شادي طلعت Ýí 2011-06-16
تمثل الفترة من يوم 29 يناير حتى يوم 1 فبراير المرحلة الثالثة للثورة المصرية فيوم 29 يناير هو اليوم التالي لليوم المشهود يوم 28 يناير هذا اليوم الذي خرج فيه الشعب عن صمته و كسر سلاسل الخوف و حطم قضبان القمع و الإستبداد ، و في فيه توقع شعب مصر أن يرحل الرئيس و حاشيته في نهاية اليوم أو صباح يوم 29 يناير على الأكثر ، إلا أن مبارك قد خرج بخطابه على الشعب في تمام الساعة 12.30 صباح يوم 29 يناير منتهياً في خطابه إلى أنه قد قبل إستقالة الحكومة ، و أنه سيعطي أوامره لتشكيل حكومة جديدة ! و هنا شعر الشعب بأن صنيعه يوم 28 يناير لم يكن له تأثير على الديكتاتور ! و ما أكد ذلك هو خروج مبارك مع قيادات وزارة الدفاع بداية من الوزير إلى كامل فريق المجلس العسكري و هم يضحكون و يشاهدون أشياء لم تبينها كاميرات التليفزيون الحكومي !
و أستطيع القول أن يوم 29 يناير هو اليوم الأول الذي شارك فيه الشعب في الثورة ، فالثوار ليسوا فقط من ذهبوا إلى ميدان التحرير ، ففي كل مدينة و قرية حدثت ثورة أيضاً ، و لكن الفارق أن ميدان التحرير كان محط أنظار العالم كله ، هذا بالإضافة إلى أن من لم يشارك في المظاهرات قام بحماية بيته و أهله و أصدقاءه عن طريق اللجان الشعبية و التي تستحق أن يكتب عنها الكثير و الكثير من المجلدات ، فيوم 29 يناير كان هو اليوم الأول للمواجهات مع البلطجة و الخارجين عن القانون ، فالخطة البديلة لوزارة الداخلية و التي كانت الحارس الأول للنظام البائد ، كانت الدفع بالخارجين عن القانون و المفسدون في الأرض حتى يثيروا الذعر و الرعب بين الناس ، حتى يختاروا أما الأمان مع النظام البائد ، أو الرعب و اللا أمان في ظل الخلاص من النظام البائد ، الذي لا يعرف للأخلاق طريق بتنفيذه الخطة البديلة و هي نشر الفوضى الهدامة ، و قد كانت خطة النظام مدروسة إذ أنه قد فتح أبواب السجون لكافة الخارجين عن القانون و قام بإستدعاء البلطجية اللذين يقدمون له الخدمات في الإنتخابات و غير الإنتخابات ! كما قام النظام اللا أخلاقي بتوزيع الأسلحة على رجاله من الخارجين عن القانون .. منتظراً أن يأتي الشعب إليه طالباً رحمته و حكمته ليخلصه من عذاب البلطجة و ما ينتج عنها من قتل و سرقة و إغتصاب و ذعر و رعب و ...... إلخ .
و لكن قدر الله أن يخيب أمل النظام البائد فقد كان لفعلته الشنعاء أن أحدثت تأثير عكسي ، فمنذ صباح يوم 29 يناير إجتمع الشعب على كلمة رجل واحد و تعاهدوا على أن يحموا أنفسهم بأنفسهم ، و قد كان لهذا العهد آثار إيجابية لم تخطر يوماً على ذهن النظام الغبي ، لقد قرب هذا النظام الشعب من بعضه البعض لقد أحب الشعب بعضه ، و كان لشعور الوحدة الوطنية الأثر الكبير في إسترجاع حب مصر ، هذا الشعور الذي كاد أن يندثر ، لولا غباء النظام البائد ، لقد كان في تصرف الشعب مع الموقف مدرسة عظيمة في الوحدة الوطنية بين جميع طوائفه فالمسلمون كانوا حراس على الكنائس و العكس صحيح ، و بدو سيناء كانوا حراس على الأراضي المصرية من أي إعتداء خارجي ..... إلخ ، كانت أيام لاتنسى حتى التحرش الجنسي كاد ينتهي و لم يكن له وجود في ميدان التحرير ! و تتلخص تلك الفترة بإحدى اللافتات التي حملتها فتاة في العشرينات من عمرها فقد كتبت على لافتتها (( مبارك لقد جعلتنا نحب بعضنا )) و طبعاً مبارك فعل ذلك عن غير قصد !
