفى مقالة"قلت لابنى سامح " حلل دورالاستبداد والفساد فى مصر مؤكدا أن مشكلة مصر ليست اقتصادية فى تعليقه على الأحداث الجارية كتب ينصح المعارضة المصرية - التى تتظاهر فى الشارع وتتعرض للضرب والاعتقال – أن تطلب العون من المجتمع الدولى خوفا من نشوب حرب أهلية، ودعاها أن تحول ضعفها الى قوة بأن تستخدم قوة الضعف فى مواجهة ضعف القوة لدى النظام المتجبر عليها. ودعا الجيش والقضاة الى التدخل لاقامة الاصلاح ولحماية المعارضة المسالمة واقامة الديمقراطية وارجاع السلطة للشعب فى اطار حكومة منتخبة انتخابا حقيقيا تحت اشراف دولى. وحين قام شاب جامعى بتفجير نفسه فى خان الخليلى – الحى السياحى بالقاهرة- شن الشيخ أحمد منصور هجوما ضاريا على الرئيس مبارك معتبرا هذا الشاب الجانى ضحية لفساد عهد مبارك الذى ولد وعاش وانتحر فى عهده ليقدم دليلا على أن مبارك أضاع جيلا بأكمله ليحكم طيلة حياته .
وتعرض العفيف الأخضر المفكر العربى العلمانى لتهديد من حركة النهضة السلفية التونسية وشيخها المعتدل راشد الغنوشى ، وقامت حملة للدفاع عن العفيف الأخضر شارك فيها الشيخ أحمد منصور بمقال "ليس دفاعا عن العفيف الأخضر ولكن دفاعا عن علمانية الاسلام" أوضح فيه خطورة أدعياء الاعتدال فى التيارالسلفى بدءا من حسن البنا الى الترابى والعوا والغنوشى. وتعليقا على عملية ارهابية ضد اسرائيل حمّل الشيخ أحمد منصور سياسة الاستبداد العربى مسئولية هذا التطرف حيث يوجه غضب الشباب واحباطهم نحو أمريكا واسرائيل بدلا من أن يتوجه نحوه هو باعتباره المسئول الأول عن الفساد والفشل والاحباط ، لذا يهرب الشباب الى "الجنة" يأسا من اصلاح الدنيا، ووسيلته المثلى هى اعتناق التطرف والعمليات الانتحارية .
وجرى جدال حول دعوة دكتور سعد الدين ابراهيم الى اشراك الاخوان المسلمين فى الحركة الديمقراطية مستشهدا بدخول التيار الدينى الى العملية الديمقراطية فى تركيا واندونيسيا وماليزيا ، ورد الشيخ أحمد منصور بتحليل الفارق بين حركة الاخوان المسلمين السلفية الوهابية التى تقوم على نفى الآخر وتكفيره واستغلال الديمقراطية لمجرد الوصول فقط ، بينما تقوم الحركات السياسية الدينية فى تركيا واندونيسيا وماليزيا – ليس على الفكر الوهابى الحنبلى – ولكن على التصوف المعروف بالمسالمة والاعتراف بالآخر، لذا لا ترى بأسا بالديمقراطية. هوجم الشيخ أحمد صبحى منصور كثيرا وهو فى العادة لا يرد كثيرا على منتقديه ، وأبرز ردوده كانت على فهمى هويدى الذى اتهمه بالعمل لصالح أمريكا ضد الاسلام تحت ستار الاصلاح والحرب الفكرية للتطرف . كتب هويدى مقالتين فى ذلك خصصهما فى الهجوم على أمريكا وسياستها . هما " تفكيك الاسلام" و " فقه التمكين الأمريكى" رد عليه الشيخ منصور بمقالين هما : "تفكيك فهمى هويدى" و "تمكين فهمى هويدى" أجهز فيهما على ادعاءات هويدى، وحلل شخصيته ودوره بين السلطة والاخوان وعلل موقفه المضاد للاصلاح والمصلحين .
هوجم أيضا هجوما غاية فى البذاءة من جريدة الشعب التى يسيطر عليها الأخوان المسلمون، قام الهجوم البذىء على افتراض مسبق بان الشيخ أحمد منصور سيدعى فى المستقبل النبوة . بعث برد الى جريدة الشعب فنشرت الشعب الرد مبتورا مختصرا، ارسل الشيخ الرد لينشر كاملا. وفى اطار تشريحه لحركة الاخوان المسلمين نشر الدكتور منصور بحثا كان قد قدمه فى التسعينيات فى ندوة عقدتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عن الحركةالاسلامية السياسية، وكان بحثه عن ماهية الحركة الاسلامية . وفيه أثبت بتحليل أصولى تاريخى أن السعوديين هم الذين أنشأوا حركة الاخوان المسلمين فى مصر وهم الذين قاموا بتغيير التدين المصرى القائم على التسامح والصبر والتصوف السنى المعتدل – الى تدين متشدد حنبلى وهابى. وحلل الجذور الدينية والتاريخية للحركة الوهابية فى ضوء التاريخ الدموى لمنطقة "نجد" التى اشتهرت بتصدير الثورات الدينية من حركة الردة الى حركة محمد ابن عبد الوهاب الذى نشأ فى منطقة العيينية فى نجد – نفس المنطقة التى عاش فيها مسيلمة الكذاب ، وقام بحركة الردة، ثم توالت حركات التمرد المسلح المستترة بدعاوى دينية من حركة الزنج الى القرامطة ثم الوهابية – وكلها تتبع نفس الاسلوب فى التربية الفكرية للشباب على أساس تكفير الآخرين واستحلال دماءهم وأموالهم وأعراضهم باسم الجهاد .
