رقم ( 4 )
الباب الأول الفصل الثانى

الباب الأول

الفصل الثانى : الشيطان :

 

ماهية الشيطان الذى إتخذه المحمديون وليا من دون الله جل وعلا

الشيطان عدو لبنى آدم :

مقالات متعلقة :

القرين الشيطانى الذى يزيد المحمديين ضلالا

المحمديون: إتخذوا الشيطان وليا عبدوه دون أن يروه

 

 

ماهية الشيطان الذى إتخذه المحمديون وليا من دون الله جل وعلا

 

أولا : البرزخ الذى تعيش فيه الشياطين

فى كتاب لنا منشور هنا عن ( البرزخ ) قلنا :  

1 ـ  خالق السماوات والأرض يخبرنا أنه خلق سبع سماوات وسبع أرضين . قال جل وعلا ( (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ) (12) الطلاق). نحن لا نرى سوى دزء ضئيل من الكون المرئى ، وهذا الكون المرئى هو الموصوف فى القرآن أنه بين السماوات والأرض ، قال جل وعلا : ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ( وَلِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ) ﴿المائدة: ١٧ ، 18﴾. ثم نحن لا نرى برازخ السماوات والأرض . نرى أرضنا المادية وما تصل اليه تيليسكوباتنا فيما بين أرضنا والسماوات من نجوم ومجرات وثقوب سوداء وبيضاء . هناك سبع أرضين ، أرضنا المادية يتخللها بالترتيب ست أرضين أخرى ، مستويات أخرى أو برازخ ، ثم بالترتيب أيضا هناك سبع سماوات يتخللن السبع أرضين. نفس الحيّز ولكن بأبعاد وأعماق متوالية ، يتخلل الأعلى ما هو دونه من السماء السابعة وما يليها حتى الأسفل ، وهو :هذه الأرض والكون المادى من نجوم ومجرات.

 2 ـ فى برازخ الأرض توجد الجن والشياطين والملائكة الموكلة بالانسان ، مثل ملائكة تسجيل الأعمال وملائكة الموت ، وهى تتحرك فى عوالمها البرزخية بين السماوات والأرضين بسرعات لا ندركها. والنفس البشرية تنتمى الى البرزخ ، تعود اليه مؤقتا بالنوم ، وتعود اليه نهائيا بالموت حيث تترك جسدها المادى يتحلل ويبلى فى الأرض المادية .

3 ـ الجن يعيشون فى برازخ الأرض الستة . عن معيشتهم فى برازخ الأرض قالوا : ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (12) الجن ) وقالوا أيضا : ( وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِي اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (32) الاحقاف )

4 ـ برفض ابليس السجود لآدم طرده الله جل وعلا من الملأ الأعلى ، وأصبح إسمه الشيطان ، ولم يعد بإمكانه الصعود الى برازخ السماوات ، وتعين عليه وذريته العيش فى برازخ الأرض مع الجن ، أى اصبح من الجن . الشيطان وذريته فى برازخ الأرض الست  يتخللون البشر بإعتبارهم مخلوقات برزخية  ، ويتخصصون فى الايقاع بنا كما أوقع الشيطان من قبل بأبوينا . وجاء تحذير الرحمن لنا ، قال جل وعلا : ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) الاعراف ). والذى يعشى ويعمى ويُعرض عن ذكر الرحمن يقترن به شيطان يضله عن السبيل ، يزين له الحق باطلا والباطل حقا ، قال جل وعلا : (  وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) الزخرف ) لا يراه فى هذه الحياة الدنيا ، ثم سيراه فى الآخرة : ( حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)  الزخرف ). يسيطر هذا القرين الشيطانى على النفس البشرية وهى تنتمى مثله الى عالم البزخ ، ويتحكم فى المُخّ والحواس. يسمع الانسان الحق بأذنيه ولكن الشيطان المسيطر على النفس يحول بينها وبين وصول الحق اليها . أى يجعل حجابا مستورا برزخيا يمنع وصول الهداية ، قال جل وعلا : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (198) الاعراف )  

  5 ـ فى برزخ من برازخ الأرض عاش آدم وزوجه مخلوقات برزخية يتمتعان بجنة برزخية ، وكانا مأمورين بالأكل من كل شجرها عدا شجرة واحدة. كانا فى نفس البرزخ يريان الشيطان ويتعاملان معه . أقنعهما بالأكل من الشجرة المحرمة ، وصحبهما اليها ، وأخذ يقسم لهما أنه من الناصحين .  كانا فى الجنة البرزخية يرتديان رداءها البرزخى النورانى يستر جسديهما المادى . بمجرد أكلهما من الشجرة المحرمة ظهر جسدهما المادى ، ففزعا وأخذا يغطيانه بورق الجنة النورانى ، هذا بينما يتشفى فيهما الشيطان حال فزعهما يريهما أجزاء جسديهما المادى . وبعصيانهما هبطا الى هذه الأرض المادية . قال جل وعلا يحذرنا :(يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ  )(27)  الاعرف  )

