مصطفى فهمى Ýí 2008-12-11
الدعاء و آلية تفعيله و احتمالات تحقق الإجابة (09-08-2008 إصدار2.04)
دعوة للتفكر
إن اللاحق فى هذا البحث لهو دعوة للتفكير و التفكر و العقل و التدبر لما هو وارد إلينا و مشهور لدينا بالنقل سواء كنا من العامة أو من الخاصة، من فقه و تفسير و أثر - وهو بالضرورة ليس كل ما قيل - نأخذه مأخذ المسلمات و نقدسه و نلحقه بالشارع سبحانه و تعالى و نجزم و نرهب الناس أن هذا مراده و حكمه.
تم اختيارى لموضوع مشهور فى العقيدة أو الأثر أو اللغة قد يكون صادما لأغلب الناس و ذلك عن عمد ليكون مثال لعموم الحال و ليس لخصوص الموضوع.
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171) البقرة}
{إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأوَّلِينَ (71) الصافات}
تمهيد
لقد أختلف الناس على مر الزمان و اختلط عليهم فهم الفرق بين التواكل و التوكل و هل الإنسان مخيراً أم مسيراً فى الحياة الدنيا؟ و ما هى حدود مسئوليته عن أفعاله و أعماله أمام الله؟ و ما هى قدرته و مدى تحكمه فى الحصول على نتائج تلك الأعمال و الأفعال عند الأخذ بأسبابها؟ و منها الدعاء لله، - بمعنى الطلب منه - و أختلط عليهم كيفية استجابة الله للدعاء و آليته و هل إجابة الدعاء لها نظام إجابة مستقل؟ و متى تكون الإجابة؟ و كيف تكون؟ و لماذا تتحقق؟ و لماذا لا تتحقق؟.
إن تلك التساؤلات واختلاف الإجابة عليها فى كل مكان و على مدى الزمان و الإخفاق فى التبرير عند عدم حصول الإجابة، فى رأينا كان نتيجة التفات المفسرين و من أتبعهم من التابعين، عن أن الدعاء هو سبب من ضمن الأسباب التى أتاحها الله لنا ضمن ناموسه و مشيئته(1)، و تفعيل ذلك الدعاء و الحصول على آثاره يخضع لنفس مبدأ الأخذ بالأسباب مثله مثل باقى الأعمال فى الدنيا فى ظل وجود قضاء الله(2) و تشكل القدر(3) و تأثيره فى الحياة الدنيا.
ملحوظة هامة: نرى من الضرورى لتمام الفائدة و فهم القصد، قراءة بحثنا فى موضوع المشيئة و العلم الإلهى و القضاء وتشكل القدر و مدى الاختيار فى الحياة الدنيا المنشور بتاريخ 19- 10- 2008 فى هذا الموقع على الرابط (http://www.ahl-alquran.com/arabic/add_article.php?main_id=4268)
و نحاول فيما يلى و حسب قدرتنا المتواضعة أن نستوضح تلك المنظومة التى تبدو مركبة معقدة لمن يضع أمامه حاجز استصعاب الفهم، وهى فى الحقيقة واضحة و بسيطة، لمن يستعين بالعقل فى فهم رسالة الله الموجهة لنا من خلال آيات القرآن و بالمنطق البسيط المنضبط من خلال العقل الممنوح المتاح لنا من الخالق، وعلى كل قارئ أن يصل بنفسه لقناعة تعينه فى حركته فى الحياة التى هى معبر لحياة الآخرة، و الله المستعان
للإجابة على تلك التساؤلات نبدأ بالاستعانة بالآية الشهيرة فى الدعاء من سورة البقرة و محاولة فهمها، التى فى رأينا أن تفسير المفسرين لها و التابعين لهم هو الذى خلق كل ذلك الخلط و نعضد فهمنا لها بآيات تالية لها تؤمن لنا فهمنا
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة}
فإننا نرى أن تلك الآية هى الأهم من آيات أظهار الربوبية التى تخاطب العقل، و هى أيضا مفتاحنا لهذا البحث و نفهمها على الوجه التالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي} أى يا محمد قل لمن يسألك عنى من عبادى، { فَإِنِّي قَرِيبٌ} أنى أنا الله، ناموسى و قوانينى موجودة فى كل مكان و زمان و محيطة و فاعلة بكل عبادى بلا استثناء - المؤمنين بى منهم وغير المؤمنين - {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} أسبابى هى فقط الفاعلة فى الكون، و هى متاحة لهم بلا استثناء و لا توجد غيرها فى متناولهم لتحقيق مسائلهم إذا سُعىَ بها بحقها سواء بخير أو بشر، {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي} فليسلموا لإلوهيتى طواعية و ليرتضوها، و ليعملوا بحسب مشيئتى و هداى، {لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} فبذلك يكونوا على عقل و فقه بأنه لا سبيل غير سبيل الله ليصبحوا على الحق و الصواب.
{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ (14) الرعد}
{أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ (62) النمل}
و هذه الآيات تؤكد معنى الآية السابقة بأن إنجاز المسائل لا يمكن أن يكون إلا باستدعاء و استحضار واستعمال القانون الإلهى الحاكم عليها فقط و إلا يضل ذلك العمل و يكون بلا إجابة
فلا يمكن لأى لمخلوق كالإنسان مثلا فى سعيه أن يلتفت عن النواميس الكونية الإلهية الحاكمة لكل المخلوقات و القوانين الهادية للبشر خلال سعيه، ثم ينجح بما سعى به إلى ما سعى إليه.
قانون السببية الإلهى (لحدوث أثر لابد من سبب) و دعاء المسألة و قضاء الحاجة
إن قانون السببية من ضمن قوانين الله القائمة بمشيئته و لا يتغير و لا يتبدل، و لا يوجد له بديل، و عليه يكون إجابة المسألة دائما معلقا على فعل السبب بالطريقة التى وضعها الله {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7) الفتح}
{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) لقمان}
{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) الجاثية}
{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) الكهف}
و ما الدعاء إلا استدعاء للأسباب لإجابة المسائل
إن الله خلق الكون وخلق نواميسه و قوانينه الثابتة (مشيئة الجبلية) بحيث أن الفعل لا يتم تفعيله و حصول أثره إلا بتوفر أسبابه، فمن ناحية أنه لا يمكن لمخلوق عمل فعل سواء كان نافعا أو ضارا خارج النواميس و القوانين الإلهية، و أن أى فعل أو أثر فعل لا يمكن أن يخرج عن مشيئة الله الجبلية التى جبل عليها الخلق، و من ناحية أخرى أنه لا يمكن للعمل أو الفعل أن يعمل أو يفعل و ينتج أثرا بذاته، أى أن أى فعل لا ينتج أثرا إلا بالأخذ بأسبابه حسب النواميس و القوانين الإلهية {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) المرسلات}
إن من تلك النواميس و القوانين الكونية الجبلية نواميس و قوانين تكشفت لنا و بالتالى نرصد آلية عملها و نتائجها و منها ما لم تتكشف لنا و لم نرصد آلية عملها ولكن نرى و نشاهد آثارها، و فى كل الأحوال نقوم باستعمالها و الأخذ بأسبابها لقضاء الحاجات و الوصول إلى الغايات، لعدم وجود بديل آخر معروف لدينا و لثقتنا حسب علمنا فى ثبات نتائجها
و من الأمثلة العامة القريبة على ذلك أن من زرع حصد ثمارا، أى للحصول على الناتج أو الأثر المطلوب يجب عمل و فعل مناسب ولازم له، أى لا يمكن الحصول على أثر معين بفعل غير مناسب له، أى أن الزرع هو السبب المناسب الظاهر لنا لحصاد الثمار و هذا هو القانون العام، فإن كانت هناك ضوابط و تفاصيل يجب توافرها فى فعل الزرع للحصول على النتائج المطلوبة وهى الثمار، فكلما توغلنا فى ضبط تلك الضوابط و التفاصيل كلما زاد احتمال تحقق الثمار و جودته و يكون ذلك:
أولا: بتطبيق الضوابط و التفاصيل المعلومة لدينا سواء بالعلم أو التجربة أو عن طريق المشاهدة و المحاكاة، لتفعيل القانون ( سواء كنا نفهم ماهية تلك الضوابط التى تفعّل القانون أو لا نفهمها)
ثانيا: الاعتقاد و اليقين سواء عن إيمان بالله أو بدونه، بأن هذا القانون هو السبب المناسب القائم والفاعل و الثابت لحصول النتيجة و إلا ما كنا زرعنا (سواء كنا توصلنا و رصدنا آلية التفعيل أو لم نتوصل لها)
و على ما سبق نقول أن فعل الزرع هو فى ذاته دعاء أو استدعاء لسبب إلهى يُفعّل قانون خَلقه الله ليكون الأثر الذى هو حصاد الثمار هو إجابة الله من خلال قانونه، و إن كل ما نقوم به من أعمال و أفعال لقضاء الحاجات و نيل الغايات - حسب فهمنا- هو نوع من أنواع دعاء سؤال الله ولكننا فى أغلب الأحيان - بدون تعقل أو تفكر - نعتقد أنه فقط بقدرتنا البشرية و علمنا الذاتى، أنه بالزرع يكون حصاد الثمار و نسهى عن أننا استدعينا قانون و أعملنا سبب، له صاحب و بديع.
