رقم ( 11 )
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر : معنى النصر في الدنيا

كتاب  ( النصر ) ف 2 : النصر : معنى النصر في الدنيا

(  إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) غافر )

النصر في الدنيا في الحروب

مقالات متعلقة :

1 ـ خدع الشيطان آدم وزوجه بما أسماه ( شجرة الخلد ) التي تعنى الملكية المطلقة والخالدة التي لا موت فيها . قال جل وعلا : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى (120) طه ). هبط آدم وزوجه من أرض برزخية الى هذا الكوكب الأرضى المادي ، ونزل معهم قانون الصراع فيما بينهم ، قال جل وعلا :

1 / 1 :( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) البقرة )

1 / 2 :( قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) الاعراف )

1 / 3 : ( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ (123) طه ).

َتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج ). بصيغة التأكيد الثقيل قال جل وعلا : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ).

4 / 3 : في تشريع القتال في الإسلام : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة ) . نتوقف بالتدبر مع الآية الكريمة :

4 / 3 / 1 :( فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) يعنى القتال الدفاعى فقط ضد من يهاجم معتديا ( الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ) .

4 / 3 / 2 :  ومنعا لأى لبس أو تلاعب بالمعنى جاء النهى : ( وَلا تَعْتَدُوا ).

4 / 3 / 3 :  وجاء الوعظ : ( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ).

4/ 3 / 4 : بالتالى فإن فتوحات الخلفاء السابقين في سبيل الدنيا وزينتها هي فتوحات شيطانية ، والنصر فيها ليس من عند الله جل وعلا ولكن من عند الشيطان . والشيطان الذى أغواهم وأغراهم بالفتوحات هو أيضا الذى أغواهم وأغراهم بالحروب الأهلية فيما يُعرف بالفتنة الكبرى ، ولا يزال الشيطان يغويهم ويغريهم فتاريخ المحمديين صفحة واحدة من حروب مع الخارج وحروب مشتعلة في الداخل ، وينتصرون بالشيطان وينهزمون بالشيطان ، ولا يزالون يفعلون .!

النصر في الدنيا في الدعوة جهادا سلميا

1 ـ الأساس في الدعوة الإسلامية أنها في سبيل الله جل وعلا وحده إبتغاء مرضاته وأملا في الأجر من عنده في اليوم الآخر وأن يكون الداعية شاهدا على قومه مع الأنبياء والمرسلين . بعد الأنبياء الذين اصطفاهم رب العزة جل وعلا فالمجال مفتوح أمام المؤمنين لمن يدخل هذا المجال متسلحا بالعلم القرآنى قادرا على التدبر فيه مع ما يلزم هذا من ثقافة علمية تساعد على التدبر ، ثم هو لا يأبه باعجاب الناس أو إزدرائهم ، إذ لا غرض له إلا في رضا الرحمن جل وعلا . ليس كل المؤمنين مؤهلين لهذا . ولكن المؤمنين مطالبون بتعضيد دُعاة الحق ، فالداعية للحق لا يستطيع بنفسه مواجهة الاضطهاد والتضييق ولا يستطيع بمفرده أن تصل دعوته الى الآفاق ، لا بد من وجود من مجاهدين بالمال والطاقة بجانب الدعاة ، والدعاة ورفاقهم هم معا سيكونون ـ إذا صدقوا ـ شهداء على أقوامهم يوم القيامة .

2 ـ  هذا خلاف أئمة وشيوخ وكهنة الأديان الأرضية الذين يتخذون من دينهم الأرضى تجارة ، وبه يؤازرون المستبد في طغيانه ، أو قد يزايدون عليه بدينهم الأرضى ليشاركوه في السلطة أو ينتزعوها منه .

3 ـ  نحن في عصر ردىء ، أصبح الكلام في الدين مسرحا لكل من هبّ ودبّ ، كلهم يفتى في الدين كما يفتون في الرياضة والفن والسياسة ، هم بهذا متشجعون بجهل أئمة الأديان الأرضية . هم جميعا يجمعهم الجهل والافتراء . الوضع في مجال الدعوة الدينية حسّاس جدا، يجعل الداعية الدينى كمن يسير على حدّ السيف ، لأنه بما يقول قد يهتدى به الناس وقد يضلون . إذا أضل الناس بما يقول فسيأتى يوم القيامة يحمل وزره ووزر من طبّق كلامه في حياته ، شأن من يفتى بالإرهاب فينفذ فتاويه شباب متدينون يؤمنون بخرافاته . قال جل وعلا عن فقهاء الشيطان : (  لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) النحل  )

4 ـ الداعية في الدين إذا أراد النجاة من عذاب يوم الدين عليه أن يعلن الحق صريحا ، يضع النقاط فوق الحروف . مجرد كتمانه الحق مراعاة لإرضاء الناس يجعله خصما لرب العزة جل وعلا يوم القيامة. قال جل وعلا عن دعاة الأديان الأرضية :( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيل ، فيصبح الباطل زهوقا : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً (81) وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82) الاسراء )

7 ـ المثل الأعلى للداعية المسلم جاء في قوله جل وعلا : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت ). جعلنا الله جل وعلا من أصحاب هذا الحظ العظيم .

8 ـ صاحب هذا الحظّ العظيم لا يطلب من الناس أجرا :

8 / 1 : كل الأنبياء كانوا لا يطلبون أجرا من أقوامهم لأن أجرهم عند الله جل وعلا :( هود :  (29  ). (51) )( الشعراء (109) ( 127 ) ( 145  ) (  164 ) ( 180 ). ونفس الحال مع خاتم النبيين ، كان لا يسألهم أجرا لأن أجره على رب العزة جل وعلا ، وبهذا أمره ربه جل وعلا :( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) الانعام ) ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87)  ص ) ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) الطور ) ( القلم 46 ) الأجر هو لمن يهتدى : (  قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) سبأ ) ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (57)  الفرقان ) ، ومنه أن يقدم المودة لأقاربه ويعمل الصالحات : (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)  الشورى ).

8 / 2 : وقالها لقومه رجل داعية مؤمن : ( اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)  يس ). الداعية المؤن لا يسأل أجرا ممّن يدعوهم ، وهو في نفس الوقت ملتزم بتطبيق ما يدعو اليه .

8 / 3 : وعليه ، فالداعية الاسلامى لا ينخرط في الصراع السياسى ولا يخلط السياسة بالدين ، وليس له أي طموح دنيوى . العمل الir="RTL"> 3 / 2 : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) ابراهيم ) .

3 / 3 : أعظم إنتصار لدعاة الحق عندما يكونون أشهادا على قومهم يوم القيامة .

كتاب النصر
هذا الكتاب جاء تعليقا على هجمة نظام السيسى المستبد المصرى علينا ، يؤكّد أن الله جل وعلا ينصر الداعين الى الإصلاح السلمى . إعتقل السيسى بعض أقاربى بسبب إنتقادنا لظلمه ، ثم أفرج عنهم وإستبقى الكاتب الاسلامى رضا عبد الرحمن على ، ولا يزال من أغسطس 2020 في السجن حتى الآن 9 فبراير 2021 ، وحين أثرنا الموضوع في موقعنا دمروه ، وحاولنا إستعادته فدمروا السيرفيز الذى يستضيف الموقع أيضا . لم يستطيعوا مواجهة حُجّتنا ، فلجأوا الى القوة الغاشمة ليكون هذا إعلانا بنصرنا عليهم .
more




مقالات من الارشيف
more