1 ـ في مصر : ( في خامسه: انتشر بآفاق السماء جراد كثير كفى الله شره. )
2 ـ في العراق والمشرق : أنواع متنوعة من الكوارث :
( وفى نصفه ..قدم الخبر بأن الخراب شمل البلاد من توريز إلى بغداد مسيرة خمسة وعشرين يوماً بالأثقال ، وأن الجراد وقع بتلك البلاد حتى لم يدع بها خضراً ، مع شدة الوباء ، وانتهاب الأكراد ما بقي ، وأن الغلاء شنع عندهم حتى أبيع المن من لحم الضأن - وهو رطلان بالمصري - بدينار ذهب، وأبيع لحم الكلب كل من بستة دراهم . وقد كثر الوباء ببغداد والجزيرة وديار بكر، ومع ذلك فقد عظم البلاء بأصبهان بن قرا يوسف بناحية الحلة والمشهد. ).
تعليق
1 ـ هنا كوارث مزدوجة من الجراد والوباء والحروب داخل مناطق متجاورة في ( معسكر السلام / دار السلام ). لم توقفهم الكوارث عن تقاتلهم فيما بينهم . هذه الحروب في العراق ستجعل برسباى يقود حملة لتدعيم سلطته في تخوم دولته .
2 ـ هي لمحة هنا بلاء أهل العراق وايران بالغلاء والجراد العادى ، والجراد البشرى ( أكابر المجرمين ).
3 ـ ما أكثر معاناة العراقيين من أكابر المجرمين في الماضى والحاضر .!
ملاحظة :
لم يذكر المقريزى أخبارا في شهر ربيع الأول .
شهر ربيع الآخر أوله الجمعة:
جرائم المماليك الجلبان تتسبب في استقالة الاستادار وتولية بديل عنه بالاكراه
( في سابع عشره: نزل عدة من المماليك السلطانية - سكان الطباق - من قلعة الجبل إلى دار الوزير كريم الدين بن كاتب المناخ أستادار ، يريدون الفتك به . وكان علم من الليل فتغيب واستعد ، فلم يظفروا به ولا بداره، وعادوا، وقد أفسدوا فيما حوله ، فسأل الإعفاء من الأستادارية، فأعفى . واستُدعى الوزير صاحب بدر الدين حسن بن نصر الله في يوم السبت ثالث عشرينه ، وخُلع عليه ، وأعيد إلى الأستادارية. فكان في ذلك موعظة؛ وهي أن المماليك كانت جراياتهم ولحومهم وجوامكهم وعليقهم مصروفة ولا يخطر ببال أحد عزل ابن كاتب المناخ ، لثباته وسداد أمور الديوان في مباشرته، وانقطاع ابن نصر الله في بيته ، منذ نُكب عدة سنين ، فألقى الله في نفس ابن كاتب المناخ الخوف من المماليك حتى طالب الإعفاء ، وألهم الل :
2 / 1 : وصول ابن البازرى كاتب السّر بدمشق ، وهو من عائلة خدمت المماليك في الشام طويلا وذات نفوذ هناك ، وقد استدعاه برسباى لأخذ المزيد من أمواله كما سيظهر فيما بعدُ.
2 / 2 : انهما باتا في تربة الظاهر برقوق أي المدفن الخاص به ، وهو ليس مجرد مقبرة بل مؤسسّة كاملة ، فيها مسجد ومدرسة ودار للضيافة ، وتنفق عليها أوقاف من أراض زراعية وحوانيت تجارية ، يديرها أبناء الواقف ، ويأكلون معظم ريعها ، ويخصصون جزءا تافها للانفاق على تلك المؤسسة . كانت تربة برقوق ـ مؤسس الدولة المملوكية البرجية ـ خارج القاهرة . لذا تخصّص جزء فيها للضيافة ، إذ كانت قريبة من قلعة الجبل مقر السلطان .
2 / 3 : من مراسم الولاء للسلطان السجود له ، وتقبيل الأرض بين يديه . وهذا من ثوابت الدين السُنُى والمعلوم منه بالضرورة ، ويفعل ذلك قُضاة ( الشرع الشريف ) على حدّ قولهم .
دوران المحمل
( وفي ثالثه: أدير محمل الحاج على العادة إلا أنه عجل به في أول الشهر لأجل حركة السلطان إلى سفر الشام ، فإنه تجهز لذلك هو وأمراؤه. ).
