وفاة الدكتور زويل وحقائق عن الحساب يوم القيامة .

عثمان محمد علي Ýí 2016-08-04


 

يرحم الله الدكتور زويل ويرحمنا جميعا برحمته الواسعة .

اثارت وفاة الدكتو –احمد زويل – وموقفه يوم القيامة ردود أفعال  كثيرة على مواقع وصفحات  التواصل الإجتماعى .وإنقسمت التعقيبات إلى قسمين . كان النصيب الأكبر منها  لمن دعى أصحابه له بالرحمة والمغفرة وان مثواه  الجنة  إن شاء الله لعلمه واعماله الصالحة التى قدمها للبشرية ، وإعترفوا بقيمته وقامته العلمية، وبمكانته الأدبية  .  وكان النصيب الآخر لمن  (وأعتقد انهم إما  من الإخوان أو من السلفيين) إعترفوا بفضله وقيمته العلمية ايضا ،ولكنهم كانوا ساخطون عليه، وإتهموه بأنه كان عميلا ليهود إسرائيل ،وشريكا سريا معهم،و ساعدهم فى تطوير اسلحتهم الفتاكة التى بعتدون بها على فلسطين وسوريا ، اويُكدسونها فى مخازنهم لحربهم القادمة مع العرب  ، فهو بذلك ليس من أهل الملة ،ولا يجب أن يترحموا عليه ،وقرر بعضهم أنه من أهل النار ،وبئس القرار .

 وردا عليهم ، وللتذكرة ببعض حقائق يوم الحساب كما فهمتها من القرآن الكريم اقول :

1 – كلامى موجه للمُسلمين ، وعن المُسلمين وليس عن غير المُسلمين ،ولا  عن عقائدهم ولا إيمانهم ولا موقفهم يوم القيامة .

2 – المُسلم  يوم القيامة ، سواء كان فى الدنيا (ذكرا أو أنثى ) ( عالما، او مُفكرا أو فيلسوفا ،او مُتعلما عاديا ،او كان جاهلا)، (غنيا او فقيرا )، (صاحب سلطة وجاه وشهرة ومكانة إجتماعية ،اوكان بسيطا مغمورا جاء وخرج من الدنيا ولم يشعر به أحد ولم يترك له أثرا )  . يتوقف جزاءه (ثوابا بالفوز برضوان الله ورحمته ودخول الجنة ) .  أو (عقابا برميه مثل كيس القمامة والزبالة فى النار والعياذ بالله )  على  حقيقة واحدة ،او على نقطة واحدة ،او على ركيزة واحدة وهى ( ((( الإيمان بلا إله إلا الله وحده لا شريك له )))))، الذى لا  يُشرك سبحانه وتعالى  فى حكمه احدا من مخلوقاته   فى الدُنيا ولا فى الآخرة  مهما كانوا، سواء كانوا  ملائكة أو رسل –أو بشر من اصحاب الأنصاب والأضرحة  –  او كانوا ملالى  أو مشايخ أو فقهاء ، أو أو أو .    وعلى  الإيمان (بقرآنه الكريم  وحده لا شريك له فى دين الله ) فلا  مصدر عنده  ولا دستور ، ولا مُكمل ، ولا مساو ، ولا مُساعد له (اى القرآن )  فى دين الله أية مصادرأو كُتب أخرى ، سواء كانت كُتب ومصادر سُنية  (كالبخارى )،أو شيعية ( كالكلينى ) أو صوفية (ككتب إبن عربى والحلاج  والشعرانى وإبن الفارض ) ، أو لأى ملل أو نحل ومذاهب وطوائف  أخرى ..

 3 --.فإن جاء يوم القيامة وكان فى الدُنيا  مُشركا بالله ملكا او رسولا أو وليا أو شيخا ،او فقيها  أو حجرا ، أو أو أو .......أو جاء مُشركا بكتاب الله (القرآن الكريم )  كتابا آخر  .فقد أشرك بالله رب العالمين جل جلاله  ،ولن يغفر الله له ، وحبط عمله الصالح كُله  حتى لو كان فى دُنياه  يُصلى الدهر ، ويقوم الليل ،ويصوم الزمن  كُله ، ويتصدق بكل ما آتاه الله من رزق . فهو من أهل النار وبئس القرار .

