كتاب : ( النصر ) ف1 : الوعد بالنصر: وعود تحققت بعد نزول القرآن ولا تزال تتحقق
رابعا : وعد وقت نزول القرآن وتم تحقيقه بعد نزول القرآن .
ارتباط الوعد والوعيد
1 ـ الوعد والوعيد مرتبطان ، قال جل وعلا في وعد المؤمنين الصالحين والكفار المكذبين :
1 / 1 :( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10) المائدة ).
1 / 2 :( وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمْ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) التوبة) ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة ).
2 ـ أول وعد الاهى للمؤمنين في المدينة بالنصر جاء ية جاها وثراءا ، وكانت أيضا الأكثر مكرا . وقد وصف الله جل وعلا مكرهم بأنه تزول منه الجبال: ( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) إبراهيم ). وبدأوا بهذا المكر فزرعوا خلايا نائمة حول النبى محمد وهو في مكة وهاجرت هذه الخلايا معه الى المدينة ، وكانت الأكثر اقترابا منه ،هم الذين مردوا على النفاق ، كتموا الكفر وأظهروا الحماس للإسلام ينتظرون موت النبى محمد ليقفزوا الى السلطة ، وليحولوا دفة الدولة الى خدمة قريش ومصالحها التجارية وعبادتها للمال . وهذا ما حدث. وأصبح الذين مردوا على النفاق هم الخلفاء الفاسقون وصحابة الفتوحات والفتنة الكبرى .
الخلفاء الفاسقون وعبادة المال :
1 ـ الخلفاء الفاسقون القرشيون جعلوا ( المال ) إلاها أكبر لهم ، فاستخدموا إسم الله جل وعلا ودينه العظيم ( الإسلام ) ــ المؤسس على السلام والعدل والإحسان والحرية الدينية ــ في البغى والغزو وإحتلال دول لم تقم بالاعتداء عليهم ، وبدأوا الفتوحات في الشهر الحرام واستمرت الفتوحات والفتن وسفك الدماء دون مراعاة للأشهر الحُرُم . هذه الفتوحات تتناقض أيضا مع شريعة الإسلام في القتال الدفاعى ، ومئات الآيات القرآنية ، ومنها قوله جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل ) . وبسبب معبودهم الأعظم ( المال ) إختلفوا وتقاتلوا في معارك ( الجمل ، صفين ، النهروان ) وأرسوا أديانا أرضية صار فيها أولئك الخلفاء الفاسقون آلهة ، تحولت من شخصيات تاريخية الى آلهة معصومة يحرم انتقادهم .
2 ـ لم يكن النبى محمد عليه السلام يعلم أن أقرب الناس اليه هم من وصفهم رب العزة جل وعلا بأنهم مردوا على النفاق : (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾ التوبة ) . أحرزوا مكانة عالية وهم الى جانب النبى فحكموا بعده ، وهم من نسميهم بالخلفاء الفاسقين تصحيحا لما يقال عنهم ( الخلفاء الراشدون ).
3 ـ فتوحات قريش في عصر الخلفاء الفاسقين القرشيين في القرن الأول الهجرى إتجهت نحو طريقى التجارة الشرقية شرقا وغربا ، وإحتلّت مناطق وبلادا كانت تمر فيها تجارتها سابقا ، بين الهند والصين شرقا وبين القسطنطينية وجنوب فرنسا غربا . وكانت قريش هى المتعدية بفتوحاتها وإحتلالها . ليس إعتداءا على البشر فقط ولكنه إعتداء على الاسلام إذ نسبوا ظلمهم الى الاسلام والى شريعة الرحمن. وبهذه الصورة عرف العالم صورة مشوهة عن الاسلام . كل هذا بسبب كفرهم وتأليههم للمال من دون الله جل وعلا ، بل كان رب العزة جل وعلا مجرد راية رفعوها ستارا لظلمهم للبشر ، وظلمهم الأكبر لرب البشر . ولأنها حروب معتدية تحت راية دينية تنسب نفسها للاسلام زورا وبهتانا فقد تحول سفاحو الفتوحات من الخلفاء الى آلهة ، وتحولت مظالمهم الى مفاخر .
