رقم ( 6 ) : وعد آخر في وقت نزول القرآن وتم تحقيقه وقت نزول القرآن :
كتاب : ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى :

القرآنى تحقق تاريخيا :
1 ـ وهنا نعقد مقارنة بين ما قاله القرآن الكريم و ما تحقق فعلا وسجله تاريخ الصراع بين الفرس والروم فى تلك الفترة. ولنبدأ أولا بما قاله التاريخ عن صراع الفرس والروم في عصر البعثة المحمدية. كان محمد بن عبد الله قد تجاوز الثلاثين من عمره حين نشبت حرب كسرى برويز مع الروم ( من سنة 603). وقد انتهت تلك الحرب ( سنة 627 ).  أي شهد النبي محمد عليه السلام في حياته تحقق إنتصار أنبأ به من قبل رب العزة جل وعلا حين نزلت آيات : ( غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿٢﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿٣﴾ فِي بِضْعِ سِنِينَ ) .

3 ـ  ونرجع إلى التاريخ :

3 / 1 : في سنة 603 قتل الإمبراطور البيزنطي ( الرومي) موريس، وكانت العلاقات ودية بين الروم والفرس، لذا جاء ابن موريس إلى كسرى برويز يحتمي به ضد فوكاس مغتصب الحكم وقاتل أبيه.

3 / 2 : وأتخذها كسرى برويز فرصة ، فزحف بجيش اكتسح به حاميات الروم فيما بين النهرين وأستولي على أمد وديار بكر والرها وحران وعبر نهر الفرات وتقدم جنوبا إلى لبنان . وفي نفس الوقت تقدم جيش فارسي آخر من ناحية أرمينية وزحف نحو آسيا الصغرى متقدما نحو العاصمة الرومية القسطنطينية.

3 / 3 : وأصاب الروم الفزع والاضطراب ولم يتمكن فوكاس الرومي من عمل شيء فعزله الروم وتولى مكانه هرقل ( هراكيليوس) .

3 / 4 : زحف هرقل ( هراكيليوس ) من شمال أفريقيا إلى القسطنطينية بالسفن وحاول إنقاذها، ولكن أستمر كسرى برويز في فتوحاته سنة 611 إذ أكمل احتلال الشام ودخل دمشق وبيت المقدس وأستولي على صليب عيسى وأرسله إلى إيران، وأرسل قائده شهربزار فاحتل دلتا مصر والإسكندرية سنة 616 ، أي بعد أن بعث الله جل وعلا محمدا رسولا ببضع سنوات.

3 / 5 : وفي سنة 617 استولي الفرس على ولايات آسيا الصغرى واحتلوا خلقدونية قرب القسطنطينية.

3 / 6 : وأصبح الروم في مأزق حرج وتوقع الجميع سقوطها والقضاء النهائي على الروم البيزنطيين. في ذلك الوقت نزل القرآن يبشر المؤمنين في مكة بأن الروم – النصارى - سيغلبون الفرس المجوس بعد بضع سنين.

3 / 7 : ولم يكن لدى هرقل علم بهذه البشرى إذ كان وقتها يفكر في الهرب إلى قرطاجنة ، حتى لقد جمع خزائن القسطنطينية وذخائرها في سفن كثيرة وبعث بها إلى قرطاجنة، وقد غرقت تلك السفن ، واضطر هرقل تحت ضغط رجال الدين والشعب إلى الصمود ومنحته الكنيسة كنوزها ليدعم مجهوده الحربي.

3 / 8 : وبذلك بدا هرقل حرب الاسترداد ، فعبر الدردنيل بجيوشه سنة 622 وزحف نحو أرمينيا وهزم الفرس فيها ، ثم عاد إلى القسطنطينية .

3 / 9 : ، وفي العام التالي 623  تعاون هرقل مع الشعوب الشمالية كالخزر وهاجم إيران من الشمال فأسرع كسرى برويز بجيش قدره 40 ألف جندي لملاقاة هرقل ، ولكن انتصر عليه هرقل في ازربيجان .

3 / 10 : ثم واصل هرقل عملياته الحربية السريعة على المدن الإيرانية الهامة والمقدسة سنة 623 .

3 / 11 : وفي العام التالي 624  استعد كسرى لحرب فاصلة ولكن أسرع هرقل ودخل أرمينيا وهزم جيوش الفرس منفصلة قبل أن تتجمع .

3 / 12 : وكان لابد لهرقل أن يستريح ليلتقط أنفاسه ويعد جيوشه للمعركة الفاصلة مع كسرى . وقد أعدّ كسرى جيشين لها ، واحدهما يقوده شاهيجن الرسول الذي بعثه هرقل وأرسل لهرقل بأمره بالحضور أمامه مقيدا بالأغلال، حتى فكر هرقل في الهرب إلى قرطاجنة. في ذلك الوقت الذي فقد فيه الروم الأمل نزلت البشرى بانتصارهم تخاطب المؤمنين فى مكة ، وأن ذلك النصر سيكون بعد بضع سنوات. وبعدها ببضع سنوات أي سنة 622 بدأ الروم مسيرة النصر إلى أن تحقق نهائيا بهزيمة الفرس غير المتوقعة سنة 626. كما أخبر القرآن سلفا. ولكن ما شأن مسلمي مكة بتلك البشرى ؟

2 : كان المسلمون في مكة في ذلك الوقت سنة 617 يتمنون انتصار الروم النصارى أهل الكتاب، بينما كان مشركو مكة يفرحون بهزيمة الروم كيدا للمسلمين. وكان المسلمون وقتها في مكة مقهورين مستضعفين، وكان الأمل في انتصار الروم بعد نكستهم أمام الفرس مختلطا بآمالهم الأخرى في انتصارهم على مشركي مكة، وقد تقوى هذا الأمل فيهم بقوله جل وعلا  (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٤﴾ بِنَصْرِ اللَّـهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾ وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ ) ،أي حين ينتصر الروم على الفرس بعد بضع سنين سيفرح المؤمنون لأن وعد الله تحقق ولأن وعد الله بالنصرة لمن يشاء لا يتخلف أبدا.

وحالة المسلمين النفسية في ذلك الوقت كانت تستلزم نوعا من التشجيع، فالله تعالى يعد الروم بالنصر وهم في درك الهزيمة الطاحنة، وليس الروم أقرب إلى الله من المسلمين الذين تتنزل عليهم رحمة الله وفيهم النبي الذي يوحى إليه، ثم أن الروم لا يعلمون شيئا عن القرآن وقتها ولم يعلموا بنبأ النبي العربي وحتى لو علموا بوجوده فأن المحنة التي تدق عليهم أبوابهم كفيلة بأن تشغلهم عن كل شيء عداها. والمقصود أن القرآن وإن تحدث عن بشرى بنصرة الروم بعد هزيمتهم إلا أن حديثه لم يكن موجها للروم وإنما كان متوجها للمسلمين في مكة، وكان يريدهم أن يترقبوا تحقق البشرى وحينئذ سيفرحون ليس لانتصار الروم بعد هزيمتهم ولكن لأن وعد الله قد تحقق، وإذا كان قد تحقق بالنسبة للروم فهو ادعى لأن يتحقق بالنسبة للمسلمين أنفسهم فيما بعد.

3 : خصوصا وأن هناك توافقا زمنيا بين ظروف الروم وظروف المسلمين وقتها.

3 / 1 : حين بدأ هرقل انتصاراته سنة 622 كانت هجرة المسلمين إلى المدينة.

٥٥﴾ النور ) .

3 / 4 / 3 : وتحقق الوعد شيئا فشيئا، انتهى الخوف وحلت محله الثقة بالنفس بعد الانتصار فى موقعة بدر ، وقال  جل وعلا للمؤمنين يمُنُّ عليهم (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٢٦﴾الأنفال ) .

4 ـ  وتوالت الانتصارات في الجزيرة العربية متوازية مع انتصارات هرقل .

4 / 1  : في سنة 627 كان الانتصار النهائي لهرقل وبلغ فيه ذروة المجد وفي نفس العام عقد النبي ( ص) صلح الحديبية الذي اعتبره القرآن الكريم فتحا م

كتاب النصر
هذا الكتاب جاء تعليقا على هجمة نظام السيسى المستبد المصرى علينا ، يؤكّد أن الله جل وعلا ينصر الداعين الى الإصلاح السلمى . إعتقل السيسى بعض أقاربى بسبب إنتقادنا لظلمه ، ثم أفرج عنهم وإستبقى الكاتب الاسلامى رضا عبد الرحمن على ، ولا يزال من أغسطس 2020 في السجن حتى الآن 9 فبراير 2021 ، وحين أثرنا الموضوع في موقعنا دمروه ، وحاولنا إستعادته فدمروا السيرفيز الذى يستضيف الموقع أيضا . لم يستطيعوا مواجهة حُجّتنا ، فلجأوا الى القوة الغاشمة ليكون هذا إعلانا بنصرنا عليهم .
more