وإحباط العمل الصالح  يعنى ضياعه  وكأنه لم يكن ، مثل لا عب الكورة الذى يلعب طول اليوم ويشوت الكورة على المرمى ولكن من  خلف الشبكة فهو قد اجهد نفسه طول اليوم ولم يُحرز أى هدف فى المرمى وكان مجهوده كله يساوى صفر . وذلك لقول تعالى ...((( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا))) النساء  48 ...

...((( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)))  النساء 118  

..وقوله سبحانه وتعالى لرسوله عليه السلام ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)))  الزمر 65 .

4—إذا جاء يوم القيامة وكان فى الدنيا مؤمنا بالله وبكتابه القرآن الكريم وحده لا شريك له .هنا تبدأ عملية التقسيم والفصل والفرز  . فلو جاء مع توحيده لله ولكتابه المجيد وبأعمال صالحة من إيمان وعبادات ومُعاملات طبقا وتطبيقا  لماجاء فى القرآن  الحكيم  أكثر من أعماله السيئة ، غفر الله له  ذنوبه وسيئاته وكان من أهل الجنة .

5- ولو جاء يوم القيامة وكان مؤمنا إيمان سطحيا ظاهريا فى الدنيا بالله وبكتابه وحده لا شريك له ،وجاء من الدنيا  مُحاطا بخطاياه وسيئاته ، وغلبت اعماله السيئة  اعماله الصالحة فى إيمانه ،وعباد ته  ومُعاملاته ، وكان مُتواكلا على الشفاعة ،والخروج من النار،ومثل هذه الخرافات . فهو من أهل النار خالدا مُخلدا فيها ، غير خارج منها  ابدا ابدا .وذلك لقول الله تعالى (((بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))) البقرة 81  .

6- ولو جاء يوم القيامة مؤمنا بالله جل جلاله وبقرآنه العظيم وحده لا شريك له .وتقاربت حسناته مع سيئاته أو العكس ، أو كما قال عنهم القرآن الكريم  ((خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا))  . فأولئك مرجون لأمر الله إن شاء غفر لهم وأصبحوا من أهل الجنة ،وإن شاء عذبهم وأصبحوا من اهل النار ..لقوله تعالى ((وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) التوبة 102 .

7 -- ومن كُل ما سبق نقول بأن مقاييس الحساب يوم القيامة فى القرآن الكريم  تختلف تماما عما ورثه المُسلمون نقلا بدون وعى ولا مُراجعة ولا علم من تُراثهم فى البخارى وأصحابه واشباهه  وبأن المُفتاح السحرى المجانى للفوز برضوان الله ورحمته ،والخلود فى جنته يوم القيامة هوالإيمان الحقيقى والعملى  (بلا إله إلا الله – وبقرآنه المجيد  وحده لا شريك له ) فى السر والعلن ،فى العقائد ،والعبادات ،والمُعاملات  . او كما يقول عنه القرآن الكريم _إخلاص الدين لله ، تطبيقا لقوله تعالى ((أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ))....(((( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ))) .....((( قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ))))....((( هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)))

8---  باب التوبة دائما مفتوح ،  وفرصة النجاة من عذلب النار لا زالت قائمة للذين يتخذون مع الله وكتابه شركاء من دون سبحانه  ، فعليهم أن يتوبوا إلى الله  ويخلصوا  دينهم (عقيدة وعبادة ومعاملات له سبحانه  وحده لا شريك له  قبل أن يأتى يوم يجدوا أنفسهم فيه ممن  قال الله عنهم. (((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ))).

9-  وبذلك فإن الدكتور زويل وغيره من المُسلمين ،سواء كانوا عُلماء ومشاهير أو مغمورين ،  سيُحاسبون على هذه الأسس،وهذه القواعد ، وهذه المقاييس، وهذه المعايير ،لا فرق بينهم  ولا تفريق ولا تمييز  ولا مُجاملة ،ولا شفاعة لأحدهم فى الحساب  ولا فى الجزاء يوم القيامة  أمام رب العالمين ـ  ((وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ))) .....((مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ))

10—هذا ما اؤمن به و ارجو أن القى الله عليه  يوم القيامة .

