عثمان محمد علي في الأربعاء ٠٤ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
يتبع ..........
وما قام به 'أبو بكر' هو عين الصواب والبصيرة الثاقبة فإنه لن ينصر دين الله إلا من كان عنده الدافع الذاتي، والرغبة التامة في ذلك، مع الاستعداد البدني والنفسي لذلك، فمن تعلق بشواغل الدنيا، أو كان خاطره وقلبه مع بيته وأهله لا يصمد أبداً في القتال، كما أن هذا الجهاد جهاد طلب، وهو فرض كفاية كما قال أهل العلم ] .
ملاحظة هامة جدا جدا :هذا الكلام ليس عن معركة ذات السلاسل في زمن الرسول والتي نزل فيها القران بايات والعاديات ضبحا وهنا فان الامانة مفقودة وشكرا.
العبقرية العسكرية
وضع الخليفة 'أبو بكر' خطة عسكرية هجومية، تجلت فيها عبقرية 'الصديق' الفذة، حيث أمر قائده 'خالد بن الوليد' أن يهجم على العراق من ناحية الجنوب، وفي نفس الوقت أمر قائداً آخر لا يقل خبرة عن 'خالد بن الوليد' وهو 'عياض بن غنم الفهرى' أن يهجم من ناحية الشمال، في شبه كماشة على العدو، ثم قال لهما :{من وصل منكما أولاً إلى 'الحيرة' واحتلها فهو الأمير على كل الجيوش بالعراق، فأوجد بذلك نوعاً من التنافس الشريف والمشروع بين القائدين، يكون الرابح فيه هو الإسلام } .
كانت أول مدينة قصدها 'خالد بن الوليد' هي مدينة 'الأبلة'، وكانت ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث أنها ميناء 'الفرس' الوحيد على الخليج العربي، ومنها تأتى كل الإمدادات للحاميات الفارسية المنتشرة بالعراق، وكانت هذه المدينة تحت قيادة أمير فارسي كبير الرتبة اسمه 'هرمز'، وقد اشتق من اسمه اسم المضيق القائم حالياً عند الخليج العربي، وكان رجلاً شريراً متكبراً، شديد البغض للإسلام والمسلمين، وللجنس العربي بأسره، وكان العرب بالعراق يكرهونه بشدة، ويضربون به الأمثال فيقولون : {أكفر من هرمز ، اخبث من هرمز}، فلما وصل 'خالد' بالجيوش الإسلامية هناك، وكان تعداد هذه الجيوش قد بلغ ثمانية عشر ألفاً بعد أن طلب الإمدادات من الخليفة، أرسل برسالة للقائد 'هرمز' تبين حقيقة الجهاد الإسلامي، وفيها أصدق وصف لجند الإسلام، حيث جاء في الرسالة :-
•
o {أما بعد فأسلم تسلم، أو اعتقد لنفسك ولقومك الذمة، وأقرر بالجزية، وإلا فلا تلومن إلا نفسك، فلقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة}.
[وهذا أصدق وصف لجند الإسلام، وهو الوصف الذي جعل أعداء الإسلام يهابون المسلمين، وهو النفحة الغالية التي خرجت من قلوب المسلمين، وحل محلها 'الوهن' الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سبب تكالب الأمم علينا، وهو كما عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم {حب الدنيا وكراهية الموت
يتبع ....
حرب الاستنزاف
'هرمز' يرفض الرسالة الإسلامية التي تدعوه إلى الإسلام أو الجزية، ويختار بيده مصيره المحتوم، ويرسل إلى كسرى يطلب الإمدادات، وبالفعل يرسل كسرى إمدادات كبيرة جداً، ويجتمع عند 'هرمز' جيش جرار عظيم التسليح، ويبنى 'هرمز' خطته على الهجوم على مدينة 'كاظمة' ظناً منه أن المسلمين سوف يعسكرون هناك، ولكنه يصطدم أمام العقلية العسكرية الفذة للقائد 'خالد بن الوليد' .
