هل إستفاد المُسلمون من تسخير الله الكون لهم وللبشرية؟

عثمان محمد علي Ýí 2023-08-20


هل إستفاد المُسلمون من تسخير الله الكون لهم وللبشرية؟

عندما خلق الخالق سُبحانه وتعالى آدم عليه السلام قال للملائكة (﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً).فهذا الخليفة ليس خليفة لله جل جلاله حاشا لله ،وإنما خليفة تخلف ذريته بعضهم بعضا في الأرض  .وهذا الخليفة له وظيفتان الأولى والأساسية هي عبادة المولى رب العالمين جل جلاله ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ الذاريات 56 .

و الثانية :هى إعمارالأرض إلى يوم القيامة (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ )  

 (الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وانزل من السماء ماء فاخرجنا به ازواجا من نبات شتى).

فهل يستطيع ذلك المخلوق أن يُطبق الوظفتين من تلقاء نفسه دون إرشاد ودليل يدلُه على تنفيذهما على أكمل وجه ؟؟

بكل تأكيد لا .

 إذن فكيف السبيل لتطبيقهما ؟؟

 السبيل لهذا يكون من خلال المُرشد  والهدى والرشاد الذى انزله رب العالمين  من رسالات وكُتب للرشاد والهدايةعلى الأنبياء والرسل من أقوامهم ،إختارهم المولى جل جلاله وإصطفاهم لتبليغ تلك الرسلات والكُتب إليهم . مثل صُحف إبراهيم وموسى والإنجيل والقرءان وما قبلهم مما نزل على باقى الأنبياء والرسل عليهم السلام. وفى ثنايا هذه الرسالات جاءت تأكيدات على تسخير فاطر السموات والأرض جل جلاله لما في الأرض وما عليها وما بين السموات والأرض للإنسان .فما عليه إلا أن يسير في الأرض ،ويبحث عن وسائل معرفية  يتمكن من خلالها معرفة كيفية التعامل مع هذه المُسخرات التي سخرها له رب العالمين . فكُلما توصل لطريقة ستُفتح أمامه طُرق أُخرى تُساعده على الإستفادة من شيء آخرمن المُسخرات له ،و ستُساعده على الإستفادة أكثر مما أصبح قادراعلى الإستفادة منه من قبل  من كنوز وثروات من ثروات الأرض . ومن هُنا ستتراكم لديه العلوم والمعرفة وستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل ،وسيبنون عليها ويواصلون طرق البحث والتنقيب ،ويضيفون لها من معارف حديثة يتوصلون إليها  إلى أن يصلوا لمرحلة يظنون فيها أنهم أصبحوا قادرين على التحكم في كل شيء على الأرض وبباطنها وما بين السماء والأرض ،وهذه المرحلةقال عنها القرءان الكريم (وظن أهلها أنهم قادرون عليها ).

ولنذهب معا في رحلة قرءانية نزلت لقوم يعقلون – يتفكرون –يفقهون –لأولى الألباب – لأولى النُهى – يدرسون – قوم لا يتساوى فيهم العالم والجاهل – قوم كلما إزداد أحدهم علما إزداد خشية وعبادة لرب العالمين ) عن تسخير المولى جل جلاله الكون للبشرية ثم نرى هل حقق المُسلمون تلك الصفات وعملوا بها  وإستفادوا من تسخير الكون لهم وللبشرية؟؟  

فيقول المولى جل جلاله عن تسخير السحاب والبحاروالأنهار والرياح للإنسان  

(إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ – البقرة 164

ويقول سُبحانه وتعالى عن تسخير الشمس والقمر والأرض والأنهار والثمرات والليل والنهار لخدمة الإنسان

(ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ تَرَوۡنَهَاۖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُمۡ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۡهَٰرٗاۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ جَعَلَ فِيهَا زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٞ مُّتَجَٰوِرَٰتٞ وَجَنَّٰتٞ مِّنۡ أَعۡنَٰبٖ وَزَرۡعٞ وَنَخِيلٞ صِنۡوَانٞ وَغَيۡرُ صِنۡوَانٖ يُسۡقَىٰ بِمَآءٖ وَٰحِدٖ وَنُفَضِّلُ بَعۡضَهَا عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلۡأُكُلِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ (4 الرعد)

ويقول جل جلاله عن تسخير الشمس والقمر والمطر والبحار والليل والنهار وبنعم لا تُعد ولا تحصى للإنسان

 (ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ لِتَجۡرِيَ فِي ٱلۡبَحۡرِ بِأَمۡرِهِۦۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡهَٰرَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ دَآئِبَيۡنِۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ (33) وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُۚ وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ ( إبراهيم 34)

(هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗۖ لَّكُم مِّنۡهُ شَرَابٞ وَمِنۡهُ شَجَرٞ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنۢبِتُ لَكُم بِهِ ٱلزَّرۡعَ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلۡأَعۡنَٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَذَّكَّرُونَ (13) وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلۡبَحۡرَ لِتَأۡكُلُواْ مِنۡهُ لَحۡمٗا طَرِيّٗا وَتَسۡتَخۡرِجُواْ مِنۡهُ حِلۡيَةٗ تَلۡبَسُونَهَاۖ وَتَرَى ٱلۡفُلۡكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (14) وَأَلۡقَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ وَأَنۡهَٰرٗا وَسُبُلٗا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ (15) وَعَلَٰمَٰتٖۚ وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ يَهۡتَدُونَ (16) أَفَمَن يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17) وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ (18) وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ (19) وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡـٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ (20) أَمۡوَٰتٌ غَيۡرُ أَحۡيَآءٖۖ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ (21 النحل )

ويقول رب العزة  عن تسخير الأنعام للإنسان ولطعام الإنسان

 (وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَٰٓئِرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرۡنَٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (36) لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ( الحج 37 )

ويقول سبحانه عن تسخير الأرض والسماء لرزق الإنسان

(وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ (61) ٱللَّهُ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ (62) وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ مَوۡتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ (63 العنكبوت ).

ويقول الحق جل جلاله عن تسخير كل ما في السموات والأرض بشكل عام  للإنسان

(أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَأَسۡبَغَ عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةٗ وَبَاطِنَةٗۗ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ ( لقمان 20)

ويقول الخالق سبحانه وتعالى عن تسخير كنوز البحر وما فيه من أحياء بحرية لطعام وزينة الإنسان

(وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡبَحۡرَانِ هَٰذَا عَذۡبٞ فُرَاتٞ سَآئِغٞ شَرَابُهُۥ وَهَٰذَا مِلۡحٌ أُجَاجٞۖ وَمِن كُلّٖ تَأۡكُلُونَ لَحۡمٗا طَرِيّٗا وَتَسۡتَخۡرِجُونَ حِلۡيَةٗ تَلۡبَسُونَهَاۖ وَتَرَى ٱلۡفُلۡكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (12) يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۚ وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ (13 فاطر)

وعن تسخير كل كنوز وثروات الأرض جميعها للبشرية جميعا يقول ربنا سبحانه وتعالى

(ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡبَحۡرَ لِتَجۡرِيَ ٱلۡفُلۡكُ فِيهِ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ (13الجاثية ).

==

كذلك كان هُناك تسخيرا جزئيا مؤقتا لبعض المخلوقات لصالح داود وسليمان عليهما السلام .فقد حكى القرءان الكريم عن ذلك في قوله تعالى (وَدَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ إِذۡ يَحۡكُمَانِ فِي ٱلۡحَرۡثِ إِذۡ نَفَشَتۡ فِيهِ غَنَمُ ٱلۡقَوۡمِ وَكُنَّا لِحُكۡمِهِمۡ شَٰهِدِينَ (78) فَفَهَّمۡنَٰهَا سُلَيۡمَٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ يُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّيۡرَۚ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ (79) وَعَلَّمۡنَٰهُ صَنۡعَةَ لَبُوسٖ لَّكُمۡ لِتُحۡصِنَكُم مِّنۢ بَأۡسِكُمۡۖ فَهَلۡ أَنتُمۡ شَٰكِرُونَ (80) وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةٗ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦٓ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيۡءٍ عَٰلِمِينَ (81) وَمِنَ ٱلشَّيَٰطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُۥ وَيَعۡمَلُونَ عَمَلٗا دُونَ ذَٰلِكَۖ وَكُنَّا لَهُمۡ حَٰفِظِينَ (82 الأنبياء)

(ٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلۡأَيۡدِۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُۥ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ (18) وَٱلطَّيۡرَ مَحۡشُورَةٗۖ كُلّٞ لَّهُۥٓ أَوَّابٞ (19) وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُۥ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ (20 ص )

(وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةٗ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦٓ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيۡءٍ عَٰلِمِينَ (81) وَمِنَ ٱلشَّيَٰطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُۥ وَيَعۡمَلُونَ عَمَلٗا دُونَ ذَٰلِكَۖ وَكُنَّا لَهُمۡ حَٰفِظِينَ (82 الأنبياء).

(۞وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ مِنَّا فَضۡلٗاۖ يَٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُۥ وَٱلطَّيۡرَۖ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلۡحَدِيدَ (10) أَنِ ٱعۡمَلۡ سَٰبِغَٰتٖ وَقَدِّرۡ فِي ٱلسَّرۡدِۖ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ (11) وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهۡرٞ وَرَوَاحُهَا شَهۡرٞۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَيۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن يَعۡمَلُ بَيۡنَ يَدَيۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن يَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ (12) يَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَٰرِيبَ وَتَمَٰثِيلَ وَجِفَانٖ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورٖ رَّاسِيَٰتٍۚ ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ (13 سبأ).

===

وبعد كل هذه الأمثلة من الأيات والإرشادات القرءانية لفريضة الإستفادة من تسخير رب العالمين (للسموات –الأرض –وما عليها من جبال ومحيطات وأنهار وبحاروحيوانات وكنوز بحرية  ونباتات وأنعام ،وما في باطن الأرض.من كنوز ومعادن وفلزات ونفط وبترول وووو،وما بين السموات والأرض من رياح وهواء وووووو ) للإنسان .فلم نرى مثلا أن إمتنع البحر يوما ما عن إبحارسفينة فوق سطح أمواجه ، ولا جبل من الجبال منع الناس من التنقيب بباطنه للبحث عن ثروات ومعادن ،ولا أن منع باطن الأرض الإنسان من إستخراج النفط والثروات المدفونة فيه ، ولا رأينا أن السماء إمتنعت عن السماح للطائرات من الطيران في الغلاف الجوى ، ولا شاهدنا أن المياة إمتنعت عن رى الأرض أو المرور عبر انابيب ليستخدمها الناس في الشرب ووووو ، ولم نرى حيوانا إمتنع عن ذبحه ليأكله الإنسان ،ولا نبات من زراعته ومنع ثماره عن الناس ، ولم نرى أن إمتنع الأكسجين ورفض أن يكون مادة لتنفس الإنسان ،ولم نرى أن إمتنع الغلاف الجوى عن إستقبال مخلفات الإنسان في التنفس وهو غاز ثانى أكسيد الكربون  ،ولم نرى أن إمتنع الليل أو النهار من التعاقب ،ولا الشمس والقمر من الدوران . بل بالعكس  فقد رأينا وشاهدنا أن كُل شيء  يسير بحسبان ومُسخرومُطيع للإنسان ولتصرفه الكامل فيه .

 فهل  عمل العرب والمُسلمون على الإستفادة من هذه المُسخرات ؟؟  

وهل إستخدموا ما منحهم الله من عقل وذكاء وفطنة في الإستفادة منها ليقوموا بدورهم المنوط بهم في مُشاركة العالم في الإستخلاف في الأرض وإعمارها ؟؟

للأسف الشديد لم يحدث ،لا في الماضى ولا في الحاضر . ففي الماضى بدلا من أن ينشغلوا بتدبر القرءان وتطبيق ما فيه من تشريعات تحث على السير في الإرض وعمارتها وإكتشاف ثرواتها وكنوزها والإستفادة من تسخير الله لها لهم هي وما عليها وما في باطنها وما بينها وبين السموات فقد إنشغلوا بالإعتداء على الدول والممالك المُسالمة الأمنة المجاورة لهم ، وبدلا من أن يستفيد أبو بكر وعمر وعثمان وعلى ومعاوية ومن جاءوا بعدهم من العلوم التجريبية للأُمم المجاورة ،إنشغلوا بالإعتداء عليهم وسفك دمائهم وسلب وسرقة ثرواتهم وإسترقاق نسائهم وبناتهم ،وأيضا الإقتتال والتناحر فيما بينهم . وبدلا من أن ينشغلوا بالعلم التجريبى وبناء له معاهد ومعامل إنشغلوا بإنشاء مدارس ومعاهد ومجالس لإختلاق روايات للهو الحديث وفقه الضراط والحيض والنفاس وإرتكاب الفواحش مع الجوارى تحت ستار ملك اليمين . وبالتالي كان لابد أن يتأخروا ويندثروا علميا ويُصبحوا في ذيل الأُمم ، ولولا حفظ الله للقرءان الكريم وبه تم حفظ اللسان العربى لإندثرت لغتهم العربية هي الأُخرى ......

وهل حال العرب والمُسلمون اليوم يُنبىء بخير ؟؟؟ 

  أعتقد لا والف لا .لأنهم مازالوا مشغولين بتصحيح وترقيع (لهو الحديث ) وإنشاء معاهد وجامعات لتدريس وتعليم وإجترار فقه الضراط والنقاب وحلق الشوارب وترك اللحى وإستخدام السواك ولبس جلابية المينى جيب للرجال. وإنغمس قادتهم في الإستبداد بهم وتضييع ثرواتهم في التقاتل والحروب فيما بينهم،وفى سرقتها والإستيلاءعليها وتهريبها للخارج .

الإصلاح الحقيقى لنعود لتحقيق أكبر قدرمن الإستفادة مما سخره الله لنا مما بين السموات والأرض يكمن في عودتنا للإقتداء بتعليمات القرءان الكريم وحده في وجوب التمسك بفريضة العلم والعلم التجريبى والسير في الأرض وتطبيقها وتنفيذها على أكمل وجه .والتعلم ممن سبقونا في هذا المجال من الأُمم السابقة .وأن ننسف ما تسسبب فى تأخرنا وما إنشغل به المُسلمون من روايات وعلوم شيطانية  ضيعت عليهم الدين والدُنيا و أخرجتهم من السير في الأرض والبحث في قوانين الكون وفك شفرتها ليستفيدوا مما سخره الله لهم في الكون .

 

 

 

 


 

اجمالي القراءات 1888

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق