صور مؤلمة

نجلاء محمد Ýí 2007-04-26


صور مؤلمة نراها وتتكرر كثيرا ونحن لا نعي لماذا تحدث ولماذا تم التغاضي عنها  ليتنا نستطع تغييرها قدر المستطاع .

وقد قرأت للدكتور أحمد صبحي منصور من كتاباته العديدة والمتنوعة عن بعض من هذه الصور المؤلمة التي تحتاج منا لتغيير لكي نتعليش جميعا في وطن واحد ننهض به وينهض بنا .

وهذا المقال كان بعنوان أه يا زمن (مررت فى طريقى بإحدى الكنائس وقد تجمع حولها الأطفال فى سعادة مع ذويهم وهم يحملون سعف النخيل ، وجدت فى وجوههم ملامح أولادى نفس القسمات ونفس التقاطيع ، ولا تستطيع إن رأيت هؤلاء فى مكان أن تعرف إن كانوا مسلمين أو نصارى ، هم مصريون فحسب ومنظر الأطفال فى هذا الاحتفال لايختلف عن منظر باقى الأطفال فى أى احتفال آخر، سواء كان عيد الفطر أو شم النسيم ، أطفال فى حالة بهجة، ومنظرهم يبعث على السعادة لولا .. وآه من لولا هذه .. لولا أن أحاط بأولئك الاطفال فرقة من الأمن المركزى تحميهم .. !! إلى هذا الحد ؟ .
أطفال مصريون أبرياء يحتفلون بعيدهم فى حراسة البوليس خوفا من اعتداء – مصريين آخرين عليهم ؟.

أى زمن هذا الذى نعيشه ؟ .
إن الله تعالى قد بعث خاتم النبيين رحمة للعالمين فهل يرضى الذى أرسله الله رحمة عن أفعال أولئك الذين يرهبون الآمنين ويقتلون المسالمين ؟ بالطبع إنه سيتبرأ منهم يوم القيامة ويشهد عليهم وعلى غيرهم ممن هجر القرآن {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان 30 لأنهم لو اتبعوا القرآن وآمنوا به ما وقعوا فى براثن التعصب والتطرف والارهاب وسفك الدماء ..

ومنذ سنوات أذكر هذه الحادثة المشهورة عندما قاموا بتفجير أتوبيس يحمل مصريين من الأقباط كانوا فى رحلة دينية قتلوا أخوة لهم فى الوطن والإنسانية دون أن يعرفوا لأحدهم اسماً واكتفوا بالقتل على الهوية أى يكفى أن يكونوا أقباط ليستحلوا دماءهم ولينهبوا ممتلكاتهم ثم ينسبون أنفسهم الى الإسلام العظيم فيضيفون الى جرائمهم إثما أعظم وأفظع حين ينسبون جرائمهم الى الإسلام ، والإسلام منهم ومن أفعالهم برىء ..

* إن تلك الممارسات الإرهابية هى التى أوصلت الوطن الى هذه الحالة ، حالة أن يقوم الأمن المركزى بحراسة أطفال مصريين أمام دور عبادتهم وتتخيل نفسك أخى المسلم وأنت لا تأمن على أطفالك أمام المسجد أو وهم معك فى زيارة لأى مكان آخر هل يطيب لك العيش فى بلد لا تأمن فيه على نفسك وأولادك ؟..

 وهل من العدل الذى أمر به رب العزة أن يعيش الإنسان المسالم فى رعب لمجرد أن له دينا يخالف دينك ؟ .
وإذا كانت مشيئة الرحمن جل وعلا قد اقتضت أن يكون الناس مختلفين فى العقائد {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }هود118 ،119}فإن مشيئته جل وعلا اقتضت أيضا أن يؤجل الحكم بينهم الى يوم القيامة الذى هو يوم الدين {إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48
والله تعالى لم يعط أحدا من البشر ـ حتى الأنبياء ـ سلطة الإكراه فى الدين أو معاقبة من ينحرف عن الدين الحق ، بل أمر خاتم النبيين بأن يترك خصومه فى العقيدة على عقيدتهم وننتظر الحكم فى الدين يوم الدين{وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ }هود122،121.
هذا هو الحق وهذا هو الاسلام ..
وسنة الرسول عليه السلام كانت التطبيق العملى لأوامر القرآن. ولكن مالبث الزيف أ ن لحق بتراث المسلمين وابتدعوا نوعية من التدين فيها التعصب والتطرف والإرهاب ..
ومقولات التطرف يدافع عنها الشيوخ الذين فى أيديهم السيطرة على الفكر الدينى والإعلام، ويأتى شاب قد قرر أن يتدين فيقرأ و يستمع الى أجهزة الإعلام فيتحول التدين عنده الى تطرف وتعصب ، ثم ينهض للجهاد فيقتل الأبرياء، إذ تقرر لديه أن المجتمع كله كافر يستحق القتل .. وكالعادة تعقد المؤتمرات ويصدر المشايخ بيانات تتحدث عن سماحة الاسلام وتزين صورهم وابتساماتهم صفحات الجرائد ..

