الكتاب كاملا وبالتعليقات:
كتاب ( المحمديون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )

آحمد صبحي منصور Ýí 2019-09-16


كتاب ( المحمديون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )

هذا الكتاب : مواجهة صريحة لمن يزعمون أنهم مسلمون ، بل ويعتبرون أنفسهم أنهم ( خير أمة أُخرجت للناس ) وهم شرُّ أمة فى عصرنا. السبب هو أنهم إتخذوا الشيطان وليا من دون الرحمن جل وعلا ، وهذا وأن معهم القرآن الكريم الذى يزعمون به بينما هم قد إتخذوه مهجورا تمسكا منهم بالوحى الشيطانى الذى كتبه شياطين الانس من أئمتهم كالبخارى والكلينى والغزالى . وطالما لا يزالون يتمسكون بهذا الوحى الشيطانى وطالما ظلوا ( محمديين ) فمستحيل أن يتقدموا ويلحقوا بالغرب . سيظلون فى تخلفهم وتقاتلهم . ظهر هذا الكتاب فى مقالات ، وتمّ تجميعها فى هذا الكتاب .

المزيد مثل هذا المقال :

وأقدم خالص الشكر للدكتور ( مصطفى اسماعيل حماد ) على تفضله بمراجعة مقالات الكتاب .

والله جل وعلا هو المستعان .

أحمد صبحى منصور

فيرجينيا ـ الولايات المتحدة الأمريكية

16 سبتمبر 2019 .

 

 

فهرس كتاب ( المحمديون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )

هذا الكتاب  

 المقدمة : هل ممكن أن يتقدم المحمديون ليكونوا فى مستوى الغرب ؟

طالما ظلوا ( محمديين ) فمستحيل أن يتقدموا ويلحقوا بالغرب .

سيظلون يخسرون الدنيا والآخرة معا بسبب إتباعهم للكهنوت الشيطانى .

 

الباب الأول :

إتخاذ المحمديين الشيطان وليا من دون الله جل وعلا

 

الفصل الأول :  القاموس القرآنى : ( إتّخذ ـ يتخذ ) ( 1 ) (2 )

 

 الفصل الثانى : الشيطان :

ماهية الشيطان الذى إتخذه المحمديون وليا من دون الله جل وعلا

الشيطان عدو لبنى آدم : المحمديون إتخذوا عدوهم الشيطان وليا من دون الله جل وعلا

القرين الشيطانى الذى يزيد المحمديين ضلالا

المحمديون: إتخذوا الشيطان وليا عبدوه دون أن يروه

 

الفصل الثالث : وسائل الشيطان

تزيين الشيطان الضلال لأتباعه المحمديين

وعود الشيطان لأتباعه المحمديين بالشفاعة يوم الدين

الشيطان وعبادة الهوى

( النسيان ) وسيلة الشيطان فى غواية الانسان

النجوى والشيطان

 

الفصل الرابع : الشيطان والمحمديون

الشيطان هو الصانع الحقيقى لآلهة وأولياء المحمديين  

الشيطان جعل المحمديين يتخذون أولياء من دون رب العالمين

 

الفصل الخامس : أهم أصناف المحمديين فى موالاة الشيطان

المحمديون الذين إتخذوا الشيطان وليا هم ( حزب الشيطان )

إخوان الشياطين ( الإخوان المسلمون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )

أبناء الدنيا الذين لا يؤمنون بالآخرة إتخذوا الشيطان وليا من دون الله

أئمة الصوفية أعلنوا ولاءهم للشيطان  

المصريون الذين إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا 

 

 

الباب الثانى : شياطين الإنس من المحمديين رُسُل الوحى الشيطانى  

 

 

الفصل الأول

الأفّاكون : شياطين الإنس رُسُل الوحى الشيطانى  

 

الفصل الثانى

أبو حامد الغزالى ( 450 : 505 ) أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين

( 1 )   ( 2  )   ( 3  )  ( 4 )

 

الفصل الثالث :  إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين :

( 1 )  ( 2  ) ( 3 ) ( 4 / 1 ) ( 4 / 2 )( 5 )( 6 ) ( 7 )

الخاتمة

 

 

 

المقدمة

هل ممكن أن يتقدم المحمديون ليكونوا فى مستوى الغرب ؟

طالما ظلوا ( محمديين ) فمستحيل أن يتقدموا ويلحقوا بالغرب .

سيظلون يخسرون الدنيا والآخرة معا بسبب إتباعهم للكهنوت الشيطانى .

 

مقدمة :

1 ـ مستحيل أن يتقدم المحمديون طالما هم محمديون . ممكن أن يتقدموا إذا تخلصوا من الكهنوت الدينى والكهنوت السياسى . عندها لن يكونوا محمديين ينتمون لأديانهم الأرضية من سُنّة وتشيع وتصوف ولكن سينتمون لأنفسهم كبشر لهم حقوق .

2 ـ ولكن هل التخلص من الأديان الأرضية ممكن ؟

أولا : شعوب أوربا بين الانتماء الدينى المسيحي والانتماء لنفسها

  1 : إختلفوا فى العرق وفى اللسان ولكن خضعوا جميعا للكهنوت الدينى الكنسى وللكهنوت السياسى الاستبدادى . الكهنوت السياسى كان يتحارب بعضه بعضا فى حروب إستمرت ولكن الخضوع للبابوية لم يتزعزع ، أى كان الكهنوت الدينى المسيحى أقوى من الكهنوت السياسى الاستبدادى ، بل هو الذى كان يعطى شرعية للإستبداد أو الكهنوت السياسى. لهذا نقول كان الأوربيون مسيحيين ، وكان إنتماؤهم للمسيحية وفقط ، سواء كانوا ملوكا أو أمراء أو فرسانا أو تجارا أو عمالا أو فلاحين من (قن الأرض ). وفى ظل الانتماء للكهنوت المسيحى عاشت شعوب أوربا ، وتناست قومياتها ،  لا فارق بين شعب فرنسا أو شعب اسبانيا . سيطرت الكنيسة على العقول وحاربت الاجتهاد العقلى والابتكار العلمى ، ودفع الثمن قساوسة مستنيرون مثل سافونا رولا وعلماء مثل جاليليو وكوبرنيكس .

 2 : تخلصت أوربا من سيطرة الكنيسة ومن الاستبداد السياسى فدخلت فى عصر العلم تكتشف وتخترع وسار خلفها معظم العالم سوى المحمديين . لم يصبح الغرب ( مسيحيين ) بل صاروا منتمين الى قومياتهم المختلفة من انجليز وفرنسيين وألمان ..الخ . إنحسر سلطان الكهنوت المسيحى وأصبح له دور إجتماعى تطوعى وتم حظر تجول الكنيسة فى الشارع السياسى ، وأصبح مباحا ومتاحا نقد وقذف البابا والكهنوت المسيحى وفضح ما يحدث فى الكنائس بنفس ما يحدث ما يحدث فى كواليس السياسة . أصبح هدف الشعوب فى الغرب ليس حماية المسيحية والدفاع عنها والجهاد فى سبيلها بل البحث عن مصلحتها ، ولم يصبح الشعب فى خدمة الكنيسة بل أصبحت الكنيسة فى خدمة الشعب تقدم له ( الخدمات ) مقابل أجر تطوعى . ونفس الحال فى السياسة ، لم يصبح الحكام أسياد للشعب ، بل خدم للشعب يتنافسون فى إرضائه ، ولم تصبح الشعب فى الغرب يخاف الحكومة بل إن الحكومة هى التى تخاف من الشعب . بدون رضا الشعب لا يصل أحدهم الى السلطة خادما للشعب ، وبدون رضا الشعب يموت الكهنوت الدينى جوعا .  

3 ـ هل هو نفس الوضع فى بلاد المحمديين ؟

ثانيا : لنبدأ بالديمقراطية التى تكفر ب ( الكهنوت السياسى ).

1 ـ رياح الديمقراطية هبّت على دول العالم بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط أعتى نظم الاستبداد فى ألمانيا وإيطاليا واليابان . بدأت اليابان بالتحول الديمقراطى فتقدمت وأبهرت العالم. وهبت الموجة الثانية للتحول الديمقراطى بعد سقوط الاتحاد السوفيتى  ، وفيها نجحت دول اوربا الشرقية لأن شعوب تلك المنطقة عايشوا التحرر من الكنيسة بل ثاروا عليها وفق دعوة الشيوعية بأن الدين ( الأرضى المسيحى ) أفيون الشعوب ، والمطالبة بشنق أخر مستبد بأمعاء آخر قسيس. وقعت دول شرق أوربا فى براثن الاستبداد الشيوعى بعد الحرب العالمية الثانية وبسقوط الشيوعية نجح فيها التحول الديمقراطى.

2 : إختلف الوضع مع دول أواسط آسيا والتى عاشت فيها أديان أرضية تقدس إلاها أسموه ( محمدا ) لا صلة له بالنبى محمد عليه السلام . (محمديون  ) على نسق ( المسيحيين ) فى تقديس البشر والحجر . تجذرت أديانهم الأرضية عبر القرون . أرغمت الشيوعية تلك الأديان الأرضية على التوارى مؤقتا لتفسح المجال للاستبداد الشيوعى . ثم بسقوط الشيوعية عادت تلك الأديان تعزز الاستبداد الجديد وتقيم تحالفا بين الكهنوت الدينى والكهنوت الساسى . سقطت الايدلوجية الشيوعية الدينية الالحادية وحلّت محلّها ايدلوجية دين أرضى إعتاد خدمة الحاكم المستبد ، منذ فتح العرب لتلك البلاد.

  3 : كان الدين السنى الصوفى مسيطرا فى الدولة والخلافة العثمانية ، سقطت وأقام كما أتاتورك دولة قومية تركية ( مستبدة ) علمانية متطرفة . وظلت جذور الدين الأرضى كامنة الى أن بعثها من مرقدها أربكان ثم اردوغان.

  4 : جذور دين التصوف السنى كانت متعمقة فى مصر ( الدولة الراسخة فى المنطقة )، بدأت مصر فى التحرر منها بنهضتها فى ظل قيادة أسرة (محمد على باشا ) ، وفى الليبرالية التى عاشتها مصر تسللت الوهابية التى تعبر عن تطرف الدين السنى عبر جمعيات سنية والاخوان المسلمين ، وتحالف الضباط العسكر مع الاخوان وقام إنقلاب الجيش الذى قضى على النظام الملكى وأقام إستبدادا يبحث عن أيدلوجية فكرية تدعمه .تصارع عبد الناصر مع الإخوان وأقصاهم ورفع ايدلوجية قومية ( الناصرية ) بديلا عن الوهابية . ثم سقط عبد الناصر وعاد الدين الأرضى بكهنوته يتحكم فى مصر ويضع حائلا بينها وبين الديمقراطية ، ويختلف العسكر والاخوان فى كل شىء ويتفقون فى الوقوف ضد الديمقراطية .

  5 : فى إيران ( الدولة الراسخة الأخرى فى مواجهة مصر ) رفع الشاه الايدلوجية الفارسية وحكم بها مستبدا وعمل على إقصاء الكهنوت الشيعى ، ولكن هزمه الكهنوت الشيعى وعاد يحكم بولاية الفقيه فى دولة دينية صريحة .

  6 : بدأ الربيع العربى ونجح جزئيا فى تونس فقط لأنها عرفت العلمانية فى عصر بورقيبة أحد عظماء السياسة فى المنطقة ومؤسس تونس الحديثة ، وأيضا لأن جيشها الوطنى الشريف لا يتدخل فى السياسة ، أى يحمى الوطن ولا يحكم الوطن كما يفعل الجيش الخائن فى مصر ، ومع ذلك يتأرجح الأمل فى تونس نظرا لتجذر الدين الأرضى السنى الوهابى فيها.  

  7 : الوهابية السعودية هى التى أرجعت أهل المنطقة الى أشد أديان العصور الوسطى تزمتا ، وأجهضت إمكانية تطورهم الطبيعى كما حدث مع الغرب ، وهى التى أشعلت المنطقة بالحروب الدينية والمذهبية وبالإضطهادات الدينية ومحاكم التفتيش على غرار أوربا فى العصور الوسطى .

 8 : والوهابية هى الأساس فى تكفير الديمقراطية . وبها أصبح تكفير الديمقراطية الأساس فى أديان المحمديين الأرضية مع إختلافاتهم الدينية .  يتصارع العسكر والإخوان ويتصارع السنة والشيعة ولكن يتفقون فى تكفير الديمقراطية وتكفير وإضطهاد دُعاة الاصلاح الدينى والاصلاح السياسى . وعلى فرض نجاح ربيع عربى فإن تجذر الأديان الأرضية فى بلاد المحمديين سيجهض التحول الديمقراطى . لذا ننادى بإصلاح دينى لأنه الأساس ، ويصاحبه إطلاق الحرية فى التعبير الدينى والسياسى والفنى والإبداعى . بدون هذا ستظل سطوة الكهنوت الدينى والسياسى فى المنطقة ، وسيتضاءل التفاؤل بشأن تحول ديمقراطى قريب .

ثالثا : ولكن هل من الممكن تحقيق إصلاح دينى قريب ؟

  1 : خلال أكثر من أربعين عاما نجحنا ــ ولأول مرة فى تاريخ المنطقة ــ فى نقد الأديان الأرضية وفى فضح أئمتها والطعن فى خرافاتهم المقدسة ، وتابعنا كثيرون بدرجات متفاوتة . إنفجرت فينا الألغام وتعرضنا للسجن والتجويع والطرد والتكفير وصمدنا فأصبح الطريق ممهدا أمام آخرين لكى يقتبسوا منا ويقولوا ( بعض ) ما نقول ، والنتيجة أن القداسة التى ظلت سائدة متحكمة قرونا طويلة بدأ المساس بها بحيث أصبح قادتها مضطرين للدفاع عنها ليس بالمنطق والحجة ولكن بالاضطهاد والسجن والتعذيب والمصادرة والتعتيم والسب والشتم والاتهامات بالخيانة والعمالة . كل هذا ونحن صامدون نواجه الأمواج العالية بسواعد عارية ، نواجه أقوى قوتين : الكهنوت الدينى والكهنوت السياسى معا ، ومعهم أضخم ثروة فى العالم ، وآلاف المؤسسات والمعاهد وأجهزة الإعلام ومواقع الانترنت والفضائيات ، ومئات من القادة السياسيين والدينيين وجيوش من القطيع التابع لهم . لو كانت معنا قناة فضائية واحدة لإختلف الأمر ، لو كان معنا تمويل يساعدنا فى الخروج من سراديب التعتيم المفروض علينا لإختلف الأمر ، ولكنه قدرنا أن نناضل فى سبيل لقمة العيش بيد وباليد الأخرى نواجههم جميعا من سنيين وشيعة وصوفية .

 2 : ومع هذا فقد نجحنا فى :  

2 / 1 ـ  إزالة الخوف والرهبة التى كانت تعتمل فى قلوب من يفكر فى نقد البخارى والخلفاء والصحابة والأئمة .

2 / 2ـ إثبات أن آلهتهم المقدسة وخرافاتهم المقدسة تحتاج الى من يدافع عنها وفق منطق الكفار من قوم ابراهيم  الذين  قالوا : ( أنصروا آلهتكم ). وعجيب أن الآلهة التى يتوسلون بها طلبا للنفع ودفعا للضُّر تكون هى المحتاجة من أتباعها لأن ينصروها .

2 / 3 ـ  إثبات أن الأديان الأرضية تحتاج الى سُلطة سياسية تحملها على كتفها تحميها من (خطر) النقاش و ( خطورة ) الإنتقاد .

2 / 4  ـ إثبات أن الدين الأرضى حين تتكفل به دولة يكون عبئا عليها يلهيها عن ممارسة دورها فى هذه الحياة الدنيا ، لأنه من المستحيل أن تحمل جميع الناس وأن ترغمهم على إعتقاد معين .

2 / 5  ـ إثبات أن الدولة المستبدة هى الوحيدة التى تحتاج الى كهنوت دينى يعزّز ويحمى كهنوتها السياسى .

  3 : وتظل الحقيقة المؤلمة ماثلة ، وهى أن الطريق لإصلاح دينى لا يزال شاقا وعسيرا . والسبب :

3 / 1 : إمكاناتنا الضعيفة وعدم قدرتنا على الوصول الى أكبر شريحة ممن يهمهم الأمر.

3 / 2 : عدم مقدرتنا على تفعيل مشروعنا تحويل التراث الى دراما والذى يفضح المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء ويصل بالتنوير الدينى الى أقصى مدى من خلال دراما ممتعة .

3 / 3 : إستماتة الكهنوت الدينى والسياسى فى الدفاع عن مكانته وتسيده .

3 / 4 : الإصلاح الدينى والسياسى فى بلاد المحمديين لا يصبُّ فى مصلحة الغرب ، ليس بدافع دينى مسيحى ( فلم يعد دور للكنيسة فى السياسة ) ولكن بدافع إقتصادى . بإختصار مؤلم موجع : تجارة السلاح تحتاج الى حروب ، وأصحاب الكهنوت السياسى الدينى للمحمديين يتحاربون فيما بينهم ، وهم يبددون ثروات شعوبهم فى حروب لا غالب فيها ولا مغلوب ، والمنتصر فيها هو من يبيع لهم السلاح ويسحب منهم البترول والدولار واليورو. سياستهم تقول عن المحمديين : هم يريدون قتل أنفسهم دعنا نساعدهم فى قتل أنفسهم ونجنى البلايين منهم.

رابعا : هل يوجد تقدم علمى فى بلاد المحمديين ؟

1 ـ الاجابة معروفة : ( لا ) وبالخط العريض . السبب فى الكهنوت الدينى والكهنوت السياسى .

2 ـ يعيش المحمديون الآن نفس المرحلة التى عاشتها أوربا تحت سيطرة البابوية وإضطهادها للمصلحين أمثال ( سافونا رولا ) والعلماء أمثال جاليليون وكوبرنيكس . وحيث يتحكم الدين الأرضى يصير فقهاؤه الجهلة المتخلفون هم أساطين العلم ، وتصبح خرافاتهم مقدسة ، ويحرم الإقتراب منها إلا بالتسليم والتقديس . فإذا قال البخارى أن من أكل سبع عجوات فلا يضره سُمُّ ولا سحر فإياك أن تعترض وإلا أصبحت كافرا منكرا للسُّنّة عدوا للإسلام. وإذا قيل فى مقررات الأزهر أن الأرض يحملها حوت فلا بد أن تصفق لأن شيخ الأزهر هو ( الإمام الأكبر ) .

3 ـ فى بداية تكوين دولة عبد العزيز ( إبن سعود ) كان الإخوان مؤسسو هذه الدولة يعتقدون أن اللاسلكى من عمل الشيطان . حدث تطور هائل بدخول الوهابيين فى عصر الانترنت وإستغلاله فى نشر دينهم ، وصاحب هذا تحول خطير آخر ، أنه لا مانع من إستعمال منتجات الغرب الكافر ولكن يحرم أن تنتقد ما قاله آلهة الدين السنى من البخارى الى ابن عبد الوهاب . أى صودر مؤقتا أى أمل فى نهضة علمية تؤسس إزدهارا يجعل المحمديين يلحقون بالغرب أو حتى بالهند وكوريا الجنوبية .

 4 : يضاف الى ذلك الكهنوت السياسى . المستبد لا يثق فى أهل الكفاءة من العلماء والمفكرين والمثقفين . وأهل الكفاء لكى تتعمق كفاءتهم فلا وقت لهم للتزلف للمستبد والرقص فى مواكبه . لذا يتصدر  فى دولة المستبد الأفّاقون والجهلة وحملة المباخر والراقصون فى المواكب ، يحتلون وزارات  الاعلام والتعليم والثقافة والبحث العلمى والتخطيط .. ولأنهم أبواق للجهل فلديهم حساسية مفرطة ـ ليس لها علاج معروف حتى الآن ــ تجاه أصحاب الكفاءات. لا يوجد مستبد يستعين بأهل الكفاءة لأن لديه ( أهل الثقة ) . بالتالى لا يبقى للكفاءات سوى الهجرة أو الموت كمدا أو أن يأوى أحدهم الى الظل يندب حظّه .

5  : ينبغ المصرى المهاجر فى الغرب لأنه يجد نظاما يشجع الموهوبين ويعطى للفاشلين فرصة يأخذ بأيديهم الى النجاح ، عكس بلاد المحمديين حيث تتم محاربة المجتهدين وينبغ الأفاقون الجاهلون . وهناك أمثلة ناصعة لمهاجرين من مصر وغيرها .

6 ـ لا يمنع الحياء من تقرير حقيقة ، هى أنه : لا يوجد  غيرى فى تاريخ المنطقة : كتب آلاف الكتب والمقالات والفتاوى والتعليقات ومعظمها منشور هنا ، هذا بالإضافة الى عشرات الألوف من الأفكار الجديدة التى لم يقلها أحد من قبل . وبسبب هذا طوردت فى مصر وأرغمونى على الهجرة منها . المقابل أن مصر أقامت حفلات تكريم لداعية سعودى وهابى جاهل إسمه العريفى ، خطب خطبة جمعة فى مصر إتضح أنه سرقها من بعضهم . أحمد صبحى منصور يطردونه من مصر بينما يفتحون أبواب مصر لأمثال العريفى ..

 أخيرا :

 هل هناك أمل ؟ لو سمحت : أعد قراءة المقال .!

 

 

التعليقات(6)

1   تعليق بواسطة  عادل بن احمد     في   الثلاثاء 09 يوليو 2019

[91143]


لا يمنع الحياء من تقرير حقيقة
نعم لا يوجد غيرك ممن يقول كلام يتقبله العقل.
انت الافضل يا دكتور احمد

2   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الثلاثاء 09 يوليو 2019

[91144]


نعم هناك أمل .. و لن نقول : ما فيش فائدة يا صفية!


يقول جل و علا : ( فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب ) .. الله جل و علا لا يضيع العمل الذي قمت و تقوم به حفظكم الله جل و علا ... دائما تقول : ليس من وظيفة الدولة إدخال الناس الجنة و بنفس المنطق لا يمكن أن يتحقق ما تتمناه في فترة قصيرة لا سيما و أنك تحارب بيد عارية و صامد تواجه الأمواج العالية بسواعد عارية ... فيك عزيمة الفلاح – ملح الأرض - .. هل تتذكر القلم أبو 5 صاغ !! و اليوم و لله الحمد و المنة لوحة مفاتيح مريحة حبرها لا ينفد .. هل تتذكر الوحدة و الخوف من أن يرتبط اسم أحدهم باسمك ؟ و اليوم لك أبناء و إخوة حقيقيون يحبونك كآبائهم و إخوانهم أو أشد حبا كل هذا الحب في الله عز و جل .. الإصلاح يحتاج لقرون .. أوروبا نفسها عانت و ضحت بالكثير حتى تتخلص من الكهنوت و الاستبداد .. لا باس أليس طريق الألف ميل يبدأ بخطوة .. أليس الكتاب يبدأ بسطر .. و قبل كل هذا و ذاك أليس الحق جل و علا لا يكلف النفس إلا وسعها...
المفكر دائما لديه أمل .. يحيا به .. يقاتل من أجله .. المفكر لا يموت .. المفكر الذي يتدبر كتاب الله عز و جل و يعيش يوميا معه يتوق إلى لقاء ربه و هو راض عنه .. فتحت بابا واسعا .. و شققت بحرا متلاطما .. لذا هناك آمالا عريضة .. هناك آمالا طويلة .. هناك آمالا مرتفعة .. و الله جل و علا هو المستعان .. أيها المصري الرائع و من مصر خرج الرجل المؤمن قائلا قولا ذكره الحق جل و علا : ( وَقَالَ ٱلَّذِيٓ ءَامَنَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ ٣٨ يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا مَتَٰعٞ وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ ٣٩ مَنۡ عَمِلَ سَيِّئَةٗ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَاۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ يُرۡزَقُونَ فِيهَا بِغَيۡرِ حِسَابٖ ٤٠ ۞وَيَٰقَوۡمِ مَا لِيٓ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلنَّجَوٰةِ وَتَدۡعُونَنِيٓ إِلَى ٱلنَّارِ ٤١ تَدۡعُونَنِي لِأَكۡفُرَ بِٱللَّهِ وَأُشۡرِكَ بِهِۦ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞ وَأَنَا۠ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡغَفَّٰرِ ٤٢ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِ لَيۡسَ لَهُۥ دَعۡوَةٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَلَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ ٤٣ فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ ) .. كما و قد وقف المصريين السحرة عند الحق و رافعوا راية الإيمان بالله جل و علا و ضحوا بأنفسهم في سبيل الطاغوت و الاستبداد رحمهم الله جل و علا.
مقال يكتب بماء الذهب .. من أراد الاصلاح جادا و مؤمنا بالقرآن الكريم سيضعه أساسا يتعلم منه أسبابا الفشل و التخلف.

3   تعليق بواسطة  يحيى الإلياسي     في   الثلاثاء 09 يوليو 2019

[91148]


الذين يجرون بما تشتهيه الرياح حالهم في الدنيا أسهل


الأستاذ الدكتور أحمد صبحي منصور: جزاك الله كل خير على ما تصبر.
وإن ما نجده على الساحة الفكرية أمر مخجل جداً: مثل العريفي وعائض القرني لديه على تويتر حوالي 20 مليون متابع! وكلّما كانت التغريدة التي يرسلها أسخف كانت إعادات النشر أكثر.
العريفي خفف جداً تواجده على تويتر أما عائض القرني فما زال يرسل التغريدات التي تفسد المسلمين. فيقول لهم: قولوا كذا وكذا 100 مرة يغفر الله لكم خطاياكم - ولو كانت مثل زبد البحر! والناس تُرَتوت [تعيد النشر!] هذه التفاهة . أجَل الأمر غير مشجع. ولكن يوجد أناس كثر تركوا شيوخ السوء الذين شوهوا صورة الإسلام . على كل حال: لن يسود العدل في العالَم حتى يطوي الله السماء كطيّ السجل . ليس لنا إلا أن نسعى. والله مع الصابرين المثابرين :
{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ}

 

4   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء 09 يوليو 2019

[91149]


شكرا أحبتى : حين قلت لأمن الدولة : أنا ذلك الرجل..


تعليقاتكم ذكرتنى بموقف مفصلى
ضمن إجراءات إطلاق سراحنا بعد السجن عام 1987 كان التحقيق الأخير فى أمن الدولة . المحقق معى ضابط رفيع الشأن والذين أعلى منهم يستمعون فى مكاتبهم . فى نهاية التحقيق قلت له ولهم : ما حدث لى يذكرنى بحال رجل مؤمن من الصحابة قبيل الاشتباك الحربى فى أول حرب أهلية بين الصحابة فى موقعة ( الجمل ) . وقف هذا الرجل مجهول الإسم ورفع مصحفا يدعو الفريقين الى الاحتكام الى كتاب الله والنزوع الى السلم ، فأصابه سهم قتله . قلت أنا الآن ذلك الرجل . أنتم والجماعات على وشك الدخول فى حروب ، وأنا أقف بينكم داعيا الى الاحتكام الى القرآن الكريم . أنتم سجنتمونى وهم يريدون قتلى . لا زلت نفس الرجل بعد أن تفجرت حمامات الدم . وحسبنا الله جل وعلا ونعم الوكيل.. 

 

5   تعليق بواسطة  حسام علم الدين     في   الخميس 11 يوليو 2019

[91155]


الفرق بين الدكتور منصور ومن يسمون انفسهم بالاصلاحيين



يخرج علينا فضاء الانترنت والقنوات الفضائية باسماء كثيرة ممن يسمون انفسهم بالاصلاحيين وهم من يقدمون فكرا تنويريا في تفسير النص الدينى وهؤلاء المصلحون الجدد يخرجون بتفسيرات قد تبدو لاول وهلة ثورية ومن الممكن معها تأويل النص الدينى بطريقه تواكب العصر الحالى لكن لا يلبث هؤلاء الذين يدعون الاصلاح ان ينكشفوا لانهم ببساطة لم يحدثوا ثورة حقيقية فى افكارهم بل قاموا بمحاولة ترقيع الاخر ما وصل اليه الفكر الانسانى والصاقه بتفسير الدين مع الابقاء على الاسس الدينية التى يعتقدونها وهذا الامر لا يلبث ان ينهار امام النقد الموضوعى والمحايد . يتميز الدكتور منصور ان تحديثه للافكار كان نابعا من فكر قرانى اصيل سواء توافق منه مع الحضارة الغربية او تعارض لذلك فإن حجته دائما واضحة الدلالة ولا يمكن نقدها  رغم بساطتها لانها نابعة من معين القران

ان من يسمون انفسهم اصلاحيون يقفون دائما على خطوط التماس بين الحضارة الغربية والفكر المحمدي لذلك فإن تأويلاتهم دائما لا تلبث ان يظهر عوارها فتقديسهم للصحابة سيقودهم حتما على التناقض فى شرح الفتنة الكبري او الفتوحات ...... تمسكهم ببعض الاحاديث سيقودهم حتما الى  التناقض فى التأويل والبحث عن لى عنق الايات والاحاديث لاحداث توافق مرضى ونتيجتهم فى النهاية تكون مشوهه. الدكتور احمد دون محاباه اعتقد انه قبل ان يحاول تجديد الفكر الاسلامى اعاد تجديد ايمانه وفقا للقران رحلته التى تكللت بفهمه ان القران هو المعين الصافى جعلت من نتائج ابحاثه واضحة ومتوافقة مع الفطرة لانها تستقى قيمها من القران وحده. شكرا دكتور احمد شكرا كثيرا

 

6   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الخميس 11 يوليو 2019

[91156]


جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حسام


وننتظر إسهاماتك فى موقع أهل القرآن.

 

 

 

  الباب الأول :

إتخاذ المحمديين الشيطان وليا من دون الله جل وعلا

الفصل الأول :

القاموس القرآنى : ( إتّخذ ـ يتخذ ) ( 1 ) (2 )

 

 القاموس القرآنى : ( إتّخذ ـ يتخذ ) ( 1 ) 

أولا : الإتّخاذ فى غير الدين

1 ـ فى قصة موسى عليه السلام . قال جل وعلا :

1 / 1: ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴿٦٠﴾ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴿٦١﴾ الكهف) ( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا﴿٦٣(الكهف ). الحوت ( إتخذ سبيله فى البحر )

 1 / 2 :   (  فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿الكهف: ٧٧﴾. سأل موسى العبد الصالح أن ( يتخذ أجرا ).

2 ـ فى قصة مريم عليها السلام.قال جل وعلا:( فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿مريم: ١٧﴾.مريم إعتزلت قومها و(إتخذت من دونهم حجابا ) 

3 ـ عن النحل قال جل وعلا :  (  وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴿النحل: ٦٨﴾. النحل ( يتخذ بيوتا ) .

ثانيا : الإتخاذ الدينى فى الاسلام    

1 ـ الله جل وعلا

1 / 1 : يتخذ من المؤمنين شهداء ليشهدوا على أقوامهم يوم الحساب . أولئك هم الدعاة الى الحق . قال جل وعلا : ( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿١٤٠﴾  آل عمران )

1 / 2 :  كافأ رب العزة جل وعلا ابراهيم عليه السلام ف ( إتخذه خليلا ) . قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴿النساء: ١٢٥﴾

2 ـ المؤمن :

2 / 1 : يتخذ ربه جل وعلا وحده وكيلا يتوكل ويعتمد عليه . ( رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴿المزمل: ٩﴾

2 / 2 : يتخذ الى ربه سبيلا : أى التقوى . قال جل وعلا :

2 / 2 / 1 :(إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿المزمل: ١٩﴾( الانسان 29 )

2 / 2/ 2 : (ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا ﴿النبإ: ٣٩﴾

2 / 2 / 3 : ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿٥٧﴾ الفرقان ).

2 / 3 :  وبالتقوى يستحق أن يكون له عند ربه جل وعلا عهد بأن تشفع له أعماله لأنه قام بعهد الله جل وعلا وأوامره  ، أو بالتعبير القرآنى : ( لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا ﴿مريم: ٨٧﴾،

2 / 4 : وهو ينفق فى سبيل الله جل وعلا ما يقربه من الله جل وعلا ، أو بالتعبير القرآنى عن بعض الأعراب المؤمنين : (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّـهِ )﴿٩٩﴾التوبة ).

2 / 5 : لا يتخذ المؤمن :

2 / 5 / 1 : مخلوقا مقدسا مؤلها مع الله جل وعلا :

2 / 5 / 1 / 1 : لا يتخذ وليا مع الله جل وعلا ، أى يكتفى بربه جل وعلا وليا : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿الأنعام: ١٤﴾

2 / 5 / 1 / 2 : لا يتخذ زوجة أو ولدا ينسبه لرب العزة جل وعلا. قال الجن المؤمنون  : ( وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿الجن: ٣﴾

2 / 5 / 1 / 3 : قال فتية أهل الكهف عن قومهم المشركين :( هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿الكهف: ١٥﴾

2 / 5 / 1 / 4 : وقالها الرجل المؤمن فى قصة القرية التى أرسل الله جل وعلا ثلاثة من الرسل . ( أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ﴿يس: ٢٣﴾

2 / 5 / 2 : لا يتخذ المؤمن اولياء من  الكافرين : ( الموالاة تكون فى الحرب : مع هذا ضد ذاك )

2 / 5/ 2 / 1 : فى حالة محاربة الكافرين المؤمنين المسالمين فالمؤمن إذا كان يعيش مع الكافرين المعتدين لا يواليهم فى إعتدائهم على المؤمنين المسالمين ، وعندما يخاف من الإضطهاد يجوز له أن يتقيهم أى يظهر لهم الولاء ولكن يظل قلبه متمسكا بالحق ، وهذه هى التقية فى الاسلام ، ليست فى التآمر كما يفعل الشيعة وليست فى التلون والنفاق كما يفعل المشركون أصحاب الوجوه المتلونة طلبا للجاه والسلطان ، ولكن التقية هى للمؤمنين المضطهدين للنجاة من ظلم المشؤكين المستكبرين المعتدين . قال جل وعلا : ( لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّـهِ الْمَصِيرُ ﴿٢٨﴾ آل عمران )

2 / 5 / 2 / 2 . لا يتخذ المؤمنون وليجة أى بطانة من المنافقين معادية لله جل وعلا : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾ التوبة )

2 / 6 : وهم عند تأدية مناسك الحج يتخذون من مقام ابراهيم مصلى ، أى يؤدون الصلاة حيث وقف ابراهيم امام البيت يدعو الى الحج . ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )﴿البقرة: ١٢٥﴾

ثالثا : الله جل وعلا لم يتخذ معه وليا ولا شريكا ولم يتخذ له ولدا

1 ـ فى نفى إتخاذه جل وعلا ولدا أو شريكا فى حكمه قال رب العزة :

1 / 1 :( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖوَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴿١١١﴾ الاسراء )

1 / 2 :  ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴿١﴾الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴿٢﴾ الفرقان )

2 ـ المسيحيون زعموا المسيح إبنا لله جل وعلا . ورد رب العزة عليهم فقال :

2 / 1 : ( قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿يونس: ٦٨﴾. فالله جل وعلا هو الغنى غير المحتاج لاتخاذ معين له ، وهو جل وعلا مالك السماوات والأرض ، وما عداه جل وعلا فهو ملك له ومن خلقه ، ثم أنه ليس للكافرين حُجّة تثبت هذا الإفك ، وهم يفترون على الله جل وعلا ما لا يعلمون. يتكلمون نيابة عن الله جل وعلا إعتداءا وجهلا .

2 / 2 : ( وقَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ) ﴿البقرة: ١١٦﴾  . هو جل وعلا وحده مالك السماوات والأرض ، وكل مخلوقات الله جل تحت هيمنته فما من دابة إلا هو جل وعلاآخذ بناصيتها ، بيده حياتها وموتها ، وله أسلم من فى السماوات والأرض طوعا وكرها .  وجميعهم اليه وحده راجعون . فكيف يتخذ معه شريكا ؟  

2 / 3 : ( مَا اتَّخَذَ اللَّـهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿المؤمنون: ٩١﴾. هنا دليل عقلى ينفى وجود إلاه معه ، لأنه لو كان معه شركاء ولها مخلوقات لتنافست تلك الآلهة مع بعضها بما يسبب دمار العالم .

2 / 3 : وقال جل وعلا  بأسلوب الاستنكار والتهديد لمن زعم أنه إتخذ ولدا :

2 / 3 / 1 : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾ وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿95)مريم)

2 / 3 / 2 :( وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿ ٤﴾ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚإِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾ الكهف )

 2 / 4 : ( ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚقَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤﴾آل عمران )ثم تأكيد حقيقة أنه جل وعلا ما إتخذ ولدا :  (مَا كَانَ لِلَّـهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٣٥﴾ آل عمران  )

2 / 5 : ويوم القيامة سيسائل رب العزة المسيح عما زعموه ، وسينكر المسيح أقوالهم وسيتبرأ منها ومنهم : ( وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿ ١١٦﴾مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚوَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾المائدة )

2 / 6 : وأمر الله جل وعلا النبى محمدا وكل دُعاة الحق أن يعظوا أهل الكتاب بالتمسك بأنه لا إله إلا الله ، وأنه جل وعلا لا شريك له فى مُلكه ، وألا يتخذ بعضهم بعضا اربابا من دون الله ، أى لا يكون عندهم كهنوت يجعل نفسه واسطة بين الناس ورب الناس . قال جل وعلا : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) ﴿٦٤﴾ آل عمران  )

3 ـ ولم يتعظ اليهود والنصارى . لم يكتفوا بتأليه المسيح وغيره بل زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه . وهى مقولة كافرة رد الله جل وعلا عليها فقال : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّـهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖوَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٨﴾ المائدة )

5 ـ  أوضح جل وعلا قصة المسيح ، ثم قال : ( ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ﴿٥٨﴾آل عمران ) ثم قال جل وعلا عن طبيعة عيسى :( إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾ وأن هذا هو الحق :( الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٦٠﴾ آل عمران )  ثم  الدعوة الى المباهلة لو إستمروا على زعمهم : (  فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾ آل عمران ).   وبرغم كل ما جاء فى القرآن الكريم عن نفى أنه جل وعلا إتخذ ولدا ، ورغم أن معظم المحمديين يحفظون سورة (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾) إلا إنهم زعموا :

5 / 1 : أن محمدا مخلوق من النور الالهى ، أى هى نفس عقيدة المسيحيين فى نسبة الولد لرب العزة جل وعلا مع تحوير لفظى . أئمة المحمديين إفتروا حديثا يقول : ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر )  ، وزعموا أن محمدا أول من خلق الله ، زعموا : ( كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ، وكنت نبيا ولآدم لا ماء ولا طين ).

5 / 2 : أن ( النور المحمدى ) إنتقل من محمد الى الأولياء ولا يزال يتنقل . وتلك ما يسمونه بالحقيقة المحمدية . وهى نفس مقولة (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّـهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖوَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٨﴾ المائدة )

5 / 3 :وكما يقول المسيحيون أن ( الروح ) هى جزء الاهى داخل الانسان فإن المحمديين  يؤمنون بهذا الإفك ، وأبو حامد الغزالى فى كتابه ( إحياء علوم الدين ) وفى كتاب ( مشكاة الأنوار ) زعم أن ( الروح ) فى القرآن الكريم هو جزء إلاهى داخل الانسان . هذا مع ( الروح ) فى القرآن الكريم يعنى ( جبريل ) ، ولنا مقال منشور بهذا الصدد .

5 / 4 : كفر (المحمديون ) بعقيدة ( لا إله إلا الله ) وصنعوا إلاها أسموه (محمدا ) تتناقض صفاته مع صفات محمد خاتم النبيين عليه وعليهم السلام . بل تطرفوا فى تأليه هذا الإله المزعوم أكثر من تأليه ( المسيحيين ) لالههم المزعوم (المسيح ).!

 

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الجمعة 12 يوليو 2019

[91160]


وان تدعوهم الى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون


سبحانه جل و علا ... سبحانه عندما يستخدم كلمة ( سبحانه ) في رده عليهم .. ما أعظمك يا إلهي و لا نقول إلا كما قلت عن نفسك : فسبحانك سبحانك.
مقال جميل جدا كالعادة .. و فوق العادة كالعادة .. حفظكم الله جل و علا ... ما أروع الرد الذي فيه كمية هائلة من الرجاء لله عز و جل من نبيه عيسى عليه السلام بالقول : ( ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم ) فماذا إذا غفر لهم الله عز و جل ! لاحظ وصف عيسى لهم بأنهم ( عبادك ) هذا مع أن عيسى عليه السلام لا يعلم ماذا افتروا عليه من بعده و هذا الحديث المعجزة في حد ذاته و هو غيب سيتحقق سيكون يوم القيامة . لو أن المسيحيين آمنوا بالقرآن الكريم لوجدوا فيه كل الإجابات الشافية عن اسئلتهم و تساؤلاتهم و لكنهم ( إن تدعهم إلى الهدى لا يسمعوا ) . هي نفس المأساة تتكرر مع الناس و نفس الحجج تراها واضحة بينة من ( المحمديين ) و يبقى الدكتور أحمد واضحا صامدا لا يجامل في ( لا إله إلا الله ) و من يستمع بتركيز عال لحلقة ( لحظات قرآنية : عن الحج - التقوى - ) و فيها يوضح معنى التقوى بأنها ليس فقط أن ( تخاف الله جل و علا ) بل ( تخاف الله عز و جل و لا تخاف غيره ) و هو توضيح رائع جدا و جديد و دائما ما يقدم الدكتور أحمد الجديد . حفظكم الله جل و علا.

2  
تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   السبت 13 يوليو 2019

[91164]


شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:

  1. ددخل أهل الكتاب فيما حسبوه إسلاما بعد قرنين تقريبا من الفتوحات الشيطانية . دخلوه يحملون أثقالا من دينهم الأرضى القديم فتحول الاسلام الى سُنة وتشيع وتصوف . وما إعتادوا قوله وفعله وإعتقاده قبل دخولهم دين الغُزاة أصبحوا يقولونه ويفعلونه ويعتقدونه بعد دخولهم دين الغزاة. الغزاة العرب مارسوا الكفر السلوكى بالاعتداء والاحتلال والسلب والنهب والسبى والاسترقاق ، ودخلت الشعوب فى دين كافر معتد للغزاة فصاغوا كفرا قلبيا.
    التغيير كان فى الأسماء والمظاهر فقط ، بدلا من تقديس وعبادة المسيح قدسوا وعبدوا محمدا ، وبدلا من إتخاذ الأحبار والرهبان أربابا إتخذوا الأئمة والشيوخ احبارا ورهبانا ، وبدلا من الأناجيل التى كتبها أصحابها سيرة تاريخية للمسيح كتبوا ورووا سيرة للنبى محمد على نفس المنوال تقريبا مع بعض رتوش عربية قتالية ، وبدلا من معجزات القديسين صنعوا كرامات للأولياء. 
    الشيطان يتخفى خلف كثير من العمائم واللحى.
  2.  

القاموس القرآنى :(إتّخذ ـ يتخذ )( 2 ):

إتّخاذ الشيطان وليا من دون الله جل وعلا :

أولا : الفاطر جل وعلا  

 بين ( خلق ) و ( فطر )

1 ـ ( خلق ) يفيد الخلق من خلق سابق أو الخلق بعد بعد خلق أو ( الجعل ). قال جل وعلا : ( خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٦﴾ الزمر). أى هناك خالقون ولكن الله جل وعلا هو أحسن الخالقين. قال جل وعلا : ( فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿١٤﴾ المؤمنون ) ( أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ﴿١٢٥﴾ اللَّـهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿١٢٦﴾ الصافات ) لذا يوصف الانسان بالخلق ، ومنه خلق الإفك , قال ابراهيم عليه السلام لقومه : ( إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ﴿١٧﴾ العنكبوت) .

2 ـ  أما ( فطر ) فهو الخلق من لاشىء . الله جل وعلا وحده هو ( فاطرالسماوات والأرض)أى فاطر كل شىء ، لأن السماوات والأرض تشمل ما فيهما ومن فيهما .

3 ـ  لذا لا يوصف بالفاطر سوى رب العزة جل وعلا .

 الله جل وعلا فاطر السماوات والأرض : يأتى هذا فى سياق :

1 ـ أنه جل وعلا لا شكّ فيه . هكذا قالت كل الرسل لأقوامهم :  ( قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى )  ﴿ابراهيم: ١٠﴾ . ببساطة متناهية : انظر حولك وتفكر بصدق : من خلق كل هذا ؟

2 ـ الذى لا مثيل له جل وعلا . قال جل وعلا : (  فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿الشورى: ١١﴾

3 ـ جاعل الملائكة رسلا ، وهم بسرعات طيران لا نهائية . قال جل وعلا : (  الْحَمْدُ لِلَّـهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴿فاطر: ١﴾

4 ـ  عالم الغيب والشهادة الذى اليه وحده الحكم فى الاختلافات الدينية بين البشر يوم القيامة بما يؤكد تحريم الإضطهاد الدينى ومحاكم التنفتيش وأنه لا وجود للكهنوت الدينى ولا للسلطة الدينية فى دولة الاسلام . قال جل وعلا : (  قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿الزمر: ٤٦﴾ :

5 ـ فيما يخص موضوعنا ( أنه جل وعلا وحده هو الفاطر الولىُّ المعبود المُستعان به .

5 / 1 : قالها يوسف عليه السلام وهو فى أوج سلطانه : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿يوسف: ١٠١﴾ يوسف )

5 / 2 : وأمر الله جل وعلا خاتم النبيين عليهم السلام ان يعلنها : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗقُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴿١٤﴾ الانعام ). الله جل وعلا هو وحده الولى فاطر السماوات والأرض ، وهو وحده الذى يطعم غيره ولا يطعمه غيره ، بينما الأولياء المزعومة فهى مخلوقة وتحتاج لمن يطعمها .

 الأنبياء والمؤمنون يعلنون إيمانهم بالله جل وعلا الذى ( فطرهم ) أى خلقهم من لا شىء ، وهم بذلك يعلنون التحدّى للمشركين وآلهتهم .

1 ـ قالها هود لقومه عاد (يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٥١﴾ هود   )

2 ـ وقالها ابراهيم لقومه :

2 / 1 : ( إنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾ الانعام  )

2 / 2 : ( قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ الانبياء )

2 / 3 :( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ ﴿٢٦﴾ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴿٢٧﴾ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢٨﴾ الزخرف)

3 ـ وقالها السحرة لفرعون يتحدُّونه :( قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٧٢﴾ طه )

4 ـ وقالها الرجل المؤمن لقومه فى القرية الظالمة التى كذبت ثلاثة من الرسل : ( وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢﴾ يس )

ثانيا : الفطرة : لا تبديل للفطرة

1 ـ خلقنا الله جل وعلا من لاشىء . قال جل وعلا : ( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ﴿١﴾ الانسان ). وقال جل وعلا للنبى زكريا : ( وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴿٩﴾ مريم ). أنت قبل مولدك بأعوام لم تكن شيئا مذكورا.

2 ـ بدأ خلق الأنفس كلها مرة واحدة فى البرزخ ، ثم خلق آدم وحواء ، ونفخ النفس فى جسد آدم ثم نفخ النفس فى جسد حواء ، ثم يتم نفخ كل نفس فى الجنين المخصص لها ويولد ذكرا أو انثى ، ثم يقضى الفرد العمر المقدر أن يعيشه فى هذه الأرض ثم يموت بأن تعود النفس الى البرزخ الذى أتت منه .

3 ـ ولأنه جل وعلا قد خلقنا من لاشىء ، فالمعنى أنه ( فطرنا ) . هو جل وعلا قد ( فطر) أنفسنا كلها حين خلقها على أنه ( لا إله إلّا الله ) وأخذ على الأنفس العهد بهذا . قال جل وعلا : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ) ﴿١٧٢﴾ الاعراف). إنها الفطرة المأخوذة من الفعل ( فطر ).  

4 ـ هذه الفطرة  هى الاسلام أو الدين القيّم الذى قال عنه الفاطر جل وعلا يأمر خاتم النبيين : (  فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ الروم ) .

5 ـ هذه الفطرة متأصلة في البشر مهما بلغ ضلالهم ، وهى تستيقظ عندما يتعرض الانسان لخطر الموت فيصرخ مستغيثا بربه . والأمثلة كثيرة فى القرآن الكريم ، منها :

5 / 1 :(  هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٣﴾يونس )

5 / 2 : ( قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٦٣﴾ قُلِ اللَّـهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ ﴿٦٤﴾ الانعام)

6 ـ وأى ملحد متجرىء على ربه منكر له  وهو مستريح ، فإذا وقع فى مرض ( أو وقفت شوكة فى حلقه) سيصرخ ما إستطاع متضرعا لربه جل وعلا. ومهما بلغ كفره فلن يصل الى فرعون موسى الذى حين أدركه الغرق آمن ( فى الوقت الضائع ) : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩٠﴾ يونس ) . الكافر يجحد الفطرة ، وهو يعلم بوجودها فى قلبه .

الشيطان يغير الفطرة ( لا إله إلا الله ) الى كفر

1 ـ  تبديل الفطرة يعنى إنكارها بدرجة 100 % . أى إنكار وجود الله جل وعلا. أما تغيير الفطرة فهو تغييرها بدرجة كذا فى المائة . الله جل وعلا أكّد أنه ( لا تبديل لخلق الله ) ، بينما جاءت إشارة الى أن الشيطان يغير الفطرة . الشيطان لا يستطيع إقتلاع الفطرة من داخل الانسان ، فلا يمكن لأى إنسان مهما بلغ كفره أن ينكر وجود الله جل وعلا ، ولكن الشيطان يجعله يغير فطرته بأن يؤمن بالله جل وعلا ويؤمن معه بآلهة أخرى وأولياء آخرين .  

2 ـ معنى الكفر ليس إنكار وجود الله جل وعلا ولكن تغطية الفطرة النقية بالايمان بأولياء وآلهة مع الله جل وعلا . فالكفر يعنى التغطية ( كفر ) يعنى ( غطّى ) ومنها ( الكفارة ) التى تغطى الذنب ، والزارع ( كافر ) بمعنى أنه يغطى البذور بالتراب . قال جل وعلا : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ )  ﴿٢٠﴾ الحديد ) . ولهذا ففى الكفر إيمان بالله ولكنه إيمان قليل لا يأبه به رب العزة جل وعلا إذ يؤمن الكافر بالله جل وعلا ويؤمن بآلهة وأولياء معه . قال جل وعلا : (  بَل لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ ﴿البقرة: ٨٨﴾  ( وَلَـٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿النساء: ٤٦﴾.هنا إيمان قليل يعبر عن كفر يستحق صاحبه اللعنة، فالكفر هو تغيير للفطرة .

إتخاذ الشيطان وليا معبودا من دون الله جل وعلا

1 ـ الشيطان هو الذى يفعل هذا ببنى آدم . هذا ما أعلنه الشيطان : ( وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿  ١١٨﴾   وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّـهِ ). تغيير حلق الله أى جعل الفطرة كفرا بالايمان بالله جل وعلا وإتّخاذ أولياء معه .

2 ـ هذا الذى تتغير فطرته بأن ( يتخذ مع الله جل وعلا أولياء وآلهة  ) يكون فى الحقيقة قد إتخذ الشيطان وليا معبودا ، فبقية الآية تقول : (ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴿١١٩﴾  النساء ).

 3   : فى خاتمة قصة آدم وهبوطه من الجنة وزوجه قال جل وعلا:

3/ 1  : يحذّر بنى آدم من مكر الشيطان : ( يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ) بعدها قال جل وعلا : (  إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾ الاعراف )

3 / 2 : يحذر بنى آدم من موالاة عدوهم الشيطان : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗأَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾ الكهف )

4 ـ : وقد قال جل وعلا عن الضالين : ( وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ) ثم قال عنهم : ( إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿الأعراف: ٣٠﴾ . فالشيطان يُقنع أولياءه أنهم مهتدون ، فيحسبون أنهم مهتدون .

5 ـ ولهذا حذّر رب العزة جل وعلا المؤمنين من إتخاذ الشيطان وليا فقال : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴿فاطر: ٦﴾.

6 ــ ووعظ رب العزة جل وعلا المؤمنين بأن يخافوه جل وعلا وحده ، لأنهم إذا لم يتقوا رب العزة سيصبحون أولياء للشيطان وسيخيفهم الشيطان من كل شىء ، فهكذا يفعل الشيطان بأوليائه . قال جل وعلا : ( إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧٥﴾ آل عمران )

7 ـ الشيطان يدفع أولياءه للكفر العقيدى بعبادة البشر والحجر ، ويدفعهم للكفر السلوكى بالاعتداء الحربى على المسالمين . والذين يعتدون على من لم يعتدوا عليهم يكونون أولياء الشيطان ، وهذا ينطبق على قريش حين كانت تعتدى على المؤمنين فى المدينة ، وينطبق على خلفاء قريش ( الفاسقين ) الذين قاموا بالفتوحات الشيطانية . وهذا هو الفارق بين الذين يقاتلون دفاعا والذين يقاتلون معتدين ، فالمعتدون يقاتلون فى سبيل الطاغوت وهم أولياء الشيطان . قال جل وعلا :  ( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴿٧٦﴾ النساء ).

أخيرا :

1 ـ حين أخذ الله جل وعلا عهد الفطرة على الأنفس البشرية حذرهم وهم فى عالم البرزخ مقدما ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣﴾ الاعراف ). حذرهم رب العزة مقدما من عودتهم اليه يوم القيامة ضالين وقد إتخذوا الشيطان وليا ، ويعتذرون بالغفلة وإنهم وجدوا آباءهم هكذا فساروا على ما كان عليه السلف : (  أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ )

2 ـ وسيتحقق هذا يوم القيامة حيث سيقول لهم رب العزة جل وعلا يؤنبهم : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٠﴾ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚهَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٦١﴾ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖأَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴿٦٢﴾ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴿٦٣﴾ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿٦٤﴾ يس )

3 ـ إذا كان بنو آدم لا يرون الشيطان وقبيله . فكيف يتخذونه وليا ؟


التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الإثنين 15 يوليو 2019

[91165]


و يحسبون أنهم مهتدون!


كالعادة و كالعادة فوق العادة مقال يكتب بماء الذهب و لتأكيد فكرة المقال الرائعة هناك من حقت عليهم الضلالة لأنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله عز و جل و هم يحسبون أعمالهم هذه و اتخاذهم الشياطين أولياء أنهم يحسنون صنعا ! يقول جل و علا : ( فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة أنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ) و مازالوا يحسبون أنهم مهتدون و هم تتملكهم حالة – شيطانية – من الغضب الأعمى عند نقد ( أولياءهم !! ) هذه الحالة يجب أن ندرسها و نحللها علنا نجد خيطا و لو رفيعا نتمسك به لنقول : بالقرآن و كفى تهرب من خطوات الشيطان و تبدأ الطريق الطويل و لكنه آمن و سالك لتصل إلى لا إله إلا الله بنسبة 100 % . و تسقط من قلبك أي تمسك أو إيمان بغيره و تبدا في تنظيف عقلك من جبال شاهقة من ( العك الكروي !! ) و ( غابة من السيقان !! ) – هذا تعبير رياضي يعرفه المتخصصون في كرة القدم و نحن نشاهد بطولة كاس إفريقيا بمصر و وصول الجزائر لنهائي البطولة – معذرة دكتور أحمد لهذه الجزئية.
و ما أجمل وصف الحق جل و علا لهم بأن ( سيحلفون له جل و علا ) يحسبون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون .. هم كاذبون .. كذبوا على الله جل و علا بعدم توحيده بنسبة 100 % و عدم ( تنظيف عقولهم و قلوبهم ) من ما علق و لصق و صعب عليهم إزالته ( يا ترى ما هو نوع الغراء الشيطاني الذي لصقوا به تلالا و جبالا من ما وجدوه في خطوات الشيطان ) ؟
لذا يقول جل و علا : ( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء الا أنهم هم الكاذبون ).


2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء 17 يوليو 2019

[91170]


شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:


من مظاهر غسيل المخ الذى يمارسه الشيطان على أوليائه أنهم يظلون مصممين على انهم غير مشركين حتى عند لقاء الله جل وعلا . سيحلفون يوم الحشر : والله ربنا ما كنا مشركين ، يكذبون على أنفسهم ( الأنعام 22 : 23 ) . من اجل فإن الذى يبحث عن الهداية مخلصا لله جل وعلا قلبه يتحرر من أسر الشيطان ويزده ربه جل وعلا هدى.

 

 

 

الباب الأول

الفصل الثانى : الشيطان :

 

ماهية الشيطان الذى إتخذه المحمديون وليا من دون الله جل وعلا

الشيطان عدو لبنى آدم :

القرين الشيطانى الذى يزيد المحمديين ضلالا

المحمديون: إتخذوا الشيطان وليا عبدوه دون أن يروه

 

 

ماهية الشيطان الذى إتخذه المحمديون وليا من دون الله جل وعلا

 

أولا : البرزخ الذى تعيش فيه الشياطين

فى كتاب لنا منشور هنا عن ( البرزخ ) قلنا :  

1 ـ  خالق السماوات والأرض يخبرنا أنه خلق سبع سماوات وسبع أرضين . قال جل وعلا ( (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ) (12) الطلاق). نحن لا نرى سوى دزء ضئيل من الكون المرئى ، وهذا الكون المرئى هو الموصوف فى القرآن أنه بين السماوات والأرض ، قال جل وعلا : ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ( وَلِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ) ﴿المائدة: ١٧ ، 18﴾. ثم نحن لا نرى برازخ السماوات والأرض . نرى أرضنا المادية وما تصل اليه تيليسكوباتنا فيما بين أرضنا والسماوات من نجوم ومجرات وثقوب سوداء وبيضاء . هناك سبع أرضين ، أرضنا المادية يتخللها بالترتيب ست أرضين أخرى ، مستويات أخرى أو برازخ ، ثم بالترتيب أيضا هناك سبع سماوات يتخللن السبع أرضين. نفس الحيّز ولكن بأبعاد وأعماق متوالية ، يتخلل الأعلى ما هو دونه من السماء السابعة وما يليها حتى الأسفل ، وهو :هذه الأرض والكون المادى من نجوم ومجرات.

 2 ـ فى برازخ الأرض توجد الجن والشياطين والملائكة الموكلة بالانسان ، مثل ملائكة تسجيل الأعمال وملائكة الموت ، وهى تتحرك فى عوالمها البرزخية بين السماوات والأرضين بسرعات لا ندركها. والنفس البشرية تنتمى الى البرزخ ، تعود اليه مؤقتا بالنوم ، وتعود اليه نهائيا بالموت حيث تترك جسدها المادى يتحلل ويبلى فى الأرض المادية .

3 ـ الجن يعيشون فى برازخ الأرض الستة . عن معيشتهم فى برازخ الأرض قالوا : ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (12) الجن ) وقالوا أيضا : ( وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِي اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (32) الاحقاف )

4 ـ برفض ابليس السجود لآدم طرده الله جل وعلا من الملأ الأعلى ، وأصبح إسمه الشيطان ، ولم يعد بإمكانه الصعود الى برازخ السماوات ، وتعين عليه وذريته العيش فى برازخ الأرض مع الجن ، أى اصبح من الجن . الشيطان وذريته فى برازخ الأرض الست  يتخللون البشر بإعتبارهم مخلوقات برزخية  ، ويتخصصون فى الايقاع بنا كما أوقع الشيطان من قبل بأبوينا . وجاء تحذير الرحمن لنا ، قال جل وعلا : ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) الاعراف ). والذى يعشى ويعمى ويُعرض عن ذكر الرحمن يقترن به شيطان يضله عن السبيل ، يزين له الحق باطلا والباطل حقا ، قال جل وعلا : (  وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) الزخرف ) لا يراه فى هذه الحياة الدنيا ، ثم سيراه فى الآخرة : ( حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)  الزخرف ). يسيطر هذا القرين الشيطانى على النفس البشرية وهى تنتمى مثله الى عالم البزخ ، ويتحكم فى المُخّ والحواس. يسمع الانسان الحق بأذنيه ولكن الشيطان المسيطر على النفس يحول بينها وبين وصول الحق اليها . أى يجعل حجابا مستورا برزخيا يمنع وصول الهداية ، قال جل وعلا : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (198) الاعراف )  

  5 ـ فى برزخ من برازخ الأرض عاش آدم وزوجه مخلوقات برزخية يتمتعان بجنة برزخية ، وكانا مأمورين بالأكل من كل شجرها عدا شجرة واحدة. كانا فى نفس البرزخ يريان الشيطان ويتعاملان معه . أقنعهما بالأكل من الشجرة المحرمة ، وصحبهما اليها ، وأخذ يقسم لهما أنه من الناصحين .  كانا فى الجنة البرزخية يرتديان رداءها البرزخى النورانى يستر جسديهما المادى . بمجرد أكلهما من الشجرة المحرمة ظهر جسدهما المادى ، ففزعا وأخذا يغطيانه بورق الجنة النورانى ، هذا بينما يتشفى فيهما الشيطان حال فزعهما يريهما أجزاء جسديهما المادى . وبعصيانهما هبطا الى هذه الأرض المادية . قال جل وعلا يحذرنا :(يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ  )(27)  الاعرف  )

6 ـ بدأ العلم الحديث يقرع أبواب عوالم البرزخ ( الميتافيزيقا ) . فقد اتضح إن ذرات المادة الأرضية تدور بسرعة تتراوح بين 400 مليار دورة إلى 750 مليار دورة فى الثانية الواحدة , وإذا استطاعت ذرة مادية أن تدور فوق 750 ألف مليون دورة فى الثانية فإننا لا نستطيع أن نراها . وهذا يفسر لنا السبب فى أن مروحة الطائرة إذا اشتد دورانها فإننا لا نراها مع أنها موجودة .. وهكذا بالنسبة لذرات الهواء والذرات المتطايرة من المواد الأخرى والتي نحس بها عن طريق الرائحة دون الرؤية ..وذرات العالم السداسي الأبعاد أسرع دورانا وبهذا تخرج عن المستوى الاهتزازي لعالمنا المادي فلا نستطيع أن نراها . ومن العالم الذي لا نراه الجن والملائكة والشياطين , وحتى النفس البشرية خارجا عن الجسد . وقد دل علم الميكانيكا الموجية على أن الأساس فى تداخل الأجسام أو عدم تداخلها يرجع إلى اختلاف المستوى الاهتزازي لهذه الأجسام أو تطابقه . فإذا كان المستوى الاهتزازي لهما واحدا لانتمائهما إلى نفس العالم فان تداخلهما يكون مستحيلا , فلا يستطيع الإنسان أن يخترق بجسده الحائط لأن المجال الاهتزازي بينهما واحد . أما إذا اختلف المجال الاهتزازي فيستطيع الكائن الأكثر اهتزازا أن يخترق الكائن الأقل اهتزازا . فالجن والملائكة تستطيع اختراق الجسد الإنساني والعالم المادي . ويكون التداخل بينهما طبيعيا . وعلى ذلك فان وجود جسمين أحدهما أرضى والأخر برزخي متداخلين ويشغلان مكانا واحدا فى وقت واحد يعتبر ظاهرة طبيعية يؤيدها العلم . وجهاز الراديو أبرز مثال على ذلك فالكون ممتلئ بموجات لاسلكية تخترق الجدران لأن ذبذباتها اعلي من نظيرتها فى العالم المادي وهى فى نفس الوقت مختلفة الذبذبات لذلك تتداخل فى جهاز الراديو ولا يحس بعضها ببعض ولا يؤثر بعضها على بعض , وكلها فى نفس جهاز الراديو , فإذا استقر مفتاح الراديو على موجة معينة التقطها دون أن يعوقه وجود موجة أخرى فى نفس المكان أو نفس المحطة لأنها ذات ذبذبة أخرى . فإذا أردنا التشويش على محطة بعينها استخدمنا نفس الذبذبة ..هذا مع العلم بأن عالمنا المادى تتدرج إهتزازاته من 400 مليار دورة إلى 750 مليار دورة فى الثانية الواحدة ، المواد الصلبة من أجساد وكواكب ونجوم ومجرات مادية إهتزازاتها  400 مليار دورة فى الثانية . تكون أسرع لو تحولت المادة الى بخار ، لذا يصعب رؤيته ، ثم تستحيل رؤيته لو تحول الى طاقة ، وفى كل تزداد سرعة الاهتزازات الى أن تصل الى 750 مليار هزة فى الثانية ، وفى هذه المجالات العليا من عالمنا المادى تقع انواع الطاقة غير المرئية والتى يمكن إستخدامها مثل أشعة إكس وجاما والبنفسجية وتحت الحمراء ، وهى تخترق أجسامنا والأجسام الصلبة التى فى مستوى أقل منها ، ومنها مستوانا السفلى 400 مليار دورة . ونتذكر أن الطاقة هى مادة متحولة ، وأن الطاقة والمادة وجهان لعملة واحدة . فإذا كان هناك كائن تزداد إهتزازاته فوق 750 مليار دورة فى الثانية الواحدة فهو فى عالم البرزخ ، ومن الطبيعى أن يتخللنا ، وأن يتخلله من هو أعلى منه من عوالم البرزخ المتدرجة .  وعليه  فالإنسان يعيش فى عالمين متداخلين ولكل منهما مستوى اهتزازي يغاير الآخر . ويتداخل الجسمان : الجسد الارضى والنفس البرزخية فى كائن واحد ومكان واحد . والإنسان أيضا لا يرى الملائكة بعين جسده , ومن الملائكة رقيب وعتيد , وهما مقترنان بكل إنسان يحفظان أعماله , ومع اقترانهما به ومعرفتهما به فإنه لا يدرى عنهما شيئا . ولا يكشف ذلك إلا عند لحظة الاحتضار وعند البعث عندما ينكشف عنه الغطاء ..

 ثانيا : الشياطين ذكر وأُنثى

1 ـ ما عدا الخالق جل وعلا فكل المخلوقات من أحياء وجماد هى زوجان ( ذكر وأنثى / موجب وسالب ) .وهذا يسرى على عوالم البرزخ من الملائكة والجن والشياطين . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ) ﴿يس: ٣٦﴾ 

1 / 2 : ( وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ ﴿الزخرف: ١٢﴾

1 / 3 : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٤٩﴾ الذاريات )

2 ـ يسرى هذا على ابليس ( الشيطان ) .

2 / 1 : لذا يأتى ذكر الشيطان / ابليس ، ويأتى ذكر ( الشياطين ) أى الشيطان وذريته .

2 / 2 : قال جل وعلا عن ذرية ( ابليس ) : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗأَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾  الكهف ) . ومعنى الذرية أن يكون هناك شيطان ذكر وشيطان أنثى ويتزاوجان وينجبان . كيف ؟ هذا غيب لا نعرفه .

ثالثا : الشيطان كالجن يحاول إستراق السمع

3 ـ بطرد ابليس من الملأ الأعلى ( برزخ السماوات العُلى ) وهبوطه الى برازخ الأرض مع الجن أصبح يحاول مع ذريته التسلل الى برازخ السماء الأولى فتلاحقهم الشُّهُب ، قال جل وعلا : ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾ الصافات )

2 ـ هو نفس ما كانت تفعله الجن ، وقد قال قائلهم : ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖفَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ الجن ) .

رابعا :سخّر الله جل وعلا بعض الجن وبعض الشياطين للنبى سليمان عليه السلام

1 ـ عن الجن قال جل وعلا :

1 / 1 : (  وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿النمل: ١٧﴾

1 / 2 : (  قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ )﴿النمل: ٣٩﴾

1 / 3 : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿ ١٢﴾ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴿١٤﴾  سبأ ﴾ .

2 ـ عن الشياطين قال جل وعلا : ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ﴿٣٦﴾ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ﴿٣٧﴾ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴿٣٨﴾ ص )

خامسا : الشياطين يوسوسون للجن ليضلوهم كما فعلوا مع آدم وزوجه

الجن والشياطين فى برازخ الأرض ، والشياطين يوسوسون للجن كما فعل ابليس مع آدم وزوجه حين كانوا فى برازخ الأرض . ونعطى بعض التفصيل :

1 ـ خلق الله جل وعلا الجن والإنس لعبادته ، قال جل وعلا : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ الذاريات ) 

2 ـ الشيطان يوسوس للناس البشر وللجن أيضا. ونحن مأمورون بالإستعاذة بالله جل وعلا من وسوسته : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿١﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿٢﴾ إِلَـٰهِ النَّاسِ ﴿٣﴾مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿٤﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴿٥﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴿٦﴾ الناس ).

3 ـ الذى يقع فى الضلال من الإنس والجن يتسلط عليه قرين من الشياطين ليزيده ضلالا يزين لهم الضلال هدى . قال جل وعلا : ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿فصلت: ٢٥﴾ .

4 ـ هناك أئمة للإضلال من الإنس والجن إقترنوا بالشياطين فأصبحوا ( شياطين الإنس والجن ) ، وتخصصوا فى إذاعة الوحى الشيطانى . قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿الأنعام: ١١٢﴾

5 ـ وكما يوجد مؤمنون من الإنس يوجد مؤمنون من الجن .

5 / 1 : وقد نزل القرآن الكريم للإنس والجن معا ، وتتكرر فى سورة الرحمن الخطاب لهما معا بقوله جل وعلا ( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴿١٣﴾ ) .

5 / 2  جاء وفد منهم الى النبى محمد وسمعوا القرآن وآمنوا به . قال جل وعلا :

5 / 2 / 1  : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٣٠﴾ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّـهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣١﴾ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّـهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٣٢﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ۚ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٣٣﴾ الاحقاف )

5 / 2  / 2 : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴿٢﴾ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ الجن ) (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴿١٣﴾ الجن  )

6 ـ وكما يوجد ضالون من الجن يوجد ضالون من الإنس :

6 / 1 : قال الجن المؤمنون عن الضالين من الجن :( وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ الجن ) (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾ الجن ) (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَـٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ﴿١٤﴾ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ﴿١٥﴾الجن )

6 / 2 : أئمة الإضلال من شياطين الجن والإنس يضلون أتباعهم ، ويوم القيامة سيقول الأتباع المخدوعون الضالون : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ﴿فصلت: ٢٩﴾

6 / 3 : وسيقال عنهم وهم  فى جهنم :

6 / 3 / 1 (  أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿الأحقاف: ١٨﴾

6 / 3 / 2 : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾ الاعراف  )

6 / 3 / 3 : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾ هود )

6 / 4 : وسيقال لهم وهم فى جهنم :

6 / 4 / 1 : (   وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿الأنعام: ١٢٨﴾

6 / 4 / 2 :(   يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿الأنعام: ١٣٠﴾

6 / 4 / 3 : ( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾ الاعراف  ) .

أخيرا

هذا حديث الرحمن عن غيب البرازخ فيما يخصُّ الشياطين والجن . ونحن نؤمن به ضمن إيماننا بكل ما جاء فى القرآن الكريم . 

 

التعليقات(3)

1   تعليق بواسطة  هشام سعيدي     في   الخميس 25 يوليو 2019

[91191]


تصحيح بعد اذنكم



6 ـ وكما يوجد ضالون من الإنس يوجد ضالون من الإنس


طبعا المقصود كلمة الجن بدلا عن كلمة الانس الثانية


6 / 4 / 3 : ( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾ الانعام ( . الاية من سورة الاعراف وليست الانعام . شكر الله لكم و ووفقكم لكل خير و أنعم عليكم بالعافية الدائمة.

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الجمعة 26 يوليو 2019

[91193]


أكرمك الله جل وعلا د هشام سعيدى ، وجزاك خيرا..


وتم التصحيح.


 

3   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الإثنين 29 يوليو 2019

[91209]


حفظكم الله جل و علا دكتور أحمد .. مقال يوضح الكثير و الكثير عن ماهية هذا المتكبر و أعوانه.

رائع و أكثر من رائع أيها الرائع .. توصيف جميل و غوص عميق في أعماق آيات الله عز و جل .. زادك العليم جل و علا علما و إيمانا .. هذا المقال الرائع يحلل و يبين و يوضح الكثير عن ( الجن ) .. إبداع بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.

 

 

 

 

الشيطان عدو لبنى آدم :

 المحمديون إتخذوا عدوهم الشيطان وليا من دون الله جل وعلا

أولا : الشيطان هو أساس العداء بين البشر

1 ـ  بدأ هذا منذ أن هبط آدم وحواء الى الأرض ، قال جل وعلا عن آدم وذريته : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖوَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ البقرة ). فى بداية إستقرار آدم وأسرته الصغيرة وفى حياته وبتأثير الشيطان قتل إبن آدم شقيقه ، قال جل وعلا عن نفسية القاتل : ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٣٠﴾ المائدة ). إستحوذ الشيطان على نفس القاتل فسوّغ لها قتل شقيقه فأصبح القاتل من الخاسرين .

2 ـ وتكاثرت ذرية آدم ، ووصل عددهم الى البلايين ، وبنفس الكثرة العددية تكاثرت الفتن والقتل والحروب بينهم ، تبدأ بين الشقيق وشقيقه والأقارب وتنتهى بحروب عالمية وصناعات حربية تهدد بتدمير الأرض ومن عليها . الخلفاء الفاسقون كانوا روّادا فى إستخدام إسم الله جل وعلا ودينه فى فتوحات شيطانية كان فيها ولاؤهم الأكبر لعدوهم الشيطان ، وتأسست عليها أديان أرضية شيطانية لا تزال تسبب الارهاب وسفك الدماء فى العالم ، وتنشر الكراهية بين البشر بإسم الاسلام ، والاسلام دين السلام والرحمة ، وما أرسل الله جل وعلا رسوله بالقرآن الكريم إلّا رحمة للعالمين ، وليس لقتل وإرهاب العالمين .

3 ـ زيّن الشيطان للعرب قتل أبنائهم ، وهم الأحب اليهم.!.  قال جل وعلا عن الشيطان : ( وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ۖ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١٣٧﴾الانعام ). الشيطان جعل قتل الأبناء دينا بالتلبيس والتدليس ، فأصبحت ظاهرة فى العرب الى درجة أن جاءت وصية بشأنها ضمن الوصايا العشر ، قال جل وعلا : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿الأنعام: ١٥١﴾. رب العزة جل وعلا لم يكتف بتحريم قتل النفس التى حرّم الله جل وعلا إلّا بالحق بوجه عام ، بل سبق بتحريم قتل الأولاد بسبب الفقر. وتكرر هذا فى قوله جل وعلا : (  وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) ﴿الإسراء: ٣١﴾.

4 ـ هذا أكبر دليل على أن الشيطان هو العدو الأكبر لبنى آدم. وهذا موضوعنا .

ثانيا : إبليس / الشيطان

1 ـ إبليس كان من ملائكة الملأ الأعلى فلما رفض السجود لآدم مستكبرا ( كان ) أى ( اصبح ) من الجن . منشور لنا مقال بهذا هنا . طرده رب العزة جل من الملأ الأعلى فأصبح ضمن الجن المحظور عليهم الولوج الى برازخ السماوات ، واصبح مثل الجن محصورا فى برازخ الأرض ، وقلنا فى كتاب البرزخ إن الأرض المادية التى نعيش عليها تتخللها ست أرضين أو ست برازخ ، وبرازخ الأرض تتخللها برازخ سبع للسماوات . كان آدم وزوجه يعيشان فى جنة أرضية برزخية وعندما أزلهما الشيطان أهبطهما الله جل وعلا لهذه الأرض المادية : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖوَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ البقرة )

2 ـ فى الملأ الأعلى حمل الشيطان إسم إبليس ، فلما طرده الله جل وعلا من الملأ الأعلى وصار من الجن حمل فى الأغلب إسم الشيطان ، وأحيانا إسمه القديم ، كقوله جل وعلا عنه فى إضلال قوم سبأ : (  وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿سبإ: ٢٠﴾،  وقال عنه جل وعلا فى الآخرة وهو مع أتباعه يُلقى بهم فى جهنم : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ الشعراء ). ولكنه فى قصة السجود لآدم وطرده من الملأ يحمل فقط إسم إبليس .

ثالثا : بداية عداء ( إبليس / الشيطان ) لآدم وبنى آدم

1 ـ الله جل وعلا ( عالم الغيب والشهادة ) كان يعلم أن أحد الملائكة من الملأ الأعلى ( وهو إبليس ) يضمر إستكبارا ونفاقا ، فكان الإختبار بخلق آدم ليكون خليفة فى الأرض . قبلها كان يأجوج ومأجوج يعيشون فى الأرض يعيثون فيها فسادا ويسفكون الدماء ، ولنا مقال منشور عن يأجوج ومأجوج . أخبر رب العزة جل وعلا أنه سيجعل فى الأرض خليفة يحل مع أبنائه محل يأجوج ومأجوج . تساءلت الملائكة وجاء الرد من رب العزة بأنه جل وعلا يعلم ما لايعلمون : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ البقرة ) وفيما بعد ظهر إستكبار إبليس فطرده رب العزة من الملأ الأعلى ، وقد ذكّرهم رب العزة مؤكدا أنه يعلم غيب السماوات والأرض ويعلم ما يبدون وما يتكلمون. قال جل وعلا : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴿٣٣﴾ البقرة )

2 ـ ما بين الإخبار بخلق آدم وتعليم آدم الأسماء كلها كان الإختبار للملائكة بالسجود لآدم ، وكان ضمنهم إبليس الذى يضمر الاستكبار . أمر الله جل وعلا الملائكة بالسجود فسارعوا جميعا بالطاعة سوى إبليس الذى لم يكتف بالعصيان بل برّر عصيانه مستكبرا كافرا ، فأظهر المكتوم . 

3 ـ  رفض إبليس السجود حقدا منه على آدم . غاب عنه أن السجود ليس تعظيما لآدم بل هو إختبار فى الطاعة ، أى طاعة الآمر صاحب الأمر جل وعلا . كراهيته لآدم أعمته ، فأدخل نفسه فى مقارنة مع آدم ، معللا رفضه السجود لآدم بأنه  لا يجوز ان يسجد لمخلوق من الطين وأنه خير منه لأنه مخلوق من نار ( طاقة ) وامتدت كراهيته لأبناء آدم الذين لم يأتوا بعد فتوعد بالسيطرة عليهم وغوايتهم ولن ييأس من إضلالهم . هذا موجز ما جاء فى الآيات التالية :

3 / 1 : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾الاسراء )

3 / 2 : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ الاعراف ).

3 / 3 : ( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴿٨٣﴾ ص )

3 / 4 : ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ الحجر)

4 ـ الحسد  هو التوصيف القرآنى لحقد إبليس على آدم وذريته . وقد تجلى هذا الحقد فى عزمه إغواء بنى آدم . لذا أمر الله جل وعلا بالإستعاذة من هذا ( الحاسد ) حين ( حسد ) آدم وذريته . سورة الفلق تتكلم عن ابليس / الشيطان / الشياطين والاستعاذة بالله جل وعلا منهم  : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿١﴾ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿٢﴾ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿٣﴾ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿٤﴾ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿٥﴾) . ومنشور لنا مقال عن ( الحسد ).

رابعا : تحذير آدم وزوجه من عدوهما الشيطان

1 ـ برفض إبليس السجود لآدم  كان طرده الى برازخ الأرض ، وعاش آدم وزوجه فى جنة برزخية  ، وحذّر الله جل وعلا آدم وزوجه من عدوهما الشيطان حتى لا يتسبب فى إخراجهما من تلك الجنة :( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ﴿١١٧﴾ طه )

2 ـ ولكن إنخدع آدم وزوجه بحيل الشيطان فأخرجهما من الجنة . قال جل وعلا : (  فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾الاعراف ) أى ناداهما رب العزة يذكرهما بما قال لهما من قبل أن الشيطان لهما عدو مبين ظاهر واضح .

خامسا : تحذير رب العزة جل وعلا بنى آدم من عدوهم الشيطان

1 ـ جاء هذا فى سياق التعقيب على قصة السجود لآدم : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗأَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾  الكهف )  . وعجيب أن يكون عدوا لنا ونتخذه وذريته أولياء من دون الرحمن جل وعلا. ولكن هذا هو ما يحدث من المحمديين الذين يقرآون هذا القرآن الكريم .!!

2 ـ وجاء تعقيبا على نجاح الشيطان فى إخراج آدم وزوجه من الجنة . فى خطاب مباشر لبنى آدم قال لهم ربهم جل وعلا  فى إشارة لهذا العدو وكيف كان يتشفى بآدم وزوجه وهما فى محنتهما وقد بدا وظهر جسدهما المادى الذى كانت تغطيه أنوار الجنة البرزخية : ( يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾ الاعراف ).

سادسا : التأكيد الالهى لبنى آدم على عداء الشيطان لهم

1 ـ جاء هذا لعباد الرحمن فى قوله جل وعلا : (  وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿الإسراء: ٥٣﴾

2 ـ وجاء تحذيرا للناس من الشيطان الغرور المخادع . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿٥﴾ فاطر) . ذلك أنه يغرُّهم بأحاديث الشفاعات فيقعون فى المعاصى فيخلدون فى النار . والآية التالية تأكيد على عداء الشيطان الغرور للناس جميعا : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾ فاطر )

3 ـ وقال جل وعلا : ( وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٢﴾ الزخرف )

4 ـ وفى سياق النهى عن إتباع خطوات الشيطان جاء التأكيد على عدائه . قال جل وعلا :

4 / 1 : (   يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿البقرة: ١٦٨﴾

4 / 2 : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿البقرة: ٢٠٨﴾

4 / 3 :( وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿الأنعام: ١٤٢﴾

4 / 4 : وفى توضيح أكبر لمعنى عدائه للمؤمنين قال جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿النور: ٢١﴾

5 ـ وقالها يعقوب لإبنه : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٥﴾ يوسف )

6 ـ وقالها موسى لنفسه : ( قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿القصص: ١٥﴾

أخيرا : المحمديون يتبعون وحى عدوهم الشيطان

1 ـ نحن ( أهل القرآن ) نتمتع بكراهية المحمديين لأننا لا نؤمن بالأحاديث الشيطانية ، وقد قال عنها رب العزة يجعل صناعها ورواتها أعداء للنبى محمد :

1 / 1  ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ الانعام  )

1 / 2 : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ الفرقان )

2 ـ ويوم القيامة سيقول رب العزة جل وعلا للمحمديين وسائر من عاش يعبد الشيطان :(  أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٠﴾ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚهَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٦١﴾ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖأَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴿٦٢﴾ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴿٦٣﴾ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿٦٤﴾ يس ). أى إن التذكير بعداء الشيطان لبنى آدم يمتد من خلق آدم الى دخول أبنائه الجحيم .

3 ـ متى يتوب المحمديون عن عبادة عدوهم الشيطان الرجيم ؟!.  

 

 

 

 

القرين الشيطانى الذى يزيد المحمديين ضلالا

مقدمة

يقرأ المحمديون القرآن الكريم ويسمعونه ولكن بينهم وبينه حجابا مستورا صنعه الشيطان المقترن بكل فرد منهم . موضوعنا عن (القرين الشيطانى ) الذى يسيطر على كل فرد من المحمديين يزيده ضلالا ، ويجعله يحسب نفسه من المهتدين .

اولا : الهداية والضلال : البداية من الانسان  

1ـ البداية من الانسان . إذا شاء الهداية زاده الله جل وعلا هدى . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴿١٧﴾ محمد ). وإذا شاء الضلالة زاده جل وعلا ضلالا ، قال جل وعلا : ( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾ البقرة )

2ـ وعن الحالتين قال جل وعلا عن الضالين : (  قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا ﴿٧٥﴾ مريم ). الله جل وعلا يمد للضالين فى ضلالتهم ليزدادوا ضلالا ويحسبون أنهم مهتدون ، ثم يكتشفون فى النهاية أنهم شر مكانا وأضعف جندا ، وكانوا من قبل يحسبون أنفسهم الأقوى والأعلى . بعدها عن المؤمنين المهتدين ( وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا ﴿٧٦﴾مريم )

ثانيا : القرين الشيطانى الذى يزيد الضال ضلالا :

 نتوقع ـ والله جل وعلا هو  (الأعلم ) ـ أن يقترن القرين الشيطانى الأنثى بالأنثى من بنى آدم إذا إختارت الضلال، ونفس الحال مع الشيطان الذكر يقترن بالإنسان العاصى الذكر . هذا مفهوم فى الإلحاح على الزنا مثلا . القرين الأنثى من ذرية ابليس تعرف كيف تحبب الأنثى من الانسان فى الزنا ، ونفس الحال مع الذكر . فى كل الأحوال فإن الضال من بنى آدم يؤزُّه قرينه الشيطانى أزّا ، والقرين الشيطانى يقنع الانسان بأمانى الشفاعة وانها ستحميه من عذاب الآخرة ، وأنه سيدخل الجنة وإن زنى وإن سرق ( رغم أنف أبى ذر ) ، وبالتالى يمارس المحمديون العاديون الفواحش والفسوق والعصيان بإخلاص وهم يعتقدون بأحقيتهم دخول الجنة. ثم إذا سيطر القرين على ضحيته تماما وجعله يؤمن بالأحاديث الشيطانى أقنعه أن عصيانه واجب دينى وطاعة يتقرب بها لله جل وعلا ، وهكذا زين القرين الشيطانى للسنيين المتطرفين قتل الأبرياء على أنه ( جهاد فى سبيل الله ) وأقنع الصوفية أن الزنا والشذوذ هى فروض دينية تجعلهم متحدين بالله جل وعلا .

نتعرض لما قاله جل وعلا عن القرين الشيطانى : الله جل وعلا يقول :

1 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا )﴿مريم: ٨٣﴾، أى لأنهم كافرون فقد أرسل الله جل وعلا الشياطين تزيدهم ضلالا .  هنا كلام عن الشياطين ، وليس عن ( الشيطان ) . أى عن ذرية إبليس من الشيطان ذكورا وإناثا .والذين ( يؤزُّون ) الكافرين ( أزّا ) هم قرناؤهم من ذرية ابليس .

2 ـ ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴿٢٥﴾ فصلت ). أى وظّف الله جل وعلا للضالين قرناء من الشياطين زينوا لهم الضلال ، وينتهى مصيرهم الى الخسران من جن وإنس .

3 / 1 ـ ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴿٣٦﴾ الزخرف ) . مجرد أن يصيب الفرد العمى عن نور الكتاب الالهى يتم تعيين قرين له من الشياطين يلتصق به .

3 / 2 :( وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴿٣٧﴾ الزخرف )  . وظيفته أن يقوم بعملين فى نفس الوقت : الصّدّ عن سبيل الله المستقيم ، وإقناع الضحية أنه على الصراط المستقيم . وبذلك يظل سادرا فى ضلاله حتى الموت .

3 / 3 :( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾ الزخرف ) ينتبه الضحية فى اليوم الآخر حين ينكشف الغطاء ويرى القرين رؤية عيانية ويكلمه مشافهة يتمنى لو كان بينهما بُعد المشرقين ، وأنه( بئس القرين ) . قال جل وعلا : ( وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ﴿٣٨﴾ النساء )

3 / 4 : ( وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴿٣٩﴾ الزخرف ). وهذا لا ينفع ولا يُجدى ، فالكافر وقرينه سيكونان مقترنين فى الجحيم . قال جل وعلا عن حوارهما يوم القيامة حيث سيتبرأ القرين الشيطانى من ضحيته : ( وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴿٢٣﴾ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾  قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ ق )

3 / 5 : ( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠﴾ الزخرف ). بالتالى فلا فائدة من وعظ ذلك الذى تحكم فيه قرينه الشيطانى وجعله يرى الحق باطلا والباطل حقا.قال جل وعلا:(  أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٨﴾ فاطر ) . من يشاء الضلالة يضله الله جل وعلا بالقرين الشيطانى ، فيزين له قرينه هذا سوء عمله فيراه حسنا ، وبالتالى فلا تتحسّر عليه . هذه مشيئته وذاك مصيره تبعا لإختياره .

ثالثا : القرين الشيطانى يوقع أولياءه فى خداع النفس وهم ( لا يشعرون )

تخيل نفسك فاقد الوعى سكرانا تتصرف دون أن تشعر بما تقول وبما تفعل  ، هذا بالضبط ما يفعل القرين الشيطانى بضحيته ، يتصور مثلا أنه :

1 ـ  يخدع غيره وهو فى الحقيقة يخدع نفسه . قال جل وعلا عن بعض الناس فى كل زمان ومكان : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) البقرة )  ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) البقرة)

2 ـ يضلّ غيره وهو فى الحقيقة يضلُّ نفسه . قال جل وعلا : ( وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) آل عمران )

3 ـ يهلك نفسه ( يوم الدين ) وهو لا يشعر. قال جل وعلا : ( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) الانعام )

4 ـ يتآمر المستبدون وهم لا يشعرون أن مكرهم سينقلب عليهم . قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) الانعام )

5 ـ يغتر الكافرون بالمال والجاه ويعتبرون ذلك علامة على رضا الله جل وعلا عنهم ، وهم لا يشعرون أنه إختبار لهم وقد رسبوا فيه مقدما . قال جل وعلا : ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ (56) المؤمنون )

رابعا :  القرين الشيطانى يزيد ضلال أتباعه فيصل بهم الى الطغيان

الطغيان هو التطرف فى الكفر لأنه من ( الطاغوت  ) وهو الحديث الشيطانى . الطغيان مرتبط بالعمى القلبى فهم ( يعمهون ) ، أى يوقعهم فى ( العمى ) القلبى التام .  وأولئك يتركهم رب العزة يعمهون فى طغيانهم .

 وجاء هذا فى حالات محددة :

1 ـ عن عدم الإكتفاء بالقرآن الكريم وحده حديثا قال جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) مَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) الاعراف ). وهذا الخطاب موجّه للمحمديين خصوصا ، وهم الذين (إتّخذوا ) مع حديث رب العزة جل وعلا أحاديث شيطانية إخترعها شياطين الإنس بعد موت النبى فى عصور الخلفاء الفاسقين .

2 ـ فى رفضهم للقرآن الكريم طلبوا آيات حسية مادية مثل آيات موسى وعيسى وأقسموا لو جاءت لهم فسيؤمنون ، والرد عليهم بأن يذرهم رب العزة فى طغيانهم يعمهون . قال جل وعلا : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) الانعام )

3 ـ فى عدم إيمانهم باليوم الآخر قال جل وعلا :

3 / 1 :( فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس )

3 / 2 : ( طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) النمل )

 4 ـ بإستهزائهم بالقرآن الكريم قال جل وعلا : ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) البقرة )

خامسا : القرين يجعل ضحاياه يقعون فى حسابات خاطئة متنوعة

1 ـ يحسبون أنهم مهتدون بينما هم أولياء الشياطين . قال جل وعلا : ( فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الأعراف )

2 ـ يحسبون أن الله جل وعلا خلقهم عبثا وأنه لا بعث ولا رجوع الى الله جل وعلا يوم الحساب . قال جل وعلا :

2 / 1 :( قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) المؤمنون )

2 / 2 : وعن إنكارهم البعث قال جل وعلا : ( أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)  ( القيامة )

3 ـ يحسبون أن الله جل وعلا لا يعلم سرهم ونجواهم . قال جل وعلا :

3 / 1 :( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) الزخرف )

3 / 2 :( أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)( البلد)

4 ـ يحسبون أن إتخاذ أولياء من دون الله جل وعلا هو الهدى وهو الأحسن صُنعا . قال جل وعلا : (  أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) الكهف ). هذا ينطبق تماما على المحمديين .!

5 ـ يحسبون أنهم على الحق لذا سيقسمون كذبا يوم القيامة أمام الواحد القهار . قال جل وعلا :( يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ (19) المجادلة )

6 ـ يموتون فى قلوبهم الإيمان بشفاعة النبى المزعومة فيفاجأون بان الله جل وعلا هو وحده مالك يوم الدين وأنه لا يشرك فى حكمه أحدا . قال جل وعلا :  (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) الزمر ). تأمل قوله جل وعلا ( وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ). !!

7 ـ يحسبون انهم مهما إرتكبوا من المعاصى فسيكونون فى الجنة مثل المتقين . قال جل وعلا : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) الجاثية ) .

8 : يحسبون دخول الجنة سهلا . وهذا إعتقاد شائع بين المحمديين ، كل منهم مطمئن وواثق أنه سيدخل الجنة ، والمثل المصرى يقول ( يا بختنا بالنبى ) أى بشفاعة النبى . وقد حذّر رب العزة المؤمنين فى عهد النبى من خطورة الاعتقاد فى سهولة دخول الجنة . قال جل وعلا :

8 / 1 :( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142 ) آل عمران ) .

8 / 2 : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة )

9 ـ يحسبون المال والجاه دليل رضا الله جل وعلا عنهم  . قال جل وعلا :

9 / 1 :( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) آل عمران ) . قال جل وعلا :

9 / 2 : ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ (56) المؤمنون )

10 ـ يحسبون البخل خيرا وخلودا لهم ، بينما هو كُفر بنعمة الله جل وعلا . قال جل وعلا :

10 / 1 : ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )(180) آل عمران ) .

10 / 2 : ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) الهمزة )

11 :يغترون بقوتهم وأن لا أحد يعجزهم . قال جل وعلا :

11 / 1 :( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) الانفال )

11 / 2 : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) البلد )  

12 ـ  يحسبون أن إيمانهم يعصمهم من الابتلاءات . قال جل وعلا :

12 / 1 :( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) التوبة )

12 / 2 :( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ(2)العنكبوت ).  

 

التعليقات(8)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   السبت 27 يوليو 2019

91199]


جرعات مركزة



سلسلة المقالات المتعلقة بالشيطان تعتبر جرعات مركزة من د .صبحى تكشف كثيرا من الخبال الذى يعيش فيه المحمديون ،والحقيقة أن المقال السابق(ماهية الشيطان)قد جلا كثيرا من الغموض المتعلق بماهية السماوات والأرض وما بينهما فى أسلوب سهل موجز .شكرا د صبحى.
ملحوظة :فى الفقرة5/3 جاءت كلمة يشاء بدلا من يشأ

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   السبت 27 يوليو 2019

[91200]


وحشتنا أخى الحبيب د مصطفى . أكرمك الله جل وعلا.



  ـ أرجو ألا تتغيب عن الموقع . حفظك الله جل وعلا ــ وأسرتك ـ  من كل سوء . وأرجو الا تحرمنا من تعليقاتك . أعتبرك من أعمدة الموقع الأساس
  ـ ( من ) إذا جاءت شرطية تجزم فعل الشرط وجواب الشرط . ( من يشأ .. ). إذا لم تكن شرطية أى مجرد إسم موصول يكون ما بعدها مرفوعا ( من يشاء .. ) ، وتكون ( من ) مبتدأ وما بعدها جملة فعلية فى محل خبر .  لم استعملها شرطية ، خفت أن يكون هذا تحدثا بإسم الله جل وعلا ، فالله جل وعلا هو الذى يشرط.
 

 4   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   السبت 27 يوليو 2019

[91202]


شكرا للتوضيح



شكرا لتوضيح الإعراب ،ولكن ما قولك فى إعراب البيت المشهور(من يهن يسهل الهوان عليه-ما لجرح بميت إيلام) هنا من تعتبر أسما موصولا، وكذلك إعراب الآية الكريمة(من يشأ الله يضلله ومن يشأيجعله على صراط مستقيم) والآية الكريمة(من يعمل سوءا يجزبه).أنا حقا طبيب تلقيت تعليمى فى المدارس العادية لا الأزهر(وهذا من فضل الله على) ولكنى أعشق اللغة العربية وأعتبرها وطنى الثانى بعد الإسلام وطنى الأول،لهذا أنا دائم التواصل مع أدبها ونحوها وصرفها إلا إننى بالطبع لاأرقى لمكانة الدكتور صبحى الذى ولد ونما وترعرع فى رحاب هذه اللغة الجميلة، لهذا أريد أن استزيد من علمه أكرمه الله، وبالمناسبة كنت قد صححت كلمة منتهية بهمزة مفتوحة منونة مسبوقة بحرف العلة الألف ككلمة سماءً مثلا فجاءت فى مقالكم متلوة بألف التنوين والصواب ألا يتلوها ،ومع هذا تركتم الألف كما هى ،وكثيرا ما تأتى همزة الوصل مكان همزة القطع أو العكس فى كثير من الكتابات وأنا أريد من الدكتور صبحى مراجعة مقالى فى إملاء الهمزة فسيجد أننى بذلت مجهودا جبارا فى تبسيط هذا الموضوع الصعب وشرحه فى كلمات قليلة ليستفيد به الجميع.

5   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   السبت 27 يوليو 2019

[91204]


شكرا أخى الحبيب د مصطفى ، أكرمك الله جل وعلا ، واقول


ربما يتسع المجال فى الكتاب القادم بعون الرحمن جل وعلا ، عن القرآن وقواعد النحو العربى.

6   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الإثنين 29 يوليو 2019

[91211]


شكرا دكتور مصطفى إسماعيل على طرح الفكرة للدكتور أحمد.



فكرة رائعة و يكفى أنها ( أوحت ) للدكتور أحمد بعنوان كتاب جديد ( القرآن و قواعد النحو العربي ) فشكرا جزيلا لكم دكتور مصطفى. سلسلة مقالات الشيطان سلسلة رائعة جدا جدا و هي جديدة في طرحها و محتواها و لن تجد مثلها ( في المكتبة العربية هذا غذا افترضنا وجود مكتبة عربية حقيقية !!) فشكرا للدكتور أحمد على جهده الكبير زاده الله جل و علا علما و حلما.
مرة أخرى شكرا جزيلا للدكتور مصطفى.

 

7   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الإثنين 29 يوليو 2019

 91212]


سيكون هذا الكتاب فتحا كبيرا


عزيزى أستاذ سعيد،صدقنى أنا مشفق على الدكتور أحمد لوعورة هذا الموضوع وجدته ،ولكن العلاقة بين الكتابة القرآنية وقواعد النحو العربى لابد لها أن تنجلى ومن يجليها سوى د أحمد أعانه الله ووفقه،حقا معظم ما يكتبه د أحمد جديد على المتلقى العربى ومزلزل لكل الموروث الزائف ،ولكن تجلية الكتابة القرآنية ستكون بمثابة فتح كبير لفهم كتاب الله، ولاحظ أن الإختلاف ليس فى الإعراب فقط ولكن أيضا فى الإملاء،فما السرمثلا فى كتابة(يعبؤا)بهمزة على الواو ومنتهية بالف الجماعة فى آخر سورةالفرقان وكذلك كلمة( الضعفاؤا )فى سورة غافروهكذا. وبالطبع  ليس لهذه الفروق الإملائية علاقة بتاتا بالفكرة الزائفة عن أن القرآن كان مكتوبا بحروف غير منقوطة أو لم يكن مشكلا ولكن هناك أسرار وأسرار فى كتاب الله تعالى تنتظر من يجليها وسيظل القرآن يبوح بمكنونه شيئا فشيئا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


 




المحمديون: إتخذوا الشيطان وليا عبدوه دون أن يروه

أولا : من الحياة

1 ـ  بعد إستعادة سيناء قام قسم التاريخ بجامعة الأزهر برحلة الى العريش وطابا . مررنا بقبر مقدس قالوا أنه قبر النبى صالح ، وإلتف حوله بعض الأساتذة يتوسلون به فهددتهم بالتبول عليه ، وكادت تحدث أزمة كبرى . قلت لهم إن بولى ليس رجسا ، ولكن هذا القبر رجس من عمل الشيطان . نجحت فى خسارة بعض الزملاء والأصدقاء .!

2 ـ فى العام التالى قمنا برحلة الى جنوب سيناء ( شرم الشيخ وراس محمد ) فى الطريق توقفنا فى دير سانت كاترين ، إستقبلنا الكهنة بحفاوة . طاف بنا أحد الكهنة فى جنبات الدير يروى تاريخه ويستعرض أيقوناته المقدسة . كنت أكثر المهتمين بما يقول ، لكنه وهو يرينا  أيقونة يمسكها بكل تقديس حاولت جاهدا منع نفسى من التعليق الساخر على سخافة تقديس شىء مصنوع ، وقد عرف هذا من نظرتى ، فتوقف وشعر أنه لا فائدة .

3 ـ  حدثت أزمة فى هذه السنوات حين صممت على دخول مسجد الشيخ صالح الجعفرى وأنا أرتدى الحذاء . هذا الجعفرى كان شيخا سودانيا نصّابا يعيش داخل الجامع الأزهر يزعم الولاية ، وعندما مات أقاموا له مسجدا ضخما من طابقين فى جبل الدراسة ، وصنعوا له قبرين فى الدور السفلى والدور العلوى . وأثناء البناء إعتدت أن أمر على العمال وهم يقيمون القبرين المقدسين للشيخ الجعفرى ، إذ كان المسجد فى الطريق الى مترو المطرية . وكنت أرى العمال ( الصنايعية ) يقفون بأحذيتهم على بناء القبر وهم يعملون فى الزخرفة وتوصيل الكهرباء وغيرها وصوت المسجل يصدح بالأغانى الهابطة ، وكنت أبتسم ساخرا إنه سيأتى عاجلا الوقت الذى يجتمع فيه شيوخ الأزهر وشيوح المنسر يتبركون بما تقف عليه أحذية العمال الصنايعية. وفعلا ، جرى إفتتاح رسمى هائل لمسجد الشيخ الجعفرى ، وجعلوا له مولدا سنويا فخما لا يزال ، ويعتاد الناس التبرك بالقبر السفلى والقبر العلوى فى خشوع وتضرع . فى مسيرتى من الكلية الى مترو المطرية مرورا بمسجد الجعفرى شعرت بالرغبة فى التبول ، فلم أر أصلح للتبول الا مسجد الشيخ الجعفرى . دخلت المسجد بحذائى فثارت مشكلة عند الباب ، قلت لهم إننى ظللت شهورا أرى الصنايعية يطأون القبر المقدس بأحذيتهم ، وكانوا يدخلونه بأحذيتهم فلماذا لم تمنعوهم ؟ أم أن القداسة نزلت غلى القبرين فيما بعد ؟ وإذا كان هذا قد حدث فأخبرونى متى ؟ وقلت لهم انه ليس حراما دخول المسجد بالحذاء وليس حراما أن تصلى بالحذاء. كان سدنة المسجد الضرار لا يسمعون ولا يفقهون .   

 4 ـ فى خُطب الجمعة والندوات فى مصر كنت أقول :

4 / 1 : عن ضريح الحسين  بالقاهرة:

4 / 1 / 1 : لا توجد رأس الحسين فى هذا الضريح ، فهذا الضريح مبنى فى أواخر الدولة الفاطمية ، ولو كانوا يعرفون رأس الحسين لأقاموا لها هذا القبر مع إنشاء القاهرة والأزهر . وهناك عدة مساجد كل منها يزعم أن رأس الحسين بداخله. فهل للحسين رأس واحدة أم عدة رءوس ؟ وإن رأس الحسين لو صح وجودها هنا أو هناك فقد تحولت الى جمجمة من عظم ، ولو كانت مقدسة ما قطعها السيف ، وإذا كان هناك تقديس فى هذا الموضوع فليس لرأس الحسين وإنما للسيف الذى قطع رأس الحسين ، وإذا كان الحسين  فى حياته لم يستطع دفع الأذى والقتل عن نفسه وعن أهله فكيف يدفع الضرّ عن غيره ؟ ثم تحول الى تراب ، رأسه وجسده ..وإذا كان النبى محمد لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا وإذا كان رب العزة قد قال له ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ  ) (١٢٨﴾ آل عمران ) فهل لرأس الحسين شىء من الأمر .

4 / 1 / 2 : الحسين بن على بن أبى طالب شخصية تاريخية ، وليس جزءا من دين الاسلام , تقولون إنه ثار ضد الظلم ، وأنا أقول إنه ثار لطلب الحكم والمُلك . وليس هذا عيبا من الناحية التاريخية . العيب تاريخيا أنه لم يعدُّ للأمر عدّته ففشل وقتل نفسه وأهله . هو المسئول الأول عن الفشل ومذبحة كربلاء . لستم يا من جئتم بعد مقتل الحسين بقرون مسئولين عن تقاعس أنصار الحسين عن نصرته ، إذ لا تزر وازرة وز أخرى . ولكنكم صنعتم إلاها سميتموه الحسين لا صلة له بالحسين المذكور فى التاريخ ، وجعلتم له مساجد ( الحسينيات ) تقيمون له صلاة من نوع خاص ، ورفعتموه فوق رب العزة جل وعلا.ليس هذا إسلاما بل هو دين الشيطان .

4 / 2 : عام 1984 صدرت لى اربعة كتب مقررة فى جامعة الأزهر منها كتاب عن ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية ) أذكر اننى قلت فيه أن السيدة زينب بنت على أخت الحسين لم تأت مطلقا الى مصر ولم يكن لها قبر فى مصر حتى العصر العثمانى ، وإستدللت بكتب الزيارة فى العصر المملوكى وغيرها من الكتب التى كانت تذكر الأولياء وآل البيت المدفونين فى مصر ، ولم يكن هناك ذكر لقبر للسيدة زينب ، وأن القبر الموجود الآن كان كنيسة ثم تحولت الى مسجد للسيدة زينب فى العصر العثمانى . فى أحد المحاضرات وقف طالب معترضا بأن المؤكد ان السيدة زينب مدفونة فى مصر . قلت له : من يقول هذا فهو حمار . قال : إن رئيس جامعة الأزهر د محمد الطيب النجار يقول هذا . قلت : إذن هو حمار .!. هذا الشيخ ( الحمار ) أصبح أكبر عدو لى .

5 ـ لم أقل وقتها إنها أديان ارضية شيطانية ، فلم أكن قد صنعت هذا المصطلح . الآن أقول : الشيطان هو صانع الديانات الأرضية .  الكفار يتخذونه وليا وإلاها من دون رب العزة جل وعلا ، ويتمثل هذا فى حياتهم الدينية ، وهى تتمحور حول شيئين : تقديس البشر والحجر ، وتقديس الوحى الشيطانى . هم لا يرونه فى القبر المقدس أو فى الكهنوت المقدس ، ولكن الشيطان هو الصانع الحقيقى للقبر المقدس وهو المؤلف الحقيقى للأحاديث الشيطانى والأقاصيص الدينية الخرافية . هو الذى يصنعها من خلاله وكلائه أو أوليائه ( شياطين الإنس والجن ) . ولو تعقل الانسان لرفض السجود لصنم أو تقديس رجل دين أو قبر مصنوع من حجر وزجاح وستائر وشموع وأسمنت وحديد . ولرفض تصديق خرافات منسوبة للنبى محمد بعد موته بقرون عبر سلسلة من العنعنات المضحكة .

6 ـ الشيطان لم يؤسس شركة مقاولات يبنى بها القبور المقدسة والأنصاب والأصنام . ولكنه هو الذى يوحى لأوليائه من شياطين الإنس ليفعلوا هذا . وبسبب شدة سيطرته عليهم فهم يؤمنون تبلك الأحجار ويعطون عقولهم أجازة مفتوحة ، وتعود اليهم عقولهم فى أمورهم الدنيوية . ترى رجلا حصيفا ناجحا فى التجارة يستطيع أن يتحايل على الناس ، ولكنه ينسى عقله حين يقف ضارعا أمام ضريح الحسين . لو إفترضنا أن الحسين خرج اليه من تحت الأرض وفتح ذراعيه ليحتضن ذلك العابد فسيفرُّ منه وقد مُلىء رعبا . يعنى أنه يعبد القبر وما عليه من ستائر . يعنى إنهم ينحتون ويصنعون آلهة يعبدونها ويطلقون عليها أسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . وقديما قال ابراهيم لقومه :( أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴿٩٥﴾ الصافات ) . وقال رب العزة جل وعلا للذين آمنوا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠﴾ المائدة ) . أى أن القبور المقدسة ( الأنصاب ) هى رجس ( من عمل الشيطان ) . الشيطان هو الذى عملها ليس بيده ولكن عن طريق أوليائه .  والشيطان هو الذى صنع وخلق إفكا ؛ وحيا شيطانيا فى تقديس وكرامات ومناقب ومعجزات هذه الآلهة المزعومة . وأيضا قالها ابراهيم لقومه : (  إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا) ﴿١٧﴾ العنكبوت )  

 7 ـ الشيطان لا يُقنع أتباعه  فقط بتقديس القبور ،ولكنه أيضا يصنع وحيا لأوليائه من شياطين الإنس ، وهؤلاء ينشرونه منسوبا لله جل وعلا ورسوله فيما يعرف بالحديث النبوى والسنة والحديث القدسى والمنامات والهاتف والعلم اللدنى . وائمة المحمديون عباقرة فى نشر هذا الإفك الشيطانى . وهم ينطبق عليهم قوله جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ الانعام  )

8 ـ أئمة الوحى الشيطانى يتمتعون بالتقديس من مالك والشافعى وان حنبل والبخارى وغيره . يجمعهم أنهم موتى تحولوا الى تراب ، لا فارق بين ابى بكر وعمر وعثمان وعلى والحسين والبخارى والغزالى وابن تيمية ..الخ ، وأنهم مخلوقون وليسوا خالقين . قال جل وعلا عن تلك الألهة :

8 / 1 :( أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿الأعراف: ١٩١﴾

8 / 2  (  وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿٢٠﴾  أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿النحل: ٢١﴾  

8 / 3 : (  وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴿الفرقان: ٣﴾

8 / 4 : ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤﴾ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ﴿١٩٥﴾ الاعراف )

ثانيا : ( الشيطان ) لا نراه ولكنه الذى يحكم العالم ويتحكم فى أغلبية البشر

1 ـ  سبق ذكر تحذير رب العزة بنى آدم من الشيطان ، وأن الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون : ( يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿الأعراف: ٢٧﴾

  2 ـ وسبق ذكر أن الضالين إتخذوا بدافع ذاتى من أنفسهم الشياطين أولياء من دون ربهم جل وعلا : ( فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿الأعراف: ٣٠﴾.

3 ـ وقد قال جل وعلا فى معرض التحذير من الشيطان ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ) الشيطان مخلوق برزخى يرانا ولكن لا نراه ، وسبق فى كتاب ( البرزخ ) أن عوالم البرزخ تتخللنا ، ترانا ولا نراها ، من الملائكة والجن والشياطين . فكيف يتخذه الكافرون وليا من دون الله جل وعلا وهم لا يرونه ؟

4 ـ لو تجلى الشيطان للبشر بصورته الحقيقية لفزعوا منه ، يكفى إن الله جل وعلا وصف ثمر شجرة الزقوم فى جهنم بقوله:( طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴿الصافات: ٦٥﴾. الانسان يتخيل أشباحا تُرعبه، فكيف إذا رأى الشيطان على حقيقته وبكل سُمعته السيئة ؟ إن ( العفاريت ) من الجن  ( النمل 39 ) ، هل تستطيع أن تتكلم مع طفلك عن العفاريت وانتما فى ظلام الحجرة ؟ 

5 ـ ومع هذا فالشيطان الذى لا نراه هو مصدر الشّر فى العالم ، هو مسبب الحروب وأفظعها ما يرفع شعارا دينيا فى عبادة صريحة للشيطان ، هو الذى يجعل الانسان يقتل أخاه ، هو الذى يتحكم فى أغلبية العالم يوجههم ويتخذونه وليا وإلاها من دون الرحمن جل وعلا .

ثالثا : لماذا .

  1 ـ هذا لأن الشيطان يتحكم فى البشر من خلال النفس ، والنفس البشرية هى الذات الحقيقية للإنسان ، هى ماهيته ، وهى التى تتحكم فى جسدها المرئى . عندما تغيب عنه مؤقتا بالنوم يكون جسدها خاملا ، وحين تتركه نهائيا بالموت يصبح جيفة نتنة قذرة يعود ترابا . هذه النفس كائن برزخى كالشيطان، ومع أنها هى ذاتنا فنحن لا نراها . وفى حياتها فى هذه الدنيا يتحكم فيها الشيطان إذا إختارت الضلال ، وحين يتحكم فيها يمنعها من رؤية الحق ومن سماع الحق ، ترى العين البشرية الجسدية وتسمع الأذن البشرية ، ويصل ما يسمع الجسد وما يراه الى مراكز الاحساس الى المخ ، ولكن الشيطان يضع حجابا فلا تصل دعوة الحق الى النفس .

2 ـ قال جل وعلا :

2 / 1 : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾الاسراء )

2 / 2 : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿الأنعام: ٢٥﴾

2 / 3 :(  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا﴿الكهف: ٥٧﴾

 3 ـ لذا فمهما وعظت الكافر المشرك فهو ينظر اليك ولا يبصرك ومهما قلت له فلا يسمع ، لا يصل صوت الهداية الى نفسه لأن الشيطان وضع عليها حجابا برزخيا مستورا . قال جل وعلا :

3 / 1 :(   وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ ) ﴿الأعراف: ١٩٣﴾

3 / 2 :  (  وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ) ﴿الأعراف: ١٩٨﴾

3 / 3 : هم لا يعقلون . قال جل وعلا فى تحقيرهم :( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿الأنفال: ٢٢﴾

3 / 5 ـ ولا فائدة من وعظهم . قال جل وعلا :

3 / 5 / 1 : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿يونس: ٤٢﴾

3 / 5 / 2 :( قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ ﴿الأنبياء: ٤٥﴾

3 / 5 / 3 : ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿النمل: ٨٠﴾

3 / 5 / 4 : ( فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿الروم: ٥٢﴾

3 / 5 / 5 : ( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿الزخرف: ٤٠﴾

أخيرا

1 ـ الأغلبية الساحقة من بيوت العبادة هى للشيطان ، من مساجد وكنائس وأديرة وغيرها . قلما تجد فى هذا الكوكب مسجدا لعبادة الرحمن وحده لا شريك له . العجيب أنه توجد معابد للشيطان تعبد الشيطان صراحة ، وأرى أن الأسوأ منها هى تلك المساجد التى تزعم الاسلام زورا وبهتانا بينما تخدع الناس إذ تنتمى واقعيا وفعليا الى الشيطان تقدس أولياءه وتنشر أحاديثه . 

 

 

الفصل الثالث : وسائل الشيطان

تزيين الشيطان الضلال لأتباعه المحمديين

وعود الشيطان لأتباعه المحمديين بالشفاعة يوم الدين

الشيطان وعبادة الهوى

( النسيان ) وسيلة الشيطان فى غواية الانسان

النجوى والشيطان

 

 

 

تزيين الشيطان الضلال لأتباعه المحمديين

مقدمة : نضع ( المحمديين ) فى العناوين مع أن الأمر يخصُّ أبناء آدم جميعا ، ذلك أننا نعتمد على القرآن الكريم الذى يزعم المحمديون الإيمان به وهم يكفرون به متمسكين بالوحى الشيطانى وتقديس شياطين الإنس من أمثال البخارى والكافى والغزالى . لو كانوا يؤمنون بالقرآن الكريم فعلا وصدقا ما إحتجنا الى التنبيه عليهم بالذات . وسائل الشيطان فى إغواء أوليائه تشمل الجميع ، ولكن أهم ضحاياه هم الذين يزعمون الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وهم فى جيب الشيطان الرجيم ..يتلاعب بهم مبتسما.ونعطى لمحة عن تزيينه الشّر والضلال للمحمديين :

أولا : التزيين بين الهدى والضلال

1 ـ إذا شاء الانسان الهداية زاده الله جل وعلا هدى ، وزين له الهدى . قال جل وعلا : ( وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَاَن ) ﴿الحجرات: ٧﴾.

2 ـ إذا شاء الانسان الضلالة زاده جل وعلا ضلالا ، أو ( زيّن ) له ضلالاته. قال جل وعلا :

2 / 1 : (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَسُبُّوا اللَّـهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗكَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ) ﴿١٠٨﴾ الانعام )

2 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴿٤﴾ النمل )

3 ـ وتزيين الله جل وعلا الضلال للضال يعنى أنه جل وعلا تركه للقرين الشيطانى يزين له سوء عمله فيراه حسنا . قال جل وعلا  عن دور القرناء فى تزيين الضلال : ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ) (25) فصلت )

ثانيا : التزيين بالمبنى للمجهول:

وأغلبية البشر ضالون ، إختاروا الضلالة فتسلط عليهم الشيطان ، لذا يأتى التعبير عنه بالمبنى للمجهول ، والمقصود هو الشيطان .

1 ـ ويأتى ذلك عموما . قال جل وعلا :

1 / 1 :( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) الانعام )

1 / 2 :( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٨﴾ فاطر )

1 / 3 : (  أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم ﴿محمد: ١٤﴾

1 / 4 :(وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢﴾ يونس )

1 / 5 : (  بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴿٣٣﴾ الرعد )

2 ـ وجاء عن :

2 / 1 : فرعون : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚوَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾ غافر )

2 / 2 : العرب فى الجاهلية . قال جل وعلا :( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّـهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴿٣٧﴾ التوبة )، كانوا يتلاعبون بحُرمة الأشهر الحرم فى القتال. الخلفاء الفاسقون ( أبو بكر وعمر وعثمان ..) إرتكبوا جريمة الفتوحات فى الأشهر الحرم الأربع معا ، ولم يراعوا حرمتها . وتناسى المحمديون الأشهر الحُرُم وحُرمتها من وقتئذ . وحروبهم مستمرة طيلة الأشهر العربية والميلادية وحتى القبطية .!

2 / 3 : الأعراب المنافقين  :(  بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا ﴿الفتح: ١٢﴾

 ثالثا : تفصيلات عن إغواء الشيطان بالتزيين :

1 ـ من البداية أعلن إبليس عزمه على إغواء بنى آدم بتزيين الشرّ خيرا : ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (40) الحجر )

2 ـ زيّن الشيطان للأمم السابقة فأغواهم . قال جل وعلا :

2 / 1 ( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٤٣﴾ الانعام )

2 / 2 ( وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ ۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴿٣٨﴾ العنكبوت )

2 / 3 ( إنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ النمل )

2 / 4ـ وزيّن للعرب الجاهليين :

2 / 4 / 1 : عن  قتلهم أولادهم قال جل وعلا : :( وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ۖ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١٣٧﴾الانعام )

2 / 4 / 2  : عن خروج جيش قريش الى بدر قال جل وعلا : ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ ۚ وَاللَّـهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٤٨﴾ الأنفال )

رابعا : تزيين ( زينة الدنيا )

1 ـ من الإختبار الذى يتعرض له الإنسان فى حياته الدنيا هو تلك الأرض بزينتها . قال جل وعلا : (  إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿الكهف: ٧ ) . الخاسر هو من تستغرقه الدنيا بزخارفها وزينتها فينسى الآخرة  ومتاعها الأبدى أو عذابها الأبدى .الشيطان هو الذى يزين للإنسان الحياة الدنيا وزينتها ويجعله ينسى الآخرة والعمل الصالح لها .

2 ـ لذا يأتى ذكر متاع الدنيا مع التنبيه على الجنة وهى خير من ذلك . قال جل وعلا :

2 / 1 :  ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)آل عمران ) بعدها قال جل وعلا عن الجنة :( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) آل عمران )

2 / 2 : عن زينة الحياة الدنيا (  الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا  ) عن العمل الصالح ومثوبته قال جل وعلا : ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ) ﴿الكهف: ٤٦﴾

2 / 3 : عن الصراع والتنافس فى هذه الحياة الدنيا : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿ ٢٠﴾ الحديد ) بعدها قال عما ينبغى أن يكون فيه التنافس وهو الجنة : ( سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢١﴾ الحديد )، المسابقة بين الأشخاص . أما ( المسارعة ) فهى عن الزمن أى أن يسارع المؤمن بعمل الخيرات مبكرا ما أمكن وقبل أن يدركه الأجل ، قال جل وعلا : ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٣﴾ آل عمران ) .

3 ـ قد يكون أحدهم فعّالا للخير ، لا يتركه الشيطان ، يجعله فعّالا للخير ولكن ينسيه الآخرة  ، ويجعله ينتظر مثوبته من عمله الصالح فى الشهرة وثناء الناس والرياء . هذا الصنف يعطيه الله جل وعلا أجره وثوابه فى الدنيا ، ولكن ليس له فى الآخرة إلا النار خالدا فيها. قال جل وعلا : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) هود ).

4 ـ بتأثير الشيطان يحب البشر هذه الدنيا العاجلة ويذرون الآخرة . قال جل وعلا :

4 / 1 :( كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ﴿القيامة: ٢٠﴾

4 / 2 : ( إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ﴿الانسان: ٢٧﴾

4 / 3 : ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿١٦﴾ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿١٧﴾ الأعلى )

4 / 4 : وكان منهم قارون الذى إغتر بكنوزه وزينته ومواكبه فخسف الله جل وعلا به الأرض .( القصص 76 ــ ).

5 ـ مع صراعهم حول المال فلا يأخذ أحدهم سوى الرزق المعين له سلفا ، يسرى هذا على المؤمن مريد الآخرة الذى يسعى فى الدنيا بالعمل الصالح ، كما يسرى على مريد الدنيا الذى لا يأبه بالآخرة ولا يعمل لها. كلاهما يأخذ رزقه المحدد مهما كافح وناضل ، يفلس الميلونير ويثرى الفقير ، وهذا كله تقدير الرحمن جل وعلا. بالتالى فإن المؤمن الذى يسعى للآخرة يأخذ بسعيه الصالح أجره المحدد فى الدنيا علاوة على الجنة ، أما مريد الدنيا فقط فلا يأخذ سوى الرزق المقدر له ثم نهايته الخلود فى الجحيم . فمن هو الأفضل ؟ ما أروع قول الله جل وعلا : ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ﴿١٨﴾ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ﴿١٩﴾ كُلًّا نُّمِدُّ هَـٰؤُلَاءِ وَهَـٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴿٢٠﴾ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴿٢١﴾ الاسراء ) .

6 ـ وتتابعت الأوامر والنواهى للنبى محمد بشأن زينة الحياة الدنيا . قال له جل وعلا :

6 / 1 : (  لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿الحجر: ٨٨﴾ (   وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿طه: ١٣١﴾

6 / 2 : ( لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ﴿١٩٦﴾ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿١٩٧﴾ آل عمران  ) . الملأ الحاكم فى دول المحمديين يتقلب فى البلاد ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد .

6 / 3 : (  فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿التوبة: ٥٥﴾ (  وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿التوبة: ٨٥﴾). الملأ الحاكم فى بلاد المحمديين شقاؤه بسبب أمواله وأولاده .

6 / 4 : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨﴾ الكهف ). المؤمنون المتقون لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا ( القصص 83 ).

7 ـ جاء تخيير نساء النبى محمد عليه السلام بين ( أن يطلقهن ويسرحهن سراحا جميلا إذا أردن الحياة الدنيا وزينتها ) أو ( أن يردن الآخرة والجنة ) . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) الاحزاب ) .

8 ـ وللمؤمنين جميعا قال جل وعلا : ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ (60) القصص ).

أخيرا

بغواية الشيطان يتصارع المحمديون حول زينة الحياة الدنيا . ويؤمنون بالشفاعات فى الآخرة . وهذا موضوعنا القادم .

 

 

 

وعود الشيطان لأتباعه المحمديين بالشفاعة يوم الدين

مقدمة : نقول عنهم ( محمديون ) لأنهم خلقوا إلاها أسموه محمدا وجعلوا أول مهمة له له أن يشفع فيهم يوم الدين . هم بذلك إتخذوا من دون الله جل وعلا شفعاء شأن أتباع الشيطان فى الجاهلية والذين قال عنهم رب العزة جل وعلا : ( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ )﴿الزمر: ٤٣﴾. الفارق أن العرب الجاهليين كانوا يزعمون أن آلهتهم تشفع لهم ، وواجه خاتم النبيين ( عليهم السلام ) هذا الإفك بالقرآن الكريم ، ومرت الأيام وجعل ( المحمديون ) إلاها اسموه ( محمدا ) يشفع فيهم يوم الدين . نجح الشيطان فى غواية المحمديين وخدعهم بالأمانى وبالوعد الغرور .

نعطى بعض التفصيل .

أولا : خاتم النبيين لن يشفع لأحد يوم القيامة .

1 ـ  النبى محمد عليه السلام لا يعلم الغيب وليس له أن يتحدث فى الغيبيات عن الآخرة وأحوالها ، فالأحاديث المنسوبة له لم يقلها ، وهى وحى شيطانى من شياطين الانس كالبخارى وأضرابه : ( قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٨﴾الأعراف  ) (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٩﴾ الأحقاف  ) ( قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴿٥٠﴾الأنعام    )

2 ـ سيأتى عليه السلام شاهدا خصما للكافرين ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴿٤١﴾النساء  ) (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴿٨٩﴾ النحل   ). يشهد أنهم إتخذوا القرآن الكريم مهجورا (  وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾الفرقان  ) . وشهادة الخصومة عكس الشفاعة . وسيتخاصم النبى مع كافري قومه ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١﴾ الزمر  )

3 ـ من حقت عليه كلمة العذاب لا يمكن للنبى أن ينقذه من النار (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿١٩﴾ الزمر ) والله جل وعلا لا يبدل قراره ( قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ق  )   .

4 ـ التأكيد على حساب الأنبياء أكثر من حساب أقوامهم ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦﴾ ) الأعراف ) والتأكيد على حساب النبى محمد أكبر من حساب قومه ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾الزخرف  ) وفى الحساب لن ينفع النبى محمد أصحابه ولن ينفعه اصحابه ( وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ ) ﴿٥٢﴾الأنعام  ) كما لن تجزى نفس عن نفس شيئا ( وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿البقرة: ٤٨﴾( وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿البقرة: ١٢٣﴾. وهذا عام فى الجميع فهى عدالة الرحمن جل وعلا حيث لا ظلم يوم الدين . سيقول جل وعلا  للناس :(  الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ غافر) .

5 ـ الشفاعة ليست لبشر بمفهوم التوسط  المعروف فى الدنيا ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ  ۗوَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾ البقرة )

6 ـ  الشفاعة فى اليوم الآخر ترجع لرب العزة جل وعلا وحده ، هو وحده جل وعلا الولى المعبود وهو وحده جل وعلا الشفيع : (  لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿الأنعام: ٥١﴾ (  لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ ) ﴿الأنعام: ٧٠﴾ (  اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿السجدة: ٤﴾ ( قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿الزمر 44 ).

7 ـ وهى للملائكة بعد إذن الرحمن جل وعلا ورضاه ( وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) ﴿سبإ: ٢٣﴾( مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿يونس: ٣﴾

8 ـ وهى بناء على معرفته جل وعلا بما بين ايدي الناس وما خلفهم : (   ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ) ﴿٢٥٥﴾ العظيم  ) ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾ الانبياء) ( يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿١١٠﴾ طه  ). ( فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿٧﴾الأعراف  ) .

9 ـ والنبى محمد عليه السلام لم يكن يعلم السرائر ، بل كان من أصحابه من مرد على  النفاق ولم يكن يعلمهم ومات وهو لا يعلم بهم :(  وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾ التوبة  ) ، وشأن الأنبياء جميعا أنهم سيعلنون يوم القيامة أنه لا علم لديهم بمدى هداية أقوامهم : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّـهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖإِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١٠٩﴾ المائدة )  

10 ـ والشفاعة هى للملائكة المختصين بها :

10 / 1 : الذين يشهدون بالحق : ( وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴿الزخرف: ٨٦﴾ .

10 / 2 :  وهم المعهود لهم بالشفاعة (  لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا ﴿مريم: ٨٧﴾

10 / 3 : وقال عنهم جل وعلا : (  وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾ النجم )

10 / 4 : وتحديدا هم ملائكة العمل الخاصة بكل فرد ( رقيب وعتيد ) ستتحول يوم القيامة الى ( سائق وشهيد ) أحدهما يسوقه والآخر يشهد : ( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴿١٨﴾ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴿١٩﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠﴾ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴿٢١﴾ ق  ). إن كان عمله صالحا أصبح شاهدا له ، أى شفيعا له بعمله الصالح ، وإن كان عمله عصيانا أصبح شاهدا عليه .

11 : المشركون هم الذين يتخذون من أنفسهم شفعاء يعتقدون بملكيتهم قوة التشفع فيهم . عن إتخاذهم شفعاء قال جل وعلا :

 11 / 1 : (  أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿الزمر: ٤٣﴾

11 / 2 : (   وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿غافر: ١٨﴾

11 / 3 : (  وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿الأنعام: ٩٤﴾

11 / 4 : ( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) ﴿يونس: ١٨﴾

 11 / 5 : (  وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ ﴿الروم: ١٣﴾

11 / 6 (  هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿الأعراف: ٥٣﴾

12 ـ هذا كله فى القرآن الكريم الذى يزعم المحمديون الإيمان به . ولكن الحقيقة هم يؤمنون بأحاديث الشفاعة الشيطانية ومن أجلها يكفرون بالقرآن الكريم ، وحين واجهناهم بآيات القرآن الكريم حاربونا وحكموا بكفرنا وردّتنا عن ( دينهم ) ، ولا يزالون .

 ثانيا :  توعّد إبليس بأن ( يغُرّ ) بنى آدم بالأمنيات والوعد الغرور

1 ـ اساطير شياطين الإنس من أئمة المحمديين عن الشفاعة لا شأن لها بالنبى محمد عليه السلام ، بل هى الدليل الأكبر على كفرهم وكفر أتباعهم ، وأنها الدليل الأكبر على نجاح الشيطان الساحق فى إغوائهم بوعده الغرور.

2 ـ قال جل وعلا عنه :

2 / 1 :( لَّعَنَهُ اللَّـهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴿١١٩﴾ النساء ) هو هنا يقرن الإضلال بالتمنى ، وهى عبقرية فى الشّرّ ، لأن الضال إذا عرف أن مصيره أن يلقى جزاء ضلاله فقد يتوب ، ولكن إذا إعتقد أنه بضلاله سيدخل الجنة فسيستمر فى ضلاله حتى الموت . وبالتالى تنجح الشفاعات المزعومة فى إجهاض الإصلاح .

2 / 2 : ـ قال جل وعلا بعدها عن وعود الشيطان :( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴿١٢٠﴾ النساء )

2 / 3  ـ بعدها قال جل وعلا عن مصيرهم الحتمى : ( أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴿١٢١﴾النساء ).

3 ـ وقد حذّر رب العزة جل وعلا الناس من وعد الشيطان ، فقال :

3 / 1 :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿٣٣﴾ إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴿٣٤﴾ لقمان )

3 / 2 :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ﴿فاطر: ٥﴾

3 / 3 : (  الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿البقرة: ٢٦٨﴾

4 ـ وأخبر رب العزة جل وعلا مقدما بنكث وعده لأتباعه فى الآخرة : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖإِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٢﴾ ابراهيم ).

5 ـ ومع هذا فالمحمديون بدينهم الأرضى الشيطانى متمسكون .

 

 

 

الشيطان وعبادة الهوى

مقدمة : لا كهنوت فى العلم ولا فى الدين الالهى الحق

1 ـ ( س ) تناقش مع ( ص ) فى موضوع سياسى ، كانت حجة ( س ) هى الأقوى ، غضب ( ص ) فقال ل ( س ) : هل معنى هذا أننى جاهل ؟ .تحول النقاش من ( الموضوعى ) الى ( الشخصى ) . هنا الخلط بين ( موضوع النقاش ) و ( أشخاص المتناقشين ).الجاهل فى موضوع النقاش يتحول الى مهاجم رفيقه فى النقاش ليدارى جهله . فى الموضوعات البحثية ليكون النقاش ناجحا لا بد من باحثين وليس أدعياء علم . الباحث هو من ( يبحث ) عن الحقيقة وعن الصواب فى موضوع البحث. لا يهم من يكون معه الصواب . المهم هو الوصول الى هذا الصواب . وبالتالى فإن حوارهما هادف وناجح ، ويثمر إحتراما بينهما ، وحتى لو إختلفا فإن الاختلاف فى الرأى لا يفسد الود بينهما . إذا كان أحدهما جاهلا فما أسهل أن يلجأ الجاهل الى الدفاع عن نفسه بالهجوم على رفيقه فى النقاش وتحويل النقاش الى شأن شخصى . هنا يكون ( الهوى ) الذاتى ملجأ الجاهل فى الدفاع عن جهله وعن ذاته .

 2 ـ نشرت سلسلة من المقالات عن النساء فى حياة هارون الرشيد معتمدا فيها على المصادر التاريخية الموثقة . إعترض بعضهم قائلا إن المشهور أن هارون الرشيد كان يحج عاما ويغزو عاما ولم يكن له وقت للجوارى . تحاورنا وظهر جهله فقال محتدا غاضبا : هل معنى ذلك أننى جاهل ؟ قلت له : لم أتعرض لك ، أنا أتكلم عن هارون الرشيد فى المصادر التاريخية . إنفضت الجلسة وقد كسبت عداوته  بدون قصد .!.

3 ـ نشرت مقالات عن الانحلال الخلقى فى العصر المملوكى ومنه الشذوذ الجنسى الذى جعله التصوف دينا. هاجمنى صحفى تحت عنوان مفاده أن آباءنا العظام لم يكونوا شاذّين . كان العنوان ومحتوى المقال تحريضيا ، وأدى الغرض منه فى التحريض على شخصى . لم يسأل أحدهم عن الأدلة من كتب التاريخ وكتب التصوف . هذا لأن المناخ العام ( أو الهوى العام ) كان ــ ولا يزال ـ فى تقديس السلف . وفى هذا المناخ يفوز الجهل وأربابه . ـ  هى مشكلة خطيرة حين يتحكم الهوى فى المجالات العلمية ، إذ يؤسس الجهل بدلا من البحث العلمى الموضوعى . لهذا فإنه لا وجود للكهنوت فى البحث العلمى الجاد .

4 ـ تكون المشكلة أخطر حين يتحكم الهوى فى ( الدين ) . إذ أن الدين الشيطانى مؤسس على الهوى . الشيطان يتسلل الى هوى الإنسان فيجعل هواه إلاها ودينا  خلال وحى شيطانى . إذا كان الهوى فى الغزو والاحتلال والسلب والنهب والتسلط جعله الشيطان دينا يقول :( أُمرتُ أن أقاتل الناس ..) وتحت مسمى ( السُّنّة ) ، وإن كان فى اللهو واللعب والرقص والانحلال بكل أنواعه صار دينا بعنوان ( التصوف ) ، وإذا كان الهوى فى الثقافة القومية ( الشعوبية ) الفارسية تحول الى دين ( التشيع ).

5 ـ والكهنوت فى كل دين أرضى هم أعاجيب فى الجهل . ولا يجرؤ أحد على نقاشهم ، فالمطلوب هو السمع والطاعة مهما قال الشيخ . ومثلا فإن من أعاجيب الجهل مخلوق قضى خمسين عاما فى تقديس البخارى ، فلما كشفنا عورات البخارى إتضح أن الشيخ لم يقرأ البخارى. إستهلك وقته هجوما علينا يتوعدنا بجهنم وبئس المصير . لم يلتفت الى أدلتنا من البخارى وعرضها على القرآن الكريم . هو فى الحقيقة لا يدافع عن البخارى . هو يدافع عن نفسه وعن جهله ، فلا يصح بعد خمسين عاما من تقديسه البخارى أن يظهر أنه حمار . هو يرفض أن يكون حمارا ، حتى لو كان حمارا مخططا بدرجة رئيس جامعة .

6 ـ الهوى فى الدين هو صناعة شيطانية . نتتبع هذا ببعض التفصيل  :

أولا : معنى الهوى قرآنيا

  الهوى نقيض التعقل : لو إستعمل الانسان عقله ما سجد لتمثال أو لقبر ميت تحول الميت فيه الى تراب ، وما قدّس مخلوقا مثله يتبول و( يخرى ) ويمرض ويموت . الشيطان هو الذى يجعل الانسان يفقد عقله .

