حرية العقيدة بين القاعدة والتطبيق
حرية العقيدة بين القاعدة والتطبيق
أويد وبشدة كل منصف وصاحب رأي ،ومفكر كائن من كان كل من ينادي بوضع قانون ينادي بحرية العقيدة والمعتقد ،ويأتي الرئيس كان من كان !المهم هو هذا القانون الذي ينظم العلاقة بين المواطنين ، ويمنع التدخل في حرية المعتقد لابد أن يؤيد قبل صعود أي رئيس ،نقول هذا قبل فوات الأوان وقبل صدور أي قانون يحدّ من حرية الدين ومن حرية الفكر والرأي والابداع .. فالعقائد والأفكار ليست محل تجريم ولا ولاية للقضاء عليها ، لأن وجود سلطة قضائية علي الأفكار والمعتقدات يخلّ بالعدل ، فالقاضي هو صاحب رأي في القضية المطروحة أمامه ، إما أن يتفق معها أو يخالفها ، وفي الحالتين لا يمكن ان يكون محايدا ، لايصح أن يكون خصما وحكما في نفس الوقت
يقول البعض أن حرية الرأي والعقيدة تسبب مشكلات منها، :
أن لو كانت هناك حرية عقيدة ، لترك عدد كبير من المسلمين الإسلام ؟ هذا كلام عار عن الصحة تماما لأن المسلم الذي يجبر ان يكون مسلما ويكره ليس مكسبا على الإطلاق للإسلام ولا للمسلمين بل هو ما يزيد المسلمين غير ضعف ووهن.. وهم بالتالي ليسوا مكسب يضاف إلى أي دين .
يقال إن حرية العقيدة كانت السبب الرئيس لما تم تناقله في صحف الغرب من رسوم مسيئة ، وحملات كراهية ضد خاتم النبيين محمد عليه السلام وعلى كل الأنبياء أزكى السلام . وقد تم التصدي لها بحملات مضادة من قبل العرب والمسلمين بالمظاهرات والمقاطعات ، وجاء الردّ الغربي على مظاهراتنا وشجبنا واعتراضاتنا بثقافة الغرب وقناعاته بأنها حرية رأى وفكر وتعبير!!! وهم لا يستثنون دينا معينا في التعرض له في مجال الإعلام ، فالحكومات الغربية لا تستطع التدخل فى حرية الصحافة والاعلام ، ولا تستطع منع التعرض للإسلام ولا لرسول الإسلام ، لسبب بسيط أنه يتم تناول المسيحية وعيسى عليه السلام وحتى بابوات الفاتيكان في الإعلام بكل حرية ، فكيف يتم المنع فقط عند الإسلام ؟! أإسلامنا أعز عليهم من دينهم أو لنقل حرياتهم !! ليس منطقيا أليس كذلك ؟!
هل الحل يكمن لدينا فيما نصدره من مظاهرات ؟ أو مقاطعة لمنتجات بعض الدول ، أو نقوم بسبهم بألفاظ نابية ، أو الدعاء عليهم مكشوفي الرأس في ساعة استجابة !!! ولعل الطريقة الأكثر تأثيرا عليهم : نحرمهم من شرف وجودنا في أراضيهم أو الوقوف باستماتة أمام سفاراتهم ، وسنرى كم هومقدار حاجتهم لنا ، وبعدها نعود لدولهم ولكن بشروطنا ووقتما نريد !!!!.
القضية هنا هى كيف نواجه هذه المشكلة ؟ هي مشكلة ولا شك : إذ لا تقديس لديهم لأشخاص أو أنبياء أو أديان !!! بل يعلون حرية الرأي والفكر والتعبير. على ما عداها ، هل نردعليهم بالمثل و(البادئ هو الأظلم ) كما يقال في المثل المصري ، ليس حلا مناسبا (مع أن البعض يقوم به ) ولماذا هو غير مناسب ؟ لأننا نؤمن بالمسيح عليه السلام و أمه مريم ابنة عمران التي اصطفاها الله سبحانه وطهرها على نساء العالمين، حتى و لو حدث هذا التصرف المرفوض منا سيكون تشويقا إعلاميا ، وفرصة سانحة لهم لكي تحصل الصحافة على مكاسب صحفية فلا حدود لحرية الإعلام لديهم وبالتالى قد تتطور ردود الأفعال لدينا ليأتي بعض المتطرفين لخطف الرهائن من الغرب وقتلهم واضطهاد اخواننا المسيحيين فى الداخل ، والتعرض لكنائسهم ، هل بذلك نكون قد أعطينا الرد المناسب ، والذي يعبر عنا كمسلمين .. لا طبعا .. وما ذنب هؤلاء الأبرياء هل نعاقب البرئ بذنب المجرم ، أهم ما قاموا بتلك الرسوم ؟ هل الاسلام الذى جاء به خاتم النبيين عليه السلام يأمرنا بذلك ؟، والذى يقرر فى قواعده الأساسية " ألاّ تزر وازرة وزر أخرى " . ودائما صدق الله العظيم ..
هل السبب في الحرية ، أم في الناس وتطبيقهم لها ؟ هل نجرم البحث العلمي لأن هناك من يستخدمه في أشياء ضارة ؟
هل نمنع الحرية في الفكر والمعتقد ، في الوقت الذي يوجبها القرآن : وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29)الكهف
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99هود)
اجمالي القراءات
11089