{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) الواقعة}
هل أثر القول كأثر الفعل فى تفعيل القوانين الإلهية؟
{فَإِذَا مَسَّ الإنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (49) الزمر}
{وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) الروم}
إن الدعاء بالقول لله، كالدعاء بالفعل هو فى حد ذاته إرادة عمل و فعل له طاقة و يُفَعّل قوانين لا نعلمها و يحدث أثرا و لا يخرج عن قاعدة الأخذ بالأسباب مثل عمل و فعل الزرع وله قانونه الكونى الإلهى الذى يحكم أسبابه و آلية تنفيذه و يفَعّله.
و الدعاء بالقول فى المسائل التى لا نملك أسبابها - انقطعت بنا أسبابها - أو لا نعرف كيفية تحقيق و أدراك الأثر فيها، هو فى حد ذاته أخذا بسبب أتاحه الله لنا، و يفَعّل قانون إلهى،
و إن كان قد كشف لنا عنه و عن فاعليته
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر}
و إن كان لم يكشف الله لنا ماهية آلية تفعيله ضمن قوانين الناموس الإلهى
{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) الإسراء}،
و عليه أن الدعاء بالقول هنا كالدعاء بالفعل، هو أخذ بسبب لتفعيل قانون من ضمن قوانين الناموس التى تستخدم لقضاء الحاجات و إنتاج الآثار لنيل الغايات و له استعمالاته كباقى القوانين التى نستعملها و لا نفهم آليتها ولكن كشف الله لنا فاعليتها و أخبرنا عن وجودها و ضوابطها و نشاهد آثارها.
و يتعين علينا أن نفهم و نثق و نعتقد أن الدعاء بالقول لله هو سبب إذا استعملناه بضوابطه متفردا حين تتقطع بنا الأسباب تتحقق الإجابة، و هو سبب مساعد و ميسر إذا استعملناه مع أى من الأسباب الأخرى عند الطلب لأى من المسائل المتاحة.
و لما سبق يكون كل دعاء من أى من العباد المؤمنين و غير المؤمنين هو استدعاء قانون من قوانين الله و لا يجب أن نفترض أن الدعاء لله بمسألة هو دعاء قولى فقط يذكر فيه الحاجة، ولكن يكون الدعاء لله هو كل أخذ بسبب لإنتاج أثر لنيل غاية.
• سواء بعمل أو بفعل {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65)} الواقعة
• و تم عن إيمان بالله {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)} الأنبياء
• أو تم عن غير إيمان {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإنْسَانُ كَفُورًا (67)} الإسراء
و الدعاء بالقول أو الفعل، يكون له نتائج و آثار منطقية لما ارتضيناه بأنفسنا لأنفسنا و لغيرنا {وَيَدْعُ الإنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإنْسَانُ عَجُولا (11)} الإسراء
احتمالات تحقق إجابة الدعاء أو السؤال
أن سؤال الله بالعمل أو بالفعل أو بالقول (الدعاء باستدعاء الأسباب) و أثره و نيل الغاية (الإجابة من عدمها) يكون بالضرورة محكوم بنواميس الله وبقوانينه الثابتة (المشيئة الجبلية)، أى أن الله هو الذى أذن و شاء بإمكانية تحقق العمل أو الفعل أو القول و إمكانية حدوث أثره، حين خلق و فَعّل القانون الذى يتيح إمكانية تحققه عند الأخذ بأسبابه (قانون السببية)، أى أن الله هو المتيح و الفاعل أولا و آخرا
{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)} الكهف
{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30)} المرسلات
و أن احتمالات إدراك إجابة دعاء العبد من الله - سواء كان دعاء بعمل أو بفعل أو بقول، بخير أو بشر - يكون حسب قدرة هذا العبد على إتقان استعمال الأسباب المتاحة لتفعيل الناموس و القوانين فى سعيه، و تكون إجابة الدعاء و أثره و نيل غايته متأثرة و محكومة بتفاعل القدر و تشكله الذى ينتج من حركة كل المخلوقات المتقاطعة و المتشابكة و الملتقية مع سعيه فى إطار الناموس و القوانين الكلية، فإما أن تتشكل و تتحقق إجابة مثالية حين تتفق نتائج و آثار تفاعل القدر و تشكله مع مراد الداعى و مدى إتقانه أو لا تتحقق أو تتشكل الإجابة حين لا يتفق ذلك التفاعل، و بين الحالين تتفاوت درجات الإجابة .
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) سباء}
هذا قولنا و فهمنا من مكاننا و فى زماننا و حسب علمنا و يجب أن يأتى من بعدنا من يفعل مثلنا.
و الله أعلم
مصطفى فهمى
__________________________________________________
1. المشيئة الإلهية: هى إرادة الله التى أرادها و لا يسأل عنها و سنته التى لا تتبدل فى كل مخلوقاته و لكل خلقة و هى ثلاث
الأولى مشيئة الجبلية: هى أراده الله فى خلقه والتى جَبل الله عليها كل مخلوقاته بما يراه و يريده فكان قضائه المطلق "بكن فيكون" من ناموس و قوانين وسنن كونية ثابتة لا تتغير و لا تتبدل وهذه المشيئة تطول كل الخلق و تحيط بهم ولا طريق أو سبيل لتغييرها أو الفكاك منها بل الخضوع لها هو الأمر المحتوم ولا يُسأل الله عنها، لكن استعمال ما يكشفه الله لنا فقط هو المتاح ( الأخذ بالأسباب)
الثانية مشيئة الحرية: هى الحرية التى ارتضاها الله لعباده و شاء أن تكون لهم لتصبح حجة عليهم عند الحساب، فجعل سماحته بتلك الحرية التزام عليه حتى لو كانت تلك الحرية السبيل لكفرهم به
الثالثة مشيئة الهداية: هى المشيئة التى قررها و ارتضاها الله لهداية عباده المكلفين (وصاياه و أوامره و حدوده) بما يراه لصلاح حركة الحياة الدنيا و ترك لهم حرية واختيار إتباعها
2. قضاء الله: هو وضع مشيئته الجبلية المطلقة (الناموس و القوانين الكونية) موضع التنفيذ "بكن فيكون" و تقدير مقدارها
وضع مشيئته االهادية (وصاياه و أوامره وحدوده) موضع الإبلاغ "عن طريق الرسل".
3. القدر:هو ناتج عمل تفاعل الناموس و القوانين الكونية وحركة المخلوقات فى المكان و الزمان
و يتشكل القدر بتفاعل كل عناصره الموجودة من مخلوقات الله (التى نعلمها و التى لا نعلمها و المعلومة لديه لأنه الخالق) و ذلك التفاعل ينتج آثاره التى نعلمها و التى لا نعلمها و المعلومة لديه لأنه العليم
المراجع
(1) العقل للفهم. (2) القرآن بفهمه بالعقل. (3) القاموس لمعرفة لسان العرب (4) موضوع المشيئة و العلم الإلهى و القضاء وتشكل القدر و مدى الاختيار فى الحياة الدنيا المنشور بتاريخ 19- 10- 2008 فى هذا الموقع على الرابط (http://www.ahl-alquran.com/arabic/add_article.php?main_id=4268 )
السلام عليكم ورحمة الله د/ مصطفى فهمي قرأنا وأحببنا أن نشارككم في هذا المقال " الدعاء وآلية تفعليه واحتمالات تحقق الإجابة" من خلال تدبر هذه الآيات { وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً{83} إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84} فَأَتْبَعَ سَبَباً{85} .
قضية التمكين في الأرض هى قضية جوهرية في آلية تفعيل الدعاء هل تتفق معي في هذا . فالكثير من الأنبياء الذين مكن الله لهم في الأرض وقت بعثتهم وبعض عباد الله مثل "ذي القرنين" هم الذين كانت دعواتهم دائما مستجابة ومحققة , سواء أخذوا بالأسباب كلها أو ببعض منها , فالتمكين لهم في الأرض كالمعجزات والملك الذي لا ينبغي لأحد هو هبة من الله لهم , وتأييدا في الدعوة , أما نحن الفقراء إلى الله , فيكون في عدم الاستجابة لنا عند الدعاء مع الأخذ بالاسباب كلها أو بعضها يكون الاختبار والابتلاء ليعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين بمعنى أن يفهمنا الله الذين صدقوا من الكاذبين , وكذلك يفهم ا الملأ الأعلى .
أولا: نشكركم على تأيدكم
ثانيا: نتفق معك على ما ذكرت و دليلها {وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الأعراف}
ثالثا: إن ما تعنيه كلمة عقل، هو فهم الشئ و إدراكه و إمساكه، و التعقل هو العملية التى يتم بها عقل الشئ
تحية مباركة طيبة وبعد
أخي الفاضل تقول : إن ما تعنيه كلمة عقل، هو فهم الشئ و إدراكه و إمساكه، و التعقل هو العملية التى يتم بها عقل الشئ
وأعتقد ةأن الأصوب هو القول إن ما تعنيه كلمة يعقل هو العملية التى يتم بها عقل الشئ أي ربطه ( البحث عما يربط أجزاؤه ) وتتم هذه العملية بالقلب ، وعليه لا وجود لما يسمى " عقل " .
دمتم أخي الكريم بكل خير .
والسلام .
أشكركم على المداخلة التى تحمل الكثير، فأرجو الإسهاب فى شرح وجهة نظرك حتى يتم لنا تمام الفهم
إن كان ما تقول هو" الأصوب" فيكون ما أقول "صواب"
و لا أعتقد أن هناك قضية أخى أحمد. و أنه من المعلوم أنه لا يوجد جهاز أو عضو مادى فى الإنسان أسمه العقل و لا أظن أن ذلك خطر على بال أحد ولكم الشكر
أشكرك على هذه المقالة ،الجديدة في تناولها موضوع الدعاء،والتي أيضاً صدمتني ،كونها تتعامل مع موضوع الدعاء من خلال الأخذ بالأسباب.
وقد ذكرتني بالمثل الصيني الرائع (إذا دعوت الله فحرك قدميك)...بمعنى الدعاء بدون الجهد ...المحصلة صفر.
لكن سؤالي إليك ...ألا يمكن أخذ موضوع الدعاء على مستويين.المستوى الأول هو فعلاً الأخذ بالأسباب . لكن لنفترض أن إنساناً عاجزاً ...وأصيب بمرض ...وسأل الله عز وجل الشفاء أو التخفيف عنه.... هل هنا يمكن وضع هذه الحالة ..مثل حالة الشاب القوي الذي يدعوا الله عز وجل أن يشفيه من مرض ما وهو بالطبع قادر على الأخذ بالاسباب ...أي البحث عن طبيب أو دواء ...بمعنى قادر على تحريك قدميه هذا هو المستى الثاني . .ألا تتفق معي أنه في حالة الشيخ المريض ...قد يهيء الخالق له الاسباب لتنفيذ الدعاء وشكراً
أولا: حمدا لله على سلامتكم و نتمنى لكم دوام الصحة
ثانيا: الدعاء بالقول نرى أنه فى ذاته سببا و يفعل قانون إلهى و ذلك واضحا مما كتبناه فى المقال كما يلى:
"إن الدعاء بالقول لله، كالدعاء بالفعل هو فى حد ذاته إرادة عمل و فعل له طاقة و يُفَعّل قوانين لا نعلمها و يحدث أثرا و لا يخرج عن قاعدة الأخذ بالأسباب مثل عمل و فعل الزرع وله قانونه الكونى الإلهى الذى يحكم أسبابه و آلية تنفيذه و يفَعّله
و الدعاء بالقول فى المسائل التى لا نملك أسبابها - انقطعت بنا أسبابها - أو لا نعرف كيفية تحقيق و أدراك الأثر فيها، هو فى حد ذاته أخذا بسبب أتاحه الله لنا، و يفَعّل قانون إلهى،
و إن كان قد كشف لنا عنه و عن فاعليته
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر}
و إن كان لم يكشف الله لنا ماهية آلية تفعيله ضمن قوانين الناموس الإلهى
{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) الإسراء}
و عليه أن الدعاء بالقول هنا كالدعاء بالفعل، هو أخذ بسبب لتفعيل قانون من ضمن قوانين الناموس التى تستخدم لقضاء الحاجات و إنتاج الآثار لنيل الغايات و له استعمالاته كباقى القوانين التى نستعملها و لا نفهم آليتها ولكن كشف الله لنا فاعليتها و أخبرنا عن وجودها و ضوابطها و نشاهد آثارها.