 1 ـ  قال جل وعلا :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾ البقرة ) هنا تحذير من إتباع خطوات الشيطان الذى يأمر بالسوء والفحشاء والتقول على رب العزة جل وعلا . وقد خدع الشيطان الأسلاف ، وجعل دينهم الشيطانى ( ثوابت )، بحيث أتى اللاحقون يرفضون إتباع ما أنزل الله جل وعلا بسبب تمسكهم بتلك الثوابت التى ولدوا عليها ووجدوا عليها آباءهم ، مع أن آباءهم كانوا ( لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) قال جل وعلا : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُقَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَايَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾ البقرة ) بعدها قال جل وعلا عنهم يشبههم بالأنعام :  ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿البقرة: ١٧١﴾

2 ـ بل هم شر الدواب ، أى كل ما يدب على الآرض من البيكتيريا الى الحشرات والحيوانات . قال جل وعلا عن الكافرين :

2 / 1 :( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٥٥﴾  الانفال)  

2 / 2 :  ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿الأنفال: ٢٢﴾

3 ـ هذا لأنهم إتخذوا الهوى إلاها .قال جل وعلا : ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا  ( ٤٣﴾  أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖبَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾  الفرقان )

ثانيا : الهوى الشيطانى ضد رب العزة جل وعلا

1 ـ جعل إبليس نفسه إلاها حين تحدى رب العزة جل وعلا قائلا : (لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾) النساء ). بالتالى فإن الهوى الشيطانى المؤسس للأديان الأرضية الشيطانية يناقض الحق الالهى ( لا إله إلا الله )

2 ـ ردا على الهوى الشيطانى قال جل وعلا :

2 / 1 : (  لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿الأنبياء: ١٧﴾

2 / 2 : (  وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ ﴿المؤمنون: ٧١﴾.

ثالثا : الهوى الشيطانى ضد الكتاب الالهى

1 ـ عن القرآن الكريم قال جل وعلا :( كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾ الاعراف ). الإتّباع هو للقرآن الكريم وحده ، مع النهى عن إتباع غيره من الكتب وأولياء الشيطان كالبخارى والكلينى والشافعى والغزالى ..الخ .

2 ـ وهذا الحق الالهى نزلت به كل الرسالات الإلهية ، وكان مأمورا به كل رسل الله جل وعلا. وقد قال رب العزة جل وعلا للنبى داود :(  يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿ص: ٢٦﴾، فالهوى نقيض الحق  ، وإتباع الهوى الشيطانى يعنى الضلال عن سبيل الله جل وعلا .

3 ـ وعن الحق القرآنى قال جل وعلا : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿ ٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ النجم )

رابعا : شيوخ الكهنوت شيوخ الهوى الشيطانى

1 ـ يرفض الكافرون الإستجابة للقرآن الكريم وهو الهدى الإلهى تمسكا منهم بإتباع الهوى الشيطانى . ولأن القرآن الكريم هو الميزان فإن الله جل وعلا قال لخاتم النبيين :(  فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿القصص: ٥٠﴾

2 ـ ولأن القرآن هو العلم فيما يخص الدين فإن رب العزة جل وعلا يصف متبعى الهوى الشيطانى بأنهم إتبعوا أهواءهم بغير علم . قال جل وعلا : ( بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ  ﴿٢٩﴾  الروم  )

3  ـ وهى عادة سيئة فى الكهنوت القائم بين الناس ،. فالكهنوت يبرر وجوده بأن يجادل فى ( الله ) يزعم أنه وكيل عن الله ومتحدث بإسمه وواسطة بينه وبين الناس . يوجد هذا بين  الناس فى أى زمان ومكان . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ﴿٣﴾ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٤﴾ الحج ). هنا ترى ذلك الذى يجادل فى الله جل وعلا متبعا لألهه الشيطان .

3 / 2 :  ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴿الحج: ٨﴾ ﴿لقمان: ٢٠﴾.هنا تراه بلا علم وبلا هدى وبلا كتاب إلهى منير .

4 ـ  وعن أئمة الضلال قال جل وعلا فى تحقيرهم إذ تركوا الحق الالهى واتبعوا الهوى الشيطانى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿الأعراف: ١٧٦﴾

5 ـ وقال عنهم جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّـهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿الجاثية: ٢٣﴾. جعلوا هواهم الشيطانى إلاها من دون الرحمن جل وعلا . وكفى بهذا ضلالا أيها المحمديون .!

خامسا : غواية الشيطان فى عبادة الهوى فى عُصاة بنى اسرائيل :

1 ـ نظروا للرسالات الإلهية من واقع هواهم الشيطانى ، فما لا تهواه أنفسهم يرفضونه إستكبارا ، بل وكانوا يقتلون الرسل .  قال جل وعلا :

1 / 1 :( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴿البقرة: ٨٧﴾

1 / 2 : (  لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴿المائدة: ٧٠﴾

2 ـ بل دفعهم الهوى الشيطانى الى قتل المصلحين من غير الرسل الذين يأمرون بالقسط . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢١﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٢٢﴾آل عمران ). مع ملاحظة أن فتاوى القتل تلاحقنا لأننا ندعو للقسط بين الناس .!

سادسا : نهى الله جل وعلا النبى محمدا عن إتباع الهوى  الشيطانى لأهل الكتاب والعرب ، تمسكا بالقرآن الكريم وحده :

1 ـ عن أهل الكتاب قال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم السلام :

1 / 1 :(  وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّـهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴿البقرة: ١٢٠﴾

1 / 2 :(  وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿البقرة: ١٤٥﴾

1 / 3 :(  وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ) ﴿المائدة: ٤٨﴾

1 / 4 :(  وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ) ﴿المائدة: ٤٩﴾

1 / 5 : (  قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّـهَ حَرَّمَ هَـٰذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴿الأنعام: ١٥٠﴾

1 / 6 : (  فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّـهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّـهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿الشورى: ١٥﴾

2 ـ وفى النهى عن إتّباع الهوى الشيطانى للعرب الجاهليين قال جل وعلا  لخاتم النبيين :

2 / 1  :(   قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ قُل لَّا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿الأنعام: ٥٦﴾

2 / 2 : ( وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿الرعد: ٣٧﴾

2 / 3 : (  وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴿الكهف: ٢٨﴾

2 / 4 :  (  فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ﴿طه: ١٦﴾

3 ـ وعموما ، قال جل وعلا :

3 / 1 :(   ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) ﴿الجاثية: ١٨﴾

3 / 2 : ( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم ﴿محمد: ١٤﴾

سابعا : نهى المؤمنين عن إتباع الهوى الشيطانى

1 ـ قال جل وعلا لأهل الكتاب : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿المائدة: ٧٧﴾

2 ـ قال جل وعلا للمؤمنين:

2 / 1 : فى قول القسط : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿النساء: ١٣٥﴾

2 / 2 : فى تشريع الطعام : ( وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّـهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ) ﴿الأنعام: ١١٩﴾

ثامنا : أغلبية البشر يتبعون الهوى الشيطانى .

1 ـ عموما قال جل وعلا : ( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ﴿القمر: ٣﴾

2 ـ وفى عصر النبى قال جل وعلا :

2 / 1 : عن آلهة العرب : ( إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ ﴿النجم: ٢٣﴾

2 / 2 : عن المنافقين : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴿محمد: ١٦﴾

3 ـ كان هذا فى عصر نزول القرآن فكيف بالمحمديين الآن ؟

أخيرا : فى الآخرة

  قال جل وعلا : ( فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ﴿٣٧﴾ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٣٨﴾ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ﴿٤٠﴾ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٤١﴾ النازعات ) . الذى ينهى النفس عن الهوى مصيره الجنة .!

 

 

 

( النسيان ) وسيلة الشيطان فى غواية الانسان

مقدمة

1 ـ يتعرض الإنسان للنسيان خصوصا فى مرحلة الشيخوخة.ليس هذا موضوعنا .

2 ـ موضوعنا عن إستغلال الشيطان نسيان البشر ليجعلهم ينسون رب العزة جل وعلا فلا يتقون . وبدلا من أن ( يتذكر ) الانسان ربه فيكون متقيا تراه قد وقع فى أسر الشيطان فأنساه ذكر ربه جل وعلا ، ولا يزال ينسيه الى أن يفوق من غفلته عند الاحتضار ، ولكن .. بلا فائدة .

3 ـ نعطى لمحة عن النسيان الدينى وإستغلال الشيطان له فى غواية البشر .

أولا : البشر والنسيان  

  الأنبياء : يتعرضون للنسيان .

  1 : النبى موسى عليه السلام قال للعبد الصالح (  لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴿الكهف: ٧٣﴾

  2 : النبى محمد عليه السلام قال له ربه جل وعلا :

   2 / 1 : (  سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ ﴿الأعلى: ٦﴾

  2 / 2 (  وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ  ) ﴿الكهف: ٢٤﴾

المؤمنون

1 ـ يدعون ربهم جل وعلا أن لا يؤاخذهم إذا نسوا أو أخطأوا بلا قصد : ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) ﴿البقرة: ٢٨٦﴾

2 ـ وعظهم الله جل وعلا ألّا ينسوا الفضل فيما بينهم ، أى يتعرفوا بالفضل لأصحاب الفضل ، قال جل وعلا : ( وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿البقرة: ٢٣٧﴾

3 ـ المؤمن التقى إذا مسّه طائف الشيطان فجعله ينسى ويوشك على عمل المعصية فسرعان ما يتذكر ربّه جل وعلا ، قال جل وعلا : (  إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)﴿الأعراف: ٢٠١﴾

الكافرون

1 ـ بعد الآية السابقة قال جل وعلا عن إخوان الشياطين  الذين يمدونهم فى الغى أى النسيان الكامل لتقوى الله جل وعلا :( وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴿٢٠٢﴾الاعراف )

2 ـ وعن نسيان عموم الكافرين قال جل وعلا عن :

2 / 1 : متخذى الأحاديث الشيطانية مكذبى القرآن الكريم ، قال جل وعلا : (  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا﴿الكهف: ٥٧﴾

2 / 2 : الفاسقين  ، قال جل وعلا  محذرا : ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴿١٩﴾ الحشر )

2 / 3 : منكرى البعث ، قال جل وعلا : (  وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ﴿يس: ٧٨﴾.

3 ـ الانسان الكافر عند الكارثة :

3 / 1 : يدعو ربه مستغيثا ناسيا آلهته ، قال جل وعلا  : (  بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿الأنعام: ٤١﴾

3 / 2 : بعد أن ينقذه ربه جل وعلا ينسى ربه جل وعلا : ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴿الزمر: ٨﴾

4 ـ فى إهلاك المشركين : ينسون أوامر الله جل وعلا ونواهيه فيهلكهم بذنوبهم . قال جل وعلا :

4 / 1 :(  فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ﴿الأنعام: ٤٤﴾

4 / 2 :  (  فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿الأعراف: ١٦٥﴾

5 :  نسيان بعض أهل الكتاب:

5 / 1 : السامرى . قال عنه جل وعلا فى عبادة العجل :(   فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَـٰذَا إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ ﴿طه: ٨٨﴾

 5 / 2 : نسيانهم الميثاق الذى أخذه الله جل وعلا عليهم . قال جل وعلا :

5 / 2 / 1 : عن بنى اسرائيل  :(  فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواحَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) ﴿المائدة: ١٣﴾

5 / 2 / 2 : عن النصارى :(  وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) ﴿المائدة: ١٤﴾

5 / 3 : الكهنوت منهم ، يأمرون غيرهم بالبر وينسون انفسهم ، قال لهم جل وعلا : (  أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿البقرة: ٤٤﴾

6 ـ الجزاء من نفس العمل : نسوا طاعة الله جل وعلا فنساهم الله جل من رحمته . قال جل وعلا :

6 / 1 : عن المنافقين :( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّـهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿التوبة: ٦٧﴾

6 / 2 : عمّن ينسى الايمان بكتاب الله جل وعلا وحده :( قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿طه: ١٢٦﴾

6 / 3 : عمّن ينسى اليوم الآخر والكتاب الإلهى  : (  الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿الأعراف: ٥١﴾

6 / 4 : عمّن ينسى اليوم الآخر :

6 / 4 / 1 :(  وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ﴿الجاثية: ٣٤﴾

6 / 4 / 2  : (  فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴿السجدة: ١٤﴾

6 / 4 / 3 : ( إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿ص: ٢٦)   

7 ـ وهم فى اليوم الآخر

7 / 1 :  فى البعث : ينسون عصيانهم بينما أحصاه الله جل وعلا : ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّـهُ وَنَسُوهُ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿المجادلة: ٦ )

7 / 2 : عند الحساب  يتبرأ منهم من كانوا يعبدونهم قائلين : (  قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿الفرقان: ١٨﴾   

7 / 3 : وهم فى النار يذكّرهم رب العزة بسخريتهم من المؤمنين : (  فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴿المؤمنون: ١١٠﴾ .

ثانيا : أنواع النسيان :

 النسيان المؤقت :

  يقع فيه المؤمنون المتقون ولكن سرعان ما يتذكرون .

1 ـ وأشهر حالاته :

1 / 1 : الخشوع فى الصلاة . فالمفلحون من المؤمنين لهم صفات أولها الخشوع فى الصلاة ، قال جل وعلا : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾ المؤمنون ). الشيطان يركز جهده على المؤمن ينسيه الخشوع فى الصلاة . وقلما يوجد شخص يظل منتبها خاشعا طيلة صلاته قائما راكعا ساجدا . لا بد أن ينسى مؤقتا . والشيطان هو الذى يشغله ويجعله ينسى ، بينما إذا كان يشاهد مباراة رياضية أو عملا دراميا فإن يستغرق فيه بكل جوانحه . المؤمن الذى يتحرى الخشوع فى صلاته ينجح حينا ،ولكن يظل فى ( النسيان المؤقت )

1 / 2  ـ والمؤمن المتقى هو الذى إذا أنساه الشيطان ربه فأوشك أن يقع فى المعصية يسارع بتذكر الرحمن فيستعيذ به جل وعلا من الشيطان الرجيم متقيا ربه جل وعلا : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٠٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴿٢٠١﴾  الاعراف ) هو هنا أوقعه الشيطان فى نسيان مؤقت .

2 ـ . وأشهر من أوقعهم الشيطان فى النسيان المؤقت :

2 / 1 : آدم نسى فأوقعه الشيطان فى المعصية، قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾ طه )

2 / 2  ـ وجاء فى قصة يوسف عليه السلام : ( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ﴿٤٢﴾ يوسف )

2 / 3  ـ وجاء فى قصة موسى عليه السلام : (  فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴿الكهف: ٦١﴾ ...( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ) ﴿الكهف: ٦٣﴾

2 / 4  ـ وقال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم السلام :  ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٦٨﴾ الانعام )

ثانيا : النسيان المتدرج

 الشيطان مخلوق مثابر فى عمله لا ييأس ولا يملُّ . المؤمن المتقى ينجو من حبائله بتذكر رب العزة جل وعلا . إذا لم يفعل إصطحبه الشيطان فى الضلال خطوة خطوة ، فى كل خطوة ينسيه ربه ، وهذا ما نسميه النسيان المتدرج الى أن يسيطر عليه الشيطان و ( يضعه فى جيبه ) . واشهر حالاته :

إتباع خطوات الشيطان : لم يأت هذا التعبير فى القرآن إلّا عن الشيطان نهيا عن إتّباع خطواته وهو العدو المبين .

جاء هذا صريحا فى قوله جل وعلا :

1 ـ فيما يخص الحلال والحرام فى الطعام :

1 / 1 :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿البقرة: ١٦٨﴾

1 / 2 (   وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿الأنعام: ١٤٢﴾

2 ـ فى السلام (   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿البقرة: ٢٠٨﴾

3 ـ الفحشاء والمنكر : (   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) ﴿النور: ٢١﴾

وجاء ضمنيا فى :

1 ـ إستغلال عصيان الانسان بعد هدى ليزيده عصيانا . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴿محمد: ٢٥﴾

1 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا )  ﴿آل عمران: ١٥٥﴾

2 ـ استغلال المعصية لتتطور الى تكذيب لآيات الله :( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴿١٠﴾ الروم )

3 ـ فى النهاية يسود النسيان ويصدأ القلب بالمعصية فيكون وجهه مسودا يوم القيامة ومحجوبا من رحمة الله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( كَلَّا ۖ بَلْ ۜرَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٤﴾ كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴿١٥﴾ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴿١٦﴾ المطففين )

 ثالثا : النسيان الراسخ الثابت عبر الأجيال ( الأديان الأرضية : الثوابت الدينية )

المحمديون يؤمنون بخرافات واكاذيب وأنواع مضحكة من الإفك والبهتان ، ولأنها متوارثة عبر القرون فقد سمُّوها ( ثوابت ) ، وهى ما وجدوا عليه آباءهم ، وفى سبيل هذا الإفك المتوارث ينسون الحق الالهى .

1 ـ قال جل وعلا عن الكافرين يوم القيامة :( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ﴿٦٩﴾ فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ﴿٧٠﴾ الصافات )

2 ـ فعلت ذلك قريش . قال جل وعلا عنهم :

  2 / 1 (  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿ ١٠٤﴾ المائدة )

2 / 2 ـ  (  بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴿ ٢٢﴾ الزخرف ) فقال جل وعلا يجعلها قاعدة عامة : (  وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴿  ٢٣ ﴾ الزخرف ) أى هى قاعدة عامة فى كل مجتمع يسيطر عليه المترفون الذين حازوا السلطة والثروة بإستغلال الدين الأرضى ، وبالتالى يتمسكون به رفضا للدين الإلهى .

3 ـ واساسها الشيطان الذى أنساهم الحق بمرور القرون ، قال جل وعلا : (  وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿لقمان: ٢١﴾

4 ـ وفى قصة ابراهيم عليه السلام مع قومه أروع مثل على دور الشيطان فى الإضلال بالنسيان .

4 / 1 : البداية عن دور الشيطان الذى يظهر فى حوار ابراهيم مع أبيه الكافر ، إذ قال له : ( يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيًّا ﴿٤٤﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴿٤٥﴾ مريم )

4 / 2 : ثم فى حواره المنطقى مع قومه وردهم عليه بأنه ما وجدوا عليه آباءهم ، أى ( ثوابت ) ، قال جل وعلا :

4 / 2 / 1 : ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ الانبياء )

4 / 2 / 2 : ( إذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٧٠﴾ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ﴿٧١﴾ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ﴿٧٢﴾ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴿٧٣﴾ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿٧٤﴾ قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ﴿٧٥﴾ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ﴿٧٦﴾ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٧﴾ الشعراء ) .

لو ذهبت الى قبر الحسين ( مثلا ) وقلت لهم مقالة ابراهيم سيعتبرونك معتديا على ( ثوابتهم الدينية ) ينطبق عليهم قوله جل وعلا :( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ﴿٦٩﴾ فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ﴿٧٠﴾ الصافات ) .

أخيرا : النجاة من غواية الشيطان

1 ـ ذكر الله جل وعلا وقراءة كتابه الكريم مستعيذا بالله العظيم من الشيطان الرجيم . قال جل وعلا : (  فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿ : ٩٨﴾ النحل )

2 ـ الاستعاذة بالله جل وعلا من وسوسة الشيطان ونزغه :

2 / 1 :(  وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿فصلت: ٣٦ )

2 / 2 :  ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٠٠﴾  الاعراف )

  3 : الاستعاذة بالله جل وعلا من همزات كل الشياطين ، وأن يحضروا معك : (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ﴿ ٩٧﴾وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴿٩٨﴾ المؤمنون )

4 ـ ليس للمؤمن التقى قرين من الشيطان . الكافر يقترن به شيطان يضله ويجعله يحسب نفسه على الهدى . قال جل وعلا فى الفارق بين المؤمن التقى والكافر : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٩٩﴾ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿١٠٠﴾ النحل  ) .

 

 

 

 

 النجوى والشيطان

1 ـ القصص القرآنى يختلف عن الروايات التاريخية . الروايات التاريخية تلتزم بأركان الحدث التاريخى ( أسماء الأشخاص ، وتحديد الزمان والمكان ). القصص القرآنى يركز على العبرة لأن القرآن ليس كتابا فى التاريخ بل فى الهداية ، وفى القصص القرآنى يكون الهدف هو العظة ولذا فلا تركيز على أسماء الأشخاص ولا تحديد الزمان أو المكان ، لتكون القصة القرآنية متحررة من أسر الزمان والمكان ، لتنطبق على المنافقين والكافرين والمؤمنين والفاسقين والمجرمين فى كل زمان ومكان . القصص القرآنى منه ما نزل معاصرا يتحدث عن أحداث جرت فى وقتها فى عصر النبى محمد عليه السلام ، ومنه قصص أخبر عن الماضى . ولأن الصراع محور أساس فى تاريخ البشر فقد كان للنجوى أو التآمر نصيب ، منه ما كان تناجيا يوسوس به الشيطان ، أو تناجيا يقوده الشيطان وهو يتلاعب بأوليائه . التناجى الذى وسوس به الشيطان عبّر عن الذى قلناه من قبل من ( النسيان المؤقت ) الذى يعقبه توبة وإستغفار . النجوى الشيطانية  كانت تقع من الكافرين والمنافقين والذين تحكم فيهم قرناؤهم من الشياطين يجعلون بينهم وبين الهدى حجابا مستورا .

2 ـ ونعطى أمثلة قرآنية :

أولا : التناجى الشيطانى بين الكفار فى عهد النبى محمد عليه السلام  

1 ـ قال جل وعلا فى سورة مكية يخاطب خاتم النبيين عليهم جميعا السلام ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ﴿٤٧﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٤٨﴾ الاسراء ).

2 ـ نعطى تدبرا سريعا لهذا التناجى الشيطانى :

2 / 1 : مع إنه خطاب مباشر للنبى محمد عن مشركى عصره الرافضين للقرآن الكريم إلّا إنه ينطبق على أئمة المحمديين . فى تناجى المشركين فى مكة كانوا يتهمون النبى بأنه كان مسحورا ( وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ﴿٤٧﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٤٨﴾ الاسراء ). وتكرر هذا الإتهام فى سورة مكية أخرى : ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا﴿٨﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٩﴾ الفرقان ) . ثم فيما بعد صاغه البخارى وغيره إتهاما للنبى أن يهوديا سحره . إفترى البخارى لعنه الله جل وعلا هذا الحديث : ( 5430 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عيسى بن يونس، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زُرَيق، يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنه دعا ودعا، ثم قال: (يا عائشة، أشَعَرْتِ أن الله أفتاني فيمااستفتيته فيه، أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشط ومُشاطة، وجُفِّ طَلْع نخلة ذَكَر. قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذَرْوان). فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فجاء فقال: (يا عائشة، كأن ماءها نُقاعة الحِنَّاء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين). قلت: يا رسول الله: أفلا استخرجته؟ قال: (قد عافاني الله، فكرهت أن أثَوِّرَ على الناس فيه شراً). فأمر بها فدُفنت.  ). وربما تناجى البخارى ( وإسمه الحقيقى : أبن برزدويه ) مع رفاقه من شياطين الإنس وهو يصيغ هذا الحديث .

2 / 2 : القرين الشيطانى يتحكم فى نفس المشرك الكافر فيمنع وصول نور الحق القرآنى اليها ، ولأن النفس تنتمى الى عالم البرزخ غير المرئى لنا ولأن القرين الشيطانى ينتمى الى نفس العالم البرزخى فإن الحجاب الذى يضعه على النفس يكون بالنسبة لنا مستورا .

2 / 3 : تتأكد هذه النجوى الشيطانية للكافرين فى قوله جل وعلا عنهم : ( لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖأَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿٣﴾ الانبياء ).

ثانيا : التناجى بين الحق والإثم فى قصص النبى محمد عليه السلام عن بعض الصحابة من غير المنافقين

1 ـ ( زايد الزينى ) ينتمى الى عائلة ( الزينى ) أكبر عائلة فى القرية . ( زايد ) ولد فاسد . بالليل سرق جاموسة من بيت (حسان الشبراوى ) . كشف ( حسان الشبراوى ) السرقة وأبلغ العمدة . أرسل العمدة شيخ الخفر فعثر شيخ الخفر على الجاموسة فى زريبة ( زايد الزوينى ). شيخ الخفر ينتمى الى عائلة الزوينى . أسرع بإبلاغهم بالأمر ليتداركوا الموقف منعا لإحراجه أمام العمدة . بعض الخفراء أشاع فى البلد انهم عثروا على جاموسة ( حسان الشبراوى ) فى زريبة ( زايد الزينى ) . اصبح موقف عائلة ( الزوينى ) حرجا . بالليل إستدعوا ( زايد ) وحققوا معه فإعترف بالسرقة . ( تناجوا ) فيما بينهم فى طريقة للخروج من هذه الفضيحة ، وكان معهم شيخ الخفر الذى إقترح أن يضع الجاموسة فى زريبة  الولد ( شعبان ). ثم يذهب هو بالخفر الى دار الولد ( شعبان ) ليضبط الجاموسة المسروقة فى زريبته . ثم يقبض عليه ، وإقترح عليهم أن يذهبوا فى الصباح الى دوار العمدة يشكون من إتهام ابنهم ( زايد ) ظلما وهو لم يسرق شيئا . وافقوا . وقام شيخ الخفر بتسريب الجاموسة من بيت ( زايد ) وربطها ليلا فى زريبة ( شعبان ) . ثم قام بحملة وضبط الجاموسة فى زريبة ( شعبان ) وقبض على شعبان وقاده مكبلا بالأغلال الى دوار العمدة . وفى الصباح الباكر إشتكى شيخ الخفر للعمدة من تشنيع أهل البلد على ابن عمه ( زايد ) وطلب منه أن يبرىء ساحة ابن عمه بعد أن ظهرت براءته وظهر أن السارق هو ( شعبان ). دعا العمدة الى إجتماع عام ، وأعلن فيه براءة ( زايد الزينى ) وطلب من أهل البلد الاعتذار له لأنهم إتهموه ظلما . هذا بينما أرسلوا المسكين ( شعبان ) الى السجن .

2 ـ هذه قصة مصنوعة الآن ، ولكنها تعبر عن ( صناعة التلفيق ) والتى يدخل بها البرىء السجن ظلما ، ويتمتع المجرم الحقيقى بالبراءة والثناء ، ويتحقق المثل الشعبى المصرى ( يا ما فى السجن مظاليم ) .

3 ـ ولأنها ( حالة ) تتكرر فى أى مجتمع ، فقد حدث مثيل لها فى المدينة فى عصر النبى محمد عليه السلام . سرق بعضهم شيئا وإنكشف أمره فعقد أهله مؤتمرا سريا ( تناجوا ) فيه بالإثم والعدوان ، وأودعو المسروق فى بيت شخص برىء ، وذهبوا للنبى يشتكون من إتهام ابنهم ظلما ويطلبون من النبى الدفاع عن براءته ، ولأنه عليه السلام لا يعرف الغيب فقد صدقهم ، ودافع عمّن ظنّه بريئا دون أن يعرف ان البرىء الحقيقى أضحى متهما بالظلم . ونزل فى ذلك آيات ( 105 : 115  ) من سورة النساء .

4 ـ قال جل وعلا : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥﴾وَاسْتَغْفِرِ اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١٠٦﴾ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴿١٠٧﴾ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّـهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا﴿١٠٨﴾ هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿١٠٩﴾ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١١٠﴾ وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١١١﴾ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴿١١٢﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّـهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴿١١٣﴾ لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١١٤﴾ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿١١٥﴾النساء )

5 ـ ونعطى للآيات الكريمة تدبرا سريعا :

5 / 1 : طبقا لمنهج القرآن فى القصص فلم يأت ذكر أسماء الأشخاص لكى تتحول القصة التاريخية الى حالة تتحرر من أسر الزمان والمكان لتنطبق على كل زمان ومكان يدور فيه تلفيق التُّهم للابرياء لينجو أصحاب النفوذ.

5 / 2 : النبى محمد عليه السلام لم يكن يعلم الغيب ، ولن يشفع لأحد أو أن يجادل عن أحد يوم القيامة .

5 / 3 : عصمة الرسول بالقرآن ، وبالقرآن أنقذه رب العزة من إضلال بعض أصحابه وكذبهم عليه . ولولا الوحى ما إنكشف تضليلهم .

5 / 4 : هناك صحابة ليسوا من المنافقين ولكن وصفهم رب العزة بالخيانة والمبالغة فى الإثم ( خوانا أثيما )

5 / 5 : تأكيدا على مسئولية الآثم الشخصية عن إثمه جاءت القواعد الآتية :

5 / 5 / 1 : آثم ثم يبادر بالاستغفار . وهذا يغفر الله جل وعلا له .

5 / 5 / 2 : الآثم هو الذى يتحمل الإثم وحده وليس غيره .

5 / 5 / 3 : الآثم الذى يرمى إثمه على برىء يكتسب إثما زائدا . ( النساء 110 : 112 ) .

6 ـ الذى يدخل فى موضوعنا عن ( الشيطان والنجوى ) هو أن أولئك الخوانين الآثمين من الصحابة تناجوا بالليل على تدبير فعل أثيم ، ونفذوه بتلفيق تهمة ظالمة لشخص برىء ، وقاموا بتبرئة مجرم عريق .  ويبدو أن التناجى السّرّى فيما بينهم كان عادة عريقة فيهم ، وكان أغلب تناجيهم فيما لا خير فيه ، وكان بعضه فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، إلّا إنهم حين تناجوا فى الشّر يستخفون من الناس ولا يستخفون من رب الناس جل وعلا فقد وقعوا فى شقاق مع الله جل وعلا ورسوله من بعد ما تبين لهم الهدى ، وهو تحذير لهم جاء فى آيتى ( 114 : 115 ) .

ثالثا : تناجى المنافقين :  

1 ـ كان المنافقون الملأ المسيطر على يثرب قبل أن يهاجر اليها النبى والمؤمنون. بالهجرة تغير الوضع لغير صالحهم . لم يكن لهم أن يتركوا ( المدينة ) وفيها أموالهم وأهاليهم وليس مقبولا أن يتركوها ليكونوا تبعا لغيرهم . ثم وهم فى المدينة فقد كفلت لهم الدولة الاسلامية الحرية المطلقة فى المعارضة الدينية والسياسية طالما لا يرفعون السلاح . وإستغلوا هذه الحرية أسوأ إستغلال . كان تشريع الشورى بمعنى الديمقراطية المباشرة يعنى إشتراك كل سكان المدينة رجالا ونساءا فى الشورى مثل جمعية عمومية . لم يسعد المنافقون بهذا فإتهموا النبى بأنه (أُّذُن ) أى يسمع لمن هب ودبّ . قال جل وعلا :  ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚقُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٦١﴾ التوبة ) .

2 ـ فى تشويش المنافقين على الشورى الاسلامية إبتدع المنافقون ( النجوى ) أى الأحاديث السرية التى لا تخلو من تآمر . وإنخدع بهذا بعض المؤمنين . جاءهم النهى كثيرا فلم يطيعوا ، وظلوا سادرين فى تناجيهم الشيطانى بالإثم والعدوان فقال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚحَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٨﴾ المجادلة ) وقال جل وعلا للمؤمنين يحذرهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٩﴾إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾ المجادلة ). وعليه فالنجوى بالمعروف والبر والتقوى هى النجوى الاسلامية. والنجوى التى تكون بالإثم والعدوان هى من الشيطان .

3 ـ جدير بالذكر أن المنافقين أسّسوا مسجدا للتآمر كانوا يتناجون فيه قال جل وعلا عن نوعية نجواهم الشيطانية : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ) (١٠٧﴾ التوبة  )

رابعا : التناجى بين الحق والإثم فى قصة يوسف عليه السلام

1 ـ أخوة يوسف تناجوا فيما بينهم بالإثم حين تآمروا على أخيهم يوسف فى طفولته . قال جل وعلا : ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ﴿٧﴾إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٨﴾ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴿٩﴾ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿١٠﴾ يوسف )

2 ـ  فى مصر جرت ثلاث إجتماعات تآمرية آثمة :

2 / 1 : الأول بين النساء المترفات فى العاصمة المصرية القديمة فى جلسة نميمة حول غرام إمرأة العزيز بفتاها يوسف ، ولم يكنّ قد رأينه بعدُ . قال جل وعلا : ( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖإِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ يوسف ).

2 / 2 : الثانى : حين تناجت معهم إمرأة العزيز فى خطة للإيقاع بيوسف . قال جل وعلا : ( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّـهِ مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴿٣١﴾ قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖوَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴿٣٣﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٤﴾ يوسف )

2 / 3 : ثم تناجى الرجال أصحاب السلطة فيما بينهم وانتهت نجواهم بسجن يوسف ظلما لتفادى الفضيحة . قال جل وعلا : (  ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿٣٥﴾ يوسف )

3 : حين جاء أخوة يوسف اليه ومعهم أخوهم ( شقيق يوسف ) فإحتجزه يوسف بتهمة ملفقة بقصد إنقاذه منهم . ولأن أباهم قد أخذ عليهم العهد بإرجاعه فقد حاولوا مع يوسف الذى يظنونه عزيز مصر فرفض . ولما يئسوا من إسترجاعه  تناجوا مع بعضهم . قال جل وعلا : ( فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ۖ قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّـهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ ۖ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّـهُ لِي ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴿٨٠﴾ ارْجِعُوا إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ﴿٨١﴾ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٨٢﴾ يوسف ). هنا التناجى فى صحوة ضمير .

خامسا : لمحة عن التناجى الشيطانى والتناجى الاسلامى فى قصة موسى

1 ـ سياسة المستبد سلاسل من التناجى بالشرور والإثم والعدوان والمكر . قال جل وعلا عن أكابر المجرمين الحكام المستبدين : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ الانعام ) . وفرعون موسى كبير المجرمين وهو السّلف لمن جاء بعده منهم . و فى القصص القرآنى عنه نرى ملامح التآمر فى كل خطوة ، وجاء لفظ النجوى صريحا فى هذه الآيات : ( فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ ﴿٦٢﴾ قَالُوا إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ ﴿٦٣﴾ فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ۚ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ ﴿٦٤﴾ طه )

2 ـ وفى المقابل كان الضحايا من قوم موسى يتناجون بينهم ، نفهم هذا من قوله جل وعلا : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٧﴾ يونس ) .

سادسا : النجوى عند المتقين هى الخشية بالغيب

1 ـ المتقى يخشى الله جل وعلا  سواء فى السّر أو فى العلانية ، لأنه يعلم أن الله يرى  ( أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّـهَ يَرَىٰ ﴿١٤﴾ العلق )، و يعلم أنه جل وعلا ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٧﴾ المجادلة )، ويعلم أنه جل وعلا يسمع سرهم ونجواهم : ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴿٨٠﴾ الزخرف )( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٧٨﴾ التوبة )، ويعلم انه جل وعلا على كل شىء شهيد ( إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ﴿٣٣﴾ النساء  )   ( وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا ﴿النساء: ٧٩﴾( 166 )

2 ـ لذا يخشى المتقون ربهم فى الغيب : ( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ﴿الأنبياء: ٤٩﴾  (   إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ) ﴿فاطر: ١٨﴾( إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿يس: ١١﴾ (  مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿ق: ٣٣﴾( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿الملك: ١٢﴾

3 ـ ولهذا فإن التشريع الاسلامى يركز على تقوى القلب وخشيته وليس على مجرد الضبطية القضائية . ومثلا ففى تشريع الطلاق يتكرر الوعظ بالتقوى فى التطبيق : ﴿البقرة: ٢٣١،٢٣٢، الطلاق :  1: 2 )

 

التعليقات(4)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الأحد 04 اغسطس 2019

[91231]


ملاحظات



وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا﴿٨﴾ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٩﴾ فى سورة الفرقان

وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾فى سورة الأنعام

 فى تدرج المعصية تقول الآية الأولى (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه)وأعتقد أن عمل السوء وظلم النفس مرحلة سابقة على اقتراف واكتساب الآثام

مازلت عند تعهدى وإنما أخرنى طارئ.

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 04 اغسطس 2019

[91234]


مشكور د مصطفى ، أكرمك الله جل وعلا



وأنت الأصلح لهذه المهمة لأنها تشمل المراجعة ، وأنت عبقرى فى اللسان العربى


 

3   تعليق بواسطة  موسى إبراهيم     في   السبت 17 اغسطس 2019

[91260]


بارك الله تعالى فيك على هذا التدبر القرآني



يقول الخالق العظيم: (ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِیثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا مَّثَانِیَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِینُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰلِكَهُدَىٱللَّهِیَهۡدِیبِهِۦمَنیَشَاۤءُۚوَمَنیُضۡلِلِٱللَّهُفَمَالَهُۥمِنۡهَادٍ)[سورةالزمر23]. يقشعر بدني عند قراءة آيات في مقالك  كنت امر عليه دون تدبر. الحمدلله رب العالمين . شكرا كثيرا دكتور أحمد منصور على هذا التدبر في النجوى. أتعلم الكثير من كل مقالة تكتبها، وأحمد الله تعالى على ذلك. يا ليت قومي يعلمون ! لكن قلوبهم غلف . (
(وَلَا تُؤۡمِنُوۤا۟ إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِینَكُمۡ قُلۡ إِنَّ ٱلۡهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن یُؤۡتَىٰۤ أَحَدࣱ مِّثۡلَ مَاۤ أُوتِیتُمۡ أَوۡ یُحَاۤجُّوكُمۡ عِندَ رَبِّكُمۡۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِیَدِ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُۗ وَٱللَّهُ وَ ٰسِعٌعَلِیمࣱ۝ یَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن یَشَاۤءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِیمِ )
[سورة آل عمران 73 - 74]

4   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 18 اغسطس 2019

[91276]


بارك الله جل وعلا فيك استاذ موسى ابراهيم

وننتظر المزيد من مقالاتك.

 

 

 

 

الفصل الرابع : الشيطان والمحمديون

الشيطان هو الصانع الحقيقى لآلهة وأولياء المحمديين  

الشيطان جعل المحمديين يتخذون أولياء من دون رب العالمين

 

 

 

الشيطان هو الصانع الحقيقى لآلهة وأولياء المحمديين  

مقدمة :لمجرد التذكير :

1 ـ الكفر والشرك بمعنى واحد .( التوبة 1 : 3 ، 17  )

2 ـ هما نوعان :

2 / 1 :سلوكى بإستخدام إسم الله جل وعلا ودينه فى الاعتداء ظلما وعدوانا ، وفى الإكراه فى الدين .

2 / 2 : قلبى تعبدى .

3 ـ الكفر / الشرك ( القلبى التعبدى ) نوعان :

3 / 1 : علمى : بتقديس الكتب الشيطانية وأحاديثها وتشريعاتها .

3 / 2 : عملى : بتقديس القبور ( الأنصاب : النُّصّب ) بالتوسل والصلاة اليها ، والحج اليها ، وإقامة الاحتفالات والموالد حولها وتقديم القرابين لها من طعام وذبائح .

4 ـ يحدث أن يجتمع كل هذا معا .

5 ـ الشيطان هو الصانع الحقيقى فى الكفر والشرك . هو الصانع الحقيقى للأنصاب والايمان بها . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠﴾ المائدة ) . نزل تحريم الأكل من القرابين المقدمة على الأنصاب وما أُهلّ لغير الله جل وعلا به . تكرر هذا فى القرآن الكريم ( المائدة 3 ، البقرة 173 ، الأنعام 145 ، النحل 115 ) . ومع هذا فالمحمدين عاكفون على الأنصاب والأكل من ذبائحها وممّا يُقدم حولها من موائد . وقد إتخذوا من حضورهم تلك الموالد مودة بينهم فى الحياة الدنيا ، ويوم القيامة سيكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا . وقد قالها ابراهيم عليه السلام من قبل لقومه : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٢٥﴾ العنكبوت). خدع الشيطان قوم ابراهيم ومن هم قبل قوم ابراهيم ، ومن جاء بعد قوم ابراهيم ، وهاهو الآن يخدع المحمديين بعبادة الأنصاب وعبادة الآلهة البشرية على أنهم ( أولياء الله ).

 6 ـ الشيطان هو أيضا الصانع الحقيقى للوحى الذى يملأ الأسفار المقدسة عند المحمديين ، بدءا من ( موطأ مالك ) الى ( البخارى ) و( الكافى للكلينى ) و ( إحياء علوم الدين للغزالى ) ومؤلفات ابن تيمية وابن عبد الوهاب ..قال جل وعلا فى هذا الوحى الشيطانى : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ) 114 ) الانعام ). إنتهى الوحى الإلهى نزولا بتمام القرآن ، ولكن الوحى الشيطانى لا يزال مستمرا لذا جاء التعبير عنه بالفعل المضارع ( يوحى ، يفترون ، تصغى ، يرضوه ، يقترفوا  ).

7 ـ يفعل الشيطان هذا بالبشر دون أن يراه البشر . ونعطى بعض التفصيل

أولا : الشيطان هو الفاعل الخفى

1 ـ نرى فيلما أو مسلسلا دراميا ، نشاهده مبهورين بالممثلين ونراهم الفاعلين الأساس فيما يجرى أمام أعيننا . نحن لا نرى الفاعل الحقيقى الذى يحرك الممثلين ويتحكم فيهم وفى الكاميرا وتتابع المشاهد من البداية الى النهاية . نحن لا نرى المُخرج مع إنه الفاعل الحقيقى فى كل ما نراه .  

2 ـ نفس الحال فى :

2 / 1 : إزدحام المحمديين ( وغيرهم ) أمام القبور المقدسة فى الموالد والأعياد ( مولد الحسين ، مولد العذراء ، مولد الرفاعى ، الجيلانى ، البدوى ، الشافعى ، السيدة زينب ، الرضا ، ..الخ ) . نرى الجماهير فى المهرجانات والركوع والسجود والتضرعات والتوسلات والابتهالات..ولا نرى الشيطان الذى يحركهم .! لا نرى ( شوشو ).!.

2 / 2 : قاعات الدرس العلمية والتعليمية فى الأزهر والحوزات الشيعية والمعاهد الصوفية ، تراهم منهمكين فى العلوم الشيطانية الرجسية الكهنوتية يجترُّون دون فهم أو تعقل ما قاله أئمتهم . من حيث الظاهر ترى مجاميع من الطلبة والدارسين ومجموعات من الأساتذة والمدرسين ، وتسمع ضجيجا ، ولكن لا ترى ( المُخرج ) الذى يحرك هذه العرائس من وراء ستار . لا ترى الشيطان ( شوشو ) .!

2 / 2 : فيما يُعرف بميعاد البخارى ، الذى كان يُعقد طيلة شهر رمضان فى العصر المملوكى ، ولا يزال يُعقد حتى الآن فى بعض البلاد ؛ ترى حلقات تتلو ( صحيح البخارى ) ومستمعين فى صفوف يهزون رءوسهم علامة الخشوع والخضوع يحسبون أنهم يحسنون صُنعا . لو دخل عليهم شخص وصرخ ( ملعون أبوك يا ابن برزدويه ) لن يلتفت اليه أحد ، ولكن الويل له إذا هتف ( ملعون أبوك يا بخارى ) . مع إن البخارى إسمه الحقيقى ابن برزدويه. مشهدهم درامى مؤثر، ولكن الفاعل الحقيقى والمُخرج هو الذى لا نراه هو ( شوشو ).

2 / 3 : قد ترى تسجيلا لفيديو يتكلم فيه أحد شياطين الفقهاء الوهابية يدعو الى الجهاد باكيا مستجديا التطوع فى قتال الكفار ، ويعد من يموت قتلا بأن الحور العين ينتظرنه بمجرد موته ، يرفعن سيقانهن علامة النصر . يتأثر بهذا من فى قلبه مرض ويكون مأخوذا بدموع الشيخ الشيطانى ، وقد يصل به تأثره الى التطوع ليكون مجاهدا يفجّر نفسه ليقتل الأبرياء عشوائيا وهو يمنّى نفسه بنكاح الحور العين ، فلا يجد عند موته إلا ملائكة الموت تستقبله بالصفعات والشلاليت وتبشره بالجحيم بدلا من الحور العين ( الأنفال  50) ( محمد 27 ) . المُخرج الحقيقى لهذه ( الأفلام المأساوية الواقعية ) ليس الشيخ الشيطانى الوهابى وليس الحمقى الذين يفجرون أنفسهم . إنه ( شوشو ) الذى يقف فى خلفية المشاهد .

 2 / 4 : ترى الشيعة فى معابدهم لتقديس الحسين ( الحسينيات ) يقيمون صلوات باكية فى رثاء الحسين ، فى مناظر تتفطّر لها القلوب وتتقطّع . ترى الأشخاص وتتفاعل مع دموعهم وتفجعهم ونواحهم ، وتنسى المخرج ( شوشو ).!

2 / 5 : ترى صفوف الشيعة فى حفلات التطبير ، يضربون أنفسهم بالأسلحة لتتفجر دماء وجوههم ورءوسهم وصدورهم ، بل يفعلون هذا بأطفالهم،  . يتألمون فى إبتهاج مجنون.    لماذا ينتقمون من أنفسهم بهذا الشكل ؟ يقولون : حُزنا على قتل الحسين . لكنهم لم يقتلوه ، ولم يتقاعسوا عن نُصرته ، وليسوا من أهله أو من ذريته ، والحسين لا علم له بهم ، ولا يستفيد شيئا ممّا يفعلونه بأنفسهم . لقد مات وتحول الى رماد ، ونفسه ميتة فى البرزخ انتهت علاقتها بالدنيا فى عصره وفى العصور التالية . إذن ما يحدث فى التطبير مشهد دموى عبثى ، لا تفعله الحيوانات بأنفسها . لو أخرج أعظم مخرج فى العالم قصة عن بعض البشر يفعلون هذا بأنفسهم لأتهمه النُّقّاد بجموح الخيال والامعان فى العبثية والسريالية . ولكن هذا ما يحدث واقعيا وسنويا من الشيعة فى أماكن كثيرة فى العالم ، حتى وهم فى المهجر ، ويجعلون الغرب ينظر اليهم فى عجب وإستهزاء . من هو المُخرج لهذا المسلسل الدرامى الممتدة حلقاته ؟ إنه ( شوشو ) .

2 / 6 : يختلف المحمديون فى أديانهم الأرضية الشيطانية ، ولكن يتفقون فى عبادة إله أطلقوا عليه إسم ( محمد ) لا علاقة له بخاتم النبيين محمد عليه السلام . شخصية إخترعها لهم الشيطان وإتفقوا على عبادتها والحج اليها فى معبد إسموه ( المسجد النبوى ) وبداخله قبر رجسى يؤمنون أن إلاههم مدفون فيه معتقل فى حجرة ضيقة تحت الأرض ( تحت أقدامهم ) ولكنه يعمل بدأب ليل نهار ، حيث تُعرض عليه أعمالهم فيتشفع فيهم . ترى المحمديين متزاحمين عند مقر إلاههم ، مستغيثين مستشفعين باكين مبتهلين متوسلين. منظر درامى يفتت الأكباد ، ولكن الجحش ( الجحش هو الحمار الصغير ) يرفض عقله ( لو كان له عقل ) أن يوضع إلاه مسجون فى قبر الى قيام الساعة يعمل ليل نهار بلا أجر أو حتى ( أوفر تايم ). شوشو  هو الصانع الحقيقى لهذا الخبل المجنون الذى يقوم به المحمديون .  

3 ـ فى كل الأحوال فنحن لا نرى شوشو ، ولكن نرى ما يفعله شوشو بأوليائه من المحمديين ؛ جعلهم يتخذون اولياء من البشر الموتى والبشر الأحياء ، بينما هم فى الحقيقة إتخذوه ( شوشو ) وليا لهم معبودا من دون الله جل وعلا . هو إلاههم الخفى خلف ستار .!

ثانيا : حوار بين ( س ) و ( ص )

1 : الحوار :

س : قررت أن يكون ( ح ) هو صديقك الصدوق .

ص : ومن أعطاك حق التدخل فى حريتى وشئونى ؟ أنا الذى يقرر إذا كان ( ح ) صديقى أو عدوى ، أنا الذى يقرر أن يكون لى أصدقاء أو لا يكون . هذا شأن شخصى لا علاقة لك به .

س : وقررت أن يكون ( خ ) هو الأعلم بأحوالك ؟

ص : وهل أنت أعلم بحالى أكثر منى ؟ أنت بذلك تتهمنى بالجهل بنفسى .

س : وقررت أن يكون ( ف ) هو الذى يتكلم عنك ؛ إخترته من بين الناس جميعا لأنه الأصلح .

ص : ومن أعلمك أنه الأصلح ؟ وما هو معيار الصلاحية عندك ؟ ألا يجوز أن يكون هناك من هو أصلح منه . ثم أكرر : ليس لك أن تتدخل فى شئونى . أنت بذلك تتهمنى بالجهل وبالعجز وأيضا تتهمنى بالظلم حيث أختار من هو الأصلح من الناس دون معيار واضح للصلاحية .

إنتهى النقاش .

2 ـ العظة والإعتبار :

2 / 1 : يختار المحمديون أشخاصا يؤلهونهم وينسبونهم لرب العزة جل وعلا جرأة على الله تعالى واستخفافا به وتدخلا فى إرادته ، فسبحانه وتعالى وهو الفعال لما يريد لا يسمح لأحد من خلقه أن يتدخل فى إرادته فيدعى أنه يحب هذا من دون خلقه ، وهو تعالى لم يعطنا علمه ولم يصرح لنا أنه اختار فلانا هذا وحده دون الناس جميعا وليا.ثم إن إتخاذ أولياء لله جل وعلا من دون أمر الله  جل وعلا أو اختياره أو تعيين منه فيه افتراء على الله جل وعلا وظلم عظيم لله تعالى عن ذلك علوا كبيرا.ثم إن تقديس هؤلاء البشر زعما بأنهم أولياء يعنى كفرهم بحقيقة أن الله جل وعلا وحده هو الولى المقدس.

2 / 2 : وهو اجتراء على علم الله تعالى،فالمحمديون بها يزعمون أن الله جل وعلا قد أطلعهم على علمه وعلى من يختاره من بين عباده وأنه اختارهم دون غيرهم ، مع أن الله جل وعلا لم يطلع أحدا على علمه . فهنا اجتراء وافتراء.

2 / 3 : هم يجعلون أنفسهم الأوصياء على الله جل وعلا ، يختارون له الأولياء الذين يريدون زاعمين أن تلك إرادته فيسلبون منه الاختيار فى شىء يتعلق بذاته وجلاله .

2 / 5 : ومن عجب أن الله سبحانه وتعالى ترك الحرية الدينية للإنسان  حتى فى الإلحاد ، قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖإِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ فصلت  ) ، ولكن المحمديين صادروا حرية الرحمن جل وعلا ، و تدخلوا فى إرادته واختياره ففرضوا عليه ما يشاءون ، وزعموا أن ذلك اختيار الله وإنهم المتحدثون باسمه.

3 : اتخاذ المحمديين  أولياء من دون الله جل وعلا ( والزعم بأنهم أولياء الله الذين إختارهم الله ) فيه وصف لله تعالى بالعجز والجهل والظلم – تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

 3 / 1 : وصفوه ضمنيا بالعجز حيث أوكل لهم إختيار أولياء له يتحكمون ويتصرفون فى ملكه من دونه ، فلم يجعلوا له شأنا لا فى الاختيار ، ولا فى التصريف.

3 / 2 : وصفوه ضمنيا بالجهل ، حيث لم يستطع أن يميز من يستحق الولاية فى مخلوقاته فلجأ إليهم وإلى علمهم ليختاروا له، ثم رضى باختيارهم.

3 / 3 :  وصفوه ضمنيا بالظلم ، حيث فضّل نفرا من خلقه وجعل لهم اختصاصات ومميزات فى الدنيا والآخرة وحرم منها الآخرين بدون وجه حق، وبدون معيار ثابت فى الاختيار أو حرية فى تكافؤ الفرص أمام البشر جميعا .

4  : كل هذه صفات لا يرضى  مخلوق أن يوصف بها .المحمديون يرفضون هذا لأنفسهم ولكنهم ( يفرضون ) هذا على رب العزة جل وعلا إستهانة به جل وعلا .!!.

5 ـ الشيطان الذى إتخذه المحمديون وليا من دون الله جعل المحمديين يتناسون أن  رب العزة جل وعلا  قال :

5 / 1 : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾ القصص )

5 / 2 :  : هو جل وعلا الذى يفعل ما يريد . قال جل وعلا عن إرادته وحكمه:

5 / 2 / 1 /( وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴿٢٥٣﴾ البقرة )

5 / 2 / 2 :(  إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾ هود )

5 / 2 / 3 :( إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴿١٤﴾ الحج )

5 / 2 / 4 : ( إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴿١﴾ المائدة ) 

 5 / 3 : نعظهم بقول رب العزة جل وعلا: ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴿١٢﴾ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ﴿١٣﴾ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴿١٤﴾ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴿١٥﴾ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴿١٦﴾البروج)  

ودائما : صدق الله العظيم .!

   . 


 

 

 

الشيطان جعل المحمديين يتخذون أولياء من دون رب العالمين

مقدمة  

1 ـ مع أن رب العزة كرّر وركز فى القرآن الكريم على أن إتّخاذ الأولياء ـ مع الله جل وعلا ـ هو كفر صريح إلا إن المحمديين ـ الذين يزعمون الإيمان بالقرآن الكريم ـ إتخذوا أولياء من دون الله ولم يكتفوا برب العزة جل وعلا وليا ونصيرا وشفيعا . وهذا أبرز دليل على أن الشيطان إحتنكهم و( تسلطن ) عليهم ، أى صار له عليهم سلطان مبين . قال جل وعلا لابليس : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿الحجر: ٤٢﴾، وقال جل وعلا عن ابليس : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿  ٩٩﴾  إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿النحل: ١٠٠﴾

2 ـ وحين تحررنا من سلطة الشيطان وتمسكنا بالفرقان إتهمونا بالردة . ونحن فعلا مرتدون عن دينهم الشيطانى ، ونحن نتأسى بابراهيم عليه السلام والمؤمنين معه طاعة لقوله جل وعلا : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ ) 4 ) الممتحنة ) . المحمديون لا يؤمنون بالله جل وعلا وحده وليا وإلاها. يؤمنون به وبغيره . ويضطهدوننا لأننا نؤمن بالله جل وعلا وحده ولا نؤمن بأوليائهم وآلهتهم . ونحن ندعو بدعاء ابراهيم والمؤمنين معه:( ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿٤﴾ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٥﴾ الممتحنة ). اللهم إستجب يا رب العالمين .!

3 ـ  الصوفية المحمديون يعبدون (الأولياء )  ويسمونهم ( الأولياء ) ، ويؤلهونهم ويحجون اليهم أيضا . السنيون المحمديون يقدسون أئمتهم ، ولكن لا يطلقون عليهم ( أولياء ) بنفس الطريقة الصوفية . والشيعة المحمديون يسمون أولياءهم (آل البيت ) . ولكن جميع المحمديين يوالون أولياءهم وأئمتهم ويضيفون لهم تقديسا على حساب رب العزة جل وعلا وإنتقاصا من حقه ، وإذا دافعت عن رب العزة إتهموك بالكفر تعصبا لأوليائهم وآلهتهم. هم يناصرون ويظاهرون آلهتهم وأولياءهم ــ المصنوعة شيطانيا ــ  ضد فاطر السماوات والأرض . وصدق الله العظيم القائل فى كتابه الكريم : ( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ ۗ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا ﴿٥٥﴾ الفرقان )

 4 ـ  لا يعتبرون أولياءهم بشرا . لو تجرّأت وإنتقدت أحد أوليائهم بإعتباره بشرا يخطىء ويصيب أسرعوا بتكفيرك لأنه ممنوع عندهم أن تقترب من ( مقام ) آلهتهم إلا بالتحميد والتمجيد ، وإلا فأنت كافر بآلهتهم ، وتستحق عندهم جهنم وبئس المصير . ليس مهما عندهم قوة حُجّتك ، وليس مهما عندهم إحتجاجك بالقرآن الكريم وإحتكامك اليه . بل يكون إعتصامك بالقرآن الكريم أكبر دليل عندهم على كفرك ومروقك عن دينهم ، وعدوا للإله الذى أطلقوا عليه إسم محمد .

5 ـ كثيرة  هى الآيات القرآنية التى تؤكد كفر من يؤمن بالأولياء ، ولكن أئمة المحمديين تجاهلوا معناها الواضح فى ( تفاسيرهم )، وغاية ما يفعلونه أن يزعموا أنها خاصة بالكافرين السابقين والجاهليين ، ويتناسون إن الوصف يشملهم ، وأن رب العزة جل وعلا لا يخاطب الأموات من الأمم السابقة بل يخاطبهم . هذا يؤكد أنه الشيطان الذى أصمهم وأعمى أبصارهم . يقول جل وعلا : ( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴿٢٣﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴿٢٤﴾ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙالشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴿٢٥﴾ محمد). هذه الآيات تفصح عن حال المحمديين كما لو أنها نزلت اليوم .!! هذا يؤكد أن رب العزة جل وعلا أنزل هذا مقدما عالما بمجىء المحمديين وسيرهم على طريق الكفار السابقين ، وكما أضل الشيطان السابقين فهو يضلُّ الحاضرين وسيضل اللاحقين ، طالما هم من الغافلين .

6 ـ ونعطى تدبرا قرآنيا لبعض الآيات القرآنية التى تجاهل (المفسراتية) بيانها الواضح :

أولا : عقيدة المؤمن:  

1 ـ يوقن ان رب العزة وحده هو الولى :(  إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّـهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴿الأعراف: ١٩٦﴾

2 ـ وأنه جل وعلا لا يشرك فى حكمه أحدا: ( مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ الكهف )

3 ـ يكتفى به جل وعلا وليا ولا يحتاج غيره :

3 / 1 :  ( وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ نَصِيرًا ﴿النساء: ٤٥﴾

3 / 2 : ( أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ) ﴿٣٦﴾ الزمر )

4 ـ لا يتخذ غيره جل وعلا وليا : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗقُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) 14 ) ﴿ الانعام )

5 ـ يدعو ربه جل وعلا أن يكون وليه فى الدنيا وفى الآخرة . قال يوسف عليه السلام : ( فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿يوسف: ١٠١﴾

ثانيا : الكافر يجعله الشيطان يتخذ من المخلوقات أولياء غير الله جل وعلا . قال جل وعلا :

1 ـ  ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ﴿١٠٢﴾ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿١٠٣﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿١٠٤﴾أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴿١٠٥﴾ ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴿١٠٦﴾ الكهف ): هل تجرؤ على مواجهة المحمديين بهذا وهم يتعبدون امام قبورهم المقدسة  ؟

2 ـ ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّـهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ )﴿الشورى: ٦﴾

ثالثا : رب العزة جل وعلا ( الولى وحده ) يرد على الكافرين متخذى غيره أولياء

 1 ـ : زعموا أن أولياءهم تقربهم الى الله زلفى فجاء الرد الإلهى بالمنطق العقلى، بأن هذا أمر مرجعه لرب العزة  لو أراده لإختار بنفسه ما يشاء ولكنه لم يفعل فهو جل وعلا الله الواحد القهار : ( أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴿٣﴾ لَّوْ أَرَادَ اللَّـهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٤﴾ الزمر )

  2 : هم مخلوقات لم تخلق شيئا بل هم موتى لا يشعرون متى بعثهم : ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿٢٠﴾ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٢١﴾ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ) 22 ) النحل ) . إذا زعموا أن أولياءهم وآلهتهم أحياء فى قبورهم فأرونا إن كنتم صادقين . ينطبق هذا على آلهتهم التى أطلقوا عليها أسماء ( محمد ، على ، الحسين ، زينب ..الخ )

  3 : ( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّـهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿الشورى: ٩﴾  هل تتخذ أولياء مخلوقة وتترك الولى الخالق جل وعلا  الذى يحيي الموتى ؟ . ينطبق هذا على آلهتهم التى أطلقوا عليها أسماء ( محمد ، على ، الحسين ، زينب ..الخ )

  4 : ( قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿الرعد: ١٦﴾. هل لهذه الأولياء ( محمد / الحسين / زينب ..الخ ) مخلوقات خلقوها وتتشابه مع مخلوقات الله جل وعلا ؟ هل يملكون جلب النفع لأنفسهم أو دفع الضرر عنهم ؟ هل تجرؤ على مواجهة المحمديين بهذا وهم يتعبدون امام قبورهم المقدسة  ؟

  5 : هو وحده جل وعلا الذى ينزل الغيث يغيث به القانطين العطشانين فهو وحده الولى الحميد : ( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ) ﴿الشورى: ٢٨﴾ هل لأوليائهم ( محمد / الحسين / زينب ..الخ ) قدرة على إنزال المطر ؟

6 ـ هل يستطيع ( محمد / الحسين / زينب ..الخ ) خلق ذبابة ؟  قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴿٧٣﴾ مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٧٤﴾ الحج )

6: التحدى بالخلق وملكية السماوات والأرض أو هل معهم كتاب من الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَـٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤﴾ الاحقاف ) هل خلق أولياؤهم ( محمد / الحسين / زينب ..الخ ) كوكب عطارد ؟ هل خلقوا قارة استراليا ؟ هل كانوا أصلا يعرفونها ؟

7 : وهل ساعدوا رب العزة فى خلق السماوات والأرض ؟: ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا 6 لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ﴿٢٢﴾ سبأ )

8 ـ التحدى بالاستجابة : هل يخرج لهم أولياؤهم المقبورون من قبورهم يقضون لهم الحوائح . قال جل وعلا لخاتم النبيين: (  ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ( 194 ) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ ( 195 ) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ( 196 ) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ( 197 ) الاعراف )  ). هذا ينهض دليلا على التناقض بين الشخصية الحقيقية للنبى محمد وتلك الشخصية الخرافية التى جعلوها إلاها بإسم محمد.!

 رابعا : الولاية بمعنى المناصرة

1 ـ هناك من زعم لنفسه الألوهية منتقصا من حقوق الخالق جل وعلا ،   وهناك من يفترى إفكا ثم يلصق إفكه وإفتراءاته برب العزة جل وعلا . تجد هذا واضحا فى الأسفار المقدسة فى الأديان الأرضية وفى ممارساتهم التعبدية . وتملىء الأسفار المقدسة للمحمديين بهذا الإفك الظالم لرب العزة جل وعلا .

2 ـ هى قضية فيها ظالم ومظلوم . إما أن تنصر رب العزة جل وعلا وتقف ضد الكافرين الظالمين ، وإما أن تمالىء الكافرين الظالمين وتظاهرهم ضد رب العزة . إما أن تنصر الله جل وعلا وإمان أن تكون على ربك جل وعلا ظهيرا ( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا ﴿٥٥﴾ الفرقان ).

3 ـ لا توسط هنا . إما الله جل وعلا وحده إلاها ووحده وليا ، وإما أن تتخذ معه وتتخذ غيره وتتخذ من دونه آلهة وأولياء .إما أن :

3 / 1 : توالى الله جل وعلا فتكون عند الاحتضار من أولياء الله. قال جل وعلا  : (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٦٤﴾يونس ) (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿٣١﴾فصلت  )

3 / 2 :  وإما أن توالى أولياء الشيطان فتكون عند الموت من أولياء الشيطان . قال جل وعلا : ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٥٠﴾الانفال  ) ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴿٢٧﴾ محمد ).لا توسط !.  

خامسا : الولى النصير هو الله جل وعلا وحده

1 ـ المؤمن ( يوالى ) ربه جل وعلا ويناصره ويدافع عنه ضد الظالمين أولياء الشيطان، إذا دافع عن رب العزة جل وعلا دافع عنه رب العزة جل وعلا : (  إِنَّ اللَّـهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴿٣٨﴾ الحج ). والمؤمن يدعو ربه جل وعلا قائلا : ( وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ﴿النساء: ٧٥﴾

2 ـ المؤمن يجاهد سلميا بالدعوة القرآنية ضد أولياء الشيطان  ، وبهذا كان يجاهد خاتم النبيين عليهم السلام. قال له ربه جل وعلا : ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾ الفرقان) . وتحمّل عليه السلام الأذى ومعه أصحابه ، واخرجه الكافرون من مكة ولاحقوه بالغارات فى المدينة ، وبعد مدة نزل الإذن بالقتال ، وفيه وعد من رب العزة يؤكد أن الله جل وعلا لينصرنّ من ينصره : (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ الحج).

3 ـ فالولاية هنا ( موالاة ) و ( مناصرة ) ، وهى نوعان :

3 / 1 :فى الدنيا. قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴿محمد: ٧﴾:

3 / 2 : فى الدنيا والآخرة. قال جل وعلا  : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴿٥١﴾ غافر )

سادسا : لا ولى ولا نصير للكافرين يوم القيامة

من لا يتخذ الله جل وعلا وحده وليا لا يكون له ولى فى الدنيا ولا فى الأخرة .

1 ـ فى الدنيا لا إستجابة فى الدنيا من الولى الميت فى قبره. ( الاعراف 194 : 195 )   

2ـ  ولا إستجابة فى الآخرة . قال جل وعلا :  

2 / 1 : ( وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا﴿الكهف: ٥٢﴾

2 / 2 : ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿الرعد: ١٤﴾

2 / 3 :( وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ﴿القصص: ٦٤﴾

3 ـ وعن عدم الاستجابة فى الدنيا والآخرة قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴿٦﴾ الاحقاف )

4 ـ هذا يعنى أنهم فى يوم القيامة لا يجدون وليا ولا نصيرا . قال جل وعلا :

4 / 1 :  ( مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿الجاثية: ١٠﴾  

 4 / 2 :( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿١٧٣﴾ النساء )

4 / 3 : ( مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴿١٢٣﴾ النساء )

4 / 4 : ( أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ۘ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ۚ) ﴿٢٠﴾ هود )

4 / 5 :  ( وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿الأحزاب: ١٧﴾

4 / 6 :  ( خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿الأحزاب: ٦٥﴾

4 / 7 : ( وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ ) ﴿الشورى: ٤٦﴾

4 / 8 : (  مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿الجاثية: ١٠﴾

4 / 9 : ( وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّـهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ )﴿٣٢﴾ الاحقاف )

5 ـ وحذّر رب العزة جل وعلا النبى والمؤمنين من هذا المصير ، فنهاهم عن الثقة بالكافرين الظالمين . قال جل وعلا :( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿١١٣﴾ هود)

6 ـ  لا ولى ولا نصير لهم وهم فى عذاب الجحيم حيث لا شفيع لهم ولا صديق حميم . قال جل وعلا :

 6 / 1 : ( الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾ غافر )

  6 / 2 :( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١﴾ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ﴿٩٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣﴾فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿١٠١﴾ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٢﴾ الشعراء )

6 / 3 : يجارون من العذاب فيقال لهم : ( لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ ﴿المؤمنون: ٦٥ ).

التعليقات(9)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الجمعة 09 اغسطس 2019

[91240]


حالة من اللاوعي .. الشيطان ينجح بتقدير إمتياز !! حسبنا الله و نعم الوكيل.



يتجلى نجاح الشيطان ( بإمتياز ) في الإصرار الغير طبيعي للمحمديين بدفاعهم المستميت عن الأحاديث و ما يترتب عليها من ( دين أرضي جديد ) مختلف تماما عن دين الله جل و علا في قرىنخ العزيز ز و يتجلى نجاح الشيطان ( بإمتياز و مع مرتبة الشرف هذه المرة ) في شعيرة الحج فانظر الكم الهائل من المحمديين الذين يصومون يوم ( عرفة ) !! يعني يوم 9 بس هو يوم عرفة يعني الحج ضمنيا بهذا المفهوم ليس أشهر معلومات و بالتالي فهم يكفرون بالقران الكريم !! و يذكرون حديثا أن من صام هذا اليوم فالله جل و علا يكفر سنتين ( سنة قبل و سنة بعد ) !! طيب يا جماعة شويه تفكير بس إذا قلنا يكفر سنتين و أنت أصلا صمت السنة الماضية يعني السنة إللي كانت تالية ( كفرها الله ) إللي هي هي اصبحت سنة ماضية !! طيب ما هي مكفرة أصلا!! 

 


 

2   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الجمعة 09 اغسطس 2019

[91241]


 المقال حجج دامغة وبراهين ساطعة ، وإذ أرى إعراض هؤلاء القوم أتذكر قوله تعالى(فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين،وما أنت بهاد العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون)52 ،53الروم وقوله تعالى(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) 7 البقرة

 

6   تعليق بواسطة  يحي فوزي نشاشبي     في   الأربعاء 28 اغسطس 2019

[91332]


تحيات لأستاذنا أحمد صبحي منصور.



( وما خلقت الجن والإنس إلا.....)


إذا  فهم  أن الله  خلق  الجن والإنس -  فقط -  فمعناه  أننا  نستنتج  أن  الملائكة  مخلوقون ضمن  الجن ؟

هذه  هي  التساؤلات التي  كثيرا ما  تفرض  نفسها  ...

* فهل  من  توضيح ؟

 ولكم الشكر  ودمتم  موفقين... 

 


 

7   تعليق بواسطة  محمد عبدالكريم     في   الخميس 29 اغسطس 2019

[91337]


وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ



اشكرك استاذ/ يحي فوزي على سؤالك هذا واسمح لى ان ازيد اتساع السؤال قليلا لنتعلم من الدكتور احمد صبحي منصور، وكل متدبرى اهل القران


نعم لقد ذكر الله سبحانه وتعالى فى كتابه (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ولكن لم يخلق الله الانس والجن فقط ، بل خلق الله سبحانه وتعالى كل شيء ، الجبال والسماوات والارض والدواب والطير والبحار والانهار وكل شيء ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)، ووصف الله لنا الانسان ( المتقين، المنافقين، القانتين، الفاسدين، المصلحون.... وغيرها الكثير من انواع الناس)
 

8   تعليق بواسطة  محمد عبدالكريم     في   الخميس 29 اغسطس 2019

[91338]


تكملة



ووصف لنا الملائكه على سبيل المثال (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (1) فاطر ) .
ونتوقف هنا بقول الله (جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا)، وبقوله تعالى فى سورة الانعام (130) ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ) ( وبالتوقف ايضاً عند ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ) ، ليتضح ان كل خلق له رسل من نفس نوعه، الانسان ، الجن ، ولكن السؤال هنا، هل الملائكة رسلا فقط؟.
واعتذر عن الاطالة.

 

9   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الخميس 29 اغسطس 2019

[91339]


شكرا استاذ يحيى فوزى ،وشكرا استاذ عبد الكريم ، وأقول:


الله جل وعلا أنزل القرآن الكريم للإنس والجن ، وخاطبهم معا فى سورة ( الرحمن ) وذكر أنه بعث نفرا من الجن يستمعون القرآن كما جاء فى سورتى الأحقاف والجن ، وسيخاطبهم يوم القيامة ب ( يا معشر الجن والإنس ) . وتحدث رب العزة عن الضالين من الإنس والجن وهم فى جهنم . فى هذا السياق الموضوعى نعرف خطابه جل وعلا عن الإنس والجن أنه جل وعلا خلقهم فقط ليعبدوه . والعبادة هنا هى الطاعة الإختيارية . فإن عصوا بإختيارهم فمصيرهم الى الجحيم. 

 

الفصل الخامس : أهم أصناف المحمديين فى موالاة الشيطان

المحمديون الذين إتخذوا الشيطان وليا هم ( حزب الشيطان )

إخوان الشياطين ( الإخوان المسلمون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )

أبناء الدنيا الذين لا يؤمنون بالآخرة إتخذوا الشيطان وليا من دون الله

أئمة الصوفية أعلنوا ولاءهم للشيطان  

المصريون الذين إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا 

المحمديون الذين إتخذوا الشيطان وليا هم ( حزب الشيطان )

أولا  عن حزب ( الشيطان الشيعى ) اللبنانى

1 ـ قرر حزب شيعى سياسى أن يكون ( حزب الله ) بدون أن يأخذ رأى رب العزة جل وعلا ، أى جعل هذا الحزب نفسه فوق رب العزة ، اى ( واستغفر الله جل وعلا ) جعل رب العزة قاصرا يحتاج الى من يتكلم بإسمه . وصدق رب العزة جل وعلا حين وصف الكفار بأنهم ( مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٧٤﴾ الحج ) (  وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٧﴾ الزمر )  . ربما لو سمّى هذا الحزب نفسه ( الحزب الشيعى ) لإنتفض بعض الشيعة لأنه إحتكر التشيع لنفسه دون بقية الشيعة ، ولربما واجه غضبا ، ولكن إستهان برب العزة ووجد أن من الأسهل له أن يحتكر رب العزة لنفسه ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) وأن يستخدم إسم رب العزة لمصلحته ضد خصومه ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا). هو حزب الشيطان الذى لا يؤمن بالله جل وعلا ولا يؤمن باليوم الآخر ..

2 ـ لم ينزل الله جل وعلا جبريل ليعلن للناس أن الحزب الفلانى هو ( حزب الله ) ، ولم ينزل توكيل إلاهى من رب العزة جل وعلا يعلن للبشر أن هذا الحزب  هو ( حزب الله )  جل وعلا ، وأن ما عداه ومن عداه هم أحزاب الشيطان . ولكن هذا الحزب من أجل مطامح سياسية ومذهبية أقحم إسم رب العزة جل وعلا ليشترى به ثمنا قليلا . كان يمكنه أن يسمى حزبه ( حزب الكفاح أو حزب التفاح أو حتى ( حزب وداد قلبى )..أى إسم دنيوى بعيدا عن التلاعب بإسم رب العزة جل وعلا ، ولكنه لم يفعل . المفترض فى المؤمن أنه إذا ذُكر إسم الله خشع ووجل قلبه ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ  ) ﴿٢﴾ الأنفال ). هو حزب الشيطان الذى لا يؤمن بالله جل وعلا ولا يؤمن باليوم الآخر ..

3 ـ  قال جل وعلا : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴿١٣﴾ لقمان ). والشرك دركات ، والظلم فيه درجات ، والأظلم هو من يفترى على الله جل وعلا كذبا ويكذّب بآياته ، وأكدت هذا آيات قرآنية كثيرة  منها قوله جل وعلا : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾ يونس )( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢١﴾ الانعام )( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٤٤﴾ الانعام ). وهذا حزب جعل عنوانه أفظع ظلم لرب العزة جل وعلا . هو حزب الشيطان الذى لا يؤمن بالله جل وعلا ولا يؤمن باليوم الآخر ..

4 ـ ولكن من الإنصاف لهذا الحزب أن نقرر أنه ليس وحده حزب الشيطان . المحمديون كلهم ضمن حزب الشيطان ، كانوا ولا يزالون .

ثانيا : المحمديون ليسوا ( حزب الله ). لماذا ؟

1 ـ لأنهم ليسوا متقين . التقوى أن تخشى الله جل وعلا فلا تتخذ معه أولياء وآلهة ، والمحمديون تتكاثر فى أديانهم الأرضية الآلهة والأولياء ، والتقوى أن تخشى الله جل وعلا فلا تقترف الكبائر من القتل والزنا . وتاريخ أسلاف المحمديين الذى جعلوه ( السلف الصالح ) يشهد بإجرامهم فى الفتوحات والحروب الأهلية ، ثم ترى المحمديين على طريق سلفهم سائرون ، أو كما قال جل وعلا : ( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ﴿٦٩﴾ فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ﴿٧٠﴾ الصافات )

2 ـ  هناك صحابة سابقون من المهاجرين والأنصار والذين إتبعوهم بإحسان وهناك صحابة مردوا على النفاق ، قال جل وعلا : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٠٠﴾ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾التوبة ). السابقون من الصحابة لم يذكر رب العزة أسماءهم ، ولم يذكرهم التاريخ لأن التاريخ ينام فى أحضان الطغاة والمشاهير ، لذا ذكر وهلّل للخلفاء الفاسقين وحوّلهم الى آلهة . تخيل بلدا ممتلئا بالمتقين من الرجال والنساء الفضليات ، ثم تظهر فى هذا البلد إمرأة فاجرة ، سيتكلم الناس عن هذه الفاجرة وعن البلد ، دون ذكر للمتقين فيها. المتقون من الصحابة كانوا فى حياتهم لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا لذا لم يشاركوا فى الفتوحات ولا فى الفتنة الكبرى ، إبتعدوا عن هذه الكبائر فلم يعرفهم التاريخ وبالتالى فلا نعرف عنهم شيئا . يكفى فيهم ما قاله جل وعلا عنهم فى الآية ( 100 ) من سورة التوبة ، ويكفى فيهم وفى غيرهم من المتقين  قوله جل وعلا : (  تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٨٣﴾ القصص ). يكفى أن مصيرهم هو الجنة التى لا يدخلها إلا المتقون : ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا﴿٦٣﴾ مريم ). ليس لنا أن نحدد الأشخاص المتقين فذلك سيظهر فقط يوم الحساب عند دخول الجنة . ولكن يكفى أن نقول إنهم ( حزب الله ) وأن أصحاب الجحيم هم ( حزب الشيطان ).

3 ـ المؤمن لا يزكّى نفسه بالتقوى طاعة لقوله جل وعلا : ( فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ﴿النجم: ٣٢﴾ ). إذا فعل صار من حزب الشيطان لأنه إفترى على الله جل وعلا كذبا . قال جل وعلا عن بعض أهل الكتاب الذين زكُّوا أنفسهم : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّـهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴿٤٩﴾ انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا )﴿٥٠﴾النساء ) . أحط أنواع التزكية للنفس أن تمنح نفسك لقب ( حزب الله ) 6تحارب به غيرك .

ثالثا : المحمديون هم حزب الشيطان .  

1 ـ المحمديون هم حزب الشيطان لأنهم أصدروا قرارا بأنهم ( أمة محمد ) التى ستدخل الجنة بمجرد قول ( الشهادتين ) وبشفاعة الإله الذى أسموه ( محمدا )  ، بل جعلوه يبدأ عمله مبكرا وهو فى القبر ( المقدس ) المنسوب اليه حيث تُعرض عليه أعمال ( أمة محمد ) فيوقع عليها بالقبول . ! ولذا يحجون الى القبر الرجسى متوسلين متعبدين لينالوا الشفاعة . نستعيد قوله جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّـهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴿٤٩﴾ انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا )﴿٥٠﴾ النساء ) . وهى تنطبق اليوم على المحمديين الذين يزعمون الايمان بالقرآن وهم أكفر الخلق بالقرآن .!

2 ـ من صفات الكافرين المشركين الاختلاف فى الدين . الشيطان يوقعهم فى التفرق من بعد أن ينزل الله جل وعلا العلم الالهى ( الكتاب ) يبغون عليه بأحاديث شيطانية ( آل عمران 19 ) . والرسالات الإلهية واحدة لكل الرسل،خاطبهم جل وعلا فقال:( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖإِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٥١﴾ وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴿٥٢﴾المؤمنون ) هذا هو ما ينبغى أن يكون ، أن يكونوا (أمة واحدة ) مهما إختلف الزمان والمكان ، لأنهم سيكونون يوم القيامة ( حزب الله ) الحقيقى ، سيكونون أمة واحدة ، قال عنها رب العزة جل وعلا : (وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ النساء  ) . ولكن الذى حدث  هو نشوء ( حزب الشيطان ) أو هو التفرق وصناعة كتب شيطانية كل حزب له كتبه ، قال جل وعلافى الآية التالية : ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٥٣﴾ المؤمنون ). بعد عيسى إختلفوا إذ رفعوا عيسى الى مرتبة الألوهية وصاروا عيسويين ( جزويت ) و( مسيحيين ) نسبة الى الإله الذى صنعوه، واليه نسبوا أنفسهم ( أمة المسيح / أمة يسوع ). نفس الحال حدث بعد موت خاتم النبيين ، تفرقوا سياسيا فى البداية ثم تحولت الخلافات السياسية الى الدين وفرق ومذاهب وطوائف دينية وعززتها الأحاديث الشيطانية ، ومع تفرقهم وإختلافهم إتفقوا على تأليه إله أسموه محمدا ، ونسبوا أنفسهم اليه ( أمة محمد ) لذا نقول عنهم ( محمديون ) . وبهذا التفرق هم حزب الشيطان .

3 ـ وكانت البداية من الفطرة الدين القيّم ( لا إله إلا الله )،وقد أوصى بها رب العزة جل وعلا فقال : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾  مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖكُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾ الروم ). فصفات المشركين ( حزب الشيطان ) انهم فرقوا دينهم وأصبحوا شيعا وأحزابا دينية تحت لواء الشيطان . وقد تكرر هذا التحذير فى الوصية العاشرة من الوصايا العشر ( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٥٣﴾الأنعام ) مع أمر للنبى محمد بأن يتبرأ ممّن فرقوا دينهم . ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ﴿١٥٩﴾الانعام   )

4 ـ فى كتابه الكريم حذّر رب العزة الناس من عدوهم الشيطان ، وأمرهم أن يتخذوه عدوا لأنه فعلا عدو لهم ، وهو يدعو ( حزبه ) ليكونوا من أصحاب السعير . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿٥﴾ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾ فاطر ). الشيطان يعد حزبه ويمنيهم بالشفاعات ودخول الجنة بأسهل ما يكون ، ووصف الله جل وعلا دعوته بالغرور، وفى النهاية مصيرهم السعير :( وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴿١١٩﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿١٢٠﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴿١٢١﴾ النساء   )

رابعا : المنافقون أئمة المحمديين

 مع إختلاف الزمان والمكان فإن أوجه الشبه كثيرة بين منافقى المدينة وأئمة المحمديين ، وهذا موضوع يطول شرحه ، ولكن يكفى إن الله جل وعلا شهد على المنافقين بالكذب ، وأئمة المحمديين يقدسون حميع الصحابة بما فيهم المنافقون ، وأفظع المنافقين كفرا هم الذين مردوا على النفاق ، وصاروا الخلفاء ( الراشدين ) وأصبحوا آلهة لدى المحمديين . وأئمة الدين السنى يجعلون كل الصحابة عدولا معصومين من الكذب  كفرا وتكذيبا لرب العزة جل وعلا . فيما يخص موضوعنا عن ( حزب الشيطان ) نقرأ قوله جل وعلا عن المنافقين فى سورة المجادلة :

  1 : (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٤﴾). المنافقون تحالفوا مع قوم معتدين يتآمرون على الدولة التى ينتمون اليها ، وهنا إشارة قرآنية ضمن إشارات قرآنية أخرى جاءت فى سورة الحشر ( 11 : 17 ) وفى الآيتين 16 ، 17 تمثيل لهم بالشيطان حين يخدع الانسان  ويجعله يكفر ثم يتبرأ منه.  وفى سورة التوبة آيات عن إقامتهم مسجد الضرار الذى إتخذوه مرصدا لمن حارب الله ورسوله ( التوبة 107 : 110 )  وكانوا بعد فضحهم يحلفون أن غرضهم حسن وشهد الله جل وعلا أنهم لكاذبون. وذكر رب العزة فى الآية 110 أن هذا المسجد سيظل باقيا فى عصر الخلفاء الفاسقين دليلا على ما فى قلوبهم من كفر وريبة .

2 ـ (أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٥﴾) هذا العذاب الذى توعدهم به رب العزة جل وعلا دليل على أنهم ماتوا على كفرهم ، أى ظلوا حزب الشيطان بعد موت النبى محمد ، وبالتالى صاروا من أعمدة الفتوحات الظالمة الباغية الكافرة .

3 ـ ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿١٦﴾. هذا تأكيد على إدمانهم الكذب ، وتكرر هذا فى الآية الثانية من سورة ( المنافقون ) وآيات أخرى فى سورة التوبة .  

4 ـ ( لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۚ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١٧﴾). كانوا اثرياء وأصحاب أولاد ، ونهى الله جل وعلا النبى محمدا عن أن يعجب بأموالهم وأولادهم ( التوبة 55 ، 85 )  

5 ـ ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴿١٨﴾ ) لأنهم حزب الشيطان فسيدخلون الجحيم وسيظلون مصممين على الكذب بنفس الطريقة ، أى سيحلفون امام الله جل وعلا كذبا . والسبب جاء فى الآية التالية :

6 ـ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّـهِ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿١٩﴾ ) إستحوذ عليهم الشيطان ، أى تمكن منهم تمام التمكن ، وسيطر عليهم تمام السيطرة ، فأنساهم ذكر الله بمعنى التقوى ، وإلا فهم يحلفون بإسم الله كذبا . وهم بذلك حزب الله ، وهم الخاسرون .

7 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ﴿٢٠﴾). ولأنهم حزب الله فهم يحادون ويحاربون الله ورسوله ، ومصيرهم الإذلال .

8ـ ( كَتَبَ اللَّـهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٢١﴾) وطالما مصيرهم الى الإذلال فإن الله جل وعلا سينصر رسله ، وتكرر هذا فى سورة غافر ( 51 : 52 )

9 ـ ( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚأُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾ المجادلة ) الذين يعملون الصالحات ويتمسكون بالتقوى لا يمكن أن يوالوا ويوادوا من يعادى ويحارب الله ورسوله ، أى لا يمكن أن يجتمع فى قلوبهم حب الله جل وعلا ورسوله وحب المعادين لله جل وعلا ورسوله . بذلك يكونون مؤهلين للإلتحاق بحزب الله يوم القيامة ويلتحقون بالجنة .

أخيرا :

1 ـ الحرب قائمة الآن بين الذين ينصرون الله ورسوله والذين يعادون الله ورسوله . نحن أهل القرآن نحتكم الى القرآن  فى تلك الأحاديث الشيطانية المنسوبة زورا للنبى محمد بعد وفتنه تسوّه سيرته وتشوّه الاسلام دين الرحمة والعدل والسلام والاحسان : (الأنعام : 112: 114) . نحن الذين بجهادنا المستمر والمتّصل  ضد الكهنوت وضد الاستبداد ننصر الله جل وعلا ورسوله ، ونتلقى اللعنات والاضطهاد والتكفير من أعداء الله ورسوله . نحن نستشهد بالقرآن ، نقول ( قال الله جل وعلا ) وهم يستشهدون بالبخارى والنووى والسيوطى وابن تيمية وابن عبد الوهاب . هم إختاروا أن يكون من حزب الشيطان ، ونحن نرجو ونتمنى أن يجعلنا ربنا جل وعلا من حزب الله يوم القيامة .

2 ـ  نحن نوالى الله جل وعلا ورسوله ونرجو أن يجعلنا ربنا جل وعلا ضمن حزب الله .  نرجو أن ينطبق علينا قول ربنا جل وعلا : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿٥٥﴾ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٥٦﴾ المائدة ).

3 ـ اللهم إجعلنا من حزب الله ..

 

 

 

 

 

إخوان الشياطين ( الإخوان المسلمون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )

مقدمة :

1 ـ الحزب الشيعى الذى أشرنا اليه فى المقال السابق إستغل إسم الله جل وعلا زاعما انه ( حزب ) متهما الآخرين بأنهم حزب الشيطان . وهو بذلك يثبت عداءه لرب العزة جل وعلا وبؤكد أنه فعلا ( حزب الشيطان ) . نفس الحال مع إئمة الدولة الشيعية فى إيران ، والذين جعلوا لكهنوتهم الدينى ألقابا ودرجات كهنوتية من ( روح الله ) الى ( آية الله )، كما لو أن رب العزة هو الذى أصدر قرارا بأن يكون فلان إبن فلانة هو ( روح الله آية الله ) وأن يكون فلان ابن فلانة هو ( آية الله ). هم أعمدة فى حزب الشيطان . ينافسهم فى هذا الدرك من الكفر أئمة ( الإخوان المسلمين ).

 2 ـ زعم الإخوان المسلمون أنهم وحدهم ( المسلمون ) وأنهم وحدهم إخوة فى دائرتهم التى حصروا فيها أنفسهم وقصروها على أنفسهم ، وبالتالى فغيرهم ليسوا مسلمين ، ويجب عليهم أن يقاتلوا هؤلاء الذين ليسوا مسلمين ، ولذلك إستباحوا قتل غيرهم . لم ينتظروا قيام دولة لهم بل سارعوا بإغتيال من يعارضهم ، كانوا يزعمون الاعتدال بينما لهم جيش سرّى أو جهاز سرّى مهمته الإغتيال ، ثم تطور ( جهادهم ) فتحول ( التنظيم الخاص ) المتخصص فى الاغتيال الى منظمات سرية تتفرع عنهم تقوم عنهم بالمهام القذرة . من عباءة الإخوان خرجت كل ما يسمى بالتنظيمات الارهابية ، ولا تزال . وفى كل الأحوال يرفع الإخوان شعارات ( القرآن دستورنا ، والرسول زعيمنا ، والموت فى سبيل الله أقصى أمانينا ).

3 ـ القاتل العادى لفرد واحد هو مجرم . القاتل لكثيرين يكون أكثر إجراما . ولكل يظل لهذا وذاك أمل فى التوبة لأنه يدرك فى أعماق قلبه أنه مجرم وأنه قاتل . مستحيل أن يتوب ذلك الذى يقتل على أنه جهاد دينى (يدخل به الجنة وتنتظره الحور العين يرفعن له سيقانهن ) ، بل تنتشر دعوته لإرتباطها بدينه ( الوهابى ) ، وستظل دعوتها الشيطانية ودعاتها من شياطين الإنس يجندون لهم ضحايا ينتحرون ليقتلوا الآخرين ربما عشوائيا . ثم فى هذا يسعون الى السلطة بقتل الناس بإسم الرحمن جل وعلا يرفعون راية الاسلام ( وهو دين السلام والرحمة ) ، أى هو قتال فى سبيل الشيطان ، وإذا كانوا يزعمون أن الرسول زعيمهم فليس الرسول الذى بعثه الله جل وعلا رحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) ولكن زعيمهم إبليس اللعين ، وهم أولياؤه ، وهم أعيان حزبه .

4 ـ ولكن كلمتى ( إخوان ) و ( مسلمين ) من مفردات القرآن الكريم . لذا نتوجه الى القرآن الكريم لنتدبرهما فى سياق موضوعنا عن الأُخوّة  فى دين الاسلام ودين الشيطان:

أولا : الإخوة فى دين الاسلام

بالاضافة الى الأخ والأخوة فى النسب وما جاء فيها من تشريعات جاءت آيات قرآنية عن الأخوة فى داخل الاسلام، وفى داخل المجتمع المسلم القائم على المواطنة السلمية والسلوك المسالم ( الاسلام السلوكى ) :

1 ـ كل المؤمنين إخوان . قال جل وعلا : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ) ﴿آل عمران: ١٠٣﴾

2 ـ بإعتبارهم أُخوة مسالمون ( أخوة فى الاسلام السلوكى بمعنى السلام ) فهم يتزاورون ويأكلون من بيوت بعضهم البعض يتبادلون السلام والتحية . قال جل وعلا : (  لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿النور: ٦١﴾

3 ـ فى هذا المجتمع المسالم يحرم على الأخوة المواطنين فيه الظن السىء وأن يتجسس بعضهم على بعض وأن يغتاب الأخ أخاه . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖوَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ) ﴿١٢﴾ الحجرات  )

4 ـ يدخل فى هذه الأخوة المسالمة :

4 / 1 : اليتيم ، ويتكفل المجتمع المسلم برعايتهم وإصلاحهم بإعتبارهم أخوة .قال جل وعلا :   (  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ) ﴿البقرة: ٢٢٠﴾

4 / 2 : غير المعروف أصله ونسبه وأبوه (  ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّـهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) ﴿الأحزاب: ٥﴾

4 / 3 : حتى فى تشريع القصاص وإعطاء الدية ، يقول جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ) (١٧٨﴾ البقرة ) يقول جل وعلا : (  فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ )، فالأخوة موجودة حتى فى حال القتل .

4 / 4 : من كافرا معتديا ( كافرا سلوكيا ) ثم تاب ورجع الى السلام . وتوبته ورجوعه الى السلم تعنى أنه أقام ( ظاهريا ) الصلاة وآتى الزكاة / التطهر . . قال جل وعلا : ( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) ﴿التوبة: ١١﴾

5 ـ وتشمل هذه الأخوة الاسلامية المسالمين فى غير الزمن ، فالمؤمنون المسالمون قال جل وعلا عنهم  : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿الحشر: ١٠﴾

6 ـ وهم فى الجنة سيكونون أخوة .قال جل وعلا : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿الحجر: ٤٧﴾

 ثانيا :الاخوّة فى دين الشيطان فى حزب الشيطان

اخوة الشيطان

1 ـ المتقون إذا مسهم الشيطان تذكروا . قال عنهم جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴿٢٠١﴾ الاعراف  )وفى المقابل فأخوة الشيطان  يمدهم الشيطان فى الغى والضلال ، فى الآية التالية قال جل وعلا : ( وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ )﴿الأعراف: ٢٠٢﴾

2 ـ عن المبذرين المسرفين قال جل وعلا :(  إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴿الإسراء: ٢٧﴾

  الأخوة فى الكفرة

المنافقون كان يجمعهم الإخاء فى النفاق يتكلمون فيما بينهم . عنهم قال جل وعلا :

1 ـ (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا ) ﴿آل عمران: ١٥٦﴾

2 ـ ( الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ) ﴿آل عمران: ١٦٨﴾

3 ـ (  قَدْ يَعْلَمُ اللَّـهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ) ﴿الأحزاب: ١٨﴾

4 ـ الأخوة  كانت تجمع بين المنافقين والكافرين المعتدين الذين كانوا يهاجمون المدينة بغيا وعدوانا ، قال جل وعلا : (   أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿الحشر: ١١﴾

5 ـ ولأن السلام أساس التعايش السلمى بين مواطنى الدولة الاسلامية فإنه يحرم على مواطنى هذه الدول المسالمة أن يوالوا أقاربهم فى المعسكر المعادى المعتدى ، لأن الموالاة تعنى التحالف مع عدو معتدى وهذا لا يجوز فى أى شريعة إلاهية أو وضعية . قال هذا جل وعلا :

5 / 1  ـ  (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿التوبة: ٢٣﴾

5 / 2  ـ ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿التوبة: ٢٤﴾

 5 / 3 ـ (  لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿المجادلة: ٢٢﴾

ثالثا : الاسلام والمسلمون  

 الاسلام السلوكى :

كل مسالم هو مسلم حسب الظاهر وحسب سلوكه المرئى ، والمواطنة فى الدولة الاسلامية قائمة على التعايش السلمى بغض النظر عن الاختلافات الدينية ، لأن الإختلافات الدينية مرجعها لرب العزة يوم الدين ليحكم بين الناس فيما كانوا فيه مختلفين . قال جل وعلا : ( قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ الزمر) ، ليس من مهمة الدولة فى الاسلام هداية الناس وإدخالهم الجنة ، لأن الهداية مسئولية شخصية ومن إهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها ، والنبى نفسه لا يهدى من أحبّ .  ولأن السلام هو أساس المواطنة فإنّ :

1 ـ الدعوة للمؤمنين أن يدخلوا فى السلم كافة ولا يتبعوا خطوات الشيطان بالإبتعاد عن أى سلوك عدوانى أو يسبب الحرب. قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿البقرة: ٢٠٨﴾

2 ـ من يهاجم الدولة الاسلامية يمكن قبول توبتهم ( إذا ألقوا السلم ) ، أى دخلوا فى الاسلام السلوكى ، وإذا ظلوا فى إعتدائهم فيتعين قتالهم دفاعيا . وكان هذا حال أعراب منافقين فى عهد النبى كانوا يأتون للمدينة بزعم الاسلام وهم يريدون التعرف على عورات المدينة ليهاجموها . وقد وضع رب العزة تشريعات لمواجهتهم ، منها قوله جل وعلا : ( إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴿٩٠﴾   سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا ﴿النساء: ٩١﴾

3 ـ أفظع عقوبة  هى لمن يقطع الطريق الذين يهاجمون المواطنين المسالمين إن لم يتوبوا قبل المقدرة عليهم. قال جل وعلا : (  إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤﴾ المائدة )

4 ـ الله جل وعلا إعتبر دخول العرب فى السلام السلوكى وتركهم الغارات والحروب هو ( نصر الله والفتح ). قال جل وعلا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴿٣﴾). النبى رأى دخول الناس ظاهريا فى دخول الاسلام السلوكى . النبى لم يكن يعلم غيب القلوب ، ولم يكن يعلم ( الاسلام القلبى ).

الاسلام الكامل

( الاسلام القلبى والاسلام السلوكى ):هو يعنى السلام مع الناس وإسلام القلب والجوارح للخالق جل وعلا وحده.

1 ـ وقد أمر الله جل وعلا خاتم النبيين بهذا . قال جل وعلا ::   ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) (الانعام 162 : 163 ) ( وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ )( الزمر 12 ) ( إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ )( النمل 91 )

2 ـ  ويؤمر به الأحياء من المؤمنين . قال جل وعلا : ( فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ )( الحج 34 ) ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)(الزمر 53 : 54 )

3 ـ ويدعو النبى أن يموت مسلما ، أى يختم حياته بالاسلام ، ويوصى بذلك أبناءه. قال جل وعلا : ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )( البقرة 132 ) ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ )( يوسف 101 )

4 ـ والمؤمنون مأمورون بأن يموتوا على الاسلام بمعنى ان يراعوا التقوى طيلة حياتهم . قال جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )(آل عمران 102 ).

5 ـ ولا يوصف بالاسلام الحق من لا يزال حيا ، بل يوصف به من مات من الأنبياء . قال جل وعلا : ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء) (المائدة 44 )

6 ـ  فالمسلمون بمعنى المتقين ليس الآن ولكنهم أصحاب الجنة فى الآخرة :(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ )(القلم 34 : 35 ).

أخيرا

1 ـ قوله جل وعلا : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ  ) هو رد مسبّق على من سموا أنفسهم ( الاخوان المسلمين )

2 ـ هم فى الحقيقة إخوان الشياطين ، من حيث الاسلام السلوكى هم مجرمون قتلة يقتلون الأبرياء بإسم الرحمن جل وعلا ، ومن حيث الاسلام القلبى تتعدد الآلهة لديهم من الخلفاء الفاسقين والصحابة والتابعين لهم والأئمة فى الفقه والحديث ..أى مئات الألوف من الآلهة .

3 ـ المسيحيون المسالمون والبوذيون المسالمون هم مسلمون من حيث السلوك أما الإخوان المجرمون فلا علاقة لهم بالاسلام دين رب العالمين سوى التناقض . هم أعمدة حزب الشيطان . 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أبناء الدنيا الذين لا يؤمنون بالآخرة إتخذوا الشيطان وليا من دون الله

مقدمة

1 ـ ( س ) عاش فى منافسة شرسة مع ( ص ). مات ( ص ) فجأة . طبقا للنفاق الإجتماعى تعين على ( س ) أن يحضر جنازة خصمه ( ص ) .

2 ـ وقف الشيخ على القبر يذكّر الحضور بالموت الذى لا مفر منه ، خطبة إعتاد الشيخ أن يقولها وهو يفكر فى حياته الدنيا ، والمستمعون غافلون لاهون بمشاغلهم الدنيوية . و( س ) ينظر الى الابن الأكبر للمتوفى ( ص ) على أنه خصمه القادم ويفكر يواجهه .

3 ـ انتهت مراسيم الدفن وعبارات النفاق المتداولة ، واشهرها ( البقية فى حياتك ) و ( خلف لك طول العمر ) وهى تعكس كفرا بالموت وتزعم أن من مات قد ترك بقية من حياته لمن يعيش بعده . مع إن الواقع ان من يعيش بعده سيموت حتما فى موعد (أجله ) المحدد سلفا مهما قيل له من هذه العبارات الكاذبة ، فالله جل وعلا لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها ( المنافقون 11 ) وإنه لكل اجل كتاب ( الرعد 38 ) ( آل عمران 145 ) وأن العدد التنازلى لموعد و ( اجل الموت ) يبدا بمجرد الولادة ( فاطر 11 ).

4 ـ انتهت الجنازة وعاد الناس كل منهم يقكر فى دنياه ، مع أنهم جميعا الى موت صائرون  .  وتتكرر الجنازات ويتكرر النسيان للموت ، مع إنه لو تعقل الانسان لأدرك أن كل أسلافه ماتوا من أبيه وجده حتى آدم ، فلماذا يتجاهل الموت . ولماذا يتصرف كما لو كان سيعيش خالدا دون موت ؟ ولماذا يتصرف كما لو أن الموت مصير الجميع دونه هو ؟ لو تعقل لعرف انه سيموت ولتغيرت مسيرة حياته طبقا لهذه المعرفة . لو عرف وعلم فعلا أنه سيموت سيكون تقيا ، يدرك أن حياته مؤقتة فى هذه الدنيا ، وهى مجرد مرحلة لحياة خالدة فى الجنة أو النار ، لأن الذى قدّر الموت والحياة لم يخلقنا عبثا بل لا بد من رجوعنا اليه ليحاسبنا على ما خوّله لنا فى هذه الحياة الدنيا . الخاسرون يوم القيامة سيقال لهم وهم فى النار يرجون الخروج منها : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ المؤمنون 115).

5 ـ ما الذى يجعل الانسان ينسى الموت الذى هو حتما صائر اليه ؟ ما الذى يجعل يعتقد إنه خالد فى هذه الدنيا برغم أن الموت يقطف ويتخطف حياة المحيطين به ؟ ما الذى يجعل الانسان سادرا فى الصراع من أجل دنيا زائلة لا يفيق منها إلا عندما يحل به الموت . قال جل وعلا :

5 / 1 :  (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٠٠﴾ المؤمنون )

5 / 2 : (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٠﴾ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّـهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١١﴾ المنافقون ). من الذى يجعل الانسان مهووسا بالتملك فى هذا الأرض معتقدا خلوده فيها ؟ إنه ( شوشو ) أو ( الشيطان ). هذا موضوعنا .

أولا : الشيطان خدع آدم وزوجه بالملكية والخلود

1 ـ كان آدم وزوجه يعيشان فى جنة برزخية فيها نعيم لا يمكن لنا تصوره فى أرضنا هذه ودنيانا هذه . وصفها رب العزة لآدم فقال : (  فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ طه ) الذى كان ينقص آدم وزوجه ملكية هذه الجنة وأن يكونا خالدين فيها بلا موت ، أتاهما الشيطان من هذه الناحية ( الملك والخلود )  قال جل وعلا : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ طه ) خدعهما الشيطان فأكلا من الشجرة المحرمة على انها ستهبهما الخلود والملكية الدائمة . يقول جل وعلا : ( فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ طه) .

2 ـ هبط آدم وحواء وذريتهما فى داخلهما ، وتسلط الشيطان على الذرية يقنعهم بالخلود فى هذه الأرض وبالملكية المطلقة لها. ولأنه لا سبيل لفرد واحد أن يتملك كل الأرض فإن الصراع شبّ ولا يزال يشبُّ بين أبناء آدم ، أى هبطوا لهذه الأرض وقد جعلهم الشيطان بعضهم لبعض لبعض عدو . قال جل وعلا :

2 / 1 : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖوَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ البقرة )

2 / 2 : (  قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ الاعراف ).

ثانيا : أبناء الدنيا هم الذين يتخذون الشيطان وليا من دون الله جل وعلا

1 ـ أبناء الدنيا هم الذين لا يؤمنون بالآخرة ينكرونها بأقوالهم أو بأفعالهم ، أو يزعمون يوما للآخرة يدخلون به الجنة مهما أجرموا ، أى يجعلون ( اليوم الآخر ) تابعا لهذا اليوم الدنيوى . وعبّر عن هذا ذلك الرجل المفتون ببستانه أو جنته إذ قال لصاحبة المؤمن :  (  وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا﴿٣٥﴾ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا ﴿٣٦﴾ الكهف) .

2 ـ الشيطان ليس له سلطان على المؤمنين باليوم الآخر المتوكلين على ربهم جل وعلا ، ولكنه له السلطان والتحكم على  ( أبناء الدنيا ) الذين يتخذونه وليا من دون رب العزة جل وعلا ، قال جل وعلا : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٩٩﴾ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿١٠٠﴾ النحل  )

3 ـ ليس شرطا أن يوحى اليهم جميعا ، يكفى الشيطان أن يزرع فيهم  نسيان الموت أى إنهم حالدون فى هذه الدنيا  ويكفى أنه يؤجّج فيهم الصراع حول التملك فى هذه الأرض الفانية ، وبهذا يكون شريكا لهم فى الصراع وفى الأموال والأولاد وفى التفوذ وفى الجاه ، أو كما قال جل وعلا : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴿٦٥﴾ الاسراء )

4 ـ والواقع المُعاش فى الماضى والحاضر وفى المستقبل أنه :

4 / 1 : من ناحية التملك ترى الصراع حول (الأرض) والثروة التابعة لها :

4 / 1 / 1 : يمتد من النزاع على الميراث بين الأبناء ويمتد النزاع ليصل الى نزاعات وحروب بين الدول المتجاورة على الحدود ثم حروب إقليمية وحروب عالمية تتفجر فيها الدماء أنهارا ، يقتلون انفسهم بالملايين وتظل الأرض باقية بعدهم يدفعهم الشيطان الى المزيد ، وتقول المقابر ( هل من مزيد ) .

4 / 1 / 2 : هنا لا يفترق الحاكم الديمقراطى عن الحاكم المستبد .

4 / 1 / 2 / 1 : الحاكم الديمقراطى يتصارع مع الخارج ليثبت للشعب الذى إنتخبه أنه الأقدر على ملء خزائن الدولة بأقصى ما يستطيع وبأى وسيلة شيطانية.

4 / 1 / 2 / 2 : المستبد يعتبر نفسه مالك الأرض التى يعيش عليها الشعب ، ويعتبر الشعب قطيعا مملوكا له بإعتباره الراعى والشعب هم الأنعام ( الرعية ) ، ويريد أن يزيد من رقعة ( الوطن ) لأنه المالك الوحيد للوطن وأرض الوطن. ولا يمانع أن يدخل فى حرب لتوسيع ملكيته ففى النهاية فالذى يموت ليس هو وليس أولاده ، بل أبناء الشعب الذى لا يملكون شيئا فى ( وطن ) و ( أرض ) المستبد.

4 / 1 / 2 / 3 : قد يكون فى هذا بؤسا غليظا ولكن البؤس الأغلظ أن ( الأمم المتحدة ) توافق ضمنيا على هذا إذ تعترف بالمستبد مالكل للوطن ومتحدثا باسم الشعب .!

4 / 2 : من ناحية الخلود وتجاهل حقيقة الموت : ترى هذا ماثلا بوضوح فى أحوال المستبد . قبل ان يصل الى كرسى السلطة كان خادما للسلطان ، ثم يغادر السلطان الكرسى بالموت أو القتل أو العزل فيعتلى هو السلطة مكانه ، وينسى أن السلطان السابق لم يكن خالدا فى السلطان ، فيتصرف السلطان الجديد كما لو سيكون مخلدا فى السلطة. ينسى أن السلطة لو دانت لسابقه ما وصلت اليه . هذا غسيل مخ شرير وبارع لا يقوم به إلا ( شوشو ) الشيطان . !

5 ـ ينجو من غسيل المخ هذا المؤمنون بالله جل وعلا واليوم الآخر . فهم:

5 / 1 : يؤمنون أن الخلد ليس فى هذه الدنيا بل فى الآخرة . وهو إما :

5 / 1 / 1 : خلود فى عذاب خالد (  ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ﴿يونس: ٥٢﴾ (   فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴿السجدة: ١٤﴾ (   ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّـهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴿فصلت: ٢٨﴾

5 / 1 / 2 : خلود فى نعيم الجنة : (  قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا﴿الفرقان: ١٥﴾ .

5 / 2 : يؤمنون أنه لا خلود لبشر فى هذه الدنيا

5 / 2 / 1 : حتى الأنبياء . قال جل وعلا لخاتم النبيين : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴿الأنبياء: ٣٤﴾، وحين كان حيا يُرزق فى مكة قال له جل وعلا يصفه بالميّت ويؤكد موته : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ الزمر )

5 / 2 / 2 : وأنه لا مفرّ ولا مهرب من الموت .( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ) (٧٨﴾ النساء ) ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ )﴿٨﴾ الجمعة). وحيث لا مهرب من الموت ولا خلود فى الدنيا فالمؤمنون يعملون الصالحات يبتغون بها وجه الله جل وعلا وحده.

5 / 3 : يؤمنون أن الله جل وعلا هو المالك الحقيقى للسماوات والأرض ومن فيهما وما فيهما ، وأنه جل وعلا إستخلف بنى آدم فى هذه الأرض وخلائف يخلف بعضهم بعضا حيث يستمر فيهم الموت ، ويستحيل على من مات أن يعود فى هذه الدنيا : ﴿الأنعام 165 ﴾﴿يونس: ١٤، ٧٣﴾﴿فاطر: ٣٩﴾( الانبياء 95 ).وفى النهاية فلن يرث الأرض ومن عليها سوى الرحمن جل وعلا : (  إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿٤٠﴾ مريم)

5 / 4 : يؤمنون أن الوراثة الحقيقية

5 / 4 / 1 : ليست فى قطعة أرض فى هذه الأرض التى ستنتهى بالتدمير وليس فى مال يفارق صاحبه بالخسارة أويفارقه صاحبه بالموت وليس بالنفوذ والجاه الذى لا يدوم لأحد .

5 / 4 / 2 :  الوراثة الحقيقية هى الخلود فى الجنة . قال جل وعلا : ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا﴿٦٣﴾ مريم ) وسيقال لأصحاب ( مالكى الجنة ) : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴿٧٢﴾ الزخرف )

5 / 5 : يؤمنون أن النار ليس فيها ( أرض ) وليس فيها إستقرار ، فيها خلود فى العذاب وهم فيه فى حركة مستمرة ، يهبطون الى قاع الجحيم حيث يأكلون من شجرة الزقوم ثم تهطل عليهم أمواج من ماء النار ( الحميم ) ثم يصعدون الى أعلى الجحيم .

5 / 5 / 1 : قال جل وعلا عن شجرة الزقوم

5 / 5 / 1 / 1 : (إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ﴿٦٣﴾إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴿٦٤﴾ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴿٦٥﴾ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴿٦٦﴾ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٦٧﴾ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴿٦٨﴾   الصافات )

5 / 5 / 1 / 2 : وعن طعامها يقول جل وعلا : (  إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ ﴿٤٣﴾ طَعَامُ الْأَثِيمِ﴿٤٤﴾ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ﴿٤٥﴾ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴿٤٦﴾ الدخان ) وهم يطوفون بين الجحيم والحميم (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ﴿٤٤﴾ الرحمن ).

5 / 5 / 2 :  يطوفون بثيابهم النيرانية والحميم فى جلودهم وبطونهم وعندما يصلون الى  حواف جهنم يحاولون الفرار فتلحقهم ملائكة النار بمقامع من حديد ، قال جل وعلا : ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴿١٩﴾ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴿٢٠﴾ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴿٢١﴾ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴿٢٢﴾ الحج  ).

5 / 5 / 3 :  وفى كل تلك الحركة الدورية والمستمرة يجذب ماء النار ( الحميم ) لهيب النار الى وجوههم وظهورهم فينشغلون بكف هذا وذاك دون جدوى ، قال جل وعلا يحذّر مقدما : (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾ الانبياء )

5 / 6 : ليس فى الجحيم أرض للإستقرار . الإستقرار هو فى ( ارض الجنة ) . ومالكو الجنة يرثونها ويملكونها الى الأبد دون خروج منها . قال جل وعلا :

5 / 6 / 1 : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴿١٠٥﴾ الانبياء )

5 / 6 / 1 ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ الزمر )

 أخيرا

1 ـ لو آمن بنو آدم فعلا وصدقا بالموت ما كانت هناك مشاكل بينهم ولا نزاعات ولا حروب.

2 ـ إذا كانت نهايتنا الموت وما دامت حياتنا قصيرة ومؤقتة ، فلماذا لا نعيشها فى سلام وتسامح ؟. الإسلام الحقيقى مؤسس على السلام والرحمة والإيثار والإحسان .!

3 ـ إن من الحمق المؤلم ان تتصارع أجيال من بنى آدم على قطعة ( ذهب ) يقتتلون من أجلها ويموتون ثم يأتى من بعدهم يتقاتلون وهكذا .. تبقى هى  مجرد قطعة ( ذهب ) .

4 ـ الحمار نفسه لا يفعل هذا . ولكن ( شوشو ) الشيطان يفعل هذا بالانسان فيجعله أسوأ حالا من الحمار.

أحسن الحديث :

(  أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖبَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾ الفرقان ) .

ودائما : صدق الله العظيم .!!

 

التعليقات(6)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الأحد 21 يوليو 2019

[91177]


لعلي أعمل صالحا فيما تركت..



المُلك و الخلود هما البابين الذين زيّن ( شوشو ) لآدم و زوجه عليهما السلام فخسرا الجنة و النعيم و المستوى الراقي للحياة .. هبطا بعد إن كانا في علو .. شجرة أكلا منها .. شجرة !! ثمرة !! لم يكونا جائعين فأشجار الجنة كثيرة و متنوعة و لكن المُلك و الخلود و الوسوسة المستمرة و سيطرة ( شوشو ) على بؤرة الشعور و الحث المستمر المتواصل و شّل التفكير بحيث دفعهما دفعا لمعصية أمر الله عز و جل .. ثم يأتي الندم .. كل إنسان يتعرض يوميا لوسوسة الشيطان .. قوة هائلة يملكها هذا المخلوق .. قوة هائلة جدا أساسها الحسد .. و لله جل و علا في خلقه شؤون . كن عبدا صالحا لله عز و جل تهزم ( شوشو ) .. حاول أن تتغلب عليه فكيده ضعيف و أنت قوي بإيمانك .. تذكر يوسف عليه و موقفه البطولي من امرأه العزيز و النجاح المبهر الذي حققه .. تذكر حجم الكارثة التي ارتكبها قابيل جراء الكمية الهائلة من الحسد التي شحنها ( شوشو ) في قلبه..
لا أحد معصوم من الخطأ .. اللمم يغفره الله عز و جل .. الله جل و علا أعلم بنا إذ أنشأنا من الأرض و إذ نحن أجنة في بطون أمهاتنا يقول سبحانه : ( الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة هو اعلم بكم اذ انشاكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ) .. شوشو لم يقدم استقالته و سيظل يوسوس و يوسوس و لعلاج ذلك نتدبر الحق جل و علا : (والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) و حط الف خط تحت كلمة ( و لم يصروا على ما فعلو و هم يعلمون ).
نتذكر و نتأمل قول الحق جل و علا : ( الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ).
سبحان الله..


2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 21 يوليو 2019

[91178]


شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:



هزيمة الشيطان سهلة جدا ، مجرد الاستعانة عليه بالله جل وعلا وأن يكون الانسان مخلصا فى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم . يكفى وصف الرحمن له ب ( الرجيم ) . ويكفى خسارا للبشر الذين إتخذوا هذا الرجيم وليا لهم من دون الله الرحمن الرحيم . نعوذ بالرحمن الرحيم من الشيطان الرجيم


 

3   تعليق بواسطة  عبدالله أمين     في   الأحد 21 يوليو 2019

[91181]


الاية 105 من سورة الانبياء يستخدمها سدنة الدين الارضي للتبرير للقبول بالمستبد



مقال رائع كعادتك دكتور احمد. في توضيح وتدبر معنى الملكية والوراثة    وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) ﴿ولقد
 يستخدمها خدم السلطان من الشيوخ في الدول الدينية خصوصا الاسر الحاكمة التي حكمت المسلمين عبر تاريخهم  من بني امية الى آل سعود في العصر الحاضر على انهم صالحون وورثوا الارض  واقناع الشعب بأن الحاكم هو ظل الله في ارضه وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

 

4   تعليق بواسطة  موسى إبراهيم     في   الإثنين 22 يوليو 2019

[91184]


بارك الله تعالى فيك على هذه التذكرة



بارك الله فيك دكتور أحمد على هذه التذكرة القيمة في هذا المقال الذي جعلني أستيقظ من الغفلة عن الحياة الآخرة بسبب انشغالي بالحياة الدنيا في الهروب من بلاد المحمديين والهجرة إلى بلاد العدل والحرية، قبل قراءتي لمقالك هذا مباشرة كنت أعاتب نفسي لأني أشعر بالتقصير بسبب غيابي عن موقع أهل القران وابتعادي قليلا عن تدبر كتاب الله تعالى،  ذلك أني ما زلت وعائلتي لم نستقر بعد السفر والتجهيز للحياة الجديدة والإنشغال المتواصل في البحث عن عمل وفهم القوانين والأجراءات الجديدة في حياة لم نعتدها. ذكرني مقالك بآيات الله تعالى :

 

  (إِنَّ هَـٰۤؤُلَاۤءِ یُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَیَذَرُونَ وَرَاۤءَهُمۡ یَوۡمࣰا ثَقِیلࣰا)

 

[سورة الإنسان 27]

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡا۟ یَوۡمࣰا لَّا یَجۡزِی وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَیۡـًٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا وَلَا یَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ)

[سورة لقمان 33]

 

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا وَلَا یَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ ۝  إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوࣱّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا یَدۡعُوا۟ حِزۡبَهُۥ لِیَكُونُوا۟ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ)

 

[سورة فاطر 5 - 6]

ينسى الانسان الموت وينسى أن هذه الدنيا فانية وأن الدار الاخرة هي الحيوان، شوشو العدو الذي لا نراه ينسينا هذا وينسينا أنه عدونا

 

(وَذَرِ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ دِینَهُمۡ لَعِبࣰا وَلَهۡوࣰا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۚ وَذَكِّرۡ بِهِۦۤ أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ....)

[سورة الأنعام 70]

 

وها أنت تذكرنا به (القران) وأشكرك على ذلك والحمدلله رب العالمين. يقول جل وعلا: (نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا یَقُولُونَۖ وَمَاۤ أَنتَ عَلَیۡهِم بِجَبَّارࣲۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن یَخَافُ وَعِیدِ)
[سورة ق 45]

 

أدعو الله تعالى أن أكون من الذين يتذكرون و الذين يخافون وعيد الله تعالى ويتبعون سبيل الذين ينيبون إلى الله تعالى أمثالك الذين يذكروننا دائما ويجتهدون ولا يسألون أجرا

 


يقول جل وعلا: (وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰۤ أَن تُشۡرِكَ بِی مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِی ٱلدُّنۡیَا مَعۡرُوفࣰاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِیلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَیَّۚ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ)

[سورة لقمان 15]

(وَجَاۤءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ رَجُلࣱ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلۡمُرۡسَلِینَ ۝  ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا یَسۡـَٔلُكُمۡ أَجۡرࣰا وَهُم مُّهۡتَدُونَ)

سورة يس 20 - 21]

 

5   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء 23 يوليو 2019

[91186]


شكرا استاذ موسى ابراهيم ، وأعانك على حياتك الجديدة ، وأقول:



  ـمن يهاجر فى سبيل الله جل وعلا يجد متاعب كثيرة وتسهيلات أكثر . هى بضع سنوات من المكابدة ثم بعون الرحمن تستقر أمورك . أدعو لك ولأسرتك بالخير فى الدنيا والآخرة
  ـ بالنسبة لتعليقك اقول:
2 / 1 :
المهم هل يريد الانسان الدنيا ولا يلتفت للآخرة أم يريد الآخرة ويسعى فى الدنيا سعيها بالصالحات وهو مؤمن . الله جل وعلا يرزق هذا وذاك ، حسب تقديره وليس حسبما يريد هذا أو ذاك . وفى النهاية فالذى يفوز هو ذلك الذى يريد الآخرة . قال جل وعلا : ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ﴿١٨﴾ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ﴿١٩﴾ كُلًّا نُّمِدُّ هَـٰؤُلَاءِ وَهَـٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴿٢٠﴾ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴿٢١﴾ الاسراء)
  مريد الدنيا قد يعمل صالحا وهو غير مؤمن بالآخرة ولا تهمه . هذا يؤتيه الله جل وعلا أجره فى الدنيا ولكن مثواه النار ، وقد حبطت أعماله الصالحة. قال جل وعلا : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾ هود)

 

6   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء 23 يوليو 2019

[91187]


شكرا أخى استاذ عبد الله أمين ، وجزاك الرحمن خيرا



المستبد يستغل الدين الأرضى وربما لا يعرف فيه شيئا . لديه علماء السوء يتلاعبون له بالآيات ويصنعون له الفتاوى . الدين الأرضى مملوك لأصحابه ، وهم يصيغون منه ملابس على مقاسهم . ثم موعدهم ( يوم الدين ) أمام ( مالك يوم الدين ) جل وعلا.

وتبا لدنيا قصيرة تنتهى بالموت ولكن أبناءها سيدفعون الثمن خلودا فى الجحيم.!

 

أئمة الصوفية أعلنوا ولاءهم للشيطان  

أولا : تنوع الأديان الشيطانية للمحمديين

1 ـ الوحى الشيطانى هو صانع الأديان الأرضية للمحمديين . ومن مكره بهم أن جعل أديانهم تتنوع ،  بينها إتفاق وإختلاف فى الكفر السلوكى والكفر القلبى العقيدى .

2 ـ  يتمثل الكفر السلوكى  فى الجهاد الدينى بالغزو والإحتلال وإستحلال الدماء والأموال والأعراض ، كما يتمثل فى الإكراه فى الدين . يتميز بهذا الدين الشيطانى الأرضى السُّنّى . أما الدين الشيعى فهو مسالم طالما يكون اصحابه تحت القهر ، عندها يلجأون للتقية ، فإذا وصلوا الى السلطة نافسوا الدين السُنّى فى عنفه وعنفوانه . الدين الصوفى قائم على المسالمة والحرية الدينية فى أغلب الأحوال ، وبهذا يتميز عن دينى السنة والتشيع .  

3 ـ فى الكفر القلبى العقيدى تتفق الأديان الشيطانية الثلاثة فى تقديس الأحاديث الشيطانية وكتبها وفى عبادة البشر. وفى تقديس البشر صنعوا إلاها أسموه محمدا رفعوه فوق رب العزة جل وعلا . وهذا الإله المصنوع المسمى ( محمدا ) لا صلة بينه وبين حقيقة النبى محمد عليه السلام. لا نملُّ من التأكيد على هذه الحقيقة . وإختلفوا فى تقديس البشر بعد إلاههم ( محمد ).  الشيعة يقدسون من اسموهم آل البيت وأئمتهم ، والشنة يقدسون جميع الصحابة بما فيهم المنافقون والذين مردوا على النفاق ، ويقدسون ائمتهم رواة الأحاديث الشيطانية . اما الصوفية فإن تطرفهم فى الكفر العقيدى لم يصل اليه أحد . وبسبب هذا التطرف فى الكفر العقيدى فهم مسالمون فى أغلب حالاتهم ومتسامحون دينيا .

ثانيا : تطرف الدين الشيطانى للصوفية فى الكفر العقيدى

1 ـ يؤمن الصوفية بوحدة الوجود ، أى إن المخلوقات من جماد وأحياء هم ذات الله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا ) ولا فارق بين ذات الله ومخلوقاته وأن الفارق بينهما وهمى مثل الفارق بين البحر وأمواجه . التعبير عن هذا الكفر المتطرف يأتى بالرمز دون التصريح لدى من يوصف بالاعتدال ، مثل الجنيد والطوسى والقشيرى. وجاء التعبير عن هذا الكفر صريحا فيما قاله الحلاج ثم ابن عربى وابن الفارض وعفيف الدين التلمسانى وعبد الكريم الجيلى فى كتابه ( الإنسان الكامل ) وابراهيم الدسوقى فى كتابه ( الجوهرة ) . ابو حامد الغزالى فى كتابه ( إحياء علوم الدين ) كان يقول بوحدة الوجود تلميحا وتصريحا ، ولكنه شرحها وأعلنها صراحة فى كتابه ( مشكاة الأنوار) . عبد الوهاب الشعرانى سار على نفس الطريقه يتلون أحيانا كما فى ( الطبقات الكبرى ) ويعلنها صرحة كما فى كتابه ( اليواقيت والجواهر ) . التفاصيل فى كتابنا ( الحياة الدينية بين الاسلام والتصوف : الجزء الأول ) .

2 ـ ننقل من هذا الكتاب بعض سطور : ( فقد قيل في ترجمة عفيف الدين التلمساني (690 ) تلميذ ابن عربي أنه (نسبت إليه عظائم في الأقوال والأفعال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض ، هذا مع أنه عمل أربعين خلوة كل خلوة أربعين يوماً متتالية). وأنه ( لا يحرم فرجاً وإن عنده ما ثم ( أي ليس هناك ) غير ولا سوى ( أي لا يوجد غير الله ولا سواه فالله هو كل شئ ) بوجه من الوجوه ، وإن العبد إنما يشهد السوي ( أي غير الله من العالم ) إذا كان محجوباً ، فإذا انكشف حجابه ورأى أن ما ثم غيره ( أي غير الله ) تبين له الأمر ، ولهذا كان يقول " نكاح الأم والبنت والأجنبية واحد " وإنما هؤلاء المحجوبون قالوا : حرام علينا فقلنا حرام  عليكم ). وقال عنه ابن تيمية ( هو من حذاق القائلين بالاتحاد علماً ومعرفة ، وكان يظهر المذهب بالفعل فيشرب الخمر ويأتي المحرمات ،وحدثني الثقة أنه قرئ عليه فصوص الحكم لابن عربي وكان يظنه من كلام أولياء الله العارفين فلما رآه يخالف القرآن قال : فقلت له : هذا الكلام يخالف القرآن فقال : القرآن كله شرك وإنما التوحيد في كلامنا ، وكان يقول : ثبت عندنا في الكشف ما يخالف صريح المعقول ، وحدثني عن من كان معه ومع آخر نظير له فمر على كلب أجرب ميت بالطريق عند دار الطعم فقال له رفيقه : هذا أيضاً هو ذات الله ؟ فقال : وهل ثم ( هناك ) شئ خارج عنها ؟ نعم الجميع في ذاته ) ،  فالتلمساني حلقة وصل ضرورية بين ابن عربي والصوفية الرافضين للإسلام .. ولم يعدم العصر المملوكي من وجود تلامذة للتلمساني : ( قال أحدهم لرفيقه – وكان يمشي في الإسكندرية – إن الله تعالى هو عين كل شئ ، فمر بهما حمار فقال : وهذا الحمار ؟ فقال : وهذا الحمار !! فروّث الحمار من دبره فقال له : وهذا الروث ؟ فقال : وهذا الروث !! ) . وهذه قصة حقيقية وقعت في القرن التاسع ) .

3 ـ تسيّد التصوف العصر المملوكى وسيطر أولياؤه على الناس ، وظهر ما يُعرف ب ( الشطح ) أى إعلان الكفر بالاسلام وسبّ الله جل وعلا ورسوله ، وقد عرضنا فى الكتاب المشار اليه الى ظاهرة ( الشطح ) وكيف كان العصر يجعلها منقبة للولى الصوفى ومفخرة له. ومن ألوان الشطح الصوفى إعلان أن إبليس هو إلههم . ننقل من الجزء الثانى من كتابه ( الطبقات الكبرى ) ما قاله عبد الوهاب الشعرانى عن بعض الأولياء الصوفية ، قال عن الشيخ محمد الخضري : ( كان يتكلم بالغرائب والعجائب من دقائق العلوم والمعارف ما دام صاحياً ، فإذا قوي عليه الحال تكلم بألفاظ لا يطيق أحد سماعها في حق الأنبياء وغيرهم .وأخبرني الشيخ أبو الفضل السرسي أنه جاءهم يوم الجمعة فسألوه الخطبة،  فقال بسم الله ، فطلع المنبر فحمد الله واثني عليه ومجده ثم قال ( وأشهد أن لا إله لكم إلا إبليس عليه الصلاة والسلام ) فقال الناس : كفر .. فسلّ السيف ونزل فهرب الناس كلهم من الجامع فجلس عند المنبر إلى آذان العصر وما تجرأ أحد أن يدخل). الشعرانى يذكر هذا ضمن مناقيب الشيخ الخضرى .

4 ـ الشيطان هو أسعد مخلوق بهذا الكفر الصوفى المتطرف ، ومتوقع أن يستخدم التصوف فى ( تبييض ) وجهه ، وفى ( تلميع ) صورته ، وفى ( رفع شأنه ) بين البشر ، وكل هذا للتعمية على تأكيد رب العزة لبنى آدم بأن الشيطان عدو لهم .

ثالثا : تنوع الوحى الشيطانى فى دين التصوف  

1 ـ  الأغلب فى الوحى فى السُنّة والتشيع هو تلك العنعنات المضحكة فيما يعرف بالحديث النبوى والحديث القدسى . لم يكن أئمة التصوف محتاجين الى التعب فى صناعة هذا الإسناد وعنعناته والتعب فى الجرح والتعديل وهل هذا الراوى ثقة أو ضعيف . إستغنى أئمة التصوف عن الاسناد فزعموا الوحى المباشر من الله جل وعلا بلا واسطة ، وتنوع الوحى الشيطانى عندهم من علم لدنى والمنامات والهاتف.

2ـ وخلال هذا الوحى الشيطانى المتنوع أعلن الصوفية ولاءهم لإلههم الشيطان

رابعا : الوحى الشيطانى : الشيطان  يزكى أولياء الصوفية

1 ـ  تزكية صريحة : إبليس يزكي أفراداً من الصوفية فيقول مثلاً قيس بن الحجاج ( قال لي شيطاني : دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن مثل العصفور ) . أى دخل فيه الشيطان والشيطان بحجم البقرة ، وبسبب تقوى هذا القيس بن حجاج فقد تضاءل حجم الشيطان فأصبح فى حجم العصفور ( تصفيق حاد ومزعج من فضلكم ).! هنا تزكية مباشرة ومدح واضح واعتراف صريح من الشيطان لابن الحجاج بأنه عجز عن إفساده ، ومطلوب منا أن نصفق لابن الحجاج الذي أرهق شيطانه بتقواه وبدّله من بعد السمنة نحولاً ..

2 ـ وقد تكون التزكية الشيطانية للصوفي ملتوية وغير مباشرة ، وهي أبعد أثراً . يروي الغزالي أنه ( كانت لمحمد بن واسع استعاذة من الشيطان ، فقابله إبليس يوماً فقال له :هل تعرفني يا ابن واسع ؟ قال : ومن أنت ؟ قال : أنا إبليس فقال : وما تريد ؟ فقال له : أريد ألا تعلم أحداً هذه الاستعاذة ولا أتعرض لك ..)[1]. فلابن واسع تعويذة رهيبة – لا نعرفها مع شدة الأسف – وهذه التعويذة المجهولة فعلت فعل السحر بإبليس فعقد صلحا مع ابن واسع ينص على أن يتعهد ابن واسع بعدم تعليمها لأحد حتى لا تضيع  جهود إبليس هباء ، وذلك في نظير ألا يتعرض إبليس لابن واسع بسوء ، فيضمن ابن واسع لنفسه العصمة من إبليس ،  ويتفرغ إبليس لمهمته في إفساد  البشر جميعا سوى ابن واسع .. ولا ريب أن تلك الاستعاذة المجهولة أبعد أثرا مما أورده القرآن الكريم في المعوذتين ومن قوله تعالى لرسوله {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ،وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ المؤمنون 98:97}.. فالتزكية لابن واسع هنا وإن كانت ضمنية إلا أنها متطرفة ، فقد رفعته فوق مستوى الرسل .

3 ـ  وقد تكون التزكية لطائفة الصوفية بأسرها على لسان إبليس يرويها أعيان الصوفية كالجنيد القائل ( رأيت إبليس في المنام عرياناً فقلت ألا تستحي من الناس ؟ فقال إبليس : وهؤلاء ناس ؟ الناس أقوام في مسجد الشونيزيه قد أحرقوا كبدي .. قال الجنيد فلما انتهيت غدوت إلى المسجد فرأيت جماعة قد وضعوا رءوسهم على ركبهم يتفكرون ، فلما رأوني قالوا : لا يغرنك حديث الخبيث .. )[2]. اى ان الصوفية المعتكفين فى مسجد الشونيزيه فى بغداد يستحى منهم ابليس ، وهو لا يستحى من بقية الناس فيسير بينهم عريانا لا يرتدى حتى مايوه بكينى .. ثم يذهب الجنيد الى هؤلاء الصوفية فيفاجأ بأنهم يعرفون ما قاله ابليس الخبيث للجنيد ( أيضا تصفيق حاد ومزعج ).!

4 ـ  وكرر الغزالى هذا الوحى الشيطانى : فإفترى أن المسوحي قال : ( رأيت إبليس يمشي عرياناً فقلت ألا تستحي ؟ فقال يا الله هؤلاء ناس .. لو كانوا من الناس ما كنت العب بهم طرفي النهار كما يتلاعب الصبيان بالكرة بل الناس قوم غير هؤلاء قد أسقموا جسمي . وأشار بيده إلى أصحابنا الصوفية )[3]. ويفهم من النصين السابقين الود القائم بين الجنيد والمسوحي من ناحية وإبليس من ناحية أخرى .. حتى أنهما يعتبان عليه المشي عرياناً في السوق خشية الإنكار عليه من الناس الآخرين ، وذلك الود يشي بالولاء بين إبليس  والصوفية ، ذلك أن المسلم مطالب باتخاذ إبليس عدواً أبدياً  ( وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ :فاطر 5، 6).. وذلك الرد الذي تظهره كلمات الصوفية المعتدلين كالجنيد والغزالي يعبر عنه بوضوح القرآن الكريم بالموالاة بين إبليس وحزبه ..

خامسا : الوحى الشيطانى : أئمة الصوفية يزكون ابليس         

1 ـ  قال الغزالي فى ( إحياء علوم الدين ) :( .. فإما معرفة ذاته وصفاته وحقيقته فذلك ميدان العارفين المتغلغلين في علوم المكاشفات )[4]. ( المكاشفة ) من إصطلاحات التصوف وتعنى العلم بالغيب وأن أولياء التصوق يكاشفهم الله بالغيب. وهذا هو الوحى الشيطانى الذى نقصده.  ومن يقرأ هذه العبارة يعتقد أن المقصود بمعرفة ذاته وصفاته هو الله تعالى ، فذلك كثيراً ما يتردد في كتب الصوفية عن الله تعالى وأن الأولياء هم وحدهم العارفون به وبأسراره وبعلمه اللدني ، ولكن الغزالي يقصد بتلك العبارة إبليس ،  ويرى أن أولياء الصوفية العارفين المكاشفين بالغيب هم الذين يعرفون ذاته وحقيقته وصفاته .. فهنا نوع من المشاكلة يشي بتقديس إبليس . ومع أن الكذب واضح في تلك الجملة– فإبليس بذاته وصفاته غيب وسمعيات لا يعلمها إلا الله تعالى – فإن تعمد الكذب والإقدام عليه يفضح نفسية الصوفية في الاهتمام بإبليس ورعاية شأنه .

2 ـ ولقد عرض الغزالي صراحة لمكاشفة إبليس أو وحيه للصوفية ، وقد ارتفع بإبليس إلى منزلة الملائكة الذين ينزلون بالوحى على الأنبياء ، يقول ( إن الملك والشيطان لهما صورتان هي حقيقة صورتهما ولا تدرك حقيقة صورتها إلا بالمشاهدة بأنوار النبوة ..) [5]. ويقول عن وحى إبليس لأئمة التصوف : ( والأكثر أنه يكاشف أهل المكاشفة  من أرباب القلوب (يعني الصوفية ) بمثال صورته فيتمثل الشيطان له في اليقظة فيراه بعينه ويسمع كلامه بإذنه فيقوم ذلك مقام حقيقة صورته ، كما ينكشف في المنام لأكثر الصالحين ، وإنما المكاشف في اليقظة هو الذي انتهى إلى رتبة لا يمنعه اشتغال بالحواس بالدنيا عن المكاشفة التي تكون في المنام فيرى في اليقظة ما يراه غيره في المنام )[6]. أي أن تجلي إبليس في  ( اليقظة ) لا يكون إلا لمن انتهى إلى أكبر رتبة بين كبار الصوفية ، وغيره لا يحظى برؤيته إلا مناماً ..