قام 'خالد بن الوليد' بما يعرف في العلوم العسكرية الحديثة بحرب استنزاف، ومناورات مرهقة للجيش الفارسي، فقام 'خالد' وجيشه بالتوجه إلى منطقة 'الحفير'، وأقبل 'هرمز' إلى 'كاظمة' فوجدها خالية وأخبره الجواسيس أن المسلمين قد توجهوا إلى 'الحفير'، فتوجه 'هرمز' بسرعة كبيرة جداً إلى 'الحفير' حتى يسبق المسلمين، وبالفعل وصل هناك قبل المسلمين، وقام بالاستعداد للقتال، وحفر خنادق، وعبأ جيشه، ولكن البطل 'خالد' يقرر تغير مسار جيشه ويكر راجعاً إلى مدينة 'الكاظمة'، ويعسكر هناك ويستريح الجند قبل القتال .
تصل الأخبار إلى 'هرمز' فيستشيط غضباً، وتتوتر أعصابه جداً، ويتحرك بجيوشه المرهقة المتعبة إلى مدينة 'الكاظمة' ليستعد للصدام مع المسلمين، وكان 'الفرس'أدرى بطبيعة الأرض وجغرافية المكان من المسلمين، فاستطاع 'هرمز' أن يسيطر على منابع الماء بأن جعل نهر الفرات وراء ظهره، حتى يمنع المسلمين منه، وصدق الحق عندما قال { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } [216] سورة البقرة فقد كان سبباً لاشتعال حمية المسلمين وحماستهم ضد الكفار، وقال 'خالد بن الوليد' كلمته الشهيرة تحفيزاً بها الجند : 'ألا انزلوا وحطوا رحالكم، فلعمر الله ليصيرن الماء لأصبر الفريقين، وأكرم الجندين' .
وقبل أن يصطدم 'هرمز' قائد الجيوش الفارسية مع جيوش المسلمين أرسل بصورة الوضع إلى كسرى، الذي قام بدوره بإرسال إمدادات كبيرة يقودها 'قارن بن قرباس' يكون دورها الحفاظ على مدينة 'الأبلة' في حالة هزيمة 'هرمز' أمام المسلمين، لأهمية هذه المدينة كما أسلفنا .
سلاسل الموت
كان 'هرمز' رجلاً متكبراً أهوجاً، لا يستمع إلا لصوت نفسه فقط، حيث رفض الاستماع لنصائح قواده، وأصر على أن يربط الجنود 'الفرس' أنفسهم بالسلاسل، حتى لا يفروا من أرض المعركة، كناية عن القتال حتى الموت، لذلك فقد سميت المعركة بذات السلاسل .
•
o [والمسلمون أولى بهذا الصبر والثبات لأنهم على الحق والدين، وعدوهم على الباطل والكفر، وشتان بين الفريقين] .
كان أول وقود المعركة وكما هو معتاد وقتها أيام الحروب أن يخرج القواد للمبارزة، كان أول الوقود عندما خرج القائد الفارسي 'هرمز' لمبارزة القائد المسلم 'خالد بن الوليد'، وكان 'هرمز' كما أسلفنا شديد الكفر والخيانة، فاتفق مع مجموعة من فرسانه على أن يهجموا على 'خالد' ويفتكوا به أثناء المبارزة ، وبالفعل خرج المسلم للقاء الكافر، وبدأت المبارزة، ولم يعهد أو يعلم عن 'خالد بن الوليد' أنه هزم قط في مبارزة طوال حياته قبل الإسلام وبعده ، وقبل أن تقوم مجموعة الغدر بجريمتهم الشريرة فطن أحد أبطال المسلمين الكبار لذلك، وهو البطل المغوار القعقاع بن عمرو، صنو 'خالد' في البطولة والشجاعة، فخرج من بين الصفوف مسرعاً، وانقض كالأسد الضاري على مجموعة الغدر فقتلهم جميعاً، وفي نفس الوقت أجهز 'خالد بن الوليد' على الخائن 'هرمز' وذبحه كالنعاج، وكان لذلك الأمر وقعاً شديداً في نفوس 'الفرس'، حيث انفرط عقدهم، وانحل نظامهم لمقتل قائدهم، وولوا الأدبار، وركب المسلمون أكتافهم، وأخذوا بأقفيتهم، وقتلوا منهم أكثر من ثلاثين ألفاً، وغرق الكثير في نهر الفرات، وقتل المربطون بالسلاسل عن بكرة أبيهم، وكانت هزيمة مدوية على قوى الكفر وعباد النار، وفر باقي الجيش لا يلوى على شيء
يتبع.........
الفزع الكبير
لم تنته فصول المعركة عند هذا الحد، فمدينة 'الأبلة' لم تفتح بعد، وهناك جيوش قوية ترابط بها للدفاع عنها حال هزيمة جيوش 'هرمز' وقد كانت، ووصلت فلول المنهزمين من جيش 'هرمز' وهى في حالة يرثى لها من هول الهزيمة، والقلوب فزعة ووجلة، وانضمت هذه الفلول إلى جيش 'قارن بن قرباس' المكلف بحماية مدينة 'الأبلة'، وأخبروه بصورة الأمر فامتلأ قلبه هو الآخر فزعاً ورعباً من لقاء المسلمين، وأصر على الخروج من المدينة للقاء المسلمين خارجها، وذلك عند منطقة 'المذار'، وإنما اختار تلك المنطقة تحديداً لأنها كانت على ضفاف نهر الفرات، وكان قد أعد أسطولاً من السفن استعداداً للهرب لو كانت الدائرة عليه، وكانت فلول المنهزمين من جيش 'هرمز' ترى أفضلية البقاء داخل المدينة والتحصن بها، وذلك من شدة فزعهم من لقاء المسلمين في الميدان المفتوح .
كان القائد المحنك 'خالد بن الوليد' يعتمد في حروبه دائماً على سلاح الاستطلاع الذي ينقل أخبار العدو أولاً بأول، وقد نقلت له استخباراته أن 'الفرس' معسكرون 'بالمذار'، فأرسل 'خالد' للخليفة 'أبو بكر' يعلمه بأنه سوف يتحرك للمذار لضرب المعسكرات الفارسية هناك ليفتح الطريق إلى الأبلة، ثم انطلق 'خالد' بأقصى سرعة للصدام مع 'الفرس'، وأرسل بين يديه طليعة من خيرة 'الفرسان'، يقودهم أسد العراق 'المثنى بن حارثة'، وبالفعل وصل المسلمون بسرعة لا يتوقعها أحد من أعدائهم .
الفطنة العسكرية
عندما وصل المسلمون إلى منطقة المذار أخذ القائد 'خالد بن الوليد' يتفحص المعسكر، وأدرك بخبرته العسكرية، وفطنته الفذة أن الفزع يملأ قلوب 'الفرس'، وذلك عندما رأى السفن راسية على ضفاف النهر، وعندها أمر 'خالد' المسلمين بالصبر والثبات في القتال، والإقدام بلا رجوع، وكان جيش 'الفرس' يقدر بثمانين ألفاً، وجيش المسلمين بثمانية عشر ألفاً، وميزان القوى المادي لصالح 'الفرس' . خرج قائد 'الفرس' 'قارن' وكان شجاعاً بطلاً، وطلب المبارزة من المسلمين فخرج له رجلان 'خالد بن الوليد' وأعرابي من البادية، لا يعلمه أحد، اسمه 'معقل بن الأعشى' الملقب 'بأبيض الركبان' لمبارزته، وسبق الأعرابي 'خالداً'، وانقض كالصاعقة على 'قارن' وقتله في الحال، وخرج بعده العديد من أبطال 'الفرس' وقادته فبارز 'عاصم بن عمرو' القائد 'الأنوشجان' فقتله، وبارز الصحابي 'عدى بن حاتم' القائد 'قباذ' فقتله في الحال، وأصبح الجيش الفارسي بلا قيادة .
كان من الطبيعي أن ينفرط عقد الجيش الفارسي بعد مصرع قادته، ولكن قلوبهم كانت مشحونة بالحقد والغيظ من المسلمين، فاستماتوا في القتال على حنق وحفيظة، وحاولوا بكل قوتهم صد الهجوم الإسلامي ولكنهم فشلوا في النهاية تحت وطأة الهجوم الكاسح، وانتصر المسلمون انتصاراً مبيناً، وفتحوا مدينة 'الأبلة'، وبذلك استقر الجنوب العراقي بأيدي المسلمين، وسيطروا على أهم مواني 'الفرس' على الخليج، وكان هذا الانتصار فاتحة سلسلة طويلة من المعارك الطاحنة بين 'الفرس' والمسلمين على أرض العراق كان النصر فيها حليفاً للمسلمين في جملتها، وانتهت بسقوط مملكة عباد النار .
وأخيرا فى كلمتين كل هذا التاريخ الطويل من الحروب والمعارك والمشاحنات السياسية التى أُلبست ثوب الدين للضحك على العشوب لابد ان تبقى لها رواسب ، وهذا يختلف نسبيا عما حدث من استغلال للإرهابيين من جانب الامريكان فى حربهم ضد السوفيات فى أفغانستان ، لكن هنا هى حرب واضحة بين قطبين ومذهبين لطموحات من جانبهما للسيطرة على الوطن العربى وثرواته وكلها مصالح وسياسة لا علاقة لها بالدين إلا من ناحية وحيدة هى استغلال الدين للوصول إلى هذه المصالح وتلك الطموحات .
وشكرا
ما لن تجده في مناهج التاريخ المصرية: ثورة المسيحيين عا
تنغيمات داعشية على وتر أموي
قواعد النجاح العشرة
البحث عن أتاتورك
معنى الإسلام والإيمان و أركانه من القرآن
الضربة القاضية الأخيرة لمحمد علي كلاي
تفريخ داعشي
رمضان بين المحرف و القرآن المحفوظ
من الديانة إلى الكهانة
سكيتشات كهنوتية
لو كنت شيطانا 2
أركان الارهاب الخمسة!
آلة الزمن
كذبة المعراج
بانوراما إنسانية حيوانية
ألف باء إسلامية لا مذهبية
دروس كنسية للمسلمين
بالخرائط: دراسة « ثروات العرب في البحر المتوسط » للدكتو
الدوامة.. سارتر.. الوطن
ننشر مقال السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسب
دعوة للتبرع
قاعة البحث: و سمحتم بالتس بة لقاعة البحث القرآ ني هل لأي...
معنى السير فى الارض: كيف نوفق بين الأمر بالسي ر فى الأرض وصعوب ته ...
لا مؤاخذة عليك: أنا أب لعائل ة وعائش ين بالإي جار والآن مر...
أربعة أسئلة: السؤا ل الأول 1 ـ هل ممكن اصلي قيام الليل اي...
مسألة ميراث : توفيت إمرأة و لها : و لها ( أخ و أختين أشقاء ) و...
more
حقيقة مقال رائع للدكتور فيصل القاسم
هو أن امريكا تبحث عن مصالحها ولا يخفى على احد استغلالها للمتطرفين فى افغانستان وبعد ان انتهوا من مهمتهم ضد السوفيات كانت المكافأة مطاردتهم واعتقالهم فى أكبر سجون العالم ، ورغم هذا لم يتعلم هؤلاء المتطرفون الدرس فرغم انهم كانوا كالبلهاء فى مهمتهم ضد السوفيات فى افغانستان إ لا انهم يحاولون اقناع العامة أنهم أصحاب عقل ومنطق وأفق واسع وتخطيط لنصرة الاسلام والمسلمين .
وما أود الإشارة إليه هو أمر هام جدا ، وهو بالطبع من وجهة نظرى الشخصية أعتقد ان الخلاف بين السنة والشيعة وإن كانت أمريكا مستفيدة منه فى كل الأحوال لكنى أراه خلافا تاريخيا جزوره تمتد منذ بدايات الدولة الإسلامية والخلافة الراشدة ، وهذا الخلاف السنى الشيعي تبلور وتتضخم فى الفترة الحالية ليصبح صراعا بين السعودية ممثلا للسنة والجماعة وإيران ممثلا للشيعة وهذا الصراع تدور رحاه لهدف واحد لا ثاني له ألا وهو السيطرة على ثراوت ومقدرات الوطن العربي ولإقامة دولة الخلافة تحت سيطرة غحدى القوتين (السعودية ، إيران) وهذا الصراع تحول لصراع ديني دعــوى ثقافى تستغل فيه وسائل العلم والمعرفة والدعوة وجميع وسائل الاعلام ، وكل منابر يمكن من خلالها الحديث عن هذا او ذاك ، الصراع او المنافسة بين السنة والشيعة هو خلاف مذهبي قديم جدا ، وعلماء الاسلام من السنة والشيعة هم أكثر العوامل المساعدة لتأجيج هذا الصراع وتحويلة لفتنة كبرى ثانية ، وليس منا ببعيد ما قاله الشيخ القرضاوى عن التشيع ، وكيف كان رد فعله حينما علم أن ابنه قد يكون تشيع أو أصبح شيعيا ، علماء السنة والشيعة هم سبب هذا الخلاف وهذه الفتنة هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى هناك منافسة سياسية متسترة تحت عباءة الدين يقوم بها الوهابيون للسيطرة على الوطن العربي ولإقامة دولة الخلافة السنية مرة أخرى وجعل الوطن العربي كله دولة دينية يحكمها خليفة يقطن مكة مسقط رأس قريش ورجالاتها ، وكذلك الحال فى إيران فهم يحاولون نشر التدين الشيعي فى مصر وفى معظم دول الوطن العربي ولك للسيطرة على هذه الدول وتحويلها لإمارات تابعة للدولة الدينية الشيعية التى سيكون لها خليفة واحد يسكن بلاد طهران ، وهذا التنافس له جزوره التاريخية وما حدث بين الفرس والمسلمين من حروب ومعارك طاحنة لا يستهان بها ونذكلا لمحة تاريخية عن هذا باختصار::::
الخليفة أبو بكر وأرض العراق
بعد أن انتهى الخليفة \\\'أبو بكر\\\' من القضاء على حركة الردة التي نجمت بأرض العرب، قرر أن يتفرغ للمهمة الأكبر وهى نشر دين الله بعد أن مهد الجبهة الداخلية، وقضى على هذه الفتنة، وكان \\\'أبو بكر\\\' يفكر في الجبهة المقترحة لبداية الحملات الجهادية عملاً بقوله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [123] سورة التوبة وكانت الدولة الإسلامية تقع بين فكي أقوى دولتين في العالم وقتها، دولة \\\'الفرس\\\' المجوسية من ناحية الشرق بأرض العراق وإيران، ودولة\\\'الروم\\\' الصليبية من ناحية الشمال بأرض الشام والجزيرة، وكان \\\'أبو بكر\\\' يفضل الجبهة الشامية على الجبهة العراقية، ولكنه فضل البدء بدولة \\\'الفرس\\\' لقوتها وشدة بأسها، وأيضاً لكفرها الأصلي، فهي أشد كفراً من دولة \\\'الروم\\\' الذين هم أهل كتاب، وأخيراً استقر رأى الخليفة على البدء بالجبهة العراقية .
بعد أن انتهى خالد بن الوليد والمسلمين معه من حربه على المرتدين من \\\'بني حنيفة\\\' أتباع \\\'مسيلمة الكذاب\\\' جائته الأوامر من الخليفة أبى بكر بالتوجه إلى الأراضي العراقية، مع عدم إكراه أحد من المسلمين على مواصلة السير معه إلى العراق، ومن أحب الرجوع بعد قتال المرتدين فليرجع،فانفض كثير من الجند، وعادوا إلى ديارهم، ليس خوفاً ولا فراراً من لقاء \\\'الفرس\\\' ولكن تعباً وإرهاقاً من حرب الردة، فلم يبقى مع \\\'خالد\\\' سوى ألفين من المسلمين .