بولندية من القوات الدولية في جنوب لبنان تتحجب في رمضان
استبدلت البولندية المسيحية سيلفيا مونيكا فيشوميرسكا القبعة الزرقاء التي تعتمرها بصفتها عنصرا في قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل)، بالحجاب لتسهل اندماجها في البيئة الإسلامية المحافظة التي تعمل فيها، وفقا لتقرير وكالة الأنباء الفرنسية الجمعة 12-9-2008.
وليبقى انتماؤها إلى هذه القوة واضحا، اختارت سيلفيا منديلا خفيفا أزرق اللون ترتديه مع زيها العسكري، ويشبه لونه قبعات قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان.
وتقول سيلفيا "أعمل في جنوب لبنان منذ أربعة اشهر، وأشعر أنني يجب أن أتفهم المحيط الذي أعمل فيه وأتعايش معه".
وتضيف هذه السيدة -التي تبلغ من العمر 37 عاما وأم لفتاة واحدة- "تحجبت في رمضان لأنني أقوم بعملي في صفوف القوات الدولية بمنطقة إسلامية".
وتتابع سيلفيا "بعد أن تحجبت بدأ السكان ينظرون لي وإلى باقي الجنود بمحبة أكبر مما أفسح المجال لإقامة علاقات صداقة ودية بيننا وبين السكان المحليين، وبدأوا يدعوننا إلى منازلهم لشرب القهوة أو تناول الحلوى، وشرع الأطفال يشيرون إلينا بأيديهم عندما نمر في الطرقات".
وأنشأت الأمم المتحدة قوات الطوارئ الدولية في 1978 لتطبيق القرار الدولي 425 والإشراف على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.
وبعد العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 2006 عززت المنظمة الدولية عديد قواتها في المنطقة حتى بلغت نحو 13 ألف عنصر.
ودرست سيلفيا اللغة العربية في إحدى جامعات بلادها وتتكلمها بطلاقة، وهي تعمل مترجمة في الكتيبة البولندية التي تضم مائتي عنصر.
وتقول سيلفيا "في جامعة ياجيولونسكي للغات الشرقية درسنا مع اللغة عادات وتقاليد وتاريخ وجغرافيا البلدان التي يمكن أن نعمل فيها مثل لبنان والعراق وسوريا والكويت".
وتتعامل سيلفيا وفق ضرورات عملها مع أهالي قضاء مرجعيون، خصوصا أهالي بلدات دبين وبلاط والعريض ذات الأكثرية الشيعية، وولدت في كراكوفيا ثاني مدن بولندا، وأتيحت لها فرصة التعرف عن كثب على العادات الإسلامية خلال إقاماتها السابقة في بعض دول المنطقة، ومنها الكويت والعراق وسوريا.
وتقول سليفيا "عندما طرحت فكرة الحجاب على المسؤول في الكتيبة، رحب بها وطلب مني أن أشرح عادات وتقاليد شهر رمضان لسائر الجنود حتى يمتنعوا خلال شهر الصوم عن الأكل والشرب علنا عند قيامهم بدورياتهم".
وتضيف "أعرف أن وضع الحجاب ليس ضروريا لكن التزامه يشعرنا بالدفء ويوطد العلاقة بين عناصر كتيبتنا والمواطنين"، مشيرة إلى أن هذه العلاقة "كانت فاترة نوعا ما في البداية".
وتتابع سيلفيا "مظهري الخارجي يشعر المواطنين بالطمأنينة وأشعر اليوم أنني وسط عائلتي في دبين وبلاط، وأقوم بدوري على أكمل وجه".
وتقول مرتا زميلة سيلفيا في الكتيبة وعمرها 36 عاما "زميلتي قامت بخطة ذكية عندنا ارتدت الحجاب؛ لأن ذلك جعلنا أقرب إلى الأهالي، ولكني شخصيا لم أتبع أسلوبها لأن الحجاب سيغير شكلي كليا ولا أريد ذلك".
اجمالي القراءات
1014