الفرق بين الروح والوحي والنفس:
الفرق بين الروح والوحي والنفس

أنيس محمد صالح Ýí 2011-09-23


 بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور دنيانا والدين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له والصلاة والسلام على والدينا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين... وبعد

 

ظل هذا الموضوع الفقهي الأصولي القرءاني ( الفرق بين الروح, الوحي, النفس ) ضمن المواضيع التي تستدعي الغوص في داخل القرءان الكريم لمحاولة تدبره والتفكُر والتعقُل والتذكُر فيه وإستكشاف العديد من المحاور والأغوار والأسرار التي تكتنف وتحيط بهذا الموضوع من كل جوانبه, بعدما دار الجدل كثيرا حولها قديما وحديثا لمحاولة البحث والتقصي لمكنونات هذا الموضوع المحوري والذي أختلف فيه الكثيرون, غير إن ما يميز بحثنا هذا, إننا سنحاول تناسي وترك إجتهادات الآخرين قديما وحديثا لمحاولة الخروج بنتائج من مصدر التشريع الوحيد ( القرءان الكريم ) كرسالة سماوية تختص بالذات الإلهية السماوية ( من أمر ربي ) وتشتمل على علوم ومعارف فقهية أصولية تفوق قدرات البشر جميعا ولو أجتمعوا, ولأنه يتميز من كونه روحا أمينا ( القرءان الكريم ) ووحيا قدسيا إلهيا ( الفرقان الكريم ) أحاط بكل شيء علما ولم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها, ومن حيث كونه ككتاب إلهي رباني لا يقبل أن يُفسر من خارجه أبدا, ومن كونه كذلك كتاب وحي روحي إلهي سماوي لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة بإذن الله.

ميزة إختلافات البشر في كل العصور وفي مثل هكذا مواضيع فقهية قرءانية كبيرة, يتمحور من خلال, أن إجتهادات البشر في تأويل وتفسير الآيات القرءانية وما نتج عنه ذلك بالضرورة إلى إضفاء قناعاتهم الشخصية وتأويلاتهم, أكثر من أن يأولوا أو يفسروا القرءان الكريم من داخله, بحيث أثر سردهم وإسترسالهم وتأويلهم المُبالغ به كثيرا في إطلاقهم العنان لمخيلاتهم الشخصية من ذات أنفسهم, أدى بالنتيجة إلى كونهم تسببوا بشكل أو بآخر إلى لي عنق الآيات القرءانية والخروج عن السياق القرءاني!! وتظهر بوضوح حينما تتأمل وتتفكر وتتدبر آيات القرءان الكريم كوحدة واحدة لا تقبل التجزئة, ومنهم من يحرف الكلم عن مواضعه ( مع سبق الإصرار والترصُد ) إرضاءا لغير الله جل جلاله!!! ومنهم من يعتقد خطئا بغير قصد إن ذلك السرد والتأويل والتفسير الخيالي الشخصي يقود إلى فهم معاني وتأويلات الآيات القرءانية مكتفيا بإجتهاده وعلمه الشخصي ولا يرضى بغير تأويله!! مُحتكرا الحقيقة كل الحقيقة ومن كونه عالما بجميع بواطن الأمور الفقهية والحياتية!!!

البحث في آيات القرءان الكريم كمصدرا وحيدا في التشريع وإعتباره كوحدة واحدة لا تتجزأ, يمكَننا هذا من التدبُر والتفكر والتفقه والتذكر كما ( أمرنا الله ) وإعتماد وإعتبار القرءان الكريم كمنظومة تشريعية فقهية أصولية واحدة لا تتجزأ, من واقع إن القرءان الكريم كما أسلفنا في بحوث ودراسات سابقة قد نزل مُفسرا ومُبينا, كآيات محكمات وأخرى متشابهات تفسر وتبين بعضها بعضا ( القرءان والفرقان, التوراة والفرقان, الإنجيل والبينات, الكتاب والحكمة, كتاب الله وسُنة الله, الشرعة والمنهاج, المحكم والمتشابه, جبريل وميكال ) بحيث إن الله جل جلاله قد أنزل القرءان الكريم بالوحي من عنده ( من أمر ربي ) ليبلغه لنا رسل الله جل جلاله من الملائكة والناس ( عليهم جميعا الصلاة والسلام ), كدستور وتشريع سماويين, كرسالات هدى ونور وذكر وحمد وبيان وبشير ونذير وشرعة ومنهاجا ( كأوامر ونواهي الله جل جلاله ), ( من أمر ربي ) بالوحي من عند الله جل جلاله, وليسلم العالمين وجوههم جميعا إلى الله جل جلاله ومنيبين إليه وحده لا شريك له.
لقوله تعالى:
يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ (2) النحل
(يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ ) ( بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِ الله جل جلاله- ربي- الذات الإلهية ) ( عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ) ( أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ ).

