تجارب من الحياة (دعوة عامة)

شريف هادي   في الثلاثاء ٢٥ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وكل عام وأنتم بخير
أفضل وصف في نظري للإنسان هو أنه (حيوان له تاريخ) يستفيد منه ويفيد وأعتقد جازما أن كل منا له تجاربه الخاصة ، بعض هذه التجارب يعتبرها قدس أقداسه ومن عظيم أسراره والبعض الآخر تصلح لأن تكون درس يستفاد منه وعبرة له ولغيره ، وقد يحب أن يطلع عليها الآخرين ليستفيدوا منها ويستخرجوا منها العبر والدروس .


وقد قال تعالى" واما بنعمة ربك فحدث " الضحى 11، ومن نعمته علينا أن جعلنا نستفيد من تجاربنا ، وقد قالوا وبحق الضربة التي لا تقضي علي تقويني
ويشرفني أني حزت ثقة أخي واستاذي الدكتور/ أحمد صبحي منصور ، وثقة أعضاء اللجنة الكرام في إدارة هذا الباب ، خلفا لأخي الكريم الحبيب الدكتور / حسن أحمد عمر الذي حالت ظروفه الخاصة دون الاستمرار في إدارته وتحريره ، وطبعا المسئولية كبيرة ومما يزيد من ثقل الحمل أنها جائت خلفا للكاتب القدير والمفكر العظيم الدكتور / حسن أحمد عمر.
ومن خطبة الباب والتي جاء نصها (فى حياة كل فرد تجارب وخبرات استفاد بها او يمكن الاستفادة بها .. انه باب مفتوح لكل صاحب خبرة أو تجربة : نرجوه أن يبعث بها . ان كانت تجربة عميقة او بسيطة .. المهم ان تكون التجربة واقعية و صادقة وانسانية ومفيدة.) يتضح أن هذا الباب ليس حكرا على مديره ومحرره ولكنه في الحقيقة ملك لكل كتاب الموقع ورواده وزواره ، يتواصل الجميع من خلاله ويتبادلون التجارب والأفكار ، فحتى لو لم تكن كاتبا على هذا الموقع أو مشتركا فيه يمكنك نشر تجاربك ومشاركة الآخرين في مناقشة تجاربهم والاستفادة منها ، كل ما عليك أن تبعث لي بتجربتك على بريدي الالكتروني المنشور على صدر الباب وسوف نقوم بنشرها تباعا ، لذلك أرجوا من الجميع وأهيب بهم التواصل معنا.
وبإسمكم جميعا أرفع رجائي لإستاذي الدكتور أحمد ليكون أول من ينشر واحدة من تجاربه العظيمة في الحياة على هذا الباب لكي ننتفع بها وبما فيها من دروس وعبر، ونحن نشكره مقدما إذا وافق ، ونلتمس له العذر إذا لم تسمح له مشاغلة الكثيرة لتنفيذ هذه الرغبة التي أظن أن الجميع يشاركني فيها
وقد يسأل سائل ولماذا على هذا الباب وليس على صفحته الخاصة ، والرد أن هذا الباب مخصص لتجارب الحياة وليصبح كأرشيف يحتوي على تجارب كل من يرغب في إطلاع الآخرين على بعض الاحداث والتجارب المفيدة والتي يمكن أن نستقي منها العبر ، وكذلك فإن الدكتور أحمد في دفاعة عن كتاب الله وتنقية دينه من ظلم الظالمين وإفتراء الحاقدين وغلو المغالين قد لا تكون لديه الرغبة في شغل مساحات من صفحته الخاصة للخروج عن هذا الخط ، فندعوه لنشر واحدة أو أكثر من تجاربه هنا لتكون نزهة له وعبرة لنا.
وما أطالب به أخي وإستاذي الدكتور أحمد أرجوه أيضا من أخي الكبير الاستاذ فوزي ، والاستاذ عوني وكل كتاب ورواد الموقع.
وأشكر الجميع مقدما ، وبتضافر جهود الجميع سيستمر هذا الموقع في التقدم والرقي لأداء رسالته المقدسة في خدمة كتاب الله الكريم ، وتنقية دينه العظيم من الشوائب والموضوعات ، والذب والدفاع عن رسوله الكريم من تقولات المتقولين وتخرصات المتخرصين عليه أصلي وأسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / شريف هادي

اجمالي القراءات 9634
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ٢١ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[16968]

سمعا وطاعة يا أخى الحبيب .. هذه إحدى تجاربى فى الحياة

من تجارب الحياة

إعطاء الاهتمام باى إنسان



درس تعلمته بصعوبة ، ولكن حفظته جيدا ، وأنصح به أولادى وأحبابى .

الأحداث هى التى ستفسر هذا الدرس.

دعانى صديق فى التعليم الثانوى و الجامعى ( حمدى الهنداوى ) الى زيارة بلدتهم فى محافظة الشرقية ، وكان ذلك ردا على دعوتى له بزيارتنا فى بيتنا.

كنا طلبة فى الثانوى الأزهرى . وكانت صداقتنا وثيقة لا زلت أعتز بها مع طول الزمن وبعد المكان. وكانت عائلة حمدى تعرفنى قبل أن ترانى من كثرة كلامه عنى ، ونفس الحال مع حمدى فى عائلتنا. وتوثقت روابط الصلة بينى وبين أخ حمدى الأكبر وكان تاجرا ـ برغم تفاوت السن بيننا ، ونفس الحال بين حمدى وكبعض كبار اسرتى.

ثم كانت رحلتى للاقامة اسبوعا عندهم تتويجا لهذه الصداقة. استقبلونى بترحاب و سعدت معهم ، ولكن حدث سوء تفاهم سببه خطأ منى. جاء رجل لبيت حمدى ، فسلمت عليه بفتور وبلا مبالاة. لم أكن أعرفه ، وخيل لى اننى عرفت كل أقارب حمدى. وكان هذا الشخص عم حمدى ووالد زميل لنا يصغرنا بعدة أعوام ، وجاء ليتعرف بى ففوجىء بهذا الاستقبال البارد منى فامتعض ، وعندما عرفت قرابته حاولت تصحيح الوضع بالاهتمام الزائد به ولكن الرجل كان قد أخذ منى موقفا إذ استعظم أن أعامله بهذا وهو فى مقام والدى ووالد لزميل لى.

تكرر نفس الموقف حين دعانى زميلى فى الكلية لزيارة بلدهم القريبة من بولاق الدكرور . وهناك قضينا وقتا ممتعا ، ودخل رجل يرتدى جلباابا بلديا بسيطا يرحب بنا فسلمت عليه بفتور وعدم اهتمام ثم تبين لى أنه والد مجدى صديق وهوصاحب البيت. وكان موقفا محرجا لأن الرجل امتعض من سوء تصرفى.

عزمت بعدها أن أحترم كل انسان أقابله بلا معرفة سابقة ، وعزمت على أننى عندما أصافح انسانا لا بد أن أشد عليه يديه وانظر فى وجهه بكل اهتمام وترحيب ، وأن أجعله يشعر بمدى اهتمامى به .

وسرت على هذا المنوال ، وقد كان الالتزام به صعبا فى مواسم العزاء وحفلات الأعراس والأعياد حيث لا بد أن تسلم بكل الاهتمام والترحيب والعناية بعشرات الناس ممن تعرفهم ومن لا تعرفهم. ثم خفّ الأمر باعتزالى حضور مناسبات العزاء فى مصر.

وحين هاجرت لأمريكا وجدتهم يوزعون على امثالنا من اللاجئين كراسات صغيرة باللغة العربية تعلمنا حسن السلوك و التصرف بالتمسك بالعادات الأمريكية من حيث الاهتمام بالنظافة و الأدب فى الخطاب ،وكان من نصائحهم أنك حين تسلم على شخص لا تعرفه فلا بد أن تظهر الاهتمام به وتشد على يديه وتنظر مباشرة فى عينيه مبديا له الود والابتسام والاحترام . وفعلا فهذا هو الاسلوب الأمريكى حيت يتقابل او يتعارف شخصان لأول مرة ، ترى الابتسام و الاحترام و عبارات الود مع التحفظ . فاذا زال التحفظ خاطب كل منهم الاخر باسمه الأول دليلا على انعدام الكلفة بينهما وأنهما أصبحا أصدقاءأو معارف .



من السهل أن تكسب الناس بايسر طريق، بالاحترام والاهتمام . ومن السهل أن تخسرهم أيضا بالبرود والتجاهل والفتور .

كل انسان يرى نفسه محور الكون ، ويريد أن يعامله الآخرون هكذا ، فاذا كان عاقلا تمنى ان يعامله الاخرون بمثل ما يعامل به الاخرين . وتنجم المشكلة فى التعامل مع الغرباء الذين لا نعرفهم .. وتقع أخطاء كمثل التى أوقعت فيها نفسى . وليس العذر هنا اننى لم أكن أعرف أنه هذا هو عم صديقى حمدى أو أن ذاك هو والد صديقى مجدى ، ألخطأ اننى تهاونت فى احترام انسان لا اعرفه فنصادف أنه كذا وكذا. ولذا فالعلاج هو احترام الانسان كانسان سواء عرفته أم لم أعرفه.

وأختم الموضوع بحادثة أخرى قريبة.

كنت مدعوا فى الصباح لزيارة بيت صديقى نورم كيرلاند صاحب مشروع تمليك البترول العراقى بالعدل على كل العراقيين . وانا سائر الى مدخل البيت رايت سيدة ملامحها آسيوية تقوم بتنظيف الرصيف من أوراق الشجر الكثيفى التى تغطى الرصيف . كان ترتدى ملابس العمل التى ترتديها العاملات فى التنظيف .اعتقدت انها من العاملات فى (الكاونتى ) أو البلدية . ابتسمت لها وحييتها فارشدتنى الى باب البيت الذى أقصده فشكرتها وأنا أمضى الى الباب . خرج صديقى نورم يرحب بى ونادى على السيدة قائلا إنها زوجته . وجاءت تعتذر انها تقوم بنفسها بكنس الرصيف أمام بيتها ولا بد أن ترتدى هذا الزى الأصفر المناسب لهذا العمل. والسيدة كيرلاند يابانية مولودة فى أمريكا ، وهى غاية فى التحضر الأمريكى و الذوق اليابانى.

ساعتها حمدت الله جل وعلا أننى تصرفت معها باحترام دون أن أعرفها، وتذكرت حماقتى وقت الشباب..


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
باب تجارب من واقع الحياة
فى حياة كل فرد تجارب وخبرات استفاد بها او يمكن الاستفادة بها ..
انه باب مفتوح لكل صاحب خبرة أو تجربة : نرجوه أن يبعث بها . ان كانت تجربة عميقة او بسيطة .. المهم ان تكون التجربة واقعية و صادقة وانسانية ومفيدة.:
more