ونظل نضحك على بعضنا وتيار التطرف والإرهاب يتقدم ويتقدم وينذر بتفجير الوطن كله ، لأن سموم التطرف لاتزال كما هى فى كتب التراث تحظى بتقديس المشايخ وتأييد الجميع ..) انتهى المقال

فلابد من محاولة تغيير هذه الصور التي تسئ لنا كمسلمين وتسئ لوطننا مصر وتجعلنا من بين الدول التي تتصف بالعنف والإرهاب ومحاربة الديمقراطية وحقوق الإنسان .

والإسلام الذي اتصف بالتسامح والدعوة للحريات والتعايش في سلام مع المخالف في الفكر والمعتقد طالما لا يعتدي ولا يظلم . لابد من إظهار هذه الصور المشرفة التي دعا لها الإسلام العظيم في القرآن الكريم ..

اجمالي القراءات 26010

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (7)
1   تعليق بواسطة   ايمان خلف     في   الخميس ٢٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6150]

عزيزتى نجلاء

الأخت الغالية نجلاء
كم هى جميلة مقالتك
كم هى معبرة
كم هى صادقة ونابعة من القلب
وكم لخصت بكل دقة وعفوية حال مواطن مصرى أو بمعنى أصح مواطن مسيحى يعيش على أرض مصر .
الأرهاب يا أختى العزيزة يدرس لأبنائنا فى بعض كتب التراث
يدرس لهم فى عقيدة الولاء والبراء

يدرس لهم فى موروثنا بأنهم كفرة ، نحن من نورث أبنائنا الأرهاب كما ورثناه نحن
فمتى ننظر لهم على أنهم مواطنين من الدرجة الأولى مؤمنين وكافرين حسابهم عند ربهم وليس عندنا الى متى الى متى الى متى سوف نتخلص من أرهاب الكهنة أو كهنة الأرهاب
ايمان خلف

2   تعليق بواسطة   لطفية احمد     في   الخميس ٢٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6156]

المشكلة بوضوح

السلام عليكم أختي نجلاء، هذه المشاهد التي تم ذكرها في المقال بالطبع لا تعبر عن الإسلام الحنيف ،ولا عن مسلمين حقيقين والسبب الذي ننبه له دائما، هو وجود
فجوة بين القاعدة والتطبيق . وأعني بالقاعد "القرآن"وما فيه من أوامر تدعو المسلم للتسامح الحق وعدم الحكم على الناس، لأن الحكم لله وحده وهو يفصل بين المختلفين. أما نحن في الدنيا فليس لنا أن نصدر الأحكام وإذا تحاورنا فليكن حوارا بالتي هي أحسن ، وهذا في آيات كثيرة كتبت على
موقع أهل القرآن باستفاضة. لكن سبب المشكلة أن الناس تستقي هذه التصرفات من موروثات واجتهادات بشرية بعيدة عن آوامر الله سبحانه وكلما اتسعت الفجوة كلما زادت الصور المؤلمة .وفي النهاية
تحية من القلب على هذا المقال الرائع ونتمنى المزيد.

3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6176]

مقاله مؤلمه:

الاستاذه الفاضله -نجلاء محمد--مقالتك مؤلمه لصوره محزنه لمصر ألامنه .اين مصر ما قبل ثورة يوليو ؟؟؟ وعلى كل حال لقد شارك فى هذه الرده الدينيه والحضاريه ألامنيه كل من العسكر المتخلفين الذين حكموا مصر حتى ألان وتدينهم الفاسد ومشايخهم المرتزقه ..
.وارجو ان تنشرى هذه المقاله على مواقع أخرى على الأنترنت لأهميتها الكبرى الإنسانيه والدينيه ايضا.
ولك خالص التقدير والإحترام .

4   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الجمعة ٢٧ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6199]

حدث لصديقي

حكى لي صديقي الطبيب عن واقعة حدثت له
وهو يقوم بأداء عمله في المستشفى الذي
يعمل به وأثناء قيامه بمساعدة حالة في
الولادة الطبيعية وكانت الولادة متعسرة و
الأم تعاني ألام المخاض والوليد في خطر ؟
والجميع في غرفة الولادة ينتظر
الفرج من الله ، وعندما أحس صديقي الطبيب
الشاب بالخطر على
المولود استدعى على الفور الأخصائي الأكبر
سناً والأكثر مهارة كما هو متبع في نظام
قوانين العمل وحضر الأخصائي وتنحى صديقى
وأخلى مكانه ليباشر الأخصائي مهام وظيفته
وبعد جهد ومثابرة تمت الولادة طبيعية
ونزل
الوليد مجهدا وتم عمل اللازم من إمداده بالأكسجين وتنظيف مجرى الهوى مما به
أثناء
عملية الولادة وتدليك القلب وتدفئة
الوليد الخ
إلى أن استقرت حالته .
وبعدها غادر صديقي الشاب الطبيب غرفة
الولادة مع الأخصائى وأثناء سيرهما قال
الأخصائي للطبيب الشاب : إنت لاحظت الصليب
المرسوم على يد الأم أثناء الولادة قال له
صديقي أنا شايفه من أول لحظة استقبال
لحالة الولادة .
قال الأخصائي: أنا لما شفت الصليب مرسوم
على
إيدها كنت عايز المولود يموت كان نفسي
إنه يموت !!!
سكت صديقي الطبيب الشاب ولم ينطق بكلمة
واحدة مع أنه كان في غاية الحزن والألم
لأن الأخصائي يمكن أن يضايقه في العمل.
بعد عدة أسابيع دار حوار بين صديقي الشاب والأخضائي في عدة مواضيع منها أن المصريين
كلهم عاداتهم وتقاليدهم واحدة تقريباً حتى
ولو اختلف المذهب الديني كمسلمين وأقباط
وهنا وافق الأخصائي على قول الصديق الشاب فانتهزها الشاب فرصة وقال للأخصائي يعنى
المفروض إن كل مواطن مصري يتعامل كويس
من المواطنين المصريين الآخرين بصرف النظر
عن
دينه ما فيش فرق بين مسلم ومسيحي أجاب
الأخصائي نعم نعم .. هنا أدرك الطبيب
الشاب
أن الأخصائي كان في صراع بين طبيعته
الإنسانية الخيِّرة وبين التدين الخاطيء
المتطرف الذي يتلقنه من رجال الدين
المتطرفين الذين ينشرون فكر الإرهاب
والقتل للآخر المخالف لك في الدين والعقيدة.

5   تعليق بواسطة   آية محمد     في   السبت ٢٨ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6222]

كدت أبكي

الأخت نجلاء، مقالتك مؤثرة جدا. وأتمني أن يعي المسلمون شر قتال الخلق سواء كانوا مسلمون أو مسيحيون أم يهود أو هندوس أو مجوس أو أو والذى يضر بالإسلام ولا ينفعه بأي شىء

6   تعليق بواسطة   اشرف ابوالشوش     في   السبت ٢٨ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6223]

نظر امل وتفاؤل يا اخت Aya Moh

وفري يا اختي دموعك فالامل قادم باذن الله
اولم يعد الله في كتابه الكريم بان ينتصر سبحانه ورسله.
فمن اصدق من الله قيلا؟

7   تعليق بواسطة   ناعسة محمود     في   السبت ٢٨ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6236]


الأخت العزيزة نجلاء تحية لكى على هذا المقال المؤثر، والذى أثر فينا جميعا ، فإننا نعيش على أرض واحدة ووطن واحد لايهم الإختلاف فى الرأى أو الدين فكلنا حسابنا عند ربنا جل وعلا ،هو أعلم بالمهتدين والمؤمنيين به كما يقول تعالى
{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران199
فمن الأخوة الأقباط من يؤمن بالله وأجره عند الله ،فهم أخوة لنا، أمرنا الله سبحانه وتعالى بمجادلتهم بالتى هى أحسن ، حيث يقول تعالى
{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }العنكبوت46
فهذا عن المجادلة، أى الكلام معهم أوإجراء حوار معهم، فما بالك بمن هو يكفرهم ويقتلهم، وهو بذلك يخالف تعاليم الله سبحانه وتعالى ،فلما هذا القتل والمعاملة السيئة، والله تعالى يقول أن أحب الناس للمسلمين هم النصارى
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْالْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }المائدة82
فكيف بعد هذا نعاملهم بالسوءأليس هذا منافى لتعاليم الإسلام فهم بشر مثلنا لهم دينهم ولنا ديينا والمهم هو أننا كلنا نؤمن بالله الواحدالقهار ونعيش سويا فى أرض واحدة ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-23
مقالات منشورة : 32
اجمالي القراءات : 1,185,705
تعليقات له : 523
تعليقات عليه : 319
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt