أكد مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن قيام تنظيم "داعش" الإرهابي بإلغاء صلاة التراويح بالمساجد التي يسيطر عليها أمر مخالف للشرع الشريف، ولسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وما يقوم به المسلمون عبر مئات السنين.
- صلاة التراويح بدعة أم سُنّة؟
- حين كتبنا عن ( داعش ) قبل ظهور ( داعش ) : ( داعش العصر العباسى )
- ق 3 ف 2 :بين ملكية الأسرة السعودية للدولة وملكية اللجنة الشرعية للشرع والدين
- فى نتائج التطبيق للشرع الوهابى :( الحزم فى الداخل والحرب مع الخارج )
- * إفتاء في الزنـى- من كتاب الله - ملحق *
- داعش ليست جماعة..داعش ثقافة
- وأد البنات" أكذوبة مهينة.. والاستدلال بالنص القرآني مُخالف
- بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا
- نظرات متجددة للصلاة من يوم الجمعة
وقال المرصد إن تنظيم "داعش" الإرهابي يبرر لهذا القرار بأن صلاة التراويح بدعة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلك، حتى وإن استمر المسلمون عبر العصور يصلونها في جماعة في مساجدهم الكبرى والصغرى ابتداءً من الحرمين الشريفين والأزهر الشريف ومرورا بكل مساجد المسلمين شرقا وغربا.
وأوضح أن هذا السلوك المتطرف، الذي يقوم به التنظيم الإرهابي للعام الثاني على التوالي، يؤكد ما كرره المرصد قبل ذلك مرارًا من أن هذه الفتوى التي تتوسع في رمي ما اعتاد عليه المسلمون من العادات والعبادات بالبدعة، والتلويح بأن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وأن هذا المسلك- وإن ظهر في بعض الأحيان- أنه إبداء للرأي، إلا أنه يعد مخالفة صارخة للمنهج العلمي والشرعي المعتبر في الاستدلال المعتمد في الأزهر الشريف، والذي تقوم عليه عملية الإفتاء في دار الإفتاء المصرية ونظائرها في العالم.
وأكد المرصد أن صلاة التراويح مشروعة بأصلها، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على قيام الليل، وإن كان يصليها منفردًا، وقد صلى بصلاته جماعة من أصحابه، حيث صلى ثلاث ليالٍ صلاة لم يذكر عددها، ثم تأخر في الليلة الرابعة خشية أن تفرض على المسلمين فيعجزوا عنها كما ثبت في الصحيح.
وأضاف أنه إعمالًا للأصول الشرعية وما وردت به الأحاديث الصحيحة والحسان والضعيفة من الأمر بقيام رمضان، والترغيب فيه من غير تخصيص بعدد، واستحباب التجمع للعبادة، إذ العبادة والذكر في الجماعة أحب من المنفرد، كما تقرر شرعًا في كثير من فروع التشريع، وكما ثبت في الحديث القدسي في الصحيح: "فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأ خَيْرٍ مِنْهُمْ"، وكان ذلك داعيًا لأُبي بن كعب الصحابي الجليل الفقيه النبيل لتجميع الناس على صلاة القيام في رمضان، وهو ما نعرفه بـ"صلاة التراويح"، حتى قال له الفاروق عمر رضي الله عنه فيما ثبت في صحيح البخاري وغيره: "نِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ" فسماها بدعة، أي بدعة حسنة.
وأشار المرصد إلى أن جملة "كل بدعة ضلالة" وإن كانت حديثًا صحيحًا إلا أن الفهم السليم يرشد إلى أنها مخصوصة بالبدع التي لم يشهد الشرع بإنكارتها، خاصة إذا رجعنا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر:" مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"، وأدلة ذلك من الكليات والجزئيات كثيرة لا تكاد تحصى، وقد فصل الإمام السيوطي رحمه الله الكلام على التراويح في رسالته "المصابيح في صلاة التراويح".