رقم ( 22 )
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: جاءت كورونا ( بغتة )، وستقوم الساعة ( بغتة )

كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: جاءت كورونا ( بغتة )، وستقوم الساعة ( بغتة )

مقدمة :

1 ـ قبل ظهور كورونا فجأة أو بغتة لم يتوقع أحد هذا العذاب . وبعد نزول عذاب كورونا ظل بعض الحكام مستهينين بها مثل البريطاني جونسون والأمريكى ترامب ، حتى أُصيبوا بها . مثلما جاء عذاب كورونا فجأة بغتة فستقوم الساعة بغتة فجأة ، وفى الحالتين فالناس مشغولون لاهون .

مقالات متعلقة :

2 ـ المؤمن في هذا الزمان يجب عليه أن يتوقع قيام الساعة ووقوع العذاب ، حتى لا يؤخذ فجأة بغتة ، وأن يتأهب لهذا بالتقوى ومناصرة الحق الالهى حتى يتمتع بنصرة الله جل وعلا له في الدنيا والآخرة.

3 ـ ونعطى تفصيلا عن ( البغتة ) .

أولا : معنى ( بغتة )

تعنى وقوع شيء مُباغت مُفاجى على بشر لا يشعرون بحدوثه وغير متأهبين لحدوثه . أو بالتعبير القرآنى الرئع : ( وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ  ). قال جل وعلا :

1 ـ عن وقوع العذاب الدنيوى : (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (95) الأعراف ).

2 ـ عن قيام الساعة : ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (66) الزخرف )

3 ـ عن قيام الساعة أو وقوع العذاب :

3 / 1 : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (107) يوسف )

3 / 2 : ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (202) الحج )

3 / 3 : ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمْ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) العنكبوت ) .

4 ـ هي بغتة للكافرين وليست بغتة للمؤمنين المتقين الذين يرجون لقاء الله جل وعلا ويتحسّبون لليوم الآخر ويتجهزون له بالقلب السليم والعمل الصالح .

ثانيا : القرآن الكريم وإقتراب الساعة والعذاب المرتبط بها

نزلت الرسالة الآلهية الخاتمة دليلا على إقتراب الساعة ، فالقرآن الكريم هو الكلمة الإلهية النهائية للبشر في زمنهم الأخير . وصدر الأمر بقيام الساعة بالزمن الالهى ، ولم يبق سوى التنفيذ الفعلى بالزمن الأرضى ، وهذا هو المفهوم من قوله جل وعلا :

  1 : ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) النحل ). كانوا يستعجلون الساعة فأنبأ الله جل وعلا بأن الأمر الالهى قد صدر بقيامها ، وهو واقع قريبا فلا داعى لاستعجاله .!

  2 : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6) وَنَرَاهُ قَرِيباً (7) المعارج  ) . سئل النبى محمد عليه السلام عن عذاب قيام الساعة فأخبر رب العزّة جل وعلا إنه واقع ، وليس له دافع ، وأنهم يرونه بعيدا وهو منهم قريب .

  3 : المستفاد هنا وصف قيام الساعة بالعذاب ، وهذا ما جاء في قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج  ). المستفاد هنا أيضا أن زلزلة وعذاب الساعة سيكون مفاجئا باغتا بحيث تذهل المرضعة عن رضيعها وتُسقط الحامل جنينها ، ومن هول البغتة يصبح الناس سكارى مثل سكرة الموت بسبب وقوع هذا العذاب الشديد .

  4 : هنا يرتبط قيام الساعة بالمفاجأة المباغتة . وهذه البغتة تتحقق عند وجود الغفلة ، فالغافلون المعرضون عن الحق الكافرون بلقاء الرحمن جل وعلا تفاجئهم الساعة ، قال جل وعلا : ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3) الانبياء ). نلاحظ أن رب العزة قال من أكثر من 14 قرنا إنه إقتربت الساعة . أي إنه في عصرنا إزداد إقترابنا من قيام الساعة .

  5 : الذين يرجون لقاء الله جل وعلا يشفقون من قيام الساعة  لارتباطها بالعذاب المُشار اليه . قال جل وعلا :

  5 / 1 : ( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنْ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49) وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (50) الانبياء ) . نلاحظ هنا إرتباط الخشية من الله حل وعلا بالاشفاق من قيام الساعة والاشارة الى القرآن الكريم الكلمة الإلهية الأخيرة للبشر قبيل قيام الساعة .

  5 / 2 : (  اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (18) الشورى  ). نلاحظ هنا إرتباط نزول القرآن الكريم ــ الموصوف بأنه الحق والميزان ــ بقرب قيام الساعة وإشفاق المؤمنين بها من أن يكونوا حاضرين لعذابها .

6  : ( اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) القمر ) . هنا التعبير عن إقتراب الساعة بالزمن الماضى ، والتعبير عن إنشقاق القمر بالفعل الماضى بمعنى تحقق الوقوع ، لأن الأمر الالهى قد صدر فعلا ، ويبقى تحقيقه بالزمن الأرضى ، وعندئذ  سيرى أخر جيل من البشر إنشقاق السماء وتدمير الكون . قال جل وعلا :

6 / 1 :( فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)  الرحمن)

6 / 2 :( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتْ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) الواقعة )

6 / 3 : (إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) الانشقاق  )

7 : ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس   ) . هنا معنى البغتةَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) الانعام ) .

3 / 1 / 1 / 2 : ( قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) الأعراف )

3 / 1 / 1 / 3 : ( هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) الجاثية  )

3 / 2 : ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (202) الحج ). هذا عن كفرهم بالقرآن الكريم . 

3 / 3 : ( وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)  الحج ). هذا عن ريب الكافرين بالقرآن الكريم .

3 / 4 : ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) الزمر ). هذا تحذير للمسرفين قبل فوات الأوان .

رابعا :

بغتة وقوع التعذيب في النار

قال جل وعلا :  ( لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمْ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنظَرُونَ (40) الانبياء ). سرعة نشوب النار في وجوههم وفى ظهورهم اسرع من محاولتهم الإفلات منها ، في كل مرة يأتيهم بغتة ومفاجئا يبهتهم . والمؤلم أن يستمر هذا أبد الآبدين . متى يتعظ أكابر المجرمين ؟!!     

أخيرا

1 ـ في عصرنا بلغت الأرض زخرفها وإزّينت وظنّ أهلها أنهم قادرون عليها ، ومع هذا ينتشر الفساد والظلم في الأرض . عاقبهم الله جل وعلا بمخلوق غاية في الضآلة ( فيروس ) ، لا يزال يهزمهم . وهم مع ذلك لا تزال أعينهم في غطاء عن ذكر الرحمن ولا يستطيعون سمعا . لاهون بالفيروس غافلون عن خالقهم وخالق الفيروس . وسيستمرون في غفلتهم حتى تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون كما جاءهم عذاب كورونا غفلة وهم لا يشعرون .

2 ـ وقد أفردنا عشرات الحلقات من برنامجنا ( لحظات قرآنية ) عن المحمديين بين إهلاك قائم وإهلاك قادم ، نعظ ونحذّر ، بلا فائدة ، بل يواصلون اضطهادنا صدّا عن سبيل الله جل وعلا . رابط قناتنا على اليوتوب :

https://www.youtube.com/user/ahlalquran1

3 ـ مهما يعانيه الداعى للحق فهو لا شىء مقارنة بالخلود في الجحيم ، ندعو الله جل وعلا أن يزحزحنا عنها . ومهما تمتع الظالمون أكابر المجرمين في حياتهم القصيرة فهو لا شيء مقابل خلودهم في جحيم يأتيهم بغتة وهم لا يشعرون . 

كتاب النصر
هذا الكتاب جاء تعليقا على هجمة نظام السيسى المستبد المصرى علينا ، يؤكّد أن الله جل وعلا ينصر الداعين الى الإصلاح السلمى . إعتقل السيسى بعض أقاربى بسبب إنتقادنا لظلمه ، ثم أفرج عنهم وإستبقى الكاتب الاسلامى رضا عبد الرحمن على ، ولا يزال من أغسطس 2020 في السجن حتى الآن 9 فبراير 2021 ، وحين أثرنا الموضوع في موقعنا دمروه ، وحاولنا إستعادته فدمروا السيرفيز الذى يستضيف الموقع أيضا . لم يستطيعوا مواجهة حُجّتنا ، فلجأوا الى القوة الغاشمة ليكون هذا إعلانا بنصرنا عليهم .
more

اخبار متعلقة