خبراء: القاعدة تتوسع في المنطقة وتعيد تجهيز عتادها
سي.ان.ان
--------------------------------------------------------------------------------
دبي: رأى خبراء في شؤون الإرهاب وتنظيم "القاعدة" أنه رغم الحرب على الإرهاب منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، فإن التنظيم نجح في الاستمرار، كما تفرعت عنه تنظيمات جهادية سلفية عدة في دول مثل العراق واليمن والمشرق العربي، عامة.
ثيودور كاراسيك المحلل والباحث الأميركي في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري "إينيغما"، أعرب عن اعتقاده بأن تنظيم "القاعدة" وتفرعاته في شبه الجزيرة العربية واليمن والعراق ومناطق أخرى منها لبنان وتجربته مع تنظيم "فتح الإسلام"، يقومون بتنظيم أنفسهم ويتزودون بالعتاد.
فيما أكد الخبير الآخر في تحليل عقيدة الجهاديين، ستيفن أولف من مؤسسة "جيمستاون" في واشنطن، أن القاعدة وإيديولوجيتها مشروع طويل الأمد لقيادة التنظيم المركزية، بموجب عقيدتها.
ولفت كاراسيك إلى أن الكثير من الكتابات التي تظهر بين الفينة والأخرى تؤكد تحليل زميله، منها مستند ظهر في مصر مؤخراً وحمل عنوان: القاعدة..2020؛ الذي يتطلّع فيه التنظيم إلى إقامة خلافة تستند إلى الشريعة الإسلامية.
وأوضح أن التنظيم، في إطار هذا المخطط، يسعى لإعادة تنظيم صفوفه وتجهيز نفسه لمواجهة ما يحدث في شبه الجزيرة العربية والدول الخليجية.
الندوة الفصلية التي نظمها معهد "إينيغما" شملت قراءتين للخبيرين، ففيما ركز أولف على الربط بين الجهادية السلفية وجذورها في تاريخ الإسلام، ركز كاراسيك على الوضع الراهن والميداني لتنظيم "القاعدة" الذي برأيه يتخذ من العراق حالياً مختبراً لإعادة تنظيم وتجهيز نفسه باللجوء إلى تكتيك وتقنيات وإجراءات مختلفة، حسب ما عرفه بالمختصر TTP، إزاء كيفية استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والسيارات الملّغمة التي تدخل في أساس الحروب، لينقلها التنظيم من الساحة الميدانية إلى فضاء الإنترنت، وهو برأي كاراسيك ثورة بحد ذاتها.
وأكد المحلل والباحث الأميركي أن "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية دأبت على إرسال مقاتليها إلى العراق على غرار ما كان يُتبع في الشيشان التي دخلها جهاديون من أفغانستان.
ووفق اعتقاده فإن الذين ينجون من جهاديي القاعدة في العراق، يتبوؤن لاحقا مناصب عالية في التنظيم أو ربما يتجهون إلى فروع أخرى للقاعدة في اليمن أو الشرق الأوسط لتدريب أتباعهم.
غير أن الخطر الأعظم بالنسبة للخبيرين، هو الأهداف التي تنتقيها "القاعدة" لشن هجماتها، والتي توزعت بين البنية التحتية لصناعة الطاقة، ومثال ذلك ما حدث في منشأة إبقيق النفطية في السعودية عام 2006.
ولفت كاراسيك إلى أنّ ذلك يتكرر حالياً في المشهد العراقي، التي كانت منشآتها النفطية عرضة لهجمات عدة من تنظيم القاعدة.
ورجّح كاراسيك أن تكون المصارف أحد الأهداف الأخرى التي قد تنتقيها "القاعدة" مستقبلاًُ، بالإضافة إلى ناطحات السحاب التي تعدّ برأي الجهاديين رموزا غربية وانعكاسا للنجاح "يجب تسويتها بالأرض."
وشدد كاراسيك على أنّ طرق تجهيز القاعدة بالسلاح تمر عبر وسائل مختلفة، أبرزها دون شك السوق السوداء، فيما يدور الكثير من الكلام في الغرب يقابله قلق خليجي، حول نوعين مختلفين من التهديد الذي يمثله تنظيم "القاعدة" لدول المنطقة والغرب.
الأول تهديد كيميائي بيولوجي إشعاعي نووي، والثاني استهداف الطائرات المدنية بصواريخ محمولة أو ما يعرف بمصطلح Man Pad Threat، كما حدث في شرق إفريقيا عندما استهدفت طائرة إسرائيلية مدنية.
وقال كاراسيك إن التنظيم يسعى من خلال التهديد إلى زرع الفوضى، إلا أن السؤال المطروح هو هل سيضرب تنظيم "القاعدة" منطقة الخليج أم لا؟
وبحسب اعتقاد كاراسيك وفهمه لإيديولوجية القاعدة، فإن التنظيم سيحتفظ بهذه التقنيات لاستخدامها ضد أوروبا أو أميركا مع احتمال استخدامها ضد دول الخليج حيث يأمل التنظيم إحداث وقع مهم لبعث رسالة إلى الغرب.
اجمالي القراءات
3765