و يتعين علينا أن نفهم و نثق و نعتقد أن الدعاء بالقول لله هو سبب إذا استعملناه بضوابطه متفردا حين تتقطع بنا الأسباب تتحقق الإجابة، و هو سبب مساعد و ميسر إذا استعملناه مع أى من الأسباب الأخرى عند الطلب لأى من المسائل المتاحة"
و دمتم لنا
الأستاذ الكريم مصطفى فهمي أسعدتم أوقاتا برأيي استجابة الله لدعاء الداعي هي البداية و هي النهاية ليس هناك أي قوانين و أي آليات مجرد علاقة مباشرة بين العبد و خالقه لا قوانين و لا وسائط و لا أزرار فقد استجاب الله لدعاء النبي يونس عليه السلام و هو في بطن الحوت أجاب الله دعاء عبده يونس فنجاه و لولا أن دعا العبد ربه للبث في بطن الحوت الى يوم القيامة يعني أن الله غير الناموس الطبيعي الذي يقضي بموت يونس و هلاكه أو ربما حسب رؤية أخرى التقلب في العذاب المهين إلى يوم القيامة فأي ناموس تفعل بالدعاء و أي آلية أوتوماتيكية انطلقت بعد دعاء يونس عليه السلام لا أراها إلا رب قادر رحيم و عبد تائب منيب ستقول إستجابة الله هي الآلية التي تفعلت و سأعارضك بقولي: و هل يجوز هذا الكلام في حق الله فالله لا يخضع للآليات و القوانين و لا يتفعل بأعمال المخلوقات سبحانه و تعالى عما يصفون أنتظر ردكم على ملاحظتي و بالتوفيق
أشكرك على فهم المقصود
أنت وضعت تصور و وضعت إجابة على لسانى ثم أجبت أنت عليها بالنيابة عنى و جعلت إجابتى التى هى من صنعك إجابة من يخوض فى حق الله و هذا لا يجوز و لا هو من حسن المقال أو الفطنة و الذكاء و إنما هى تزيد علىّ لا حق لك فيه
أما ما جئت به أنت (كدعاء النبي يونس) كدليل على كلامك فهو لدليل و مثال متواضع و لسوف أزيدك عليه.
فما قولك بإجابة الله لدعوة سليمان بملك لا ينبغى لأحد و دعوة إبراهيم بولد و إجابة الله بإصلاح زوجه و إعادة قدرته على الإنجاب و دعوة موسى على فرعون و و و أليس هذا كله إجابة و تدخلا مباشرا من الله على غير نواميسه و قوانينه الثابتة؟
من منا لا يسلم بتدخل الله المباشر باختياره للأنبياء و الرسل و تعليمهم و تأيدهم و تأهيلهم و منحهم النبوة من لدنه بما يراه من أدوات أو إجابة دعاء أو مسائل سواء وحيا لهم أو بتسخير مخلوقات لهم، فهذه حالات خاصة كلها كانت تدخلا مباشرا من الله تمهيدا لنبوات و رسالات منه للبشر، و أنا و أنت و غيرنا نؤمن بحدوثها فقط لأنها جاءت فى القرآن الذى نؤمن به و بما فيه من سرد لتلك القصص و المعجزات، التى لم نكن لنؤمن بها، ولكُنا أول المكذبين لها لو جاءت فى غير القرآن!.
إن ما عرضته عن النبى يونس كدليل لك على تدخل الله المباشر و ما زدته أنا عليك للبيان، لا يكون من عناصر موضوع ما نبحث فيه و يكون خلط ما بين الاستثناء و العموم و لا يكون عندنا بشئ، فهو كله خارج عن نطاق البشر المعتادين المتلقيين للرسالات المكلفين بها الذين نتكلم عنهم و نبحث علاقتهم بالله فى هذا المقام
فترجوا منكم إعادة قراءة المقال بهدوء و تأنى و يكون السؤال منكم و علينا نحن الإجابة و بالتوفيق
ما قلته ليس إجابة على لسانك و لكن استباق لأحد الإحتمالات التي يحتملها جوابك وضعته و أجبت عليه لاختصار الحوار بحيث يكون جوابي بين يديك مسبقا لترد عليه و أنا آسف إذا أخطأت في التقدير أما وصفك للدليل من قصة يونس بانه متواضع فلم أفهم قصدك به هو مجرد مثال وضعته لك لإيصال فكرة إذا وصلتك الفكرة فقد أدى مهمته المهم ندخل على الأسئلة
في كل المقال لم يرد أي إستثناءات فكيف لي أن أعرف أنك تستثني الأنبياء؟ و أيضا على أي أساس يتم الإستثناء؟ يعني مثلا هل قال الله في القرآن أن دعاء الأنبياء يتم التعامل معه بطريقة مختلفة عن دعاء بقية البشر؟ كيف عرفت أن هذا إستثناء وتلك قاعدة ؟ و كيف عرفت أن التدخل المباشر من الله لتغيير نواميس كونية يتم للأنبياء دون غيرهم ؟ و أخيرا كيف عرفت أن التدخل المباشر من الله يتم فقط إذا كانت الاستجابة للدعاء تستدعي تغيير نواميس كونية ؟ يعني كيف عرفت أن دعاء شخص فقير بأن يصبح ابنه رئيسا للولايات المتحدة لا يستدعي تدخلا مباشرا من الله ؟ يعني حسب ما تقول فهمت أن دعاء هذا الشخص سيفعل قانون او آلية معينة تؤدي إلى تحقيقه على أرض الواقع أي إذا كان عندي ابن يحمل الجنسية الأمريكية ومن مواليد واشنطن و دعوت الله له أن يصبح رئيسا لأمريكا و صار ما أردت فهل هناك تدخل مباشر من الله كما حدث مع النبي يونس ؟ أم هي نواميس كونية وآليات تتفعل بالدعاء ؟ أسئلة تنتظر أجوبة منكم و بالتوفيق
الاخ و الاستاذ الفاضل مصطفى .. أمضيت وقتا ممتعا في قراءة مقاليك هذا و الذي بنيت عليه أيضا (مقال العلم و المشيئة الالهيـّـيْن) ، و أقول أن في المقالين (كذلك الحال في معظم مقالاتك) أفكارا تجديدية جميلة ورائعة و جديرة بالمتابعة .. و أنا أحثك على متابعة القراءة و التبصر بما كتبت أنت بيديك و ما يكتبه آخرون هنا و الاضافة عليه بما يمليه عليك قلبك مما تتدبره من كتاب الله سبحانه..
و الله هو الموفق
تحية طيبة مباركة وبعد
يوجد عنصر هام يجب أن نأخذه في الاعتبار حتى يكون الموضوع مكتملا ألا وهو : الاستحقاق فالله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئا ، وبالتالي فمشيئته واختياره تأتي لمن يستحق ، فحين دعائه ، وقد استنفذ جهده يعطيه الله حسب ما يستحق .
وأود أن أقول لأخي الأستاذ / مصطفي فهمي ما يلي : لقد كانت مداخلتي وخصوصا لمسألة التعقل بهدف ضبط معاني الألفاظ ، لأن الكثيرين منا يخلط بين عملية التفكر وعملية التعقل ، كما أنه يشار دائما للمخ على أنه أداة هذه العمليات ودون أن نعي الفروق بين هذه العمليات بعضها بعضا .
وفقنا الله جميعا لما يجب ويرضى .
والسلام .
تحية مباركة طيبة وبعد
أولا : المخ الذي هو في الدماغ عبارة عن سنترال ، أداة التوصيل فيما بين العالم الخارجي عن الإنسان وعالمه الداخلي .
ثانيا : القلب هو منبع الأحاسيس والتي تميز بين الأشياء ، لذا كان مناط التكليف ، وعليه يقوم بالربط ما بين الأجزاء في سياق عام له توجه عام واحد لمن يعقل .
أما عملية التفكر فهى تحليل المعلومات ، وعليه يمكن إعتبار العمليتان في إتجاهين متباينين ( تحليل ( فك ) ، ربط ( تجميع ) .
كل العمليات الذهنية تتم بالقلب من تفقه وتأمل وتدبر وتعقل وتفكر و... ، والآيات الدالة على هذا عديدة .
أرجوا أن أكون قد عبرت عما استشعره من معنى قدر الإمكان .
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير .
والسلام .
إن ثبات النواميس و القوانين على عموم الخلق بديهى و الاستثناء للأنبياء واضح أيضا لمن يقرأ القرآن و لا يلزم التنويه عنه و مع ذلك نورد لك بعضا منه
{سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلا (77) الإسراء}
{ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا (62) الأحزاب}
المشيئة الإلهية هى إرادة الله التى أرادها و لا يسأل عنها و سنته التى لا تتبدل و قوانينه فى كل مخلوقاته و لعموم خلقة.
