إسرائيل تقرر أن أشرف مروان كان جاسوسا خالصا .. ولازلنا نسأل نظامنا: هل ذهب شهيدا أم قتل طريدا؟

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠٢ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إنقاذ مصر


إسرائيل تقرر أن أشرف مروان كان جاسوسا خالصا .. ولازلنا نسأل نظامنا: هل ذهب شهيدا أم قتل طريدا؟

إسرائيل تقرر أن أشرف مروان كان جاسوسا خالصا .. ولازلنا نسأل نظامنا: هل ذهب شهيدا أم قتل طريدا؟

مقالات متعلقة :

موقع إنقاذ مصر-

مرة أخرى تعود للواجهة قضية أشرف مروان صهر الرئيس عبدالناصر ومدير مكتب الرئيس السادات لشئون المعلومات، والرجل الغامض والطفل المعجزة، والذي أحدث انتخاره أو نحره لغزا غامضا لاتزال شرطة اسكوتلاند يارد لم تتوصل لفك ألغازه منذ ثلاثة سنوات، ولكن المعلومات التي تشكل الخلفية الحقيقية لما جرى تتفاعل في بلاد أخرى، فعشية بدء التحقيق البريطاني في قضية موت الدكتور أشرف مروان في العاصمة البريطانية لندن في (يونيو) من العام 2007، كُشف النقاب الجمعة في تل أبيب عن أنّ الشرطة الإسرائيلية أنهت التحقيق في قضية نشر اسم مروان في وسائل الإعلام، وقامت بتحويل الملف إلى المستــشار القضائي للحكومة لدراسة تقديم لائحة اتهام ضدّ رئيس الاستخــبارات العسكرية الأسبق، الجنرال في الاحتياط إيلي زعيرا، بتهمة الكشف عن اسم عميل للموساد الإسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) والتسبب بأضرار فادحة للأجهزة الأمنية في الدولة العبرية.
وبحسب المحلل للشؤون الإستراتيجية في صحيفة ‘هآرتس’ العبرية، يوسي ميلمان، فإنّ قاضي المحكمة العليا، تيئودور أور، الذي نظر في قضية أشرف مروان والاتهامات المتبادلة بين الاستخبارات العسكرية، التي قالت إنّه كان عميلاً مزدوجاً، وبين الموساد ورئيسه آنذاك، تسفي زامير، الذي أكد على أنّه كان عميلاً للمخابرات الإسرائيلية فقط، قرر بعد أن استمع إلى شهادات رجال الاستخبارات الإسرائيلية أنّ أشرف مروان لم يكن عميلاً مزدوجاً وأنّه عمل لصالح المخابرات الإسرائيلية فقط، وبالتالي جاء في قراره إن زعيرا ارتكب خطأً فادحاً عندما كشف عن اسمه واتهمه بأنّه لم يكن مخلصاً للموساد.
وفي أعقاب قرار قاضي المحكمة العليا الإسرائيلية، قدّم عدد من رجال الاستخبارات المتقاعدين شكوى في الشرطة ضدّ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق وطالبوا بمحاكمته، وقبل فترة وجيزة، قال مصدر أمني رفيع في تل أبيب للصحيفة العبرية، ان الشرطة انهت التحقيق وقامت بتحويل الملف إلى المستشار القضائي للحكومة لاتخاذ قرار في هذه المسألة، وجاء أيضاً من الناطق الرسمي بلسان وزارة القضاء الإسرائيلية أنّ المستشار القضائي تسلم مواد التحقيق وهو بصدد اتخاذ قرار في الشكوى، وفيما إذا كان سيُقدّم لائحة اتهام ضدّ زعيرا، وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنّ الجنرال زعيرا رفض التعقيب على هذه التطورات الحساسة في القضية، كما أكدت المصادر عينها.
وقالت الصحيفة أيضاً إنّ مروان قام بتزويد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات دقيقة ومفصلة عن قرار الرئيس المصري السابق، أنور السادات، في العام 1972 بتغيير الإستراتيجية وخوض الحرب ضدّ الدولة العبرية، ولفتت المصادر عينها إلى أنّ المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الإسرائيلية من مروان كانت ذات قيمة عالية للغاية، وأنّ فحصها أكد بشكل غير قابل للتأويل أنّها ذات مصداقية عالية جداً، كما أكدت المصادر الإسرائيلية أنّ أشرف مروان قام بتزويد المخابرات في الدولة العبرية معلومة مهمة للغاية جاء فيها أنّ مصر وسورية ستهاجمان إسرائيل في السادس من تشرين الاول (أكتوبر) من العام 1973، ولكنّ شعبة الاستخبارات التي شكت في مصداقيته، لم تأخذ المعلومة على محمل الجد، الأمر الذي أدّى إلى المفاجأة الكبرى في حرب 1973، على حد تعبيرها.
وبحسب المصادر ذاتها فإنّ أشرف مروان حصل على مبلغ مليون دولار من المخابرات الإسرائيلية على المعلومات التي نقلها، وأنّ الاتصال معه قُطع بعد عدّة سنوات من حرب أكتوبر 1973، وبعدها انتقل للعيش في لندن.
ونقلت الصحيفة عن د. أوري بار يوسيف، من جامعة حيفا قوله إنّه متأكد من أنّ مروان كان من أهم العملاء للمخابرات في الدولة العبرية.
وأوضحت الصحيفة العبرية أنّ الدكتور الإسرائيلي المذكور، الذي اطلع على تفاصيل القضية برمتها قال أيضاً إنّ نظرية كون المصري مروان عميلاً مزدوجاً هي غير معقولة بالمرة، لافتاً إلى أنّ تحذير إسرائيل من أنّ مصر وسورية ستقومان بمهاجمتها ونعت ذلك بأنّه عمل غير صادق، هي نظرية مضحكة، على حد تعبيره. وزاد الدكتور الإسرائيلي قائلاً إنّ اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، بات واضحاً ومؤكداً أنّ مروان زود تل أبيب بمعلومات عن التغيير في مصر سنة قبل الحرب، ولكنّ شعبة الاستخبارات الإسرائيلية التي لم تُصدّقه، لا تحوله بأيّ شكل من الأشكال إلى عميل مزدوج، لأنّ المعلومات التي وصلت منه، كانت متساوقة ودقيقة مع معلومات حصلت عليها إسرائيل من أطراف أخرى. وخلص بار يوسيف إلى القول: لا أعرف لماذا لاحقوا أشرف مروان، وقاموا بالكشف عن اسمه الأمر الذي تسبب في موته، على حد قوله.