3 ـ  وهكذا يتضح أن الصوفية يقولون في إبليس ورؤيته نفس ما يقولونه فى اكاذيبهم عن الوحى الالهى لهم. فالغزالي يعقب على مقالته السابقة بقوله ( فإن القلب لابد وأن تظهر فيه حقيقة من الوجه الذي يقابل عالم الملكوت وعند ذلك يشرق أثره على وجهه الذي يقابل به عالم الملك والشهادة ، لأن أحدهما متصل بالآخر ، وقد بينا أن القلب له وجهان : وجه إلى عالم الغيب وهو مدخل الإلهام والوحي ووجه إلى عالم الشهادة ..) وهكذا إلى أن يقول ( ... وهذه أسرار عجيبة من أسرار عجائب القلب ، والمقصود أن تصدق بأن الشيطان ينكشف لأرباب القلوب وكذلك الملك تارة بطريق التمثيل والمحاكاة كما يكون ذلك في النوم وتارة بطريق الحقيقة ، والأكثر هو التمثيل بصورة محاكية للمعنى ..)[7]. فالغزالى يزعم معرفة أئمة التصوف بذات ابليس وصفاته وحقيقته بمثل زعمه معرفتهم بالله وذاته .

وتناسى الغزالي أن رؤية إبليس يقظة ومشافهة بالشخص مستحيلة فقد قال تعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ.. الأعراف27).. إلا أن عدم رؤيته يقظة لا تمنع موالاته فالشيطان خلف ابن آدم ويحركه بالوسوسة والتلبيس والتغرير وبشتى الحيل حتى يملك عليه أقطاره ويستحوذ عليه  (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ .. المجادلة19)..وحينئذ يكون ولي الشيطان معبراً عنه ، يتلقى وحيه وإلهامه وينسبه لله تعالى إفتراءاً عليه ، وإذا تطرف نسب وحي الشيطان إلى الشيطان علانية ، كما ورد في الكتابات الصوفية وقد رأينا طرفاً من ذلك ، ولكن الوحي الشيطاني هو المصدر الأساسي للتصوف وكل ادعاءاته .

4 ـ فبعض كبار الصوفية المشرعين في الدين الصوفي أعلن صراحة نسبة كلامه وآرائه إلى وحي إبليس ، ولم ينس أن يصبغ ذلك حيناً ببطولة وهمية له كقول أبي سعيد الخراز ( رأيت في المنام كأن إبليس وثب علىّ ، فأخذت العصا لأضربه ، فلم يفزع منها ، فهتف بي هاتف : إن هذا لا يخاف من هذه وإنما يخاف من نور يكون في القلب )[8]. والقلب عند الصوفية يعنى كل الأسرار والأنوار الإلهية بزعمهم.

 5 ـ  وقد ارتدى إبليس في وحي آخر عمامة التصوف يقرر لهم ما يجوز، كما حكى الجنيد من أنه رأي إبليس في النوم : ( .. فقلت له هل تظفر من أصحابنا بشيء؟ قال : نعم ، في وقتين : وقت السماع ووقت النظر فإني أدخل عليهم به) [9]. وعجيب أن يفشي إبليس أسرار مهنته للجنيد ويفضح طريقته في إغواء الصوفية ، ولكن يزول العجب إذا علمنا أن مقصد الجنيد أو إبليس هو التشريع  للصوفية في السماع وفي النظر .. وتلك أمور صوفية خالصة لا شأن للإسلام بها إذ هي خارجة عن منهاجه وتستلزم نوعاً من التوجيه فى هذا الدين الأرضى ، ولا يأتي التوجه والوحي إلا من إبليس ..

6 ـ وبعض الوحي الشيطاني الصوفي يحمل في داخله دعوة ضمنية للانحراف والانخراط فيه بدافع اليأس من مجاهدة الشيطان وذلك كقول خيثمة بن عبد الرحمن ( إن الشيطان يقول : ما غلبني ابن آدم فلن يغلبني على ثلاث : أن آمره فيأخذ المال من غير حقه وإنفاقه في غير حقه ومنعه من حقه )[10]. ويقول الغزالي ( وقيل إن الشيطان يقول : كيف يغلبني ابن آدم وإذا رضي جئت حتى أكون في قلبه وإذا غضب طرت حتى أكون في رأسه )[11].

7 ـ ولقد أبرز الله تعالى الصورة الحقيقية لإبليس كعدو أبدي لابن آدم ووصفه بما يستحق من صفات ذميمة كالكفر والحسد والكبر والإضلال وغيرها .. وكأنما عز على  الصوفية أن تشوه صورة إبليس إلى هذا الحد ، فحاولوا القيام بعملية تجميل لوجه إبليس ، وأظهروه بمظهر النبي المصلح ، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ، يقول الغزالي ( روى صفوان بن سليم أن الشيطان تمثل بعبد الله بن حنظله فقال له : يا ابن حنظله أحفظ عني شيئاً أعلمك به : يا ابن حنظله لا تسال أحداً غير الله سؤال رغبة ، وانظر كيف تكون إذا غضبت فإني أملكك إذا غضبت )[12]. وبعض هذه النصائح المزعومة كانت تفضح وسائل إبليس في الإغواء رغبة في إتمام عملية التجميل والتحسين وأنه يحذر بني آدم من خطورته وإن لم يفعلوا بوصاياه الجميلة فهو مضطر لإغوائهم كأن يقول لبعض الأولياء – وقد سأله كيف تغلب ابن آدم – ( آخذه عند الغضب  وعند الهوى )[13]. أو كقوله في النص السابق ( .. وأنظر كيف تكون إذا غضب فإني أملكك إذا أغضبت )..

أخيرا

1 ـ ونحن إما أن نصدق هذه الصورة الجميلة التي رسمها الصوفية لإبليس لعنه الله وإما أن نؤمن بما أورده القرآن الكريم عن إبليس اللعين الرجيم الذي بلغ حقده على آدم وحواء وهما في محنتهما حين  أخرجهما من  الجنة أن كان يتشفى فيهما فينزع عنهما لباس الجنة ليريهما عوراتهما ..(يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ .. الأعراف27).

2 ـ.إن الله جل وعلا يقول :  (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير ..ِ فاطر6).. والتأمل في هذه الآية الكريمة فيه الرد على الأقاويل الصوفية السابقة.. وفيه الإشارة للعلاقة ببين الشيطان وأتباعه . ومراجعة المنامات الصوفية وما يزعمونه عن الهاتف والعلم اللدني والأحاديث المزيفة كلها تدخل في باب الوحي الشيطاني في التشريع وفي الغيوب .



[1]
 - إحياء جـ3/23

[2] -  إحياء جـ4/433

[3] - إحياء جـ/4 / 432

[4]- إحياء جـ3/25.

[5] - إحياء جـ3/34: 35 .

[6] - إحياء جـ3/34: 35.

[7] - إحياء جـ3/34: 35.

[8] - إحياء جـ4/432.

[9] -إحياء جـ2/266

[10] -إحياء جـ3/ 29.

[11] -إحياء جـ3/29.

[12] -إحياء جـ3/28

[13] - إحياء جـ3/28

اجمالي القراءات 1057


للمزيد يمكنك قراءةاساسيات اهل القران

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الثلاثاء 23 يوليو 2019

[91185]


أعانك الله جل و علا دكتور أحمد.



تكمن المشكلة في ( السماع ) ! الثقافة الدينية لدى المسلمين أتت من ( السماع ) فهم يسمعون و من أسف يصدقون دون أدنى تدبر و تفكر و نقد و هذا بسبب هجرهم للقرآن الكريم عاضد هذا ( الإكراه في الاستماع دون اعتراض !! بسبب الحديث المشهور في خطبة الجمعة : من قال صه فقد لغى !! لم يقتصر الأمر على الإكراه في الاستماع دون اعتراض بل الإكراه للمجئ للاستماع بالإكراه !! هنا تشكل في العقل ضرورة الاستماع دون نقاش أو اعتراض و مع تراكم الخطب و ما يقال فيها و أسلوبها ( الاستماع فقط ) سرى هذا الأسلوب حتى فيما يسمى بالدروس أو الجلسات التي تقام في المساجد و التي يقال فيها نفس الذي يقال في الخطب و من أجل ذلك نشأت مؤسسات ضخمة تنشر كل هذا الجهل و الخبل و الكفر و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . الأصل هو القرآن الكريم و سبحان الله تمر عليهم الآيات بينات و لكن : ( لا يبصرون ) لأن كمية – الهجص – غطى عقولهم.
الأسوأ هو طباعة هذا الهجص و نشره بصورة – شيطانية – لأن الشيطان يسكن و يتربع في التفاصيل و من ثم جعله منهج يدرس في تلك المؤسسات الضخمة و من المضحك المبكي أن يتم تقديم ( دراسات و بحوث ) تعتمد على هذا الهجص تؤيده و تشيد بأعمدته و تقدس مؤلفوه و بالتالي تكبر هذه الشخصيات في قلوبهم و عقولهم و لا يسمح بنقدها و تصبح جزء من الدين !! هنا تجد الشيطان ساكنا بعقد مفتوح!!
في حلقة من برنامج – لحظات قرآنية – تحدث الدكتور أحمد و هو مكسوف و كرر عبارات الاعتذار من قذارة – أبو حامد الغزالي – فيما كتب عن موضوع الطهارة و لأن الشيطان يكمن في التفاصيل فألف أحدهم رسالة دكتوراه في ( لا مؤاخذه حاجة ما تتقالش ! ).
كلها أديان ألفها أصحابها فأصبحوا مالكوها و من ذكاء الدكتور أحمد أن يختار موضوع التصوف في العصر المملوكي كرسالة الدكتوراه برغم حذف ثلثها لكن الاختيار كان ذكيا جدا عطفا على السطوة السنية و ضعف التشيع في المجتمع المصري .. أعانك الله جل و علا.
 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء 23 يوليو 2019

[91188]


شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:



الشيطان يمدُّ لأعوانه الضلال مدا . إذا كانوا أصحاب حرب وعُنف شرع لهم دينا دمويا كالسنة ( أُمرتُ أن أقاتل الناس .. ). وإذا كانوا يحبون الغناء والرقص والانحلال والكسل شرع لهم التصوف ( دين المزاج ). إذا كانت لديهم ثقافة دينية متأصلة كالفرس شرع لهم التشيع يعيد نفس العقائد الفارسية باسماء عربية وتلاعب بالآيات القرآنية. للشيطان دكان ( سوبر ماركت ) فيه كل ما يغرى الزبائن . وكما يقول المثل المصرى : اللى ما يشترى يتفرج

 

المصريون الذين إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا 

مقدمة :

1 ـ فى مصر نكتة شائعة تقول : إن 99% من الظلم يعيش فى مصر ، وأن الباقى 1% يتجول فى العالم ، وأنه شعر بالغربة فعاد الى موطنه الأصلى مصر . ومعروف أن الشيطان هو مصدر الظلم والشّر ، بالتالى طبقا لهذه المقولة فإن الشيطان وذريته من الشياطين مستقرون بمصر يجدون فيها عملا مستمرا لا يتوقف ولا ينقطع . ولكن هناك نكتة مصرية أخرى تقول : ( رؤى الشيطان فى مصر مهاجرا منها، فقيل له : " لماذا تترك مصر وطنك الحبيب ؟ . فقال : " زهقت منها ، المصريون نكّارون للجميل ، أظل أساعد المصرى فى جمع أمواله بالحرام حتى إذا صار ثريا قال : " هذا من فضل ربى " ، وينكر أننى صاحب الفضل عليه ).!

2 ـ مصر أكبر سجن فى العالم ، ومع ذلك ففى مطار القاهرة لافتة ضخمة تحمل الآية الكريمة : ( ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ ﴿٩٩﴾ يوسف ). هذا مع أن المستضعفين فى مصر ( 99 % من عدد السكان ) يقولون مقالة أصحاب الجحيم عن الجحيم : ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ المؤمنون) .

3 ـ للظلم فى مصر أساس دينى أسّسه الشيطان فيها من قديم الأزل . لذا يتشارك المصريون حتى الآن فى ظلم بعضهم البعض ، المؤظف المطحون فى أى مصلحة حكومية  يتفنّنن فى تعذيب الناس وهم يتكدسون فى طوابير أمامه يمارس سُلطته عليهم ، والموظف الحكومى فى أجهزة الأمن والسجون وغرف التعذيب يمارس وظيفة تعذيب الأبرياء بكل إخلاص ، والأقلية الحاكمة تتفنّن فى تعذيب الأغلبية بقرارات فوقية وتعقيدات بيروقراطية وأوامر بالإعتقال وبرفع الأسعار ،  مع ترسانة قوانين لا أول لها ولا آخر يمكن بها سجن أضعاف أضعاف المصريين بأى تهمة وبدون تهمة ، ثم تمديد قوانين الطوارىء . الأقلية تأمر والأغلبية تنفّذ. والظلم يغلف الحياة المصرية ، وهم مع ذلك أكثر الناس تدينا سطحيا ، تتكاثر طوابيرهم فى الصلوات فى الجمعة وغيرها ، وتتحول الى مظاهرات فى صلاة العيدين ، وتنتشر مظاهر التدين من الحجاب والنقاب واللحى والثياب والعبارات الدينية خصوصا تقديس إلاههم ( محمد ) ، والمساجد الشيطانية لا يزال عددها فى إزدياد ، إبتداء بمسجد عمرو بن العاص ، وليس آخرها مسجد الفتاح العليم .

4 ـ هذا الدين الفاسد الشيطانى الأرضى صناعة مصرية خالصة قديمة تليدة  ، نشير  سريعا للسمات العامة للدين الشيطانى المصرى المؤسس على الظلم ، ظلم الناس وظلم رب الناس   : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) ﴿١٣﴾ لقمان ) .

أولا :

 الدين الفرعونى : تحالف الدين الأرضى مع الفرعون  :

1 ـ وسوس الشيطان للمصريين القدماء من بداية إقامتهم فى مصر . بدأت الإقامة فى مصر حول النيل فى قرى متفرقة من حوالى 70 قرنا من الزمان . زعيم عصابة فى كل قرية أطمعه الشيطان فى تملك القرية بمعاونة رجل دين فى معبد ، ثم بدأ فى التحرش بالقرى الأخرى ، والأقوى يضم الى ملكيته القرى الأخرى وينشر تقديس آلهته ومعابدها ، ووصل الأمر الى تكوين دولتين إحداهما فى الجنوب والأخرى فى الدلتا . و من حوالى 3150 قبل الميلاد تمكن مينا نعرمر ( نارمر ) من توحيد القطرين، وبدأ بهذا تاريخ مصر الفرعونية المركزية الموحدة ، وإستمر حتى الآن .

2 ـ هى نفس الدولة الاستبدادية المركزية التى يتعانق فيها الكهنوت الدينى مع الاستبداد السياسى ، ويمتلك الفرعون المستبد ذلك الدين ( الشيطانى ) وبه يملك الأرض وما عليها ومن عليها .

3 ـ من مظاهر هذا الدين الفرعونى الشيطانى تأسيس المعابد الضخمة والفخمة . ومن عجب أن الحضارات القديمة الأخرى ذات آثار ( دنيوية ) من القصور والملاعب والمسارح ولكن الآثار المصرية الفرعونية هى معابد ومدافن ، لا تزال تحتفظ بمعظم رونقها مع مرور عشرات القرون ، وطبيعى لم يكن من أنشأها من عوام الناس بل الفراعنة ، واليهم تنتسب تلك المعابد دليلا على تعانق الاستبداد مع الكهنوت .

4 ـ  وهذا التحالف بين الفرعون والكهنة سمح بنوع من تقاسم السلطة بينهما ، وفى ضعف الفرعون يطمح الكهنة فى السلطة وعزل الفرعون ، وعندما يعلو نفوذ الفرعون يصبح هو الإله والكهنوت معا ، كما حدث من فرعون موسى .

5 ـ والعادة أن يدفع المصريون المستضعفون الثمن . كانوا ولا يزالون .

 ثانيا :

معرفة المصريين بالله جل وعلا مع عبادة الألهة والأولياء

1 ـ الشيطان يتلاعب بالبشر ، لا يستطيع إلغاء الفطرة ( لا إله إلا الله ) ولكنه يستطيع تغييرها لتكون عبادة الله وعبادة غيره معه ، وبهذا يكون الشيطان هو المعبود لدى المشركين بجانب رب العزة جل وعلا . فعل هذا الشيطان مع كل الأمم التى أرسل الله جل وعلا لها الأنبياء ، ولا شك أن الله جل وعلا أرسل لمصر القديمة رسلا قبل يوسف وموسى وهارون ، والقصص للأنبياء لم يذكر كل الأنبياء . وما جاء فى القصص القرآنى عن مصر يؤكد معرفة المصريين بالله جل وعلا مع تمسكهم بآلهتهم .

2 ـ فى قصة يوسف عليه السلام

 2 / 1 : كان يوسف عليه السلام رسولا للمصريين وقد بدأ دعوته في السجن ، وحين سأله رفيقاه إن يفسر لهما رؤياهما لم يبادر بالتفسير ، وإنما قدم نفسه وعقيدته لهما ثم أخذ يحاورهما في عبادة الأسماء ويدعوهما إلي عبادة الله الواحد الذي لا إله غيره : ( يوسف 36 ـ )، أى كانوا يعرفون الله جل وعلا ويعبدون معه آلهة أطلقوا عليها اسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان. ولا يزال هذا ساريا حتى الآن .وواصل يوسف دعوته حين أصبح له نفوذ وسلطان ولكن المصريين تمسكا منهم بآلهتهم ضاقوا به وأعرضوا عنه ، وفيما بعد كان مؤمن آل فرعون يذكر قومه بإعراضهم عن يوسف حين دعاهم لإخلاص دينهم لله وحده مع علمهم بأنه رسول الله اليهم : (غافر  34 )
 2 / 2 : كان يقولون اسم الله جل وعلا في الحديث العادي وخصوصا عند المفاجآت ، فالنسوة من الطبقة المثقفة كن يصحن عند الدهشة (حاش لله)(يوسف 31 ، 51)   

 2 / 3 : كانوا يعرفون الله والملائكة . والنسوة في عصر يوسف قلن حين رأينه " حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ " (يوسف 31 ) ،  

3 ـ  فى قصة موسى عليه السلام وفرعون :

3 / 1 : موسي حين بدأ دعوته ذكّرهم باسم الله الذي يوقرونه وأستحلفهم بالله ألا يرجموه  ( الدخان 18 ـ ) .أي كانوا يعرفون أن الله هو ربه و ربهم .
3 / 2  ـ وعلى نفس النسق من التذكير بالله والتخويف منه كان مؤمن آل فرعون يعظ قومه بما يعرفون وممن يخافون ويخشون :  ( غافر 28 ـ )

3 / 3 : أيقنوا بصدق دعوة موسي ولكنهم جحدوها إصرارا منهم على عقائدهم الثابتة منذ آلاف السنين (النمل 13 ).

3 / 4 : فرعون تندر علي موسي قائلا "فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ "( الزخرف 53 ). أي كانوا يعرفون الله والملائكة ، ولكنهم كانوا متمسكين بعبادة الآلهة الأخرى مع الله.

3 / 5 : وعندما اختبرهم الله جل وعلا بالمحن كانوا يفزعون إلي موسي ليطلب من الله أن يكشفها عنهم معترفين بقدرته جل وعلا (الأعراف 134 ـ )
3 / 6 : وعند الغرق تذكر فرعون فطرته فأعلن إسلامه فى الوقت الضائع :(يونس 90 ـ )  

4 ـ ما ذكره رب العزة عرفته الدراسات الحديثة فى علم المصريات . يقول أرمان في كتابه " ديانة مصر القديمة " ومما يبعث علي الدهشة أن المصريين كثيرا ما تحدثوا ـ علاوة علي آلهتهم المعنية ـ عن إله عام ويحدث ذلك في الأدب عندما يفكرون في تلك القوة التي تتحكم في مصائر الناس فمثلا يقولون . " ما يحدث هو أمر الله ، " صائد الطيور يسعى ويكافح ولكن الله لا يجعل النجاح من نصيبه " " ما تزرعه وما ينبت في الحقل هو عطية من عند الله "،" من أحبه الله وجبت عليه الطاعة"، " الله يعرف أهل السوء"،" إذا جاءتكم السعادة حق عليكم شكر الله،". ثم يقول "أرمان" :" وهناك فقرة وردت في كتاب قديم من كتب الحكمة تقول : إن الله خفي ولذلك وجب علي الناس تقديس صورته كبديل له "، ثم يعقب (أرمان) بقوله: " هؤلاء القوم الذين كان هذا هو شعورهم وحديثهم لم يكونوا بمنأى عن العقيدة الحقة ، ولو أنهم في الواقع تعلقوا أيضا بدينهم الموروث وبقوا عبادا أمناء لآلهتهم "

ثالثا :

وجود أقلية من المصريين المؤمنين بأنه لا إله إلا الله  

1 ـ في عصر يوسف عليه السلام : نرى  موفقا فريدا لامرأة العزيز وهى تقر بالذنب تائبة مستغفرة على أعين الناس وسط شهود من الأعداء والأصدقاء والشامتين ، وهو موقف إنساني قلّ أن يصدر من امرأة ذات مكانة في قومها وبكامل حريتها واختيارها ، إلا إذا كان ذلك دليلا على إيمان عميق يشع من خلال كلماتها (يوسف 51 : 53 ) .

2 ـ تطرف فرعون موسى فى الكفر قوبل بإيمان عميق بأنه لا إله الا الله . مثل :

2 / 1 : السحرة الذين سارعوا بالإيمان حين ألقى موسي عصاه فأكلت حياتهم. أعلنوا إيمانهم تحديا لفرعون ولم يأبهوا بالصلب وتقطيع الأطراف ( طه 70 : 73 ) . 

2 / 2 : الأمير الفرعونى الذي آمن ، ومن موقعه داخل قصر فرعون أخذ يدعو للتوحيد ويجادل قومه ويرد كيدهم عن موسي :  ( غافر 28  ـ ).

2 / 3 : وعلى سرير فرعون كانت زوجته موحدة مؤمنة مما يوحي بأن هناك في معقل الشرك المتطرف كان يوجد إيمان متمسك بالحق . وقد جعلها الله مثلا لكل المؤمنين ذكورا وإناثا :( التحريم 11).

2 / 4 ـ  ومن المرجح  وجود تيار سري من الإيمان وخلايا من المؤمنين ، داخل وخارج القصر الفرعوني، ومنه ربما كان تحرك ذلك الرجل الذي جاء من أقصي المدينة يسعى لينقذ موسي ويحذره . ( القصص 20 ).

2 / 5 : يوجد فى مصر الآن بعض أهل القرآن الذين يؤمنون بالله جل وعلا وحده ولا يقدسون بشرا ولا حجرا ، ولكنهم تحت الإضطهاد ..

أخيرا

فى كتابنا ( شخصية مصر بعد الفتح ) تعرضنا للدين الشيطانى المصرى السائد وكيف يقوم بتغيير وتمصير الدين الالهى ، فعل هذا مع رسالة موسى وبنى اسرائيل فى عهد موسى ثم رسالة عيسى والنصارى بعده، إذ وضع الدين المصرى بصماته عليها .  وعرضنا لتصدير الدين المصرى شرقا وغربا وشمالا الى اوربا ، وتأثيره فى المسيحية وفى العرب الجاهليين ، حتى أطلقوا إسم الدين المصرى ( جبت ) على مصر ، فأصبح سكان مصر ( جبت أو قبط ) وأطلقت أوربا على مصر إسم ( إيجبت ).  وذكر رب العزة تأثر اليهود فى عصر النبى محمد عليه السلام ب ( الجبت والطاغوت )( (52) النساء ) .وتأثرهم بالدين المصرى فى عبادة ( عزير ) ، وهو الإله المصرى ( أوزيريس ) وتسلل الينا فى خرافة ( عزرئيل ) ملك الموت ، وكيف أن رب العزة أرجع عبادة عزير عند اليهود وعبادة المسيح عند النصارى الى الذين كفروا من قبل ( التوبة 30 ) يعنى المصريين القدماء . ووصلت عبادة ( عزى ) ( إيزيس ) الى العرب باسم ( العُزّى ) مع الثالوث الشهير ، وكيف أنها اسماء سموها هم وآباؤهم ( النجم 19 : 23) مثلما قال يوسف للمصريين من قبل:(يوسف 39 ) . وكتبنا عن الإله المصرى المشهور ( آمون ) وكيف أصبح إسمه مذكورا لدى المحمديين والمسيحيين واليهود، ينطقونه فى صلواتهم وفى دعائهم قائلين : ( آمين ).ويدافع شيوخ الشيطان عن عذاب القبر ونزول المسيح والمسيح الدجال والمهدى المنتظر وهم لا يعلمون أن اصولها فرعونية . وقلت فى أحد كتبى عام 1984 أن الشيطان يحمل الجنسية المصرية . ولهذا أسميه ( شوشو ). هل عندكم مانع ؟

2 ـ فى عصرنا الحالى وفدت الوهابية السنية المتعصبة من ( نجد ) فى الجزيرة العربية الى مصر فقام الإخوان ( المصريون ) بنشرها فى مصر وحول العالم ، وأضافوا اليها مهارة التلون والنفاق وسياسة الوجهين . بالمال السعودى والجهد المصرى إنتشرت الوهابية تنشر الارهاب الدموى فى العالم ، ولم تنجُ منه مصر . والفرعون العسكرى يستغل الوهابية لصالحه ، ينشرها عبر شيوخه فى الاعلام والتعليم والأزهر ، بينما يواجه نشطاءها بالقتل والسجن والتعذيب . والصراع محتدم بين الفرعون والطامحين للسلطة من الوهابيين ، والمصريون المستضعفون ضحايا لإرهاب الوهابية وإرهاب العسكر .

3 ـ ويتعذر الاصلاح فى مصر، لإن الاصلاح فيها لا بد أن يأتى من الفرعون الحاكم . فهل يمكن وجود ( فرعون مصلح )؟

4 ـ ولهذا يظل الظلم سائدا فى مصر ويظل المصريون ( يتظالمون ) فيما بينهم  وهم يتزاحمون فى المساجد .

5 ـ  وتظل مصر الوطن المفضل للشيطان . يكفى أن فيها ملايين المساجد والكنائس والمعابد ، ولا يوجد فيها مسجد يُذكر فيها إسم الله جل وعلا وحده ...

6 ــ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلىّ العظيم .!!

 

 

 

الباب الثانى شياطين الإنس من المحمديين رُسُل الوحى الشيطانى

 

الفصل الأول

الأفّاكون : شياطين الإنس رُسُل الوحى الشيطانى  

أولا : من هم أعداء النبى محمد عليه السلام ؟

1 ـ كل نبى كان يتمنى أن يؤمن جميع قومه ، يأتى الشيطان بوحيه فلا تتحقق أمنية النبى . يسمح الله جل وعلا بتدوين ونسخ وكتابة الوحى الشيطانى ليكون إختبارا للناس ، وهم أحرار بين الايمان بالحق الالهى أو الوحى الشيطانى . قال جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾ الحج ) يؤمن الكافرون بالوحى الشيطانى فهم من البداية قاسية قلوبهم وظالمون فى سلوكهم . قال جل وعلا : (  لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿ ٥٣﴾ الحج ) أما الذين يختارون الإيمان فيزدادون بالوحى الالهى هدى وإخباتا وتقوى . قال جل وعلا : ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٤﴾ الحج ).

2 ـ هذا الوحى الشيطانى أنزله الشيطان على رسله من شياطين الإنس والجن ، وهم بطبيعة الحال أعداء للأنبياء . وفى خاتمة الكتب الالهية نزل القرآن الكريم بالوحى الالهى ، وكان فى إنتظاره الشيطان بأوليائه ورسله فتتابع الوحى الشيطانى يلقيه الشيطان على رسله الذين هم أعداء لخاتم النبيين مثلما كان قبلهم من شياطين الانس والجن أعداء للأنبياء السابقين . قال جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾  وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا) ﴿١١٤﴾ الانعام  ) . نلاحظ الأتى :

2 / 1 : هى قاعدة : أن لكل نبى عدوا نقيضا. للنبى وحى وعدوه من شياطين الانس يزعم له أيضا وحيا . والعداء هنا أساسه فى أن شياطين الانس ينسبون وحيهم ليس للشيطان التابعين له بل للنبى نفسه أو لرب العزة جلوعلا ، أى يجعلون الوحى الشيطانى وحيا إلاهيا بالإفتراء والإفك . ثم يملأونه بما يناقض دين الله جل وعلا . يسرى هذا على ما كتبه أئمة الأديان الأرضية للمحمديين ، بدءا من مالك والشافعى وابن حنبل والبخارى ومسلم الى الغزالى والكلينى وغيرهم .

2 / 2 : ولهذا الوحى الشيطانى أتباع يصغون اليه ويرضونه وعلى أساسه يقترفون المعاصى مؤمنين بدخولهم الجنة مهما فسقوا . وهؤلاء الأتباع يجعلون أئمتهم آلهة ، والويل لمن يناقش أو ينتقد آلهتهم .

2 / 3 : التعبير بالمضارع عن الوحى الشيطانى . الوحى الالهى أصبح ماضيا إذ انتهى بإكتمال القرآن الكريم نزولا وموت خاتم النبيين  ، ولكن الوحى الشيطانى مستمر وانصاره مستمرون . ففى الايات الكريمة نقرأ صيغة المضارع : ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ) (يَفْتَرُونَ ) (وَلِتَصْغَىٰ ) ِ (وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ). وفى آية اخرى من نفس السورة يأتى التعبير بالمضارع فى قوله جل وعلا عن جهد شياطين الإنس فى حرب دين الله بالجدال : ( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴿الأنعام: ١٢١﴾. هنا اسلوب التأكيد ب ( إنّ ) وشدة التحذير من مجاراتهم : ( وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ  ) .

2 / 4 : الإحتكام فى هذا الوحى الشيطانى هو لله جل وعلا فى كتابه الكريم . قال جل وعلا : ( أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا) ﴿١١٤﴾. ونلاحظ هنا :

2 / 4 / 1 : اسلوب القصر فى ( أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا ) أى لا إحتكام إلا لرب العزة جل وعلا فى كتابه الكريم .

2 / 4 / 2 : الخطاب لم يأت فيه ( قُل ) . أى جاء مباشرا لنا .

2 / 4 / 3 : رقم الآية هو 114 . وهو عدد سور القرآن الكريم 114 .

2 / 4 / 4 : يؤكد هذا وصف القرآن الكريم بالفرقان وبالميزان .

2 / 4 / 5 : وقوله جل وعلا : (  وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾ الشورى ). وهذا هو منهجنا ، وتلك هى محنتنا مع اتباع البحارى والكلينى والغزالى .!

ثانيا : الشيطان لا يغيّر أساليبه

1 ـ تتطابق أقاويل وأفاعيل ومعتقدات أتباع الشيطان لأن الوحى الشيطانى واحد مهما إختلفت الألسنة . ولهذا يأتى التعبير عنهم جميعا بصفات واحدة من الكفر والشرك والإجرام والفسق والعدوان والإسراف..الخ . والمعنى : أن الشيطان كما أضلّ السابقين سيضلُّ     اللاحقين ، وأن الوحى الشيطانى مستمر بعد إكتمال القرآن الكريم نزولا . ولأن الله جل وعلا قد تكفّل بحفظ القرآن فإن شياطين الإنس لن يستطيعوا النيل من نصوص القرآن . ولولا ذلك لقاموا بإلغاء كل الآيات القرآنية التى تنفى شفاعة وتأليه البشر والتى تدعو الى السلام وحرية الدين ولوضعوا مكانها أحاديثهم التى ملأوا بها أسفارهم المقدسة عندهم .

2 ـ بل تتطابق أحاديث الشيطان التى أذاعها رُسُله قبل نزول القرآن مع تلك التى أذاعوها بعد نزول القرآن . وهذا موضوع شرحه يطول . نكتفى منه بأحاديث الشيطان فى الخروج من النار التى أذاعها رسل الشيطان من أهل الكتاب. وقد ردّ عليها رب العزة جل وعلا مرتين :

2 / 1 : ( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّـهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّـهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿ ٨٠﴾ بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴿٨١﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٨٢﴾ البقرة )

2 / 2 : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤﴾ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٢٥﴾ ) آل عمران ) . ثم جاء البخارى بعدها يضع أحاديث فى الخروج من النار بالشفاعات . ورددنا على البخارى بكتاب صغير عام 1987 ( المسلم العاصى : هل سيخرج من النار ليدخل الجنة ) وصودر الكتاب ودخلنا بسببه السجن ، وهوجمنا بضراوة فى الصحافة المصرية .

3 ـ شياطين الإنس أعداء النبى محمد عليه السلام أكثر عددا من أمثالهم ، أعداء الأنبياء السابقين، فالقرآن الكريم نزل رحمة للعالمين الى قيام الساعة ( الأنبياء 107 ) ولا بد لأعداء خاتم النبيين فى كل زمان ومكان أن يبذلوا وسعهم فى تشويه دين الاسلام . وقد نجحوا فى ذلك . أليس كذلك ؟

4 ـ لا يغير الشيطان أساليبه ، ويظل يخدع الناس بنفس الطريقة عن طريق وحيه المفترى والذى يقوم بتغييب القرآن الكريم وإتخاذه مهجورا . ويوم القيامة سيتبرأ خاتم النبيين . قال جل وعلا : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١﴾ الفرقان ). هم أنفسهم أعداء الأنبياء المجرمون . هم آلهة الأديان الأرضية من البخارى وأمثاله . ألا يكفى أن بعضهم ترتعد أوصاله إذا إنتقدنا البخارى ؟!!

ثالثا : الله جل وعلا يصف رسل الشيطان ب ( الأفّاكين ).

1 ـ فى مقارنة بين الوحى الالهى والوحى الشيطانى قال جل وعلا عن القرآن الكريم : ( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥﴾الشعراء ) . ثم قال  جل وعلا عن الفرق بينه وبين الوحى الشيطانى : ( وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١﴾ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴿٢١٢﴾ الشعراء ). ثم قال جل وعلا عن الوحى الشيطانى ورُسُله : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ الشعراء ). هنا نلاحظ :

1 / 1 : وصفهم أنهم أفّاكون آثمون ، وهى صيغ مبالغة . لم يقل ( آفك ) بل ( أفّاك )، ولم يقل ( آثم ) بل ( أثيم ) .

1 / 2 ـ التعبير بالمضارع الذى يفيد الاستمرار ( تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ يُلْقُونَ السَّمْعَ ) .

2 ـ يأتى ( الإفك ) بمعنى :

2 / 1 : الاتهام الكاذب . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ) 11 )( لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿١٢﴾النور )

2 / 2 : السحر ( الخداع ) : سحرة فرعون خدعوا الناظرين . قال جل وعلا عنهم : (  ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ﴿١١٦﴾ بعدها جاء وصف سحرهم بالإفك : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴿١١٧﴾ الاعراف ).

2 / 3 : الشيطان يزين لأوليائه الباطل حقا والحق إفكا . والكافرون يتهمون القرآن بالإفك:

2 / 3 / 1 : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ﴿الفرقان: ٤﴾

2 / 3 / 2 : (  وَقَالُوا مَا هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى ) ﴿سبإ: ٤٣﴾

2 / 3 / 3 : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴿الأحقاف: ١١﴾

2 / 3 / 4 : (  قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا ) ﴿الأحقاف: ٢٢﴾

3 ـ هذا بينما هم أصحاب الإفك . تكرر هذا فى قوله جل وعلا :

3 / 1 : (   أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ﴿١٥١﴾ وَلَدَ اللَّـهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٥٢﴾ الصافات )

3 / 2 : (  إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ) ﴿العنكبوت: ١٧﴾ 

3 / 3 : ( فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَٰلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿الأحقاف: ٢٨﴾ .

3 / 4 : ( إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ ﴿٨﴾ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ﴿٩﴾ الذاريات ) أى يُصرفون عن الحق ، أو يتم خداع الكافرين بإبعادهم عن القرآن الكريم.

رابعا : ( الأفاكون ) رسل الشيطان :

1 ـ نسترجع قوله جل وعلا لنا فى خطاب مباشر:(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ الشعراء )

2 ـ وجاء هذا وصفا لمن يرفض القرآن الكريم وحده حديثا ، أى يؤمن بحديث آخر مع القرآن الكريم . قال جل وعلا : (  تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴿٦﴾ الجاثية ) بعدها قال جل وعلا يتوعد الأفّاكين الآثمين :( وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ الجاثية ) إذا أسمعته القرآن ردا عليه فيرفض مستكبرا كأنه لم يسمع . عندها عليك أن تبشره بعذاب أليم . قال جل وعلا بعدها : ( يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ الجاثية ) . أينما توجهت فستجد الأفاكين الآثمين من عبدة البخارى وغيره . تراهم على الانترنت وفى اجهزة الراديو والتليفزيون . ذباب لا يرحم ولا يتعب ولا يكلّ ولا يملّ ، شأن إلاههم الشيطان.

خامسا : ماذا يعنى تكرار قوله جل وعلا : ( أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ) ؟

أى الى متى يظلون ضحية الإفك والخداع ؟!!

1 ـ قال جل وعلا عن أهل الكتاب :

1 / 1 : (  مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿المائدة: ٧٥﴾

1 / 2 :  (  وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّـهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّـهِ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿التوبة: ٣٠﴾

 2 ـ عن المنافقين : (   وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿المنافقون: ٤﴾

3 ـ خدعهم الشيطان فجعلهم يعبدون المخلوقات يرفعونها الى جانب الخالق جل وعلا . فإلى متى يظلون مخدوعين ؟ الى متى يؤفكون ؟ جاء هذا المعنى فى قوله جل وعلا :

3 / 1 : (  ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿٦٢﴾كَذَٰلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٦٣﴾ ﴿غافر )

3 / 2 : (  إِنَّ اللَّـهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿الأنعام: ٩٥﴾

 4 ـ جاء هذا فى سياق أسئلة للذين خدعهم الشيطان .

4 / 1 : يؤمنون ان الذى خلقهم هو الله جل وعلا فإلى متى يظل الشيطان يخدعهم : (   وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿الزخرف: ٨٧﴾

4 / 2 : آلهتهم المخلوقة لا تخلق شيئا فإلى متى يظلون مخدوعين ؟ الى متى يؤفكون ؟: (   قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّـهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿يونس: ٣٤﴾

4 / 3 : لا خالق لهم إلا الله ، ولا رازق لهم غيره ،  وبالتالى لا إله لهم إلا الله . فإلى متى يظلون مخدوعين ؟ الى متى يؤفكون ؟ (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّـهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿فاطر: ٣﴾

4 / 4 : لا خالق للسماوات والأرض غيره،فإلى متى يظلون مخدوعين ؟ الى متى يؤفكون ؟ (  وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿العنكبوت: ٦١﴾ .

5 ـ  عند البعث يحسبون أنهم ما لبثوا غير ساعة . قال جل وعلا : (  وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ﴿الروم: ٥٥﴾ الروم ). تدبر قوله جل وعلا عنهم يوم قيام الساعة :  ( كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ). بهذا الإفك عاشوا مخدوعين وماتوا مخدوعين ثم سيستيقظون فى البعث مخدوعين .!

6 ـ هذا نجاح هائل لرسل الشيطان أعداء الاسلام .

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   السبت 10 اغسطس 2019

[91246]


خطأ مطبعى



فى الفقرة 5 من خامسا سقط حرف النفى (ما) من ما لبثوا


 


فى الفقرة1/2 من أولا وفى السطر الثالث جاءت كلمة (يملأونه ) بدلا من  يملئونه


 


ملاحظة مجيء آية أفغير الله أبتغى حكما بدون فعل الأمر قل ملاحظة رائعة ،وكذلك كون رقم الآية هو 114

 


 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   السبت 10 اغسطس 2019

[91247]


شكرا د مصطفى ، وتم إصلاح الخطأ



وكل عام وانتم بخير

 

 

 

 

 

 

الفصل الثانى

أبو حامد الغزالى ( 450 : 505 ) أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 1 من 2 )

مقدمة

1 ـ لا وحى فى دين الاسلام بعد القرآن الكريم . بإكتمال القرآن الكريم نزولا وموت خاتم النبيين ( عليهم السلام ) فإن أى قول منسوب للنبى أو لرب العزة جل وعلا يكون وحيا شيطانيا . ومن يؤمن به يكون من أولياء الشيطان .

2 ـ من المضحك الى درجة الصراخ تلاعب الشيطان بأئمة المحمديين الذين كتبوا فى الوعظ وفى التحذير من كيد الشيطان . كتبوا يحذّرون من الشيطان وهم لا يعرفون أنهم فى جيب الشيطان أو فى ( مؤخرة الشيطان ).!.

3 ـ كتب الغزالى ( إحياء علوم الدين ) فى الوعظ ، وكتب أبو الفرج أبن الجوزى ( تلبيس إبليس ) وكتب ابن القيم الجوزية ( إغاثة اللهفان إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان )، وسار على طريقهم الشعرانى الصوفى ت 973 فى رسائل له كثيرة . هؤلاء قاموا بالتحذير من الشيطان وهم يؤسسون كتاباتهم على الوحى الشيطانى والأحاديث الشيطانية .

4 ـ على أن الأسفار المقدسة فى الدين السنى والشيعى والصوفى مبنية على الوحى الشيطانى ، لا يكاد تخلو صفحة من حديث شيطانى منسوب للنبى أو لرب العزة . ولكل منها طريقته فى الإفتراء . الطريقة السنية والشيعية هى ( الإسناد ) ، أى أخبرنا فلان عن فلان عن فلان ..حتى النبى . تحرر الصوفية من هذا الاسناد وما يستلزمه من الشجار حول مدى توثيق الرواة . عقيدة التصوف تتركز فى ( الحلول والاتحاد ) وزوال الفارق بين الخالق والمخلوق والعلم اللدنى الذى يفيض من رب العزة على ( العارف / الولى الصوفى المؤلّه ) ، ومن هذه العقيدة الصوفية ( الأشد ضلالا ) تنوعت طرق  الإفتراء عند الصوفية فى الوحى الشيطانى . يزعم أحدهم ( حدثنى قلبى عن ربى ) أو ( قيل لى ) أى بالوحى الالهى ، و ( الهاتف ) و ( أوحى الله لبعض الصالحين ) أو رؤية الرسول فى المنام أو رؤية رب العزة فى المنام .

5 ـ الأغلبية الساحقة من المحمديين ينتمون الى دين مزيج من السُنّة والتصوف ، هو ( التصوف السنى ) ـ والذى يجمع عندهم بين (الحقيقة ) أى الاعتقاد فى الأولياء والقبور المقدسة وبين ( الشريعة ) اى العمل بالشريعة السنية فى التعامل بين الناس . تخفف ( التصوف السنى ) من تطرف الدين السنى ومن تطرف الشطح الصوفى .. وضع أبو حاد الغزالى الأسس الفكرية للتصوف السنى فى أهم كتبه ( إحياء علوم الدين ) وإن كانت مؤلفاته فى ترجيح دين التصوف وتسويغه على حساب الدين السنى . ثم قام صلاح الدين الأيوبى ( المتوفى عام 589 ) بتطبيق هذا سياسيا فى حربه التشيع ، وهو الذى أسقط الخلافة الفاطمية ، ثم ساد دين التصوف السنى فى الدولتين المملوكية والعثمانية مواجها لدين التشيع ، ثم ظهرت مؤخرا الوهابية أشد مذاهب الدين السنى تطرفا ودموية وتزمتا وتخلفا ، فإنتشرت فى ظروف ملائمة محليا وإقليميا وعالميا و ( بتروليا ) وأصبحت تحتكر لنفسها إسم الاسلام وتحتكر لنفسه تشويه الاسلام .! بالوهابية وتأثيرها توارى دين التصوف السنى مع أنه يدين به الأغلبية الساحقة من المحمديين فى جنوب شرق آسيا وغيرها ، ولكنهم أغلبية صامتة مسالمة لا يأبه بها الإعلام ولا التاريخ الذى ينام دائما فى أحضان صانعيه . لذلك توارت شهرة الغزالى التى سادت فى العصور الوسطى

6 ـ بإعتباره مؤسس دين التصوف السنى بأحاديثه الشيطانية فقد إحتل الغزالى وكتابه ( الإحياء ) مكانة مقدسة فى أواخر العصر العباسى واستمرت الى عهد قريب .

6 / 1 :، قد أطلقوا علي الغزالى ألقابا شتى : ( حجّة الإسلام  ) أى كأن الاسلام ظل بلا حُجّة حتى مولد الغزالى عام 450 . وهذا كفر بحقيقة أن ( الحُجّة ) فى الدين لا تكون إلّا لرب العالمين .قال جل وعلا : ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴿الأنعام: ٨٣﴾ ( قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿الأنعام: ١٤٩﴾، وأطلقوا عليه ألقابا أخرى منها ( زين الدين، ومحجّة الدين، والعالم الأوحد، ومفتي الأمّة، وبركة الأنام، وإمام أئمة الدين، وشرف الأئمة.).

6 / 2 : وتربّع (إحياء علوم الدين ) فى مرتبة عليا من التقديس فى العصور الوسطى ، إذ دارت عليه الشروح والحواشى ومنها (  تعريف الأحياء بفضائل الإحياء) . قال الإمام النووى ( شيخ الشافعية المتوفى عام 676 ) عن ( إحياء علوم الدين ) : ( كاد الإحياء أن يكون قرآنا ). وأذاع هذا القول فى تسجيل صوتى شيخ الأزهر د عبد الحليم محمود ، وكان صوفيا عريقا لاقينا منه المتاعب عامى 1977 : 1978  بسبب بحثنا  الدكتوراة فى رسالة ( اثر التصوف فى مصر فى العصر المملوكى ) .

7 ـ لم يكتف الغزالى بإصطناع أحاديث ينسبها للنبى مثل أئمة الدين السنى . و( العراقى  ) الذى قام بتخريج أحاديث البخارى أكّد فى معظمها أنه ( لا أصل لها ) ، وهى عبارة مهذبة تفيد أن تلك الأحاديث لم يذكرها أحد قبل الغزالى ، أى إنه هو الذى صنعها . بالإضافة للأحاديث فقد إفترى الغزالى كافة وسائل الوحى الشيطانى الصوفى .

8 ـ وقد عرضنا للغزالى و ( إحياء علوم الدين ) فى مؤلفات متخصصة منشورة هنا. على أن هناك ناحية تستلزم بحثا متعمقا عن الوحى الشيطانى فى ( إحياء علوم الدين ) ، وليس لدينا الوقت أو الجهد للقيام بهذا الآن ، ولكن نكتفى هنا بإعطاء عينات عشوائية عنها لتكون فاتحة شهية وتمهيدا لمن يبحث هذا الموضوع بحثا علميا ومن وجهة نظر قرآنية .

أولا :

أحاديث وحى شيطانى فى الغيبيات ينسبها الغزالى الى النبى محمد ظلما وزورا بدون إسناد مكتمل

1 ـ ( وروى أبو الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أوحى الله عز وجل إلى بعض الأنبياء قل للذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون للناس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر إياي يخادعون وبي يستهزئون لأفتحن لهم فتنة تذر الحليم حيراناً). لا يذكر الإسناد لأنه الذى إخترع الحديث . وفيه يقول الغزالى على عادته ( أوحى الله الى بعض الأنبياء ) دون تحديد لهذا النبى .  هنا يهاجم الغزالى رفاقه الفقهاء بهذا الافتراء .

2 ـ ( وروى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( علماء هذه الأمة رجلان : رجل آتاه الله علما فبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتر به ثمنا فذلك يصلي عليه طير السماء وحيتان الماء ودواب الأرض والكرام الكاتبون يقدم على الله عز وجل يوم القيامة سيدا شريفا حتى يوافق المرسلين . ورجل آتاه الله علما في الدنيا فضن به على عباد الله وأخذ عليه طمعا واشترى به ثمنا فذلك يأتي يوم القيامة ملجما بلجام من نار ينادي مناد على رؤوس الخلائق : هذا فلان بن فلان آتاه الله علما في الدنيا فضن به على عباده وأخذ به طمعا واشترى به ثمنا فيعذب حتى يفرغ من حساب الناس). هنا يهاجم الغزالى رفاقه الفقهاء بهذا الإفتراء .

3 ـ وروي أنه قيل: يا رسول الله أي الأعمال أفضل، قال: (( اجتناب المحارم ولا يزال فوك رطبا من ذكر الله تعالى)) قيل: فأي الأصحاب خير قال صلى الله عليه وسلم: ((صاحب إن ذكرت الله أعانك وإن نسيته ذكرك)) قيل: فأي الأصحاب شر، قال صلى الله عليه وسلم: ((صاحب إن نسيت لم يذكرك وإن ذكرت لم يعنك)) قيل: فأي الناس أعلم، قال: (( أشدهم لله خشية)) قيل: فأخبرنا بخيارنا نجالسهم، قال صلى الله عليه وسلم: ((الذين إذا رؤوا ذكر الله قيل فأي الناس شر قال اللهم غفرا)) قالوا: أخبرنا يا رسول الله، قال: (( العلماء إذا فسدوا )). حديث: (( قيل يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال اجتناب المحارم ولا يزال فوك رطبا من ذكر الله... ). وقال صلى الله عليه وسلم: (( إن أكثر الناس أمانا يوم القيامة أكثرهم فكرا في الدنيا وأكثر الناس ضحكا في الآخرة أكثرهم بكاء في الدنيا وأشد الناس فرحا في الآخرة أطولهم حزنا في الدنيا).

3 ـ ( قال صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل قد وعد هذا البيت أن يحجه كل سنة ستمائة ألف فإن نقصوا أكملهم الله عز وجل من الملائكة ) 

4 ـ ( قال صلى الله عليه وسلم إن القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا .).

ثانيا :

أحاديث وحى شيطانى فى الغيبيات ينسبها الغزالى الى الأنبياء السابقين والى رب العزة جل وعلا ، وبدون إسناد :

آدم :

( قالت عائشة رضي الله عنها : " لما أراد الله عز وجل أن يتوب على آدم صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت سبعا وهو يومئذ ليس بمبنى ربوة حمراء ثم قام فصلى ركعتين ، ثم قال : اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبته علي والرضا بما قسمته لي يا ذا الجلال والإكرام . " فأوحى الله عز وجل إليه : " إني قد غفرت لك ولم يأتني أحد من ذريتك فيدعوني بمثل الذي دعوتني به إلا غفرت له وكشفت غمومه وهمومه ونزعت الفقر من بين عينيه واتجرت له من وراء كل تاجر وجاءته الدنيا وهي راغمة وإن كان لا يريدها"). من أخبر عائشة بهذا ؟ وهل كانت هناك ؟

يعقوب :

( وقيل إن يعقوب صلى الله عليه وسلم إنما قال سوف أستغفر لكم ربي ليدعو في وقت السحر فقيل إنه قام في وقت السحر يدعو وأولاده يؤمنون خلفه فأوحى الله عز وجل :  إني قد غفرت لهم وجعلتهم أنبياء". ) هل كل اولاد يعقوب الإثناعشر أنبياء ؟

موسى :

1 ـ ( روي أن رجلا كان يخدم موسى عليه السلام فجعل يقول : حدثني موسى صفي الله حدثني موسى نجي الله ،حدثني موسى كليم الله حتى أثرى وكثر ماله ، ففقده موسى عليه السلام ، فجعل يسأل عنه ولا يحس له خبرا ، حتى جاءه رجل ذات يوم وفي يده خنزير وفي عنقه حبل أسود ، فقال له موسى عليه السلام : أتعرف فلانا ؟ قال:  نعم . قال : هو هذا الخنزير. فقال موسى : يا رب أسألك أن ترده إلى حاله حتى أسأله بم أصابه هذا . فأوحى الله عز وجل إليه : لو دعوتني بالذي دعاني به آدم فمن دونه ما أجبتك فيه ولكن أخبرك لم صنعت هذا به لأنه كان يطلب الدنيا بالدين. ) . هنا يهاجم الغزالى رفاقه الفقهاء بهذا الافتراء .

2  ـ ( وقد روي أن الله سبحانه أوحى إلى موسى عليه السلام يا موسى إذا ذكرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك وكن عند ذكري خاشعا مطمئنا وإذا ذكرتني فاجعل لسانك من وراء قلبك وإذا قمت بين يدي فقم قيام العبد الذليل وناجني بقلب وجل ولسان صادق )

3 ـ ( وروي أن الله تعالى أوحى إليه : "قل لعصاة أمتك لا يذكروني فإني آليت على نفسي أن من ذكرني ذكرته فإذا ذكروني ذكرتهم باللعنة. " )

4 ـ ( وقال أحمد بن أبي الحواري كنت مع أبي سليمان الداراني رضي الله عنه حين أراد الإحرام فلم يلب حتى سرنا ميلا فأخذته الغشية ثم أفاق ، وقال  : " يا أحمد إن الله سبحانه أوحى إلى موسى عليه السلام : " مر ظلمة بني إسرائيل أن يقلوا من ذكري فإني أذكر من ذكرني منهم باللعنة . " )

5 ـ ( أصاب الناس قحط شديد على عهد موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج موسى ببني إسرائيل يستسقى بهم فلم يسقوا،  حتى خرج ثلاث مرات ، ولم يسقوا . فأوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام : " إني لا أستجيب لك ولا لمن معك وفيكم نمام" .  فقال موسى : " يا رب ومن هو حتى نخرجه من بيننا ؟ " فأوحى الله عز وجل إليه : " يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نماما ؟ " ) 

6 ـ ( وقال موسى عليه السلام : " يا رب احبس عني ألسنة الناس " . فقال : " يا موسى هذا شيء لم أصطفه نفسي فكيف أفعله بك ؟ ). تعرض الصوفية الى الانكار عليهم فكانت حجتهم إن المشركين كانوا ينسبون لله الولد ويؤذونه . فى هذا السياق صاغ الغزالى هذا الإفتراء .

7 ـ ( وروي أن موسى عليه السلام قص في بني إسرائيل فمزق واحد منهم ثوبه أو قميصه فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام قل له مزق لي قلبك ولا تمزق ثوبك . ). هذا فى تشريع السماع ( أو الغناء الدينى ) وما كان يحدث فيه من جذب يصل الى تمزيق الثياب .

داود

1 ـ ( وقال داود صلى الله عليه وسلم : " إلهي إني أحب أن أتعبد لك فأي وقت أفضل . " فأوحى الله تعالى إليه  : " يا داود لا تقم أول الليل ولا آخره فإن من قام أوله نام آخره ومن قام آخره لم يقم أوله ، ولكن قم وسط الليل حتى تخلو بي وأخلو بك وارفع إلى جوائجك. ") .

2 ـ (  ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال قال داود عليه السلام في مناجاته : إلهي من يسكن بيتك وممن تتقبل الصلاة  ؟ فأوحى الله إليه : يا داود إنما يسكن بيتي وأقبل الصلاة منه من تواضع لعظمتي وقطع نهاره بذكري وكف نفسه عن الشهوات من أجلي يطعم الجائع ويؤوى الغريب ويرحم المصاب فذلك الذي يضيء نوره في السموات كالشمس إن دعاني لبيته وإن سألني أعطيته أجعل له في الجهل حلما وفي الغفلة ذكرا وفي الظلمة نورا وإنما مثله في الناس كالفردوس في أعلى الجنان لا نيبس أنهارها ولا تتغير ثمارها ) . هذا كلام مزخرف ينطبق عليه قوله جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ ) ﴿١١٢﴾ الانعام )

سليمان

( خرج سليمان عليه السلام يستسقى، فمرّ بنملة ملقاة على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول : " اللهم إنا خلق من خلقك ولا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب غيرنا . " فقال سليمان عليه السلام  : " ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم. )

يحيى

( شبع يحيى بن زكريا عليهما السلام من خبز شعير ، فنام عن ورده حتى أصبح  ، فأوحى الله تعالى إليه : " يا يحيى أوجدت دارا خيرا لك من داري أم وجدت جوارا خيرا لك من جواري؟ فوعزتي وجلالي يا يحيى لو اطلعت إلى الفردوس اطلاعة لذاب شحمك ولزهقت نفسك اشتياقا ولو اطلعت إلى جهنم اطلاعة لذاب شحمك ولبكيت الصديد بعد الدموع ولبست الجلد بعد المسوح.." )

أنبياء بلا أسماء :

1 ـ (  .. شكا نبي من الأنبياء من امرأة ظالمة مستولية على الخلق فأوحى الله إليه: " فر من قدامها حتى تنقضي أيامها ")

2 ـ ( قحط الناس في زمن ملك من ملوك بني إسرائيل فاستسقوا ، فقال الملك لبني إسرائيل : ليرسلن الله تعالى علينا السماء أو لنؤذينه" .  قيل له: " وكيف تقدر أن تؤذيه وهو في السماء ؟ " فقال : " أقتل أولياءه وأهل طاعته فيكون ذلك أذى له. "  فأرسل الله تعالى عليهم السماء ..). هنا إجتراء هائل على الرحمن جل وعلا.

3 ـ ( ,, بلغني أن بني إسرائيل قحطوا سبع سنين حتى أكلوا الميتة من المزابل وأكلوا الأطفال وكانوا كذلك يخرجون إلى الجبال يبكون ويتضرعون ، فأوحى الله عز وجل إلى أنبيائهم عليهم السلام : " لو مشيتم إلي بأقدامكم حتى تحفى ركبكم وتبلغ أيديكم عنان السماء وتكل ألسنتكم عن الدعاء فإني لا أجيب لكم داعيا ولا أرحم لكم باكيا حتى تردوا المظالم إلى أهلها . " ففعلوا فمطروا من يومهم . ). الغزالى بهذا الإفتراء يهاجم عصره .

4 ـ ( أصاب الناس في بني إسرائيل قحط فخرجوا مرارا ، فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم : " أن أخبرهم أنكم تخرجون إلى بأبدان نجسة وترفعون إلي أكفا قد سفكتم بها الدماء وملأتم بطونكم من الحرام . الآن قد اشتد غضبي عليكم ولن تزدادوا مني إلا بعدا . " ). الغزالى بهذا الإفك يهاجم عصره .

5 ـ ( ويروى في الإسرائيليات: أن حكيما صنف ثلثمائة وستين مصنفا في الحكمة حتى وصف بالحكيم فأوحى الله تعالى إلى نبيهم  : " قل لفلان قد ملأت الأرض نفاقا ولم تردني من ذلك بشيء وإني لا أقبل من نفاقك شيئا . " فندم الرجل وترك ذلك وخالط العامة في الأسواق وواكل بني إسرائيل وتواضع في نفسه فأوحى الله تعالى إلى نبيهم : قل له الآن وفقت لرضاي.). الغزالى بهذا يهاجم فقهاء عصره .

 

أبو حامد الغزالى ( 450 : 505 ) أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 2  )

 ثالثا : أحاديث وحى شيطانى فى الغيبيات ينسبها الغزالى الى أُناس موتى لم يلقهم ولا يعرفونه :

قال الغزالى فى الهجوم على منافسيه من فقهاء عصره :

1 ـ ( قال الأوزاعي رحمه الله: شكت النواويس ما تجد من نتن جيف الكفار ، فأوحى الله إليها : " بطون علماء السوء أنتن مما أنتم فيه. "). توابيت الموتى إشتكت من جيف جثث الكفار ، هذا على فرض أنها تعرف الفرق بين جثث الكفار وجثث الأبرار . يزعم الغزالى أن الله أوحى اليها أن علماء السوء الأحياء بطونهم أشد نتنا . توفى الأوزاعى عام 157 هجرية ، والغزالى مولود عام 450 . فمتى سمع منه ؟

2 ـ (  وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: بلغني أن الفسقة من العلماء يبدأ بهم يوم القيامة قبل عبدة الأوثان.). توفى الفضيل بن عياض عام 187 هجرية . فمتى إلتقاه الغزالى ؟

3 ـ ( وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: ويل لمن لا يعلم مرة وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات. ). أبو الدرداء صحابى من الأنصار مات عام 32 . .!

4 ـ ( وقال الشعبي: يطلع يوم القيامة قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فيقولون لهم ما أدخلكم النار وإنما أدخلنا الله الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم فيقولون إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله وننهى عن الشر ونفعله. ) الشعبى من التابعين مات  فى الكوفة عام 103 ..! وللعلم فإن الجنة والنار لم تُخلقا بعدُ . سيكون خلقهما يوم القيامة .

5 ـ ( وقال حاتم الأصم رحمه الله: ليس في القيامة أشد حسرة من رجل علم الناس علما فعملوا به ولم يعمل هو به ففازوا بسببه وهلك هو. ) مات حاتم الأصم عام 237 . !

6 ـ   ( وقال مجاهد وغيره من العلماء إن الحجاج إذا قدموا مكة تلقتهم الملائكة فسلموا على ركبان الإبل وصافحوا ركبان الحمر واعتنقوا المشاة اعتناقا  ). توفى مجاهد بن جبر عام 104 .!

7 ـ ( وقال محمد بن كعب القرظي إذا سمع الناس القرآن من الله عز وجل يوم القيامة فكأنهم لم يسمعوه قط. ) هذا القرظى توفى عام 108 . وهذا إفتراء على رب العزة جل وعلا.!

واضح أن الغزالى وهو معتكف يكتب ( الإحياء ) جاء بهذه الأسماء ووضع عليهم هذا الوحى الشيطانى ، يهاجم به أقرانه من أئمة المحمديين .

رابعا : رؤى منامية شيطانية  ينسبها الغزالى الى أُناس يذكر أسماءهم ، دون أن يذكر أسماء الرواة :

1 ـ عن ابن حنبل قال (  روي انه رؤي في المنام فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال : رفعت منازلي في الجنة وأشرف بي على مقامات الأنبياء ولم أبلغ منازل المتأهلين ) 241 هو العام الذى مات فيه ابن حنبل . والغزالى يقول عنه ( روى أنه رؤى فى المنام ) لم يكلف نفسه بذكر إسم الراوى . ولم يذكر إسم من سأله .

2 ـ ( ويروى عن أزهر بن مغيث وكان من القوامين أنه قال رأيت في المنام امرأة لا تشبه نساء أهل الدنيا فقلت لها : " من أنت ؟ "  قالت : " حوراء " فقلت : " زوجيني نفسك " فقالت : " اخطبني إلى سيدي وأمهرني " فقلت : " وما مهرك ؟"  قالت : "طول التهجد ") .

3 ـ ( وروي أن سليمان بن يسار كان من أحسن الناس وجها فدخلت عليه امرأة فسألته نفسه فامتنع عليها وخرج هاربا من منزله وتركها فيه.  قال سليمان : "  فرأيت تلك الليلة في المنام يوسف عليه السلام وكأني أقول له: " أنت يوسف ؟ " قال : " نعم أنا يوسف الذي هممت وأنت سليمان الذي لم تهم " أشار إلى قوله تعالى : ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ) . فى هذه الاسطورة يجعل الغزالى سليمان بن يسار أفضل من يوسف عليه السلام.

خامسا : رؤى منامية شيطانية  ينسبها الغزالى الى أُناس مجهولين بدون ذكر أسماء الرواة

1 ـ ( وحكى أن بعض الصالحين كان يُعرض عليه التزويج فيأبى برهة من دهره .قال فانتبه من نومه ذات يوم وقال  : " زوجوني زوجوني "،  فزوجوه ، فسئل عن ذلك ، فقال : " لعل الله يرزقني ولدا ويقبضه ( يتوفاه ) فيكون لي مقدمة في الآخرة".  ثم قال : " رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت وكأني في جملة الخلائق في الموقف وبي من العطش ما كاد أن يقطع عنقي ، وكذا الخلائق في شدة العطش والكرب ، فنحن كذلك إذ ولدان يتخللون الجمع عليهم مناديل من نور وبأيديهم أباريق من فضة وأكواب من ذهب ، وهم يسقون الواحد بعد الواحد، يتخللون الجمع ويتجاوزون أكثر الناس ، فمددت يدي إلى أحدهم وقلت : " إسقني فقد أجهدني العطش"  فقال : "  ليس لك فينا ولد إنما نسقي آباءنا . " فقلت : " ومن أنتم ؟ " فقالوا : " نحن من مات من أطفال المسلمين. ")

2 ـ( وروي أن بعض المتعبدين كان يحسن القيام على زوجته إلى أن ماتت ، فعُرض عليه التزويج فامتنع ، وقال : " الوحدة أروح لقلبي وأجمع لهمّي ". ثم قال : " رأيت في المنام بعد جمعة من وفاتها كأن أبواب السماء فتحت وكأن رجالا ينزلون ويسيرون في الهواء يتبع بعضهم بعضا ، فكلما نزل واحد نظر إليّ وقال لمن وراءه : " هذا هو المشئوم " ، فيقول الآخر : " نعم"،  ويقول الثالث كذلك ، ويقول الرابع نعم.  فخفت أن أسألهم هيبة من ذلك إلى أن مر بي آخرهم ، وكان غلاما فقلت له : " يا هذا ، من هذا المشئوم الذي تؤمئون إليه؟ "  فقال : " أنت " فقلت : "ولم ذاك ؟ "قال : " كنا نرفع عملك في أعمال المجاهدين في سبيل الله فمنذ جمعة أمرنا أن نضع عملك مع الخالفين فما ندري ما أحدثت."  فقال لإخوانه : " زوجوني زوجوني ".  فلم يكن تفارقه زوجتان أو ثلاث. ).

3 ـ ( قال بعضهم : رأيت بعض التجار في النوم فقلت : " ماذا فعل الله بك ؟  فقال : " نشر على خمسين ألف صحيفة ، فقلت : " هذه كلها ذنوب ؟ " فقال  : " هذه معاملات الناس بعدد كل إنسان عاملته في الدنيا ، لكل إنسان صحيفة مفردة فيما بيني وبينه من أول معاملته إلى آخرها ." )

4 ـ منشور لنا هنا كتاب التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية ) فى ثلاثة أجزاء . الجزء الثالث عن : أثر التصوف فى الانحلال الخلقى فى مصر المملوكية . ويتكون من عدة أبواب وفصول ، عن :  جذور الانحلال الخلقى فى عقيدة التصوف وفى تشريعاته ، ومفردات الانحلال الخلقى عند الصوفية ، منها الشذوذ الجنسى وإعتباره دينا ، وإنحلال المجتمع المصرى المملوكى بتأثير التصوف وإنعكاساته . وقد بدأ إعتبار الانحلال الخلقى دينا بالتصوف ، وللغزالى منه مواقف متناقضة ، يجيزه ضمنا فى تقريره لعقيدة التصوف ، ويدعو ضمنيا ضده بالمنامات . ومنها قوله : ( قال بعض التابعين ما أنا بأخوف من السبع الضاري على الشاب الناسك من غلام أمرد ( صبى ) يجلس إليه . وقال سفيان : " لو أن رجلا عبث بغلام بين أصبعين من أصابع رجله يريد الشهوة لكان لواطا . "  وعن بعض السلف قال : " سيكون في هذه الأمة ثلاث أصناف لوطيون : صنف ينظرون ، وصنف يصافحون ،  وصنف يعملون . " فإذن آفة النظر إلى الأحداث ( أى الصبيان ) عظيمة ، فمهما عجز المريض عن غض بصره وضبط فكره فالصواب له أن يكسر شهوته بالنكاح ، فرب نفس لا يسكن توقانها بالجوع . وقال بعضهم : " غلبت على شهوتي في بدء إرادتي ( أى دخوله فى التصوف ) بما لم أطق ، فأكثرت الضجيج إلى الله تعالى ، فرأيت شخصا في المنام فقال : " مالك ؟" فشكوت إليه فقال : " تقدم إلي " فتقدمت إليه ، فوضع يده على صدري فوجدت بردها في فؤادي وجميع جسدي ، فأصبحت وقد زال ما بي . فبقيت معافى سنة.  ثم عاودني ذلك فأكثرت الاستغاثة ، فأتاني شخص في المنام فقال لي : " أتحب أن يذهب ما تجده وأضرب عنقك ؟ " ،  قلت : "  نعم " ، فقال : "مُدّ رقبتك " فمددتها ، فجرّد سيفا من نور فضرب به عنقي ، فأصبحت وقد زال ما بي ، فبقيت معافى سنة . ثم عاودني ذلك أو أشد منه ، فرأيت كأن شخصا فيما بين جنبي وصدري يخاطبني ويقول : " ويحك كم تسأل الله تعالى ما لا يحب رفعه؟ " قال : فتزوجت فانقطع ذلك عني ، ووُلد لي ).

سادسا : روايات شيطانية عن ( الخضر )

1 ـ منشور لنا هنا كتاب ( الخضر بين القرآن الكريم وخرافات المحمديين ) ، عرضنا فيه لهجص أئمة المحمديين فى صناعة إله أسموه ( الخضر ) جعلوه حيا حياة أزلية ، وتفننوا فى وضع الأحايث الشيطانية على لسانه . والصوفية بالذات كانوا الأكثر غراما يخرافة ( الخضر ) ، يجعلونه طوع إشارتهم. وقد إستوحوها من قصة العبد الصالح مع موسى عليه السلام والمذكورة فى سورة الكهف ، وسبب غرامهم بها أنهم رأوا فيها تفضيلا لمن أسموه الخضر على موسى عليه السلام وقد قلنا فى بداية الكتاب : ( لو رجعنا الى قصة موسى مع العبد الصالح لعرفنا أن ذلك العبد الصالح كان نبيا أعطاه الله جل وعلا العلم ببعض الغيب ، وهو الذى ورد فى القصة فيما يخص خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار . فى كل ما فعل هذا النبى العبد الصالح كان مأمورا بالوحى وبالوحى أعلمه الله جل وعلا تلك الغيوب ، وأرسله ليقابل موسى ليتعلم منه موسى أن لا يندفع فى تصرفاته . إذ أن نشأة موسى فى قصر فرعون وعلم موسى بأنه ينتمى الى بنى إسرائيل الذين يتفنن فرعون فى إضطهادهم ـ جعلته يتوقع الخطر ويتحسب مقدما بهواجسه لأى فعل ، فكان سريع الغضب ، ومحتاجا لمن يعلمه التريث والصبر . وكانت هذه مهمة هذا الرسول الذى لا نعرف إسمه . والذى إفترى الصوفية له إسما هو ( الخضر ) وإفتروا أنه (ولى ) صوفى حىّ لا يموت وجعلوه إلاها فى المملكة الصوفية الخرافية ، على نحو ما شرحناه فى كتابنا عن التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية ، ومنشور حلقاته هنا . كما أننا خصصنا حلقتين فى برنامج ( فضح السلفية ) عن اسطورة الخضر عند البخارى وغيره . يهمنا هنا أن هذا الرسول العبد الصالح قالها لموسى عليه السلام : (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (82) الكهف  ). الله جل وعلا أخبر ذلك النبى بغيب مستقبلى يخص هذا الغلام ، والله جل وعلا هو الذى أمر هذا النبى بقتل ذلك الغلام . وفى قتله رحمة به وهو الخير له . فكل إنسان مصيره الموت فى الموعد المحدد والمكان المحدد سلفا ومقدما .) انتهى ..

2 ـ إستشهدنا فى هذا الكتاب بهجص الغزالى فى ( إحياء علوم الدين )عن الخضر .وقمنا بتحليل ما قاله . ومنه:

2 / 1 : ( دعاء الخضر عليه السلام يقال إن الخضر وإلياس عليهما السلام إذا التقيا في كل موسم لم يفترقا إلا عن هذه الكلمات بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ما شاء الله كل نعمة من الله ما شاء الله الخير كله بيد الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله فمن قالها ثلاث مرات إذا أصبح أمن من الحرق والغرق والسرق إن شاء الله تعالى )   ( يلتقي الخضر وإلياس عليهما الصلاة والسلام كل عام بالموسم بمنى فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه فيفترقان عن هذه الكلمات .. )  

2 / 2 ( وإن قرأ المسبعات العشر التي أهداها الخضر عليه السلام إلى إبراهيم التيمي رحمه الله ووصاه أن يقولها غدوة وعشية فقد استكمل الفضل )

2 / 3 : فى ( آداب السماع والوجد ) اى الغناء الصوفى والتظاهر بالجنون عند الاستماع اليه . قال الغزالى ( .. ولهذا قال الخضر عليه السلام لما سئل عن السماع في المنام : إنه الصفو الزلال الذي لا يثبت عليه إلا أقدام العلماء لأنه محرك لأسرار القلوب ومكامنها ومشوش لها تشويش السكر المدهش الذي يكاد يحل عقدة الأدب عن السر إلا ممن عصمه الله تعالى بنور هدايته ولطيف عصمته. )

2 / 4 :( وحكى عن بعض الشيوخ أنه قال رأيت أبا العباس الخضر عليه السلام فقلت له : " ما تقول في هذا السماع الذي اختلف فيه اصحابنا ؟ فقال : "هو الصفو الزلال الذي لا يثبت عليه إلا أقدام العلماء ) .

 

التعليقات(3)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الخميس 15 اغسطس 2019

[91250]


ملاحظات



فى الآية القرآنية 82من سورة الكهف وردت كلمة تستطع بدلا تسطع .                                  فى الفقرة الأولى فُسرت النواويس على أنها طيور النورس والحقيقة أن النواويس هى توابيت الموتى.                                                                                                     فى فقرة الخضر فى السطر الثانى وردت كلمة أزليه بدلا من أزلية. وفى السطر الثالث جاءت كلمة يجعلون بدلا من يجعلونه.                                                                                    رغم تهافت مصادر الغزالى بل انعدامها إلا أنى أتفق معه فى أن وجوه فقهاء السوء أنتن بل وأنجس من أدبارالخنازير.                                                   

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الخميس 15 اغسطس 2019

[91251]


شكرا جزيلا د مصطفى ، وجزاك الله جل وعلا خيرا



  ـ فعلا ( النواويس ) هى توابيت الموتى ، وللنصارى خصوصا

  ـ تم إصلاح بقية الأخطاء.

  ـ الغزالى أسوأ وأضل سبيلا ممن يهاجمهم من ( علماء السوء ) . وقد كنت مخدوعا فيه حتى قرأت كتبه ورأيت ضلاله وعجبت لعلماء السوء فى عصرنا الذين لا يقرأون ولا يفقهون

  ـ أكرمك الله جل وعلا أيها المحقق المدقق


 

3   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الخميس 15 اغسطس 2019

[91252]


لاجدال فى ذلك



لاجدال فى أن الغزالى أسوأ وأضل سبيلا ممن هاجمهم من علماء السوء فإن كانت وجوههم أخبث من أدبار الخنازير فهو الرجس نفسه ،ولكنه لم يعد بذى بال وتلاشت خطورته مع سقوط دعاوى وحدة الوجود والعقل الأول والهيولى إلى آخر هذه التخاريف ولكن ادعياء العلم ،فقهاء السوء لم يفقدوا تُربتهم بعد، فما زال لديهم مستمعوهم ويكفى أننى كنت أناقش طبيبا نابها فى فنه فقال لى بالحرف (هم العلماء أعلم منى ومنك وإليهم نرجع فى أمورنا الدينية)فإذا كان هذا رأى طبيب نابغة فماذا عن الآخرين؟

 

 

أبو حامد الغزالى ( 450 : 505 ) أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 3  )

سابعا  :

أحاديث وحى شيطانى فى الغيبيات ينسبها الغزالى الى رؤية الملائكة

1 ـ ( ويروى عن علي بن موفق قال حججت سنة فلما كان ليلة عرفة نمت بمنى في مسجد الخيف ، فرأيت في المنام كأن ملكين قد نزلا من السماء عليهما ثياب خضر فنادى أحدهما صاحبه : " يا عبد الله " فقال الآخر : " لبيك يا عبد الله".  قال : "  تدري كم حج بيت ربنا عز وجل في هذه السنة ؟ .قال : "لا أدري " قال : " حج بيت ربنا ستمائة ألف. أفتدري كم قبل منهم ؟ " قال: " لا ".  قال : " ستة أنفس".  قال ثم ارتفعا في الهواء فغابا عني ، فانتبهت فزعا واغتممت غما شديدا وأهمني أمري . فقلت " إذا قبل حج ستة أنفس فأين أكون أنا في ستة أنفس ؟ " فلما أفضت من عرفة قمت عند المشعر الحرام فجعلت أفكر في كثرة الخلق وفي قلة من قبل منهم ، فحملني النوم فإذا الشخصان قد نزلا على هيئتهما فنادى أحدهما صاحبه وأعاد الكلام بعينه ثم قال : " أتدري ماذا حكم ربنا عز وجل في هذه الليلة ؟ "قال: " لا . " قال : " فإنه وهب لكل واحد من الستة مائة ألف . " قال فانتبهت وبي من السرور ما يجل عن الوصف ) . نتساءل : من روى عن الأخ (على بن موفق ) ؟ ومن هذا المسمى ( على بن موفق )؟ هذه شخصية صوفية إخترعها الغزالى ووضع عليها منامات كثيرة . 

2 ـ ( وقال يوسف بن مهران بلغني أن تحت العرش ملكا في صورة ديك براثنه من لؤلؤ وصئصئة من زبرجد أخضر ،  فإذا مضى ثلث الليل الأول ضرب بجناحيه وزقا وقال : " ليقم القائمون " فإذا مضى نصف الليل ضرب بجناحيه وزقا وقال : " ليقم المتهجدون ." فإذا مضى ثلثا الليل ضرب بجناحيه وزقا وقال :  ليقم المصلون " فإذا طلع الفجر ضرب بجناحيه وزقا وقال : " ليقم الغافلون وعليهم أوزارهم". ) . الأخ يوسف بن مهران يقول ( بلغنى ) ..من أبلغه غير الشيطان ؟

ثامنا :

أحاديث وحى شيطانى فى الغيبيات ينسبها الغزالى الى رؤية النبى فى المنام

1 ـ ( ويروى أن علي بن موفق حج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حججا . قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: " يا ابن موفق حججت عني ؟ " قلت : " نعم. " .  قال : " ولبيت عني ؟ " قلت : نعم. قال : " فإني أكافئك بها يوم القيامة آخذ بيدك في الموقف فأدخلك الجنة والخلائق في كرب الحساب ". ). يعود ( على بن الموفق ) فى اسطورة أخرى يزعم فيها أنه قام بالحج عن النبى بعد موت النبى ، كما لو أن النبى مات ولم يحج بما يكفى فقام المدعو ( على بن موفق ) بالحج عنه . وقد كافأ ابن موفق نفسه بزعم أن النبى جاءه فى المنام يكلمه بإسمه وبمكافأة هى أن النبى سيدخله الجنة بدون حساب تاركا بقية الخلق بمن فيهم من الأنبياء ( فى كرب الحساب ) . هنا ابن موفق يقيم حفل تكريم لنفسه وقد أعطى نفسه الجنة بلا حساب ومهما فعل . هنا دعوة غير مباشرة للحج عن النبى حتى يدخل بعضهم الجنة بلا حساب ..يا بلاش .!! الغزالى هو المؤلف الحقيقى لهذا المنام ليشرع جواز الحج عن الغير حتى لو كان هذا الغير هو النبى . وهو بمجرد قوله ( ويروى ) ليس محتاجا الى إسناد وعنعنة .

2 ـ ( وقال صالح المري: قرأت القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي : " يا صالح هذه القراءة فأين البكاء  ؟ " )  هذا يزعم أنه قرأ القرآن على النبى . والنبى يكلمه بإسمه .

3 ـ ( ورأى هيثم القارىء رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام قال فقال لي: " أنت الهيثم الذي تزين القرآن بصوتك ؟ قلت : " نعم " .قال : "جزاك الله خيرا." ). هذا آخر يزعم ان النبى جاءه يدعو له أن يجزيه الله خيرا لأنه ( يزين القرآن بصوته ) . هذا فى تشريع التغنى بالقرآن ، وهو من معالم الدين الصوفى ، ولا يزال ساريا تحت عنوان ( تحسين أو تزيين ) القرآن بالأصوات ، وتعبير ( أصوات ) كان يعنى ( الألحان ) . وكانت لهم ( جوقات ) أو فرق موسيقية لقراءة القرآن بالألحان . وتنافس المطربون المتغنون بالقرآن . وهذا المخلوق ( هيثم القارىء ) يقوم بعمل دعاية لنفسه بهذا المنام .

4 ـ (وقال بعضهم كنت أكتب الحديث وأصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فيه ولا أسلم . فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي : " أما تتم الصلاة عليّ في كتابك؟ " فما كتبت بعد ذلك إلا صليت وسلمت عليه . ). هنا تشريع صوفى فى الصلاة على النبى كاملة ( الصلاة والتسليم ) بإعتبارها عبادة للنبى .والراوى ــ كالعادة ــ هو ( بعضهم ).. يا أهلا يا بعضهم.!

5 ـ ( وروي عن أبي الحسن قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت " يا رسول الله بم جوزي الشافعي عنك حيث يقول في كتابه الرسالة وصلى الله على محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون ؟ " فقال صلى الله عليه وسلم : "جوزي عني أنه لا يوقف للحساب". ). منام آخر يجعلون فيه النبى يكافىء الشافعى بدخول الجنة بلا حساب بسبب صلاته على النبى . أى دعوة للإكتفاء بالصلاة على النبى لدخول الجنة بلا حساب ومهما كان عاصيا ذلك الذى يصلى على النبى .

6 ـ ( وحكي عن ممشاد الدينوري أنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت : " يا رسول الله هل تنكر من هذا السماع شيئا ؟ فقال : " ما أنكر منه شيئا ،ولكن قل لهم يفتتحون قبله بالقرآن ويختمون بعده بالقرآن . "). ( السماع ) هو حفلات الغناء الدينى الذى جعله الصوفية معلما من معالم دينهم حيث إتخذوا دينهم لهوا ولعبا . وممشاد الدينورى من أئمة التصوف ، والغزالى ينسب اليه هذا المنام بقوله ( وحكى عن ممشاد ..) لم يقل من الذى حكى عنه .  وفى هذا المنام يشرّع لهم الغزالى التغنى بالقرآن فى البداية وفى النهاية . ببساطة يقوم المنام بدور الحديث المصنوع عند السنيين ، ولكن بدون تعب الاسناد والعنعنة . مجرد أن يقول أحدهم ( رأيت الرسول فى المنام ) ويتمتع بالتصديق .!

7 ـ ( وحكى عن طاهر بن بلال الهمداني الوراق وكان من أهل العلم أنه قال كنت معتكفا في جامع جدة على البحر فرأيت يوما طائفة يقولون في جانب منه قولا ويستمعون،  فأنكرت ذلك بقلبي وقلت في بيت من بيوت الله يقولون الشعر . قال فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وهو جالس في تلك الناحية والى جنبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وإذا أبو بكر يقول شيئا من القول والنبي صلى الله عليه وسلم يستمع إليه ويضع يده على صدره كالواجد بذلك ، فقلت في نفسي ما كان ينبغي لي أن أنكر على أولئك الذين كانوا يستمعون ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع وأبو بكر يقول . فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : "هذا حق بحق .." ) . هنا ( حكاية ) عن فلان ، وفيها منام يجعلون فيه النبى يبيح التسامر بالشعر فى المسجد . تشريع جاء بالمنام ، أو بزعم رؤية النبى فى المنام .

8 ـ (  فذكر إبراهيم التيمي أنه رأى ذات يوم في منامه كأن الملائكة جاءته فاحتملته حتى أدخلوه الجنة ، فرأى ما فيها ووصف أمورا عظيمة مما رآه في الجنة قال : فسألت الملائكة فقلت لمن هذا ؟ فقالوا : " للذي يعمل مثل عملك " . وذكر أنه أكل من ثمرها وسقوه من شرابها . قال فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم ومعه سبعون نبيا وسبعون صفا من الملائكة كل صف مثل ما بين المشرق والمغرب فسلم علي وأخذ بيدي ، فقلت : يا رسول الله الخضر أخبرني أنه سمع منك هذا الحديث " فقال : " صدق الخضر صدق الخضر ، وكل ما يحكيه فهو حق ، وهو عالم أهل الأرض ، وهو رئيس الأبدال ، وهو من جنود الله تعالى في الأرض . " فقلت : " يا رسول الله فمن فعل هذا أو عمله ولم ير مثل الذي رأيت في منامي هل يعطى شيئا مما أعطيته ؟ " فقال : " والذي بعثني بالحق نبيا إنه ليعطى العامل بهذا وإن لم يرني ولم ير الجنة ، إنه ليغفر له جميع الكبائر التي عملها ، ويرفع الله تعالى عنه غضبه ومقته ، ويأمر صاحب الشمال أن لا يكتب عليه خطيئة من السيئات إلى سنة. والذي بعثني بالحق نبيا ما يعمل بهذا إلا من خلقه الله سعيدا ، ولا يتركه إلا من خلقه الله شقيا ." ) . إن لم يكن هذا وحيا شيطانيا فماذا يكون ؟ ابراهيم التيمى سجنه الحجاج ومات فى سجن الحجاج ، وبينه وبين الغزالى حوالى اربعة قرون .التصوف ومقالاته ظهرت بعد قرنين من موت ابراهيم التيمى . الغزالى بكل جُرأة يضع عليه هذا الحديث الكاذب ، وفيه يرفع شأن ( الخضر ) ولم يكن ( الخضر) معروفا فى عصر ابراهيم التيمى ، ولم يكن معروفا وقتها درجات الأولياء الصوفية من الأبدال والأوتاد والأقطاب ، فهذا بدأت صناعته بعد موت ابراهيم التيمى بحوالى قرنين من الزمان . نترك للقارىء الحكم على الإفتراء الذى تضمنه هذا المنام عن الغفران .!

9 ـ ( وقال كرز بن وبرة وهو من الأبدال قلت للخضر عليه السلام : " علمني شيئا أعمله في كل ليلة " فقال : " إذا صليت المغرب فقم إلى وقت صلاة العشاء مصليا من غير أن تكلم أحدا وأقبل على صلاتك التي أنت فيها وسلم من كل ركعتين .....  فقلت له أحب أن تعلمني ممن سمعت هذا ؟  فقال : " إني حضرت محمدا صلى الله عليه وسلم حيث علم هذا الدعاء وأوحى إليه به ، فكنت عنده وكان ذلك بمحضر مني فتعلمته ممن علمه إياه " ) . جعلوا ( الخضر ) خالدا لا يموت . ووضعوا على لسانه أحاديث ، وأنه كان يحضر الوحى الذى ينزل على النبى .

10 ـ ( كنت جالسا في فناء الكعبة وأنا في التهليل والتسبيح والتحميد والتمجيد فجاءني رجل فسلم علي وجلس عن يميني ، فلم أر في زماني أحسن منه وجها ولا أحسن منه ثيابا ولا أشد بياضا ولا أطيب ريحا منه .فقلت : " يا عبد الله من أنت ومن أين جئت ؟  فقال : " أنا الخضر." فقلت : "في أي شيء جئتني ؟ فقال : " جئتك للسلام عليك وحبا لك في الله وعندي هدية أريد أن أهديها لك."  فقلت: " ما هي ؟ "  قال : " أن تقول قبل طلوع الشمس وقبل انبساطها على الأرض وقبل الغروب سورة الحمد وقل أعوذ برب الناس وقل أعوذ برب الفلق وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون وآية الكرسي.... كل واحدة سبع مرات وتقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر سبعا وتصلي على النبي  .. فقلت : " أحب أن تخبرني من أعطاك هذه العطية العظيمة؟  فقال : "أعطانيها محمد صلى الله عليه وسلم ). هذا وحى شيطانى من زخرف القول تصغى اليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ، ويقترفون المعاصى ويدخلون الجنة ( بزعمهم ) بمجرد قولهم بعض عبادات . وشخصية ( الخضر ) التى خلقوها تقول لهم هذا الكلام . الغزالى هو الذى صنع لهم هذا الوحى الشيطانى .

تاسعا : أحاديث وحى شيطانى فى الغيبيات ينسبها الغزالى الى رؤية رب العزة جل وعلا :

1 ـ ( وعنه ( أى على بن موفق )  أيضا رضي الله عنه قال حججت سنة فلما قضيت مناسكي تفكرت فيمن لا يقبل حجه . فقلت : " اللهم إني قد وهبت حجتي وجعلت ثوابها لمن لم تقبل حجته. "  قال : فرأيت رب العزة في النوم جل جلاله فقال لي : " يا علي تتسخّى علي وأنا خلقت السخاء والأسخياء وأنا أجود الأجودين وأكرم الأكرمين وأحق بالجود والكرم من العالمين ؟ قد وهبت كل من لم أقبل حجه لمن قبلته فضيلة البيت ومكة المشرفة )

الغزالى هنا يخترع مناما يرى فيه على بن موفق رب العزة جل وعلا ، وكفى بهذا كفرا مبينا ، ثم لا يكتفى بهذا بل يجعل رب العزة يكلم الشخص بإسمه كلاما يفيد التساوى بينهما . وصدق الله العظيم : ( مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٧٤﴾ الحج ) .

2 ـ ( وقال أحمد بن حنبل رأيت الله عز وجل في المنام فقلت : يا رب ما أفضل ما تقرب به المتقربون إليك ؟  قال : " بكلامي يا أحمد " قال قلت : يا رب بفهم أو بغير فهم ؟ قال : " بفهم وبغير فهم ".) الكلام هنا يشمل وحيهم الشيطانى المنسوب لرب العزة جل وعلا .

3 ـ الأفظع منه قول الغزالى عن ابن حنبل : ( وفي رواية قال لي : " ما كنت أحب أن تلقاني عزبا ") أى قال له رب العزة جل وعلا .!!

4 ـ ( وقال بعضهم رأيت رب العزة في النوم فسمعته يقول وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى سليمان التيمي فإنه صلى لي الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة). أصبح الزعم برؤية الله جل وعلا فى المنام لُعبة لكل من هبّ ودبّ . وهذا إنتشر سرطانا دينيا بين المحمديين منذ العصر العباسى الثانى . الله جل وعلا لا شأن له بأحاديثهم ومناماتهم الشيطانية . هم ( خلقوا لهم إلاها ) على هواهم . عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

4 ـ ( قال بعض أهل البصرة  : نازعتني نفسي خبز أرز وسمكا ، فمنعتها ، فقويت مطالبتها واشتدت مجاهدتي لها عشرين سنة.  فلما مات قال بعضهم : " رأيته في المنام فقلت : " ماذا فعل الله بك ؟ " قال : " لا أحسن أن أصف ما تلقاني به ربي من النعم والكرامات ، وكان أول شيء استقبلني به خبز أرز وسمكا وقال كل اليوم شهوتك هنيئا بغير حساب ). الكذب هنا مفضوح . ( بعض أهل البصرة ) الذى لا نعرف إسمه تكلم عن شهيته لبعض الطعام . ثم ( تنتقل الكاميرا ) بعد موت هذا الذى هو ( بعض أهل البصرة ) الى شخص آخر هو ( بعضهم ) وقد رأى صاحبنا فى المنام وسأله عما فعله الله به . فيزعم الغزالى مؤلف هذا الفيلم الهابط أن رب العزة أقام وليمة فيها الخبز والارز والسمك الذى كان ( بعضهم ) يتمناه . و ( توتة توتة خلصت الحدوتة ).!

عاشرا : أحاديث وحى شيطانى فى الغيبيات ينسبها الغزالى الى رب العزة جل وعلا :

1 ـ (    وروى في بعض الكتب القديمة عن الله تعالى أنه قال إن عبدي الذي هو عبدي حقا الذي لا ينتظر بقيامه صياح الديكة . ) . ما هى هذه الكتب القديمة ؟ ومن الذى روى عنها ؟

2 ـ ( إن الله تعالى أوحى إلى بعض الصديقين : " إن لي عبادا من عبادى أحبهم ويحبونني ويشتاقون إلي وأشتاق إليهم ويذكرونني وأذكرهم وينظرون إلي وأنظر إليهم فإن حذوت طريقهم أحببتك وإن عدلت عنهم مقتك " . قال : " يا رب وما علامتهم ؟ "  قال : " يراعون الظلال بالنهار كما يراعى الراعي غنمه ويحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها ، فإذا جنهم الليل واختلط الظلام وخلا كل حبيب بحبيبه نصبوا إلى أقدامهم وافترشوا إلى وجوههم وناجوني بكلامي وتملقوا إلي بإنعامي فبين صارخ وباكي وبين متأوه وشاكي بعيني ما يتحملون من أجلي وبسمعي ما يشتكون من حبي . أول ما أعطيهم : أقذف من نوري في قلوبهم فيخبرون عني كما أخبر عنهم، والثانية: لو كانت السموات السبع والأرضون السبع وما فيهما من موازينهم لاستقللتها لهم ، والثالثة : أقبل بوجهي عليهم . أفترى من أقبلت بوجهي عليه أيعلم أحد ما أريد أن أعطيه" .) . هنا ملامح صوفية يدسُّها الغزالى بمهارة . فالذى يوحى اليه ليس نبيا بل هو من ( الصديقين ) أى الصوفية طبقا لرموز التصوف . ومصطلح ( المقت ) له مدلول صوفى خاص . وأيضا كلمة ( وخلا كل حبيب بحبيبه ) والاتحاد والعلم اللدنى :( أول ما أعطيهم أقذف من نوري في قلوبهم فيخبرون عني كما أخبر عنهم ). الغزالى يزعم أن الله ( أوحى ) الى شخص مجهول جعله الغزالى ( بعض الصديقين) .  

3 ـ ( وأوحى الله سبحانه وتعالى إلى عزير : " إن لم تطب نفسا بأني أجعلك علكا في أفواه الماضغين لم أكتبك عندي من المتواضعين. " ).

أخيرا

1 ـ صنع الغزالى كل هذا الإفك وحيا شيطانيا . لم يقل أن هذا الوحى حدث له ، بل نسبه لآخرين ، بعضهم كان له إسم معروف ، وبعضهم لم يهتم بتسميته . ولكن قام الغزالى بتوزيع وحيه الشيطانى عليهم ، وجعل هذا دينا ، بل جعله (إحياء علوم الدين ) أى هو الذى أحيا علوم الدين بعد موتها .

2 ـ الغزالى بهذا شيطان عريق ، ينطبق عليه قوله جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ﴿٩٣﴾ الانعام )

3 ـ الغزالى هو الذى قام بتقعيد مصدر هذا الوحى الشيطانى معتمدا على عقيدة التصوف . نتوقف معها فى لمحة سريعة .

 

 

 

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   السبت 17 اغسطس 2019

[91262]


ملاحظات



فى الفقرة 2 من سابعا وردت كلمة صئصئة بدلا من صئصئه وإن كنت لا أعلم ما هو الصئصئ  

 

فى الفقرة 7من ثامنا السطر الثالث جاءت كلمة جنبة بدلا من جنبه.



فى الفقرة 8 من ثامنا السطر الرابع يرجى تصحيح كلمة رسول.


  فى الفقرة10 من ثامنا السطر التاسع وردت كلمة عبادات بدلا من عبارات وكلمة إلى بدلا من التى  فى الفقرة 4 من تاسعا تعاد قراءة عبارة الخبز والأرز والسمك وهل المقصود خبز الأرز والسمك أو خبزوأرز وسمك وإعادة كتابة الفقرة طبقا للمعنى الصحيح.

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 18 اغسطس 2019

[91272]


اكرمك الله جل وعلا د مصطفى وتم التصحيح



أنا أنقل ( كوبى وبيست ) من موقع منشور فيه كتاب إحياء علوم الدين ، فالأخطاء فى معظمها منقولة . وأشكر لك  ــ ودائما ـ انك تتحرى الدقة . بارك الله جل وعلا فيك وجزاك خيرا

 

 

أبو حامد الغزالى ( 450 : 505 ) أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 4 )

حادى عشر :

الغزالى يستمد وحيه الشيطانى من عقيدته الصوفية الشيطانية

1 ــ العقائد عند الغزالي درجات ، جعل أحطها عقيدة المنافقين ثم عقيدة الاسلام التى جعلها عقيدة العوام ، وعقيدة العوام عنده هى ( الايمان بأنه لا إله إلا الله ) ثم يجعل عقائد التصوف الأعلى والأسمى . هذا موجز ما قاله فى كتابه الإحياء . نستشهد بقوله :  ( للتوحيد أربع مراتب .. : فالمرتبة الأولى من التوحيد : هي أن يقول الإنسان بلسانه لا إله إلا الله وقلبه غافل عنه أو منكر له كتوحيد المنافقين ، والثانية : أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه ، كما صدق به عموم المسلمين وهو اعتقاد العوام ، والثالثة : أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق ، وهو نظام المقربين ، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار . والرابعة أن لا يرى في الوجود إلا واحداً ، وهي مشاهدة الصديقين ، وتسميه الصوفية الفناء في التوحيد ، لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً فلا يرى نفسه أيضاً ، وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالتوحيد كان فانياُ عن نفسه في توحيده بمعنى أنه فني عن رؤية نفسه والخلق ..). الأخيرة عند الغزالى هى ( وحدة الوجود ) .  

2 ـ الغزالي  جعل للنفاق درجة في التوحيد أو ( العقيدة الاسلامية )، ثم جعل العقيدة الاسلامية ( لا إله إلا الله ) ( توحيد العوام ) ، ثم جعل عقيدة التصوف الأعلى والأسمى ، لأن الصوفية عنده لا يأبهون بالجنة أو بالنار. يقول : ( ولذلك قال العارفون ليس خوفنا من نار جهنم ولا رجاؤنا للحور العين ، وإنما مطالبنا اللقاء ومهربنا الحجاب فقط ، وقالوا ومن يعبد الله بعوض فهو لئيم كأن يعبده لطلب جنته أو لخوف ناره ، بل العارف يعبده لذاته فلا يطلب إلا ذاته فقط )  ، أى يجعل الصوفية أنداداً لله ويفضلهم على الرسل الذين كانوا يعبدون الله رغبة ورهبة  

3 ــ  أساس العقيدة الصوفية في المرتبة الثالثة قائم على الكشف أي علم الغيب ، وهو للصوفية خاصة من دون الناس : يقول الغزالي عن المرتبة الثالثة ( أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق وهو مقام المقربين ) وشرح ذلك الكشف بقوله ( وقد انكشفت له الحقيقة كما هي ، لا أنه كلف قلبه أن يعقد على مفهوم لفظ الحقيقة ، فإن تلك رتبة العوام المتكلمين )..أى لم يجد الغزالي سنداً للعقيدة الصوفية إلا الكشف أو الوحي ( الشيطانى ) الذي يتلقاه الصوفي من لدن ربه بزعمهم ، ومعنى ذلك أن هناك عقيدة جديدة نزلت من السماء تعلو فوق دين الله (الإسلام) .. ومعنى ذلك أن القرآن لم يشتمل على أسرار تلك العقيدة التي اختص بها الصوفية من دون الناس، ذلك أن القرآن والإسلام هما للعامة. وقرر الغزالي في المرتبة الأسمى وحدة الوجود ، أي لا فارق بين الخالق والمخلوق أو بتعبيره إن الذوات على كثرتها ليست إلا وجوداً  واحداً و ذاتاً واحدة حتى أن الصوفي يفنى فلا يرى نفسه ، وبالطبع لن يرى غيره ،لأنه  يرى الله في كل شيء .

4 ـ ويجعل الغزالي من ( الكشف ) أو ( العلم اللدنى ) أساس المعرفة بوحدة الوجود ، لذا أطلقوا على أولياء الصوفية لقب ( العارفين ) اى الذين يتمتعون بالمعرفة الالهية ، والتى يحتكرها العارفون الصوفية ، والغزالى يعلن أن أسرار هذه العقيدة الدينية محظور أن تسجل في كتاب ، وأن من فعل ذلك فقد كفر ، ثم أنها لا تتعلق بالفقه وأحكامه الدنيوية : ( فإن قلت كيف يتصور أن لا يشاهد إلا واحداً وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة، فكيف يكون الكثير واحداً ؟ فأعلم أن هذه غاية علوم المكاشفة ، وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب ، فقد قال العارفون : إفشاء سر الربوبية كفر .) .

ثانى عشر :

بعض تفصيلات الغزالى فى تقعيد الوحى الشيطانى

1 ـ فى كتابه الإحياء نثر كثيرا عن تقعيد العلم اللدنى أو الكشف الصوفى أو معرفة الغيب أو ( الوحى الشيطانى ). ووضع لها عناوين كثيرة ، منها عنوان ( بيان الفرق بين الإلهام والتعلم والفرق بين طريق الصوفية في استكشاف الحق وطريق النظار). وفيه قسّم إكتساب المعرفة الى إكتساب ، اى الطريقة المعروفة بالاستدلال ، ثم العلم اللدنى الذى يأتى بلا تعلم ولا إجتهاد ، وهو عن طريق مشاهدة الملائكة ، يقول: ( مشاهدة الملك الملقى في القلب والأول يسمى إلهاما ونفثا في الروع والثاني يسمى وحيا وتختص به الأنبياء ، والأول يختص به الأولياء والأصفياء .. ) ويرى الغزالى ( أن القلب مستعد لأن تنجلي فيه حقيقة الحق في الأشياء كلها ) ولكن هناك حجابا (   بين مرآة القلب وبين اللوح المحفوظ الذي هو منقوش بجميع ما قضى الله به إلى يوم القيامة ) . إذا زال هذا الحجاب تنزلت على القلب العلوم اللدنية والغيبيات والوحى . يقول (  وتنكشف الحجب عن أعين القلوب فينجلي فيها بعض ما هو مسطور في اللوح المحفوظ ، ويكون ذلك تارة عند المنام ، فيعلم به ما يكون في المستقبل . ) . ويقول ( وإذا تولى الله أمر القلب فاضت عليه الرحمة وأشرق النور في القلب وانشرح الصدر، وانكشف له سر الملكوت ، وانقشع عن وجه القلب حجاب الغرة بلطف الرحمة وتلألأت فيه حقائق الأمور الإلهية ، ...  فالأنبياء والأولياء انكشف لهم الأمر وفاض على صدورهم النور)

2 ـ وعرض لنفس الموضوع تحت عنوان ( بيان الفرق بين المقامين بمثال محسوس ) وفيه يجعل رفع الحجاب ( الدنيوى ) أساس الاتحاد بالله بحيث لا يرى الصوفى المتحد بالله بزعمهم الخلق بل الخالق وهذا معنى تطهير القلب . وبرفع الحجاب عن القلب (  تنفجر ينابيع العلم من داخله . ) ويتهرب الغزالى من إثبات هذا الإفك بقوله : ( فإن قلت فكيف يتفجر العلم من ذات القلب وهو خال عنه ؟ فاعلم أن هذا من عجائب أسرارالقلب ولا يسمح بذكره في علم المعاملة )( أى الفقه ) . ويقول ( للقلب بابان : باب مفتوح إلى عالم الملكوت وهو اللوح المحفوظ وعالم الملائكة ، وباب مفتوح إلى الحواس الخمس المتمسكة بعالم الملك والشهادة ) أى هناك إمكانية للقلب أن يعلم الغيب وما فى اللوح المحفوظ . وطبعا هذا لا يتيسر إلا لمن زال عن قلبه الحجاب ، وهم الأولياء ( العارفون ) أصحاب ( المعرفة الإلهية ) .

3 ـ وتحت عنوان ( بيان شواهد الشرع على صحة طريق أهل التصوف في اكتساب المعرفة لا من التعلم ولا من الطريق المعتاد ) يقول : ( إعلم أن من انكشف له شيء ولو الشيء اليسير بطريق الإلهام والوقوع في القلب من حيث لا يدري فقد صار عارفا بصحة الطريق ، ومن لم يدرك ذلك من نفسه قط فينبغي أن يؤمن به فإن درجة المعرفة فيه عزيزة جدا ) أى يقسّم المؤمنين عنده الى نوعين : أصحاب الكشف والعلم اللدنى ثم الذين يؤمنون به ممّن لا يتمتعون بهذا الكشف والعلم اللدنى. أى الأولياء العارفون والمريدون المؤمنون بهم . ويستدل على علمهم بالغيب بأحاديث شيطانية وتأويلات للقرآن الكريم وأساطير صوفية منها : ( .. وعن أبي سعيد الخراز قال : " دخلت المسجد الحرام فرأيت فقيرا عليه خرقتان فقلت في نفسي هذا وأشباهه كل على الناس فناداني وقال والله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه فاستغفرت الله في سري فناداني وقال وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ثم غاب عني ولم أره"  . وقال زكريا بن داود : " دخل أبو العباس بن مسروق على أبي الفضل الهاشمي وهو عليل وكان ذا عيال ولم يعرف له سبب يعيش به . قال فلما قمت قلت في نفسي : " من أين يأكل هذا الرجل  ؟ " قال فصاح بي : " يا أبا العباس رد هذه الهمة الدنية فإن لله تعالى ألطافا خفية ."...  وقال حمزة بن عبد الله العلوي : " دخلت على أبي الخير النيناني وأعتقدت في نفسي أن أسلم عليه ولا آكل في داره طعاما ، فلما خرجت من عنده إذا به قد لحقني ، وقد حمل طبقا فيه طعام ، وقال : " يا فتى كُل فقد خرجت الساعة من اعتقادك. " وكان أبو الخير النيناني هذا مشهورا بالكرامات. وقال إبراهيم الرقي : " قصدته مسلما عليه فحضرت صلاة المغرب فلم يكد يقرأ الفاتحة مستويا فقلت في نفسي : " ضاعت سفرتي. " فلما سلم خرجت إلى الطهارة ، فقصدني سبع،  فعدت إلى أبي الخير وقلت : " قصدني سبع. " فخرج وصاح به وقال : " ألم أقل لك لا تتعرض لضيفاني " ، فتنحى الأسد ، فتطهرت ، فلما رجعت قال لي : " اشتغلتم بتقويم الظاهر فخفتم الأسد وأشتغلنا بتقويم البواطن فخافنا الأسد " . وما حكى من تفرس المشايخ وإخبارهم عن اعتقادات الناس وضمائرهم يخرج عن الحصر، بل ما حكى عنهم من مشاهدة الخضر عليه السلام والسؤال منه ومن سماع صوت الهاتف ومن فنون الكرامات خارج عن الحصر ، والحكاية لا تنفع الجاحد ما لم يشاهد ذلك من نفسه. ) الى أن يقول : (  وكذلك تمثل الملائكة للأنبياء والأولياء بصور مختلفة ، فذلك أيضا من أسرار عجائب القلب ، ولا يليق ذلك إلا بعلم المكاشفة فلنقتصر على ما ذكرناه. ). ويخترع الغزالى وحيا شيطانيا ينسبه لرب العزة جل وعلا ، يقول. (وفي الأثر إن الله تعالى يقول أيما عبد اطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري توليت سياسته وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه  ) . لم يذكر لنا هذا ( الأثر ) .! ثم يفترى قائلا : ( وقال بعض العلماء : " يد الله على أفواه الحكماء لا ينطقون إلا بما هيأ الله لهم من الحق " ، وقال آخر : " لو شئت لقلت إن الله تعالى يطلع الخاشعين على بعض سره." ). إن لم يكن هذا وحيا شيطانيا فماذا يكون ؟

4 ـ ويطول الحديث عن مواضيع العلم اللدنى الشيطانى والتى نثرها الغزالى بمهارة بين سطور ( إحياء علوم الدين )، ومنها  قوله: ( ومنها صفاء القلب والسماع يؤثر في تصفية القلب والصفاء يسبب الكشف ، ومنها انبعاث نشاط القلب بقوة السماع فيقوى به على مشاهدة ما كان تقصر عنه قبل ذلك قوته ... وعمل القلب الاستكشاف وملاحظة أسرار الملكوت .. بل القلب إذا صفا ربما يمثل له الحق في صورة مشاهدة أو في لفظ منظوم يقرع سمعه يعبر عنه بصوت الهاتف إذا كان في اليقظة ، وبالرؤيا إذا كان في المنام .. وعلم تحقيق ذلك خارج عن علم المعاملة )   ( وكما يسمع صوت الهاتف عند صفاء القلب فيشاهد أيضا بالبصر صورة الخضر عليه السلام فإنه يتمثل لأرباب القلوب بصور مختلفة وفي مثل هذه الحالة تتمثل الملائكة للأنبياء عليهم السلام إما على حقيقة صورتها وإما على مثال يحاكي صورتها بعض المحاكاة )

 5 ـ وفى كل ما افتراه الغزالى يحاول أن يقنع القارىء بأن الغيب متاح للأولياء ( العارفين ) وهو بهذا يكفر بما أكده رب العزة جل وعلا فى موضوع الغيب :  

5 / 1 : فالله جل وعلا هو وحده عالم الغيب والشهادة . والغيب مقفل بالنسبة لنا ، وعنده وحده مفاتح الغيبيات. قال جل وعلا : ( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٥٩﴾ الانعام )

5 / 2 : وهو جل وعلا يعطى ( بعض الأنبياء ) العلم ببعض الغيب تصديقا للرسالة الالهية وفى إخبارهم عن رب العزة جل وعلا . قال جل وعلا :

5 / 2 / 1 : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾ الجن )

5 / 2 / 2 :  ( مَّا كَانَ اللَّـهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ) (١٧٩﴾ آل عمران )

5 / 3 : بعض الأنبياء أعطاه الله جل وعلا العلم ببعض الغيب فأعلن ذلك ، مثل :

5 / 3 / 1 : يوسف  عليه السلام : ( قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ۚذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ۚ)(٣٧﴾ يوسف)

5 / 3 / 2 : عيسى عليه السلام : ( وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾ آل عمران  ).

5 / 4 : الأنبياء الذيم لم يعطهم الله جل وعلا العلم ببعض الغيب أعلنوا ذلك :

5 / 4 / 1 : نوح عليه السلام أعلن لقومه:( وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ )﴿٣١﴾ هود )

5 / 4 / 2 : محمد عليه السلام أمره ربه جل وعلا أن يعلن لقومه :

5 / 4 / 2 / 1 : ( قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ )﴿٥٠﴾ الانعام )

5 / 4 / 2 / 2 :( قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ) ﴿١٨٨﴾ الاعراف )

5 / 4 / 2 / 3 : ( وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّـهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٢٠﴾ يونس  )

5 / 4 / 2 / 4 : ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ) ﴿٩﴾ الاحقاف )

6 ـ شأن الكافرين أن ينسبوا لآلهتهم علم الغيب ، حتى لو كانوا موتى . وردّ الله جل وعلا عليهم مقدما ، قال جل وعلا :  ( أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٦٤﴾ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٦٥﴾ النمل ).

أخيرا

الغزالى فى ( إحياء علوم دينه الأرضى ) حاول تشريع وتقعيد الوحى الشيطان ، وهو بهذا أبرز رسل الوحى الشيطانى للمحمديين . 

 

 

 

الفصل الثالث

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 1 )

مقدمة :

1 ـ عبد الرحمن بن الجوزى كان مولده فى بغداد ومماته فيها. مولده بعد موت الغزالى بخمس سنوات . صار ابن الجوزى أكبر مؤرخ ومحدث وقصّاص وفقيه فى عصره فى القرن السادس الهجرى وأغزرهم  بما كتبه من مؤلفات فى التاريخ والفقه والقصص والوعظ .

2 ـ كان فقيها حنبليا شهد خفوت نفوذ الحنابلة لصالح التصوف ، الدين الأرضى الآخذ فى الصعود . وفى كتابه ( تلبيس إبليس ) ــ وهو موضوع هذا المقال ـ يقول إبن الجوزى (ولقد حدثني أبو الفتح بن السامري قال جلس الفقهاء في بعض الأربطة للعزاء بفقيه مات ، فأقبل الشيخ أبو الخطاب الكلوذاني الفقيه متوكئا على يدي حتى وقف بباب الرباط ، وقال : " يعزُّ علي لو رآني بعض أصحابنا ومشايخنا القدماء وأنا أدخل هذا الرباط .! " قلت : " على هذا كان أشياخنا ، فأما في زماننا هذا فقد أصطلح الذئب والغنم. " ).

 3 ـ وقت أن كانت السطوة للحنابلة  إضطهدوا الصوفية وغيرهم . ثم عقد الغزالى الصلح بين دينى السنة والتصوف وأسس دينا هجينا هو التصوف السنى ، وقام برعايته صلاح الدين الأيوبى المتوفى عام 589 ، والذى عاصره ابن الجوزى المتوفى عام 597 .  إضطر شيوخ السنة المتشددون لقبول الدين الهجين ، وبه سادت شُهرة الغزالى وكتابه ( إحياء علوم الدين ) . وفى الرواية السابقة  يضطر شيخ حنبلى فى أرذل العمر لكى يأتى فى التعزية فى ( رباط ) أى مؤسسة صوفية أقيم فيه عزاء لفقيه سُنّى .  والشيخ الحنبلى السنى يعزُّ عليه لو رآه أصحابه القدماء وهو يدخل الرباط الصوفى ، ويشكو حاله للراوى وهو حنبلى أيضا فيقول الراوى عن زمنه إنه إصطلح فيه الذئب ( الحنبلى ) على الغنم ( الصوفى ) .

4 ـ عبد الرحمن بن الجوزى هو ابن لعصره ( القرن السادس ) الهجرى . ومع أنه كان كبير الحنبلية المتشددة ، ومع أنه فى كتابه ( تلبيس إبليس ) قد خصّص معظمه فى الإنكار على الصوفية ، ومع أنه هاجم الغزالى إلّا إنّ ابن الجوزى تأثر بالغزالى وكان أكثر تعبيرا عن الدين الهجين ( التصوف السنى ) الذى صنعه الغزالى . وهذا موضوع يحتاج بحثا تاريخيا متعمقا فى رسالة للدكتوراة يقوم به باحث جاد.

5 ـ أبرز نواحى تأثر ابن الجوزى بخصمه الغزالى يظهر فى كتابه ( تلبيس إبليس ). فقد كتبه على منوال الغزالى فى بعض فصول ( إحياء علوم الدين ) والتى يُنكر فيها على فقهاء و ( علماء ) و (عُبّاد / زُهّاد ) عصره . أفرد ابن الجوزى كتابا كاملا بعنوان ( تلبيس إبليس ) وإتسع فى إنكاره على جميع طوائف الناس فى عصره من أهل الكتاب الى الفقهاء والعوام ، مع التركيز على الصوفية . لم يستثن أحدا إلا وجعله من ضحايا ( تلبيس ) أى ( خداع ) ( إبليس ). آسف .. إستثنى ابن الجوزى نفسه .

6 ـ فى مقدمة كتابه يذكر أبوابه ، يقول : ( ذكر تراجم الأبواب : الباب الأول في الأمر بلزوم السنة والجماعة ،  الباب الثاني في ذم البدع والمبتدعين ، الباب الثالث في التحذير من فتن إبليس ومكايده ، الباب الرابع في معنى التلبيس والغرور ،  الباب الخامس في ذكر تلبيسه في العقائد والديانات ، الباب السادس في ذكر تلبيسه على العلماء في فنون العلم ، الباب السابع في ذكر تلبيسه على الولاة والسلاطين ،الباب الثامن في ذكر تلبيسه على العُبّاد في فنون العبادات ، الباب التاسع في ذكر تلبيسه على الزهاد ، الباب العاشر في ذكر تلبيسه على الصوفية ، الباب الحادي عشر في ذكر تلبيسه على المتدينين بما يشبه الكرامات ، الباب الثاني عشر في ذكر تلبيسه على العوام، الباب الثالث عشر في ذكر تلبيسه على الكل بتطويل الأمل)

  7 ـ المضحك أن إبن الجوزى مثل خصمه الغزالى يحذّر من ( إبليس / الشيطان ) وهو قابع فى جيب ( إبليس / الشيطان ) أو فى مؤخرته .  كانت أدلة إبن الجوزى مثل الغزالى هى أحاديث شيطانية ومنامات شيطانية وتأويلات فاسدة فى تحريف معانى القرآن الكريم .

8 ـ نعطى ملامح سريعة عن ابن الجوزى فى كتابه ( تلبيس إبليس ) .

أولا : إنكاره على أبى حامد الغزالى فى ( إحياء علوم الدين )

1 ـ  قال عنه : (  وجاء أبو حامد الغزالي فصنف لهم كتاب (الإحياء )على طريقة القوم ( أى الصوفية ) وملأه بالأحاديث الباطلة  وهو لا يعلم بطلانها ، وتكلم في علم المكاشفة ( أى العلم اللدنى ) وخرج عن قانون الفقه ( أى الدين السُّنّى ) وقال أن المراد بالكوكب والشمس والقمر اللواتي رآهن إبراهيم صلوات الله عليه أنوار هي حجب الله عز وجل ، ولم يرد هذه المعروفات، وهذا من جنس كلام الباطنية ( أى الشيعة المتطرفة ) وقال في كتابه ( المفصح بالأحوال ) إن الصوفية في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتا ويقتبسون منهم فوائد ثم يترقى الحال من مشاهدة الصورة إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق ) . هنا ينكر ابن الجوزى على كتاب الإحياء وعلى صاحبه .

2 ـ فى الهجوم على اسطورة العلم اللدنى :

2 / 1 : ( وقد قال أبو حامد الغزالي في كتاب الإحياء : " مقصود الرياضة تفريغ القلب وليس ذلك إلا بخلوة في مكان مظلم وقال فان لم يكن مكان مظلم فيلف رأسه في جبته أو يتدثر بكساء أو إزار ففي مثل هذه الحالة يسمع نداء الحق ويشاهد جلال حضرة الربوبية " قال المصنف رحمه الله ( ابن الجوزى يعنى نفسه بالمصنف أى المؤلف )  قلت : " أنظر إلى هذه الترتيبات والعجب كيف تصدر من فقيه عالم ومن أين له أن الذي يسمعه نداء الحق وأن الذي يشاهده جلال الربوبية وما يؤمنه أن يكون ما يجده من الوساوس والخيالات الفاسدة وهذا الظاهر ممن يستعمل التقلل في المطعم فإنه يغلب عليه الماليخوليا ) .

2 / 2 : ( وقال أبو حامد الطوسي ( الغزالى ) : " إعلم أن ميل أهل التصوف إلى الالهيه دون التعليمية ، ولذلك لم يتعلموا ولم يحرصوا على دراسة العلم وتحصيل ما صنفه المصنفون بل قالوا الطريق تقديم المجاهدات بمحو الصفات المذمومة وقطع العلائق كلها والاقبال على الله تعالى بكنه الهمة وذلك بأن يقطع الإنسان همه عن الأهل والمال والولد والعلم ويخلو نفسه في زاوية ويقتصر على الفرائض والرواتب ولا يقرن همه بقراءة قرآن ولا بالتأمل في نفسه ولا يكتب حديثا ولا غيره ولا يزال يقول الله الله الله إلى أن ينتهي إلى حال يترك تحريك اللسان ثم يمحي عن القلب صورة اللفظ ." بعد أن نقل ابن الجوزى هذا الكلام من الإحياء قال : ( قال المصنف رحمه الله : قلت : " عزيز علي أن يصدر هذا الكلام من فقيه فإنه لا يخفى قبحه ..). يتحسر ابن الجوزى ان يقول ( فقيه ) هذا الكلام القبيح .

2 / 3 : ( وقد ذكر أبو حامد الطوسي في كتاب الإحياء ان بعضهم قال  : " للربوبية سر لو أظهر بطلت النبوة ، وللنبوة سر لو كشف لبطل العلم ، وللعلماء بالله سر لو أظهروه لبطلت الأحكام . " . قلت : فاظهروا إخواني إلى هذا التخليط القبيح والادعاء على الشريعة أن ظاهرها يخالف باطنها . !)

3 ـ ( قال أبو حامد ضاع لبعض الصوفية ولد صغير فقيل له : " لو سألت الله أن يرده عليك ؟ "فقال : " اعتراضي عليه فيما يقضي أشد على من ذهاب ولدي " قلت ( أى قال ابن الجوزى ) : طال تعجبي من أبي حامد كيف يحكي هذه الأشياء في معرض الإستحسان والرضى عن قائلها وهو يدري أن الدعاء والسؤال ليس باعتراض. )

4 ـ ( وقد حكى أبو حامد الغزالي في كتاب الإحياء قال : " كان بعض الشيوخ في بداية إرادته يكسل عن القيام فألزم نفسه القيام على رأسه طول الليل لتسمح نفسه بالقيام عن طوع قال وعالج بعضهم حب المال بأنه باع جميع ماله ورماه في البحر إذا خاف من تفرقته على الناس رعونة الجود ورياء البذل قال وكان بعضهم يستأجر من يشتمه على ملأ من الناس ليعود نفسه الحلم قال وكان آخر يركب البحر في الشتاء عند اضطراب الموج ليصير شجاعا . " قال المصنف رحمه الله : " أعجب من جميع هؤلاء عندي أبو حامد ، كيف حكى هذه الأشياء ولم ينكرها وكيف ينكرها وقد أتى بها في معرض التعليم ؟ !.  

5 ـ ( وقال قبل أن يورد هذه الحكايات : " ينبغي للشيخ أن ينظر إلى حالة المبتدىء فإن رأى معه مالا فاضلا عن قدر حاجته أخذه وصرفه في الخير وفرغ قلبه منه حتى لا يلتفت إليه وإن رأى الكبرياء قد غلب عليه أمره أن يخرج إلى السوق للكد ويكلفه السؤال والمواظبة على ذلك وإن رأى الغالب عليه البطالة استخدمه في بيت الماء وتنظيفه وكنس المواضع القذرة وملازمة المطبخ ومواضع الدخان، وإن رأى شره الطعام غالبا عليه ألزمه الصوم ،وإن رآه عزبا ولم تنكسر شهوته بالصوم أمره أن يفطر ليلة على الماء دون الخبز وليلة على الخبز دون الماء ويمنعه اللحم رأسا. "  قلت :  وأني لأتعجب من أبي حامد كيف يأمر بهذه الأشياء التي تخالف الشريعة . .. فما أرخص ما باع أبو حامد الغزالي الفقه ( أى الدين السُّنّى ) بالتصوف . )

6 ـ ( وقد حكى أبو حامد الغزالي في كتاب الإحياء عن يحيى بن معاذ أنه قال : " قلت لأبي يزيد هل سألت الله تعالى المعرفة؟ فقال : عزّت عليه أن يعرفها سواه " فقلت ( اى قال ابن الجوزى ): هذا إقرار بالجهل ..)

7 ـ  (  وحكى أبو حامد أن أبا تراب النخشبي قال لمريد له : " لو رأيت أبا يزيد ( البسطامى ) مرة واحدة كان أنفع لك من رؤية الله سبعين مرة . " . قلت ( اى ابن الجوزى ) : وهذا فوق الجنون بدرجات )

8 ـ  ( وحكى أبو حامد الغزالي عن ابن الكريني انه قال  : " نزلت في محلة فعرفت فيها بالصلاح ، فنشب في قلبي فدخلت الحمام وعينت ( أى وضعت عينى ) على ثياب فاخرة فسرقتها ولبستها ، ثم لبست مرقعتي ، وخرجت فجعلت أمشي قليلا قليلا فلحقوني فنزعوا مرقعتي وأخذوا الثياب وصفعوني فصرت بعد ذلك أعرف بلص الحمام فسكنت نفسي . " قال أبو حامد : " فهكذا كانوا يرضون أنفسهم حتى يخلصهم الله من النظر إلى الخلق ثم من النظر إلى النفس وأرباب الأحوال ربما عالجوا أنفسهم بما لا يفتي به الفقيه .. قلت ( اى قال ابن الجوزى ) : سبحان من أخرج أبا حامد من دائرة الفقه ( الدين السنى ) بتصنيفه كتاب الإحياء فليته لم يحك فيه مثل هذا الذي لا يحل والعجب منه أنه يحكيه ويستحسنه ويسمي أصحابه أرباب أحوال وأي حالة أقبح وأشد من حال من خالف الشرع ويرى المصلحة في النهي عنه وكيف يجوز أن يطلب صلاح القلوب بفعل المعاصي ) .

نكمل بعدئذ بعون الرحمن جل وعلا ..

 

التعليقات(9)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الثلاثاء 20 اغسطس 2019

[91293]


أهلا بكم في مدارس الجهل و الخبل و فقه النكد!!



في سلسلة ( رُسل الوحي الشيطاني ) يتعرض الدكتور أحمد إلى من وضع تراثا هائلا اصبح بعدهم دينا يدافع عنه ( أصحابه ) و يستميتون في الدفاع عن من أسماهم الدكتور أحمد بـ ( رسل الوحي الشيطاني ) .
و لأن دين المحمديين سماعي فهم لا يقرؤون ما كتبه ( علمائهم ) و لكنهم يسمعون بخشوع و يتباكون على قصصهم لا سيما في ما أسموه بالزهد و اساليب العبادة ! لذا لا تستغرب من سماع احدهم يقول : أن فلانا قرأ سورة البقرة في ركعة واحدة أو فلانا قرأ القران كله في صلاة واحدة أو فلانا صلى خمس صلوات بوضوء واحد !! الخ من هذه القصص التي تجعل من المستمع يقارن نفسه بهم و بالتالي يُعظم هذه الشخصيات و تتربع داخل عقله الباطن و بالتالي تأخذ وضعا و مكانا بحيث لا يسمح لأي أحد من نقدها و من ينتقدها فهو ينتقد الإسلام !! كل هذا الجهل و الخبل أدى إلى فقه النكد و رحم الله جل و علا الدكتور فرج فودة .
الغائب هنا هو ( تدبر القران الكريم ) هم تفرغوا للرد على بعضهم بعضا بأسلوب رخيص للغاية هو ( الشهرة ) و ( التعصب ) و ( المذهبية ) و من أسف أن ينطلي كل ذلك على الناس بحيث أصبح ذلك ( الجهل و الخبل ) دينا !!.
المشوار طويل جداً و قد بدأه الدكتور أحمد حفظه الله و رافقه و يرافقه أبناءه ممن يؤمنون بالقران و كفى مصدرا للتشريع .  

 

2   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الثلاثاء 20 اغسطس 2019

[91294]


ملاحظات



أرجو أن يكون هذا المقال مع سابقه حلقتين من سلسلة متكاملة تفضح من يسمونهم بعلماء الأمة ،الذين سلمهم المحمديون مصائرهم.

 

وهناك بعض الملاحظات.

فى السطر الأول جاءت كلمة(منأبرز بدلا من من أبرزـــ فى السطر الأول من المقدمة كلمة مولد بدلا من مولده وفى السطرالثانى مدث بدلا من محدث

فى الفقرة 3السطر الأول إضطهدوا بدلا من اضطهدواــــــ فى السطر الخامس إضطر بدلا من اضطر.

 
فى السطر12 إصطلح بدلا من اصطلح.

فى الفقرة4 السطر4الانكاربدلا من الإنكار

فى الفقرة5السطر الثالث إتسع بدلا من اتسع ـــــ فى السطر الخامس إستثنى بدلا من استثنى

فى الفقرة 7 السطر الأول إبن الجوزى بدلا من ابن الجوزى.  ـــــفى الفقرة1/2من أولا السطر الأول مقصودة بدلا من مقصود.فى السطر الثانى أزار بدلا من إزارــــالسطر 4 أنظر بدلا من انظر.فى الفقرة2/2 السطر الأول إعلم بدلا من اعلم ــــالالهيه بدلا من الإلهية ـــفى السطر الثالث الاقبال بدلا من الإقبال.ــفى السطر الرابع نفسه بدلا من بنفسه.

فى الفقرة3/2 فى السطر الأول الأحياء بدلا من الإحياء.

فى الفقرة 4وفى السطر الأول الأحياء بدلا من الإحياء.ــــفى السطر الثالث إذا بدلا من إذ.

فى الفقرة 5 السطور الثانى والثالث والرابع وان بدلا من وإن ــــ فى السطر السادس وأنى بدلا من وإنى.

فى الفقرة6 السطر الأول الأحياء بدلا من الإحياء فى السطر الثانى جاءت عبارة(عزت عليه أن يعرفها سواه) بدلا من (غرت عليه أن يعرفه سواه).

فى الفقرة 7 السطر الثانى اى بدلا من أى.

فى الفقرة 8 السطر الثانى ما المقصود بكلمة (عينت)ـ

فى السطر الخامس اى بدلا من أى وفى السطر السادس الأحياء بدلا من الإحياء.

3  
تعليق بواسطة  عثمان محمد علي     في   الثلاثاء 20 اغسطس 2019

[91296]


لماذا العراق وأجوارها ؟؟؟



اكرمك الله استاذنا دكتور منصور .  وبارك فى علمك وعُمرك . هناك ملاحظة ربما تحتاج إلى توضيح . وهى . بالرغم من أن العراق ومصر فُتحتا فى عهد عمر بن الخطاب إلا أن كوارث المُسلمين الدينية (فقه - حديث   - تصوف  تشيع  )  لم تنشأ ولم تزذهر ولم يكن لها فقهاء ومُحدثين  إلا من اصول عراقية ،او أصول من أجوارها  مما يُعرف الآن بإيران وتركمستان وكازخستان  وبخارى  وجاءوا وعاشوا فيها . فمثلا - الشافعى  بالرغم من أنه فلسطينى إلا ان مذهبه  الفقهى لم يرى النور إلا فى العراق ومؤلفاته  لم يكتبها إلا فى العراق ايضا  .. أحمد بن حنبل - الغزالى - إبن الجوزى - البخارى -مسلم الترمذى - إبن ماجة - وووو . حتى أن من يُعرفون بالحشوية أو ضريبة الحديث (من ضرب وتخليق الحديث ) لم يكونوا إلا فى العراق .  وما نراه الآن أو نُشاهده أحيانا على بعض القنوات العراقية من خُرافات حول التشيع و(على وبنيه والزهراء )..

فهل هُناك تفسير إجتماعى أو تاريخى لهذا ؟؟؟ لماذا العراق   ؟؟؟

 


 

4   تعليق بواسطة  لطفية سعيد     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91297]


تعليق وتعليق



اولا نشكر الدكتور أحمد على هذا البحث الرائع  : حضرني قول طريف مضحك عندما قرآت المقال ، جعلني ابتسم رغما عني ومما أتذكر من هذا القول  :  بعد ان وصف صديق صديقه بأقبح الألفاظ رد الأخر عليه  واصفا اياه بما هو أسوأ قال  ثالث : أرى  أنكما يعرف كلا منكما تمام المعرفة ..!!).. وعن تعليق الدكتور عثمان الشيق  عن العراق وأشاركه نفس التساؤل .. قد قرأت عن العراق بعض السطور.

 

5   تعليق بواسطة  لطفية سعيد     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91298]


بعض السطور عن العراق



كان العراق، والمعروف في العصور الكلاسيكية القديمة بلاد ما بين النهرين، موطناً لأقدم الحضارات في العالم،ويتمتع بتاريخ من الحضارة يمتد لأكثر من 10،000 سنة، وقد عرف بهذا اللقب، فقد كان مهدا للحضارة، وكانت بلاد ما بين النهرين تمثل الجزء الأكبر من دول الهلال الخصيب كما كان جزءا كبيرا من الشرق الأدنى القديم طوال العصر البرونزي والعصر الحديدي.

 

6   تعليق بواسطة  لطفية سعيد     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91299]


يتبع



كان الأشوريين غالبية سكان العراق حكمت العراق الإمبراطوريات المحلية والأجنبية وفي العصر، الوسيط غزته الإمبراطوريات الأخمينية وكذلك امبراطوريات البارثيين والساسانيين خلال العصر الحديدي والعصور الكلاسيكية القديمة ، وفتحه المسلمون في عصر الخلفاء الراشدين في القرن السابع بعد أن أزاحوا الدولة الساسانية ، ثم كان العصر الذهبي للعراق خلال عهد الخلافة العباسية  وبعد سلسلة من الغزوات والفتوحات أصبح العراق تحت حكم البويهيين والسلاجقة الأتراك ثم سقط بيد المغول عام 1258م ، ثم أصبح العراق ضمن سيطرة الدزلة العثمانية في القرن السادس عشر ،ولكن بشكل متقطع كان تحت السيطرة الإيرانية الصفوية والمملوكية .) انتهى .. دمتم بكل الخير

 

7   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91300]


لماذا العراق؟



بورك فيك دعثمان ،هذا التساؤل راودنى كثيرا ، والأمر لايقتصر على الكوارث الدينية فقط بل والكوارث السياسية والإجتماعية ،وكنت دائما أتساءل عما كان يمكن حدوثه لو تولى معاوية العراق وعلى تولى الشام،ولكن لدى يقين بأن المخطط القرشى اختار الشام لمعاوية عمدا وأكمل هو بدهائه تدجين الشوام لطاعته فصهرهم فى بوتقة واحدة ،وبما أن مصر والشام كانتا دولا محتلة قبل الغزو القرشى فلم يكن لديهم مشكلة مع العرب وقرأنا كثيرا أن العرب كانوا رغم ما يقال أقل قسوة من الرومان الذين كانوا يعتبرون سكان هذه البلاد عبيدا،أما فى العراق فالوضع يختلف إذ كانت هذه المنطقة معقل الإمبراطورية الفارسية ،حيث وجد الفرس أنفسهم وقد تحولوا من سادة إلى موالى،فنشأت الشعوبية ووجد الفرس ضالتهم فى التشيع الذى اخترعوه خصيصا لضرب الإسلام وإيقاع العرب بعضهم فى البعض الآخر،بل يؤكد الكثيرون أن الشيعة الأوائل من الفرس لم يكونوا مسلمين أصلا.ولكنه الكيد للإسلام ، وكادوا ينجحون فى ضرب الإسلام والعرب فى مقتل إبان قيام الدولة العباسية لولا وجود أبى جعفر المنصور الذى كان يقظا ذكيا جريئا فقتل أبا مسلم الخراسانى وشتت جماعته ،وقضى على الراوندية،ولكن الفتن لم تتوقف أبدا،ولاننسى الخوارج الذين وجدوا فى التربة العراقية حاضنة لهم واندس مجوس الفرس بينهم لتأجيج الفتن ،كما كاد الفرس ينجحون فى الإستقلال عن العباسيين على يد بابك الخرمى لولا براعة المعتصم الذى استغل الأفشين فى القضاء عليه ثم تولى هو قتل الأفشين،على أى حال هذا الموضوع شيق جدا وليس له إلا مقال مفصل من الدكتور صبحى. أعانه الله.

 

8   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91301]


ملاحظة



بخصوص عبارة عزت عليه أن يعرفها سواه، هكذا جاءت فى كتاب تلبيس إبليس ولكنها فى كتاب الإحياء(غرت عليه منى أن يعرفه سواه) العبارة الأولى تفيد أنه سأل الله فلم يستجب له لأن المعرفة عزت عليه وفى هذا من الوقاحة والكفر ما تنوء بحمله الجبال،أما العبارة الثانية فتفيد أنه رفض طلب معرفة الله التى أتيحت له هو فقط دون كل العالمين من الملائكة والإنس والجن الذين لم تتح لهم فرصة معرفة الله ولكن أين هؤلاء جميعا من أبى مرة البسطامى!!! العجب كل العجب ممن مازالوا يقدسون هذه الطواغيت ،ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

9   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء 21 اغسطس 2019

[91302]


شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا ، واقول:



  ـ شكرا لأخى الحبيب د مصطفى على دقته فى التصحيح وعلى إضافاته العلمية الثرية

 ـ شكرا لابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأرجو أن ينجح هذا الكتاب فى فضح شياطين الإنس الذين تحولوا الى آلهة وأنصاف آلهة عند المحمديين.

  ـ شكرا للأستاذة لطفية سعيد و د عثمان محمد على ، وعن العراق أقول إضافة بسيطة : إن قيام الدولة العباسية فيه جعله عاصمة الثقافة والعلم نظرا لأن الدولة العباسية هى التى شهدت تدوين العلوم وتأسيس الأديان الأرضية ـ ولأن موقع العراق بين حضارتى الفرس والروم أوجد من قبل مدارس فكرية وفلسفية فى حران والرها ونصيبين وإنطاكية خلطت الفلسفة ببعض ما عرفوه من المسيحية ، وكانت هذه المدارس الأساس الذى قام عليه الإزدهار العلمى فى العصر العباسى . بدأت مصر تأخذ دورها حين قامت فيها خلافة شيعية مناوئة ، ثم حين سقط العراق تحت الاحتلال المغولى تصدرت مصر طيلة العصر المملوكى.  

 

 

 

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من أبرز رُسُل الوحى الشيطانى  ( 2)

ثانيا :

وأنكر ابن الجوزى تأييد الغزالى وتشريعه لبعض ملامح الدين الصوفى ، وهى متناقضة ، ومنها :

 الزهد :

  قال ابن الجوزى منكرا على أبى حامد الغزالى فى ( الإحياء ) فى موضوع ( الزهد )

 1 : ( لقد عجبت لأبي حامد الغزالي الفقيه كيف نزل مع القوم من رتبة الفقه إلى مذاهبهم حتى إنه قال : "  لا ينبغي للمريد إذا تاقت نفسه الى الجماع أن يأكل ويجامع فيعطي نفسه شهوتين فتقوى عليه . " . قال المصنف رحمه الله : "وهذا قبيح في الغاية، فان الإدام شهوة فوق الطعام فينبغي أن لا يأكل إداما والماء شهوة أخرى." )

  2 :  ( قال أبو حامد : " ينبغي أن لا يشغل المريد نفسه بالتزويج فانه يشغله عن السلوك ويأنس بالزوجة ، ومن أنس بغير الله شغل عن الله تعالى " . قال المصنف رحمه الله : " وإني لأعجب من كلامه .! أتراه ما علم أن من قصد عفاف نفسه ووجود ولد أو عفاف زوجته فانه لم يخرج عن جادة السلوك ، أو يرى الأنس الطبيعي بالزوجة ينافي أنس القلوب بطاعة الله تعالى ؟ والله تعالى قد منّ على الخلق بقوله وجعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة؟   )

  3 : ( ولست أتعجب من المتزهدين الذين فعلوا هذا مع قلة علمهم ، وإنما العجب من أقوام لهم عقل وعلم وكيف حثّوا على هذا وأمروا به مع مصادمته للعقل والشرع ؟ وقد ذكر الحارث المحاسبي في هذا كلاما طويلا ، وشيّده أبو حامد الغزالي ونصره . والحارث عندي أعذر من أبي حامد ، لأن أبا حامد كان أفقه ،غير أن دخوله في التصوف أوجب عليه نصرة ما دخل فيه .). أى يصبّ ابن الجوزى إنكاره على الغزالى اكثر من إنكاره على داعية الزهد الحارث المحاسبى ، هذا لأن إبن الجوزى يعتبر الغزالى ضليعا  فى الدين السنى فكيف ينحاز الى التصوف والزهد على حساب دين السُّنة .

  4 : (  قال أبو حامد  : " فمن راقب أحوال الأنبياء والأولياء وأقوالهم لم يشك في أن فقد المال أفضل من وجوده وإن صرف إلى الخيرات . إذ أقل ما فيه اشتغالهم باصلاحه عن ذكر الله عز وجل ، فينبغي للمريد أن يخرج من ماله حتى لا يبقى له إلا قدر ضرورته ، فما بقي له درهم يلتفت إليه قلبه فهو محجوب عن الله عز وجل.". قال المصنف : وهذا كله بخلاف الشرع والعقل وسوء فهم للمراد بالمال." ) ( وأعجب لسكوت أبي حامد بل لنصرته ما حكى وكيف يقول أن فقد المال أفضل من وجوده وإن صرف إلى الخيرات ولو أدعى الإجماع على خلاف هذا لصح ولكن تصوفه غيّر فتواه )

5 : ( قال أبو حامد الغزالي : " اذا أكل الانسان ما يستلذه قسا قلبه وكره الموت ، واذا منع نفسه شهواتها وحرمها لذاتها إشتهت نفسه الإفلات من الدنيا بالموت . " قال المصنف رحمه الله : " واعجبا كيف يصدر هذا الكلام من فقيه ؟ )

6: ( وقد ذكر أبو حامد الطوسي في كتاب ذم المال في قوله عز وجل : (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) قال إنما عنى الذهب والفضة إذ رتبة النبوة أجل من أن يخشى عليها أن تعبد الآلهة والأصنام وإنما عنى بعبادته حبه والاغترار به ." قال المصنف رحمه الله : وهذا شيء لم يقله أحد من المفسرين )

7 : ( وقد حكى أبو حامد عن سهل أنه كان يرى أن صلاة الجائع الذي قد أضعفه الجوع قاعدا أفضل من صلاته قائما إذا قواه الأكل . قال المصنف رحمه الله .: هذا خطأ ، بل إذا تقوى على القيام كان أكله عبادة لأنه يعين على العبادة ، وإذا تجوع إلى أن يصلي قاعدا فقد تسبب إلى ترك الفرائض فلم يجز له . ولو كان التناول ميتة ما جاز هذا فكيف وهو حلال ؟ ثم أي قربة في هذا الجوع المعطل أدوات العبادة ؟! )

 السماع :

هو حفلات الصوفية للغناء والرقص والوجد. وجعلوها دينا . ومنه التطرف فى الإعجاب وضعوا له مصطلح ( الوجد ) ، ومن عاداتهم عند التطرف فى الاعجاب أو ( الوجد ) أن يتظاهر أحدهم بالإغماء أو يقوم بتقطيع ملابسه ، وصنعوا لهذا تشريعات فقهية على أنها عبادة . وأجاز هذا الغزالى وحرص على أن يؤسس له تشريعا . وأنكره ابن الجوزى. يقول :

  1 :( قال المصنف رحمه الله : " وقد احتج لهم أبو حامد الطوسي بأشياء نزل فيها عن رتبته عن الفهم ، مجموعها أنه قال ما يدل على تحريم السماع نص ولا قياس ..) وبعد إستطراد فى ذكر حججهم قال ابن الجوزى : ( قال المصنف رحمه الله : " قلت وإني لأتعجب من مثل هذا الكلام .. )

 2 : ( وقد قال أبو حامد : " من أحب الله وعشقه واشتاق إلى لقائه فالسماع في حقه مؤكد لعشقه . " قال المصنف رحمه الله قلت : " وهذا قبيح أن يقال عن الله عز وجل يعشق. )

  3 : يقول ابن الجوزى:  (  فصل وأما تقطيعهم الثياب المطروحة خرقا وتفريقها فقد بينا أنه إن كان   صاحب الثوب رماه إلى المغني لم يملكه بنفس الرمي حتى يملكه إياه فإذا ملكه إياه فما وجه تصرف الغير فيه ، ولقد شهدت بعض فقهائهم يخرق الثياب ويقسمها ، ويقول : هذه الخرق ينتفع بها وليس هذا بتفريط " . فقلت : وهل التفريط إلا هذا . ورأيت شيخا آخر منهم يقول : " خرقت خرقا في بلدنا فأصاب رجل منها خريقة فعملها كفنا فباعه بخمسة دنانير. ".  فقلت له : " إن الشرع لا يحيز هذه الرعونات لمثل هذه النوادر .".  وأعجب من هذين الرجلين أبو حامد الطوسي ، فإنه قال : " يباح لهم تمزيق الثياب إذا خرقت قطعا مربعة تصلح لترقيع الثياب والسجادات فإن الثوب يمزق حتى يُخاط منه قميص ولا يكون ذلك تضييعا . " . ولقد عجبت من هذا الرجل كيف سلبه حب مذهب التصوف عن أصول الفقه ومذهب الشافعي ... )

4 :( وقد حكى لي أبو عبد الله التكريتي الصوفي عن أبي الفتوح الاسفرايني وكنت أنا قد رأيته وأنا صغير السن وقد حضر في جمع كثير في رباط ( الرباط هو معبد صوفى يقيم فيه الصوفية بزعم العبادة ) وهناك المخاد والقضبان ودف بجلاجل ، فقام يرقص حتى وقعت عمامته ، فبقي مكشوف الرأس . ( كشف الرأس كان عقوبة ومهانة وإهانة ) . قال التكريتي إنه رقص يوما في خُفّ له ، ثم ذكر أن الرقص في الخف خطأ عند القوم ( أى الصوفية ) فانفرد وخلعه ، ثم نزع مطرفا كان عليه فوضعه بين أيديهم كفارة لتلك الجناية فاقتسموه خرقا , ( أى وزّعوه على بعضهم بعد أن قسموه خرقا ) قال ابن طاهر والدليل على أن الذي يطرح الخرقة لا يجوز أن يشتريها ، ...قال المصنف : " أنظر إلي بُعد هذا الرجل عن فهم معاني الأحاديث فان الخرقة المطروحة باقية على ملك صاحبها فلا يحتاج إلى أن يشتريها . )

التوكل :

كان يعنى عندهم أن يسافر أحدهم فى الصحراء بلا زاد ولا ماء تحت شعار التوكل . وكان هذا مجرد مزاعم لم نقرأ لها تطبيقا فعليا فى تراث التصوف أو فى تاريخ أوليائه . وربما فعله بعضهم فمات جوعا وعطشا دون أن يسمع عنه أحد . هذا مع أن المعروف وقتها أن السفر فى الصحراء غير آمن بسبب غارات الأعراب .  وقد إنتقد ابن الجوزى ما قالوه .( قال المصنف رحمه الله قلت : وقد سبق الكلام على مثل هذا وإن هؤلاء القوم ظنوا أن التوكل ترك الأسباب ، ولو كان هكذا لكان رسول الله حين تزود لما خرج إلى الغار قد خرج من التوكل ، وكذلك موسى لما طلب الخضر تزود حوتا ، وأهل الكهف حين خرجوا فاستصحبوا دراهم واستخفوا ما معهم.  وإنما خفي على هؤلاء معنى التوكل لجهلهم. وقد أعتذر لهم أبو حامد ( الغزالى ) فقال : "لا يجوز دخول المفازة ( الصحراء ) بغير زاد إلا بشرطين، أحدهما : أن يكون الإنسان قد راض نفسه حيث يمكنه الصبر على الطعام أسبوعا ونحوه، والثاني أن يمكنه التقوت بالحشيش ، ولا تخلوا البادية من أن يلقاه آدمي بعد أسبوع أو ينتهي إلى حلة أو حشيش يرجى به وقته ".  قال المصنف رحمه الله : قلت أقبح ما في هذا القول انه صدر من فقيه ... )

 الانحلال الخلقى

جعله الصوفية دينا حيث تفرغوا للبطالة يعيشون فى الأربطة والزوايا والخوانق عالة على من ينفق عليهم من الحكام والفاسدين من أتباعهم ، ولا يعملون سوى الأكل والشرب وحفلات السماع ويمارسون الشذوذ والزنا. ومن كان يعيش منهم خارج مؤسسات التصوف أقاموا حفلات للسماع يستحضرون فيها الصبيان الذين يتخذونهم للشذوذ ، وألبسوهم ملابس مزينة وزينوا وجوههم ب ( الماكياج ) ويرقصون معهم علنا ، وإستمالوا اليهم النساء والصبيان ، وأفسدوا الزوجات على أزواجهن ، وضموا النساء والصبيان اليهم بإلباسهم (الخرقة ) أو شعار التصوف . قال ابن الجوزى : ( قال ابن عقيل نقلته من خطه : " وأنا أذم الصوفية لوجوه يوجب الشرع ذم فعلها منها : أنهم اتخذوا مناخ البطالة وهي الأربطة فانقطعوا إليها عن الجماعات في المساجد فلا هي مساجد ولا بيوت ولا خانات ( فنادق ) ، وصمدوا فيها للبطالة عن أعمال المعاش ، وبدنوا ( عودوا ) أنفسهم بدن البهائم للأكل والشرب والرقص والغناء ، وعولوا على الترقيع المعتمد به التحسين تلميعا والمشاوذ بألوان مخصوصة ( أى كانوا يقومون بترقيع ملابسهم بقطع قماش زاهية ملونة للتاثير على العوام )، أوقع في نفوس العوام والنسوة من تلميع السقلاطون بألوان الحرير. واستمالوا النسوة والمردان ( الصبيان ) بتصنع الصور واللباس ، فما دخلوا بيتا فيه نسوة فخرجوا إلا عن فساد قلوب النسوة على أزواجهن ، ثم يقبلون الطعام والنفقات من الظلمة والفجار وغاصبي الأموال ، كالولاة والأجناد وأرباب المكوس ، ويستصحبون المردان في السماعات يجلبونهم في الجموع مع ضوء الشموع ، ويخالطون النسوة الأجانب ، ينصبون لذلك حجة إلباسهن الخرقة،( أى إدخالهن التصوف وأخذ العهد عليهن ) ، ويستحلون بل يوجبون إقتسام ثياب من طرب فسقط ثوبه ، ويسمون الطرب وجدا ، والدعوة وقتا ، واقتسام ثياب الناس حكما .( أى جعلوا تشريعات لما يفعلونه وجعلوا لها مصطلحات )،  ولا يخرجون عن بيت دعوا إليه إلا عن إلزام دعوة أخرى ، يقولون أنها وجبت . ) ويفتى ابن الجوزى يقول : ( واعتقاد ذلك كفر وفعله فسوق ) ويقول  عن أبى حامد الغزالى : ( قلت : سبحان من أخرج أبا حامد من دائرة الفقه بتصنيفه كتاب الإحياء ؟ فليته لم يحك فيه مثل هذا الذي لا يحل .! . والعجب منه أنه يحكيه ويستحسنه ويسمي أصحابه أرباب أحوال .! . وأي حالة أقبح وأشد من حال من خالف الشرع ويرى المصلحة في النهي عنه، وكيف يجوز أن يطلب صلاح القلوب بفعل المعاصي ،وقد عدم في الشريعة ما يصلح به قلبه حتى يستحل ما لا يحل فيها ، وهذا من جنس ما تفعله الأمراء الجهلة من قتل من لا يجوز قتله ويسمونه سياسة . ). أى كما يستحل الحكام الظالمون قتل الأبرياء تحت مسمى السياسة فهؤلاء الصوفية يقترفون تلك المعاصى على أنها دين . وأولئك الحكام السفاحون يعطون الأموال والقرابين لأولئك الصوفية إخوان الشياطين . 

 

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الجمعة 23 اغسطس 2019

[91305]


ملاحظات



فى السطر الأول وردت كلمة منأبرز بدلا من (من أبرز)

فى فقرة الإنحلال الخلقى فى السطر الأول الصوفيي وصوابها الصوفيون

السطر الرابع أبلسوهم والصواب ألبسوهم

السطر 15 أقتسام وصوابها اقتسام
السطر16 أجعلوا والصواب جعلوا
السطر18 الأحياء والصواب الإحياء

السطر20 طلاح والصواب صلاح

السطر21 يستعحل والصواب يستحل

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 25 اغسطس 2019

[91320]


شكرا د مصطفى ، وتم إصلاح الخطأ



وأكرمك الله جل وعلا وجزاك خيرا

 

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 3 )

 

ثالثا : ابن الجوزى والغزالى والجنيد 

عاب ابن الجوزى على أبى حامد الغزالى إعتماده على الأحاديث الموضوعة وغيرها ( أى الوحى الشيطانى ) بينما ملأ ابن الجوزى كتابه ( تلبيس إبليس ) بنفس الوحى الشيطانى ، وكلاهما يزعم إنقاذ الناس من إبليس وهما أبرز أعوان ابليس وناشرى وحيه الشيطانى .

الغريب أن ابن الجوزى يحتج على الغزالى والصوفية بما قاله ( الجنيد ) وهو رائد التصوف ولقبه (سيد الطائفة ) . وهذا الجنيد هو أول من أرسى اسطورة العلم اللدنى ( أى الوحى الشيطانى للصوفية ) وهو الذى أسّس عقائد التصوف ، والتى شرحها الغزالى فى الإحياء وفى كتبه الأخرى. أى إن الغزالى هو تلميذ للجنيد ، ولكن إبن الجوزى يستشهد بالجنيد منخدعا بنفاق الجنيد الذى كان يتعامل بوجهين لينجو من  الإضطهاد الذى وقع على الصوفية تحت عصف الحنابلة والسلطة العباسية ، ودفع الحلاج حياته ضحية لهذا الإضطهاد عام 309 هجرية .

ونعطى بعض التفصيل :  

1 ـ ظهر الجنيد وقت أن كان اضطهاد الصوفية على أشده ، وإضطر زملاء الحلاج بزعامة الجنيد الى التقية الشيعية ، أي إعلان تمسكهم بالكتاب والسنة ،وبهذا استقر في الأذهان فيما بعد أن هناك تصوفاً معتدلاً يتزعمه الجنيد وأعيان مدرسته يخالفون بذلك متطرفي الصوفية كالحلاج ومدرسته ، والواقع أنه لا خلاف هناك في العقيدة ، وإنما هي صراحة الحلاج ونفاق الجنيد ، وإنخدع بالجنيد كثيرون من الحنابلة كابن الجوزى فى العصر العباسى وابن تيمية وابن القيم والبقاعي فى العصر المملوكى .

2 ـ الشعرانى زعيم التصوف والفقه أو ( التصوف السنى ) فى العصر العثمانى قالها بصراحة فى ترجمته للجنيد فى كتابه ( الطبقات الكبرى ج 1 ) . قال الشعرانى :

2 / 1 : إنهم شهدوا علي الجنيد ( حين كان يقرر في علم التوحيد ( يقصد عقيدة التصوف ) ثم أنه تستر بالفقه واختفى ).

2 / 2 : بعد صلب الحلاج كان الجنيد : ( يقول كثيرا للشبلي .. لا تُفش سر الله تعالى بين المحجوبين ). يعني أنه كان يأمر الشبلي – وهو أشبه بالحلاج – بألا يصرح بعقيدته بين المسلمين ( المحجوبين ) عن ( المعرفة ) الصوفية .

2 / 3 : وأنه أصدر أوامره لأتباعه بأنه ( لا ينبغي للفقير ( يقصد الصوفي ) قراءة كتب التوحيد الخاص ( يقصد التصوف ) إلا بين المصدقين لأهل الطريق أو المسلّمين لهم ) يقصد المعتقدين فيهم ..

2 / 4 : وطبق الجنيد هذا المبدأ على نفسه فكان : ( لا يتكلم قط في علم التوحيد إلا في قعر بيته بعد أن يغلق أبواب داره ويأخذ مفاتيحها تحت وركه ، ويقول : أتحبون أن يكذب الناس أولياء الله تعالى وخاصته ويرمونهم بالزندقة والكفر ؟!. ) .

2 / 5 : ومعنى ذلك أنه كانت للصوفية في هذا الوقت اجتماعات سرية متفرقة ، تؤمها خلايا من مريدين وشيخ ، وفيها كانوا يقرءون (كتب التوحيد الخاص).أي أن عقائد التصوف قد دُوّنت منذ عهدها المبكر ، إلا أننا لم نعثر على مؤلف كامل للجنيد إذ أنه في غمرة تمسكه بالتقية أوصى حين الموت بأن (يدفن معه جميع ما هو منسوب إليه من عمله) ، فلم يحفظ عن الجنيد إلا القليل من الآراء الصوفية مع أنه سيد الطائفة ، وكل الطرق الصوفية المتأخرة تنتهي إليه بالخرقة.

2 / 6 : إلا إن الذى شاع عن الجنيد إعلانه التقيد بالكتاب والسنة ، وقوله : ( مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة ) ، ( ومن لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يُقتدى به في هذا الأمر )، أي التصوف ، وهو ما ذكره القشيرى فى الرسالة القشيرية .

3- ومن خلال الأقوال القليلة التي حفظت عن الجنيد في عقيدة التصوف يمكن أن نتعرف على كونه رائد الدين الصوفى والعقيدة الصوفية الأشد كفرا.  

3 / 1 : يقول الجنيد عن ( التوحيد الصوفى ):  ( إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته ، بأنه الواحد الذي لم يلد ولم يولد ، وينفي الأضداد والأنداد والأشباه ،و ماعُبد من دونه بلا تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل ، إلها واحدا صمدا فردا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ، وقال مرة أخرى " معنى تضمحل فيه الرسوم وتندرج فيه العلوم ، ويكون الله تعالى كما لم يزل " ، قال أبو نصر الطوسي : فالجوابان اللذان لذي النون والجنيد رحمهما الله في التوحيد ظاهران ، أجابا عن توحيد العامة ، وهذا الجواب الذي ذكرناه أشار إلى توحيد الخاصة ،وقد سئل الجنيد رحمه الله عن توحيد الخاصة ، فقال أن يكون العبد شبحا بين يدي الله عز وجل وتجري عليه تصاريف تدبيره في مجارى أحكام قدرته في لُجِّج بحار توحيده بالفناء عن نفسه وعن دعوة الخلق له وعن استجابته بحقائق وجود وحدانيته في حقيقة قربه بذهاب حسه وحركته ، لقيام الحق له فيما أراد منه ، وهو أن يرجع آخر العبد إلى أوله ، فيكون كما كان من قبل أن يكون ، وقال أيضا . التوحيد هو الخروج من ضيق رسوم الزمانية إلى سعة فناء السرمدية )

3 / 2 : وهذا النص نقلناه كاملا من كتاب ( اللمع ) للطوسي  . وبالتمعن في النص : تبدو لنا درجات للعقيدة الصوفية ، فقد اضطر الجنيد – خوف الاضطهاد – إلى أن يعترف بالعقيدة الإسلامية فقال عن التوحيد ( إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته .. الخ ).  وعلق الطوسي بأن ذلك هو توحيد العامة ، ويقصد به مذهب جمهور المسلمين ، أما عن توحيد الخاصة الذي يتردد في الاجتماعات السرية فيقول فيه الطوسي ( وقد سئل الجنيد عن توحيد الخاصة ) أي سأله أتباعه في مجلس سري ، وقد قال فيه أكثر من تعريف وبعضها يعبر عن ( الاتحاد ) مثل قوله ( أن يكون العبد – أي الصوفي – شبحا بين يدي الله عز وجل .. الخ ) والتعمق في هذا التعريف يظهر أن غاية الاتحاد في أن يذوب الصوفي في خالقه بحيث يصبح جسده شبحاً تتحكم فيه " روح الله وقدرته " ، وقال ( التوحيد هو الخروج من ضيق رسوم الزمانية ) يقصد أحكام البشرية وحدودها ( إلى سعة فناء السرمدية ) أي إلى الألوهية الباقية بلا نهاية .  وعبًر الجنيد عن وحدة الوجود بقوله ( معنى تضمحل فيه الرسوم )، ويقصد بالرسوم مظاهر الكون المادية من إنسان وحيوان وجماد فكلها تضمحل في ذات الله ( وتندرج فيه العلوم ) أي أن كل العلوم والمعارف البشرية والكونية مظاهر إلهية ( ويكون الله تعالى كما لم يزل ) أي أن الله مع ذلك – مع وجود هذا التعدد في المظاهر المادية والعقلية – هو كما كان وسيظل – وجوداً واحداً يشمل الرسوم المادية والأفكار المعنوية .. وقام الغزالى فيما بعد بشرح ما أوجزه الجنيد .

4 ـ فيما يخص الوحى الشيطانى ( العلم اللدنى والزعم بعلم الغيب ) فقد كان الجنيد رائدا فيه ، فهو يرى أن العارف الصوفي هو ( من نطق عن سرّك وأنت ساكت  ) أي سنّ للصوفية ادعاء الكشف أو علم الغيب ، وسئل عن مصدره الذي يستقى منه أقواله الجديدةفقال : ( من جلوس بين يدي الله ثلاثين سنة أسفل تلك الدرجة ، وأومأ إلى درجة - سلم -في داره )  ، فأرسى مقولة العلم اللدني والوحي . ثم ــ فيما بعد ــ أسهب الغزالى فى شرحها وتقعيدها .

5 ـ نقل ابن الجوزى فى كتابه ( تلبيس إبليس ) إضطهاد الجنيد وأتباعه . قال :

5 / 1 : ( تكلم أبو حمزة في جامع طرسوس فقبلوه ، فبينا هو ذات يوم يتكلم إذ صاح غراب على سطح الجامع ، فزعق أبو حمزة وقال : " لبيك لبيك .! " فنسبوه إلى الزندقة وقالوا حلولي زنديق وبيع فرسه بالمناداة على باب الجامع هذا فرس الزنديق ) أى جعل الغراب إلاها له وفق عقيدة وحدة الوجود التى تجعل كل المخلوقات هى عين الخالق بلا فارق .

5 / 2  ( كان أبو حمزة إذا سمع شيئا يقول : " لبيك لبيك "! ، فأطلقوا عليه أنه حلولي .. وعن أبي علي الروزباري قال : " أطلق على أبي حمزة أنه حلولي وذلك أنه كان إذا سمع صوتا مثل هبوب الرياح وخرير الماء وصياح الطيور كان يصيح ويقول لبيك لبيك فرموه بالحلول ." ، ...وبلغني عن أبي حمزة أنه دخل دار الحارث المحاسبي فصاحت الشاه ماع فشهق أبو حمزة شهقة وقال لبيك يا سيدي . "  .

5 / 3 : ( وأنكر جماعة من العلماء على أبي سعيد أحمد بن عيسى الخراط ونسبوه إلى الكفر بألفاظ وجدوها في كتاب صنفه وهو كتاب السر ، ومنه قوله : "عبد طائع ما أذن له فلزم التعظيم لله فقدس الله نفسه ."،  قال وأبو العباس أحمد بن عطاء نسب إلى الكفر والزندقة .)

5 / 4 : ( قال وكم من مرة قد أخذ الجنيد ، مع علمه وشُهد عليه بالكفر والزندقة ، وكذلك أكثرهم . )

5 / 5 : عن محاكمة الصوفية :

5 / 5 / 1  :  ( لما كانت محنة غلام الخليل ونسبة الصوفية إلى الزندقة أمر الخليفة بالقبض عليهم ، فأخذ النوري في جماعة فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم ، فتقدم النوري مبتدرا إلى السياف ليضرب عنقه فقال له السياف : " ما دعاك إلى البدار؟ " قال : " آثرت حياة أصحابي على حياتي هذه اللحظة ."، فتوقف السياف فرفع الأمر إلى الخليفة فرد أمرهم إلى قاضي القضاة اسماعيل بن اسحاق فأمر بتخليتهم . .. )

5 / 5 / 2 : وفى رواية أخرى لابن الجوزى : ( كان يسعى بالصوفيه ببغداد غلام الخليل إلى الخليفة ، فقال : "ههنا قوم زنادقة . " فأخذ أبو الحسين النوري وأبو حمزة الصوفي وأبو بكر الدقاق وجماعة من أقران هؤلاء . واستتر الجنيد بن محمد بالفقه على مذهب أبي ثور. فأدخلوا إلى الخليفة فأمر بضرب أعناقهم ، فأول من بدر أبو الحسين النوري فقال له السياف:  لم بادرت أنت من بين أصحابك ولم ترع ؟" قال : "أحببت أن أوثر أصحابي بالحياة مقدار هذه الساعة."، فرد الخليفة أمرهم إلى القاضي فأطلقوا. ).

6 ـ ومع هذا إنخدع ابن الجوزى ببعض عبارات قالها الجنيد فرددها فى كتابه ( تلبيس إبليس ) ، ومنها :

6 / 1 : (  يقول الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول  واتبع سنته ولزم طريقته فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه )

6 / 2 :( قال الجنيد بن محمد الطريق إلى الله عز وجل مسدودة على خلق الله تعالى إلا على المقتفين آثار رسول الله والتابعين لسنته  )

6 / 3 : ( سألت الجنيد بن محمد عن التصوف فقال الخروج عن كل خلق ردىء والدخول في كل خلق سني )

6 / 4 : ( وعن الجنيد أنه قال مذهبنا هذا مقيد بالأصول الكتاب والسنة )

6 / 5 : وقال أيضا : ( علمنا منوط بالكتاب والسنة ، من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يُقتدى به. ) .

6 / 6 : ( وبإسناد عن الجريري يقول سمعت أبا القاسم الجنيد يقول لرجل ذكر المعرفة فقال الرجل : " أهل المعرفة بالله يصلون إلى ترك الحركات (أى العبادات ) من باب البر والتقرب إلى الله عز وجل. ) أى إسقاط العبادات . ( فقال الجنيد : " إن هذا قول قوم تكلموا باسقاط الأعمال وهذه عندي عظيمة ، والذي يسرق ويزني أحسن حالا من الذي يقول هذا ، وأن العارفين بالله أخذوا الاعمال عن الله واليه رجعوا فيها ، ولو بقيت ألف عام لم أنقص من أعمال البر ذرة إلا أن يحال بي دونها، لأنه أوكد في معرفتي به وأقوى في حالي. )

7 ـ بل نرى ابن الجوزى يحاول تبرير بعض أقاويل الجنيد . قال فى ( تلبيس إبليس ) ناقلا عن ( قوت القلوب ) : ( قال أبو طالب المكي حدثني بعض أشياخنا عن الجنيد انه قال : " تنزل الرحمة على هذه الطائفة ( الصوفية ) في ثلاثة مواطن عند الأكل لأنهم لا يأكلون إلا عن فاقة ، وعند المذاكرة لأنهم يتجاوزون في مقامات الصديقين وأحوال النبيين ، وعند السماع لأنهم يسمعون بوجد ويشهدون حقا . ) هنا يزعم الجنيد علم الغيب وأن الرحمة الالهية تتنزل على الصوفية عند الأكل وعند مذاكرتهم لدينهم الصوفى وعند شهودهم حفلات السماع ، وانهم يتجاوزون مقامات الصديقين والنبيين . حاول ابن الجوزى التبرير قال : ( قال المصنف رحمه الله قلت : " وهذا ــ إن صح عن الجنيد وأحسنّا به الظن ـ كان محمولا على ما يسمعونه من القصائد الزهدية فانها توجب الرقة والبكاء . فأما أن تنزل الرحمة عند وصف سعدى وليلى ويحمل ذلك على صفات الباري سبحانه وتعالى فلا يجوز اعتقاد هذا . ولو صح أخذ الإشارة من ذلك كانت الإشارة مستغرقة في جنب غلبة الطباع ، ويدل على ما حملنا الأمر عليه انه لم يكن ينشد في زمان الجنيد مثل ما ينشد اليوم. ) .

8 ـ الذى يهمنا أن ابن الجوزى قرأ كتاب الطوسى ( اللُمع )، ونقل عنه ، ولكنه تجاهل ما جاء فى هذا الكتاب من أقاويل الجنيد فى الإلحاد الصوفى ، وتجاهل موضوع زعمه بالعلم اللدنى،أى الوحى الشيطانى ، لأن ابن الجوزى والغزالى والجنيد يؤمنون بالأحاديث الشيطانية بمختلف أنواعها من أحاديث منسوبة لرب العزة جل وعلا أو للأنبياء أو خاتمهم عليهم السلام ، أو الهاتف والمنامات ورؤية الله جل وعلا فى منام ورؤية النبى ورؤية فلان وفلان .

وموعدنا مع تفصيل لذلك . . 

 

التعليقات(3)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   السبت 24 اغسطس 2019

[91306]


ما السر في تربع هؤلاء على ( قلوب ) المحمديين ؟



هناك ( حلقة ) مفقودة ! لو وجدها المحمديين لتوقفوا معها طويلا .. الحلقة هي القران الكريم و روعته .. تدبره .. مقارنة موضوعيه ما جاء فيه و ما جاء في كل تلك الكتب و مؤلفيها . إبليس إنتصر ! لكنها جولة و ليس مباراة .. فكر الدكتور أحمد إنتشر و ينتشر و سينتشر فهنيئا لكم تلاميذ مدرسة القران و كفى .

 

2   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الأحد 25 اغسطس 2019

[91316]


خاصة الخاصة



ذكر د صبحى توحيد العوام وتوحيد الخاصة وأنا أضيف توحيد خاصة الخاصة ،قد تحتاج تجربتى مع التصوف مقالا منفردا سأشرع فيه بإذن الله. فى الفقرة 4 السطر الثانى جاءت كلمة سنللصوفية بدلا م سن للصوفية،وفى الفقرة6 إنخدع بدلا من انخدع.
 

3   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأحد 25 اغسطس 2019

[91318]


شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا ، واقول:



  ـ ابنى الحبيب استاذ سعيد على : نحمد الله جل وعلا أن هدانا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله . أنتم جنود الحق بعونه جل وعلا . أدعو رب العزة ان يثبتنا على دينه وكتابه حتى آخر لحظة فى هذه الحياة.

  ـ أخى الحبيب د مصطفى ، أكرمك رب العزة جل وعلا وجزاك خيرا على تدقيقك وتعبك معى . وننتظر مقالتك عن التصوف وتجربتك معه. وقد عرضت لما قاله الغزالى ، وخطورة ما قاله أنه فى كتاب ( الإحياء ) . وقد كان أكثر صراحة فى كتابه مشكاة الأنوار وغيره.

 

  

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من  أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 4  / 1 )

 ابن الجوزى يروى عن إبليس مباشرة ( الشيطان يعظ )

مقدمة

1 ـ لم يكتف ابن الجوزى بتسمية كتابه ( تلبيس إبليس ) بل كان يكرر عبارة ( ذكر تلبيس إبليس ) فى كل عنوان ، كقوله :( ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في الوجد ) ، ويكرر هذا المعنى ، كأن يقول عن نفسه : ( قال الشيخ أبو الفرج رحمه الله : قلت : وفتن الشيطان ومكايده كثيرة في غضون هذا الكتاب..). يحذّر من مكائد إبليس  وهو جالس فى جيب إبليس أو فى مؤخرة ابليس .

2 ـ كل مصادر ابن الجوزى فى كتابه ( تلبيس إبليس ) وحى شيطانى . نعرض لها بالتفصيل . ونبدأ بالوحى الشيطانى المباشر عن إبليس . أو الروايات التى زعم فيها ــ رجما بالغيب ــ أن ( إبليس / الشيطان ) قال كذا أو فعل كذا ، أو قيل عنه كذا أو قالوا عنه كذا . هو وحى شيطانى مقصود به ( تلميع صورة إبليس ) والدعاية له وتقديمه مصلحا دينيا . أى يأمرهم إبليس بالفحشاء والمنكر ثم يوحى الى أئمتهم بوحى يظهرونه فيه واعظا . هذا يؤكد أن ابن الجوزى الذى تصدى لفضح إبليس ومكائده كان من أبرز رُسُل الوحى الشيطانى.   

3 ـ كان ابن الجوزى يضع وحيه الشيطانى فى شكل حديث منسوب  الى الأنبياء ولبعض الأئمة ، وفى شكل تقارير وأخبار عن ابليس أو منامات ، وربما تكون حكايات درامية .

ونعطى بعض التفصيلات :

أولا : وحى شيطانى فى المنام :

إبليس فى منامات ابن الجوزى فى تلبيس إبليس عن الشذوذ الجنسى :

1 ـ كان للصوفية هوس بالشذوذ بالصبيان ، وجعلوا الفسق بهم عبادة ، وجعلوا الصبى الجميل ( الأمرد ) المفعول به ( شاهدا ) على الجمال الالهى ، وأطلقوا عليه ( الشاهد ) وحين يفعلون به يعتقدون أنهم يتحدون بالإله الذى يعبدونه . ووضعوا عنوانا آخر عن هذا الشذوذ هو ( صحبة الأحداث ). و( الأحداث ) أى الصغار فى السّن. هذا كفر حقير ليس له نظير . والتفاصيل فى كتابنا عن التصوف والحياة الدينية . أحد رواد التصوف وهو يوسف بن الحسين له كلمة مشهورة يعبر فيها عن إدمانه الشذوذ وعدم قدرته على الشفاء منه . قال ( كل ما رأيتموني أفعله فأفعلوه إلا صحبة الأحداث ، فإنها أفتن الفتن ، ولقد عاهدت ربي أكثر من مائة مرة أن لا أصحب حدثا ففسخته علي حسن الخدود وقوام القدود وغنج العيون. ) هنا يصف الصبيان الذين يفعل بهم . قوم لوط إرتكبوا الشذوذ ولكن لم يزعموا أنه عبادة . واستحقوا اللعن والهلاك . الشيطان هبط بالصوفية من مجرد الشذوذ الى جعله عبادة يتقربون بها الى إلاههم الشيطانى زلفى . ولقد حذّر رب العزة فى القرآن من مكر الشيطان فقال جل وعلا : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦٨﴾ البقرة ). للتعمية  عن ما أشار اليه رب العزة جل وعلا عن دور الشيطان فى هذا المستنقع الرجسى أوحى إبليس لرسله ومنهم ابن الجوزى بهذا المنام الذى يظهر فيه واعظا يحذّر من الشذوذ بالصبيان ، تحذيرا لا يُجدى ولا ينفع بدليل ما قاله إمامهم يوسف بن الحسين .

2 ـ ننقل عن ابن الجوزى فى تلبيس إبليس

2 / 1 : (   وبإسناد عن ابن سعيد الخراز يقول : " رأيت إبليس في النوم يمر على ناحية. فقلت : " تعال " . فقال : إيش أعمل بكم ؟ أنتم طرحتم عن نفوسكم ما أخادع به الناس"  قلت : " ما هو؟ "  قال : " الدنيا . " فلما ولى التفت إلي فقال : " غير ان لى فيكم لطيفة . " قلت : " وما هي ؟  قال : " صحبة الأحداث . " . قال أبو سعيد : " وقلّ من يتخلص منها من الصوفية .! " ). هنا يمدح إبليس الصوفية بمقولة انهم زهدوا فى الدنيا ولكن يعظهم بترك الشذوذ . وهو مطلب عسير بدليل إعتراف أبى سعيد أنه (قلّ )من يتخلص من آفة الشذوذ من الصوفية .

2 / 2 : ( ..وباسناد عن ابن الفرج الرستمي الصوفي يقول : " رأيت إبليس في النوم ، فقلت له : " كيف رأيتنا أعرضنا عن الدنيا ولذاتها وأموالها فليس لك الينا طريق .! " فقال : " كيف رأيت ما اشتملت به قلوبكم باستماع الغناء ومعاشرة الأحداث .) أى يحذرهم من الغناء والشذوذ بالصبيان وهما مرتبطان غالبا .

2 / 3  ( سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول : " رأيت إبليس في المنام على بعض سطوح أولاس، وأنا على سطح ، وعلى يمينه جماعة وعلى يساره جماعة، وعليهم ثياب لطاف . فقال لطائفة منهم : " قولوا وغنوا ". فاستغرقني طيبّه حتى هممت أن أطرح نفسي من السطح ، ثم قال : "أرقصوا " ، فرقصوا أطيب ما يكون،  ثم قال لي : " يا أبا الحارث ما أصبت منكم شيئا أدخل به عليكم إلا هذا  ). ابليس يكلم صديقه أبا الحارث يحذر من الغناء والرقص عند الصوفية .! يأمرهم بالغناء والرقص ثم يحذرهم من الغناء والرقص .!!

2 / 4 : (   قال بعض السلف : " رأيت الشيطان فقال لي : " قد كنت ألقى الناس فأُعلّمهم،  فصرت ألقاهم فأتعلم منهم  ) . من هو هذا القائل الذى يسميه ابن الجوزى :( بعض السلف ) ؟ هو ابن الجوزى نفسه . وهو هنا يجعل ابليس تلميذا للبشر يتعلم منهم ، إذن فكيف يستعيذون بالله جل وعلا منه وهم يتعلم منهم ؟

ثانيا : وحى شيطانى بالغيبيات عن ابليس يضعه ابن الجوزى على لسانبعضالانبياء

1 ـ إفتراء على النبى موسى عليه السلام : ( حدثني بعض أشياخنا أن إبليس لعنه الله جاء إلى موسى عليه الصلاة والسلام وهو يناجي ربه تعالى فقال له الملك : " ويلك ما ترجو منه وهو على هذه الحالة يناجي ربه ؟ قال : "أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة " .) . من الذى أعلم هذا الشيخ بهذا ؟ هل كان حاضرا مع موسى وربه سامعا للحوار الذى دار بين الملك وإبليس ؟ أم هو وحى شيطانى لابن الجوزى ؟

2 : إفتراء على النبى يحيى عليه السلام : ( بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا عليهما السلام ،  فرأى عليه معاليق من كل شيء،  فقال يحيى : " يا إبليس ما هذه المعاليق التي أرى عليك ؟ " قال : "هذه الشهوات التي أصيد بها إبن آدم . " قال : " فهل لي فيها من شيء ؟ " قال : " ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة وثقلناك عن الذكر . " قال : " فهل غير ذلك ؟ " قال : " لا والله".  قال : " لله عليّ أن لا أملأ بطني من طعام أبدا ". قال إبليس : " ولله عليّ أن لا أنصح مسلما أبدا ."). هنا ابليس ينسى نفسه فينصح واعظا النبى يحيى . ثم يندم ..!!

3 ـ إفتراء على خاتم النبيين عليهم السلام :

3 / 1 :(  حديث عن النبى  وعن الحسن رضي الله عنه قال : " شيطان الوضوء يدعى الولهان ، يضحك بالناس في الوضوء ) . هذا الولهان ( المغرم الولهان ) هل هو الشيطان المختص بالوضوء لكل البشر فى كل زمان ومكان ، أم أن لكل من يتوضأ شيطان ولهان خاص؟ وما معنى أن إختصاص هذا المغرم الولهان بالضحك بالناس ؟ هل يضحك عليهم أم يجعلهم اضحوكة ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ هو وحى شيطانى مضحك .!

3 / 2 : ( قال رسول الله : "إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول : " فعلت كذا وكذا" ، فيقول: " ما صنعت شيئا "، قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : " ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته " . قال : فيدنيه منه أو قال فيلتزمه ، ويقول : " نعم أنت وبه ". ) الله جل وعلا هو الذى كان عرشه على الماء وليس ابليس ، قال جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ) ﴿٧﴾ هود) . هذا الحديث الشيطانى لابن لجوزى يجعل ابليس متحكما فى الكون يرسل جنوده للإفساد ما بين الناس ، ويجعل فى المقدمة ذلك الذى يوقع الفراق بين الزوجين.

وسيأتى الحديث الشيطانى التالى يناقض هذا.

ثالثا :   وحى شيطانى بأخبار غيبية عن ابليس يضعها ابن الجوزى على لسان بعض الناس

 1 ـ  ( إذا اصبح إبليس بث جنوده في الأرض فيقول : " من أضل مسلما ألبسته التاج ." فيقول له القائل : " لم أزل بفلان حتى طلق امرأته." قال : " يوشك أن يتزوج . " . ويقول آخر : " ّ لم أزل بفلان حتى عق ( يعنى عقوق الوالدين ) ، قال : " يوشك أن يبرّ ،  ويقول آخر : " لم أزل بفلان حتى زنى " قال : " أنت " ويقول آخر : " لم أزل بفلان حتى شرب الخمر " قال : "  أنت " قال ، ويقول آخر: " لم أزل بفلان حتى قتل" فيقول: " أنت أنت ." ). هنا ليس التفريق بين الزوجين فى المقدمة ، بل شرب الخمر و الزنا ، والقتل.

2 ـ عن أعوان الشيطان :

2 / 1 : أولاد ابليس :(  لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من من أمره ، ثم سماهم ، فذكر : ثبر والأعور ومسوط وداسم وزكنبور . . فأما ثبر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية وأما الأعور فهو صاحب الزنا الذي يأمر به ويزينه . وأما مسوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم قد رأيت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما أسمه حدثنى بكذا وكذا . وأما داسم فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يريه العيب فيهم ويغضبه عليهم . وأما زكنبور فهو صاحب السوق الذي يركز رايته في السوق ). من أين أتى ابن الجوزى بهذه الأسماء ؟

2 / 2 :  ( إن لإبليس شيطانا له قبقب يجمه أربعين سنة ، فإذا دخل الغلام في هذا الطريق قال له: " دونك إنما كنت أجمك لمثل هذا . " أجلب عليه وأفتنه  )

3 ـ إستخدام الوحى الشيطانى فى الهجوم على المرأة :

3 / 1 : (  سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : " ما بعث الله نبيا إلا لم يأمن من إبليس أن يهلكه بالنساء ). هذا حديث مهين للأنبياء وفيه كفر بالغ برب العزة جل وعلا.! هذا حديث يستحق ابن الجوزى عليه اللعنة .!!

3 / 2 : ( سمعت أن الشيطان قال للمرأة : " أنت نصف جندي ، وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطيء ، وأنت موضع سري وأنت رسولي في حاجتي ." ). ما شعور الزوج إذا إقتنع بهذا الوحى الابليسى ؟

4 ـ الهجوم على غير السنيين :

4 / 1 : ( الأعمش قال : حدثنا رجل كان يكلم الجن، قالوا : " ليس علينا أشد ممن يتبع السُّنة ،وأما أصحاب الأهواء فإنا نلعب بهم لعبا )

4 / 2 : (   قال : " إن الشيطان ليلعب بالقُرّاء ، كما يلعب الصبيان بالجوز ).

5 ـ  ( قال راهب للشيطان وقد بدا له ( أى ظهر الشيطان له متجسدا ): أي أخلاق بني آدم أعون لك عليهم قال : " الحدة ( أى الغضب الشديد ) ، إن العبد إذا كان حديدا قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة ) . هذا كفر بقوله جل وعلا عن الشيطان ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾ الاعراف )

6 ـ ( إن إبليس موثق في الأرض السفلى ، فإذا هو تحرك قام كل شرّ  فى  الأرض بين اثنين فصاعدا ، من تحركه ). يعنى ان ابليس معتقل مقبوض عليه ( تحت الأرض ) . وإذا تحرك إشتعلت الشرور فوق الأرض .!

7 ـ  ( إذا عرج بروح المؤمن إلى السماء قالت الملائكة : " سبحان الذي نجى هذا العبد من الشيطان.!  يا ويحه كيف نجا ؟ " )

8 ـ  ( إن إبليس قد يئس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم )

9 ـ (  عن ثابت قال قال مطرف نظرت فإذا ابن آدم ملقى بين يدي الله عز وجل وبين إبليس ، فمن شاء أن يعصمه عصمه وإن تركه ذهب به إبليس ). هذا حديث غاية فى الكفر ، إذ يجعل ابليس إلاها مع الله جل وعلا ، وينسب الى رب العزة  أنه الذى يجعل العبد معصوما أو أن يتركه لابليس .! إذن لماذا سيعذبه فى الآخرة وقد أهداه مقدما لابليس ؟ 

التعليقات(2)

1   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   الإثنين 26 اغسطس 2019

[91324]


خيال مريض أصبح دينا .. أعانك الله دكتور أحمد على تحمل هذا الهراء!!



كل تلك الأحاديث تعبر ( بصدق ) عن البيئة الثقافية التي عاش فيها هؤلاء .. بيئة مليئة بالخيال و لكنه خيال مريض .. موبؤ .. بيئة لا يمكن لمن تمسك بالقرآن الكريم أن يعيش فيها . من أسف يطبع هذا الكتاب عدة طبعات و مازال يتصدر معارض الكتاب !!! تصور معارض الكتب التي يفترض أن يعرض فيها أحدث العلوم و أحدث نتاج الفكر البشري بينما تجد معارض الكتب في العالم العربي تتصدره كتب مثل ( تلبيس إبليس !! ) و الإخوة ثبر والأعور ومسوط وداسم وزكنبور. مشكلة المحمديين أنهم يدافعون بإستماته عن كما أسماهم الدكتور أحمد ( رسل الوحي الشيطاني ) .. فليدافعوا عنهم . من اكتفى بكتاب ربه جل و علا هاديا و مرشدا نجح و أفلح و سار على طريق الهدى .. ما أجمل التدبر و العيش مع القران الكريم و ليذهب إبليس و تلبيسه إلى جهنم و بئس المصير ... حاجة أرف يا خي و أنت تقرا عن الشذوذ و الأحداث و التغزل بهم حاجة قرف و الأقرف هي العقول التي تصدق هذا ( الهجص ).
أشفق عليك دكتور أحمد كيف يتحمل قلبك هذا الهراء .. أعانك الله و أعاننا

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الإثنين 26 اغسطس 2019

[91325]


شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:



من قال إن المحمديين يقرآون ؟ 

بالفعل يشترون كتب البخارى . ولكن هل قرأوا كتاب البخارى ؟ يقرأون كتب الحديث الأخرى وكتب الحنابلة من ابن الجوزى الى ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ثم رسائل ابن عبد الوهاب .. لكن التهافت على الشراء لا يعنى القراءة . والدليل أننا نفاجئهم بعورات هذه الكتب فلا يردون علينا إلا بالسباب والشتم.

دعنا نفترض جدلا إنهم يقرآون إذن فهم لا يفهمون . وهذه مصيبة اكبر . هناك أقاويل قد تتفق مع عقائدهم ، ولكن هناك خرافات مضحكة ومبتذلة لا يستطيع جحش ان يقتنع بها حتى لو طال عمره وأصبح حمارا.

مسكين الحمار .! جعلناه مثالا للغباء .. بينما أئمة المحمديين أشد غباءا من الحمير.

بالمناسبة . ليس هذا شتما . هذا تقرير محايد منصف

 

 

 

 

 

 

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من  أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين ( 4  / 2 )

ابن الجوزى يؤلف دراما شيطانية فى كتابه ( تلبيس إبليس )

مقدمة :

1 ـ إبن الجوزى كان أشهر القصاصين فى عصره، ربما لو عاش عصرنا لصار أشهر مؤلفى الدراما .  وقد وضع فى تاريخه ( المنتظم ) كثيرا من أقاصيصه جعلها تاريخا بالكذب والإفتراء ، وربما نتوقف مع هذا لاحقا ، ولكنه فى كتاباته ورسائله القصيره فى اخبار الحمقى والأذكياء وغيرهم حكى الكثير من القصص بعضها إختلقه وبعضها حكاه عن عصره . ولا بأس بهذا ، ولكنه وقع فى كفر فظيع حين كان يجعل من ( رواياته ) وحيا ينسبه لله جل وعلا وللرسل والأنبياء ، وكان ينسبه الى ابليس / الشيطان ، وكل هذا فى نشر دينه السنى الحنبلى ، وكل هذا هو وحى شيطانى يؤكد أن ابن الجوزى كان من أبرز رسل الشيطان للمحمديين .

2 ـ  ولقد صنع ابن الجوزى قصصا يمكن إعتبارها أفلاما درامية متنوعة بما فيها من ( أكشن ) مع الحوار ، من هذه الدراما ما كان قصيرا ، ومنها ما كان طويلا .

3 ـ ونعطى أمثلة مما ذكره فى كتابه ( تلبيس إبليس )

أولا : وحى شيطانى بأفلام درامية قصيرة

1 ـ (  لما بُعث النبي ( محمد ) جعل إبليس لعنه الله يرسل شياطينه إلى أصحاب النبي ،فيجيئون إليه بصحفهم ليس فيها شيء ، فيقول لهم  : "مالكم لا تصيبون منهم شيئا ؟" فقالوا : " ما صحبنا قوما مثل هؤلاء."  فقال : " رويدا بهم فعسى أن تفتح لهم الدنيا ،هنالك تصيبون حاجتكم منهم ." ). هنا فيلم قصير يجعل فيه ابليس فى عرشه يرسل جنوده ليأتوا اليه بصحف أعمال صحابة النبى ، فلا يجد فى أعمالهم سيئات ، ويرى جنوده عاجزين عن إغوائهم وفى حالة يأس ، فينصحهم بالصبر الى أن تأتى الفتوحات ويختلفون فى الغنائم ويقتتلون . إبن الجوزى يجعل إبليس إلاها يعرض رسله عليه أعمال الصحابة ، ويجعله عالما بغيب المستقبل .. هذا كفر حقير..!

2 ـ ( عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن الشيطان طاف بأهل مجلس الذكر ليفتنهم فلم يستطع أن يفرق بينهم ، فأتى حلقة يذكرون الدنيا فأغرى بينهم حتى اقتتلوا ، فقام أهل الذكر فحجزوا بينهم فتفرقوا .) نرى فى هذا الفيلم القصير الشيطان يطوف بحلقات الذكر فحاول أن يفرق بينهم فما إستطاع ، فذهب الى حلقة يتذاكر فيها أصحابها الدنيا فجعلهم يقتتلون ، فما كان من الناس الذاكرين إلا أسرعوا وتدخلوا وأوقفوا قتال المتقاتلين . ولم نعرف عدد القتلى والجرحى واسماء هؤلاء وأولئك . ربما يأتى هذا فى فيلم آخر .!.

3 ـ  (  كانت شجرة تعبد من دون الله  ، جاء إليها رجل فقال لأقطعن هذه الشجرة فجاء ليقطعها غضبا لله ، فلقيه إبليس في صورة إنسان فقال : " ما تريد ؟ " قال  : " أريد أن أقطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله ؟ " قال  : " إذا أنت لم تعبدها فما يضرك من عبدها ؟ " قال : " لأقطعنها ." فقال له الشيطان : " هل لك فيما هو خير لك ؟ لا تقطعها ولك ديناران كل يوم إذا أصبحت عند وسادتك ." قال : " فمن أين لي ذلك ؟" قال : " أنا لك " .  فرجع فأصبح فوجد دينارين عند وسادته ، ثم أصبح بعد ذلك فلم يجد شيئا ، فقام غضبا ليقطعها ، فتمثل له الشيطان في صورته ، وقال : " ما تريد ؟ " قال : "أريد قطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله تعالى ." قال : " كذبت مالك إلى ذلك من سبيل . " فذهب ليقطعها فضرب به الأرض وخنقه حتى كاد يقتله . قال : "  أتدري من أنا ؟ أنا الشيطان جئت أول مرة غضبا فلم يكن لي عليك سبيل فخدعتك بالدينارين فتركتها فلما جئت غضبا للدينارين سُلطت عليك." ). فى هذا الفيلم الهابط يجعل ابن الجوزى الشيطان يأتى متجسدا صورة إنسان ثم فى صورته الشيطانية الحقيقية ، وبها يصرع ذلك الشخص . وفيه نرى الشيطان واعظا يدعو الذين يريدون تدمير الأصنام  الى أن يكون عملهم تطوعا بدون أجر ..تصفيق هائل للشيطان ..أقصد لإبن الجوزى .. رسول الشيطان

4 ـ ( قلت لعبد الرحمن بن حنيش : " أدركت النبي ؟"  قال : " نعم ." قلت : " كيف صنع رسول الله   ليلة كادته الشياطين ؟  فقال : " إن الشياطين تحدّرت تلك الليلة على رسول الله من الأودية والشعاب ، وفيهم شيطان بيده شعلة نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله ، فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال: "  يا محمد قل: " قال : ما أقول  ؟ " قال : " قل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن " قال فطفئت نارهم . وهزمهم الله تعالى." ). ابن الجوزى لا تعجبه الاستعاذة بالله جل وعلا من الشيطان الرجيم ، والتى جاءت كلها للنبى محمد فى خطاب مباشر بكلمة ( قُل ). يخترع لها بديلا بهذا الفيلم الهابط الذى يصور موقعة حربية حدثت فى ليلة يسميها ابن الجوزى ( ليلة كادته الشياطين ) وقد بادرت الشياطين بشن غارة ومنهم شيطان يحمل شعلة نارية يحرق به وجه الرسول . وأسرع جبريل بالتدخل بالنصيحة فقط . وتمثلت تلك النصيحة فى إستعاذة صنعها ابن الجوزى جعلها  كفيلة بهزيمة جيش شيطانى مُسلّح .!.  

5 ـ ( بينما موسى عليه السلام جالس في بعض مجالسه إذ أقبل عليه إبليس ، وعليه برنس له يتلون فيه ألوانا ، فلما دنا منه خلع البرنس فوضعه ثم أتاه، وقال له : " السلام عليك يا موسى " فقال له موسى عليه السلام : " من أنت ؟ " قال: " أنا إبليس " . قال : " فلا حياك الله ما جاء بك ؟ "  قال : " جئت لأسلم عليك لمنزلتك عند الله تعالى ومكانك منه."  قال : " فما الذي رأيته عليك ؟ " قال : " به أختطف قلوب بني آدم ". قال : " فما الذي إذا صنعه الإنسان استحوذت عليه ؟ " قال : "إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله ونسي ذنوبه ، وأحذرك ثلاثا  : لا تخلون بامرأة لا تحل لك قط ، فإنه ما خلا رجل بامرأة لا تحل له إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أفتنه بها  ، ولا تعاهد الله عهدا إلا وفيت به ، فإنه ما عاهد الله أحد إلا كنت صاحبه دون أصحابه حتى أحول بينه وبين الوفاء به ،  ولا تخرجنّ صدقة إلا أمضيتها فإنه ما أخرج رجل صدقة فلم يمضها إلا كنت صاحبه دون أصحابه حتى أحول بينه وبين إخراجها . " ثم ولى وهو يقول : " يا ويله " ثلاثا ،علّم موسى ما يحذّر به بني آدم . ). فى هذا الفيلم ( الحوارى) يبدو النبى موسى فى درجة أدنى من إبليس ، فموسى يرد التحية بالشتم ، ثم يتحول موسى سريعا الى تلميذ يسأل أستاذه إبليس النصيحة ، ولا يتردد إبليس عن تقديم النُصح بكل مروءة وأريحية الى درجة أنه ( إبليس ) نسى نفسه ووظيفته . هذا فيلم دعائى لابليس ، يستحق عليه ابن الجوزى جائزة الأوسكار ..

6 ـ (  عبيد بن رفاعة يبلغ به النبي ( محمد )  يقول  : كان راهب في بني إسرائيل ، فأخذ الشيطان جارية فخنقها ، وألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب، فأتى بها الراهب فأبى أن يقبلها ، فما زالوا به حتى قبلها فكانت عنده . فأتاه الشيطان فسول له إيقاع الفعل بها فأحبلها ، ثم أتاه فقال له : "الآن تفتضح يأتيك أهلها فاقتلها فإن أتوك فقل ماتت . " ، فقتلها ،ودفنها . فأتى الشيطان أهلها فوسوس لهم وألقى في قلوبهم أنه أحبلها ثم قتلها ودفنها.  فأتاه أهلها يسألونه عنها فقال : "ماتت " فأخذوه ، فأتاه الشيطان فقال : " أنا الذي ضربتها وخنقتها ،وأنا الذي ألقيت في قلوب أهلها ، وأنا الذي أوقعتك في هذا ، فأطعني تنج . أسجد لي سجدتين. " ، فسجد له سجدتين . ) . بكل ما فى قلبه من كُفر ينسب ابن الجوزى هذا الفيلم الدرامى القصير حديثا للنبى محمد . وهو عن إيقاع الشيطان براهب من بنى إسرائيل . الفيلم من نوعية الأكشن السريع ، فالشيطان يخنق فتاة ويقنع أهلها أن شفاءها عند الراهب ، وشوشو ( الشيطان ) يريد أن يضع الكبريت الى جانب البنزين ، وتحقق كيد الشيطان ، وزنى الراهب بها وأحبلها ، ثم سول له الشيطان أن يقتلها ، ثم أوقع به عند أهلها ، وينتهى الأمر بالراهب وهو يسجد للشيطان كى ينقذه . فيلم هابط متناقضة أحداثه بين الخنق فى البداية والخنق فى المنتصف ، والبطولة المطلقة للشيطان وهو يقوم بتحريك الفتاة والراهب وأهل الفتاة مثل قطع الشطرنج . هذا فيلم أكشن  هندى هابط يستحق جائزة ( نوفل ) ،وليس (نوبل ) .

ثانيا :  وحى شيطانى بأفلام درامية طويلة

الفيلم القصير السابق صنع منه ابن الجوزى دراما أطول وأكثر تفصيلا ، يعتبر مادة درامية لكاتب سيناريو تركى يمُطُّه الى مسلسل يستمر عدة سنوات ..! . قال ابن الجوزى عن الحديث السابق أو الفيلم الدرامى القصير السابق : (  وقد روى هذا الحديث على صفة أخرى عن وهب بن منبه رضي الله عنه ، أن عابدا كان في بني إسرائيل ، وكان من أعبد أهل زمانه ، وكان في زمانه ثلاثة أخوة لهم أخت وكانت بكرا ، ليس لهم أخت غيرها . فخرج البعث ( التجنيد والحرب ) على ثلاثتهم فلم يدروا عند من يخلفون أختهم ، ولا من يأمنون عليها ، ولا عند من يضعونها . قال فأجمع رأيهم على أن يخلفوها عند عابد بني إسرائيل ، وكان ثقة في أنفسهم ، فأتوه فسألوه أن يخلفوها عنده فتكون في كنفه وجواره إلى أن يقفلوا من غزاتهم ، فأبى ذلك ، وتعوذ بالله عز وجل منهم ومن أختهم . قال فلم يزالوا به حتى أطاعهم.  فقال : " أنزلوها في بيت حذاء صومعتي."  قال فأنزلوها في ذلك البيت ، ثم انطلقوا وتركوها . فمكثت في جوار ذلك العابد زمانا ، ينزل إليها بالطعام من صومعته فيضعه عند باب الصومعة ثم يغلق بابه ويصعد إلى صومعته ، ثم يأمرها فتخرج من بيتها فتأخذ ما وضع لها من الطعام.  قال فتلطف له الشيطان فلم يزل يرغبه في الخير ويعظم عليه خروج الجارية من بيتها نهارا ويخوفه أن يراها أحد فيعلقها " فلو مشيت بطعامها حتى تضعه على باب بيتها كان أعظم لأجرك " ، قال فلم يزل به حتى مشى إليها بطعامها ووضعه على باب بيتها ولم يكلمها . قال فلبث على هذه الحالة زمانا ، ثم جاء إبليس فرغبه في الخير والآجر وحضه عليه وقال : " لو كنت تمشي إليها بطعامها حتى تضعه في بيتها كان أعظم لأجرك " ، قال فلم يزل به حتى مشى إليها بالطعام ثم وضعه في بيتها ، فلبث على ذلك زمانا.  ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وحضه عليه فقال : " لو كنت تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثك فإنها قد استوحشت وحشة شديدة " قال فلم يزل به حتى حدثها زمانا يطلع إليها من فوق صومعته . قال ثم أتاه إبليس بعد ذلك فقال : " لو كنت تنزل إليها فتقعد على باب صومعتك وتحدثها وتقعد هي على باب بيتها فتحدثك كان آنس لها " . فلم يزل به حتى أنزله وأجلسه على باب صومعته يحدثها وتحدثه ، وتخرج الجارية من بيتها حتى تقعد على باب بيتها . قال فلبثا زمانا يتحدثان ،  ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والثواب فيما يصنع بها وقال : " لو خرجت من باب صومعتك ثم جلست قريبا من باب بيتها فحدثتها كان آنس لها . " فلم يزل به حتى فعل . قال فلبثا زمانا ، ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وفيما له عند الله سبحانه وتعالى من حسن الثواب فيما يصنع بها وقال له : " لو دنوت منها وجلست عند باب بيتها فحدثتها ولم تخرج من بيتها"  ففعل، فكان ينزل من صومعته فيقف على باب بيتها فيحدثها . فلبثا على ذلك حينا ثم جاءه إبليس فقال : " لو دخلت البيت معها فحدثتها ولم تتركها تبرز وجهها لأحد كان أحسن بك " ،  فلم يزل به حتى دخل البيت فجعل يحدثها نهارها كله ، فإذا مضى النهار صعد إلى صومعته . قال ثم أتاه إبليس بعد ذلك فلم يزل يزينها له حتى ضرب العابد على فخذها وقبّلها ، فلم يزل به إبليس يحسنها في عينيه ويسول له حتى وقع عليها فأحبلها ، فولدت له غلاما . فجاء إبليس فقال  : " أرأيت إن جاء أخوة الجارية وقد ولدت منك كيف تصنع ؟ لا آمن أن تفتضح أو يفضحوك. فاعمد إلى إبنها فاذبحه وادفنه فإنها ستكتم ذلك عليك مخافة إخوتها أن يطلعوا على ما صنعت بها . " ففعل. فقال له " أتراها تكتم إخوتها ما صنعت بها وقتلت ابنها قال خذها واذبحها وادفنها مع ابنها".  فلم يزل به حتى ذبحها وألقاها في الحفرة مع إبنها ،وأطبق عليهما صخرة عظيمة، وسوى عليهما ،وصعد إلى صومعته يتعبد فيها . فمكث بذلك ما شاء الله أن يمكث ، حتى أقبل إخوتها من الغزو، فجاءوا فسألوه عنها ، فنعاها لهم وترحم عليها وبكاها. وقال : "كانت خير إمرأة وهذا قبرها فانظروا إليه."  فأتى إخوتها القبر فبكوا أختهم وترحموا عليها ، فأقاموا على قبرها أياما ثم انصرفوا إلى أهاليهم . فلما جن عليهم الليل وأخذوا مضاجعهم جاءهم الشيطان في النوم على صورة رجل مسافر ، فبدأ أكبرهم فسأله عن أختهم فأخبره بقول العابد وموتها وترحمه عليها وكيف أراهم موضع قبرها ، فكذبه الشيطان ، وقال : " لم يصدقكم أمر أختكم إنه قد أحبل أختكم وولدت منه غلاما فذبحه وذبحها معه فزعا منكم وألقاها في حفيرة احتفرها خلف باب البيت الذي كانت فيه عن يمين من دخله ،فانطلقوا فأدخلوا البيت الذي كانت فيه عن يمين من دخله فإنكم ستجدونهما كما أخبرتكم هناك جميعا . " وأتى الأوسط في منامه فقال له مثل ذلك ، ثم أتى أصغرهم فقال له مثل ذلك . فلما استيقظ القوم أصبحوا متعجبين مما رأى كل واحد منهم ، فأقبل بعضهم على بعض يقول كل واحد منهم : " لقد رأيت الليلة عجبا " ، فأخبر بعضهم بعضا بما رأى .فقال كبيرهم : "هذا حلم ليس بشيء." فامضوا بنا ودعوا هذا عنكم . قال أصغرهم : " والله لا أمضي حتى آتي إلى هذا المكان فأنظر فيه ." قال فانطلقوا جميعا حتى أتوا البيت الذي كانت فيه أختهم ففتحوا الباب وبحثوا الموضع الذي وصف لهم في منامهم ، فوجدوا أختهم وابنها مذبوحين في الحفيرة كما قيل لهم ، فسألوا عنها العابد فصدق قول إبليس فيما صنع بهما ، فاستعدوا عليه ملكهم ، فأنزل من صومعته ، وقُدّم ليُصلب ، فلما أوثقوه على الخشبة أتاه الشيطان فقال له: " قد علمت أني أنا صاحبك الذي فتنتك بالمرأة حتى أحبلتها وذبحتها وابنها ، فإن أنت أطعتني اليوم وكفرت بالله الذي خلقك وصورك خلصتك مما أنت فيه. " قال فكفر العابد . فلما كفر بالله تعالى خلى الشيطان بينه وبين أصحابه فصلبوه .. ) ..

هيا بنا نبكى ..!! 

 

التعليقات(3)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الثلاثاء 27 اغسطس 2019

[91329]


ملاحظات



فى الفقرة 3 السطر الثامن جاءت كلمة غضبا والمفروض غضبا لله

فى الفقرة 6 السطر الثالث ،فأقتلها وتصويبها فاقتلها وفى آخر السطر التاسع الرهب وتصويبها الراهب

فى فقرة (ثانيا) السطر التاسع يغلف وتصويبها يغلق

فى السطر الثامن من أسفل المقال فأمضوا وتصويبها فامضوا

 

2   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي     في   الأربعاء 28 اغسطس 2019

[91336]


ابن الجوزى وموقفه من الأنبياء.



أكرمك الله استاذنا دكتور -منصور - وجزاك خيرا على هذه السلسلة التنويرية عن عقيدة التصوف وأئمته رسل الوحى الشيطانى لدين التصوف الأرضى ... أعتقد أن ابن الجوزى كان يقصد من رواياته عن غلبة وإنتصار الشيطان على ( الأنبياء والعُباد ) أن يُرسل رسالة لمريديه ولأنعام الصوفية مُفادها  : بالرغم من غلبة الشيطان على الأنبياء والعثباد إلا انه لا يستطيع أن يتحايل أو يغلب (أقطاب الصوفية وأنا منهم  ) بل إن القُطب الصوفى لديه القدرة على تسخير الشيطان لصالحه ولفعل الخير !!!  ومن ثم فإن مكانة القُطب الصوفى فى الدُنيا والآخرة تعلوعلى مكانة الأنبياء ، ومن هُنا فآمنوا بى وإتبعونى   وأجزلوا لى العطاء من القرابين والنذور لأرفع عنكم عذاب يوم القيامة وأُدخلكم الجنة تحت أجنحتى وعبائتى.. هُم فعلا أئمة الكُفر والضلال ،ورسل من رُسل إبليس على الأرض.

