رقم ( 9 ) : وعد وقت نزول القرآن وسيتحقق في اليوم الآخر .
كتاب ( النصر ) ف1 : سادسا : استعجال وقوع وعد اليوم الأخر ، وهو قريب جدا .!

انُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (34) الانفال )، أي لهم عذاب دنيوى مؤقت مشروط .

2 / 2 : ( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمْ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (58) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً (59) الكهف ) أي لهم موعد إذا استحقُّوا وقوع العذاب بهم .

مقالات متعلقة :

2 / 3 : ( أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) الشعراء ). هو سؤال لهم ليعتبروا .

2 / 4 : وردا على استعجالهم العذاب الدنيوى أمر الله جل وعلا رسوله عليه السلام أن يقول لهم :

2 / 4 / 1 : ( قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْمُ الْفَاسِقُونَ (35) الاحقاف )

3 / 2 : ( فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً (84) مريم )

إقتراب الساعة : قضية أساس هنا .

1 ـ لم يفهموا أن نزول الكتاب الخاتم يعنى إقتراب قيام الساعة وتحقيق الوعد الالهى . قال جل وعلا : (اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (18) الشورى ).

2 ـ وجاء التأكيد على إقتراب الساعة في قوله جل وعلا :

2 / 1 : ( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) طه ).  ( إنّ ) هنا صيغة التأكيد .

2 / 2 : ( اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) القمر ).هنا صيغة أخر بالتأكيد على اقتراب الساعة باستعمال الفعل الماضى الذى يفيد تحقق الوقوع ، ليس فقط قيام الساعة بل أيضا انشقاق القمر ضمن انهيار منظومة الكون .

3 ـ المشكلة أن الساعة أصبحت منهم قريبة ولكنهم معرضون ، كانوا ولا يزالون . ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) الأنبياء ).

4 ـ بل جاءت علاماتها . قال جل وعلا :( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18) محمد ).  

5 ـ قالها جل وعلا من أكثر من 14 قرنا : ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنْ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً (63) الأحزاب ). كانت قريبة وقت نزول هذه الآية ، فأصبحنا الآن أكثر قربا منها ، ولكننا عنها معرضون .

زمن البرزخ هو الذى يفسّر معنى ( قُرب الساعة ).

نحن نحسب الفارق الزمنى بين وقت نزول القرآن وقيام الساعة. ونتخيله قرونا شاسعة ، طبقا للزمن الأرضى للبشر ، يختلف الأمر عن البرزخ حيث لا زمن .   

1 ـ النفس البشرية موطنها البرزخ ، تعود اليه مؤقتا بالنوم ، ثم تعود اليه نهائيا بالموت . قال جل وعلا عن وفاة النوم ووفاة الموت : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى )(42) الزمر )

2 ـ لذا فالنوم  (وفاة )، واليقظة منه (بعث )، ويتكرر هذا في حياة الفرد  الى أن يموت ، ثم يكون البعث يوم القيامة . قال جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (60) الانعام )

3 ـ حين تستيقظ النفس من برزخ النوم تستعيد ذاكرتها فتشعر أنها نامت بعض يوم أو بضع ساعات . يسرى هذا الإحساس لو مكثت النفس في برزخ النوم مائة عام أو أكثر من ثلثمائة عام . قال جل وعلا :

3 / 1 :عن رجل أماته ربه جل وعلا مائة عام ثم ايقظه أو بعثه فتخيل إنه نام يوما أو بعض يوم : (  أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ )(259) البقرة ).

3 / 2 : عن أهل الكهف:( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (25) الكهف). عندما استيقظوا ظنوا أنهم لبثوا يوما أو بعض يوم ، قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ )(19) الكهف ) . هذا عن برزخ النوم .

4 ـ وهو نفس الحال مع برزخ الموت . بالموت تدخل النفس برزخها لتمكث فيه الى البعث . قال جل وعلا : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون ).

5 ـ عند البعث تتصور أنفس المجرمين المُكذّبين بالبعث أنهم مكثوا ساعة ، بل يقسمون على ذلك . قال جل وعلا :

5 / 1 :(  وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَل

كتاب النصر
هذا الكتاب جاء تعليقا على هجمة نظام السيسى المستبد المصرى علينا ، يؤكّد أن الله جل وعلا ينصر الداعين الى الإصلاح السلمى . إعتقل السيسى بعض أقاربى بسبب إنتقادنا لظلمه ، ثم أفرج عنهم وإستبقى الكاتب الاسلامى رضا عبد الرحمن على ، ولا يزال من أغسطس 2020 في السجن حتى الآن 9 فبراير 2021 ، وحين أثرنا الموضوع في موقعنا دمروه ، وحاولنا إستعادته فدمروا السيرفيز الذى يستضيف الموقع أيضا . لم يستطيعوا مواجهة حُجّتنا ، فلجأوا الى القوة الغاشمة ليكون هذا إعلانا بنصرنا عليهم .
more