6 ـ بدأ العلم الحديث يقرع أبواب عوالم البرزخ ( الميتافيزيقا ) . فقد اتضح إن ذرات المادة الأرضية تدور بسرعة تتراوح بين 400 مليار دورة إلى 750 مليار دورة فى الثانية الواحدة , وإذا استطاعت ذرة مادية أن تدور فوق 750 ألف مليون دورة فى الثانية فإننا لا نستطيع أن نراها . وهذا يفسر لنا السبب فى أن مروحة الطائرة إذا اشتد دورانها فإننا لا نراها مع أنها موجودة .. وهكذا بالنسبة لذرات الهواء والذرات المتطايرة من المواد الأخرى والتي نحس بها عن طريق الرائحة دون الرؤية ..وذرات العالم السداسي الأبعاد أسرع دورانا وبهذا تخرج عن المستوى الاهتزازي لعالمنا المادي فلا نستطيع أن نراها . ومن العالم الذي لا نراه الجن والملائكة والشياطين , وحتى النفس البشرية خارجا عن الجسد . وقد دل علم الميكانيكا الموجية على أن الأساس فى تداخل الأجسام أو عدم تداخلها يرجع إلى اختلاف المستوى الاهتزازي لهذه الأجسام أو تطابقه . فإذا كان المستوى الاهتزازي لهما واحدا لانتمائهما إلى نفس العالم فان تداخلهما يكون مستحيلا , فلا يستطيع الإنسان أن يخترق بجسده الحائط لأن المجال الاهتزازي بينهما واحد . أما إذا اختلف المجال الاهتزازي فيستطيع الكائن الأكثر اهتزازا أن يخترق الكائن الأقل اهتزازا . فالجن والملائكة تستطيع اختراق الجسد الإنساني والعالم المادي . ويكون التداخل بينهما طبيعيا . وعلى ذلك فان وجود جسمين أحدهما أرضى والأخر برزخي متداخلين ويشغلان مكانا واحدا فى وقت واحد يعتبر ظاهرة طبيعية يؤيدها العلم . وجهاز الراديو أبرز مثال على ذلك فالكون ممتلئ بموجات لاسلكية تخترق الجدران لأن ذبذباتها اعلي من نظيرتها فى العالم المادي وهى فى نفس الوقت مختلفة الذبذبات لذلك تتداخل فى جهاز الراديو ولا يحس بعضها ببعض ولا يؤثر بعضها على بعض , وكلها فى نفس جهاز الراديو , فإذا استقر مفتاح الراديو على موجة معينة التقطها دون أن يعوقه وجود موجة أخرى فى نفس المكان أو نفس المحطة لأنها ذات ذبذبة أخرى . فإذا أردنا التشويش على محطة بعينها استخدمنا نفس الذبذبة ..هذا مع العلم بأن عالمنا المادى تتدرج إهتزازاته من 400 مليار دورة إلى 750 مليار دورة فى الثانية الواحدة ، المواد الصلبة من أجساد وكواكب ونجوم ومجرات مادية إهتزازاتها  400 مليار دورة فى الثانية . تكون أسرع لو تحولت المادة الى بخار ، لذا يصعب رؤيته ، ثم تستحيل رؤيته لو تحول الى طاقة ، وفى كل تزداد سرعة الاهتزازات الى أن تصل الى 750 مليار هزة فى الثانية ، وفى هذه المجالات العليا من عالمنا المادى تقع انواع الطاقة غير المرئية والتى يمكن إستخدامها مثل أشعة إكس وجاما والبنفسجية وتحت الحمراء ، وهى تخترق أجسامنا والأجسام الصلبة التى فى مستوى أقل منها ، ومنها مستوانا السفلى 400 مليار دورة . ونتذكر أن الطاقة هى مادة متحولة ، وأن الطاقة والمادة وجهان لعملة واحدة . فإذا كان هناك كائن تزداد إهتزازاته فوق 750 مليار دورة فى الثانية الواحدة فهو فى عالم البرزخ ، ومن الطبيعى أن يتخللنا ، وأن يتخلله من هو أعلى منه من عوالم البرزخ المتدرجة .  وعليه  فالإنسان يعيش فى عالمين متداخلين ولكل منهما مستوى اهتزازي يغاير الآخر . ويتداخل الجسمان : الجسد الارضى والنفس البرزخية فى كائن واحد ومكان واحد . والإنسان أيضا لا يرى الملائكة بعين جسده , ومن الملائكة رقيب وعتيد , وهما مقترنان بكل إنسان يحفظان أعماله , ومع اقترانهما به ومعرفتهما به فإنه لا يدرى عنهما شيئا . ولا يكشف ذلك إلا عند لحظة الاحتضار وعند البعث عندما ينكشف عنه الغطاء ..

 ثانيا : الشياطين ذكر وأُنثى

1 ـ ما عدا الخالق جل وعلا فكل المخلوقات من أحياء وجماد هى زوجان ( ذكر وأنثى / موجب وسالب ) .وهذا يسرى على عوالم البرزخ من الملائكة والجن والشياطين . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ) ﴿يس: ٣٦﴾ 

1 / 2 : ( وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ ﴿الزخرف: ١٢﴾

1 / 3 : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٤٩﴾ الذاريات )

2 ـ يسرى هذا على ابليس ( الشيطان ) .

2 / 1 : لذا يأتى ذكر الشيطان / ابليس ، ويأتى ذكر ( الشياطين ) أى الشيطان وذريته .

2 / 2 : قال جل وعلا عن ذرية ( ابليس ) : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗأَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾  الكهف ) . ومعنى الذرية أن يكون هناك شيطان ذكر وشيطان أنثى ويتزاوجان وينجبان . كيف ؟ هذا غيب لا نعرفه .

ثالثا : الشيطان كالجن يحاول إستراق السمع

3 ـ بطرد ابليس من الملأ الأعلى ( برزخ السماوات العُلى ) وهبوطه الى برازخ الأرض مع الجن أصبح يحاول مع ذريته التسلل الى برازخ السماء الأولى فتلاحقهم الشُّهُب ، قال جل وعلا : ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾ الصافات )

2 ـ هو نفس ما كانت تفعله الجن ، وقد قال قائلهم : ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖفَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ الجن ) .

رابعا :سخّر الله جل وعلا بعض الجن وبعض الشياطين للنبى سليمان عليه السلام

1 ـ عن الجن قال جل وعلا :

1 / 1 : (  وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿النمل: ١٧﴾

1 / 2 : (  قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ )﴿النمل: ٣٩﴾

1 / 3 : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿ ١٢﴾ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴿١٤﴾  سبأ ﴾ .

2 ـ عن الشياطين قال جل وعلا : ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ﴿٣٦﴾ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ﴿٣٧﴾ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴿٣٨﴾ ص )

خامسا : الشياطين يوسوسون للجن ليضلوهم كما فعلوا مع آدم وزوجه

الجن والشياطين فى برازخ الأرض ، والشياطين يوسوسون للجن كما فعل ابليس مع آدم وزوجه حين كانوا فى برازخ الأرض . ونعطى بعض التفصيل :

1 ـ خلق الله جل وعلا الجن والإنس لعبادته ، قال جل وعلا : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ الذاريات ) 

2 ـ الشيطان يوسوس للناس البشر وللجن أيضا. ونحن مأمورون بالإستعاذة بالله جل وعلا من وسوسته : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿١﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿٢﴾ إِلَـٰهِ النَّاسِ ﴿٣﴾مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿٤﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴿٥﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴿٦﴾ الناس ).

3 ـ الذى يقع فى الضلال من الإنس والجن يتسلط عليه قرين من الشياطين ليزيده ضلالا يزين لهم الضلال هدى . قال جل وعلا : ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿فصلت: ٢٥﴾ .

4 ـ هناك أئمة للإضلال من الإنس والجن إقترنوا بالشياطين فأصبحوا ( شياطين الإنس والجن ) ، وتخصصوا فى إذاعة الوحى الشيطانى . قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿الأنعام: ١١٢﴾

5 ـ وكما يوجد مؤمنون من الإنس يوجد مؤمنون من الجن .

5 / 1 : وقد نزل القرآن الكريم للإنس والجن معا ، وتتكرر فى سورة الرحمن الخطاب لهما معا بقوله جل وعلا ( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴿١٣﴾ ) .

5 / 2  جاء وفد منهم الى النبى محمد وسمعوا القرآن وآمنوا به . قال جل وعلا :

5 / 2 / 1  : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٣٠﴾ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّـهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣١﴾ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّـهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٣٢﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ۚ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٣٣﴾ الاحقاف )

5 / 2  / 2 : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴿٢﴾ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ الجن ) (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴿١٣﴾ الجن  )

6 ـ وكما يوجد ضالون من الجن يوجد ضالون من الإنس :

6 / 1 : قال الجن المؤمنون عن الضالين من الجن :( وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ الجن ) (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾ الجن ) (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَـٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ﴿١٤﴾ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ﴿١٥﴾الجن )

6 / 2 : أئمة الإضلال من شياطين الجن والإنس يضلون أتباعهم ، ويوم القيامة سيقول الأتباع المخدوعون الضالون : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ﴿فصلت: ٢٩﴾

6 / 3 : وسيقال عنهم وهم  فى جهنم :

6 / 3 / 1 (  أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿الأحقاف: ١٨﴾

6 / 3 / 2 : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾ الاعراف  )

6 / 3 / 3 : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾ هود )

6 / 4 : وسيقال لهم وهم فى جهنم :

6 / 4 / 1 : (   وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿الأنعام: ١٢٨﴾

6 / 4 / 2 :(   يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿الأنعام: ١٣٠﴾

6 / 4 / 3 : ( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾ الاعراف  ) .

أخيرا

هذا حديث الرحمن عن غيب البرازخ فيما يخصُّ الشياطين والجن . ونحن نؤمن به ضمن إيماننا بكل ما جاء فى القرآن الكريم . 

 

التعليقات(3)

1   تعليق بواسطة  هشام سعيدي     في   الخميس 25 يوليو 2019

[91191]


تصحيح بعد اذنكم



6 ـ وكما يوجد ضالون من الإنس يوجد ضالون من الإنس


طبعا المقصود كلمة الجن بدلا عن كلمة الانس الثانية


6 / 4 / 3 : ( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾ الانعام ( . الاية من سورة الاعراف وليست الانعام . شكر الله لكم و ووفقكم لكل خير و أنعم عليكم بالعافية الدائمة.

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الجمعة 26 يوليو 2019

[91193]


أكرمك الله جل وعلا د هشام سعيدى ، وجزاك خيرا..


وتم التصحيح.


 

3   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الإثنين 29 يوليو 2019

[91209]


حفظكم الله جل و علا دكتور أحمد .. مقال يوضح الكثير و الكثير عن ماهية هذا المتكبر و أعوانه.

رائع و أكثر من رائع أيها الرائع .. توصيف جميل و غوص عميق في أعماق آيات الله عز و جل .. زادك العليم جل و علا علما و إيمانا .. هذا المقال الرائع يحلل و يبين و يوضح الكثير عن ( الجن ) .. إبداع بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.

 

 

 

 

الشيطان عدو لبنى آدم :

 المحمديون إتخذوا عدوهم الشيطان وليا من دون الله جل وعلا

أولا : الشيطان هو أساس العداء بين البشر

1 ـ  بدأ هذا منذ أن هبط آدم وحواء الى الأرض ، قال جل وعلا عن آدم وذريته : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖوَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ البقرة ). فى بداية إستقرار آدم وأسرته الصغيرة وفى حياته وبتأثير الشيطان قتل إبن آدم شقيقه ، قال جل وعلا عن نفسية القاتل : ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٣٠﴾ المائدة ). إستحوذ الشيطان على نفس القاتل فسوّغ لها قتل شقيقه فأصبح القاتل من الخاسرين .

2 ـ وتكاثرت ذرية آدم ، ووصل عددهم الى البلايين ، وبنفس الكثرة العددية تكاثرت الفتن والقتل والحروب بينهم ، تبدأ بين الشقيق وشقيقه والأقارب وتنتهى بحروب عالمية وصناعات حربية تهدد بتدمير الأرض ومن عليها . الخلفاء الفاسقون كانوا روّادا فى إستخدام إسم الله جل وعلا ودينه فى فتوحات شيطانية كان فيها ولاؤهم الأكبر لعدوهم الشيطان ، وتأسست عليها أديان أرضية شيطانية لا تزال تسبب الارهاب وسفك الدماء فى العالم ، وتنشر الكراهية بين البشر بإسم الاسلام ، والاسلام دين السلام والرحمة ، وما أرسل الله جل وعلا رسوله بالقرآن الكريم إلّا رحمة للعالمين ، وليس لقتل وإرهاب العالمين .

3 ـ زيّن الشيطان للعرب قتل أبنائهم ، وهم الأحب اليهم.!.  قال جل وعلا عن الشيطان : ( وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ۖ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١٣٧﴾الانعام ). الشيطان جعل قتل الأبناء دينا بالتلبيس والتدليس ، فأصبحت ظاهرة فى العرب الى درجة أن جاءت وصية بشأنها ضمن الوصايا العشر ، قال جل وعلا : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿الأنعام: ١٥١﴾. رب العزة جل وعلا لم يكتف بتحريم قتل النفس التى حرّم الله جل وعلا إلّا بالحق بوجه عام ، بل سبق بتحريم قتل الأولاد بسبب الفقر. وتكرر هذا فى قوله جل وعلا : (  وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) ﴿الإسراء: ٣١﴾.

4 ـ هذا أكبر دليل على أن الشيطان هو العدو الأكبر لبنى آدم. وهذا موضوعنا .

ثانيا : إبليس / الشيطان

1 ـ إبليس كان من ملائكة الملأ الأعلى فلما رفض السجود لآدم مستكبرا ( كان ) أى ( اصبح ) من الجن . منشور لنا مقال بهذا هنا . طرده رب العزة جل من الملأ الأعلى فأصبح ضمن الجن المحظور عليهم الولوج الى برازخ السماوات ، واصبح مثل الجن محصورا فى برازخ الأرض ، وقلنا فى كتاب البرزخ إن الأرض المادية التى نعيش عليها تتخللها ست أرضين أو ست برازخ ، وبرازخ الأرض تتخللها برازخ سبع للسماوات . كان آدم وزوجه يعيشان فى جنة أرضية برزخية وعندما أزلهما الشيطان أهبطهما الله جل وعلا لهذه الأرض المادية : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖوَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ البقرة )

2 ـ فى الملأ الأعلى حمل الشيطان إسم إبليس ، فلما طرده الله جل وعلا من الملأ الأعلى وصار من الجن حمل فى الأغلب إسم الشيطان ، وأحيانا إسمه القديم ، كقوله جل وعلا عنه فى إضلال قوم سبأ : (  وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿سبإ: ٢٠﴾،  وقال عنه جل وعلا فى الآخرة وهو مع أتباعه يُلقى بهم فى جهنم : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ الشعراء ). ولكنه فى قصة السجود لآدم وطرده من الملأ يحمل فقط إسم إبليس .

ثالثا : بداية عداء ( إبليس / الشيطان ) لآدم وبنى آدم

1 ـ الله جل وعلا ( عالم الغيب والشهادة ) كان يعلم أن أحد الملائكة من الملأ الأعلى ( وهو إبليس ) يضمر إستكبارا ونفاقا ، فكان الإختبار بخلق آدم ليكون خليفة فى الأرض . قبلها كان يأجوج ومأجوج يعيشون فى الأرض يعيثون فيها فسادا ويسفكون الدماء ، ولنا مقال منشور عن يأجوج ومأجوج . أخبر رب العزة جل وعلا أنه سيجعل فى الأرض خليفة يحل مع أبنائه محل يأجوج ومأجوج . تساءلت الملائكة وجاء الرد من رب العزة بأنه جل وعلا يعلم ما لايعلمون : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ البقرة ) وفيما بعد ظهر إستكبار إبليس فطرده رب العزة من الملأ الأعلى ، وقد ذكّرهم رب العزة مؤكدا أنه يعلم غيب السماوات والأرض ويعلم ما يبدون وما يتكلمون. قال جل وعلا : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴿٣٣﴾ البقرة )

2 ـ ما بين الإخبار بخلق آدم وتعليم آدم الأسماء كلها كان الإختبار للملائكة بالسجود لآدم ، وكان ضمنهم إبليس الذى يضمر الاستكبار . أمر الله جل وعلا الملائكة بالسجود فسارعوا جميعا بالطاعة سوى إبليس الذى لم يكتف بالعصيان بل برّر عصيانه مستكبرا كافرا ، فأظهر المكتوم . 

3 ـ  رفض إبليس السجود حقدا منه على آدم . غاب عنه أن السجود ليس تعظيما لآدم بل هو إختبار فى الطاعة ، أى طاعة الآمر صاحب الأمر جل وعلا . كراهيته لآدم أعمته ، فأدخل نفسه فى مقارنة مع آدم ، معللا رفضه السجود لآدم بأنه  لا يجوز ان يسجد لمخلوق من الطين وأنه خير منه لأنه مخلوق من نار ( طاقة ) وامتدت كراهيته لأبناء آدم الذين لم يأتوا بعد فتوعد بالسيطرة عليهم وغوايتهم ولن ييأس من إضلالهم . هذا موجز ما جاء فى الآيات التالية :

3 / 1 : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾الاسراء )

3 / 2 : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ الاعراف ).

3 / 3 : ( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴿٨٣﴾ ص )

3 / 4 : ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ الحجر)

4 ـ الحسد  هو التوصيف القرآنى لحقد إبليس على آدم وذريته . وقد تجلى هذا الحقد فى عزمه إغواء بنى آدم . لذا أمر الله جل وعلا بالإستعاذة من هذا ( الحاسد ) حين ( حسد ) آدم وذريته . سورة الفلق تتكلم عن ابليس / الشيطان / الشياطين والاستعاذة بالله جل وعلا منهم  : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿١﴾ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿٢﴾ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿٣﴾ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿٤﴾ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿٥﴾) . ومنشور لنا مقال عن ( الحسد ).

رابعا : تحذير آدم وزوجه من عدوهما الشيطان

1 ـ برفض إبليس السجود لآدم  كان طرده الى برازخ الأرض ، وعاش آدم وزوجه فى جنة برزخية  ، وحذّر الله جل وعلا آدم وزوجه من عدوهما الشيطان حتى لا يتسبب فى إخراجهما من تلك الجنة :( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ﴿١١٧﴾ طه )

2 ـ ولكن إنخدع آدم وزوجه بحيل الشيطان فأخرجهما من الجنة . قال جل وعلا : (  فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾الاعراف ) أى ناداهما رب العزة يذكرهما بما قال لهما من قبل أن الشيطان لهما عدو مبين ظاهر واضح .

خامسا : تحذير رب العزة جل وعلا بنى آدم من عدوهم الشيطان

1 ـ جاء هذا فى سياق التعقيب على قصة السجود لآدم : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗأَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾  الكهف )  . وعجيب أن يكون عدوا لنا ونتخذه وذريته أولياء من دون الرحمن جل وعلا. ولكن هذا هو ما يحدث من المحمديين الذين يقرآون هذا القرآن الكريم .!!

2 ـ وجاء تعقيبا على نجاح الشيطان فى إخراج آدم وزوجه من الجنة . فى خطاب مباشر لبنى آدم قال لهم ربهم جل وعلا  فى إشارة لهذا العدو وكيف كان يتشفى بآدم وزوجه وهما فى محنتهما وقد بدا وظهر جسدهما المادى الذى كانت تغطيه أنوار الجنة البرزخية : ( يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾ الاعراف ).

سادسا : التأكيد الالهى لبنى آدم على عداء الشيطان لهم

1 ـ جاء هذا لعباد الرحمن فى قوله جل وعلا : (  وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿الإسراء: ٥٣﴾

2 ـ وجاء تحذيرا للناس من الشيطان الغرور المخادع . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿٥﴾ فاطر) . ذلك أنه يغرُّهم بأحاديث الشفاعات فيقعون فى المعاصى فيخلدون فى النار . والآية التالية تأكيد على عداء الشيطان الغرور للناس جميعا : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾ فاطر )

3 ـ وقال جل وعلا : ( وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٢﴾ الزخرف )

4 ـ وفى سياق النهى عن إتباع خطوات الشيطان جاء التأكيد على عدائه . قال جل وعلا :

4 / 1 : (   يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿البقرة: ١٦٨﴾

4 / 2 : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿البقرة: ٢٠٨﴾

4 / 3 :( وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿الأنعام: ١٤٢﴾

4 / 4 : وفى توضيح أكبر لمعنى عدائه للمؤمنين قال جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿النور: ٢١﴾

5 ـ وقالها يعقوب لإبنه : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٥﴾ يوسف )

6 ـ وقالها موسى لنفسه : ( قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿القصص: ١٥﴾

أخيرا : المحمديون يتبعون وحى عدوهم الشيطان

1 ـ نحن ( أهل القرآن ) نتمتع بكراهية المحمديين لأننا لا نؤمن بالأحاديث الشيطانية ، وقد قال عنها رب العزة يجعل صناعها ورواتها أعداء للنبى محمد :

1 / 1  ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ الانعام  )

1 / 2 : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ الفرقان )

2 ـ ويوم القيامة سيقول رب العزة جل وعلا للمحمديين وسائر من عاش يعبد الشيطان :(  أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٠﴾ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚهَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٦١﴾ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖأَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴿٦٢﴾ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴿٦٣﴾ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿٦٤﴾ يس ). أى إن التذكير بعداء الشيطان لبنى آدم يمتد من خلق آدم الى دخول أبنائه الجحيم .

3 ـ متى يتوب المحمديون عن عبادة عدوهم الشيطان الرجيم ؟!.  

 

 

 

 

القرين الشيطانى الذى يزيد المحمديين ضلالا

مقدمة

يقرأ المحمديون القرآن الكريم ويسمعونه ولكن بينهم وبينه حجابا مستورا صنعه الشيطان المقترن بكل فرد منهم . موضوعنا عن (القرين الشيطانى ) الذى يسيطر على كل فرد من المحمديين يزيده ضلالا ، ويجعله يحسب نفسه من المهتدين .

اولا : الهداية والضلال : البداية من الانسان  

1ـ البداية من الانسان . إذا شاء الهداية زاده الله جل وعلا هدى . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴿١٧﴾ محمد ). وإذا شاء الضلالة زاده جل وعلا ضلالا ، قال جل وعلا : ( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾ البقرة )

2ـ وعن الحالتين قال جل وعلا عن الضالين : (  قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا ﴿٧٥﴾ مريم ). الله جل وعلا يمد للضالين فى ضلالتهم ليزدادوا ضلالا ويحسبون أنهم مهتدون ، ثم يكتشفون فى النهاية أنهم شر مكانا وأضعف جندا ، وكانوا من قبل يحسبون أنفسهم الأقوى والأعلى . بعدها عن المؤمنين المهتدين ( وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا ﴿٧٦﴾مريم )

ثانيا : القرين الشيطانى الذى يزيد الضال ضلالا :

 نتوقع ـ والله جل وعلا هو  (الأعلم ) ـ أن يقترن القرين الشيطانى الأنثى بالأنثى من بنى آدم إذا إختارت الضلال، ونفس الحال مع الشيطان الذكر يقترن بالإنسان العاصى الذكر . هذا مفهوم فى الإلحاح على الزنا مثلا . القرين الأنثى من ذرية ابليس تعرف كيف تحبب الأنثى من الانسان فى الزنا ، ونفس الحال مع الذكر . فى كل الأ"RTL"> 3 / 2 :( وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴿٣٧﴾ الزخرف )  . وظيفته أن يقوم بعملين فى نفس الوقت : الصّدّ عن سبيل الله المستقيم ، وإقناع الضحية أنه على الصراط المستقيم . وبذلك يظل سادرا فى ضلاله حتى الموت .