تردد كثيرا مصطلح ( الحلول والإتحاد ) حين التطرق لهكذا موضوع, كتهمة تُطلق ضد كل من يحاول الخوض في هذا الموضوع الفقهي الأصولي القرءاني, من خلال العديد من الفقهاء قديما وحديثا وخاصة من خلال فقهاء السلف الصوفية والأشاعرة والمعتزلة!! كطوائف تتبع ما تعتقد إنه يقربهم إلى الله زلفا من خلال أديانهم الأرضية الوضعية الشركية الملكية ( السُنية والشيعية ).
المفارقة العجيبة تكمن في كون البعض يأخذ تأويلات وتفسيرات وإجتهادات البشر وكأنها قرءان كريم ( والعياذ بالله ) بحيث يصادر حق الآخرين في الإجتهاد والدراسة والبحث ويُطلق أحكامه الغيابية الجزافية في قضية إجتهادية فكرية أصولية قرءانية, يخوضها الدارسون والمجتهدون والباحثون!!

هذا الموضوع ( الروح, الوحي, النفس ), سأحاول تدبره ودراسته والبحث والتفكر فيه من آيات القرءان الكريم نفسه, على ثلاثة محاور:

المحور الأول : الروح

لو تأملنا قوله تعالى:
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) الإسراء
لو حاولنا تدبُر الآية أعلاه منفردة كالتالي:
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ )!!! ( قُل ) (الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ), فسنجد إن البعض من الناس في أثناء تبليغ الرسول محمد ( عليه الصلاة والسلام ) للرسالة السماوية وهو حي يُرزق, سألوه عن ( الروح ) !!! وبحكم إننا جميعنا, نعلم يقينا إن الرسالات السماوية جميعها تنزل ( بالوحي من عند الله جل جلاله ) إلى الناس كافة, فقد نزل الرد على السؤال بأن ( الروح من أمر ربي ) (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ), ولمحاولة تأويل وتبيين وتفسير ( الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ), هنا ستختلف الإجتهادات البشرية, الآية الكريمة فيها من الوضوح بأن ( الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) هو خطاب ودلالة مباشرة للجميع بأن الروح هي من شأن وخصوصيات الذات الإلهية ( مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) وإنه كما يعتقد البعض خطئا إنه لا يحق للجميع الخوض في شأن وخصوصيات الذات الإلهية ( ربي )!!! البعض الآخر والذي يؤكد إليه بأن (الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) تعني ( الروح الإلهية- الذات الإلهيه ) التي تتجسد من خلال ( بالوحي من عند ربي ), بمعنى آخر إن (أَمْرِ رَبِّي ) هو يتجسد حقيقة ( بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) المتجسد كليا بالرسالات السماوية بالوحي من عند الله جل جلاله, فالأمر والنهي هي كلها أوامر ( أَمْرِ رَبِّي ), ولا يمكن أن تتجسد الذات الإلهية إلا ( بأَمْرِ رَبِّي )... إلا من خلال الوحي الرباني.... كقوله تعالى:
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) غافر
وقوله تعالى:
يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ (2) النحل
في الآيتين أعلاه ( 15 غافر, 2 النحل ) نجد صيغتين, الصيغة الأولى ( يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ ) ( عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ) وفي هذه الآية القرءانية نجد إن الله جل جلاله ( يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ ) (عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ) ( أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ ) وكما هي الآيات بينات, فسنجد إن الصيغة هنا عامة, بأن ( رفيع الدرجات ذو العرش- الله جل جلاله ) يلقي الروح من أمره ( عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ) ( لينذر يوم التلاق ) ومن عباد الله الصالحين يأتي الرسُل والأنبياء من الملائكة والناس جميعهم دونما تفريق بينهم ( عليهم جميعا الصلاة والسلام ).
ولقوله تعالى:
اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) الحج

أما في الصيغة الأخرى ( 2 النحل ), في قوله تعالى:
( يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ) ( عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ) ( أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ ).. الصيغة في الآية الكريمة حددت بوضوح شديد إن للملائكة الحافين من حول عرش الرحمن الرحيم الله ذو الجلال والإكرام, إن من الملائكة رسلا كما إن للبشر رسلا وأنبياء, توحي الذات الإلهية ( الله جل جلاله ) لرسل الله من الملائكة ( بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ), كتكليفات بالروح من أمر ربي ( من روح الله جل جلاله ), بالوحي من عند الله جل جلاله, (عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ) ( أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ ), وهنا تتضح وتتحقق الصورة أكثر, في وسائل الوحي الرباني المتجسد ( كأوامر بالروح من عند الله جل جلاله ) المتجسد بالرسالات السماوية... وتأكيدا للآية الكريمة أعلاه:
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ )!!! ( قُل ) (الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )...

وتأكيدا لقوله تعالى:
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) الشورى
ومن الآية أعلاه ( 51 الشورى ) نستطيع أن نستنبط الأحكام في إن الوحي الإلهي ( مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) كلغة للروح والذات الإلهية, تقوم على التكليفات لرسل الله جل جلاله من الملائكة والناس ( بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ )... بوسائل ووسائط إتصال ثلاثة هي:
( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ ) إِلَّا ( وَحْيًا ) أَوْ ( مِن وَرَاء حِجَابٍ ) أَوْ ( يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء ) ( إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ).... وحسبنا الله جل جلاله إن أراد شيئا أن يقول له كُن فيكون... وفي الآية الكريمة أعلاه ( يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ ) ( بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ) يتحقق الشرط الثالث لوسائط الوحي للروح الإلهية ( يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء ) ( إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ).

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنسب الروح في الذات الإلهية لأي من خلق الله جل جلاله جميعهم, كأن ننسب الروح الإلهية القدسية أو الروح الأمين لأي من رسل الله من الملائكة والناس, لسبب بسيط إن الروح هي من شأن وخصوصيات الذات الإلهية ( ربي جل جلاله ) وحده لا شريك له, كمن يعتقد خطئا بنسب الروح إلى ضيوف الرحمن من رسل الله من الملائكة, فالروح في الخلق جميعهم سواءا للملائكة أو الجن أو الناس أو في جميع مخلوقات الله جل جلاله في السموات والأرض, نفخة الروح من الذات الإلهية, نفخة الروح من الله جل جلاله في الخلق تتعدد ولها مراتب كثيرة هي من الأسماء والصفات المتجسدة لله جل جلاله وحده لا شريك له ولا يجوز برأيي الشخصي أن تُنسب لأي من خلق الله في السموات والأرض جميعهم... وأعظم روح الله جل جلاله تتمثل في أمر ربي بالوحي المتجسد في القرءان الكريم كرسالة إلهية سماوية أنزل من أجلها رسُل الله من الملائكة كضيوف للرحمن في الأرض ( عليهم السلام ) ليبلغوا بالوحي من روح الله جل جلاله,المتمثل برسالة الله جل جلاله إلى الناس كافة وعن طريق الرسُل من البشر ( موسى, عيسى, محمد – وغيرهم من الرسل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام )... وكما أسلفت بأن الله جل جلاله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس كمكلفين ومُبلغين لرسالات الله السماوية أن أنذروا إنه لا إله إلا الله جل جلاله وحده لا شريك له.
لقوله تعالى:
لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) المجادلة

اجمالي القراءات 28415

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (5)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٢٣ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60374]

إعتراض .

أخى الكريم الأستاذ أنيس صالح . أرجو أن تكون مشكلة إبنكم قد حُلت .


- بخصوص المقالة  وموضوعها. فدعنى أُكلمك بطريقة المحكمة وأقول (أعترض على ما جاء فيها ) .


أخى الكريم دعنى أسرد عليك ما فهمته من المقالة أولا ثم سأقدم إعتراضى .


1 فهمت أنك تريد تحديد معنى مُصطلح (الروح ،وتحديد فى قوله تعالى (قل الروح من أمر ربى ) . ومُصطلح النفس ،ومُصطلح (الوحى) .. ولكن المقالة إقتصرت على مُصطلح (الروح) .


2- تريد أن تقول حضرتك أن (الروح ) تعنى أنها جزء من روح الله جل جلاله ،اى هى جزء من ذات الله جل جلاله . وأنه سبحانه أودعها فى كل إنسان ،فأصبح كل إنسان فيه جزء من ذات الله .


3- بالرغم من قولك هذا فإنك ترفض نظرية الإتحاد والحلول الصوفية ،وتعتقد أنك بنيت فهمك  من خلال القرآن الكريم .أى أنك تُريد ان تؤصل للموضوع من خلال القرآن الكريم .


4- إذا كان فهمى للمقالة صحيح .فإنى أعترض بل أرفض رفضا تاما ما ورد فيها لأنك بإختصار خلطت ما بين الخالق والمخلوق ،ناهيك عن مفهوم مُصطلح الروح فى القرآن الكريم الذى يعنى (جبريل ) عليه السلام ،وليس النفس أو الذات الإلهية . وأننا لا بُد أن نؤمن بقول الله تعالى (ولم يكن له كفوا أحد ) لا فى المكانة ولا فى الخلق ولا فى أى شىء تتخيله أولا تتخيله ،وأن نؤمن إيمانا جازما بقوله تعالى (ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ) .إذن ليس كمثله أو كمثل صفاته أو ذاته سبحانه أى شىء من خلقه ... وعلينا أن نُوقن بأن الإنسان هو خلق من خلق الله مثله مثل بلايين المخلوقات الأخرى ،ولكنه يمتاز عنهم بأن سخر الله له ما فى السموات وما فى الأرض ليبتليه بها ،ولُيحاسب على هذا الإبتلاء يوم القيامة . وأن هذه الميزة النسبية عن المخلوقات الأخرى لا تعنى أبدا أبدا أن فيه جزء ولو واحد على مليار من ذات الله . فسبحان ربى القدوس الواحد الأحد ،وتعالى جل جلاله على ان يكون منه شىء فى خلق من خلقه،وصفه ذات مرة بقوله (ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ) وفى قوله تعالى (الم نخلقكم من ماء مهين).... فكيف يكون هناك جزء من ذات الله جل جلاله ضمن مكونات (خلق مهين) أو كيف يتساوى (خلق مهين ) مع (خالق الخلق الكبير المتعال ) ؟؟؟


5- ارجو أن يكون ما فهمته من مقالتك خطأ .والا يكون هذا المعنى هو ما تريد أن توصله لنا ...


هدانا الله إلى صراطه المستقيم .


 


2   تعليق بواسطة   ابراهيم ايت ابورك     في   الأحد ٢٥ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60391]

النفس والروح

  النفس في القرآن الكريم هي التي تسكن وعاء الجسد, وآيات الله تعالى في القرآن تخاطب النفس البشرية ولا تهتم بأمر الجسد إلا في بعض الأمور كوجوب الطهارة والاغتسال.. والقرآن الكريم سمى جسد الإنسان بعد الموت بالسوءة و التراب ورميم إلى ما ذلك من قيم هابطة بعدما خرج أسمى (شيء) فيه و (انتقل ) إلى عالم البرزخ.. (المصطلحات بين قوسين لتقريب الفكرة فقط لان النفس البشرية غير خاضعة لنواميس عالمنا المادي المؤطر بالزمكان , لدى استعملت كلمة شيء و انتقل اضطراريا ) .. والذي يتوفى ويموت في الإنسان هي النفس وليس الروح كما هو شائع يقول تعالى :

- "اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"


والنفس هي التي تخرج من وعاء الجسد وليس الروح يقول تعالى :

- يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنتي.

اذا النفس تمتحن في عالمنا المادي بواسطة جسد مادي ...

والقرآن الكريم يخاطب في جل آياته النفس البشرية وليس الجسد دليل على أنه أي القرآن لا ينتمي للعالم المادي الخاضع لقوانين الزمان والمكان وإنما لعالم أرقى وأسمى وهو عالم النفس والروح ... الذي لا تجتمع فيه المتناقضات ( عكس عالمنا المادي) لذلك نجد القرآن الكريم لا يحتوي على متناقضات وفوق الزمان والمكان ...

والدليل القرآني على أن كتاب الله ينتمي لعالم الروح هو قوله تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ }


3   تعليق بواسطة   ابراهيم ايت ابورك     في   الأحد ٢٥ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60392]

النفس والروح

 

ما العلاقة إذا بين النفس والروح وما سبب الخلط الكبير بينهما عند الناس ؟؟؟

الروح في القرآن الكريم جاء بمعاني كثيرة منها الروح الأمين الذي يعني جبريل عليه السلام و جاء بمعنى القرآن كقوله تعالى : {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ

وعند جمع جميع الآيات وعلى مساحة النص القرآني والتي تتحدث عن كلمة روح سوف نجدها تعني الصلة والمدد والقربى من الله تعالى وهذا تعريف عام لكلمة الروح في كتاب الله.. ومنه الروح الأمين يعني المدد الأمين والصلة الأمينة والقرابة (من التقرب) من الله تعالى والقرآن الكريم يعني أيضا المدد والقربى من الله تعالى .. ولا يعني النفس مطاقا ...

وهذا المدد والقربى والصلة تختلف درجاتها من إنسان لآخر ترتفع وتنخفض على حسب درجة تقربه الى الله تعالى ويمكن أن تصل إلى درجة الصفر عن الكفار والمشركين , منه قوله تعالى : ولا تيأسوا من روح الله اٍنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون

بمعنى لا ييأس من مدد وصلة الله وعطاءه إلا القوم الكافرون ... رَوح تنتمي لنفس الجدر اللغوي ر , و , ح

وهذا الروح كما قلنا يختلف من إنسان إلى آخر على حسب درجة تقدمه الإيماني تجاه الله تعالى ينخفض ويصعد ... والرسول الذي عرف بالروح الكامل هو عيسى عليه السلام , يقول تعالى : والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين

يعني جسد عيسى عليه السلام كانت مليئة بالروح عكسنا نحن تماما , وكل ما نطق به عيسى عليه السلام من المهد إلى قبل الرفع يسمى إنجيلا باعتبار كلامه لا يخرج عبثا لأن جسده عليه السلام مليء بالروح والمدد الكامل من الله تعالى وهو غير قابل للنطق عن الهوى ...

وهذا الجسد المليء بالروح المخالف لأجسادنا نحن يستلزم جسدا لعيسى مخالفا لأجسادنا نحن لذلك نجده ولد من دون أب فقط بكلمة كن فيكون وجسده المخالف لجسدنا يجب أن لا يخضع للقوانين التي نخضع لها نحن لذلك نجد الله تعالى رفعه إليه جسدا وروحا ..

ولن يتم هبوطه إلى الأرض إلا عندما تتبدل القوانين المادية التي تحكمنا نحن ( أي عند اقتراب الساعة )

والسلام


4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ٢٧ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60479]

كلمة هادئة للاستاذ أنيس

أولا : نحن نحرص على وجودك معنا فى هذا الموقع ، ونتمنى أن يكون لك نفس الحرص على وجودك معنا .


ثانيا : نرى أن مقالاتك التى تخالفنا فيها فى الرأى عن الروح وجبريل وميكال .الخ مما يسىء اليك فى نظرنا ، وليس مجرد أنها تخالف رأينا وتخالف منهجنا فى البحث القرآنى . ونراك مصمما على إعادة نشرها والتأكيد عليها مرة ومرات ، كما لو كنت تريد فرضها علينا مقررات دراسية .


ثالثا : حرصا منك على وجودك معنا وحتى نستفيد من علمك لماذا لا تكتب فى موضوعات نحتاج اليها فى مجال تخصصك العلمى وليس عقيدتك الخاصة ؟ لماذا لا تكتب لنا عن أحوال اليمن الآن وهى تتصدر العناوين الرئيسة فى أخبار العالم ؟ إن تعذر ذلك لظروف نتفهمها فاكتب لنا فى مجال تخصصك الأصلى . أنت متخصص فى فرع من فروع النقل البحرى . نريد أن نتعلم منك من تخصصك ، وعن تجاربك فى عملك وحياتك المهنية ؟ وطنك اليمن وعدن بالذات له تاريخ مجيد فى البحرية العربية و العالمية. أجدادك فى العصر الجاهلى هم الذين كانوا ينقلون بضائع الهند من التوابل والعطور الى اليمن ثم تأتى قريش فى رحلة الشتاء والصيف لتنقلها الى سوريا والبيزنطيين لتجد طريقها الى أوربا ، ثم تنقل قوافل قريش بضاعات اوربا من سوريا الى اليمن فتنقلها سفن أجدادك الى الهند وجزر الهند الصينية ( اندونيسيا )  . ألا يستحق هذا تفصيلا و تأصيلا منك بدلا من أن تفرض علينا مقرراتك فى الروح وجبريل وميكال وتكتب ما يسىء اليك؟


أخيرا : أؤكد ما قلته فى أولا .


5   تعليق بواسطة   ساجده عبده     في   الثلاثاء ٢٧ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60483]


الاستاذ انيس محمد صالح

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

ولدينا مثل بسيط بين ايدينا ولله المثل الاعلى

الكومبيوتر او الروبوت الالي

جسم الجهاز الي مكون من مكائن ومن مواد صلبة ووايرات ووووو كل هذا تستطيع تشبيهه بالجسم بالنسبة للانسان

ويعمل الجهاز اي يفتح وهو مستعد لتلقي العمل عندما تربطه بالكهرباء وهذا تستطيع ان تشبهه بالحياةللانسان

عندما تدخل في الجهاز البرامج التي تود العمل عليها من برامج للاوفس كالورد والاكسل وبرامج الرسم الهندسي وووووووهذا تستطيع ان تشبهه بالروح بالنسبة للانسان

وانت الانسان تتعلم هذه البرامج وتدخل دورات لهذه البرامج تكون قد ادخلت في عقلك الفطرة التي فطر الناس عليها تكون انت كالنفس بالنسبة لجسد الانسان

وتبدا بتشغيل الجهاز وادخال المعلومات للحصول على النتائج التي تريدها هذه يشكل دخول النفس بجسد الانسان ويبدأحياته الدنيا وجمع المعلومات وادخالها في عقله وفي الاخير يحاول ان يجني محصلة اعماله في الاخرة .

في نهاية العمل على الجهاز اذا ادخلت المعلومات الصحيحة والكاملة مثلا تريد انشاء بناية ما وتدخل معلوماتك على البرنامج الهندسي الذي ادخل فيه تحصل على نتائج طيبة جميلة متناسقة كاملة

ولكن لوكان هناك خطا بسيط في المعلومات تحصل على بناية مشوهه وعملك كبشر على الالة هو ارادتك التي انت مخير فيها

ولكن اي خلل يحدث في الالة دون ارادتك كخلل كهربائي او استهلاك احدى القطع المادية في الجهاز فهذه تشكل الاشياء المسيرة في الانسان

كذلك ارى الجسد والروح والنفس والحياة

وهذا مثل مصغر لخلق الله وحسب المعطيات المتاحة حاليا وفق التطورات التكنلوجيا التي بين ايدينا


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-04-07
مقالات منشورة : 420
اجمالي القراءات : 4,435,052
تعليقات له : 649
تعليقات عليه : 1,000
بلد الميلاد : اليمن
بلد الاقامة : اليمن