إذا الصهاينة يؤكدون أنه كان جاسوسا وهو ما يتطابق مع النتيجة التي توصلت إليها لجنة أجرانات التي حققت بعد حرب عام 1973 وتوصلت في تحقيقاتها إلى إدانة رئيس الاستخــبارات العسكرية الأسبق، الجنرال  إيلي زعيرا التي أوصت بطرده من الخدمة بعد أن تبين للجنة أنه لم يأخذ على محمل الجد ما نقله الجاسوس “بابل” عن موعد الحرب لرئيس الموساد  وقتها تسفي زامير.

هذا ولايزال نظام مبارك يلتزم الصمت حول الوقائع الخطيرة التي تتكشف والتي من حق شعب مصر أن يعرف حقيقتها وإلى أين وصل الاختراق والخيانة في الدائرة القمربة في حكم ناصر والسادات فما بالنا بمبارك؟!

 

وقد سبق أن كتب أسامة رشدي رئيس تحرير الموقع مقالا في موقعنا هذا قبل ثلاثة أعوان، حول هذا الموضوع نعيد نشره وكان بعنوان:

أشرف مروان .. هل كان بطلا فننعيه .. أم خائنا فنزدريه؟”

في الوقت الذي تقوم فيه المخابرات الأمريكية برفع السرية عن أخطر ملفاتها والتي عرفت باسم مجوهرات العائلة، رغم الحرج والغسيل القذر الذي كشفت عنه هذه الوثائق؛ إلا أن الأيمان بحق الشعوب في معرفة الحقيقة ولو بعد حين، هو حق أساسي تنظمه القوانين والأعراف المستقرة.
والصهاينة بجوارنا لا يسمحون لحدث ما بالمرور بدون لجان تحقيقات مستقلة تنتهي بنتائج وإدانات وتوصيات وتضع النقاط على الحروف، حتى لا تبقى الحقيقة حكرا على طرف قد يضلل الرأي العام ويقلب الحقائق رأسا على عقب، وآخرها تقرير فينوجراد الذي لا يزال جزءه الأهم قيد الإعداد، والذي حقق في إخفاقات الصهاينة في حرب لبنان الأخيرة وتحديد المسئولين عنها.

أما عندنا في مصر، فلم يتمكن الشعب حتى الآن من معرفة شيء في أي شيء من الحقائق المتعلقة بتاريخنا الحديث، اللهم إلا بعض المذكرات والكتب والتي في النهاية لا تعكس سوى مجهودات فردية، ووجهات نظر أصحابها، ولا تغني عن ما كان ينبغي عمله من تشكيل لجان مستقلة للتحقيق في النكبات والنكسات والهزائم والفشل الخارجي والداخلي الذي لازمنا خلال الستون عاما الأخيرة
. وحتى النصر اليتيم في حرب 73 لا يزال يكتنفه جدل عميق لم يحسم بعد حول وقائع الحرب وما جرى من اتصالات وما اتخذ من قرارات على الصعيد السياسي والميداني.. هل كان من الممكن أن تحقق هذه الحرب لمصر من النتائج أعظم بكثير مما انتهت إليه؟ والخلاصة هي أن هناك الكثير من الأسئلة لم تجد لها إجابة، لأنه يراد دائما أن يبقى المعنى في بطن الشاعر .. أما الرأي العام والشعب المصري فمطلوب منه دائما  أن يطبل ويهلل لكل القرارات حتى وإن كانت تحمل الشيء ثم نقيضه بعد ذلك.. فالزعيم كل كلامه حكم سواء اتجه شرقا أم غربا.. سواء انتصر أم انهزم .. والمهم هو أن يبقى الزعيم مدى الحياة.. ولا مجال لمعرفة الحقيقة أو حساب المقصرين.

وقبل ثلاثة أعوام بدأ سيل من المعلومات نتيجة رفع إسرائيل السرية عن وثائق تتعلق بحرب أكتوبر، وعن تقرير لجنة أجرانات التي تشكلت في أعقاب الحرب، حيث كشفت هذه الوثائق أن الدكتور أشرف مروان كان أهم عميل للموساد في القيادة المصرية، وأن اسمه الكودي كان “بابل” وأنه أمدهم بأدق المعلومات عن تسليح الجيش المصري، بل وأمدهم بمعلومات عن بعض العمليات، وحتى تحديد تاريخ بدء حرب أكتوبر 1973 الذي أصر يومها أن يسر بهذه المعلومة لرئيس الموساد نفسه وهو ما تحقق.

ولا يجادل أحد في أن أشرف مروان بحكم مصاهرته للرئيس جمال عبد الناصر الذي عينه في رئاسة الجمهورية كنائب لسامي شرف سكرتير الرئيس للمعلومات، واستمراره بعد ذلك كأحد أبرز المقربين من الرئيس السادات حيث انحاز إليه في حركة التصحيح في مايو 1971 وأصبح سكرتيرا للمعلومات برئاسة الجمهورية ومستشارا سياسيا للسادات واطلع بحكم منصبه ومرور كل التقارير السرية من خلاله على كل ما كان متاحا من أسرار وحقائق.

ورغم كل ما أثير عن أشرف مروان لم تصدر كلمة واحدة عن نظامنا في مصر للرد على هذه المعلومات سواء لتبرئته أو إدانته رغم خطورة ما نسب. وكأنهم صم بكم عمي .. ووقع الناس في حيص بيص.. هل كان أشرف مروان عميلا خطيرا للموساد وقام بخيانة بلده الذي عامله كطفل مدلل وأتاح له ما لم يتاح لشاب في عمره في مصر؟ أم أن مروان كان عميلا مزدوجا كما صدر مؤخرا في كتاب لأحد الباحثين الصهاينة في لندن، وأنه نجح في خطة التضليل الإستراتيجي التي انتهت بحرب أكتوبر.

