قررت محكمة جنح بولاق أبو العلا تأجيل النظر في قضية اتهام رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس بالإساءة للإسلام إلى جلسة 11 فبراير المقبل. ووقعت مشادات كلامية وتشابك بالأيدي بين المحامين المدعين بالحق المدني ودفاع ساويرس. ووجهت إلى محام تهمة سب ساويرس بعد وصفه له بـ"المجرم".

القاهرة: عقدت محكمة جنح بولاق أبو العلا جلستها الأولى للنظر في القضية التي أقامها المحامي ممدوح إسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة السلفي ضد ساويرس على خلفية نشر الأخير رسوماً كاريكاتورية في صفحته على موقع تويتر تسخر من اللحية والنقاب. وحضر نحو سبعة بالإضافة إلى إسماعيل، في مواجهة عدد مماثل للدفاع عن ساويرس.

ووقعت مشادات كلامية، كادت تتطور إلى تشابك بالأيدي عندما وصف محام ساويرس بـ"المجرم"، وقال المحامي أحمد ضرغام أثناء المرافعة: إن قضية الإستهزاء بقيم السماء غير مسبوقة والتعرض للدين والسيادة تؤدي إلى قطع الرقاب"، مشيراً إلى أنها القضية الأولى في دولة مصر الإسلامية"، وشدد على ضرورة محاكمة "هذا المجرم"، قاصداً ساويرس.

ولفت إلى أن القضية تمثل درسا عظيما لاحترام الدين، منبهاً بأنها أفرزت قضية أخرى في أسيوط وقدم صورة من قضية الرسوم المسيئة التي نشرها شاب هناك. وأكد أن ساويرس دائما ما يستهزئ بالقيم، وأنه هدد بأنه سوف يخرج وأسرته سكارى فى وسط القاهرة. وطالب ضرغام المحكمة بتوقيع أقصى عقوبة على ساويرس وإعلان الحاكم العسكري القبض عليه، متهماً الرئيس السابق حسني مبارك بتعطيل عملية القبض على المتهم طوال فترة حكمه أكثر من مرة.

إعلام ساويرس والمحامي

أثار وصف المحامي لساويرس بـ"المجرم" دفاعه، وحدثت حالة من الفوضى في قاعة المحكمة، إضطرت خلالها هيئتها إلى رفع الجلسة، حتى عودة الهدوء إليها مرة أخرى. وبعد استئناف الجلسة، طلب الدفاع من هيئة المحكمة اعتبار وصف "مجرم" قدحا وذما بحق ساويرس.

وفي نهاية الجلسة، قررت المحكمة تأجيلها إلى يوم 11 فبراير المقبل، لإعلان المحامي أحمد برهام باتهامه بسب وقذف ساويرس،على خلفية وصفه بـ"المجرم" وللتحري عن آخر مكان يتواجد فيه ساويرس لإعلامه بالدعوى أيضاً.

دفاع ساويرس جاهز

وقال المستشار نجيب جبرائيل محامي ساويرس لـ"إيلاف" إن محامي المدعين بالحق المدني قالوا كلاماً وشتائم لا تليق بساويرس، أقله وصفه بـ"المجرم"، وأنه وزوجته يسيران في الشوارع سكارى. وأضاف أن القضية أجلت إلى جلسة 11 فبراير المقبل، لإعلام المحامي أحمد ضرغام بقضية السب والقذف، وإعلام ساويرس بالقضية الأساسية، مشيراً إلى أنه رغم عقد الجلسة اليوم، إلا أن ساويرس لم يعلم بها رسمياً حتى الآن.

ووصف جبرائيل القضية بأنها ذات بعد سياسي، لا سيما بعد انضمام نحو 17 محامياً إلى الدعوى، وأضاف أن القضية في شقها القانوني منتهية، بسبب عدم وجود القصد الجنائي فيها من جانب ساويرس.

وأوضح جبرائيل أن هيئة الدفاع عن ساويرس سوف تقدم في الجلسة المقبلة حافظة مستندات تبرئ ساحة ساويرس من الإتهام بالإساءة إلى الأديان، ويتضمن: لقطات فيديو يعتذر فيها عن نشر الرسوم على صفحته. ومستندات تؤكد أن نحو 97% من العاملين في شركاته مسلمون.

و تقدم بطلب للأزهر الشريف من أجل إنشاء جائزة علمية باسم شيخه الراحل سيد طنطاوي.  وصور له وهو يقبل يد شيخ الأزهر. وتفويض منه للشيخ بالدفاع عن قضايا الأقباط في مصر. وكل هذا يؤكد أنه لم يقصد الإساءة للدين الإسلامي، وأنه بالعكس يحترمه وجميع مواقفه العملية تؤكد ذلك المسلك.

ميكي ماوس

أقام المحامي ممدوح اسماعيل الدعوى مطلع الإسبوع الماضي، اتهم فيها ساويرس بازدراء الدين الإسلامي، على خلفية نشر الأخير رسوما كاريكاتورية على صفحته على موقع تويتر الإجتماعي، يظهر فيها شخصيتي ميكي ماوس بلحية كثيفة وطويلة، ويضع على رأسه الشال الخليجي، فيما ترتدي شخصية ميني ماوس نقاباً. اعتبر الإسلاميون المتشددون في مصر الرسوم إستهزاءً بالإسلام. وشنوا حملات إعلامية ضده، وانطلقت حملات لمقاطعة شركاته، لا سيما شركة موبينيل لخدمات الهاتف النقال، وتسببت الحملة بخسارته نحو 50 مليون جنيه، خلال النصف الثاني من العام 2011. ورغم تقديم ساويرس الإعتذار ست مرات على الهواء مباشرة في ستة برامج تلفزيونية مختلفة، إلا أن الإسلاميين المتشددين رفضوا إعتذاراته.