شريف هادي في الخميس ١٩ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
الأخوة الأحباب
من المعروف أن الأعراب كانوا دائما ينظرون للمرأة نظرة دونية وكأنها سقط متاع ، وقد ظلموا المرأة ظلما شديدا ، وتمكنوا مع فقهاء السوء أن يخترعوا من الأحاديث ونسبتها لرسول الله عليه السلام تؤكد على دونية المرأة ونقصانها للعقل والدين ، وأن أكثر أهل الناس هن النساء ذلك بكفرهن (كفر النعمة وكفر العشير) تحسن إلي إحداهن الدهر كله ثم تقول والله ما أحسنت وما أجملت.
كل هذا الزخم الهائل من التراث الظالم والمنسوب ظلما وعدوانا إلي رسول الله عليه السلام ، جعل الكثير من أصحاب العقول الخربة والقلوب المريضة يتعاملون مع المرأة أسوأ من تعاملهم مع الحشرات ، بعض القصص عن النساء عندما تقرأها أقل ما يمكنك أن تصف به حالتك هي الصدمة ، والقصة التي أعرضها عليكم من هذا النوع من القصص التي تصيبك بالصدمة والغثيان ولا يمكنك أن تصف إنفعالك الذي يتأرجح بين الصدمة وعدم التصديق ، وتشعر لو أن الأمر بيدك لأعدت عقارب الساعة للوراء لإنصاف المظلومة ، ولكن بعد ذلك نستغفر الله ونعلم أنه سبحانه وتعالى هو ناصفها وسيقتص لها حتما ممن ظلمها ، والظالم ليس فقط الأب القاتل ولكنها بيئة كاملة وتراث كامل من الظلم والتدني ، وهذه القصة هي أول القصص التي وعد الأستاذ محمد مهند مراد ايهم أن يمدنا بها لباب تجارب من الحياة فجزاه الله خيرا ، وأترككم مع أحداثها المثيرة للأعصاب
شريف هادي
قصص من مدينة حلب
الحلقة الأولى
ليلة الدخلة
كانت صغيرة السن لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها لم تكن تعرف من الدنيا إلا بيت والدها والحقل الذي كان لزاما عليها العمل فيه صباحا خطبها ابن عمها وكانت لاتعي ما معنى أن تخطب الفتاة ولا تعرف للزوج معنى ثم عقد قرانها وهي لا تدري شيئا ثم كانت ليلة العرس
الكل في فرح غامر كان جل فرحتها أنها لأول مرة تلبس فستانا أبيض اللون وتضع الطرحة البيضاء ولأول مرة أيضا تضع الماكياج والعطور التي كانت تراها في وجوه النساء من أهل الأحياء المترفة وبعض الأجانب الذي كانت تسوقهم الصدفة إلى هذا الحي الفقير كانت فرحة بتلك الطبول وتلك الزغاريد التي كانت تزفها إلى عريسها
إنتهت مراسم العرس وذهب كل إلى بيته باستثناء العريس الذي دخل إلى غرفته مع عروسه وأهل العريس وأهل العروس الذين كانوا ينتظرون خارج الغرفة ليخرج إليهم العريس ويبشرهم بفض بكارتها أهل العروس كانوا ينتظرون بلهفة ليقول العريس كلمته فيرفعون رأسهم عاليا ويطلقون الزغاريد احتفالا بشرف ابنتهم المصون وأهل العريس ينتظرون أيضا كلمة العريس فيرفعون رأسهم عاليا وتطلق النساء الزغاريد احتفالا بفحولة ابنهم
وفجأة خرج العريس غاضبا ليقول بأن عروسه لم تكن بكرا
انتفض والد العروس وأخرج سكينا كان قد هيأه لموقف كهذا ودخل على ابنته التي كانت لا حول لها ولاقوة وذبحها كما تذبح النعاج لم تشفع لها توسلاتها ولا أيمانها التي أقسمتها بأنها لم يمسسها بشر لم تنفع توسلات أمها التي سقطت مغشيا عليها بعد أن رأت والدها يخرج ويداه ملوثتان بدم ابنته الطاهر
خرج الوالد رافعا رأسها معتزا بمسح شرفه ثم ذهب إلى بيته ليجيء بابنته الثانية التي كانت تصغرها وجلب معه المأذون وعقد قران الثانية على العريس وأمره أن يدخل بها وكان ما أراد
حين طلع الصباح كان رجال الشرطة يحققون في الجريمة البشعة وذهبوا بجثة المسكينة إلى الطبيبة الشرعية الكل كان خارج أسوار المخفر ينتظرون ما سيحدث
بعد دقائق معدودة خرجة الطبيبة باكية وقالت أنها كانت بكرا
سيق بالوالد إلى المحكمة بعدما أقفل الضبط ثم حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر متذرعا القاضي بأنها كانت لحظة غضب عارم أو ما نسميه في مصطلحنا (فورة دم)
هناك نوع من أغشية البكارة يسمى الغشاء الحلقي.وهذا الغشاء يتمزق بعد أول ولادة
حسبنا الله ونعم الوكيل في أمة ضحكت من جهلها الأمم.
تحياتي
أشكرك على مرورك الكريم والواقع أن مثل هذه القصة تكررت مرارا وعلى وجوه عدة منها من كانت ضحيته فعلا قد وقعت في الخطيئة ومنها من كانت ضحيته بريئة تمامامن كل تهمة هذه الحوادث تتكرر في القرى المحيطة وبأهل الأحياء الشعبية وحتى في الأحياء الراقية حكت لي زوجتي عن فتاة كانت في مدرستها وذبحها أبوها ليس لأنه اكتشف أنها وقعت في الخطيئة بل لأنه ضبطها بصحبة شاب
الأمر الأخطر من ذلك ترى الرجال فيالمجتمع المحيط بي يتبجحون ويتفاخرون بارتكابهم الزنا وهذا ما يعرفه الرجال والنساء
ماذا ننتظر من النساء اللواتي يسمعن من أزواجهن علنا أنهم يقومون بفعل الفاحشة ماذا ننتظر من الأبناء
أشكرك أيضا على مرورك الكريم
إن ما ذكرته من حقيقة علمية لاتكمن بها المشكلة المشكلة هي في طريقة المحاسبة وحتى لو كانت الفتاة فقدت بكارتها فليس شرطا أن تكون نتيجة خطيئة قد يكون لسبب قاهر عدا عن حوادث اغتصاب القاصرات وهن لا يعين شيئا ويخشين أن يبحن بما حدث مخافة العقاب الذي يسمعن عنه
وحتى إن وقعت في الخطيئة وهي عالمة بحرمته مدركة لأبعاده أهكذا يكون العقاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تصور أن كثيرا من الفتيات ينتظرن الزواج ويضبطن أنفسهن عن لقاء جنسي مع الحبيب فهذا ما أسمع عنه من الشباب البائس
الفاجعة كبيرة والمجتمع المحيط بي موبوء أسأل الله لهم صلاحا ولي ولعائلتي خلاصا
تكون " لا اله الا الله " منهج حياة عندما يرد حق التشريع لله وحده، فالمجتمع قد شرّع بعاداته قتل من" تلوث " الشرف، فارتكبت الجرائم باسم العادات، ثم شرع المشرعون ان هذا القاتل يعاقب بستة شهور سجن!! فيكون هذا التشريع الرسمي تكريس ودعم لذلك التشريع الاجتماعي ان يقتل القاتل ضحيته وينتظر السجن مدة ستة شهور!!!
ارجو من سيادتكم نقل هذه الرساله الى مدونتى الخاصه
www.starmisr.blogspot.com
وفق أي منطق حكم القاضي وأين فورة الدم التي جعلته يهيء السكين لغسل العار ويزوج البنت الثانية في نفس اللحظة التي ما زالت دماء أختها لم تجف بعد إن لله وإن إليه راجعون؟
دعوة للتبرع
أُمّى قاسية القلب : انا عندي مشكلة و مش عارفة اعمل فيها ايه ا نا ...
تعليقات من عبد الله: Jبخصو قراءة الاست اذ عثمان هي خير من...
الدخول قبل الزفاف: عقدت قرانى على خطيبت ى وكتبن ا الكتا ب ....
العزوبية: العزو بة كا اختيا ر شخصي، هل هو جائز؟ ؟؟ا ...
تمنى الموت: هناك من يتمنى الموت ، هل هذا حرام ؟...
more
السلام عليكم.
تحياتي و إحترامي للسيدين الفاضلين شريف هادي و محمد مهند مراد أيهم.
عندما قرأت هذه القصة الحزينة أحسست بصدمة قوية لمّا علمت أن براءة و عفة الفتاة في المجتمعات العربية و الإسلامية البائسة تقاس بقطرات دم. فالدم هو دليل براءة الفتاة المجني عليها كما كان دليل إدانة الذئب المسكين في قصة يوسف. و لا يسعني إلا أن أقول رحم الله تعالى هذه الفتاة المسكينة و رحم الله تعالى كل فتاة مات عبثا من أجل قطرات دم تافهة و من أجل غياب ثقافة جنسية صحيحة, و من مقتضيات أضعف الإيمان فعلى تلك الشعوب أن تحكم إمرأة بالغة و عاقلة تخاف الله تعالى لتكشف على العروس و تحكم من منطلق خبرتها أن العروس عفيفة أم لا في مجتمعات ترى العفة في نصفها الأسفل. و لو اكتشف الناس أن العريس كان زانيا قبل زفافه فإنهم سيفرحون لأن البطل همام قوي جنسيا و يجامع متى يشاء و متى يحلو له. أخيرا أذكر جلادي و مضطهدي المرأة البريئة بقوله تعالى ( إن بطش ربك لشديد ) و ( إن ربك لبالمرصاد ). و أعيدها ثانية, رحم الله تعالى كل فتاة دفعت نفسها و حياتها ثمنا بخسا مقابل ثقافة ما تحت الحزام.