هذا التحليل الأخير ليس من السهل قبوله، ولا يمكن تصديق أن الرئيس عبد الناصر قد صرح عام 1969 لصهره أشرف مروان بلعب هذا الدور، وخوض غمار مثل هذه المخاطرة الجسيمة التي تمس زعيما حرص على صورته كزعيم للأمة العربية!!

وعلى الجانب الآخر صمت الأجهزة المعنية عن التعليق على الوثائق الصهيونية يثير هو الآخر الكثير من اللغط .. فهل فاجأتهم المعلومات فلم يملكوا سوى فضيلة الصمت وتقبل ما حدث بروح رياضية ؟

وجاء قتل أشرف مروان بهذه الطريقة الدراماتيكية والمشهورة، بإلقائه من شرفة منزله من الدور الخامس، -كما جرى ذلك مع مصريين آخرين في لندن سابقا- ليفتح الكثير من الجدل الذي يبدو أنه لن يحسم إلا بعد انتهاء تحقيقات الأسكتلنديارد الذي يبدي تصميما في تتبع مثل هذه القضايا كما حدث مؤخرا في قضية اغتيال العميل الروسي السابق لجهاز الكي جي بي أليكساندر ليتفينينكو الذي جرى تسميمه في لندن وتوصلت الشرطة للمتهم الذي فر إلى موسكو…
من حقنا كمصريين أن نعرف هل كان أشرف مروان بطلا قوميا ينبغي أن ننعيه أم أنه كان خائنا نال جزاءه وطويت صفحته؟

وأخيرا هل مطلوب من المصريين أن يفتحوا المندل ويضربون الودع  ويطرقون ابواب العرافين ليعلموا حقيقة ما يجري في بلدهم. أليس لهم الحق في المعلومات التي ينبغي أن يقدمها النظام؟ ولماذا صمتت كل الأطراف عن التعليق على ما ورد في الوثائق الصهيونية.. وهل كانت دعوة مروان وزوجته لحضور حفل نجل الرئيس مبارك مؤخرا نوع من رد الاعتبار للرجل أم كان نوعا من التضليل الإستراتيجي حتى تحين ساعة الحساب!!.
يوما ما ستعرفون الإجابة على هذه الأسئلة..

اجمالي القراءات 6372
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الأربعاء ٠٢ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48200]

ماذا نفعل

لا نشكوا حالنا إلا لله سبحانه وتعالى علام الغيوب .. فلقد تعودنا على أن حكوماتنا المتعاقبة تساعد في تجهيلنا بشتى الطرق ..
فحتى رجل بحجم أشرف مروان زوج بنت عبدالناصر لا نعرف عنه إن كان جاسوسا إسرائيليا أو كان يعمل لصالح مصر ..
ولا يجد من يريد المعرفة إلا المصادر الإسرائيلية لكي يعرف منها أكثر رغم ما يكتنفها من شك .. والأسلوب العلمي هو أن يتم المعرفة من عدة مصادر ومقارنتها حتى تظهر الحقيقة فماذا نفعل ..؟؟؟
 

2   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الخميس ٠٣ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48208]

ونسأل أيضا نفس السؤال

 وبدورنا نسأل نفس السؤال المحير  وهو :  هل مطلوب من المصريين أن يفتحوا المندل ويضربون الودع ويطرقون ابواب العرافين ليعلموا حقيقة ما يجري في بلدهم. أليس لهم الحق في المعلومات التي ينبغي أن يقدمها النظام؟ ولماذا صمتت كل الأطراف عن التعليق على ما ورد في الوثائق الصهيونية.. وهل كانت دعوة مروان وزوجته لحضور حفل نجل الرئيس مبارك مؤخرا نوع من رد الاعتبار للرجل أم كان نوعا من التضليل الإستراتيجي حتى تحين ساعة الحساب!!.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق