ممرضة أمريكية عائدة من “جحيم” غزة تروي تفاصيل المعاناة: معرضون لخطر الموت جوعاً أو عطشاً
روت مديرة نشاط التمريض في منظمة أطباء بلا حدود، إميلي كالي كالاهان، وهي ممرضة أمريكية خرجت من غزة، الأسبوع الماضي، تفاصيل المأساة التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة المحاصر والذي يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف ومتواصل منذ أكثر من شهر.
وتحدثت كالاهان عن الأيام التي قضتها في غزة وعملها مع الموظفين المحليين في القطاع لمساعدة المدنيين في ظل النزوح والقصف، مشيرة إلى أنها تعتقد أنهم معرضون لخطر الموت جوعاً أو نفاد المياه، وفق لقاء مع شبكة "CNN" الأمريكية.
ولفتت الممرضة إلى أنه "في لحظات اليأس المطلق عند المدنيين، كانوا (الموظفون المحليون) صامدين وهادئين، ليس لديهم إمدادات، وليس لديهم أيضاً طعام وماء، كما أنهم ينامون أيضاً في الخارج".
إصابات مؤلمة للأطفال
في سياق متصل، أشارت كالاهان إلى أنه "كان هناك أطفال يعانون من حروق شديدة في وجوههم، وأسفل أعناقهم، وجميع أطرافهم، ولأن المستشفيات مكتظة للغاية، يتم إخراجهم على الفور".
أضافت: "ويتم ترحيلهم إلى هذه المخيمات دون إمكانية الحصول على المياه الجارية، ويحصلون على ساعتين من الماء كل 12 ساعة"، ولم يكن هناك سوى أربعة مراحيض" في المخيم.
وتابعت كالاهان قائلة إن هناك أطفالاً يعانون من "حروق وجروح مفتوحة حديثة وبتر جزئي يتجولون في هذه الظروف ويقوم الآباء بإحضار أطفالهم إلينا، قائلين: من فضلكم هل يمكنك المساعدة؟ من فضلكم هل يمكنكم المساعدة؟، وليس لدينا إمدادات".
وقالت كالاهان إنها تعتقد أنهم معرضون لخطر الموت جوعاً أو نفاد المياه، وإن الموظفين المحليين "يطلبون المساعدة ويتصلون بأصدقائهم" للحصول على الطعام والماء، مضيفة: "عندما أقول إننا كنا سنموت جوعاً بدونهم، فأنا لا أبالغ".
وعند التفكير في الوقت الذي يتم فيه تسلم إشعار بالانتقال إلى جنوب وادي غزة، أوضحت كالاهان أنها كانت ترسل رسالة نصية للموظفين في أحد المستشفيات، تسألهم عما إذا كان سيخلونها وينتقلون جنوباً.
وأردفت: "الإجابة الوحيدة التي حصلت عليها هي: (هذا مجتمعنا، هذه عائلتنا، هؤلاء هم أصدقاؤنا، إذا كانوا سيقتلوننا، فسنموت لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس)".
"هل أنتم على قيد الحياة؟"
وأوضحت كالاهان أنها خلال تواجدها في غزة جرى نقلها "حوالي خمس مرات على مدار 26 يوماً بسبب مخاوف أمنية".
أضافت: "أحد الأماكن التي انتهينا إليها هو مركز تدريب خان يونس"، الذي يستضيف أكثر من 22 ألف نازح داخلياً، وتقل المساحة للشخص الواحد عن 2 متر مربع (حوالي 21 قدماً مربعاً)، وفقاً لما ذكرته منظمة أطباء بلا حدود.
ورغم أن كالاهان غادرت غزة، وهي الآن في الولايات المتحدة، إلا أنها تقول إنها ترسل رسالة نصية كل صباح عندما تستيقظ، وكل ليلة قبل النوم تسأل الموظفين الذين تركتهم في غزة: "هل أنتم على قيد الحياة؟".
كان متحدث باسم وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة، قال إن 70% على الأقل من سكان قطاع غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، أصبحوا حالياً نازحين، ويعيش معظمهم في ظروف مروعة في ملاجئ الأمم المتحدة.
ووصفت الوكالة في بيان صدر، أمس الإثنين، الأوضاع في منشآت الأونروا المكتظة، والتي تؤوي حالياً 717 ألف نازح من غزة، وقالت إن الوضع في الملاجئ "غير إنساني" ومتدهور، وحذرت من خطر حدوث أزمة صحية عامة، بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
اجمالي القراءات
1434
بعيدا عن رأينا وموقفنا من المُتسبب فى الحرب فى غزة وووووو إلا أن ما يحدث فى غزة أمام أعين العالم كُله وصمت العالم كُله وعجزه عن أن يوقف هذه المجازر،وعلى أن يُسعف المُصابين ،ويوارى الضحايا ،ويُلملم جراح الثكالى والأطفال والعجائز والكهول والشيوخ فإنه عارعلى البشرية كُلها سيظل محفورا فى ذاكرة الأجيال مخطوطا بدماء الأطفال المسفوحة وألبانهم المسكوبة على تُربة مُخضبة بدمائهم ومُختلطة بأوصالهم .....
العار على البشرية كُلها وعلى كل من يستطيع أن يوقف هذه المجازر ولم يتحمل مسئوليته وتهرب منها .