4 ـ بهذا كان الخلفاء الفاسقون أكثر كفرا من المنافقين الصُّرحاء الذين قال عنهم جل وعلا : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) النساء ). المنافقون الصُّرحاء إذا ماتوا بلا توبة فهم في الدرك الأسفل من النار . أمّا إذا تابوا واصلحوا وأخلصوا دينهم لله جل وعلا فسيكونون مع المؤمنين . أما المنافقون الذين مردوا على النفاق فقد أخبر الله جل وعلا مقدما عنهم وهم أحياء بالقرب من النبى : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ). هنا واضح بأن النبى محمدا عليه السلام لم يكن يعلمهم لأنهم مهروا في إخفاء كفرهم ونفاقهم ، وأنهم سيتعرضون لعذاب الاهى مرتين وهم أحياء ، ثم مصيرهم الى عذاب عظيم في الآخرة . وهذا يعنى أنهم لن يتوبوا بل سيظهر كفرهم علنا مدويا في العالم بحيث يعاقبهم الله جل وعلا ليس مرة واحدة بل مرتين ، قبل موتهم . وأن هذا العذاب المزدوج لن يجعلهم يتوبون بل سيموتون متمسكين بالكفر ، ليكونوا بعدها في الآخرة من أصحاب النار . نزلت الآية 101 من سورة التوبة قبيل موت النبى محمد تُنبىء بما سيحدث وفى وعيد سيأتى ، وقد أتى فعلا مرتين فيما بعد. إنتقم الله جل وعلا من العرب عام 18 هجرية ، وذلك بطاعون عمواس ومجاعة الرمادة ، ثم بقتل عمر بعدها .
5 ـ قبلها وحين كان النبى محمد عليه السلام في مكة يواجه اضطهاد قريش أنبأ جل وعلا بالفتنة الكبرى بين زعماء قريش . قال جل وعلا : ( قُلْ هُ
الفهرس
كتاب ( النصر ) ف1 : الوعد بالنصر : أولا : لمحة عن الوعد
كتاب ( النصر ) ف1 : الوعد بالنصر: التأكيد على وقوع الوعد و
كتاب ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى ( 1 : 2 )
كتاب ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى ( 3 )
كتاب : ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى :
كتاب : ( النصر ) ف1 : الوعد بالنصر: وعود تحققت بعد نزول الق
كتاب ( النصر ) ف1 : خامسا : الوعد بخروج يأجوج ومأجوج قبيل
كتاب ( النصر ) ف1 : سادسا : استعجال وقوع وعد اليوم الأخر ،
كتاب ( النصر ) ف1 : سادسا : وعد وقت نزول القرآن وسيتحقق في
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر : معنى النصر في الدنيا
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر : النصر في يوم الحساب :( محكمة ال
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر: مصطلحات النصر والهزيمة في الآ
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر : مصطلحات النصر والهزيمة في الآ
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: مصطلحات النصر والهزيمة في الآخر
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: الله جل وعلا وحده هو الولى والنص
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: الله جل وعلا وحده هو الولى والنص
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: الله جل وعلا وحده هو الولى والنص
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: الإيمان بالله جل وعلا والي
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: الإيمان بالله جل وعلا والي
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: أن ترجو لقاء الله جل وعلا
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: جاءت كورونا ( بغتة )، وستقوم
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: التوكل على الله جل وعلا ( 1 )
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: التوكل على الله جل وعلا ( 2 )
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: التوكل على الله جل وعلا( 3 )ع
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 1 ):( لمحة عامة عن الص
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 2 ) ملامح الصبر في الإ
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 3 ) صبر الأنبياء عليه
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 5) بين صبر المؤمنين و
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: الخوف من الله جل وعلا وحده
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الدُّعاء
خاتمة كتاب النصر
33
كتاب النصر ( الكتاب كاملا )
دعوة للتبرع
الاعتراف بالنبوة: \\إِذَ ا جَاءَ كَ الْمُ نَافِ قُونَ ...
الولاية فى الزواج : هل يجوز للمرأ ة الحرة أن تزوج نفسها ؟ وهل يجب...
الطعن فى الشخصيات: ماهو موقف الاست اذ منصور ممن يطعن في...
القرح والرجز : ما هو الفرق بين ( القرح ) و ( الرجز ) وهما من كلمات...
عن قوم عاد : ذكر القرآ ن الكري م أن قوم عاد كانوا عمالق ة ...
more