تعليق
دوران المحمل موعده في شهر رجب ، إذ تعتبره الشريعة السُنّية أحد الأشهر الحُرُم بالمخالفة للاسلام ، فالأشهر الحرم تبدأ بشهر ذي الحجة وتنتهى بشهر ربيع الأول ، ويجوز الحج طيلة هذه ألشهر الأربعة الحُرُم ، وفصلنا هذا في كتابنا عن الحج .
شهر شعبان أوله الأربعاء:
وظائف أكابر المجرمين
( فيه خلع على الأمير شارقطلوا نائب الشام خلعة السفر وتوجه إلى مخيمه خارج القاهرة . وخلع على القاضي كمال الدين بن البارزي خلعة السفر ، ثم خلع عليه من الغد يوم الجمعة ثالثه ، واستقر قاضي القضاة الشافعية بدمشق عوضاً عن شهاب الدين أحمد بن المحمرة ، مضافاً لما بيده من كتابة السر. ولم يعهد مثل ذلك في الجمع بين القضاء وكتابة السر، إلا أنه أخبرني - أدام الله رفعته - أن والده المرحوم ناصر الدين محمد بن البارزي جمع بين قضاء حماة وكتابة السر بها. )
تعليق
1 ـ لم يسجل المقريزى سوى هذا الخبر في شهر شعبان .
2 ـ وهو تابع للخبر السابق عن تعيين شارقطلو نائبا للسلطان برسباى في الشام ، وتعيين ابن البارزى ( كمال الدين ) قاضيا للشافعية في دمشق مع احتفاظه بمنصب كاتب السر لنائب الشام الجديد . وطبعا لا بد من دفع الرشوة طبقا للمعلوم عندهم في دينهم السُنّى بالضرورة .
3 ـ المقريزى كان قريبا من الأحداث ، وهو متعاطف مع أكابر المجرمين من الشام لأنه من هناك . وكانت صلته عريقة ببيت آل البارزى .
شهر رمضان أوله الخميس:
وظائف أكابر المجرمين
( في يوم الثلاثاء ثالث عشره: خلع على الأمير أقبغا الجمالي أستادار، وسبب ذلك أنه سافر إلى بلاد الصعيد ، فعاث في البلاد عيث الذئب في زريبة غنم ، فصادر أهلها وعاقبهم أشنع عقوبة ، حتى أخذ أموالهم وتعتع ( يعنى تغلغل في ) ما بقي من الإقليم، فشنعت القالة فيه، فوُعد لما قدم أن يحمل عشرين ألف دينار ، فحاققه القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن الخطير ناظر الديوان المفرد على ما أخذ من أموال النواحي ، حتى تسابّا بين يدي السلطان ، فرسم بمحاسبته، فحقق في جهته خمسة عشر ألف دينار . فخلع عليه تقوية له، ونزل على أنه يحمل ما وجب عليه.)
تعليق
1 ـ أقبغا الجمالى أمير مملوكى تمت ترقيته بسبب تطرفه في ظلم الفلاحين المستضعفين في الصعيد، ويكفى قول المقريزى فيه ( فعاث في البلاد عيث الذئب في زريبة غنم ، فصادر أهلها وعاقبهم أشنع عقوبة ، حتى أخذ أموالهم وتعتع ( يعنى تغلغل في ) ما بقي من الإقليم،) . وصلت شناعاته الى الآفاق، أو على حد قول المقريزى: ( فشنعت القالة فيه )، فاستدعاه برسباى ، لا ليعاقبه ، ولكن ليرقّيه مقابل عشرين ألف دينار مما نهبه من الفلاحين من أهل الصعيد . وعيّن برسباى القاضي ناظر الديوان المفرد ( خزينة السلطان ) أن يحقّق معه ، ليس في ظلمه ، ولكن فيما سلبه من الفلاحين ، ووصل الخلاف بينه وبين ابن الخطير أن تشاتما في حضرة السلطان ، ولم يهتم السلطان ، لأنه مهتم فقط بمقدار ما سيأخذه من الأمير . وانتهى التحقيق باثبات أن الأمير قد سرق 15 ألف دينار . فكان عليه أن يدفعها للسلطان ، ومقابل ذلك تمت ترقيته ، أو بتعبير المقريزى : ( فخلع عليه تقوية له، ونزل على أنه يحمل ما وجب عليه.). المكافأة هنا لأنه قام بتطبيق الشريعة السُّنية خير قيام ، تمسكا بالمعلوم منها بالضرورة ، وهى السرقة والسلب والنهب والظلم والتخريب .!.
2 ـ ( وفي سادس عشرينه: خلع على دولات خجا واستقر في ولاية القاهرة عوضاً عن التاج الشوبكي وأخيه عمر. ودولات هذا أحد المماليك الظاهرية وولي كشف الوجه القبلي ، فتعدى الحدود في العقوبات ، وصار ينفخ بالكير في دبر الرجل ، حتى تنذر عينيه وتنفلق دماغه ، إلى غير ذلك من سيء العذاب، ثم ولي كشف الوجه البحري. وكان التاج قد ترفع عن مباشرة الولاية ، وأقام فيها أخاه عمر ، فشره في المال حتى كان كلما أتاه أحد بسارق أخذ منه مالاً وخلى عنه ، فأمن السُرّاق في أيامه على أنفسهم ، وصاروا له رعية يجبى منهم ما أحب . فلما ولي دولات خجا بدأ بالإفراج عن أرباب الجرائم من سجنهم ، وحلف لهم أنه متى ظفر بأحد منهم وقد سرق ليوسطنّه، وأرهب إرهاباً زائداً ، وركب في الليل وطاف. وأمضى وعيده في السراق ، فما وقع له سارق إلا وسّطه ، فذعُر الناس منه.)
تعليق
1 ـ دولات خجا كان كاشفا للصعيد ، أي حاكما هناك ، وقد تطرف في تعذيب الفلاحين المستضعفين وتفنّن فيه ، أو كما يقول المقريزى ( فتعدى الحدود في العقوبات ، وصار ينفخ بالكير في دبر الرجل ، حتى تنذر عينيه وتنفلق دماغه ، إلى غير ذلك من سيء العذاب ). إنها همّته في التعذيب والظلم تمسّكا بالثوابت في تطبيق الشريعة السُّنّية ، ولا يزال التعذيب سيد الموقف في دول المحمديين حتى الآن ، ويحظى برضا الكهنوت الدينى ، ولم يحدث مطلقا أن ارتفع صوت شيخ الأزهر أو غيره محتجّا على حالة تعذيب واحدة ، لأن التعذيب أساس تثبيت حكم الاستبداد ، وهم أعوان الاستبداد يباركون ظلمه وتعذيبه للأبرياء مقابل القليل من المال السُّحت . لو كان في الناس وعى لبصقوا إحتقارا على رجال الدين أعوان المستبدين ، بدلا من احترامهم وتقديسهم .!
2 ـ كان برسباى قد عيّن تاج الدين ابن الخطير كاشفا للوجه البحرى فاستصغر المهمة وعهد لأخيه عمر أن يحكم باسمه ، وكان عمر هذا قد جعل اللصوص في الوجه البحرى أعوانا له ، يقتسم معهم ما يسرقون ، وعلم برسباى فعزل عمر هذا ، وعيّن مكانه دولات خجا ، فقام بتهديد اللصوص بالتوسيط ( القتل بقطع الجسد قسمين ) ، ونفّذ وعيد بتوسيط بعض من وقع في يده ، فارتعب اللصوص ، ولم يعد هناك من لصّ غيره .!. ثم ما لبث برسباى أن عيّن دولات خجا مديرا للأمن في القاهرة وعزل التاج الشوبكي وأخاه عمر.
3 ـ ( وفيه خلع على عمر أخي التاج واستقر من جملة الحجاب ليرتفق بمطالع العباد على بلوغ أغراضه ونيل شهواته. )
تعليق
عمر هذا صديق اللصوص في الوجه البحرى كوفى بتعيينه ن الخطير، كل منهم بلد من البلاد، وسُلّم إلى آخرين دون هؤلاء عدة بلاد.)
إنارة شوارع القاهرة
( وفيه رسم أن يعلق على كل حانوت من حوانيت الباعة بالأسواق قنديل يضيء الليل فعمل ذلك. )
أخبار النيل
1 ـ ( وفيه كثرت زيادة ماء النيل فانسلخ ذو الحجة بيوم الأربعاء رابع أيام النسىء ، والماء على ثمانية عشر ذراعاً وعشرين إصبعاً. )
2 ـ ( وهذه السنة: تحول الخراج فيها من أجل أنه لم يقع فيها نوروز ، فحولت سنة ست إلى سنة سبع وثلاثين. ). الزراعة المصرية والخراج وشئون النيل كان يتم حسابها بالشهور القبطية الفرعونية، هذا مع اختلاف الحكام من عرب ومماليك .
موت ملك التكرور
( وفيه قدم أحد ملوك التكرور للحج فسار إلى الطور ليركب البحر إلى مكة فمات بالطور، ودُفن بجامعه ، وكان خيّرا كثير التلاوة للقرآن ، فيه برُ واحسان . ) . المقريزى لا يعرف اسم هذا الملك ، ولكن يصفه بالبرّ والخير ، وهو ضحية لطمع برسباى .
أخبار صراع أكابر المجرمين المحمديين والمسيحيين في اسبانيا والاندلس
الصليبى الاسبانى يغزو تونس مستعينا بالصليبى حاكم صقلية ويستولى على جزيرة جربة ويحاربه ملك المغرب
( وفيها نزل الطاغية النشو بن دون فرنادو بن أندريك بن جوان قتيل الفرس بن فدريك بن أندريك ملك الفرنج القطلان وصاحب برشلونة على جزيرة صقلية في شهر رمضان ، وسار ومعه صاحب صقلية في نحو مائتي قطعة بحرية حتى أرسى على جربة في سابع عشر ذي الحجة وملكها. وكان ملك المغرب أبو فارس عبد العزيز غائباً عن تونس في جهات تلمسان ، فلما بلغه ترك معظم عسكره وسار على الصحراء حتى دنا من جربة ، وكانت بينه وبين الفرنج وقعة كاد يؤخذ فيها وقتل من الفريقين جماعات كثيرة. )
حرب سابقة بين اكابر المجرمين الصليبيين في أسبانيا
يقول المقريزى : ( وهذا الطاغية النشو مات جده أندريك وملك بعده ابنه جوبان بن أندريك بن جوبان. خرج فرناندو بن أرندريك من بلد أشبيلية يريد محاربة القطلان أهل برشلونة ، وقد مات ملكهم مرتين ، فغلبهم وملك برشلونة وأعمالها حتى مات فملك بعده ابنه النشو هذا. ).
تعليق
1 ـ كما يتحارب المحمديون أكابر المجرمين داخل ما يسمونه دار السلام ، يتحارب أكابر المجرمين في المعسكر الآخر . كلهم يعبدون الشيطان ، والشيطان سوّل لهم وأملى لهم وزيّن لهم سوء أعمالهم ، وكلهم يخدمه الكهنوت الشيطانى وشريعته الدموية الظالمة ..!
2 ـ المضحك ان المقريزى يصف ملك أشبيلية بالطاغية ، بينما يصف برسباى ب ( سلطان الإسلام ) . هو ضحك من نوعية ما قاله المتنبى عن مصر
وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا
3 ـ الآن هو أكبر موسم للضحك الباكى على ما يحدث في مصر ..
الفهرس
المقدمة
الباب التمهيدى : عن الدولة المملوكية ومؤرخيها وما قبل ا
الفصل الثانى :( مؤرخو عصر برسباى )
المؤرخ أبو المحاسن (813 :874 ) الذى كان من أكابر المجرمين
المقريزى : أعظم المؤرخين الذى لم يكن من أكابر المجرمين
الفصل الثالث : لمحة عن الدولة المملوكية
الفصل الرابع : قبل عصر برسباى : السلطان المؤيد شيخ وتطب
الفصل الخامس : ( برسباى ) من طفولته في القوقاز الى أن صار
الباب الأساس : عن تطبيق الشريعة السنية لأكابر المجرمين
الفصل الأول : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 825
الفصل الثانى : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 826
الفصل الثالث : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 827
الفصل الرابع : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 828
الفصل الخامس : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 829
الفصل السادس : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 830
الفصل السابع : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 831
الفصل الثامن : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 832
الفصل التاسع : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام ال
الفصل العاشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام : 83
الفصل الحادى عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية ع
الفصل الثانى عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الفصل الثالث عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الفصل الرابع عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الفصل الخامس عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الفصل السادس عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الفصل السابع عشر : الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عا
الخاتمة
دعوة للتبرع
أهلا بك فى الموقع: تعليق ي على مقال الرسو ل سليما ن و ملكة سبأ: -...
عمل الكافرين: فى سورة فاطر سيقول الكاف رون وهم فى النار (...
الصراط والطريق: قرات لك مقال كلمة ( رب ) فى سورة ( يوسف ) واريد...
لا بد من الصداق: تم بدون مهر لأى سبب مثلا الزوج ة اتناز لت عنه...
سرقة الكفار: هل السرق ه من الكفا ر حلال؟ مع دليل صريح من...
more