ونشر الشيخ منصوربحثا عن حركة ناصر السعيد الاصلاحية فى عهد المللك سعود بن عبد العزيز، حلل فيه شخصية ذلك الثائر السعودى المسالم ومنهجه فى اصلاح المملكة السعودية سلميا من الداخل، وتأثيره فى حركات المعارضة السعودية فى الستينيات والسبعينيات، ودعا الملك عبد الله السعودى فى بدء ولايته الحالية الى تنفيذ المشروع الاصلاحى الذى نادى به ناصر السعيد منذ خمسين عاما ، والذى كوفىء على نضاله فى اصلاح الدولة السعودية بأن اغتاله السعوديون سنة 1979 .
فى مجال الاصلاح الاجتماعي:
الاصلاح الاجتماعى يتشابك مع الاصلاح الدينى فى الاسلاميات حيث تتدخل الشريعة فى قضايا الأحوال الشخصية وحقوق المرأة والأقليات. وقد ركز القرآنيون بزعامة أحمد صبحى منصور على التناقض بين الفكر السلفى ورؤيتهم القرآنية التى تؤكد العدل الاسلامى وحقوق الانسان والأقليات والمرأة . وعكست مقالاتهم الاصلاحية السياسة هذا التشابك بين الاصلاح السياسى والاجتماعى، فالدفاع عن الأقباط مثلا وتأكيد حقوقهم فى رؤية قرآنية تاريخية كان لمواجهة التيار السلفى سياسيا فى الأساس ولكن صلته وثيقة فى الاصلاح الاجتماعى .
, (45)
فى رسالته للدكتوراه عن أثر التصوف فى مصرالعصر المملوكى أبرز الشيخ أحمد صبحى منصور دور المرأة فى الحياة اليومية فى مصر المملوكية بدءا من الأنشطة الدينية الى السياسية حيث بدأ العصر المملوكية بتولى شجرة الدر السلطنة فى أول سابقة فى تاريخ المسلمين – الى بقية مناحى الحياة الثقافية والاجتماعية.
فى التسعينيات تابع الدكتور منصور ابراز دور المرأة فى تاريخ المسلمين لأنه كباحث تاريخى لاحظ التناقض بين التأثير الكبير للمرأة على الخلفاء وتجاهل المؤرخين لدور النساء النسائى لأن معظمهم كانوا فقهاء سنيين يأخذون موقفا مسبقا ضد المرأة . أعد د. أحمد منصور سلسلة مقالات أعاد فيها قراءة تاريخ المسلمين من خلال تأثير المرأة ، واستلزم هذا الكثير من البحث فى ثنايا المصادر التاريخية لكشف غموض ما تجاهله المؤرخون السنيين. ظهرت هذه المقالات فى مجلة حواء الاسبوعية المصرية تحت عنوان : "نساء بين سطور التاريخ" واستمر نشرها فى المجلة الشهرية " سطور" ونشرت بعض هذه السلسلة جرائد أخرى مثل "الأهالى" و"العالم اليوم " وغيرهما.
فى عمله مع منظمات حقوق الانسان والتنوير و مركز ابن خلدون كتب أبحاثا متفرقة عن : حق المرأة فى رئاسة الدولة المصرية" وقد نشره مركز القاهرة لحقوق الانسان فى دورية "رواق عربى" وفى رواق ابن خلدون أو ندوته الاسبوعية التى كان يديرها د. منصورتكلم بنفسه فى حقوق المرأة وظلم الفقه السنى لها وتأثر التشريعات القانونية بذلك، وأوضح حقوق المرأة فى تقلد أى عمل تأسيسا على أن الأعذار الشرعية المذكورة فى القرآن لم تنص على استبعاد المرأة وانما ركزت على المريض والأعمى والأعرج من الجنسين . وركز على حقوق الزوجة والمطلقة بما يخالف السائد لدى الناس بسبب تأثير الفقه السلفى. وتردد ما يقوله فى الصحف ، ودعا فى احدى الندوات الى تكوين جهات رسمية للصلح بين الزوجين طبقا لما جاء فى القرآن ، وقد استجابت السلطة المصرية لذلك. ومؤخرا دافع عن حق المرأة فى امامة الذكور فى الصلاة .
ولاتزال كتاباته فى الاصلاح الديني تتوالى بين مقالات و ابحاث وكتب ... وسيقوم الموقع بنشرها تباعا