رقم ( 5 )
كتاب ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى ( 3 )

 

كتاب  ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى ( 3 )

ثالثا :  وعد في وقت نزول القرآن وتم تحقيقه وقت نزول القرآن : ( النصر في المعارك )

 الحرب والنصر في الإسلام

1 ـ السلام أحد أعمدة الشريعة الإسلامية ، لذا فالحرب فيها إستثناء ومُقيد بشرطين : أن يكون دفاعيا فقط ، وأن يكون الجيش قد وصل الى مرحلة الاستعداد العسكرى ، وقد فارق المؤمنون مرحلة الاستضعاف وليس قبل ذلك .

2 ـ  بعد أن أرغمت قريش النبى والمؤمنين على الهجرة من مكة الى المدينة تابعوهم بحملات هجومية وقت أن كان المؤمنين في المدينة مأمورين بكفّ اليد وعدم الرّد ، إستمرت قريش في هجومها ، قال جل وعلا عنهم في هذه الحالة : ( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا ) (217) البقرة ) ، بعد أن أتمّ المؤمنون إستعدادهم الحربى نزل لهم الإذن بالقتال الدفاعى وفيه الحيثيات التشريعية ، أنهم  يتعرضون لقتال هجومى من الذين أخرجوهم من ديارهم ظلما وعدوانا ، ولهذا فهم يستحقون أن يدافع عنهم رب العزة جل وعلا ، قال جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خ ، وحين إضطروا للمواجهة كانوا كأنما يواجهون الموت . قال جل وعلا : ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) الأنفال ).

5 ـ وصف الله جل وعلا تحقق الوعد بالانتصار في بدر بالأمر المفعول ، وهذا الأمر المفعول يشمل تحديد مكان المواجهة وتحديد رؤية جيش المؤمنين لجيش الكافرين ورؤية جيش الكافرين للمؤمنين ، إذ أرى الله جل وعلا الجيش الكبير لقريش قليلا في أعين المؤمنين ليشجعهم على الاشتباك الحربى ومنعا للفشل والتنازع بينهم ، وأرى الله جل وعلا جيش المؤمنين القليل قليلا جدا في أعين جيش قريش ليشجعهم على القتال غرورا واستسهالا ، قال جل وعلا : ( إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) إِذْ يُرِيكَهُمْ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذْ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (44) الانفال )

في موقعة أُحُد :

1 ـ فيها تحقق قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) محمد ). الخروج الى ( بدر ) كان للحصول على القافلة وكان الوعد كان إما الانتصار أو الغنائم ، لذا أصبح توزيع الغنائم ( الأنفال ) مشكلة بعد الانتصار ، هل هي من حق المقاتلين فقط أم من حق المهاجرين أصحاب الأموال التي صودرت في مكة وتاجرت بها قريش وهذا يعنى حرمان المقاتلين من الأنصار . إختلفوا في التوزيع ، وسألوا النبى محمدا عليه السلام ، وكالعادة فإنه عليه السلام ليس له أن يجيب من عنده ، بل لا بد أن ينتظر نزول الوحى بالاجابة ، ونزلت الإجابة في قوله جل وعلا : ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) الانفال ) .

2 ـ ظلت ( الغنائم ) مشكلة لدى بعض المؤمنين ، وتسببت في هزيمتهم في موقعة ( أُحُد )، هذا لأن الله جل وعلا ينصر المؤمنين إذا نصروه ، أي أن يكون قتالهم في سبيل الله جل وعلا وحده وليس في سبيل الغنائم وحُطام الدنيا . صدقهم الله جل وعلا في أول المعركة حين نصروه جل وعلا ، وهرب جيش قريش ، عندها برز الطمع في الغنائم عند البعض فالتفتوا الى جمع الغنائم عصيانا لأوامر الله جل وعلا وإرادة للدنيا وليس لنعيم الجنة ، لذا حلت الهزيمة ، قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآ

كتاب النصر
هذا الكتاب جاء تعليقا على هجمة نظام السيسى المستبد المصرى علينا ، يؤكّد أن الله جل وعلا ينصر الداعين الى الإصلاح السلمى . إعتقل السيسى بعض أقاربى بسبب إنتقادنا لظلمه ، ثم أفرج عنهم وإستبقى الكاتب الاسلامى رضا عبد الرحمن على ، ولا يزال من أغسطس 2020 في السجن حتى الآن 9 فبراير 2021 ، وحين أثرنا الموضوع في موقعنا دمروه ، وحاولنا إستعادته فدمروا السيرفيز الذى يستضيف الموقع أيضا . لم يستطيعوا مواجهة حُجّتنا ، فلجأوا الى القوة الغاشمة ليكون هذا إعلانا بنصرنا عليهم .
more