فهل تجد فى نفسك الشجاعة بأن تلقى بنفسك فى حفرة متأججة نارا و تقول سوف أدعو الله ليحمينى فقد حمى إبراهيم من قبل؟، هل تتزوج بامرأة عجوز أنقطع عنها الحيض و التبويض و تقول سوف أنجب منها بدعائى لله ليصلحها كما أصلح امرأة إبراهيم؟ هل تتوقع أن تدعوا أنت أو غيرك من الصالحين على الصهاينة فيغرقهم الله بدعوى أن نوح دعا ربه فانتصر؟ هل تتوقع أن تلقى بقطعة حديد فى الماء و تدعو الله أن تطفو فتطفو؟ أو تقف على قمة جبل و ترمى بنفسك و ترفرف بزراعيك و تدعو الله أن تطير فتطير؟
وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) البقرة
يا أخى عمار هناك قوانين و سنن خلقها الله يجب أن تستعملها لنيل مرادك و مبتغاك
يا أخى عمار فلست أنت و لاغيرك من ضمن الأنبياء و لا المرسلين الذين استثناهم الله من قوانينه و سننه ليؤيدهم و يعينهم فى أداء مهمتهم الموكولة إليهم و إن كان هذا السبب غير كافى لك فأدعو أنت الله لعله يستثنيك و يعطيك إجابة
أما الاستثناء للأنبياء فهو واضح فى القرآن و لا يحتاج لشرح و نذكركم بالآيات التى تفيد ذلك
{قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين (68) قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم (69) الأنبياء}
{وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الأنبياء}
{قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (89) يونس}
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) القمر}
و طالما كان هناك استثناء لفئة بعينها من خلق الله تكون القاعدة سارية على غيرهم من الخلق
أما عن رئاسة الولايات المتحدة فسنستخدم مثال حقيقى بدلا من المثال الإفتراضى الذى ذكرتموه، هل فاز أوباما الأسود بالرئاسة بدعاء والديه أم بتفعيل القدر و حركة خلقه؟ هل كان من الممكن أن يفوز بدعاء والده لو لم يكن صدر قانون تحرير العبيد مثلا؟
و نحيلكم إلى ردنا من مقالنا على الأخ زهير قرطوش و نزيد عليه أيضا من المقال
"أن احتمالات إدراك إجابة دعاء العبد من الله - سواء كان دعاء بعمل أو بفعل أو بقول، بخير أو بشر - يكون حسب قدرة هذا العبد على إتقان استعمال الأسباب المتاحة لتفعيل الناموس و القوانين فى سعيه، و تكون إجابة الدعاء و أثره و نيل غايته متأثرة و محكومة بتفاعل القدر و تشكله الذى ينتج من حركة كل المخلوقات المتقاطعة و المتشابكة و الملتقية مع سعيه فى إطار الناموس و القوانين الكلية، فإما أن تتشكل و تتحقق إجابة مثالية حين تتفق نتائج و آثار تفاعل القدر و تشكله مع مراد الداعى و مدى إتقانه أو لا تتحقق أو تتشكل الإجابة حين لا يتفق ذلك التفاعل، و بين الحالين تتفاوت درجات الإجابة"
فنرجو منكم مرة أخرى بإعادة قراءة المقال و مقال "المشيئة و العلم الإلهى" بهدوء و تأنى ففيه إجابة لكل تساؤلاتكم و إن كنا نتوقع منكم إفراد مقال شافى يقول بخلاف ما قلنا بدلا من استسهال التساؤل و النقد فيكون ذلك المقال منكم لنا و لكم و للجميع خير زاد و ذخر و مرجع و بالتوفيق
(و لو أن هذا الحوار خارج عن المقال المنشور) فإننا لا نتوقع أن يكون ذلك القلب الذى ذكرته و المذكور فى القرآن هو ذاته العضو الذى يضخ الدم فى الجسم و المسمى أيضا بالقلب و دمتم لنا
تعليق دبلوماسى يحتمل الأضداد، و نشكركم على المتابعة و لكم منا التقدير فى كل الأحوال
أولا بالنسبة لكتابة مقالة فلا مانع لدي و أضع الأمر بيد إدارة الموقع فإذا وافقوا فأنا جاهز و ممتن لهم و لي الشرف في الكتابة عندكم نتابع نقاشنا أجل الأنبياء صفوة البشر و إحتمالات الإستجابة لدعواتهم أكبر من بقية البشر و لكن آلية الاستجابة واحدة لا تتغير لأن الدعاء هو خط مباشر بين العبد و ربه و هذه هي ميزة العبودية الخالصة لله و هذا هو الإسلام أما إستجابة الله للدعاء أو عدم الإستجابة فهي شأن إلهي بحت ليس لنا أن نتدخل بها و أن نقيدها لله الحجة البالغة كيف تعرف أن هناك آلية تفعلت بدعاء البشر تخضع لناموس أو قانون كوني هل نحن مطلعون على الشأن الإلهي و نجلس_أستغفر الله_ مع الله في غرفة العمليات الدعاء هو سلاح المؤمن الأول و الأخير كل ما عداه هو جهد بشري لا يقدم و لا يؤخر أمام دعوة مستجابة يعني هل كان أوباما سيفوز لو لم تحدث الأزمة المالية قبل الانتخابات بأسبوعين و هل كان سيفوز لولا الضرر الذي سببه بوش لسمعة أمريكا و مكانتها في العالم بل هل كان سيفوز أوباما لو أنه مات قبل الانتخابات بيوم واحد فقط إذن كل ما يفعله أوباما هو لا شيء أمام إرادة الله إذن السؤال الأساسي لماذا كانت إرادة الله أن يفوز أوباما؟ فلا أنت تعرف الجواب و لا أنا و لا أي إنسان في هذا العالم نعرف فقط إحتمالات قد تكون كلها خاطئة و قد يكون أحدها صحيح مثلا ربما أنها مقدمة لتحقيق إرادة إلهية بتغيير أمريكا نحو الأفضل أو ربما مقدمة لانهيارها أو ربما بسبب دعوة من أم أو أب أوباما أو أوباما نفسه لا نستطيع أن نعرف لماذا أراد الله لاوباما أن يفوز الذي يقول أن الله لم يتدخل و أن نواميس الكون هي التي فصلت في الانتخابات يدخل في منطقة المحظور هناك فلسفة تقول لقد خلق الله الكون ثم أدار له ظهره أي أن الله خلق الكون وجعل آلية و أسباب استمرار الكون في داخل الكون ذاته و بالتالي فالكون غير محتاج لله الذي خلقه لا نريد أن ندخل هذه المنطقة لأننا نؤمن أن الكون كله تحت مراقبة الله و عنايته و متابعته لا قوانين و لا نواميس تتحكم بالكون هناك إله يتحكم بالجميع وضع القوانين و النواميس و هذه النواميس يمكن اختراقها بإرادة إلهية فلا نحاصر الإرادة الإلهية و نقول أنها تغير النواميس فقط من أجل الأنبياء لأن هذا تقييد للإرادة الإلهية الحرة هل تعرف يا أخي مصطفى لماذا حدث زلزال تسونامي لماذا لا يكون بسبب دعوة مظلوم أو مظلومة أو رجل تقي أعياه الفجور و الفسق لا أحد منا يعرف كيف يسير الله الكون هل تستبعد أن يكون هناك في هذا الكون الآن من يدعو الله فيستجيب له الله بما لا يخطر على بال النقطة الوحيدة التي تجعلك تعرف عن استجابة الله لدعوات الأنبياء هي أن الله أخبرك عنها ليس لديك أي باب للعلم إلا من القرآن إذا وجدت آية واحدة تقول أن ما حدث مع الأنبياء لا يمكن أن يحدث مع سواهم عندها تكون قد قدمت الدليل و عندها سنقتنع بكلامك و بالتوفيق
حسب ما فهمته أنا من مجمل كلامك و خلاصته أن الله يسيّر كل الأحداث و الأفراد و حركتهم مباشرة فى الحياة الدنيا، أليس كذلك؟ أم لك مقصد آخر لم أتبينه؟
لا ليس هذا قصدي لدي قصد آخر هل تريدني أن أبينه في تعليق أم تفضل أن يكون في مقالة أنا لا مانع لدي تعليق أو مقالة لا فرق أبدا إذا كنت تريدني أن أرد بمقالة فكما قلت لك سابقا لا مانع لدي لكن الأمر بيد إدراة الموقع و بالتوفيق