11 –ودائما صدق الله العظيم القائل ((( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ))).......((وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)))

اجمالي القراءات 9469

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   فتحى احمد ماضى     في   الأحد ٠٧ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82724]

كانهم يعلمون الغيب


مقالة موفقة استاذ عثمان فليس لاحد ان يحكم على زويل او غيره من البشر بالجنة او النار لان ذلك من اختصاص الخالق فقط ويدخل في علم الغيب والله لا يطلع احدا على علم الغيب لا بشر ولا رسول ولا حتى ملك والرسول يقول في ذلك بنص القران ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء.. ولكن يابى اصحاب الدين الوضعي الا ان يتقولوا على الله ويدعون شيئا من علم الغيب بحكمهم ان هذا في الجنة وهذا في النار والادهى والامر قضية الشفاعة المزعومة والتي هي من اخطر ما اخترع الفكر السلفي لتضليل الامة اذ بهذه الشفاعة يستطيع من قال لا الاه الا الله بحسب زعمهم ان يفعل ما يشاء من كبائر فان الرسول الكريم يوم القيامة له شفيع ولن يسمح لله ان يدخلة النار بقول الرسول يوم القيامة لربه امتي امتي فيقول له سبحانه اشفع تشفع فيشفع لكل اصحاب الكبائر ولهذا نرى داعش ومثيلاتها في سوريا والعراق واليمن تقتل وتسبي وتمارس الزنا وتاكل اموال الناس بالباطل وهم يظنون انهم يحسنون صنعا وان الجنة والحور العين تنتظرهم  ولا يعلمون ان الله قال ..ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزائه جهنم خالدا فيها ...الى اخر الاية   



2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٠٧ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82731]

شكرا استاذ فتحى ماضى .


شكرا لك استاذ -فتحى ماضى . على تعقيبك الكريم الذى أضاف للمقالة ... ونعم اخى الكريم اصحاب الديانات الأرضية  إخترعوا لهم تصورا ليوم الحساب جعلوا من انفسهم ،ومن أئمتهم شركاء للخالق جل وعلا فيه ، ولم يرمنوا بانه سبحانه وتعالى هو (مالك يوم الدين ) مع أنهم يقرأونها فى صلاتهم الشكلية 17 مرة يوميا ..يا سبحان الله !!!!!! فجعلوه يوما للوساطة والمحسوبية ،ولتسخير اصحاب الديانات الآخرى لصالحهم فيه . فهم يؤمنون بان لكل مُسلم ، (عبدا يهوديا ،او نصرنيا ) يحمل عنه اوزاره يوم القيامة !!!!!!..



.وحتى لو لم تُفلح الوساطات والمحسوبيات والشفاعات وحمل اليهودى او النصرانى لذنوبه عنه ،ودخل النار ، فكلها سويعات  ويخرج منها ويدخل الجنة .....



بشر  عاشت على الظلم والفساد فى الدنيا ، وتريد أن تنقلها معها لللآخرة !!!



3   تعليق بواسطة   فتحى احمد ماضى     في   الإثنين ٠٨ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82734]



اخي وعزيزي د. عثمان محمد سعدت بمعرفتك والحديث معك واسرة اهل القران جميعا رغم اننا لم نلتقي ولم نعرف بعضنا من قبل الا ان العلم الحديث قرب البعيد واوجد سرعة في المعرفة والتواصل بين بني البشر واسال الله العلي الكريم ان يكون عملنا خالصا لوجهه الكريم ولخدمة دينة والالتزام باوامره والبعد عما نها عنة وان يجمعنا واياكم في مستقر رحمته يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .اللهم اجعلنا من اصحاب القلوب السليمة حتى نفوز فوزا عظيما



4   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأحد ١٤ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82825]

لم يبكي العالم زويل ويتنكر له السلفيون ؟


حديثي عن الدكتور زويل لا يختلف عما جاء في المقال فمكانته العلمية معروفة ومعترف بها بين الشر كارهين ومحبين على السواء ، حديثي هنا عن الأب احمد زويل الذي كان يفكر تفكيرا حنونا في ان يجد المتفوقون  مدرسة او جامعة تناسب قدراتهم ، يكون فيها المقياس للتفوق وحده ، حديثي هنا عن احمد زويل  مرعف افحساس الذي كان يحب الشعر ويتذوقه، وكان صديقا لفاروق جويدة الشاعر المعروف ،حديثي عن المصري العربي الذي جاء ليكمل ما لم يستطع إكماله من أبحاث في مصر نظرا لقلة الامكانيات  ، وقد حمل مصر داخله .. لو شاهدتم حلقته في العاشرة مساءا  لعرفتم  لم يبكي العالم زويل ويتنكر له السلفيون ،..



نشكرك يا دكتور ودمتم بكل الخير 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق