تحالف مصر وإيران

رمضان عبد الرحمن Ýí 2009-04-28


تحالف مصر وإيران

هل من الممكن أن تتحالف مصر وإيران؟!.. وهما دولتان ذات حضارة قديمة ما زال يحكى عنهما إلى الآن، وللأسف وبسبب بعض المغرضين في الإعلام في بعض الدول العربية الذين يريدون لمصر وإيران أن يضل بينهما خلاف، ومن وقت لآخر تقرأ في بعض الصحف العربية أو تستمع في بعض الفضائيات أن إيران تسعى لأن تهيمن على المنطقة، وكأن المنطقة ليست دول ذات سيادة واستقلال حتى تهيمن عليها إيران أو غيرها، وهذا ما يجعل مصر تلقي بتصريحات معادية تجاه إيران وبذلك يكون قد تحقق ما يكتب في بعض الصحف أو يذاع في إحدى الفضائيات وإلى أن يتصاعد الموضوع كما يخطط له يكون قد حضروا إلى ما يقال تجاه مصر أنها تريد أيضاً أن تسيطر على المنطقة لدورها التاريخي والإقليمي، فتزعج إيران من ذلك وتصرح بالعداء تجاه مصر، دون أن يكون بين مصر وإيران أي عداء أصلاً، وهذا خطأ من الحكومة الإيرانية والحكومة المصرية وأن تاريخ هاتان الدولتان لا يجب أن يكون بهذه السذاجة، حتى لا ينطبق عليهما المثل القائل (يعملوها الصغار ويقع فيها الكبار).


فماذا لو أصبح بين مصر وإيران تحالف عسكري واقتصادي وانفتاح في الثقافة بين الدولتان الأكبر في المنطقة، أعتقد من الممكن أن يكون لهم تأثير في السياسة بين الشرق والغرب، بمعنى أنه لم ولن تفرض عليهم أي ضغوط أو قرارات خارجية أي سوف يصبحوا قوة إقليمية لا يستهان بها أو على الأقل يصبحوا قوة ردع لإسرائيل، وكفى إيران ومصر الانصياع وراء تصريحات تخرج من بعض الدول أو الدويلات هم أصلاً عبء على مصر وإيران.

ثم  إن مصر وإيران لم يفقدوا مكانتهم العالمية إلا بسبب هذه الدول، أي أن الإمبراطورية الفارسية القديمة انتهت على أيدي العرب، وانتهت أيضاً الإمبراطورية المصرية على يد العرب وبنفس الشكل، مع العلم لو رجعنا للتاريخ إلى ما قبل خمسة آلاف عام سوف نجد أن أغلبية الدول أو الدويلات التي لم يتجاوز تاريخها خمسون عاماً كانت عبارة عن حدائق خلفية ومحميات لمصر، وإلى التجول ورحلات صيد للمصريين القدماء، وظلت تابعة لمصر آلاف السنين، ويقال أن رمسيس الثاني تزوج من بنت ملك الحثيين حتى يؤمن الجبهة الشرقية لمصر ولكي لا يقترب أحد من محميات وحدائق مصر الخلفية في ذلك الوقت والتي بعد ذلك أصبحت دويلات، وبدلاً من أن تمتن بالشكر إلى مصر الأم التي تركت لهم هذه المحميات لكي يقيمون عليها هذه الدول أصبحوا يهاجمون فيها، وأن التاريخ القديم يقول لم يكن في هذه المنطقة أو يعرف غير الإمبراطورية المصرية والإمبراطورية الفارسية، فيجب على هذه الدويلات أن تعي ما تقول وتقلل من الكلام في الممنوع وتعلم حجمها الطبيعي تجاه مصر وإيران، لربما يعيد التاريخ نفسه وتسترجع مصر الحدائق الخلفية لها.

وأنا هنا لا أقصد ولا أهاجم هذه الدول ولكن أذكرها، وأن المليارات التي تنفق على سباق الخيل والهجن و... الخ، ولو خصصت لدعم إيران ومصر لاختلف الوضع في الشرق الأوسط، وأن هذه الدول لا بقاء لها بدون بقاء مصر وإيران، فعلى هذه الدول أن تسعى إلى دعمهم قبل فوات الأوان، وعلى رأي المثل القائل (اللي مالوش كبير يشتريله كبير) وطالما أن الكبير ما زال له وجود فيجب أن يتحمل قضايا المنطقة وخاصة تجاه السياسة، وهذا لن يتم إلا بدعمهم كما قلت، وقد رأيتم المؤتمر الذي عقد مؤخراً في سويسرا عن العنصرية والذي كانت نسبة حضور دول الشرق الأوسط فيه شبه معدومة مقارنة بدول العالم المتحالفة مع بعضها البعض، أي لا مكان لهذه المنطقة بين العالم إلا إذا تحالفت مع بعضها، ونتجاهل الصراعات وخاصة في الدين.


رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 11182

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الخميس ٣٠ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[37852]

انت رجل سلام يا ابو الرمض ،وتختار موضوعات لها قيمة عظيمة .

انت رجل سلام يا أبو الرمض ،وإختيارات موضوعاتك إختيارات موفقة تماماً بارك الله فيك وفى عقلك المُستنير .  ومع أمنياتى معك أن يعيش العالم فى سلام أولاً ثم فليتحالف بعد ذلك ثانياً ..... وعلى فكرة يا أبو الرمض ،مصر وإيران كانوا متحالفين قبل كده ايام أسرة محمد على ،والرئيس السادات ،وايام حكم الشاة وأسرته من قبله لإيران .أيام ما كانت إيران دولة علمانية . ولكن بعد ثورة الخمينى إنقلبت إلى وجهها الشيعى الحقيقى الثورى ،الذى يريد ان يتحكم فى العالم الإسلامى ،ثم ينتقم من البلاد السُنية لعلهم يأخذون بثأر الحُسين ومن قبله والده (على بن أبى طالب ) فى خلافة المُسلمين ،وكأنهم ما زالوا أحياءاً ينتظرون الخلافة وكرسى العرش ... .فمشكلة إيران الآن هى أنها تُريد تصدير الثورة الخمينية الشيعية السياسية للعالم الإسلامى ثم السيطرة على الشعوب بعد ذلك .وهذا ما لن تقبله الشعوب ،وعلى الأقل مصر .... واخيرا نتمنى ان يعيشوا فى سلام اولاً وبعد كدة  يجى التحالف او ما يجيش مش مهم ...


2   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الجمعة ٠١ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38034]

لي رجاء ...

الدكتور رمضان عبدالرحمن يتطرق إلى موضوعات غاية في الأهمية ومنها هذا الموضوع المهم ، ولكن لي عتاب عليه وهو انه لا يرد على ما يثار حول مقالاته من تعليقات لذلك فنرجوا أن يقتطع من وقته جزء ويعطيه لقرائه ..


3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٠١ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38035]

الأستاذة الكريمة إيناس عثمان .

الأستاذة الفاضلة -إيناس عثمان .شكرا على تعقيبك  .وبخصوص ردود أخى -رمضان - ارجو ان نقبل عذره وإعتذاره لأنه لا يملك جهاز كمبيوتر ،وإنما يتابع من خلال (كافيه نت ) ،فجميل منه أن يرسل بمقالاته .وإن شاء الله عندما يمتلك كمبيوتر .سيكون أكثر متابعة للموقع ولمقالاته ومقالات الآخرين أكثر وأكثر ........


 وعلى فكرة أخى رمضان - ليس بدكتور (لكى لا تُحسب عليه وعلى الموقع ممن يتصيدون لنا الأخطاء) ،ولكنه يحمل أفكاراً أفضل بكثير من آلاف ممن يحملون شهادات الدكتوراة ...... فشكراً لك ،وله وللجميع .وعلى فكرة (رمضان هو إبن عمى وفى مكانة أخى الحبيب ,لهذا رددت نيابة عنه )


4   تعليق بواسطة   رمضان عبد الرحمن     في   السبت ٠٢ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[38104]

أشكر الأستاذة إيناس عثمان

الأستاذة إيناس عثمان شكرا على هذه اللفتة لكن ممكن تعذريني لأنني فعلا كما قال أخي عثمان محمد لا املك كمبيوتر واتباع الكتابةعن طريق اي سيبر كما أننى ليس لدي أي شهادات علمية لكي تكون الامور واضحة امام الجميع انا ليس بدكتور ولا ؟أستاذ انا كاتب احاول ان اجتهد واكتب فيما ينفع الناس باسلوبي البسيط المتواضع وارجو ان تعذريني في عدم متابعة التعليقات


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-29
مقالات منشورة : 363
اجمالي القراءات : 5,623,839
تعليقات له : 1,031
تعليقات عليه : 565
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : الاردن