رقم ( 8 )
كتاب ( النصر ) ف1 : خامسا : الوعد بخروج يأجوج ومأجوج قبيل قيام الساعة

 

كتاب  ( النصر ) ف1 : خامسا : الوعد بخروج يأجوج ومأجوج قبيل قيام الساعة :

مقدمة : كان يأجوج ومأجوج جنسا آخر سكن الأرض قبل البشر وعاث فيها فسادا ، وكان ممكنا أن يستأصل البشر في بداية تناسلهم في سطح الأرض ، جاء وعد الله بتحقيق خلافة آدم وذريته في الأرض وبأن ينقذهم من سطوة يأجوج ومأجوج بأن ينفرد بنو آدم بسطح الأرض وبإجبار يأجوج  ومأجوج على العيش في باطن الأرض ، ويظل الأمر على هذا الانفصال بينهما الى قبيل قيام الساعة ، وعندها يتحقق الوعد الأخير في هذه الدنيا بخروج الجيل الأخير من يأجوج ومأجوج الى سطح الأرض يختلطون بالبشر قبيل تدمير الأرض والكون وقيام الساعة . أي تحقق الوعد الأخير بالبعث والنشور ويوم القيامة .

2 ـ وردت قصة يأجوج ومأجوج في سورتى الكهف والأنبياء . ونعطى تفصيلا :

معنى أن يكون آدم خليفة في الأرض :

 1 ـــ آدم أبو البشر كان خليفة ، ليس خليفة الله جل وعلا فى الأرض ، فالله جل وعلا هو القيوم الذى لا يغيب ، وهو معنا أينما كُنّا : قال جل وعلا : (  وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد ) (  أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِp;فَأَتْبَعَ سَبَبًا ) الكهف 84-85 ).  ( ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) ، ( ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) ، وهو في كل شيء تمتع بتأييد الله جل وعلا .    

2 ـ ونتوقف مع قوله جل وعلا عن حوار جرى بين أبناء آدم وذى القرنين :( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ) (94) .  قولهم عن يأجوج ومأجوج أنهم مفسدون فى الأرض يذكرنا بقول الملائكة لرب العزة جل وعلا : ( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء ). وقول ذى القرنين لهم : ( مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ)  يعنى التمكين إلالهى لذى القرنين ، وهو الأسباب أو الوسائل التي أعطاه الله جل وعلا له : (  إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ) . بهذا تمكن من إقامة الردم أو السد الحاجز الذى سيظل مانعا لاختلاط يأجوج ومأجوج بالبشر إلى أن تقوم الساعة .

3 ـ وهذا المانع الحاجز بين البشر ويأجوج ومأجوج موصوف بأنه ( سد ) وأنه ( ردم ) : ( فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) الكهف ) ، أي هو وصف لحجزهم في باطن الأرض ، فالسّد فوقه ردم ، وهو سدُّ وردمُّ مصنوع بمواد ممّا أعطى الله جل وعلا ذا القرنين العلم بها والتعامل معها ، وبالتالي لا نستطيع فهمها ومحاكاتها . قال ذو القرنين عن بناء هذا السّد أو الردم  : ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) الكهف) .

4 ـ كان هذا السّدُّ أو الردمُ فوق طاقة يأجوج ومأجوج ، وقد كانوا أقوى المخلوقات . وقد حاولوا في البداية نقبه وتدميره ليعودوا الى سطح الأرض فما استطاعوا ، قال جل وعلا : ( فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ) . بعدها تعودت الأجيال التالية الحياة في باطن الأرض وطوّروا حضارتهم في هذا الداخل ، ولم يعد يعنيهم من البشر على سطح الأرض سوى مراقبتهم لمعرفة المدى الحضارى الذى وصلوا اليه .

5 ـ بعد أن أتمّ بناء السّد أو الردم قال ذو القرنين للبشر : ( قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ) ، فهو يسند البناء الى رحمة الله جل وعلا بالبشر أن منع عنهم تسلط يأجوج ومأجوج ، وأنه وعد من الله جل وعلا بنُصرة البشر على يأجوج ومأجوج بهذه الطريقة ، وسيظل السّدُّ أو الردم حائلا وحاجزا الى قبيل قيام الساعة ، وعندئذ فإن الله جل وعلا الذى جعل ذا القرنين يقيمه هو جل وعلا الذى سيدمّره ويجعله دكّا ، وعندها سيخرج آخر جيل من يأجوج ومأجوج الى سطح الأرض فيختلطون بالبشر يموج بعضهم في بعض . وهذا تكملة الوعد الالهى عن خروجهم قبيل قيام الساعة .

6 ـ لكن عندها لن يحدث حرب او تصادم بين البشر ويأجوج ومأجوج لأنّ :

6 / 1 : البشر في نهاية الزمان سيكونون قد اكتسبوا من القوة والتحكم بما يجعلهم متعادلين مع يأجوج ومأجوج ، فمن علامات الساعة المذكورة في القرآن الكريم أن يظن ساكنو الأرض ( من البشر ويأجوج ومأجوج ) أنهم قادرين عليها وتكون الأرض قد اخذت زخرفها وتزينت في كل الأنحاء لا فارق بين أمريكا وموزمبيق . قال جل وعلا : ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)  يونس ).

6 / 2 : قيام الساعة يعنى أن يكون البشر ويأجوج ومأجوج في حالة ذهول وسُكر من نوع لا نعرفه مع زلزلة فريدة هي زلزلة الساعة ، قال جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)  الحج ). في حالة الذهول هذه لا نتصور حربا بين الفريقين ، بل سيكون الأمر كما أنبأ رب العزة جل وعلا : (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ) (الكهف  99 ).   

يأجوج ومأجوج فى سورة الأنبياء  

1 ـ في سورة الأنبياء تلخيص لتاريخ الكون والبشرية، فالأقسام الرئيسة للسورة هى :

1 / 1 : وعظ الناس : بتبصيرهم وتذكيرهم بإقتراب يوم الحساب وغفلتهم عنه " أية 1-5 " وإهلاك الأمم السابقة " 6-15" ودعوة البشر للإيمان بالله تعالى وحده " 16- 50" .

1 / 2 : قصص الأنبياء " من أية 51-91" وينتهى ينتائج تقرر وحدة الدين الإله

كتاب النصر
هذا الكتاب جاء تعليقا على هجمة نظام السيسى المستبد المصرى علينا ، يؤكّد أن الله جل وعلا ينصر الداعين الى الإصلاح السلمى . إعتقل السيسى بعض أقاربى بسبب إنتقادنا لظلمه ، ثم أفرج عنهم وإستبقى الكاتب الاسلامى رضا عبد الرحمن على ، ولا يزال من أغسطس 2020 في السجن حتى الآن 9 فبراير 2021 ، وحين أثرنا الموضوع في موقعنا دمروه ، وحاولنا إستعادته فدمروا السيرفيز الذى يستضيف الموقع أيضا . لم يستطيعوا مواجهة حُجّتنا ، فلجأوا الى القوة الغاشمة ليكون هذا إعلانا بنصرنا عليهم .
more