عقد نواب الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، أمس، اجتماعًا لمناقشة محاولات التهويد التي يتعرض لها المسجد الأقصى اتفقوا خلاله على تشكيل وفد للقاء الدكتور فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب، لمطالبته بأن يقوم بدوره ومسئوليته التي كفلها له الدستور والقانون ولائحة مجلس الشعب في نصرة القدس.
ودعا النواب، في الاجتماع الذي غاب عنه النواب المستقلون سعد عبود، وجمال زهران، وعلاء عبد المنعم، ومحمد عبد العليم داود، وحمدين صباحي بسبب مشاركتهم في مؤتمر بسوريا، إلى عقد جلسة عاجلة للجان المعنية كي تعبر عن غضبهم تجاه ما يحدث للمسجد الأقصى.
وأوصى الاجتماع بتحرك النواب في دوائرهم مع المواطنين وعقد مسيرات وندوات، وتشكيل لجنة للاتصال بالجهات المعنية من أجل عقد مؤتمر حاشد في إستاد القاهرة، فضلاً عن إعادة ما حذف من مناهج تعليمية خاصة بقضية القدس .
من جانبه، أكد النائب صبحي صالح أن القضية أصبحت "دينية عقائدية" بعد إعلان بنيامين نتنياهو أن إسرائيل دولة يهودية عاصمتها الأبدية هي القدس، مضيفًا: الذي يعول على تحرك الحكومات المتورطة في علاقات مشبوهة مع النظام الصهيوني كالذي ينتظر العسل من الذباب.
وأشار صالح إلى قيام شيخ الأزهر بانتهاك حرمة النقاب بالأزهر في نفس الأسبوع الذي يقوم فيه اليهود بانتهاك حرمة الأقصى، موضحًا أن النيابة الشعبية التي يمثلها النواب مطلقة، ويجب أن يعبروا عن نبض الأمة وليس السفير الإسرائيلي.
ودعا صالح نواب الإخوان والمستقلين والمعارضة إلى شرح قضية الأقصى في دوائرهم ومحاربة الحملة المنظمة لتشويه الفكر والتاريخ والهوية، فضلاً عن قيام كل المجموعات الإسلامية في العالم بالتوجه إلى مقار السفارات الإسرائيلية واقتحامها، مشددًا على أن الأقصى أغلى لدينا من هذه السفارات.
وفي المقابل، تحفظ الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس الكتلة النيابية للإخوان المسلمين، على المطالبة باقتحام السفارات الإسرائيلية في الدول الإسلامية، قائلاً: نحن نواب الشعب ونملك من الوسائل الرقابية والبرلمانية ما تجعلنا نحقق أهدافنا، فقضية القدس ليست خاصة بالإخوان المسلمين، ولكنها قضية العرب والمسلمين وهناك من غير المسلمين يدافعون عن القدس بشده.
وأعلن عن تشكيل لجنة تضم النواب: جمال زهران، وسعد عبود، وعادل حامد، وتيمور عبد الغنى، وجمال حنفي، وسيد عسكر، لمخاطبة البرلمانات الدولية كالبرلمان الدولي والأوروبي والأفريقي ومنتدى البرلمانيين الإسلاميين بشأن ما يتعرض له الأقصى، مشيرًا إلى أن اللجنة ستستأذن الدكتور سرور، لأن يقوم بنفسه بمخاطبة تلك البرلمانات وإذا رفض فستقوم اللجنة بذلك.
وأكد الشيخ سيد عسكر أن اليهود يتحركون وفق خطة وعملهم ليس ارتجالياً، مضيفًا: حكام العرب تصهينوا أكثر من الصهاينة وفقدوا شرعية وجودهم، كما أن كل المتخاذلين عن نصرة الأقصى لا يصلحوا لأن يكونوا حكاماً للأمة .
كما اقترح النائب صابر أبو الفتوح أن يتم نقل اجتماع النواب إلى الرصيف المقابل لقصر عابدين لمناقشة الأمر مع الشعب، مضيفًا: إذا زعلت الحكومة تنفلق.
وحذر النائب رجب أبو زيد من النتائج الخطيرة إذا تم هدم المسجد الأقصى والتي ستكون بمثابة نهاية للأنظمة العربية، مقترحًا تشكيل وفد للقاء عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، ومطالبته بعدم استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي نفس السياق، شدد النائب الدكتور فريد إسماعيل على ضرورة تحرك النواب في مسيرات ووقفات بهدف تكوين رأى عام حول قضية القدس، فيما أشار النائب بهاء الدين عطية إلى ضرورة أن يتصل النواب بالمواطنين في منازلهم وكنائسهم ومساجدهم ويشرحوا لهم قدسية قضية الأقصى، مطالبًا بطرد السفراء اليهود.
ووصف عطية الحكام العرب بأنهم عملاء وخونة ومجرمون، فيما طالب النائب جمال حنفي بألا يتحول الاجتماع إلى مجرد كلمات حماسية ومقترحات ثم ينتهي الأمر بدون تفعيل للأمر.
وأشار النائب حسين إبراهيم إلى أن الدستور يلزم مصر بمناصرة القضية الفلسطينية، حيث ينص في مادته الأولى على أن الشعب المصري جزءً من الأمة العربية.
وأضاف: اللائحة تنص على أن المجلس في الإجازة لا ينعقد إلا بطلب من رئيس الجمهورية أو من ثلاثة أعضاء البرلمان، واقترح أن يقوم نواب المعارضة والإخوان الذين يقدر عددهم بـ 100 عضو بالتوقيع على طلب بعقد جلسة للمجلس، ودعوة نواب الأغلبية للتوقيع عليها وإذا رفضوا يتم فضحهم أمام الرأي العام.