كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر : النصر في يوم الحساب :( محكمة الآخرة )
( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) غافر )
إختلاف معنى نصر الدنيا عن نصر الآخرة
1 ـ الخلاف الأساس هو في حرية المشيئة لدى الانسان في الدنيا ، وحريته المحددة في يوم الحساب في الدفاع عن نفسه . للنفس البشرية مطلق الحرية في الدنيا في إختيار الطاعة أو المعصية ، في عبادة الله جل وعلا وحده والايمان بالقرآن وحده حديثا أو تقديس البشر والحجر وكتب الدين الشيطانية . بعض الناس يشاء الايمان بالله جل وعلا وحده وكتابه وحده ، ومنهم من يقف يدعو الى ( لا إله إلا الله ) منتقدا تقديس وتأليه غيره جل وعلا . والبعض الأخر ينحاز الى الشيطان واديانه الأرضية الشيطانية ويضطهد المؤمنين ، وقد تدور حرب ، والأساس هنا هو الحرية المطلقة المُتاحة لهذا وذاك . وينتصر المؤمنون إذا نصروا الله جل وعلا . هذا في الدنيا .
2 ـ في اليوم الآخر وضع مختلف . في موضوع الحرية :
2 / 1 : بدخول النفس في غيبوبة الموت أو الاحتضار تفقد حريتها التي كانت تتمتع بها ، وتظل فاقَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) الجاثية ).
3 : يشمل هذا غيب السرائر، قال جل وعلا عن هذا اليوم:( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)(9) الطارق )
4 : لذا يستوى عنده جل وعلا الجهر أو عكسه . قال جل وعلا :
4 / 1 :( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) البقرة )
4 / 2 : ( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) آل عمران )
4 / 3 : ( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنْ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) الانبياء )
4 / 4 : ( إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) الأحزاب )
4 / 5 :( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) الرعد )
4 / 6 :( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) طه )
4 / 7 :( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِوَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3) الانعام )
4 / 8 :( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) الملك )
4 / 9 : ( إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) الأعلى )
5 : هناك شهود في محاكم البشر ، لو صدقوا فهم يشهدون بالظواهر فقط . ولكن في المحكمة الإلهية تشهد الجوارح على صاحبها ، قال جل وعلا :
5 / 1 : ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) غافر )
7 / 2 / 2 : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108) يوسف )
7 / 2 / 3 : ( وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) الزمر).
7 / 2 / 4 : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً (41) النساء )
7 / 2 / 5 : سيكون عيسى عليه السلام شهيدا على قومه الذين عاصرهم ، قال جل وعلا :
7 / 2 / 5 / 1 : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً (159) النساء )
7 / 2 / 5 / 2 : عن موضوع شهادته تبرئه ممن عبدوه في الدنيا بعد موته : ( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) المائدة ) .
7 / 2 / 5 : وسيكون محمد عليه السلام شاهد خصومة على قومه الذين عاصرهم . قال جل وعلا : ( إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ )(15) المزمل )
7 / 2 / 5 / 1 : وستكون شهادته خصومة على :
7 / 2 / 5 / 1 / 1 : من إتخذ القرآن الكريم مهجورا ، قال جل وعلا : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان )
7 / 2 / 5 / 1 / 2 : من أنكر أن القرآن الكريم نزل تبيانا لكل شيء يحتاج الى تبيان في الدين . قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) النحل )
7 / 3 ـ ستنصب شهادة الأشهاد على أئمة الأديان الأرضية الذين إفتروا أحاديث شيطانية إستغلوها في إحراز مكانة في الدنيا ويصدّون عن سبيل الله جل وعلا يبغونها عوجا ، يحاربون دُعاة الحق ، قال جل وعلا عنهم وعن شهادة الأشهاد عليهم عند العرض على الرحمن جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ (22) هود )
7 / 4 : المؤمنون دعاة الحق يدعون ربهم جل وعلا وهم في الدنيا أن يجعلهم شهودا على قومهم يوم المحاكمة الإلهية ، يقولون : ( رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) آل عمران ).
اللهم إجعلنا من الشاهدين على قومنا يا رب العالمين .!
الفهرس
كتاب ( النصر ) ف1 : الوعد بالنصر : أولا : لمحة عن الوعد
كتاب ( النصر ) ف1 : الوعد بالنصر: التأكيد على وقوع الوعد و
كتاب ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى ( 1 : 2 )
كتاب ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى ( 3 )
كتاب : ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى :
كتاب : ( النصر ) ف1 : الوعد بالنصر: وعود تحققت بعد نزول الق
كتاب ( النصر ) ف1 : خامسا : الوعد بخروج يأجوج ومأجوج قبيل
كتاب ( النصر ) ف1 : سادسا : استعجال وقوع وعد اليوم الأخر ،
كتاب ( النصر ) ف1 : سادسا : وعد وقت نزول القرآن وسيتحقق في
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر : معنى النصر في الدنيا
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر : النصر في يوم الحساب :( محكمة ال
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر: مصطلحات النصر والهزيمة في الآ
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر : مصطلحات النصر والهزيمة في الآ
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: مصطلحات النصر والهزيمة في الآخر
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: الله جل وعلا وحده هو الولى والنص
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: الله جل وعلا وحده هو الولى والنص
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: الله جل وعلا وحده هو الولى والنص
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: الإيمان بالله جل وعلا والي
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: الإيمان بالله جل وعلا والي
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: أن ترجو لقاء الله جل وعلا
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: جاءت كورونا ( بغتة )، وستقوم
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: التوكل على الله جل وعلا ( 1 )
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: التوكل على الله جل وعلا ( 2 )
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: التوكل على الله جل وعلا( 3 )ع
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 1 ):( لمحة عامة عن الص
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 2 ) ملامح الصبر في الإ
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 3 ) صبر الأنبياء عليه
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 5) بين صبر المؤمنين و
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: الخوف من الله جل وعلا وحده
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الدُّعاء
خاتمة كتاب النصر
33
كتاب النصر ( الكتاب كاملا )
دعوة للتبرع
الوسوسة فى الصلاة : أنا فعلا يوسوس لى الشيط ان أثناء الصلا ة ...
هل المتعطرة زانية ؟: المرأ ة أذا خرجت متعطر ة هل تكون زانية ؟ هذا...
السلفيون والقرآنيون: وأصدر ت لجنة الحري ات الأمر كية تقرير ها ...
الى يوم القيامة: كنت اقرا لك فتوى اذان ونداء وتوقف ت عند اية...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : ما رأيك فى الذى يدوس المصح ف ...
more