 

3   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الخميس 29 اغسطس 2019

[91340]


شكرا د مصطفى وشكرا د عثمان



 .ـ شكرا د مصطفى ، وتم التصحيح.

 .ـ شكرا د عثمان. رأى صائب

 

 

 

إبن الجوزى يفترى منامات شيطانية فى رؤية الله جل وعلا

إبن الجوزى ( 510 : 597 ) من  أبرز رُسُل الوحى الشيطانى للمحمديين (  5)

مقدمة

1 ـ بدأ الصوفية فى إفتراء منامات يزعمون فيها رؤية النبى محمد ورؤية الله جل وعلا ، وينسبون للرسول كلاما وحوارا ، وينسبون لرب العزة جل وعلا كلاما وحوارا . وبهذا تخففوا من إختراع السند والعنعنة فيما أسموه بالحديث النبوى والحديث القدسى ، بل ويحظى أحدهم بالتصديق بمجرد أن يزعم أحدهم مناما برؤية الله جل وعلا أو رؤية رسوله ، ويفترى ما يريد أن يقوله ويضعه على لسان الرسول أو ينسب الكلام لرب العزة جل وعلا .

2 ـ  بتأسيس التصوف السنى بالغزالى وبتطبيقه بصلاح الدين الأيوبى تم إعتماد المنامات مصدرا للدين الجديد الهجين ( التصوف السنى ) ودخل فى الدين الجديد الحنابلة ( أشد السنيين تعصبا وتخلفا وتزمتا )، وصار لديهم أولياؤهم وقبورهم المقدسة يضاهئون بها الصوفية ، وصارت لهم مناماتهم على المنوال الصوفى ، بل وتفوقوا فى صناعة المنامات أكثر من الصوفية . بالتالى أصبح للحنابلة صناعة متأصلة فى الأحاديث ثم براعة متميزة فى صناعة المنامات ، وتنوعوا فى إستخدامها فى مدح وتزكية أنفسهم وأوليائهم وفى الهجوم على خصومهم ، يجعلون النبى فى المنام يمدح أولياءهم ( خصوصا أحمد بن حنبل ) ويجعلون النبى يهاجم خصومهم ( خصوصا المعتزلة ). ثم بلغوا أسفل سافلين بصناعة منامات رؤية الله جل وعلا ، يستخدمونها فى تأليه أئمتهم ( خصوصا إبن حنبل ) ولعن خصومهم ( خصوصا المعتزلة والأشاعرة ) . التفاصيل فى كتابنا المنشورة حلقاته هنا عن ( الحنبلية ـ أم الوهابية ــ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) وفيه توقفنا مع المنامات ومع إبن الجوزى وهو أشهر مؤرخ وقصّاص فى القرن السادس الهجرى .

3 ـ وفى هذا المقال نعطى نبذة عن إبن الجوزى وهو يفترى منامات شيطانية فى رؤية الله جل وعلا ، سواء فى كتابه ( تلبيس إبليس )  أو فى تاريخه ( المنتظم ) أو فى كتابه فى مناقب أحمد بن حنبل .

أولا :

نقل إبن الجوزى فى ( تلبيس إبليس ) بعض المنامات الصوفية الشيطانية فى رؤية رب العزة جل وعلا . ومنها عن إتخاذ الصوفية الشذوذ الجنسى عبادة فى دينهم ، والاحتجاج عليهم بمنامات يزعمون فيها رؤية الله جل وعلا فى المنام . قال :

1 ـ ( .. وعن أبي بكر الكتاني قال : " رأيت بعض أصحابنا في المنام فقلت : " ما فعل الله بك ؟  قال : " عرض علي سيئاتي وقال : "فعلت كذا وكذا ؟ " .فقلت : "نعم ." ثم قال: " وفعلت كذا وكذا ؟ " ، فاستحييت أن أقره فقلت:"اني استحي أن أقرّ" ،فقال : " إني غفرت لك بما أقررت فكيف بما استحييت ". أى عفا عن شذوذه الجنسى .!

2 ـ ( .. وقد روى نحو هذه الحكاية عن أبي عبد الله الزراد انه رؤى في المنام فقيل له : " ما فعل الله بك ؟ " قال : " غفر لي كل ذنب أقررت به في الدنيا إلا واحدا فاستحييت أن أقر به ، فوقفني في العرق حتى سقط لحم وجهي . فقيل له : " ما الذنب ؟  فقال : " نظرت إلى شخص جميل " . )

3 ـ  ( وقد بلغنا عن أبي يعقوب الطبري انه قال : " كان معي شاب حسن الوجه يخدمني ، فجاءني انسان من بغداد صوفي ، فكان كثير الإلتفات إلى ذلك الشاب ، فكنت أجد عليه ( أى احقد عليه وامتعض منه ) لذلك . فنمت ليلة من الليالي فرأيت رب العزة في المنام فقال : " يا أبا يعقوب لم لم تنهه ؟ " ــ  وأشار إلى البغدادي عن النظر إلى الأحداث ( الصبيان ) ــ فوعزتي إني لا أشغل بالأحداث ( الصبيان ) إلا من باعدته عن قربي. "  قال أبو يعقوب فانتبهت وأنا أضطرب ، فحكيت الرؤيا للبغدادي ، فصاح صيحة ومات ، فغسلناه ودفناه . واشتغل عليه قلبي فرأيته بعد شهر في النوم ، فقلت له  : " ما فعل الله بك ؟ قال : " وبّخني حتى خفت أن لا أنجو،  ثم عفا عني .". ) .

هذا المنام الشيطانى غليظ فى الكفر . يجعل رب العزة يخاطب ذلك الشخص بالتعظيم بالكنية ( يا أبا يعقوب ). ثم ينسب لرب العزة القول : " فوعزتي إني لا أشغل بالأحداث ( الصبيان ) إلا من باعدته عن قربي. "  ، أى أن الله جل وعلا هو الذى يشغل الصوفية بالصبيان من يباعدهم عن قربه . و ( القرب ) من مصطلحات الصوفية مثل مصطلح ( العشق ) وهى مصطلحات جنسية تعبر عن عقيدتهم فى وحدة الوجود وأن العشق الجنسى عبادة تجعلهم ( يتحققون بالحق ). كما أن القول بأن الله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا ) هو الذى أشغل ذلك الصوفى بهذا الصبى ( الحدث ) يدل على عقيدة الصوفية فى ( وحدة الفاعل ) بمعنى أن الله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا ) هو الفاعل الحقيقى في كل ما يفعله الانسان . وتمضى الرواية الشيطانية ، فالراوى يخبر الصوفى البغدادى ( الشاذ جنسيا ) بالمنام وبما زعم أن الله جل وعلا قاله ، فيموت فى صيحة واحدة ( عشقا ) ، ثم يراه الراوى فى المنام ويسأله عما فعله الله جل وعلا به فيقول الميت فى المنام إن الله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا ) وبّخه ثم عفا عنه .. وبهذا المنام الشيطانى يسوّغ الصوفية الشذوذ الجنسى ، وينقل إبن الجوزى هذا عنهم فى ( تلبيس إبليس ).

ثانيا :

1 ـ إبن الجوزى فى ( تلبيس إبليس ) يفترى مناما شيطانيا فى رؤية الله جل وعلا لتقرير السُّنّة دينا

يقول فى معرض إنكاره السماع الصوفى : ( وقد احتج لهم أبو طالب المكي على جواز السماع بمنامات..) أى زعم أبو طالب المكى فى كتابه ( قوت القلوب ) منامات يقوم من خلالها بتشريع السماع أو حفلات الغناء الدينى الصوفية .

2 ـ ونسى إبن الجوزى أنه نفسه إستخدم المنامات لصالح مقولات الحنابلة .  ومنها منام  فى ( تلبيس إبليس ) ينسبه إبن الجوزى الى الأوزاعى : (  موسى القطان يحدث عن الأوزاعي قال : " رأيت رب العزة في المنام فقال لي : " يا عبد الرحمن أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟  فقلت : "بفضلك يا رب " وقلت : " يا رب أمتني على الإسلام " فقال : " وعلى السنة" ). بهذا المنام يجعل إبن الجوزى دين السنة قرينا بالاسلام ، ويلصق هذا حديثا لرب العزة جل وعلا فى منام شيطانى .!!

ثالثا :

إبن الجوزى فى ( تاريخ المنتظم ) يفترى منامات شيطانية فى رؤية الله جل وعلا

وقد نسج إبن الجوزى فى تاريخه ( المنتظم ) وفى كتابه عن ( مناقب أحمد بن حنبل ) مئات المنامات صنع لها إسنادا من دماغه كذبا وبهتانا ، وأكثرها أن يرى بعضهم فلانا بعد موته فيتحدث الميت فى المنام عن حواره مع رب العزة وينتهى بغفران رب العزة له ( إن كان من الحنابلة ) أو عدم غفرانه له ( إن كان خصما للحنابلة ) ، ناسين أن الغفران وعدم الغفران موعده يوم القيامة الذى لم يأت بعد . ونعطى أمثلة :

1 ـ جرير بن عثمان ( أبو عون الرحبي الحمصي ‏.‏) ت 163 . ( إتهموه بأنه كان يتنقّص علي بن أبي طالب عليه السلام ‏.‏ ) ، لذا إخترعوا هذا المنام يزعم فيه يزيد بن هارون أنه رأى الله جل وعلا فى المنام ينهى عن كتابة الأحاديث التى يرويها جرير بن عثمان لأنه يسب عليا بن أبى طالب. يقول إبن الجوزى : ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال‏:‏ حدثنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي قال‏:‏ أخبرنا الحسين بن عبد الله بن روح الجواليقي قال‏:‏ حدثني هارون بن رضى مولى محمد بن عبد الرحمن إسحاق القاضي قال‏:‏ حدثنا أحمد بن سنان قال‏:‏ سمعت يزيد بن هارون يقول‏:‏ رأيت رب العزة تعالى في المنام فقال لي‏:‏ " يا أبا يزيد لا تكتب عن جرير بن عثمان ". فقلت‏:‏ "يا رب ما علمت منه إلا خيرًا" . " فقال لي‏:‏ " يا أبا يزيد لا تكتب عنه فإنه يسبُّ عليًا ‏.‏ " ).!.

2 ـ  ورى منام آخر فى مجلس إبن حنبل . يكرر نفس الموضوع ، ولكن الجديد هنا أن من رأى المنام ليس يزيد بن هارون ، بل رجل مجهول بلا إسم ، وأنه رأى يزيد بن هارون بعد موته ، فسأله السؤال المعتاد : ما فعل الله بك ، والجواب المعروف هو الرحمة والمغفرة مع عتاب ..نقرأ هذه الاسطورة التى يحكيها كالعادة القصّاص القزاز ، وينقلها ابن الجوزى بالاسناد عنه : ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن علي قال‏:‏ أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الأزرق قال‏:‏ حدثنا محمد بن الحسين النقاش قال‏:‏ مسيح بن حاتم قال‏:‏ حدثنا سعيد بن شادي الواسطي قال‏:‏ كنت في مجلس أحمد بن حنبل فقال له رجل‏:‏ يا أبا عبد الله رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له‏:‏ ما فعل الله بك قال‏:‏ غفر لي ورحمني وعاتبني فقلت‏:‏ غفر لك ورحمك وعاتبك فقال‏:‏ نعم قال لي‏:‏ يا يزيد بن هارون كتبت عن جرير بن عثمان قلت‏:‏ يا رب العزة ما علمت إلا خيرًا قال‏:‏ إنه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب ‏.‏ ). ويزعم ابن الجوزى الدقة فيقول معلقا ( قال المؤلف‏:‏ وقد روينا من طريق آخر قال‏:‏ والله ما سببته قط وإني أترحم عليه ‏.‏ )( المنتظم 8 / 266 : 267 ).

3 ـ ( أحمد بن حرب بن عبد الله بن سهل بن فيروز ‏:‏ المروزي ت 234 ). بعد سلسلة من الاسناد والعنعنة يقول  زكريا بن أبي دلويه يقول‏:‏ ( رأيت أحمد بن حرب بعد وفاته بشهر في المنام فقلت‏:‏ ما فعل بك ربك قال‏:‏ غفر لي وفوق المغفرة ‏.‏ قلت :‏ وما فوق المغفرة قال‏:‏ أكرمني بأن يستجيب دعوات المسلمين إذا توسلوا بقبري. ) ( 11 / 211 ). هنا حصل الأخ الفارسى إبن فيروز المروزى (من مرو) على الغفران، وبأن يكون قبره مُستجاب الدعاء لمن يتوسّل به.!   

4 ـ وجمع ( سريج بن يونس الفارسى المروزي ( ت 235 ) بين الملامح الصوفية والحنبلية ، هو استاذ مسلم بن الحجاج والبغوي وأبى زرعة وغيرهم من رواة الأحاديث المشهورين .ويرون عنه كرامات، ويفترى هو فيقول : ( رأيت فيما يرى النائم أن الناس وقوف بين يدي الله تعالى ، وأنا في أول صف . ونحن ننظر إلى رب العزة تعالى . فقال‏:‏ " أي شيء تريدون أن أصنع بكم "؟فسكت الناس ،فقلت أنا في نفسي‏:‏ ويحهم قد أعطاهم كل ذا من نفسه وهم سكوت ‏.‏ فقنعت رأسي بملحفتي وأبرزت عينًا وجعلت أمشي وجزت الصف الأول بخطى فقال لي‏:‏ أي شيء تريد؟ فقلت‏:‏ رحمة سر بسر. إن أردت أن تعذبنا فلم خلقتنا ؟ قال‏:‏ قد خلقتكم ولا أعذبكم أبدًا . ثم غاب في السماء ‏.‏ ) ( المنتظم   11 / 228 : 229 ). هذا كفر فاجر .. يجعل رب العزة عاجزا عن الاجابة المقنعة ثم يتركهم وقد وعد ألّا يعذبهم أبدا :( ثم غاب في السماء ‏.‏ ) عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

5 ـ الفتح بن شخرف ت 273 من كش الفارسية  . يروى إبن الجوزى ( قال أحمد بن حنبل‏:‏ ما أخرجت خراسان مثل فتح بن شخرف )‏.‏ ثم يخترعون مناما يخاطب فيه إلاههم هذا الفتح بن شخرف : ( أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أخبرنا أبو الفضل الزهري قال‏:‏ سمعت أبا الطيب المعلم يقول‏:‏ ( رأيت رب العزة تعالى في النوم فقال لي‏:‏ يا فتح‏!‏ احذر لا آخذك على غرة ‏.‏ قال‏:‏ فتهت في الجبال سبع سنين ‏.‏ )( المنتظم  12 / 256 ). لم يقولوا لنا متى بدأ ومتى إنتهى هذا التوهان . لأن توهانهم لم ينته .!

6 ـ  بشر المعروف بالحافي مروزي ولد بمرو وسكن بغداد . توفى عام 227  . هنا منام درامى مصطنع مفتعل يرويه القزاز القصّاص الراوى : ( أخبرنا أبو منصور القزاز قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر بن علي بن ثابت قال‏:‏ أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال‏:‏ حدثني أبو حفص عمر إبن أخت بشر الحافي قال‏:‏ حدثتني أمي قالت‏:‏ جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر‏:‏ من هذا قال‏:‏ أريد بشرًا فخرج إليه فقال له‏:‏ حاجتك ‏.‏ قال‏:‏ عافاك الله أنت بشر ؟ قال‏:‏ نعم . حاجتك ؟ قال‏:‏ إني رأيت رب العزة تعالى في المنام وهو يقول‏:‏ اذهب إلى بشر فقل له‏:‏ يا بشر لو سجدت على الجمر ما أديت شكري فيما قد بثثت لك - أو نشرت لك - في الناس ‏.‏ فقال له‏:‏ أنت رأيت ذلك ؟ قال‏:‏ نعم رأيته مرتين ليلتين متواليتين . فقال‏:‏ لا تخبر به أحدًا . ثم دخل وولى وجهه إلى القبلة وجعل يبكي ويضطرب ، وجعل يقول‏:‏ اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا ونوهت باسمي ورفعتني فوق قدري على أن تفضحني في القيامة فعجل الآن عقوبتي خذ مني بمقدار ما يقوى عليه بدني‏.‏ )

ويزايد إبن الجوزى فى الكذب فيقول : (قال المصنف‏:‏ وقد جمعت كتابًا فيه فضائل بشر الحافي وأخباره ، فلهذا اقتصرت على ما ذكرت ها هنا، كراهية للإعادة والتطويل ‏.‏) ( المنتظم  11 / 124).

7 ـ ودعا الحنابلة الى زيارة قبر إبن حنبل الذى جعلوه مقدسا . قال أحدهم : ( كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة ، فرأيت فى المنام قائلا يقول لى : لم تركت زيارة قبر إمام الٍّسُنّة ؟ ) ( تاريخ بغداد 4 / 418 ، 420 ، 423). أما إبن الجوزى فقد صنع تأليها كاملا لابن حنبل فى كتاب مناقبه خصوصا فى: ( باب 91 المنامات التى رآها احمد ، باب 92 المنامات التى رؤي فيها احمد ، باب 93 المنامات التى رؤيت له ، باب 94 فضيلة مجاورة قبره ، باب 95 مجاورته.).  

8 ـ ويهبط إبن الجوزى الى أحطّ درجات الكفر حين يزعم فى ( مناقب إبن حنبل )  أن الله جل وعلا يقول فى منام لأحدهم ( هذا أحمد بن حنبل يرد الأمة عن الضلالة...إتّبعه وإلا هلكت ) ومنام آخر للحسن الصواف يزعم : ( رأيت رب العزة فى المنام فقال لى : يا حسن من خالف إبن حنبل عُذّب ).

9 ـ وهناك سبعة منامات متفرقة جاءت بصيغ مختلفة وأسانيد مختلفة تزعم أن النبى أوصى بالاقتداء بابن حنبل والأخذ بقوله .  ومنام آخر يزعم أن الناس ستتبع فى النهاية مذهب ابن حنبل .(مناقب 434 ، 436 ـ ، 442 ـ ، 453 ، 464 ، 466 ، 467 ، 468 ، 474 ، 476  ، 445 : 451 ــ ، 465 ــ ، 470 ــ ، 493 ، 496 )

10 ـ وفى منامات أخرى يفترى إبن الجوزى أن الاههم المصنوع ألبس ابن حنبل نعلين من ذهب . هذا الافتراء على رب العزة يهدف الى رفع مكانة ابن حنبل فوق رب العزة والترويج لمذهبهم فى رفض القول بخلق القرآن .

11 ـ  وفى روايات أخرى لنفس المنام يزعمون أن الله جل وعلا قال لابن حنبل ( أبحتك النظر الى وجهى ) أو قوله: ( وأباحنى النظر الى وجهه ) وهذا فى الاستدلال على مذهبهم فى رؤية الله جل وعلا . وهنا يصنعون الاها خاصا بهم يستخدمونه فى الدعاية لمذهبهم وفى رفع مكانة ابن حنبل الذى إتخذوه ألاها مع الله بل جعلوه فوق الله جل وعلا . هم بذلك يزايدون فى الكفر على إبليس نفسه .!.

 

 

التعليقات(3)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الخميس 29 اغسطس 2019

[91342]


ملاحظات



فى الفقرة الثانية من المقدمة وفى السطر الرابع من نهايتها وردت بين قوسين عبارة(خصوصا الحنابلة والأشاعرة) وأعتقد أن المقصود ربما كان المعتزلة والأشاعرة أو المرجئة والأشاعرة                                فى الفقرة 4 من ثالثا وفى السطر الثالث وردت كلمتى وقوفبين وتصويبها وقوف بين.

 

2   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي     في   الخميس 29 اغسطس 2019

[91343]


الطب النفسى. .



أكرمك الله استاذى دكتور - منصور .وجزاك خيرا عن تبرأتك للإسلام مما علق به من كُفر الأديان الأرضية ... أعتقد ان كُتب أئمة الكُفر الصوفى تحتاج أيضا لقراءة وفحص من اساتذة الطب النفسى لتحليل شخصياتهم والحُكم عليهم ،وعلى صحتهم النفسية . فكما فاقوا كل كُفر وزادوا عليه فقد فاقوا كل علامات الأمراض النفسية  فى الوهم والخداع والخيال(الذى وصل لدرجة انهم برون ويتحدثون مع رب العزة فى منامهم ) والنصب  (على المريدين والعوام )  والوسوسة القهرية والشذوذ الجنسى (حتى جعلوه دينا ) وإنفصام الشخصية ووووووو

 

3   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الجمعة 30 اغسطس 2019

[91345]


شكرا د عثمان وشكرا د مصطفى ، أكرمكما رب العزة جل وعلا

  ـ كالعادة تقوم بالتدقيق والتحقيق والتصحيح . أكرمك الله جل وعلا أخى الحبيب د مصطفى.

  ـ أنت على صواب د عثمان . ما أروع وصفه جل وعلا للمشركين الكافرين المنافقين  بأن فى قلوبهم مرضا . هو مرض لا شفاء له لأنه جل وعلا علم أنه لا خير فيهم فزادهم مرضا. يكفى أن معهم القرآن ومع ذلك يهبطون الى هذا الحضيض من الكفر.

 

  

 

الوحى الشيطانى تحت مسمى ( السُّنّة ) فى تلبيس إبليس لابن الجوزى( 6 )

 

أولا : كل رسول يأتى قومه بكتاب فقط ، وليس ( كتاب وسُنّة ).

1 ـ هذه حقيقة قرآنية ، بل إن هناك أكثر من رسول لهما أو لهم كتاب واحد . قال جل وعلا عن موسى وهارون ( وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ ﴿١١٧﴾ الصافات  ) وقال عن ثلاثة رسل ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ يس ). ولم ينزل على خاتم النبيين كتاب و ( سُنّة ) بل كتاب فقط . قال جل وعلا عن الإكتفاء به وحده ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾ العنكبوت ) قال جل وعلا بعدها ردا على الكافرين : ( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا ۖ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٥٢﴾ العنكبوت )

2 ـ تعبير ( الكتاب والسُّنّة ) لم تكن معروفة للخليفة عمر بن عبد العزيز الذى قيل عنه وعن أول خطبة له عند توليه الخلافة : ( .. ثم خرج الى المسجد فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ، ثم قال : "  اما بعد فانه ليس بعد نبيكم نبي ،  ولا بعد الكتاب الذي انزل عليه كتاب .. ). لم يكن  معروفا وقتها فى عصر عمر بن عبدالعزيز تعبير ( الكتاب والسّنة ) الذى تم إختراعه فيما بعد فى العصر العباسى . لذا إفتتح خطبته بالتأكيد على أنه :( ليس بعد نبيكم نبي ولا بعد الكتاب الذي انزل عليه كتاب.. )

ثانيا : متى ظهر تعبير ( الكتاب والسُّنّة )

1 ـ الدولة الأموية كانت أقرب الى الحكم العسكرى القبلى ( نسبة الى القبيلة ) لم يتح لها وقت للراحة وإلتقاط الأنفاس للعلم وتدوينه ، كانت تحارب غزوا فى الخارج وقتالا فى الداخل ضد أعدائها من الخوارج والشيعة والموالى والأقباط وغيرهم ، ثم سقطت فجأة على يد عدو كان يعمل تحت السطح ينشر دعوته مصطنعا أحاديث تبشر بقدوم المهدى المنتظر الذى ينقذ الناس من ظلم الأمويين . إستثمر الدعاة العباسيون السّريون حاجة المقهورين الى (المهدى المنتظر ) فأسهموا فى سبك ونشر الأحاديث الدعائية لدولة قادمة يجعلون النبى يدعو لها ويتنبأ بها . إنتشرت هذه الدعوة فى خراسان بين المسلمين الجُدُد والشيعة منهم ، وبين فرس كارهين للإسلام والدولة الأموية والعرب الذين أسقطوا أمبراطوريتهم الكسروية ودينهم المزدكى .

2 ـ بعض الفرس تعجل في استغلال الدعوة العباسية في إرجاع الدين المزدكي الفارسي حتى قبل أن تنجح الدعوة العباسية في إقامة الدولة لبني العباس ، ومنهم (عمار بن بديل ) الذى استطاع أن يخدع بكير بن ماهان كبير الدعاة العباسيين في العراق ، فأرسله داعية إلى خراسان . وفي خراسان غيّر ّ (عمار بن بديل) اسمه إلى اسم فارسي الأصلى وهو(خداش) ونشر المزدكية بين مسلمي فارس  وانتهى أمره بالقتل.  

3 ـ خرجت الدعوة العباسية فى خراسان الى الدور العلنى المسلح بقيادة أبى  مسلم الخراسانى  الذى نجح فى تدمير الدولة الأموية سريعا وإقامة الدولة العباسية عام 132 هجرية .وكان نفوذ أبى مسلم الخراسانى طاغيا فى خلافة السفّاح أول خليفة عباسى،وأحسّ الخليفة التالى  ابوجعفر المنصور بخطورة أبى مسلم الخراسانى فقتله سنة 137 هجرية، فتحطّمت أمنيات زعماء القومية الفارسية فى أن يعيدوا مجدهم القديم من خلال تحكمهم فى الخلافة العباسية 4 ـ كانت أكثرية الفرس الذين مع أبي مسلم الخرساني يتمنون إعادة الديانة المزدكية ، وقد فجعهم مصرع قائدهم أبي مسلم الخرساني فقاموا بثورات على العباسيين فى شرق الدولة بعيدا عن مركز الدولة العباسية . بدأت بثورة " الأبو مسلمية" للثار لآبى مسلم  وتزعمهم سيناذ ، وبعده ثورة (استاذيس) وأخمدها أبو جعفر المنصور، وتوالت الثورات الفارسية المزدكية بشعاراتها الدينية مثل ثورة المقنع الخرساني . وكانت أقوى ثوراتهم في خلافة المعتصم بقيادة بابك الخرمي الذي كاد يقضي على الدولة العباسية ، واستمرت الحرب عشرين عاماً ، حتى قضى عليه الأفشين قائد المعتصم سنة 220هـ ،  وكان الأفشين نفسه مزدكياً فقتله المعتصم ، مما يدل على تغلغل عقيدة المزدكية في البلاط العباسي .طاردت الدولة العباسية من لا تثق فيه بإختراع حد الردة وحد الرجم ، والاتهام بالزندقة . انتهى هذا الوضع فى خلافة المتوكل العباسى

5 ـ تولى الخليفة المتوكل عام 232 .  وكان ناقما على المعتزلة أصحاب السطوة فى الدولة العباسية فى خلافة المأمون والمعتصم والواثق . وكان كبير المعتزلة وهو محمد بن الزيات هو المسيطر على الخليفة الواثق، وقد زيّن للواثق أن يعهد لابنه ويعزل أخاه جعفر ولى العهد ، وبموافقة الخليفة الواثق أخذ محمد بن الزيات فى إهانة ولى العهد  ( جعفر ) وتحقيره ليرغمه على التخلى عن ولاية العهد ، ولكن مات الخليفة الواثق ( فجأة ) فأصبح جعفر ولى العهد هو الخليفة وحمل لقب ( المتوكل على الله ). وبادر المتوكل بتعذيب ابن الزيات وقتله وقتل خصومه الآخرين ، ووصل إضطهاده الى المعتزلة وأهل الكتاب والصوفية والشيعة.

6 ـ فى المقابل قرّب المتوكل اليه أصحاب الحديث الذن تعرضوا للإضطهاد فى خلافة المأمون والمعتصم والواثق فيما يعرف بفتنة ( خلق القرآن ) وكانوا يطلقون عليهم ( الحشوية ) أى الذين يحشون رءوسهم بأحاديث لا أصل لها .

7 ـ تغير الوضع ، إذ بعد إستخلافه بعامين جعل الخليفة المتوكل الأحاديث والسّنة الدين الرسمى للدولة ، وأرسل قادة أهل الحديث الى الآفاق يبشرون بالأحاديث وينشرونها . يقول ابن الجوزى فى المنتظم فى احداث عام 234 : ( وفي هذه السنة‏ أظهر المتوكل السنة ونشر الحديث ..وفيها‏:‏ أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين . وكان فيهم مصعب الزبيري وإسحاق بن أبي إسرائيل وإبراهيم بن عبد الله الهروي وعبد الله وعثمان ابنا محمد بن أبي شيبة وكانا من حفاظ الناس ، فقسمت بينهم الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس،وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية ، ( أى رؤية الله فى يوم القيامة خلافا لرأى المعتزلة ) . فجلس عثمان بن أبي شيبة في مدينة المنصور ، ووضع له منبر ، فاجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفًا ‏.‏ وجلس أبو بكر بن أبي شيبة فى مجلس الرصافة فاجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا .) ويقول ابن الجوزى أيضا : ( في سنة أربع وثلاثين ومائتين نهى المتوكل عن الكلام في القرآن ، وأشخص الفقهاء والمحدثين إلى سامراء منهم‏:‏ محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وابنا أبي شيبة ، ومصعب الزبيري . وأمرهم أن يحدثوا . ووصلهم ‏.‏ ) أى أعطاهم الأموال .

8 ـ ونلاحظ ان أهل الحديث هنا ينقسمون الى نوعين : قادة يخترعون الحديث ، وعوام أهل الحديث الذين يستمعون اليهم بالآلاف . وكان يُنصب للقائد منبر ، ويجتمع حوله عوام أهل الحديث بعشرات الألوف يكتبون عنه ما يقول كما لو كان ينطق بوحى السماء !. ووجد العوام فرصتهم فى أن يصبحوا علماء بتدوين ما يسمعونه من إفك يقال لهم إنه حديث نبوى وسُنّة .   

9 ـ بعد هزيمة وقتل بابك الخرمى عام 220 أدرك قادة الفرس عجزهم عن الانفصال عن الدولة العباسية ، فدخلوا فى الاسلام للكيد له بإستغلال مهارتهم فى صناعة الأحاديث ، وجاءتهم الفرصة عام 234 بإعلان الخليفة المتوكل ( السنة ) دينا رسميا للدولة ، فظهر أئمة الأحاديث المشهورين من نفس المناطق التى كانت تشتعل بالثورة على العباسيين ، منهم البخارى ومسلم وابن ماجة والترمذى والحاكم والبيهقى ..الخ . كل منهم حمل إسما عربيا بالولاء لقبيلة عربية ليخفى إسمه الأعجمى مثلما فعل ابن برزدويه ( البخارى ).

10 ـ نجحوا فى الكيد للإسلام باسم النبى محمد عليه السلام ،بل اصبح أولئك الأعاجم آلهة فى الدين السنى .

ثالثا :

1 ـ كان لا بد للدين الجديد من طريقة توثقه ، وإخترع أحبار المزدكية ( علماء الحديث ) ما يعرف بالجرح والتعديل ، أى فحص أحوال الرواة . وقد فصلنا هذا فى بحث ( إنكار السنة فى مقدمة صحيح مسلم ) . الطريقة الأخرى المسكوت عنها هى جعل البنى معصوما من همزات الشياطين ، حتى يكون المنسوب اليه من الأحاديث وحيا لا صلة له بوحى الشياطين .

2 ـ إخترعوا اسطورة أن الشيطان الخاص بالنبى محمد قد أعلن إستقالته وأسلم . إخترع ( الإمام مسلم ) هذا الحديث وجعل له قصة جذابة وإسنادا مفترى، وجعل من رواته عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وذكر ابن الجوزى هذا الحديث فى كتابه ( تلبيس إبليس ) تحت عنوان ( ذكر الإعلام بأن مع كل إنسان شيطانا  ). بعد سلسلة العنعنة الطويلة والمُملّة والكاذبة، قال ( .. عن ابن قسيط أنه حدثه أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة زوج النبي حدثته أن رسول الله خرج من عندها ليلا. قالت : " فغرت عليه،  فجاء فرأى ما أصنع ، فقال : "مالك يا عائشة أغرت ؟  فقلت : "ومالي لا يغار مثلي على مثلك ؟ "فقال  : " أو قد جاءك شيطانك ؟ "قالت : " يا رسول الله أو معي شيطان ؟ "قال  : "نعم . " قلت : " ومع كل إنسان ؟ " قال : " نعم " : . قلت : "ومعك يا رسول الله ؟ " قال  : " نعم ، ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتى أسلم." ) يقول ابن الجوزى عن هذا الحديث ( انفرد به مسلم ) أى ذكره مسلم وحده . ومع هذا اضحى حديثا مشهورا لأنه يعطى إيمانا وصُدقية لأى حديث ينسبونه للنبى محمد عليه السلام ظلما وعدوانا . وتأكيدا على نفس المعنى ذكر ابن الجوزى فى نفس الكتاب حديثا آخر ، بعد العنعنة المُملّة والكاذبة يقول  هذا الحديث المُفترى : (  ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة ، قالوا : " وإياك يا رسول الله ؟ " قال : " وإياي ، ولكن الله عز وجل أعانني عليه فلا يأمرني إلا بحق . وفي رواية فلا يأمرني إلا بخير ).

3 ـ هذا تكذيب للقرآن الكريم .!!.

3 / 1 : فالشيطان أوقع النبى محمدا بما عرّضه الى العتاب . كان يحضر جلسات الخوض فى القرآن الكريم مع إن الله جل وعلا نهاه مرتين . قال له جل وعلا مرتين فى خطاب مباشر : (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿الزخرف: ٨٣﴾ ( المعارج 42 ) . فى المرتين أنساه الشيطان طاعة ربه جل وعلا فجاءه التحذير من ربه جل وعلا : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٦٨﴾ الانعام  ). تدبر قوله جل وعلا له : ( ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) وهى واضحة الدلالة .

3 / 2 : وتكررت الأوامر للنبى محمد بالاستعاذة بالله العظيم من الشيطان الرجيم . قال له جل وعلا فى خطاب مباشر :

3 / 2 / 1 :  (  وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿الأعراف: ٢٠٠﴾

3 / 2 / 2 : (  وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿فصلت: ٣٦﴾

3 / 2 / 3 : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿النحل: ٩٨﴾

3 / 2 / 4 : ( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ﴿  ٩٧﴾  وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴿المؤمنون: ٩٨﴾

3 / 2 / 5 :(  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿الفلق: ١﴾

3 / 2 / 6 : (  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿الناس: ١﴾

4 ـ لو حدثت إستجابة فورية وتامة من النبى ما تتابعت هذه الأوامر . هذا يؤكد أن الشيطان الخاص بالنبى لم يقدم إستقالته ، بل ظل يوسوس للنبى ، والله جل وعلا جعل عصمة النبى بالوحى القرآنى ، فى تبليغه ، وفى تأديب النبى به ، ولهذا جاءت آيات قرآنية كثيرة تعتب على النبى وتلومه ، منها  قوله جل وعلا :

4 / 1 :(  عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١﴾ أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ ﴿٣﴾ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿٤﴾ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ ﴿٥﴾ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ﴿٦﴾ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿٧﴾ وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ﴿٨﴾ وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿٩﴾ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿١٠﴾ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴿١١﴾ فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿١٢﴾ عبس )

4 / 2 : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) ﴿٣٧﴾ ) الاحزاب )

4 / 3 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١﴾ التحريم  )

4 / 4 : (  مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١١٣﴾ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّـهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴿١١٤﴾ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١١٥﴾  التوبة )

4 / 5 : ( لَّقَد تَّابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿١١٧﴾ التوبة  )

5 ـ بناء على أكاذيبهم نشروا الاعتقاد فى عصمة النبى بمعنى عدم وقوعه فى أى خطأ ، كل هذا حتى يعطوا أحاديثهم ( النبوية ) حصانة وتقديسا .

6 ـ هى أحاديث شيطانية ولكن حصّنوها بهذه الأكاذيب . 

 

التعليقات(4)

1   تعليق بواسطة  لطفية سعيد     في   الجمعة 06 سبتمبر 2019

[91370]


الحاكم بأمر الله والملوخيةhttp://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=18994



جاء في بحث سابق عن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله والذي كان على خلاف المتوكل في  بعض الأمور ولكن السؤال هل استمر المتوكل في منع أكل الملوخية كسابقه الحاكم بأمر الله : (9 / 1 / 1 : ( ومنع الناس من أكل الملوخية والجرجير والتوكلية والدلينس وذبح الأبقار السليمة من العاهة إلا في أيام الأضحية.  ومنع من بيع الفقاع وعمله البتة ( الفقاع هو شراب الشعير المتخمر ) ، وأن لايدخل أحد الحمام إلا بمئزر ، ..ولا يباع شيء من السمك بغير قشر ، ولا يصطاده أحد من الصيادين . وتتبع اناس في ذلك كله ، وشدد فيه ، وضرب جماعة بسبب مخالفتهم ما أمروا به ونهوا عنه مما ذكر ) ( وقرئ سجل في الأطعمة بالمنع من أكل الملوخية التى كانت محببة لمعاويةبن أبي سفيان والبقلة المسماة بالجرجير المنسوبة إلى عائشة رضي الله عنهاوالمتوكلية المنسوبة إلى المتوكل‏.‏) ( وفيه المنع من عجن الخبز بالرجل والمنع من أكل الدلنيس ، والمنع منذبح البقر التي لا عاقبة لها إلا في أيام الأضاحي وما سواها من الأيام لا يذبح منهاإلا ما لا يصلح للحرث‏.‏) ( والمنع من بيعالفقاع وعمله ألبتة لما يؤثر عن علي رضي الله عنه من كراهة شرب الفقاع‏.‏) ( ولا يباع شيء من السمك بغير قشر ولا يصطاده أحد من الصيادين‏.‏)

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الجمعة 06 سبتمبر 2019

[91371]


شكرا استاذة لطفية سعيد ، وأقول:



  ـ إشتهر الخليفة المتوكل العباسى بالتعصب بكل أنواعه والنهم فى الشهوات وإدمان الخمر.
  ـ أما الخليفة الحاكم الشيعى فقد كان مضطرب العقل كما تحكى تصرفاته
  ـ يشتركان فى التعصب ضد النصارى
وكلاهما انتهت حياته قتلا بمؤامرة من أقرب الأقارب . المنتصر قتل اباه المتوكل ، وست الملك قتلت أخاها الحاكم


 

3   تعليق بواسطة  سعيد علي     في   السبت 07 سبتمبر 2019

[91373]


مهمة تكاد تكون مستحيلة .. الله جل و علا هو المستعان.



ورث المسلمون تراثا ضخما هائلا و هذا التراث أنماه و أخرجه و نشره المؤسسات الرسمية في الدول العربية و الإسلامية من خلال تدريسه و طبعه و توزيعه هو تراث كتبه السابقون أسماهم الدكتور أحمد ( رسل الوحي الشيطاني ) . كتاب واحد ( تلبيس إبليس ) لإبن الجوزي و ترى الجهد الجهيد للدكتور أحمد في نقده و إثبات بطلان ما جاء فيه فأين الوقت لنقد و إثبات بطلان ما جاء في جبال و تلال و هضاب من كتب التراث هذه التي تدرس و تطبع و توزع بسرعة عالية جدا بحيث أصبحت مواد يدرسها الطلاب في كل مراحل تعليمهم و يتخرجون يحملون كل هذا الإفك !! مهمة تكاد تكون مستحيلة و الله جل و علا هو المستعان.

هذا هو الجهاد الحقيقي .. و نتأمل هذه الفقرة من المقال : ( بعد هزيمة وقتل بابك الخرمى عام 220 أدرك قادة الفرس عجزهم عن الانفصال عن الدولة العباسية ، فدخلوا فى الاسلام للكيد له بإستغلال مهارتهم فى صناعة الأحاديث ، وجاءتهم الفرصة عام 234 بإعلان الخليفة المتوكل ( السنة ) دينا رسميا للدولة ، فظهر أئمة الأحاديث المشهورين من نفس المناطق التى كانت تشتعل بالثورة على العباسيين ، منهم البخارى ومسلم وابن ماجة والترمذى والحاكم والبيهقى ..الخ . كل منهم حمل إسما عربيا بالولاء لقبيلة عربية ليخفى إسمه الأعجمى مثلما فعل ابن برزدويه ( البخارى).

10 ـ نجحوا فى الكيد للإسلام باسم النبى محمد عليه السلام ،بل اصبح أولئك الأعاجم آلهة فى الدين السنى . ( انتهى الاقتباس )

هل سيستوعب ( الباحثون ) الحقيقيون هذه الفقرة. حفظكم الله جل و علا.

 


 

4   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الإثنين 09 سبتمبر 2019

[91377]


شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:



هى فعلا مهمة تقترب من المستحيل ولكننا قمنا ونقوم بها ، وبتوفيق من الرحمن جل وعلا أحدثنا تغييرا إيجابيا ونحن فقراء تحت الحصار وتحت التعتيم نصارع أمواجا عاتية بذراعين عاريتين . تخيل لو وقفت الى جانبنا من يساندنا بأمواله فى سبيل اصلاح سلمى ينقذ الملايين من البشر .. !  لم يتقدم أحد لنيل هذا الشرف. ونحن بعون الله جل وعلا ماضون فى الطريق . أكرم الله جل وعلا أعمدة أهل القرآن وأهل القرآن.

 

 . 

 

إبن الجوزى يواجه وحى الصوفية الشيطانى بوحى السُّنّة الشيطانى ( 7 )

أولا :

1 ـ من عصر الخليفة المتوكل بدأ تحكم السنيون المتشدوون فى الشارع العراقى ،حملوا لقب ( الحنابلة ) وإنضم لهم العوام والرعاع والغوغاء ، وإخترعوا حديث ( من رأى منكم منكرا فليغيره ) ليعطوا لأنفسهم سلطة ( شرعية ) توجب تدخلهم وتسلطهم . وأعانهم إعلان المتوكل السنة دينا  ونشر دعاتها فى الأفاق ، فانتشروا وإزدادوا عددا وتسلطا ، وأجهضوا بجهلهم الإتجاهات الفكرية المستنيرة كالمعتزلة والاتجاهات العلمية الحقيقية فى الطب والهندسة والرياضات والكيمياء والميكانيا والجغرافية .. كما نال رواد التصوف منهم الأذى . لم ينج من إضطهادهم أكبر شيخ من شيوخ الدين السنى إبن جرير الطبرى . إختلفوا معه فحاصروه فى داره فى شيخوخته ومنعوا إنقاذه واسقطوا عليه داره فمات تحت الأنقاض عام 310.

2 ـ وبلغ أقصى نفوذهم فى خلافة القادر بالله ، الذى أمر بقتل مخالفى الحنبلية ، يقول إبن الجوزى فى تاريخه المنتظم فى حوادث عام 408 : ( وامتثل يمين الدولة وأمين الملة أبو القاسم محمود أمر أمير المؤمنين ، واستن بسننه في أعماله التي استخلفه عليها من خراسان وغيرها في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة ، وصلبهم ، وحبسهم ، ونفاهم ، وأمر بلعنهم على منابر المسلمين ، وإيعاد كل طائفة من أهل البدع وطردهم عن ديارهم. وصار ذلك سُنّة في الإسلام‏.‏). أى ( إستمرت ) هذا هو دين جديد هو ( السُّنّة ) التى أحدثها المتوكل وتم تطبيقها بالدماء والعنف الخليفة القادر . وإفتخر بذلك المؤرخ الحنبلى إبن الجوزى وهو يؤرخ فى القرن السادس .

3 ـ وقد كان مستحيلا قتل السكان الشيعة وطوائفهم ( الرافضة والاسماعيلية ). إقتصر القتل على النشطاء منهم . وكان مستحيلا إستئصال كل المثقفين المعتزلة ومن يقاربهم من ( الجهمية والمشبهة ) لأن التقية واردة ، والتظاهر بالتوبة وارد ، كما أن العقائد لا يمكن إبادتها بقوة السلاح . ولكن نجح إرهاب الحنابلة فى وقف الفكر المعتزلى والحياة العقلية والتقدم العلمى ، خصوصا وأن عملهم إكتسب صُدقية لأنهم رفعوا شعار ( الكتاب والسنة ، والحديث النبوى ) ولم يجرؤ خصومهم على مواجهتهم .  

4 ـ ولكن تركزت سطوة الحنابلة أكثر فى بغداد والعراق ، فإستمر العلم الحقيقى بعض الشىء خارج العراق فى الشرق ومصر والاندلس . وكان يُنادى فى بغداد عام 279 بتحريم كتب الفلسفة ، وفي نصف رمضان عام 311  أحرق الحنبلة العوام أكواما من الكتب الفلسفية والدينية والمصاحف مما سمّاه إبن الجوزى ( أربعة أعدال من كتب الزنادقة ، فسقط منها ذهب وفضة مما كان على المصاحف ، له قدر ‏.‏). وبينما كان رعاع الحنابلة يحاصرون إبن جرير الطبرى حتى مات عام 310 ، فإن البيئة العلمية خارج بغداد ظلت يتخرج فيها ( أفراد قلائل ) من ( أفذاذ ) العلماء الذين يفخر بهم التاريخ الانسانى برغم أنف الحنابلة . على سبيل المثال ، فى شرق العراق ظهر الفارابى ت 329 والرازى الطبيب ت 311  وإبن سينا ت 428 والبيرونى 440 . وفى مصر إبن الهيثم ت 430 وفى النهاية إبن النفيس ت 607.

5 ـ وصلت سطوة الحنابلة الى إرهاب الخليفة العباسى ( المطيع ) الذى  ظل فى الخلافة حتى عام 363 . هذا الخليفة (المطيع ) كان يرتعب من الحنبلية . يروى إبن الجوزى عن أحدهم : ‏ ( سمعت المطيع لله يقول‏:‏ وقد أحدق به خلق كثير من الحنابلة حزروا ثلاثين ألفًا ، فأراد أن يتقرب إليهم فقال‏:‏ سمعت شيخي ابن بنت منيع يقول‏:‏ سمعت أحمد بن حنبل يقول‏:‏ إذا مات أصدقاء الرجل ذلّ‏.).!!  

6 ـ تغير الوضع فى القرن الخامس ، كان دين التصوف يسرى بهدوء بين العوام يستميل نصفهم الأسفل بالانحلال الخلقى العادى والشاذ وبحفلات السماع ، ويجعل من السهل على أى جاهل أن يزعم العلم اللدنى ، ونشروا التخلص من كتابة الأحاديث وإلقاء ألواحها فى الماء لأنه لا داعى لهذا التعب ، إذا يكفى الزعم بإزالة الحجاب وتلقى الفيض الالهى بالعلم اللدنى . كان الحكام  قد أصابهم الملل من تدخل الحنابلة ، ورأوا بديلا ملائما لهم لا يفتئت عليهم فى سلطتهم ولا يتدخل فى حكمهم بزعم الأمر بالمعروف ، بل يرفع لواء ( عدم الاعتراض ) ويرقص لهم فى مواكبهم ، فبدأ الحكام فى إقامة مؤسسات للصوفية يقيمون فيها بزعم أنهم أولياء وأصحاب ( بركة ) و ( مستجاب دعاؤهم ) . اسهم هذا فى نشر التصوف وتزامن هذا مع إستنساخ الدين الأرضى الجديد ( التصوف السنى ) لمواجهة التشيع .  هذه هى الظروف التى جعلت إبن الجوزى يؤلف كتابه ( تلبيس إبليس ) فى القرن السادس ، يسلط فيه معظم النقد على الصوفية ، ويرفع فى وجوههم شعار ( السُّنّة ) ويستشهد عليه بما قاله رواد التصوف المنافقون من التمسك بالكتاب والسُنّة ) وهو ـ ( كمؤرخ ) يعلم أنهم قالوا هذا رعبا وذعرا.

ثانيا :

الإتجاه العام لإبن الجوزى أنه يواجه الوحى الشيطانى الصوفى بوحى شيطانى سُنّى منتهزا فرصة تسليم معظم الصوفية بالسُنة طبقا للدين الهجين المستنسخ ( التصوف السنى ) . ونأخذ من ( تلبيس إبليس ) الملامح الأساس :   

1 ـ بدأ مباشرة بالباب الأول فى كتابه ( تلبيس إبليس ) بعنوان (  الأمر بلزوم السنة والجماعة ) ثم الباب الثانى (  في ذم البدع والمبتدعين ). فالدين الذى يهاجم به الصوفية هو ( السُّنّة ) وهو دين ( الجماعة ) وبالتالى فالخارجون هم ( مبتدعون مذمومون ) .

2 ـ  أورد الأحاديث التى صنعها الحنابلة وأضرابهم فى التمسك بالدين السُّنّى وصنع لها أسانيد ، وكان يكررها لتترسخ فى الأذهان ، ومنها :

2 / 1 : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) 

2 / 2 : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعيش بعدي فسيري اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ).

2 / 3 / 1 : ( لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون )

2 / 3 / 2 : وتكرر بصيغة أخرى : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك )

2 / 4 :إفتراق اليهود ثم (أمة محمد ) والناجون هم السنيون فقط :

2 / 4 / 1 :( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو ثنتين وسبعين والنصارى مثل ذلك ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا ملة واحدة . قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي  ).

2 / 4 / 2: ( إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة، وإن أمتي ستفترق على اثنين وسبعين فرقة يهلك إحدى وسبعون وتخلص فرقة . قالوا يا رسول الله ما تلك الفرقة ؟ قال الجماعة )

2 / 4 / 3 : ( ليأتين على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك . وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة . قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي )  

2 / 4 / 4 : (  ألا إن رسول الله قام فينا فقال : ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة . وهي الجماعة ، وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجاري بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبيه )

2 / 5 : لزوم الجماعة أو الدين السنى وأصحابه :

2 / 5 / 1 :( إن رسول الله قام في مثل مقامي هذا فقال : من أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ،فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد )

2 / 5 / 2 : (  من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد )

2 / 5 / 3 : ( يد الله على الجماعة والشيطان مع من يخالف الجماعة )

2 / 5 / 4 :  ( يد الله على الجماعة ، فإذا شذ الشاذ منهم اختطفته الشياطين كما يختطف الذئب الشاة من الغنم )

2 / 5 / 5 : ( إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية ، فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد )

2 / 5 / 6 : ( اثنان خير من واحد وثلاثة خير من اثنين وأربعة خير من ثلاثة ، فعليكم بالجماعة فإن الله عز وجل لم يجمع أمتي إلا على الهدى)

3 ـ إتهام الصوفية ودينهم الجديد بأنه ( بدعة ) والتحذير من هذه البدعة

2 / 1 : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه )

2 / 2 :  ( من فعل أمرا ليس عليه أمرنا فهو رد  ) أى مردود مرفوض . 

2 / 3: ( من وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام )   

4 ـ بالاضافة الى الأحاديث التى ينفرد بها الدين السنى مثل : ( جعل الله رزقي تحت ظل رمحي ).

 

5 ـ فى المشترك بين الفقهاء والصوفية ترى ابن الجوزى يضع أحاديث أو يستشهد بأحاديث وضعها غيره من السنيّين والصوفية ، ومنها إدمان الشذوذ الجنسى ، وقد ظهر هذا مبكرا فى تاريخ الحنابلة ، وكان محمد بن داود الظاهرى زعيم الحنابلة والمحرّض على الطبرى مشهورا بعشقه لصبى . فى هذا الرجس المشترك روى إبن الجوزى أحاديث فى التحذير من الإفتتان بالصبيان ( أو المرد / المردان / الأحداث بتعبير عصرهم . يقول إبن الجوزى : ( .... والحديث بإسناده عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله : لا تجالسوا أبناء الملوك فإن النفوس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق) والحديث بإسناده عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله   قال : ( لا تملأوا أعينكم من أولاد الملوك فإن لهم فتنة أشد من فتنة العذارى) . والحديث بإسناد عن الشعبي قال : ( قدم وفد عبد القيس على رسول الله  وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضأة ، فأجلسه النبي وراء ظهره وقال كانت خطيئة داود عليه السلام النظر ) .  وعن أبي هريرة قال : (  نهي رسول الله أن يحد الرجل النظر إلى الغلام الأمرد ) وقال عمر بن الخطاب : ( ما أتى على عالم من سبع ضار أخوف عليه من غلام أمرد ) وبإسناد عن الحسن بن ذكوان أنه قال: ( لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور النساء، وهم أشد فتنة من العذارى )  وبإسناد عن محمد بن حمير عن النجيب السري قال: ( كان يقال لا يبيت الرجل في بيت مع المرد ). وبإسناد عن عبد العزيز بن أبي السائب عن أبيه قال : ( لأنا أخوف على عابد من غلام من سبعين عذراء  ..  وقد كان السلف يبالغون في الأعراض عن المرد وقد روينا عن رسول الله   أنه أجلس الشاب الحسن الوجه وراء ظهره . )

6 ـ وكان إبن الجوزى يطعن فى أحاديث دين التصوف التى تخالف دينه السُّنّى ، ومنها أحاديث العلم اللدنى . إشتهر حديث :(  علم الباطن سر من سر الله عز وجل وحكم من أحكام الله تعالى يقذفه الله عز وجل في قلوب من يشاء من أوليائه ). قال عنه إ: بن الجوزى : ( قال المصنف رحمه الله قلت وهذا حديث لا أصل له عن النبي ، وفي إسناده مجاهيل لا يُعرفون . ).

7 ـ ولم يكتف إبن الجوزى بالأحاديث التى صنعها هو وغيره من الحنابلة بل صنع أحاديث وأقاويل للصحابة وخصوصا عمر ، للتابعين ولبعض المشاهير السابقين حتى من أبى حامد وشيوخ الصوفية ، طالما تتفق معه . 

 

 

 

 

 

 

 

 

خاتمة كتاب ( المحمديون إتخذوا الشيطان وليا من دون الله جل وعلا )

أولا :

1 ـ رب العزة جل وعلا خلق آدم ليكون خليفة فى الآرض بعد يأجوج ومأجوج . أمر الملأ الأعلى من الملائكة بالسجود لآدم إختبارا لهم . سجدوا جميعا ما عدا الملاك إبليس الذى عصى وإستكبر، فطرده الله جل وعلا من برازخ السماوت السبع فأصبح يعيش مع الجن فى برازخ الأرضين الست .

2 ـ  وتخصص ( إبليس / الشيطان ) وذريته فى إغواء آدم وذريته . لأرضنا المادية ستة برازخ أو ستة مستويات برزخية ، وكان آدم يعيش فى مستوى برزخى منها . أغوى الشيطان آدم وزوجه فنسيا تحذير رب العزة وأكلا من الشجرة المحرمة ، فأهبطهما رب العزة الى أرضنا المادية . وحذر رب العزة أبناء آدم من كيد الشيطان الذى يراهم هو قبيله من عوالم البرزخ بينما لا نستطيع رؤيتهم .

 3 ـ الى عوالم البرزخ تنتمى النفس البشرية وهى التى تحتل الجسد المادى وتتحكم فيه وتسيره. وبإمكان الشيطان وهو من عوالم البرزخ أن يتسلل الى النفس البشرية البرزخية يوسوس لها . وإذا سيطر عليها وتحكم فيها زين لها الحق باطلا والباطل حقا والهدى ضلالا والضلال هدى ، وأقنعها بالشفاعات وقرن الإضلال بالأمنيات لتظل فى ضلالها دون توبة حتى الموت .

4 ـ الذين يتقون هم الذين يقاومون وساوس الشيطان وهم على بيّنة من ربهم . بالتالى فإن البشر عند الإحتضار يكون أحدهم إما وليا للرحمن جل وعلا بناءا على أنه عاش حياته مؤمنا تقيا ، أو أن يكون وليا للشيطان إذ عاش حياته ضالا غافلا.

5 ـ الفيصل هنا هو فى : " هل كان يتبع وحى الرحمن أم يتبع وحى الشيطان،".  

6 ـ إذ أن للرحمن جل وعلا وحيا نزل بالكتب والرسالات الإلهية ، والقرآن الكريم هو خاتم الرسالات الإلهية وهو الحاكم على ما سبقه من كتب إلاهية  ، وبعده إنقطع الوحى الالهى ليظل القرآن الى يوم القيامة هدى ورحمة ونذيرا للعالمين محفوظا من لدن رب العالمين . فى مقابل هناك وحى للشيطان يوحيه الى أوليائه من ( شياطين الإنس والجن ) وهم أعداء الأنبياء . وبينما توقف الوحى الإلهى بالقرآن وبموت خاتم النبيين فإن الوحى الشيطانى مستمر عن طريق أئمة الضالين شياطين الانس والجن .

7 ـ وبمجرد أن يُعرض الفرد عن وحى الرحمن يتسلط عليه قرين من الشياطين يتولى إضلاله ، يضع على نفسه ( أو قلبه أو فؤاده ) حجابا فلا تصل اليه الهداية ، ومهما قيل له من وعظ بالقرآن فإنه يسمعه ماديا بالأذن المادية ولكن الحجاب ــ الذى غلّف به قرينه الشيطانى ــ يجعل صوت الهداية لا يصل الى نفسه ، بل يحسب أن ما يفعله وما يقوله من ضلال هو الدين الحق بل يجعله شريعة إلاهية مفروضة . وبالتالى فمستحيل هدايته ، ويظل هكذا تحت سيطرة قرينه الشيطانى حتى لحظة الإحتضار ، فيصحو ويفيق يرجو فرصة أخرى ولكن بلا فائدة .  

ثانيا :

1 ـ ربما يكون هذا معروفا ، وقد يقرؤه المحمديون ويوافقون عليه ولكن يعتقدون أن الضالين هم غيرهم .

2 ـ لو أرادوا الهداية لإستعاذوا  ــ مخلصين ـ بالله العظيم من الشيطان الرجيم ، وأتجهوا الى القرآن الكريم يبحثون عن الهداية بإخلاص وإنابة ، يحتكمون الى كتاب الله العظيم فيما توارثوه من ثوابت دينية وما وجدوا عليه آباءهم . من المتوارث وما وجدوا عليه آباءهم يوجد الصحيح ويوجد الباطل ، وبالإحتكام الى القرآن الكريم ــ وهو الفرقان وهو الميزان ـ يتبين الحق ويتميز عن الباطل .

3 ـ وهذا ما صرنا اليه نحن ( أهل القرآن ).

4 ـ المحمديون إستحوذ عليهم الشيطان فجعلهم يخسرون الدنيا والآخرة . قد يكون الغرب قد خسر الآخرة بإيمانه بالوهية المسيح ولكنه ربح الدنيا بتخلصه من سيطرة الكنيسة ومنع تجوالها متحكمة فى حياتهم الدنيا . أما المحمديون فلا يزالون تحت سيطرة الكهنوت الشيطانى السُّنّى والشيعى والصوفى ، ولا يزال محمديون يسيرون فى نفق الفتنة الكبرى يقتتلون ويختلفون على نفس ما كان يختلف ويتقاتل عليه أرباب الفتنة الكبرى، وتحلّ إهلاكات جزئية متكررة من حروب أهلية وكوارث بيئية . لا يزالون أسرى مشدودين للماضى المظلم الأغبر ، ولا يزال كهنوتهم الشيطانى يركبهم ، وهذا الكهنوت يركبه حاكم مستبد مترف ومعه عصابته من الملأ ، هى نفس الحلقة الجهنمية فيها يسبحون لا يتعقلون ولا يبصرون ، فقد أعمى الشيطان أبصارهو وقد سوّل لهم وأملى لهم .

5 ـ الكتاب الإلهى هو سبيل الإصلاح السلمى ، بهجره وتغييبه يكون الهلاك . رفض قوم ثمود الهداية فأهلكهم الله جل وعلا ، ووقف النبى صالح يرتى لحالهم قائلا : ( يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴿٧٩﴾ الاعراف ). حدث نفس الحال مع قوم مدين ، أهلكهم الله جل وعلا ، وققف النبى شعيب يرثى لحالهم يقول :(  يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿٩٣﴾ الاعراف ). إنتهى الإهلاك الكلى التام للقرى الظالمة وحلّ بديلا عنه إهلاك جزئى ، وهو سائر ومستمر فى تاريخ المحمديين من الفتوحات التى قام بها الخلفاء الفاسقون وحتى الآن . تحقق فيهم قوله جل وعلا : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴿٦٥﴾ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ۚ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ﴿٦٦﴾ لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ ۚ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٦٧﴾ الانعام )

6 ـ ثم هناك عذاب الآخرة ، وهو خالد لا إمهال فيه ولا خروج منه ولا تخفيف .  

7 ـ يوم القيامة سيقول رب العزة للضالين : (  أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٦٠﴾ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٦١﴾ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴿٦٢﴾ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٦٣﴾ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿٦٤﴾ يس ) . وسيكون حالهم وحال غيرهم من أولياء الشيطان كما قال رب العزة جل وعلا : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤﴾ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥﴾ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿١٠١﴾ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٢﴾ الشعراء ). وهم فى النار سيتبرأ منهم وليهم الشيطان كما أخبر بذلك مقدما رب العزة جل وعلا : ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٢﴾ابراهيم )

8 ـ خوفا من هذا المصير نتحمل الأذى ونحن نناضل سلميا لإصلاح المحمديين بالقرآن الكريم الذى يزعمون الإيمان به . ومن أجل هذا كتبنا هذا الكتاب.

9 ـ أقول ما قاله النبى شعيب لقومه مدين :( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿٨٨﴾ هود ).

 

التعليقات(4)

1   تعليق بواسطة  مصطفى اسماعيل حماد     في   الإثنين 09 سبتمبر 2019

[91378]


جرعة مركزة



يعد الكتاب جرعة مركزة استوحت من التاريخ ما يؤكد فساد عقائد المحمديين ،وضع فيه الدكتور صبحى الكثير من خلاصة دراسته للتاريخ الإسلامى فشكرا له، وإن كنت آمل منه أن يفند لنا الفكر الضال لابن تيمية ويفضح لنا هذا الرجل الذى لعبت فتاواه دورا خبيثا فى ما عليه المحمديون اليوم من قسوة ودموية وإرهاب.

 

2   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الإثنين 09 سبتمبر 2019

[91379]


شكرا د مصطفى ،وجزاك رب العزة خيرا



1 ـ أنا حاليا مشغول بإنهاء الألف حلقة من برنامج ( لحظات قرآنية ) ووصلنا حتى أمس الى ما يقرب 930 ، ونرجو أن ننتهى خلال عدة أسابيع . ولهذا أضطر لتأجيل المقالات مؤقتا ، مرتين أو ثلاث فى الاسبوع ، والله جل وعلا هم المستعان
 
ـ تعاملت مع ابن تيمية سابقا فى مقالات وكتب ـ وقد مللت منه . هو فى النهاية تلميذ للبخارى والحنابلة

3
ـ أرجو أن أنشر هذا الكتاب عن المحمديين قريبا بتعليقاته وبتدقيقاتك فى التصحيح ، أكرمك رب العزة جل وعلا


 

3   تعليق بواسطة  محمد شعلان     في   الإثنين 09 سبتمبر 2019

[91380]


حجاباً مستورا



 المحمديون وهم غاضبون من هذه التسمية، بينهم وبين القرءان حجاب مستور لايرونه بسبب جحودهم للقرءان واستكبارهم عن الايمان به وحده نبعا صافيا للاسلام، بل وتفضيلهم للأحاديث الشيطانية المنسوبة ظلما وزورا للنبي  محمد خاتم النبيين. شكرا  ومحبة ومودة كبيرة للدكتور المعلم المربي .أحمد صبحي منصور والسلام عليكم ورحمة الله.

 

4   تعليق بواسطة  آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء 11 سبتمبر 2019

[91381]


شكرا ابنى الحبيب د محمد شعلان وأقول:



  ـ المسيحيون يعلنون دينهم صراحة بتأليه إله أسموه المسيح ويفخرون بنسبتهم اليه وأنهم ( مسيحيون ).

  ـ بسبب النبرة العالية للقرآن الكريم فى أنه لا إله إلا الله وتكفير من يقدس البشر فإن المحمديين يقولون نفس مقالات المسيحيين فى تأليه إله أسموه محمدا ، ولا يعتبرون ذلك كفرا . بل ويظلون يتهمون المسيحيين بالكفر مع أنهم أكفر من المسيحيين . على الأقل المسيحيون صرحاء ، وايضا البوذيون المنتسبون الى بوذا ، ولكن المحمديين منافقون ، أى فى الدرك أسفل من النار.!.

  ـ ينكر المحمديون تسميتهم بالمحمديين مع تمسكهم بالحج الى إلاههم المزعوم محمد فى قبره المزعوم فى المدينة ومع إيمانهم بشفاعته وتفضيله على الأنبياء ، وأنه أشرف المرسلين وسيد ولد آدم ولا فخر حسبما يزعمون. لا يكتفون بهذا بل يؤلهون الأئمة والأولياء كما يؤله اليهود والنصارى الأحبار والرهبان

  ـ أزعجهم أننا سميناهم ( المحمديون ) وأزعجهم أننا قلنا انهم يعبدون محمدا الذى لا صلة بينه وبين محمد رسول الله عليه السلام.

.ـ نحن وضعنا أصبعنا على الجرح فصرخوا.

 .!ـ دعهم يصرخون.

اجمالي القراءات 9016

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الثلاثاء ١٧ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91389]

ملاحظة


إنه لشرف لى -وأى شرف-أن أساهم بهذا المجهود البسيط والذى يعتبر لا شيء إذا ما قيس بالمجهود الخرافى الذى يبذله الدكتور صبحى لإعلاء دين الله فأعانه الله ،والشكر له. فى السطر الثالث من البداية وردت عبارة(وهذاوأن معهم القرآن الكريم الذى يزعمون به) وتصويبها(هذا رغم أن معهم القرآن الكريم الذى يزعمون الإيمان به) كما جاءت كلمة اتخذوا أكثر من مرة بهمزة القطع والصواب أنها همزة وصل)



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ١٧ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91390]

بورك فيك د مصطفى حماد .


نحن معا كتيبة جهاد سلمى تدافع عن دين رب العزة جل  وعلا.

أدعو الله جل وعلا ان يجمعنا فى مقعد صدق عند مليك مقتدر. 

3   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الثلاثاء ١٧ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91392]

ملاحظة 2


هل العبارة المذكورة فى التعليق السابق صحيحة أم تحتاج إلى تصويب؟



4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ١٧ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91394]

يجوز هذا وذاك ..


كلاهما صحيح . وأنا قصدت ما قلت . 

5   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الثلاثاء ١٧ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91395]

فعلا كلاهما صحيح.


كنت على وشك التساؤل عن صواب التعبير (زعم ب)ومن أين أتيتم به حتى أدركنى كلام الله فى سورة يوسف (وأنا به زعيم) فعلا كلاهما صحيح .



6   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ١٨ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[91398]

من أهم الكُتب .


أكرمك الله استاذنا دكتور - منصور _  أعتبر هذا الكتاب من أهم الكُتب ( وإن كانت كل الكُتب مُهمة  جدا جدا )  التى ألفها استاذنا الدكتور - منصور - مع كتاب ( القرءان وكفى ) وكتاب (المسكوت عنه فى تاريخ الخلفاء ) .  لأنه وضع (المحمديين ) أمام أنفسهم وأمام حقيقة  إشراكهم بالله وإيمانهم الكامل بالشيطان وإتخاذهم له وليا من دون الله مع أن كثير من آيات القرءان العظيم الذى هجروه حذرتهم من الشيطان واخبرتهم بأنه الحاسد الحقيقى لهم والعدو الأول والأخير لهم وأنه يدعوهم إلى النار وخُسران الدُنيا والآخرة  إلا أنهم لم يقرأوا القرءان ولم يتدبروه ولم يتعظوا به وساروا خلف خطوات الشيطان وآمنوا به وله وإتخذوه وليا لهم من دون الله سبحانه مالك المُلك والملكوت ومالك يوم الدين !!!!!!



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5117
اجمالي القراءات : 56,880,089
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي