حكومة "مجنونة" وشعب "غاضب"

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠٧ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


زيادة أجرة الركوب أشعلت المشاجرات بين المواطنين وسائقي السيرفيس
«التحرير - أكتوبر» بـ 275 قرشًا.. «فيصل- الدائري» بـ 2 جنيه «وجيزة -عمرانية» بـ 75 قرشًا
و«المطرية - عباسية» بجنيه.. و«المطرية- عين شمس» بـ 75 قرشًا



كتب: دعاء عبد المنعم - محمد مندور - وائل السادات - ليلي نور الدين - حسين متولي - نهلة فياض

وقعت العديد من المشاجرات في مختلف شوارع القاهرة والميادين الرئيسية أمس، بسبب احتدام الخلاف والمشادات الكلامية بين المواطنين وسائقي السرفيس حول زيادة أجرة الركوب، علي ضوء قرار الحكومة برفع أسعار البنزين والسولار، أمس الأول.
وامتنع الكثيرون عن ركوب ميكروباصات خط «الكيت كات - أوسيم» بعد أن زادت الأجرة من 50 قرشًا إلي 75 قرشًا. كما امتنع الجمهور عن ركوب ميكروباصات خط «الدائري المحور» بعد أن زادت الأجرة 75 قرشًا.

وزادت أجرة ميكروباص «الإسعاف المطار» من 75 قرشًا إلي جنيه ووقعت شجارات بمنطقة الوراق بين السائقين والركاب المتجهين إلي مناطق «المناشي» و«برطس» و«طناش»، بعد أن زادت الأجرة من 50 قرشًا إلي ما يتراوح بين جنيه وجنيه ونصف.
أما سائقو خطوط الميكروباص في منطقة فيصل، فلجأوا إلي أسلوب الزيادة المزودجة عبر زيادة الأجرة، مع قطع نصف المسافة فقط كما حدث مع خط فيصل والذي ينتهي عند منطقة الطوابق، إلا أن سيره الجديد بدأ ينتهي عند «الطالبية مطحن» وزادت الأجرة من 75 قرشًا إلي جنيه.
وتوقفت حركة المرور تقريبا في شارع فيصل لساعات طويلة وانتظر المواطنون وصول أي سيارة سرفيس تعمل علي خط التحرير فيصل دون جدوي خاصة أن أغلب السيارات قررت العمل حتي الدقي فقط وعدم المواصلة إلي نهاية الخط وصولا إلي محطة التحرير. بل وقرر بعض السائقين العمل من الدقي إلي محطة كوبري الخشب فقط. وقسموا الخط إلي أربع مراحل أي أن الأجرة من فيصل إلي التحرير زادت فعليا إلي أكثر من جنيهين حيث تعمل السيارة من التحرير إلي كوبري الخشب وسيارة أخري حتي الطالبية ثم سيارة أخري إلي الطوابق، وأخيرا سيارة تعمل حتي آخر فيصل إضافة إلي تزاحم الآلاف من الركاب في المحطات فيما تحولت أتوبيسات النقل العام العاملة علي هذا الخط إلي ما يشبه علبة سردين بشري.
واعتبر الركاب أن ارتفاع أسعار السولار والبنزين هو عقاب لكل المصريين علي صمتهم علي الهوان والغلاء والفقر الرهيب وحلقة جديدة في مسلسل بهدلة المواطن المطحون.
ورفع سائقو الميكروباص بمناطق بولاق الدكرور وأرض اللواء وإمبابة بالجيزة، الأجرة من 50 قرشًا إلي 60 قرشًا.
وحدثت مشادات بين الركاب وتباعي السائقين صباح أمس، وهدد السائقون باختصار خط سير الميكروباص وتقطيع المسافات لعدم تعرضهم لمشكلات مع الركاب بسبب زيادة الأجرة.
وقال الركاب إن زيادة الأجرة إلي 60 قرشًا ستحدث مشاجرات حول «الباقي» بسبب عدم وجود «فكة» وهو ما سيعطي الفرصة للميكروباص برفع الأجرة إلي 75 قرشًا، كحل لهذه المشكلة.
وبينما طالب بعض الركاب بعدم زيادة الأجرة قبل صدور منشور رسمي من المحافظة بذلك، ألمح أحد السائقين إلي أنه سيضع ورقة «مزورة» بالسيارة توضح أن الأجرة ارتفعت رسميا.
وعلي امتداد شارع ناهيا بمنطقة بولاق الدكرور والذي يمر علي ثلاث قري هي المعتمدية وبرك الخيام وناهيا، عاني السكان من قلة الميكروباصات التي بدأت في اختصار المسافة. وكان مسار الميكروباص يبدأ من بولاق الدكرور إلي نهاية الشارع، حيث قرية ناهيا، إلا أن السائقين اختصروا المسافة وألغوا القري الثلاث من حساباتهم لرفض سكانها الاستجابة لرفع الأجرة، وتهديدهم السائقين باللجوء إلي نقطة مرور ناهيا وقسم شرطة بولاق الدكرور.
وتردد علي ألسنة أهالي شارع ناهيا التلويح بالاشتراك في الإضرابات القادمة وقالوا: «إن الحكومة نيمتنا بالعلاوة 30% وزودت الأسعار بنسبة 60%».. وقال أحد السائقين للركاب: «طول ما انتم ساكتين علي زيادة الأسعار.. تستاهلوا اللي يجري لكم».. «انتوا بتحاسبونا؟.. ما تحاسبوا اللي زودوا علينا رسوم الميكروباص والبنزين».
وفي شرق القاهرة تكررت المشاحنات والمشادات بين أصحاب السيارات والركاب، وظهرت مجددا ألفاظ " سب الدين " علي ألسنة السائقين وتابعيهم الذين رفضوا اعتراضات المواطنين علي زيادة الأجرة، ففي المطرية تسبب موقف السرفيس في أزمة مرورية حادة صباحا، مع تراشق الموظفين وطلاب الجامعات مع سائقي السرفيس بالسباب نتيجة رغبة الآخرين في رفع أجرة خط العباسية من 75 قرشا إلي جنيه واحد، وخط المرج إلي ذات القيمة، وعين شمس من 50 إلي 75 قرشا، ومثلها لخط المظلات الذي أجبر السائقون العاملون عليه، الركاب علي دفع الأجرة كاملة عن مسافة نقل لمحطة واحدة، فيما توقفت الخطوط الداخلية التي لا تزيد مسافتها علي شارع واحد بسبب محاولات السائقين رفع الأجرة من 25 إلي 40 قرشا. كما سعي ركاب خط مسطرد - الوايلي - العتبة، لإقناع السائقين بأن زيادة أسعار البنزين لا تتجاوز 30 %، إلا أن السائقين تعللوا بأن أغلب مركباتهم تعمل بالغاز الطبيعي أو الجاز، ويحق لهم رفع الأجرة إلي جنيه واحد مع توحيدها وعدم تقسيم خط السير إلي مرحلتين.
أما الخطوط الطويلة فتضمنت زيادات تجاوزت نسبة 50 %، ومنها خط سرفيس مدينة السلام - السيدة عائشة، المطرية - الهايكستب، مدينة السلام - رمسيس، رغم فرض أصحاب سيارات السرفيس زيادات سابقة رافقت رفع قيمة " الكارتة " من قبل مشروع نقل الركاب الجماعي التابع لمحافظة القاهرة خلال السنوات الأربع الماضية، وهي الضريبة التي بدأت تحصلها الحكومة بدلا من بلطجية مواقف السرفيس الذين لم يمتنعوا عن ممارسة دورهم برعاية شرطة المرور.
وفي خط المعادي زادت الأجرة بمعدل 50 قرشًا، وينتهي المسار عند جامع الفاروق دون الدخول إلي المعادي كما كان قبل زيادة الأسعار.
وزادت أجرة خط أكتوبر التحرير لتصل إلي 275 قرشًا وخط فيصل الدائري زاد من 5.1 جنيه إلي 2 جنيه.
وفي الهرم والعمرانية والمناطق المحيطة بهما، زادت أجرة الركوب من 50 إلي 75 قرشًا.
أما ركاب مترو الأنفاق فلم يكن من حديث بينهم سوي زيادة الأسعار مرددين عددًا من الشائعات بأن تذاكر المترو في طريقها إلي زيادة أسعارها بقيمة قد تصل إلي 25.1 جنيه.
هدد سائقو السيرفيس في موقف عبد المنعم رياض بالإضراب عن العمل والتظاهر أمام مبني محافظة القاهرة، احتجاجًا علي ارتفاع أسعار البنزين والسولار وثبات سعر أجرة الركوب مطالبين المحافظة بإصدار منشور رسمي بزيادة قيمة الأجرة بمقدار نصف جنيه. وقال أحمد جمعة، سائق سيرفيس خط فيصل - عبد المنعم رياض: «رفع أسعار البنزين وثبات سعر الأجرة هيخسرنا عشرين جنيه في الوردية الواحدة. ولازم الأجرة تزيد نص جنيه».
أما عامر الشناوي، سائق سرفيس خط مدينة نصر فقال: «لا نستطيع رفع الأجرة دون إصدار منشور رسمي من المحافظة بذلك، وإلا تعرضنا للمساءلة القانونية».
بينما قال محمد سليم، سائق خط أكتوبر إن ارتفاع أسعار البنزين والسولار أدي إلي ارتفاع أسعار الزيوت وتيل الفرامل.
من جانبه أكد محمد سليمان، مدير السرفيس بمحافظة القاهرة، إنه من المنتظر أن يصدر منشور رسمي خلال أيام ينص علي زيادة أجرة السرفيس بما يتراوح بين 25 قرشًا إلي جنيه، حسب خط سير السرفيس.

اجمالي القراءات 2551
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more