و هكذا إستمرت الثورة من يوم 29 يناير بتبادل المواقع بين أطراف الشعب فالبعض يذهب إلى المظاهرات و البعض الآخر ينضم إلى اللجان الشعبية ليكون حارساً على أملاكه و أملاك غيره ، و على شرفه و شرف غيره ، و على حياته و حياة غيره ، و بدأ العالم كله يتابع الأحداث و التطورات من ميدان التحرير و قرر الشعب أنه لن ينسحب من الميدان إلا بعد أن يسقط النظام ، و إذا بمبارك يخرج على الشعب ببعض القرارات يوم 29 يناير بأنه قد إختار .. عمر سليمان نائباً له ! ظناً منه بأن مثل هذا القرار سيطمئن الشعب من مسألة التوريث المعدة سلفاً ! و لكنها كانت محاولة لم تنطلي على الشعب و بدلاً من أن يميل الشعب لــ عمر سليمان فإذا بالشعب يبادل عمر سليمان الكره الدفين لمبارك ! و هكذا مر يوم 29 يناير تاركاً بعض الأحداث منها .. مواجه الشعب للبلطجة بكل حزم ، و تعيين نائب رئيس جمهورية على غير رغبة الشعب ، و توافد الشعب على ميدان التحرير و إعلانه أنه لن يترك الميدان إلا بعد إسقاط النظام ! ثم جاء يوم 30 يناير و الذي أعلن فيه مبارك تكليف الفريق أحمد شفيق بالوزارة الجديدة ، و الواقع أن الرجل تولى المسؤلية في ظل ظروف صعبة ، و لم يكن بالذكاء الكافي لقبوله تولي الوزارة في ذلك الوقت و مر يوم 30 يناير كسابقه 29 يناير ، و لكن تم في هذا اليوم الدعوة إلى المليونية الأولى للمطالبة بإسقاط النظام على أن تكون يوم الثلاثاء الموافق 1 فبراير 2011 ، ثم جاء يوم 31 يناير 2011 ، و أهم ما ميز ذلك اليوم هو إستعداد الشعب لمليونية يوم 1 فبراير 2011 إذ توافد آلاف المواطنين للمكوث بالميدان و حجز أماكن للنوم ! حتى جاء يوم 1 فبراير و كانت المفاجأة فقد إكتظ الشعب داخل الميدان يردد هتافاً واحداً ((الشعب يريد إسقاط النظام)) مشهد مهيب و لأول مرة يجتمع الشعب بهذا المظهر الحضاري يعبرون عن آرائهم بشكل سلمي دون أن يؤذوا أحداً و إذا برسالة الشعب تصل إلى العالم بأكمله و بما أن النظام البائد لم يكن ذكياً ، فإنه كان آخر من فهم رسالة الشعب ، و لكن ... خرج مبارك على الشعب بخطابه الثاني موجهاً حديثه إلى القلوب لإستجلاب عطف الشعب الذي هو عاطفي بطبيعته ! فقد قال في خطابه لقد ولدت على أرض مصر و سأموت فيها ، و قد قدمت لمصر الكثير مذكراً الناس بتاريخه ، و معلناً في نهاية خطابه أنه لن يترشح مرة أخرى للرئاسة و سيسلم السلطة بعد إنتهاء ولايته بعد أن يكون قد عدل الدستور حتى يتسني لأكبر عدد ممكن الترشح لإنتخابات الرئاسة ، و إذ بخطاب مبارك الثاني يستأثر عطف الشعب المصري ، و الذي شعر بأنه قد أخطأ في حق الرجل و ليس من الملائم أن يتعامل معه الشعب بهذه الطريقة ! و بالفعل تركت الغالبية العظمى من الشعب ميدان التحرير ، و لم يبقى سوى بضعة آلاف لا تتجاوز الخمسة آلاف مواطن أغلبهم من الإخوان المسلمون ، و اللذين توعدهم النظام بالقصاص منهم بعد إخماد الثورة ، و هنا لم يكن أمام الإخوان المسلمين إلا الإستمرار و التصميم على عدم ترك الميدان ففي كلا الأمرين هم معرضون إلى الموت و سيكون لهم الشرف لو ماتوا و هم يجاهدون ضد النظام البائد ! إلا أن النظام البائد و الذي لا يتمتع بالذكاء كما ذكرنا من قبل ! قرر أن يخلي الميدان و لو بالقوة و هو ما حدث فيما بعد يوم 2 فبراير 2011 .
في النهاية ندعوا الله أن يحفظ مصر من كل مكروه
شادي طلعت
صدقت استاذ فتحى مرزوق فالناس لم تترك ميدان التحرير ابدا بل ربما زاد عددهم عما كان عليه قبل الخطاب ،وزاد تصمهم على رحيل مبارك ونظامه بعد الخطاب أكثر . أما عن الإخوان ،فالكل يعلم أنهم عند الجد آخر من يلتحق بالصفوف وأول من يهرب . فثورة مصر المباركة لم تك تعرف الإخوا، او الأقباط أو الأحزاب ،بل كانت ثورة شعب بأكمله ، أما الحديث عن إنتهاز قطف ثمارها فهذا ما يحاول الإخوان فعله وإيهام الناس بأنهم هم من مدوا وحموا الثورة ،وهذا مخالف للحقيقة تماما .
بالفعل لم تكن الغالبية من الإخوان و لكن لو قدر أن تفشل الثورة فإن الإخوان كانوا أول من ستعلق رقابهم على أبواب القاهرة، و لكن معركة 2 فبراير شاركت فيها كافة القوى السياسية، و ليس الإخوان فقط .
حياة الماعز .."ظُلمٌ ڪبير لشعبٍ عريق"
عوائق تعويض المتضررين من الحبس الإحتياطي
دعوة للتبرع
هل كورونا عقاب؟ : البعض يعزو انتشا ر فيروس كورون ا للعقا ب من...
اسماعيل منصور: هل قرأت من كتب للدكت ور اسماع يل منصور...
اللحم الحلال : ما هو اللحم الحلا ل وكيف يتم الذبح بالطر يقة ...
رجال وذكور: قال تعالى " {إِنّ كُمْ لَتَأ ْتُون َ ...
رحمة الله تعالى : السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته لي صديق...
more
الأستاذ شادي طلعت السلام عليكم ورحمة الله أعتقد أن هذه الفقرة من مقالك قد جانبها الصواب "
و بالفعل تركت الغالبية العظمى من الشعب ميدان التحرير ، و لم يبقى سوى بضعة آلاف لا تتجاوز الخمسة آلاف مواطن أغلبهم من الإخوان المسلمون "
فالذين انخدعوا من خطاب مبارك قلة وليس كما ذكرت الغالبية من الشعب -وهذا بناء على تواجدى في هذا اليوم وما قلبه وما تلاه - ولم يترك الغالبية الميدان ولم يكن غالبية المتواجدين فقط كما قلت من الاخوان بل ظل وصمد كثير من الشباب المناضل الذي لا ينتمي إلى الإخوان ولا إلى أجندتهم التي ظهرت بعد ذلك جلية واضحة .