3 / 3 :( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ الزخرف ) ينتبه الضحية فى اليوم الآخر حين ينكشف الغطاء ويرى القرين رؤية عيانية ويكلمه مشافهة يتمنى لو كان بينهما بُعد المشرقين ، وأنه( بئس القرين ) . قال جل وعلا : ( وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ﴿٣٨﴾ النساء )

3 / 4 : ( وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾ الزخرف ). وهذا لا ينفع ولا يُجدى ، فالكافر وقرينه سيكونان مقترنين فى الجحيم . قال جل وعلا عن حوارهما يوم القيامة حيث سيتبرأ القرين الشيطانى من ضحيته : ( وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴿٢٣﴾ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾  قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ ق )

3 / 5 : ( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠﴾ الزخرف ). بالتالى فلا فائدة من وعظ ذلك الذى تحكم فيه قرينه الشيطانى وجعله يرى الحق باطلا والباطل حقا.قال جل وعلا:(  أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٨﴾ فاطر ) . من يشاء الضلالة يضله الله جل وعلا بالقرين الشيطانى ، فيزين له قرينه هذا سوء عمله فيراه حسنا ، وبالتالى فلا تتحسّر عليه . هذه مشيئته وذاك مصيره تبعا لإختياره .

ثالثا : القرين الشيطانى يوقع أولياءه فى خداع النفس وهم ( لا يشعرون )

تخيل نفسك فاقد الوعى سكرانا تتصرف دون أن تشعر بما تقول وبما تفعل  ، هذا بالضبط ما يفعل القرين الشيطانى بضحيته ، يتصور مثل"RTL"> 1 ـ عن عدم الإكتفاء بالقرآن الكريم وحده حديثا قال جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) الاعراف ). وهذا الخطاب موجّه للمحمديين خصوصا ، وهم الذين (إتّخذوا ) مع حديث رب العزة جل وعلا أحاديث شيطانية إخترعها شياطين الإنس بعد موت النبى فى عصور الخلفاء الفاسقين .

2 ـ فى رفضهم للقرآن الكريم طلبوا آيات حسية مادية مثل آيات موسى وعيسى وأقسموا لو جاءت لهم فسيؤمنون ، والرد عليهم بأن يذرهم رب العزة فى طغيانهم يعمهون . قال جل وعلا : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) الانعام )

3 ـ فى عدم إيمانهم باليوم الآخر قال جل وعلا :

3 / 1 :( فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس )

3 / 2 : ( طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) النمل )

 4 ـ بإستهزائهم بالقرآن الكريم قال جل وعلا : ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) البقرة )

خامسا : القرين يجعل ضحاياه يقعون فى حسابات خاطئة متنوعة

1 ـ يحسبون أنهم مهتدون بينما هم أولياء الشياطين . قال جل وعلا : ( فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الأعراف )

2 ـ يحسبون أن الله جل وعلا خلقهم عبثا وأنه لا بعث ولا رجوع الى الله جل وعلا يوم الحساب . قال جل وعلا :

2 / 1 :( قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) المؤمنون )

2 / 2 : وعن إنكارهم البعث قال جل وعلا : ( أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)  ( القيامة )

3 ـ يحسبون أن الله جل وعلا لا يعلم سرهم ونجواهم . قال جل وعلا :

3 / 1 :( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) الزخرف )

3 / 2 :( أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)( البلد)

4 ـ يحسبون أن إتخاذ أولياء من دون الله جل وعلا هو الهدى وهو الأحسن صُنعا . قال جل وعلا : (  أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) الكهف ). هذا ينطبق تماما على المحمديين .!

5 ـ يحسبون أنهم على الحق لذا سيقسمون كذبا يوم القيامة أمام الواحد القهار . قال جل وعلا :( يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ (19) المجادلة )

6 ـ يموتون فى قلوبهم الإيمان بشفاعة النبى المزعومة فيفاجأون بان الله جل وعلا هو وحده مالك يوم الدين وأنه لا يشرك فى حكمه أحدا . قال جل وعلا :  (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) الزمر ). تأمل قوله جل وعلا ( وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ). !!

7 ـ يحسبون انهم مهما إرتكبوا من المعاصى فسيكونون فى الجنة مثل المتقين . قال جل وعلا : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) الجاثية ) .

8 : يحسبون دخول الجنة سهلا . وهذا إعتقاد شائع بين المحمديين ، كل منهم مطمئن وواثق أنه سيدخل الجنة ، والمثل المصرى يقول ( يا بختنا بالنبى ) أى بشفاعة النبى . وقد حذّر رب العزة المؤمنين فى عهد النبى من خطورة الاعتقاد فى سهولة دخول الجنة . قال جل وعلا :

8 / 1 :( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142 ) آل عمران ) .

8 / 2 : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة )

9 ـ يحسبون المال والجاه دليل رضا الله جل وعلا عنهم  . قال جل وعلا :

9 / 1 :( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) آل عمران ) . قال جل وعلا :

9 / 2 : ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ (56) المؤمنون )

10 ـ يحسبون البخل خيرا وخلودا لهم ، بينما هو كُفر بنعمة الله جل وعلا . قال جل وعلا :

10 / 1 : ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )(180) آل عمران ) .

10 / 2 : ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) الهمزة )

11 :يغترون بقوتهم وأن لا أحد يعجزهم . قال جل وعلا :

11 / 1 :( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) الانفال )

11 / 2 : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) البلد )  

12 ـ  يحسبون أن إيمانهم يعصمهم من الابتلاءات . قال جل وعلا :

12 / 1 :( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) التوبة )

12 / 2 :( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ(2)العنكبوت ).  

 

التعليقات(8)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   السبت 27 يوليو 2019

91199]


جرعات مركزة



سلسلة المقالات المتعلقة بالشيطان تعتبر جرعات مركزة من د .صبحى تكشف كثيرا من الخبال الذى يعيش فيه المحمديون ،والحقيقة أن المقال السابق(ماهية الشيطان)قد جلا كثيرا من الغموض المتعلق بماهية السماوات والأرض وما بينهما فى أسلوب سهل موجز .شكرا د صبحى.
ملحوظة :فى الفقرة5/3 جاءت كلمة يشاء بدلا من يشأ

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   السبت 27 يوليو 2019

[91200]


وحشتنا أخى الحبيب د مصطفى . أكرمك الله جل وعلا.



  ـ أرجو ألا تتغيب عن الموقع . حفظك الله جل وعلا ــ وأسرتك ـ  من كل سوء . وأرجو الا تحرمنا من تعليقاتك . أعتبرك من أعمدة الموقع الأساس
  ـ ( من ) إذا جاءت شرطية تجزم فعل الشرط وجواب الشرط . ( من يشأ .. ). إذا لم تكن شرطية أى مجرد إسم موصول يكون ما بعدها مرفوعا ( من يشاء .. ) ، وتكون ( من ) مبتدأ وما بعدها جملة فعلية فى محل خبر .  لم استعملها شرطية ، خفت أن يكون هذا تحدثا بإسم الله جل وعلا ، فالله جل وعلا هو الذى يشرط.
 

 4   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   السبت 27 يوليو 2019

[91202]


شكرا للتوضيح



شكرا لتوضيح الإعراب ،ولكن ما قولك فى إعراب البيت المشهور(من يهن يسهل الهوان عليه-ما لجرح بميت إيلام) هنا من تعتبر أسما موصولا، وكذلك إعراب الآية الكريمة(من يشأ الله يضلله ومن يشأيجعله على صراط مستقيم) والآية الكريمة(من يعمل سوءا يجزبه).أنا حقا طبيب تلقيت تعليمى فى المدارس العادية لا الأزهر(وهذا من فضل الله على) ولكنى أعشق اللغة العربية وأعتبرها وطنى الثانى بعد الإسلام وطنى الأول،لهذا أنا دائم التواصل مع أدبها ونحوها وصرفها إلا إننى بالطبع لاأرقى لمكانة الدكتور صبحى الذى ولد ونما وترعرع فى رحاب هذه اللغة الجميلة، لهذا أريد أن استزيد من علمه أكرمه الله، وبالمناسبة كنت قد صححت كلمة منتهية بهمزة مفتوحة منونة مسبوقة بحرف العلة الألف ككلمة سماءً مثلا فجاءت فى مقالكم متلوة بألف التنوين والصواب ألا يتلوها ،ومع هذا تركتم الألف كما هى ،وكثيرا ما تأتى همزة الوصل مكان همزة القطع أو العكس فى كثير من الكتابات وأنا أريد من الدكتور صبحى مراجعة مقالى فى إملاء الهمزة فسيجد أننى بذلت مجهودا جبارا فى تبسيط هذا الموضوع الصعب وشرحه فى كلمات قليلة ليستفيد به الجميع.

5   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   السبت 27 يوليو 2019

[91204]


شكرا أخى الحبيب د مصطفى ، أكرمك الله جل وعلا ، واقول


ربما يتسع المجال فى الكتاب القادم بعون الرحمن جل وعلا ، عن القرآن وقواعد النحو العربى.

6   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الإثنين 29 يوليو 2019

[91211]


شكرا دكتور مصطفى إسماعيل على طرح الفكرة للدكتور أحمد.



فكرة رائعة و يكفى أنها ( أوحت ) للدكتور أحمد بعنوان كتاب جديد ( القرآن و قواعد النحو العربي ) فشكرا جزيلا لكم دكتور مصطفى. سلسلة مقالات الشيطان سلسلة رائعة جدا جدا و هي جديدة في طرحها و محتواها و لن تجد مثلها ( في المكتبة العربية هذا غذا افترضنا وجود مكتبة عربية حقيقية !!) فشكرا للدكتور أحمد على جهده الكبير زاده الله جل و علا علما و حلما.
مرة أخرى شكرا جزيلا للدكتور مصطفى.

 

7   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الإثنين 29 يوليو 2019

 91212]


سيكون هذا الكتاب فتحا كبيرا


عزيزى أستاذ سعيد،صدقنى أنا مشفق على الدكتور أحمد لوعورة هذا الموضوع وجدته ،ولكن العلاقة بين الكتابة القرآنية وقواعد النحو العربى لابد لها أن تنجلى ومن يجليها سوى د أحمد أعانه الله ووفقه،حقا معظم ما يكتبه د أحمد جديد على المتلقى العربى ومزلزل لكل الموروث الزائف ،ولكن تجلية الكتابة القرآنية ستكون بمثابة فتح كبير لفهم كتاب الله، ولاحظ أن الإختلاف ليس فى الإعراب فقط ولكن أيضا فى الإملاء،فما السرمثلا فى كتابة(يعبؤا)بهمزة على الواو ومنتهية بالف الجماعة فى آخر سورةالفرقان وكذلك كلمة( الضعفاؤا )فى سورة غافروهكذا. وبالطبع  ليس لهذه الفروق الإملائية علاقة بتاتا بالفكرة الزائفة عن أن القرآن كان مكتوبا بحروف غير منقوطة أو لم يكن مشكلا ولكن هناك أسرار وأسرار فى كتاب الله تعالى تنتظر من يجليها وسيظل القرآن يبوح بمكنونه شيئا فشيئا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


 




المحمديون: إتخذوا الشيطان وليا عبدوه دون أن يروه

أولا : من الحياة

1 ـ  بعد إستعادة سيناء قام قسم التاريخ بجامعة الأزهر برحلة الى العريش وطابا . مررنا بقبر مقدس قالوا أنه قبر النبى صالح ، وإلتف حوله بعض الأساتذة يتوسلون به فهددتهم بالتبول عليه ، وكادت تحدث أزمة كبرى . قلت لهم إن بولى ليس رجسا ، ولكن هذا القبر رجس من عمل الشيطان . نجحت فى خسارة بعض الزملاء والأصدقاء .!

2 ـ فى العام التالى قمنا برحلة الى جنوب سيناء ( شرم الشيخ وراس محمد ) فى الطريق توقفنا فى دير سانت كاترين ، إستقبلنا الكهنة بحفاوة . طاف بنا أحد الكهنة فى جنبات الدير يروى تاريخه ويستعرض أيقوناته المقدسة . كنت أكثر المهتمين بما يقول ، لكنه وهو يرينا  أيقونة يمسكها بكل تقديس حاولت جاهدا منع نفسى من التعليق الساخر على سخافة تقديس شىء مصنوع ، وقد عرف هذا من نظرتى ، فتوقف وشعر أنه لا فائدة .

3 ـ  حدثت أزمة فى هذه السنوات حين صممت على دخول مسجد الشيخ صالح الجعفرى وأنا أرتدى الحذاء . هذا الجعفرى كان شيخا سودانيا نصّابا يعيش داخل الجامع الأزهر يزعم الولاية ، وعندما مات أقاموا له مسجدا ضخما من طابقين فى جبل الدراسة ، وصنعوا له قبرين فى الدور السفلى والدور العلوى . وأثناء البناء إعتدت أن أمر على العمال وهم يقيمون القبرين المقدسين للشيخ الجعفرى ، إذ كان المسجد فى الطريق الى مترو المطرية . وكنت أرى العمال ( الصنايعية ) يقفون بأحذيتهم على بناء القبر وهم يعملون فى الزخرفة وتوصيل الكهرباء وغيرها وصوت المسجل يصدح بالأغانى الهابطة ، وكنت أبتسم ساخرا إنه سيأتى عاجلا الوقت الذى يجتمع فيه شيوخ الأزهر وشيوح المنسر يتبركون بما تقف عليه أحذية العمال الصنايعية. وفعلا ، جرى إفتتاح رسمى هائل لمسجد الشيخ الجعفرى ، وجعلوا له مولدا سنويا فخما لا يزال ، ويعتاد الناس التبرك بالقبر السفلى والقبر العلوى فى خشوع وتضرع . فى مسيرتى من الكلية الى مترو المطرية مرورا بمسجد الجعفرى شعرت بالرغبة فى التبول ، فلم أر أصلح للتبول الا مسجد الشيخ الجعفرى . دخلت المسجد بحذائى فثارت مشكلة عند الباب ، قلت لهم إننى ظللت شهورا أرى الصنايعية يطأون القبر المقدس بأحذيتهم ، وكانوا يدخلونه بأحذيتهم فلماذا لم تمنعوهم ؟ أم أن القداسة نزلت غلى القبرين فيما بعد ؟ وإذا كان هذا قد حدث فأخبرونى متى ؟ وقلت لهم انه ليس حراما دخول المسجد بالحذاء وليس حراما أن تصلى بالحذاء. كان سدنة المسجد الضرار لا يسمعون ولا يفقهون .   

 4 ـ فى خُطب الجمعة والندوات فى مصر كنت أقول :

4 / 1 : عن ضريح الحسين  بالقاهرة:

4 / 1 / 1 : لا توجد رأس الحسين فى هذا الضريح ، فهذا الضريح مبنى فى أواخر الدولة الفاطمية ، ولو كانوا يعرفون رأس الحسين لأقاموا لها هذا القبر مع إنشاء القاهرة والأزهر . وهناك عدة مساجد كل منها يزعم أن رأس الحسين بداخله. فهل للحسين رأس واحدة أم عدة رءوس ؟ وإن رأس الحسين لو صح وجودها هنا أو هناك فقد تحولت الى جمجمة من عظم ، ولو كانت مقدسة ما قطعها السيف ، وإذا كان هناك تقديس فى هذا الموضوع فليس لرأس الحسين وإنما للسيف الذى قطع رأس الحسين ، وإذا كان الحسين  فى حياته لم يستطع دفع الأذى والقتل عن نفسه وعن أهله فكيف يدفع الضرّ عن غيره ؟ ثم تحول الى تراب ، رأسه وجسده ..وإذا كان النبى محمد لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا وإذا كان رب العزة قد قال له ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ  ) (١٢٨﴾ آل عمران ) فهل لرأس الحسين شىء من الأمر .

4 / 1 / 2 : الحسين بن على بن أبى طالب شخصية تاريخية ، وليس جزءا من دين الاسلام , تقولون إنه ثار ضد الظلم ، وأنا أقول إنه ثار لطلب الحكم والمُلك . وليس هذا عيبا من الناحية التاريخية . العيب تاريخيا أنه لم يعدُّ للأمر عدّته ففشل وقتل نفسه وأهله . هو المسئول الأول عن الفشل ومذبحة كربلاء . لستم يا من جئتم بعد مقتل الحسين بقرون مسئولين عن تقاعس أنصار الحسين عن نصرته ، إذ لا تزر وازرة وز أخرى . ولكنكم صنعتم إلاها سميتموه الحسين لا صلة له بالحسين المذكور فى التاريخ ، وجعلتم له مساجد ( الحسينيات ) تقيمون له صلاة من نوع خاص ، ورفعتموه فوق رب العزة جل وعلا.ليس هذا إسلاما بل هو دين الشيطان .

4 / 2 : عام 1984 صدرت لى اربعة كتب مقررة فى جامعة الأزهر منها كتاب عن ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية ) أذكر اننى قلت فيه أن السيدة زينب بنت على أخت الحسين لم تأت مطلقا الى مصر ولم يكن لها قبر فى مصر حتى العصر العثمانى ، وإستدللت بكتب الزيارة فى العصر المملوكى وغيرها من الكتب التى كانت تذكر الأولياء وآل البيت المدفونين فى مصر ، ولم يكن هناك ذكر لقبر للسيدة زينب ، وأن القبر الموجود الآن كان كنيسة ثم تحولت الى مسجد للسيدة زينب فى العصر العثمانى . فى أحد المحاضرات وقف طالب معترضا بأن المؤكد ان السيدة زينب مدفونة فى مصر . قلت له : من يقول هذا فهو حمار . قال : إن رئيس جامعة الأزهر د محمد الطيب النجار يقول هذا . قلت : إذن هو حمار .!. هذا الشيخ ( الحمار ) أصبح أكبر عدو لى .

5 ـ لم أقل وقتها إنها أديان ارضية شيطانية ، فلم أكن قد صنعت هذا المصطلح . الآن أقول : الشيطان هو صانع الديانات الأرضية .  الكفار يتخذونه وليا وإلاها من دون رب العزة جل وعلا ، ويتمثل هذا فى حياتهم الدينية ، وهى تتمحور حول شيئين : تقديس البشر والحجر ، وتقديس الوحى الشيطانى . هم لا يرونه فى القبر المقدس أو فى الكهنوت المقدس ، ولكن الشيطان هو الصانع الحقيقى للقبر المقدس وهو المؤلف الحقيقى للأحاديث الشيطانى والأقاصيص الدينية الخرافية . هو الذى يصنعها من خلاله وكلائه أو أوليائه ( شياطين الإنس والجن ) . ولو تعقل الانسان لرفض السجود لصنم أو تقديس رجل دين أو قبر مصنوع من حجر وزجاح وستائر وشموع وأسمنت وحديد . ولرفض تصديق خرافات منسوبة للنبى محمد بعد موته بقرون عبر سلسلة من العنعنات المضحكة .

6 ـ الشيطان لم يؤسس شركة مقاولات يبنى بها القبور المقدسة والأنصاب والأصنام . ولكنه هو الذى يوحى لأوليائه من شياطين الإنس ليفعلوا هذا . وبسبب شدة سيطرته عليهم فهم يؤمنون تبلك الأحجار ويعطون عقولهم أجازة مفتوحة ، وتعود اليهم عقولهم فى أمورهم الدنيوية . ترى رجلا حصيفا ناجحا فى التجارة يستطيع أن يتحايل على الناس ، ولكنه ينسى عقله حين يقف ضارعا أمام ضريح الحسين . لو إفترضنا أن الحسين خرج اليه من تحت الأرض وفتح ذراعيه ليحتضن ذلك العابد فسيفرُّ منه وقد مُلىء رعبا . يعنى أنه يعبد القبر وما عليه من ستائر . يعنى إنهم ينحتون ويصنعون آلهة يعبدونها ويطلقون عليها أسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . وقديما قال ابراهيم لقومه :( أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴿٩٥﴾ الصافات ) . وقال رب العزة جل وعلا للذين آمنوا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠﴾ المائدة ) . أى أن القبور المقدسة ( الأنصاب ) هى رجس ( من عمل الشيطان ) . الشيطان هو الذى عملها ليس بيده ولكن عن طريق أوليائه .  والشيطان هو الذى صنع وخلق إفكا ؛ وحيا شيطانيا فى تقديس وكرامات ومناقب ومعجزات هذه الآلهة المزعومة . وأيضا قالها ابراهيم لقومه : (  إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا) ﴿١٧﴾ العنكبوت )  

 7 ـ الشيطان لا يُقنع أتباعه  فقط بتقديس القبور ،ولكنه أيضا يصنع وحيا لأوليائه من شياطين الإنس ، وهؤلاء ينشرونه منسوبا لله جل وعلا ورسوله فيما يعرف بالحديث النبوى والسنة والحديث القدسى والمنامات والهاتف والعلم اللدنى . وائمة المحمديون عباقرة فى نشر هذا الإفك الشيطانى . وهم ينطبق عليهم قوله جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ الانعام  )

8 ـ أئمة الوحى الشيطانى يتمتعون بالتقديس من مالك والشافعى وان حنبل والبخارى وغيره . يجمعهم أنهم موتى تحولوا الى تراب ، لا فارق بين ابى بكر وعمر وعثمان وعلى والحسين والبخارى والغزالى وابن تيمية ..الخ ، وأنهم مخلوقون وليسوا خالقين . قال جل وعلا عن تلك الألهة :

8 / 1 :( أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿الأعراف: ١٩١﴾

8 / 2  (  وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿٢٠﴾  أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿النحل: ٢١﴾  

8 / 3 : (  وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴿الفرقان: ٣﴾

8 / 4 : ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤﴾ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ﴿١٩٥﴾ الاعراف )

ثانيا : ( الشيطان ) لا نراه ولكنه الذى يحكم العالم ويتحكم فى أغلبية البشر

1 ـ  سبق ذكر تحذير رب العزة بنى آدم من الشيطان ، وأن الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون : ( يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿الأعراف: ٢٧﴾

  2 ـ وسبق ذكر أن الضالين إتخذوا بدافع ذاتى من أنفسهم الشياطين أولياء من دون ربهم جل وعلا : ( فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿الأعراف: ٣٠﴾.

3 ـ وقد قال جل وعلا فى معرض التحذير من الشيطان ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ) الشيطان مخلوق برزخى يرانا ولكن لا نراه ، وسبق فى كتاب ( البرزخ ) أن عوالم البرزخ تتخللنا ، ترانا ولا نراها ، من الملائكة والجن والشياطين . فكيف يتخذه الكافرون وليا من دون الله جل وعلا وهم لا يرونه ؟

4 ـ لو تجلى الشيطان للبشر بصورته الحقيقية لفزعوا منه ، يكفى إن الله جل وعلا وصف ثمر شجرة الزقوم فى جهنم بقوله:( طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴿الصافات: ٦٥﴾. الانسان يتخيل أشباحا تُرعبه، فكيف إذا رأى الشيطان على حقيقته وبكل سُمعته السيئة ؟ إن ( العفاريت ) من الجن  ( النمل 39 ) ، هل تستطيع أن تتكلم مع طفلك عن العفاريت وانتما فى ظلام الحجرة ؟ 

5 ـ ومع هذا فالشيطان الذى لا نراه هو مصدر الشّر فى العالم ، هو مسبب الحروب وأفظعها ما يرفع شعارا دينيا فى عبادة صريحة للشيطان ، هو الذى يجعل الانسان يقتل أخاه ، هو الذى يتحكم فى أغلبية العالم يوجههم ويتخذونه وليا وإلاها من دون الرحمن جل وعلا .

ثالثا : لماذا .

  1 ـ هذا لأن الشيطان يتحكم فى البشر من خلال النفس ، والنفس البشرية هى الذات الحقيقية للإنسان ، هى ماهيته ، وهى التى تتحكم فى جسدها المرئى . عندما تغيب عنه مؤقتا بالنوم يكون جسدها خاملا ، وحين تتركه نهائيا بالموت يصبح جيفة نتنة قذرة يعود ترابا . هذه النفس كائن برزخى كالشيطان، ومع أنها هى ذاتنا فنحن لا نراها . وفى حياتها فى هذه الدنيا يتحكم فيها الشيطان إذا إختارت الضلال ، وحين يتحكم فيها يمنعها من رؤية الحق ومن سماع الحق ، ترى العين البشرية الجسدية وتسمع الأذن البشرية ، ويصل ما يسمع الجسد وما يراه الى مراكز الاحساس الى المخ ، ولكن الشيطان يضع حجابا فلا تصل دعوة الحق الى النفس .

2 ـ قال جل وعلا :

2 / 1 : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾الاسراء )

2 / 2 : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿الأنعام: ٢٥﴾

2 / 3 :(  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا﴿الكهف: ٥٧﴾

 3 ـ لذا فمهما وعظت الكافر المشرك فهو ينظر اليك ولا يبصرك ومهما قلت له فلا يسمع ، لا يصل صوت الهداية الى نفسه لأن الشيطان وضع عليها حجابا برزخيا مستورا . قال جل وعلا :

3 / 1 :(   وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ ) ﴿الأعراف: ١٩٣﴾

3 / 2 :  (  وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ) ﴿الأعراف: ١٩٨﴾

3 / 3 : هم لا يعقلون . قال جل وعلا فى تحقيرهم :( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿الأنفال: ٢٢﴾

3 / 5 ـ ولا فائدة من وعظهم . قال جل وعلا :

3 / 5 / 1 : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿يونس: ٤٢﴾

3 / 5 / 2 :( قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴿الأنبياء: ٤٥﴾

3 / 5 / 3 : ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿النمل: ٨٠﴾

3 / 5 / 4 : ( فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿الروم: ٥٢﴾

3 / 5 / 5 : ( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿الزخرف: ٤٠﴾

أخيرا

1 ـ الأغلبية الساحقة من بيوت العبادة هى للشيطان ، من مساجد وكنائس وأديرة وغيرها . قلما تجد فى هذا الكوكب مسجدا لعبادة الرحمن وحده لا شريك له . العجيب أنه توجد معابد للشيطان تعبد الشيطان صراحة ، وأرى أن الأسوأ منها هى تلك المساجد التى تزعم الاسلام زورا وبهتانا بينما تخدع الناس إذ تنتمى واقعيا وفعليا الى الشيطان تقدس أولياءه وتنشر أحاديثه . 

( المحمديون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )
( المحمديون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )
هذا الكتاب : مواجهة صريحة لمن يزعمون أنهم مسلمون ، بل ويعتبرون أنفسهم أنهم ( خير أمة أُخرجت للناس ) وهم شرُّ أمة فى عصرنا. السبب هو أنهم إتخذوا الشيطان وليا من دون الرحمن جل وعلا ، وهذا وأن معهم القرآن الكريم الذى يزعمون به بينما هم قد إتخذوه مهجورا تمسكا منهم بالوحى الشيطانى الذى كتبه شياطين الانس من أئمتهم كالبخارى والكلينى والغزالى . وطالما لا يزالون يتمسكون بهذا الوحى الشيطانى وطالما ظلوا ( محمديين ) فمستحيل أن يتقدموا ويلحقوا بالغرب . سيظلون فى تخلفهم وتقاتلهم . ظهر هذا الكتاب فى مقالات ، وتمّ تجميعها فى هذا الكتاب .
وأقدم خالص الشكر للدكتور ( مصطفى
more




مقالات من الارشيف
more