كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: أن ترجو لقاء الله جل وعلا
مقدمة
1 ـ هاجر بحثا عن الرزق الحلال ، وكافح ، وإعتاد أن يودع ماله في البنك الموجود في بلده ، وهو يكدح في الغُربة كان ينتظر اليوم الذى سيعود فيه الى وطنه ويسحب رصيده . هذا ( يرجو ) أن ينال مكافأة سعيه في الغُربة.
2 ـ طالب يرهق نفسه في المذاكرة والتحصيل ، واستعد تماما وهو ( يرجو) يوم الامتحان ليثبت كفاءته .
3 ـ مؤمن مسالم عادى يتقى الله جل وعلا يعيش في حاله بعيدا عن المشاكل ،مستضعف في الأرض ، لا يظلم أحدا ولكنه يتعرّض للظلم ولا يجد من ينصره من الناس ، هذا ( يرجو ) لقاء الله جل وعلا لينتقم له ممّن ظلمه ، لأن يوم لقاء الله جل وعلا هو اليوم الآخر ، هو ( يوم التغابن ) أي رفع الغبن والظلم عن المظلوم . قال جل وعلا : ( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10) التغابن ).
4 ـ مؤمن يتقى الله جل وعلا ويعمل صالحا ، ويدعو الى الله جل وعلا على بصيرة ، ينصر الله جل وعلا آملا أن يتحقق فيه قوله جل وعلا :
4 / 1 :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ) (7) محمد )
4 / 2 :( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج )
4 / 3 :( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) غافر) .
4 / 4 : بسبب وقوفه ضد تقديس البشر والحجر يتعرّض للأذى ويتحمل الاضطهاد قائلا ما قاله الرسل السابقون لأقوامهم : ( وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) إبراهيم ).
4 / 5 : هذا ( يرجو) لقاء الله جل وعلا لينصره على من ظلمه .
5 ـ في المقابل : هناك شخص فاسد وطالب علم فاشل ومجرمون ظالمون لا ( يرجون لقاء الله ) بل ينكرونه بسلوكياتهم . لا يؤمنون به لأنهم لو آمنوا به لكانوا متقين .
6 ـ يجمع هذا وذاك قوله جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (8) وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً (11) وَيَصْلَى سَعِيراً (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً (15) الانشقاق ) . كل شخص يسعى ويكدح ، ويملأ كتاب أعماله بما سعى وبما كدح . ويأتي يوم القيامة ليلقى ربه وليلقى كتاب أعماله . إذا تلقّاه بيمينه فهو من خالد في الجنة ، وإذا تلقاه بشماله ومن وراء ظهره فهو خالد في النار.
7 ـ نعطى مزيدا من التفصيل :
أولا : ماهية يوم لقاء الله جل وعلا :
هو اليوم الذى :
1 ـ يقوم فيه الناس لرب العالمين. هو يوم القيامة ، قال جل وعلا : ( أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) المطففين ).
2 ـ يأتي فيه رب العزة والملائكة صفّا صفّا . قال جل وعلا : ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) الفجر )
3 ـ تشرق فيه الأرض بنور ربها. قال عنه جل وعلا : ( وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) الزمر ).
4 ـ يجمع فيه رب العزة جميع البشر في وقت واحد مهما إختلفت أزمنة موتهم ، لا فارق بين شخص مات من مليون عام وشخص مات مع قيام الساعة وتدمير الكون . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) الواقعة )
4 / 2 : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) الشورى )
4 / 3 ( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ) (9) التغابن )
4 / 4 : ( فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (25) آل عمران )
4 / 5 ـ ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً (87) النساء ) .
4 / 6 ( كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ ) الانعام 12 )
4 / 7 : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً (99) الكهف ) .
4 / 8 : ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) الدخان )
تٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) يونس ) . لأنهم كفروا بالقرآن فقد طلبوا من النبى محمد عليه السلام أن يأتيهم بقرآن آخر بديل يتماشى مع أهوائهم . هذا التكذيب بالقرآن صاغه أئمة المحمديين بأكذوبة النسخ بمعنى الإلغاء للآيات القرآنية وأحكامها . هم لا يؤمنون بلقاء الرحمن جل وعلا.
2 / 2 : ( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدْ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (22) الفرقان ). لأنهم كفروا بالقرآن فقد طلبوا من النبى محمد معجزات ( آيات مادية حسية ) بديلا عن القرآن ، هذا التكذيب بالقرآن صاغه أئمة المحمديين في أساطير المعجزات التي نسبوها له كذبا وطغيانا . هم لا يؤمنون بلقاء الرحمن جل وعلا.
2 / 3 : (فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس ). كل هذا تكذيب بلقاء الرحمن ، وكفر طاغ يعمى أصحابه .
3 ـ إيثار الدنيا على الآخرة أساس في التكذيب بلقاء الرحمن جل وعلا . قال جل وعلا :
3 / 1 : (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) الأعلى ). جاءت هذه الحقيقة في القرآن وفى صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام .
3 / 2 : ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (32) الانعام ). عند قيام الساعة يتحسّر الذين كذبوا بلقاء الله جل وعلا ، ويأتون الى لقاء الله جل وعلا وهم يحملون ذنوبهم على ظهورهم ، ويدركون وقتها أن حياتهم الدنيا ما كانت سوى لعب ولهو .
الفهرس
كتاب ( النصر ) ف1 : الوعد بالنصر : أولا : لمحة عن الوعد
كتاب ( النصر ) ف1 : الوعد بالنصر: التأكيد على وقوع الوعد و
كتاب ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى ( 1 : 2 )
كتاب ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى ( 3 )
كتاب : ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى :
كتاب : ( النصر ) ف1 : الوعد بالنصر: وعود تحققت بعد نزول الق
كتاب ( النصر ) ف1 : خامسا : الوعد بخروج يأجوج ومأجوج قبيل
كتاب ( النصر ) ف1 : سادسا : استعجال وقوع وعد اليوم الأخر ،
كتاب ( النصر ) ف1 : سادسا : وعد وقت نزول القرآن وسيتحقق في
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر : معنى النصر في الدنيا
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر : النصر في يوم الحساب :( محكمة ال
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر: مصطلحات النصر والهزيمة في الآ
كتاب ( النصر ) ف 2 : النصر : مصطلحات النصر والهزيمة في الآ
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: مصطلحات النصر والهزيمة في الآخر
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: الله جل وعلا وحده هو الولى والنص
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: الله جل وعلا وحده هو الولى والنص
كتاب ( النصر) ف 2 :النصر: الله جل وعلا وحده هو الولى والنص
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: الإيمان بالله جل وعلا والي
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: الإيمان بالله جل وعلا والي
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: أن ترجو لقاء الله جل وعلا
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: جاءت كورونا ( بغتة )، وستقوم
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: التوكل على الله جل وعلا ( 1 )
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: التوكل على الله جل وعلا ( 2 )
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: التوكل على الله جل وعلا( 3 )ع
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 1 ):( لمحة عامة عن الص
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 2 ) ملامح الصبر في الإ
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 3 ) صبر الأنبياء عليه
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الصبر ( 5) بين صبر المؤمنين و
كتاب ( النصر) ف 3 : شروط النصر: الخوف من الله جل وعلا وحده
كتاب ( النصر) ف 3 :شروط النصر: الدُّعاء
خاتمة كتاب النصر
33
كتاب النصر ( الكتاب كاملا )
دعوة للتبرع
زكاة التوفير: ٢-ل دي مبلغ من المّا ل و ّفرته من مرتّب ي ...
نعم . يجوز : في الصلا ة وعندم ا يقول الإما م(ألي الله...
الزواج العُرفى : انا شاب في الثلا ثينيا ت أعيش بالمل كة ...
عقاب الشواذ: يتعرض الشوا ذ لعقوب ة السجن واحيا نا القتل...
الابتلاء خيرا وشرا: السلا م عليكم ابي العزي ز .. انا رجل في...
more