عثمان محمد علي في الإثنين ١٩ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
ولائي في يوم الجلاء
بقلم: د. علاء الدين جنكو *
أخبار الشرق – 18 نيسان/ أبريل 2010
لا أدري لماذا يشدني اللون الأحمر في علم بلادنا سوريا عندما أراه من بين سائر أعلام البلدان الأخرى؟ ربما يكون السبب هو استحضار دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء في سبيل استقلال سوريا من الاستعمار والاحتلال الفرنسي.
أولئك الشهداء الذين توزعوا على طول البلاد وعرضها، من غير تقصير من أحد، فالشعب يومها كان على قلب رجل واحد، في الدفاع عن حق البلد في الحرية والاستقلال.
لم تكن أحداث معركة ميسلون بقيادة يوسف العظمة في الشام بعيدة عن أحداث بياندور الكردية في الجزيرة ولا أحداث جبل الزاوية بقيادة إبراهيم هنانوا بعيدة عن أحداث جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش، الجميع كان يحمل أرواحهم على أكفهم ويقدمونها فداء لكرامة البلاد واستقلاله.
إن جدلية العلاقة بين الولاء للوطن من جهة والولاء للقومية والعرق والدم من جهة ثانية وللدين من جهة ثالثة مثار خلاف ومحل تناقض عند البعض من الناس، وخاصة بين أبناء شعبنا الكردي في سوريا.
إن الولاء للدم والعرق بات يجري مع الدم في الشرايين، فالكردي ارتبط بكرديته ارتباطاً لا يقل عن ارتباط العربي والفارسي والتركي بقومياتهم، وذلك أمر محمود إذا لم يدخل في نطاق التعصب الأعمى الذي يودي بصاحبه إلى مستنقعات النتانة التي وقع فيها – وبكل أسف - الكثيرون من أبناء تلك القوميات.
أما رابطة الوطنية وأقصد بها ارتباط الكردي بوطنه سوريا فقد أصبح محل خلاف، حيث يرى البعض أن الولاء للوطن السوري يتناقض مع الولاء للقومية الكردية، وهذا برأيي الشخصي خطأ كبير يقع فيه البعض، ويعطي بذلك المبررات للآخرين للنيل من ولائه وتوجهه الوطني واتهامه بالارتباط بالخارج!!
والمراقب لساحات الولاء سيجد أن الولاء للوطن اليوم بات من أقوى أنواع الولاءات فالمصري على سبيل المثال ولاؤه المصري مقدم على ولائه العربي وكذلك الجزائري سواء كان عربياً أو أمازيغياً فالولاء للجزائر عنده مقدم على كل ولاء، وهكذا المغربي والعراقي...
يبرر البعض أن الولاء يتناقص ويضعف وربما ينعدم بسبب سياسات بعض الحكومات ومواقفها السلبية وإجراءاتها الخاطئة، وأنا مع هذا الرأي ولكن أرى أن التغلب على هذه النظرة أفضل من السير فيها فالولاء يجب أن يزداد في مثل هذه الحالات وأن يكون الخلاف داخلي وفي النطاق الوطني الأسري لأنها متى خرجت تدخلت المصالح وكثرت الاتهامات وزادت الانشقاقات، كما أن إضعاف الولاء لا يكون حلاً لما نحن فيه من مشاكل لابد لها من حلول عاجلة، مثل مشكلة المحرومين من الجنسية، ومشكلة القانون العقاري رقم 49.
لا أخفي أني في كثير من الأحيان كنت لا أتجرأ لإبداء ما في قناعاتي من الولاء للوطن سوريا خوفاً من اتهامي بالعمالة والمزاودة من ناحية والخيانة من ناحية أخرى!!
إن الارتباط الوثيق بين الولاءات القومية والوطنية والدينية التي تربينا عليها لا تجد تناقضاً فيما بينها، ولا يستطيع أحد أن يزاود علينا في هذا المجال ولا أن نزاود على أحد فيه.
فولائنا الكردي نعتز به ونرفع به هاماتنا افتخاراً، ونكتب ونقول بل ونصرخ بالمطالبة بحقوقنا المشروعة في النطاق الوطني.
وكم سيكون الشعب الكردي سعيداً عندما يرى أن جامعة دمشق تفتح قسماً لدراسة اللغة والأدب الكردي، وكم سيكون أسعد لو بث التلفزيون السوري برامج باللغة الكردية.
إن سوريا وقيادتها أولى من غيرها من الدول المجاورة بمنح أبنائها من الشعب الكردي السوري هذه الحقوق الربانية، فلماذا لا ينعم الكردي السوري بما منحته سوريا لأشقائه الأكراد من الأجزاء الباقية يوم أن كانت ملاذاً آمنا لهم جميعاً.
أما الولاء للوطن فليس حكراً على العربي السوري، وهنا أقولها وبكل فخر: إن الشعب الكردي له بصمته الواضحة في حياة الوطن منذ فجر التاريخ الحديث والمعاصر وإلى يومنا هذا.
وليس أدل على ذلك من مقولة السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال: بأن الأكراد نسيج من الشعب السوري.
كما أن الاتهامات الباطلة التي تصدر بين الفينة والأخرى من بعض العروبيين المتعصبين الذين يتهمون الكرد جزافاً باتهامات باطلة وليس لها أساس من الصحة، فليس معنى قولي: ( أخي أخذ حقي أني أتآمر مع الآخرين على قتله)، ومن تصور هذا فهو يعاني من أمراضنفسية خلفتها العصبية القومية.
...
بعيد وصول والدتي إلى العاصمة البلجيكية بروكسل في زيارة لشقيقي هناك اتصل بها خالي ومازحها قائلاً : لقد أصبحت بلجيكية!!
فردت وهي التي لم تحمل في يدها قلماً ولم تدخل المدرسة يوماً: إني لا أعطي قبضة من تراب سوريا ببلجيكا كلها!! هكذا ربتنا الأم المحبة لوطنها منذ أن أرضعتنا في الأيام الأولى من حياتنا، وبذلك المذاق نجدد ولائنا القومي والوطني في يوم الجلاء...
__________
* كاتب سوري
أحي كاتب المقالة على هذا الشعور الوطني الكبير ,فقد لخص في مقالته حقيقة هذا الشعب الذي ومع كل أسف يحاول البعض لو كان باستطاعته ,لرمى الشعب الكردي في البحر ليتخلص منه .مع أن الأكراد جزء أساسي من النسيج الوطني للدول التي يتواجد فيها الكرد .وقد صدق كاتب المقالة بقوله:
أما الولاء للوطن فليس حكراً على العربي السوري، وهنا أقولها وبكل فخر: إن الشعب الكردي له بصمته الواضحة في حياة الوطن منذ فجر التاريخ الحديث والمعاصر وإلى يومنا هذا.
إلى متى ستبقى العقلية العنصرية تحكمنا ,إلى متى سنتباهى بأننا مع نضال الشعوب في حق تقرير مصيرها ,ولا نعطي الشعب الكردي حقه كمكون أساسي وهام لكل هذا الطيف الجميل من شعوب المنطقة .
كما ذكر كاتب المقال ...ماالمانع من أن يكون للكرد ساعات بث في التلفزيون المحلي ,وما المانع أن يكون في الجامعة قسم لتدريس اللغة الكردية ,مع العلم أن هناك قسم للغة التركية ,والعبرية ,الايرانية .
لن تكون الأمة العربية حرة إلا بمقدار ما تعطي للأخرين الذين هم من الأصل في المنطقة مساحة من الحرية والمواطنة التي تكفل لهم حقهم في ثقافتهم وتعليم أبنائهم بلغة الأم ,وتترك لهم المجال ليتسابقوا مع أخوانهم العرب وغيرهم من شعوب المنطقة في العمل والأبداع.
تحية طيبة أخي علاء وتحية طيبة وعطرة للسيدة الفاضلة والدتك
أفضل أنواع الولاء ما كان لله وحده ولكتابه العزيز ، أما الولاء للعرق أو للأماكن والأشخاص فهو من باب ترك الأصل والبحث عن مسميات متغيرة وفانية فهذا من رأيي افضل أنواع الولاء وما يجب أن يكون عليه عامة المسالمين المسلمين في العالم .
ما لن تجده في مناهج التاريخ المصرية: ثورة المسيحيين عا
تنغيمات داعشية على وتر أموي
قواعد النجاح العشرة
البحث عن أتاتورك
معنى الإسلام والإيمان و أركانه من القرآن
الضربة القاضية الأخيرة لمحمد علي كلاي
تفريخ داعشي
رمضان بين المحرف و القرآن المحفوظ
من الديانة إلى الكهانة
سكيتشات كهنوتية
لو كنت شيطانا 2
أركان الارهاب الخمسة!
آلة الزمن
كذبة المعراج
بانوراما إنسانية حيوانية
ألف باء إسلامية لا مذهبية
دروس كنسية للمسلمين
بالخرائط: دراسة « ثروات العرب في البحر المتوسط » للدكتو
الدوامة.. سارتر.. الوطن
ننشر مقال السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسب
دعوة للتبرع
عن الفراعنة: استاز ى الطيب يقول التار يخ الموي ق ...
شراء الصليب: حكم حمل الصلي ب ورؤيت ه؟ مع حكم...
ترشيد الحوار: سعدت الكثي ر ان اجد مواقع كثيرة تتيح...
غسيل الميت: ما رأيك في غسل الميت هل هو واجب؟ ما تقول في...
لك أجر إن صبرت: أجريت لي مؤخرا عملية جراحي ة وبعد شهر من...
more
..ولائي في يوم الجلاء عنوان المقال جميل ، ولعل الكاتب يقصد به معنى يخص كل من يشعر بأنه يمارس عليه تمييز من نوع معين ، آملا أن ينتهي ذلك الجلاء التميزي قريبا ليسعد الجميع بالمساوة ،لأنها سعادة لا يشعر بها المظلوم الذي يمارس ضده التمييز ولا يشعر بتلك السعادة الذي تعود على أن يكون في المقدمة مميزا أيضا ..