أنا لا مانع لدى مطلقا من أن يكون تعليقا هنا و يتداول بالرأى من الجميع
الحمد لله أنك اقتنعت أنني لا أبحث عن الطريق السهل بالتساؤل و النقد بدلا من كتابة مقال فلك الشكر الجزيل على تفهمك و حوارك الممتع ندخل في الموضوع من المسلمات أن الله خلق الكون مسيرا باستثناء الإنسان (و الجن) و معلوم أن النار تحرق و أن السيف يقطع فهذه صفات لازمة بموجب ناموس وضعه الله فيها و لها و لكن هذا الناموس خاضع لإرادة الله فمتى شاء غيره و بدله مثلا رسول الله إبراهيم عليه السلام ألقي في النار و كان من الطبيعي أن تحرق النار إبراهيم كما هي عادة النار و لكن أمر الله عطل الناموس الذي يسير النار ((يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم)) يعني لولا الأمر الإلهي المباشر للنار لاحترق إبراهيم و صار رمادا الآن هل يصدر الله أمرا للنار فقط إذا أراد أن يمنعها من الإحراق أم يصدر لها أمرا في كل مرة تحرق فيها أو لا تحرق؟ أميل أنا إلى أن الأمر للنار بالإحراق هو أمر دائم المفعول لا يعطله إلا أمر مخالف من الله وهذا يحدث مع كل المخلوقات المسيرة السموات والأرض و ما فيهما لكن الله يرى و يسمع و يرعى كل ما في الكون رغم أنه قد لا يكون يصدر الأوامر للخلق بشكل مستمر يعني النار (كل نار) تخضع لمراقبة مباشرة من الله سواء كانت ستحرق كما هي عادتها أو كان سيصدر لها أمر بعدم الإحراق بالنسبة للدعاء فإن الله جعل الدعاء أمرا محصورا بينه و بين العباد يعني أن الله يراني في كل الوقت و لا أغيب عن بصره وسمعه أبدا الله يراني و يرى كل الكون بأجرامه و جزيئاته و ذراته فلا يغيب عنه شيء في الأرض و لا في السماء و عندما أريد أن أفعل أمرا فإن الله يراني و يعرف ماذا أريد و لماذا أريد فالأمر كله بيد الله فإن سمح الله للفعل بأن يقع فإنه سيقع و إذا أراد أن يمنعه فلن يقع مهما كنت حريصا و مستعدا و آخذا بالأسباب فإن الموافقة من الله شرط لازم لوقوع الفعل مثلا أنا أريد أن أشوي قطعة من اللحم الغالب أنني سأنجح ما دام عندي لحم و نار أي أنني أخذت بالأسباب و لكن هل وجود اللحم و النار يعني أن رغبتي بشوي اللحم واجبة التحقق الجواب لا و ألف لا قد يشاء الله أمرا آخر فأقع مثلا مغشيا علي و أنتهي في المشفى قبل أن أتمكن من تنفيذ رغبتي بشوي اللحم الآن ندخل لب الموضوع الدعاء هو صلة مباشرة بين العبد و ربه يعني عندما أدعو الله فإنه يراني و يسمعني كما يرى و يسمع كل الخلق الذين يدعونه و الذين لا يدعونه فأنا لا أدعو الملائكة و لا أدعو الجن و لا أطلب المساعدة من فلان أو علان من البشر أنا أخاطب الله و قرار الإجابة أو عدمه بيد الله لا علاقة للنواميس و القوانين الأمر هنا مرتبط بإرادة الله فقط هل سيستجيب الله لدعائي و يحققه لي أم لا بغض النظر عما أدعو و لماذا أدعو و هل أخذت بالأسباب أم لا و هل أطلب شيئا عاديا أو شيئا إستثنائيا يحتاج تغيير النواميس لا شيء يقيد إرادة الله مثال إذا طلبت من وزير ما أن يؤمن لي وظيفة في وزارته فالغالب أن الوزير سيؤمن لي هذه الوظيفة إذا أراد و لكن الامر ليس محسوما صحيح أن الله إستودع عند هذا الوزير القدرة على توظيفي و لكن يبقى الموضوع بحاجة لموافقة الله فقد يصدر أمر من رئيس الوزراء بعزل هذا الوزير
قبل أن يتمكن من توظيفي و أيضا قد يموت هذا الوزير قبل توظيفي و قد أموت أنا يعني الأمر في النهاية بيد الله ((لله الأمر من قبل و من بعد)) الآن عندما أدعو الله أن يرزقني وظيفة في هذه الوزارة فالأمر بيد الله عبد مؤمن يسأل الله فإن شاء أجابه وإن شاء لم يجبه ليس لنا إلا الخضوع و الشكر لله في كلتا الحالتين دعائي هذا لم ينزل على زر في ريموت كونترول ففعله وتحقق لي ما أريد يعني ليس مثل طلاسم السحرة التي يقولونها و يكون لها أثر ما ملازم لها وليس مثل النار التي تحرق و تحتاج لأمر إلهي مباشر لمنع الحرق الدعاء ذهب إلى الله و الله يقرر ما يشاء ليس هناك وسائط و حواجز و قوانين مثلا أنا في السجن في ظلام السجن في زنزانة إفرادية في قبو تحت الأرض مريضا مكسورا مهموما أدعو الله الذي يعلم ما في نفسي دون أن أتكلم بكلمة واحدة فلا جدران السجن سمعتني و لا الملائكة عرفت ما دعوت الله و لا الجن و لا أي مخلوق من خلق الله وحده الله يسمعني و يراني في هذه الحالة كيف ستقنعني أن هناك ناموسا تفعل و هناك آلية تفعلت لا وجه للشبه هنا مع شخص حمل البذار و زرع الأرض و هو يتوقع نمو الزرع و حصاده هذا عمل و إجتهد أي أخذ بالأسباب و الغالب أنها ستؤدي إلى ما أراد مع وجود إحتمال الفشل رغم الأخذ بالأسباب لأن الله قد يحجب موافقته فيبور الرزع لسبب ما كآفة أو ريح أو فيضان أي هناك وسائط و أدوات خلقت لتحقيق غاية و لكن الله قد يمنعها من تحقيق هذه الغاية في الدعاء لا وجود لهذه الآليات عند الدعاء فمهما حاولت أن تجعل الدعاء خاضعا لقوانين و نواميس فستجد أنك تضع حاجزا بين الداعي و ربه أي أنك تمنع الأساس الذي يقوم عليه الدعاء و هو الصلة المباشرة بين العبد و ربه قد تقول إن الذي لا يأخذ بالأسباب لا تستجاب دعوته فالرد على هذا الكلام هو أن الله لم يستجب للدعاء فمنع صاحبه من الأخذ بالأسباب كي لا يصل إلى غايته من الدعاء و لكن الله قادر على منعه بطرق شتى فقد ياخذ بالأسباب و لا يصل لغايته لتضاربها مع دعوة مستجابة لشخص آخر مثال للتوضيح الظالم يريد أن يفتك بشخص فقير مسكين و أخذ بالأسباب فسجن الشخص الفقير و قرر قطع رأسه و الخلاص منه هذا الشخص دعا الله أن ينجيه فحدثت ثورة و قتل الظالم و تم تحرير السجناء إذن الظالم رغم أخذه بالأسباب فقد فشل في تحقيق غايته لأن الله إستجاب لدعاء المظلوم فماذا نفع الأخذ بالأسباب الجواب لا شيء أمام دعوة مستجابة قد تقول إن هذا الظالم قد قصر في الإستعداد للثوار و هو تقصير في الأخذ بالأسباب حسنا لنقول إنه مات ميتة طبيعية في فراشه و هو في حضن زوجته فخلفه إبنه الذي قرر أن يبدأ عهده بإطلاق كل المساجين بمن فيهم صاحبنا الفقير المظلوم إذن كان قصدي في تعليقي السابق هو القول أن العمل بحد ذاته ليس دعاء كما تقول في مقالك الصواب العمل لا غنى له عن الدعاء و التوكل على الله و قصدي أن الدعاء لا يفعل نواميس و لا قوانين و هو هبة خاصة منحها الله للعباد و صلة مباشرة بين العبد و خالقه فلنحمد الله على هذه النعمة و لنبتعد عن محاولة تقنينها و تقييدها و السلام عليكم
تحية طيبة وبعد
يقول المولى عز وجل " إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور " وأنا لا أعرف قلبا سوى ما تقول عنه مضخة .
ودمتم بكل خير .
أنتم قلتم {كل العمليات الذهنية تتم بالقلب من تفقه وتأمل وتدبر وتعقل وتفكر و... ، والآيات الدالة على هذا عديدة} ثم قلتم أيضا {وأنا لا أعرف قلبا سوى ما تقول عنه مضخة} أخى أحمد أن العلم أنبئنا باستعمال قلوب صناعية تركب لمدة أيام و أسابيع بدلا من القلوب المريضة لحين تبديلها بقلوب إنسانية أخرى (هذا غير عمليات القلب المفتوح) و جارى تطوير تلك القلوب لتكون قلوب دائمة،
فكيف يقوم الفرد المركب له ذلك القلب الصناعى بالعمليات الذهنية و التفقه و التعقل و التفكر؟، هذا من جهة، و من جهة أخرى، عندما يغير الفرد قلبه بقلب فرد آخر هل تتغير طريقة التناول لتلك العمليات حسب القلب الجديد؟
مقال جميل و لكن...
نابع من المشاعر و فيه كثير من العشم و أنا أتفهم ذلك و أقدره فهو فهم الأغلبية و لكن...
إن ذلك الفهم يأخذنا من موقف العمل إلى موقف الأمانى وينسينا إننا فى الدنيا فى موقف تكليف و عمل و أخذ بأسباب متاحة و ترجمة ذلك واضحة على ماضينا و حاضرنا
فبقراءة مقالكم و تعليقكم، لاحظنا عدم تأييد كلامكم بآيات من القرآن (و أنت لم تأتى على كلامك بدليل منه) الذى هو الحكم و المرجع بيننا بفهمه بالعقل و التدبر و المنطق و العلم المتاح لنا، أما أن نختلف بدون مرجع نتحاور على اختلاف فهمه، نكون كمن يحرث البحر
و نرى أيضا أنكم خلطتم بين قدرة الله وبين مشيئته و إرادته، فنحن لا نختلف فى كل ما قلتموه عن قدرة الله، و لهذا لم نناقش فى مقالنا تلك القدرة لأنها بديهية و لا تحتاج منا أو منكم إلى كلام أو إثبات، فنحن هنا لا نمتحن أو نُنَظّر قدرة الله فهو القادر المقتدر (و المشيئة و الإرادة لا تكون إلا من صاحب قدرة و تليها)
أما المشيئة الإلهية، فنحن لا نستطيع أن نتدخل فيها أو فى حكمتها و لا حق لنا فى ذلك فما شاء الله فعل و ما شاء حكم، و لكن...
أنبأنا الله فى قرآنه بثبات نواميسه فعلينا الأخذ بذلك و تصديقه و عدم توقع غيره إلا بنبأ باستثناء منه (سبق و ذكرنا الآيات)
أنبأنا الله باستثنائه الأنبياء وذكر لنا تلك الحالات فعلينا الأخذ بذلك و تصديقه و عدم توقع غيره إلا بنبأ باستثناء منه (سبق و ذكرنا الآيات)، و لم يذكر الله فى القرآن استثناء آخر
إن الله بتدخله فى الأحداث أو توجيهها أو بتوقيف فعل ناموس أو قانون فى الحياة الدنيا يجعل التكليف و الحساب أمرا لا لزوم له
و أخيرا نترك مقالك (و أى إضافات أو استدلالات من القرآن ترى إضافتها لتأكيد المعنى) للإخوة فى الموقع للتعليق و لكم للتعقيب
بالمناسبة: لم نورد فى مقالنا لفظ آليات أو وسائط أو أزرار فإنك بذلك توهم القارئ بمعانى لم نقصدها
و شكرا
أشكرك يا أخي على أستفساراتك التي تعد في غاية الأهمية .
الإنسان على مدى حياته يكون ما يعرف بالطباع ، وهذه مستودعها النفس الإنسانية وهى لا تنفصل في عملها عن العمليات الذهنية التي تتم داخل القلب ومن نتائجها تغيير ما بأنفسنا .
فحين تركيب قلب صناعي ، يتعامل الإنسان حسب تكوينه النفسي ، والذي هو عبارة عن محصلة مكوناته قبل العملية .
بمعنى تصبح هذه العمليات عمليات نفسية ، مثل من يصل إلى أرذل العمر .
دمت لنا سيادتك بكل خير .
والسلام .
فهل يمكنه (صاحب القلب الصناعى) أن يقوم بعمليات تفقه وتأمل وتدبر وتعقل وتفكر جديدة؟
و ما هو وجه الشبه بين صاحب القلب الصناعى ومن وصل لأرزل العمر؟
تحية طيبة وبعد
يمكنني الزعم بتوقف هذه العمليات بالقلب ، مع الإكتفاء بما تكون سابقا علاوة على العمليات النفسية .
ويمكن عمل بحث ميداني على من زرع لهم قلوب صناعية . وفي هذه الحالة يمكن تقديم هذا الفهم كإضافة علمية لعلم النفس .
ولماذا نحن منزعجين من هذه المسألة ، هل حالات الشعور بالراحة والطمأنينة ، هل نستشعرها بالدماغ أم بقلوبنا .
وأود أن أنقل لك سعادتي بهذا الحوار النابع من القلب ، وهو بمثابة التفكير بصوت مسموع .
دمت يا أخي زخرا لنصرة دين الله .
والسلام .
الواقع أنك ذكرت كلمة آلية حرفيا في المقالة و جعلت الدعاء خاضعا لقانون السببية أي سبب و أثر و هذا هو الزر الذي نعنيه أي فعل له نتيجة لازمة له لا يمنعها إلا مشيئة الله المغايرة و وضعت فاصلا بين الداعي و الله هو السبب الذي يستدعيه الإنسان لأن الدعوة لم تعد متجهة إلى الله بل متجهة إلى السبب و تقوم بإستدعائه و هذه هي الوسائط التي نقصدها و انت أيضا حولت الدعاء من رجاء و خضوع و تذلل من العبد لخالقه إلى إستدعاء لسبب يعني الدعاء أصبح عندك إستدعاء فهل نحن عندما ندعوا نقوم بعملية من أعمال السحر و الشعوذة لنستدعي الجن و الشياطين أم نحن نرجوا الله و نتوسل إليه على كل حال إليك هذه الآية قال تعالى في الآية 79 سورة النساء أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)) أرجو أن تبين لنا حسب منطقك في فهم المشيئة و الإرادة و الدعاء كيف تفهم هذه الآية و لنا حديث بعد ذلك و بالتوفيق
سؤال أخير حتى يتضح لنا فكركم تماما
إذا وضعنا أمام (صاحب القلب الصناعى) آية من القرآن تتكلم عن القدرة و العظمة فى خلق الكون كيف يستقبلها و يتدبرها و يفقهها و يتفكر فيها هذا الشخص بخلاف الشخص ذو القلب الطبيعى
و كذلك نرجو الإجابة على سؤالى الثانى السابق
أما عن الإنزعاج فلا مجال له هنا، نحن نحاول فقط تكوين صورة متكاملة عن مفهومكم لعمل القلب و وظائفة بخلاف عمله كمضخة
تحية مباركة طيبة وبعد
لقد سبق لي القول : يمكنني الزعم بتوقف هذه العمليات بالقلب ، مع الإكتفاء بما تكون سابقا علاوة على العمليات النفسية .
حينما يستمع صاحب القلب الصناعي لآية من آيات القرآن يتعامل معها حسب ما تكون لديه سابقا فكريا وتعقلا ، وهذا متواجد في مخزونه المعرفي داخل النفس .
ومن وصل إلى أرزل العمر لن يعلم من بعد علم شيئا ، بمعنى توقفت معلوماته عند الحد الذي وصل إليه قبل هذه الحالة .
:" واللّه الذي خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرّد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً إن اللّه عليم قدير} "النحل: 70".
كما أرجوا منك يا أخي إن رأيت ما هو غير منطقي في كلامي فأخبرني به أثابكم الله .
لأن الهدف في الأخير تصحيح معلوماتنا حتى نتقارب قدر الإمكان
والسلام
لفظ (آليات) لم يذكر فى مقالنا و لكن ما ذكر هو (آلية) و ذلك الفظ ورد سياق جمل لها معنى مختلف عن ما قمت أنت باستقطاعه من سياقه و وضعه بطريقة توهم القارئ بمعانى لم نقصدها، وأقترح عند استشهادك أو نقدك لأى مما كتبت أن تنقله بالكامل من النص الأصلى و تعلق عليه حتى لا يكون هناك لبس على كل حال أنت تقول (يعني الدعاء أصبح عندك إستدعاء) و الرد بنعم هو كذلك أن الدعاء هو استدعاء للقوانين المخلوقة من الله و التى هى مشيئته للخلق فى الحياة الدنيا لنقوم بقضاء المسائل عن طريقها و هى ثابتة و لا تتغير إلا للأنبياء و قد دللنا على ثباتها و دللنا على الاستثناء و أنت لم تورد عكس ما قلنا بل عدت للكلام المرسل بدون دليل
أما الآية التى ذكرتها ٍ ((مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)) لا أرى لها محل هنا و ما هو المقصود بذكرها وما هو مفهومك أنت لها بدلا من اختبارى و على كل حال نورد لك آيات يفهم من ظاهرها عكس ذلك
{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) هود}
{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الأنعام}
فأرجو أن تبين لنا حسب منطقك في فهم المشيئة و الإرادة و الدعاء كيف تفهم هذه الآيات و هل هى تناقض الآية التى ذكرتها أنت أم كلهم فى أتساق و لماذا و شكرا
أنا لا أقبل مفهومك و لكن أيضا لا يحق لى قبوله إلا فى حال إثباته فالموضوع الذى أثرته أوردت أنت على مدار النقاش ألفاظ (القلب و الصدر و الفكر و التفكر و التفقه والتأمل والتدبر و التعقل و العمليات الذهنية و العمليات النفسية و التكوين النفسى و الدماغ و الطباع) و التى تحتاج إلى فك اشتباك و كتب و علوم و متخصصين لشرحها و ستجد مع ذلك اختلافا كبيرا
أما مقولتك (ومن وصل إلى أرزل العمر لن يعلم من بعد علم شيئا ، بمعنى توقفت معلوماته عند الحد الذي وصل إليه قبل هذه الحالة ) فلآية التى دللت بها ( واللّه الذي خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرّد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً إن اللّه عليم قدير} "النحل: 70) يفهم منها غير ما توصلت أنت إليه و قرنته بحال (صاحب القلب الصناعى) حيث المفهوم من الآية أن من يصل إلى أرذل العمر، يرد ويصبح لا يعلم شيأ مما كان يعلمه
أنا من ناحيتى سوف أبحث عن مفهوم القلب فى القرآن حيث لم يرد على خاطرى أن القلب المذكور بالقرآن هو نفسه تلك المضخة التى تضخ الدم فى الجسم و تعمل تلقائيا و ينظم حركتها المخ بالإشارات الكهربية و المواد الكيمائية
و لكم الشكر
تحية طيبة وبعد
جزاك الله بكل خير بما ستقوم به من دراسة القلب في القرآن الكريم .
وأتمنى من الله العلي القدير أن يهديك ويهديني ويهدينا جميعا لما فيه الصواب .
وشكرا لك يا أخي على صبرك معي والذي سيعوضك الله به بإذنه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يا مؤمنة بحجاب الرأس .. أدينى عقلك .. وأمشى حافية
يا مؤمن بصحة كتاب البخارى أدينى عقلك وأمشى حافى
هل تثاب بكمْ ما تقرأ من القرآن؟
تحريم نكاح خالة الزوجة أو عمتها
كلاكيت قطع الايدى و الارجل من خلاف
* لا يجوز لنا أن نقرأ " فويل للمصلين ..." ثم نحكم على الصلاة !*
النبى محمد عليه السلام كان يقرأ ويكتب ، وهو الذى كتب القرآن بنفسه.
دعوة للتبرع
قلنا هذا كثيرا ..!: من أين أعلم أن القرآ ن من الله تبارك وتعال ى؟ ...
الزواج صحيح : حينما تزوجت ،تكفل دفع المهر لزوجي والدي...
تاريخ وليس دينا: سلام عليكم افاضل الكرا م هل تصدق او تكذب...
وصية لا تجوز: أوصى ابى قبل ان يموت بالتب رع لمسجد فيه قبر...
علامات الساعة: لقد لفت إنتبا هي الحدي ث النبو ي الشري ف ...
more
تحية مباركة طيبة وبعد
أولا: شكرا يا أخي على هذه المقالة الأكثر من رائعة .
ثانيا : إن جاز لي أن أضيف إلى هذه المقالة شيء فيمكنني القول : بأن الدعاء يجب أن يكون بأسماء الله الحسنى ، فمثلا إن أردنا العلم فالسعي في سبيل العلم هو الدعاء بإسم العليم والذي يعني السعي بقوانين العلم التي وضعها العليم ، والقوة والعزة والرحمة والملك ، وحتى البطش والجبروت ، فكلها بمثابة القوانين في الكون .
وهذا ما أؤكد عليه دائما منذ عام 1979 ، حينما توصلت للعلاقة بين لفظ الجلالة الله والأسماء الحسنى ، وهذا منشور على هذا الموقع .
ثالثا : أرجوا من سيادتكم مراجعة موضون بعنوان " بأنهم قوم لا يعقلون " على هذا الموقع حتى تتعرف على ماهية عملية التعقل ، وعدم وجود ما يسمى " بالعقل " .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .