آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٨ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
القرآن الكريم لغة الحياة ، وما يقوله القرآن عن البشر يتجسد واقعا في حياة الناس ولا تملك إلا أن تقول ، صدق الله العظيم "
فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا
القاضى العباسى ( أبو حسان الزيادي ) هو: ( الحسن بن عثمان بن حماد بن حسان بن يزيد) المتوفى عام 242 هجرية . قال عنه ابن الجوزى فى تاريخ ( المنتظم ) : ( كان من العلماء الأفاضل صالحًا دينًا كريمًا مصنفًا وله تاريخ حسنوولي قضاء الشرقية .).
كانت له حكاية يتجلى فيها الواقع القرآنى فى قوله جل وعلا. ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا )، فلقد وقع فى أزمة مالية عسيرة وموقف حرج للغاية ، ولكن جاءه اليسر مع اشتداد العسر . ونقرأ تفاصيل القصة التى حكاها ابن الجوزى :
( أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال:أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال: أخبرناعبد الواحد بن محمد الخصيبي قال: حدثنا أبو حازم القاضي وأبو علي أحمد بن إسماعيلقالا: حدثنا أبو سهل الرازي قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال:
( ضقت ضيقة بلغتفيها إلى الغاية ، حتى ألحّ علي القصاب والبقال والخباز وسائر المعاملين ولم تبق ليحيلة) أى تعرض لضائقة مالية شديدة حتى أصبح الجزار والبقال وغيرهم يطالبونه بالديون وهو عاجز عن السداد ، ولم تعد لديه حيلة .
( فإني ليومًا على تلك الحال وأنا مفكر في الحيلة إذ دخل علي الغلام فقال:حاجي بالباب يستأذن) أى مسافر للحج من خراسان مار فى طريقه على بغداد ، وقد وقف بباب أبى حسان يستأذن فى الدخول .
( فقلت له: ائذن له فدخل الخراساني فسلم ، وقال: ألست أبا حسان؟ قلت: بلى ، فما حاجتك ؟ قال: أنا رجل غريب أريد الحج ومعي عشرة آلاف درهم واحتجت أنتكون قبلك حتى أقضي حجي وأرجع، فقلت هاتها فأحضرها وخرج بعد أن وزنها وختمها). أى إن ذلك الراغب فى الحج خاف على ماله من غارات قطاع الطرق من الأعراب فأراد أن يودعها عند رجل أمين فى بغداد ، وقد سأل فدلوه على بطل القصة أبوحسان ، فأودع عنده عشرة آلاف درهم ، على أن يستلمها منه عند عودته من الحج ومروره ببغداد . لم يعرف أن أبا حسان كان يمرّ بأزمة مالية خانقة ، ويطارده البقال والجزار والدائنون .
( فلماخرج فككت الخاتم على المكان ثم أحضرت المعاملين فقضيت كل دين كان علي ، واتسعت وأنفقت، وقلت: أضمن هذا المال للخراساني وإلى أن يجيء يكون قد أتى الله بفرج من عنده ، فكنتيومي ذلك في سعة وأنا لا أشك في خروج الخراساني). أى بمجرد خروج الخراسانى فتح أبو حسان صرّة المال ، وسدّد ديونه ، وهو على أمل أن يأتى الفرج بعدها بحيث يرد مال الخراسانى . ولكن حدثت المفاجأة المفجعة :
( فلما أصبحت من غد ذلك اليوم دخل عليالغلام فقال: الخراساني الحاج بالباب يستأذن ، فقلت: ائذن له ، فدخل فقال: إنيكنت عازمًا على ما أعلمتك ثم ورد علي الخبر بوفاة والدي وقد عزمت على الرجوع إلىبلدي فتأمر لي بالمال الذي أعطيتك أمس .). اى عاد الخراسانى فى اليوم التالى يطلب ماله فقد ألغى مشروع الحج ، وعزم على العودة لخراسان بعد أن علم بوفاة والده .
( فورد علي أمر لم يرد علي مثله قط ، وتحيرت فلم أدر ما أقول لهولا بما أجيبه ، وفكرت فقلت: ماذا أقول للرجل ثم قلت: نعم ، عافاك الله تعالى ، منزليهذا ليس بحريز ، ولما أخذت مالك وجهت به إلى من هو قبله ، فتعود في غد لتأخذه ). عقدت المفاجأة لسان أبى حسان الزيادى ، ثم نطق متعللا بأنه أودع المال فى مكان أكثر أمنا ، وطلب من الخراسانى مهلة يوم ليعود ويأخذ ماله .
(فانصرفوبقيت متحيرًا ما أعمل .!! إن جحدته قدمني فاستحلفني وكانت الفضيحة في الدنيا والآخرةوإن دافعته صاح وهتكني ، ) أى إحتار الزيادى ، فلا يستطيع الكذب ، وهو يخشى الفضيحة . وأبو حسان الزيادى نموذج للطبقة ( المستورة ) من العلماء ، له إسم وصيت ، ولكن علاقته بالثروة ليست على ما يرام ، ولكى تتحسن علاقته بالثروة لا بد من المحافظة على المظهر الشكلى بأن يظل له بيت وبغلة و غلام شأن الميسورين . وفى الفقرات التالية نعرف أن له خادما مملوكا وبغلة ، وبيت بالطبع ، مع أنه مفلس .!!
( وغلظ الأمر علي جدًا وأدركني الليل وفكرت في بكور الخراسانيإليّ ، فلم يأخذني النوم ولا قدرت على الغمض ، فقمت إلى الغلام ، فقلت له: أسرج البغلة،فقال: يا مولاي هذه العتمة بعد وما مضى من الليل شيء ، فإلى أين تمضي ؟ فرجعت إلىفراشي فإذا النوم ممتنع فلم أزل أقوم إلى الغلام وهو يردني حتى فعلت ذلك ثلاث مرات، وأنا لا يأخذني القرار( الراحة والهدوء ) وطلع الفجر فأسرج البغلة وركبت وأنا لا أدري أين أتوجه ، وطرحتعنان البغلة وأقبلت أفكر وهي تسير بي حتى بلغت الجسر فعدلت بي فتركتها فعبرت ثمقلت: إلى أين أعبر وإلى أين أمضي ولكن إن رجعت وجدت الخراساني على بابي دعها تمضيإلى حيث شاءت ، ومضت البغلة فلما عبرت الجسر أخذت بي يمنة إلى ناحية دار المأمونفتركتها إلى أن قاربت باب المأمون ، والدنيا بعد مظلمة ، فإذا بفارس قد تلقاني فنظر فيوجهي ثم سار وتركني ثم رجع إلي ، فقال: ألست بأبي حسان الزيادي ؟ قلت: بلى، قال:أجب الأمير الحسن بن سهل ، فقلت في نفسي: وما يريد الحسن بن سهل مني ؟ ثم سرت معه حتىصرنا إلى بابه ، فاستأذن لي عليه فأذن لي، فقال: أبا حسان ما خبرك وكيف حالك ولمانقطعت عنا؟ فقلت: لأسباب وذهبت لأعتذر .
فقال: دع عنك هذا أنت في لوثة أو في أمر ، فإني رأيتك البارحة فيالنوم في تخليط كثير. فابتدأت فشرحت له قصتي من أولها إلى آخرها إلى أن لقيني صاحبهودخلت عليه، فقال: لا يغمك يا أبا حسان قد فرج الله عنك . هذه بدرة للخراساني مكانبدرته ، وبدرة أخرى لك تتسع بها ، وإذا نفذت أعلمنا . فرجعت من مكاني فقضيت الخراسانيواتسعت وفرج الله .وله الحمد .)
موجز ما سبق أن أبا حسان فى محنته ركب بغلته لا يدرى أن يتوجه بها وهو فى حال يرثى له ، لا يستطيع العودة للبيت خوف ملاقاة الخراسانى ، ولا يعرف أين يذهب ، والبغلة تسير به وهو ذاهل ، الى أن لحقه فارس كان يبحث عنه ، وعرف من الفارس أن الوزير الحسن بن سهل وزير المأمون يبحث عنه . وذهب به الفارس الى دار الوزير ، وأعلمه الوزير أنه رآى أبا حسان فى المنام فى رؤيا مزعجة فقلق عليه وبعث بالفارس ليحضره . فحكى له أبو حسشان محنته ، فأنعم عليه الوزير بمال كثير فرّج به كربته .
ونحن هنا نتحدث عن عصر كانت فيه مروءة و نخوة ، وليس كعصرنا ، نتحدث عن زمن كان فيه العلم رحم بين أهله من العلماء ، وليس مثل زمننا الذى لم يعد فيه علماء بل كلاب سلطة يتخفون فى زى العلماء يفتون للمستبد باستحلال التعذيب والنهب و السلب .
ومع ذلك فان الله جل وعلا غالب على أمره ولو كره المبطلون ، ورحمته تصل الى المحسنين وتنقذ المظلومين ، ووعده قائم بأن (يسرا ) قادم مع (العسر) حتى لو كنا فى عصر(العسكر) .!!
السعة فى العيش وضيق الحال ابتلاءات واختبارات من المولى عز وجل فيجب على كل إنسان أن يعلم جيدا أن رزقه سواء كان كثيرا أو قليلا فهو اختبار فلو كان كثيرا هل سيخرج حقه وسيخرج زكاته وصدقاته وينفق منه في سبيل الله جل وعلا ويقرض الله قرضا حسنا كما امرنا ربنا جل وعلا .؟ أم سيبخل ويكنزل المال ولا ينفقه في سبيل الله ويحب المال حبا جما..
ولو كان الإنسان ضيق الحال ورزقه قليل فهل سيصبر ويتحمل ويلجأ إلى الله جل وعلا يطلب منه ويستعين به ويستعين بالله فى كل شيء ويؤمن يقينا أن رزقه على الله وهو آت آت مهما كانت الظروف ومهما ضاقت السبل ، أم سيغضب ويثور ويحقد على الأغنياء ويلجأ للسرقة أو الطرق الغير سوية للحصول على المال ، ومن هنا نقول أن السعة في الرزق أو ضيق الحال اختبارات وابتلاءات من الله جل وعلا ، وربنا سبحانه وتعالى يقول ((فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا))
ومن يقول هذا القول هو ربنا جل وعلا الذي يرزق من في السموات ومن فى الأرض ، فيجب على كل مؤمن أن يكون لدين إيمان كامل وثقة كاملة فى الله جل وعلا ..
لأن معظم المسلمين مع الأسف يسئون الظن بالله جل وعلا ، وخصوصا في مسائل الرزق ، فلو مر أحدهم بضائقة وقلت الله ربنا سبحانه وتعالى سيبعث الفرج واليسر والرزق يقول لك كيف ويشتكي الظروف وسوء الأحوال ، وعلى النقيض لو قلت له أن فلان سوف يقرضك مبلغ من المال يفرح ويشكر هذا الشخص متجاهلا أن هذا الشخص لن يستطيع اعطاءه شيئا الا بإذن الله وأن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الشخص سببا لحل مشكلة وضائقة هذا أو ذاك ، ولكن ما يسارع الإنسان في قوله هو أن يشكر الشخص وينسى فضل الله ..
التاريخ مليء بالعظات والعبر التي يمكن لكل منا أن يستفيد منها ويتعظ ويعي ويفهم الدنيا فهما صحيحا .
فالرزق بيد الله تعالى وكل مخلوق مقدر له رزقه فمهما حاول أن يأخذ أكثر مما هو مقدر له فسوف لا يفلح ويصاب بعدها بالفشل وخيبة الأمل .
وليس معنى ذلك أن نركن ولا نسعي في الأرض لطلب الرزق ، المعنى هو الرضا بما قسمه الله لنا والعمل والكد في الدنيا والسعي والكسب بالطرق المشروعة لكي يباركها الله ونٌثاب عليها .
وعلى ما أتذكر أني قرأت للدكتور أحمد صبحي في أحد أبحاثه أن الرزق مع مجموعة أشياء أخرى تنزل سنويا في ليلة القدر .
من منا لم يتعرض لضائقة ما !!وبعدها أتى الفرج حتى ولو كان متأخرا بعض الوقت .
فالدنيا ليست كلها لون واحد على الدوام ولكن مادام هناك حياة وحركة وليل ونهار فلابد أن نتقبلها كما هى لأن إمكانية التغيير في حركة الأجرام السماوية مستحيلة ، فالأفضل لنا هو قبول الأمر الواقع والرضا به لكي يتسنى لنا العيش فيها بدون أن نحمل أنفسنا فوق طاقتها وعندها نصاب بأمراض نفسية لا نهاية لها ولا شفاء منها إلا بالرصا بالواقع وبالدنيا كما هى وقبول ما قدره الله لنا فيها وشكر الله علي ما يأتينا .
الأستاذ الفاضل الدكتور أحمد صبي منصور
( إن مع العسر يسرا) هذه المقولة القرآننية المكونة من أربع كلمات وثلاثة عشر حرفا وكررها ربي مرتين للتأكيد عليها ، كلا منا على المستوى الشخصي والجماعي يعرف أنها واقعا ملموسا ..
فنظرة بسطةإ لى تاريخ الماضي للشخص أو تاريخ الآباء .. نرى ان هذه الحقيقة القرآنية واقعا معاشا ..
حقائق القرآن واقع تاريخي وواقع حاضر وواقع مستقبلي ..
هذا الرجل بطل القصة يستصعب أن يحلف بالله سبحانه وتعالى كذبا .. وهذا في حد ذاته نراه من تقديارا الله حق قدره وهي فريضة قرىنية لا يدخل الجنة من أحد إلا إذا اكتملت عنده .
عندما أقرأ عن ثل هذه النماذج أتحسر على ما أراه من بعض المسلمين الذين لا يوفون بالعهود ويدعون أنهم مسلمين ..
من هذه القصة السابقة نرى أن ..!!
هناك دائما نوعا واحدا من قطع الطريق نركز عليه وننسى الأنواع الأخرى .. فقديما كان قطع الطريق يطلق على من يسلب أموال الذي يذهب للحج ..
فقد تطور مفهوم قطع الطريق ودخل فيه دول تقوم بدور عصابابت الماضي فهي تمنع عبلد الله من الوصول لبيت الله كما أنها تفرض رسوما وأتاوات على الحج تفوق قدرة غالبية المسلمين ..
هؤلاء قطاع الطرق الجدد هم المتحكمين في فريضة الحج ..
فمع ان الله سبحانه وتعالى جعله لكل الناس سواء لكنهم عتوا عن أمره وتحكموا فيه ..!!
أتفق وأضيف ..
أتفق مع الأستاذ عبدالمجيد وأضيف لون آخر من ألوان قطع الطريق عن الحج .. هو جعل فريضة الحج ثلاثة أيام فقط مع ان الثابت قرآنيا هو قول الله سبحانه وتعالى أن الحج أشهر معلومات ..
أرى هذه القطع من أفظع الأنواع لأنه يصادر حقا قرآنيا أصيلا ..
البيت هو بيت الله كما جاء في القرآن الكريم .. جعله الله للناس سواء لا ميزة لعاكف على باد فمن أين لهم هذا التمييز ..
القرآن والواقع الاجتماعى (21 )
القرآن والواقع الاجتماعى20( وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذ
القرآن والواقع الاجتماعى (19 )(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ
القرآن والواقع الاجتماعى (18 ) ويرزقه من حيث لا يحتسب
من علوم القرآن : القرآن والواقع الاجتماعى 17
القرآن والواقع الاجتماعى ( 16 )
القرآن والواقع الاجتماعى (14 )
القرآن والواقع الاجتماعى (15 ) ( فكأنما قتل الناس جميعا )
القرآن والواقع الاجتماعى (13 )
القرآن والواقع الاجتماعى (12 ) إن ربك لبالمرصاد
من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى (11 )
القرآن والواقع الاجتماعى (10)
القرآن والواقع الاجتماعى
القرآن والواقع الاجتماعى (9)
(7 ) القرآن والواقع الاجتماعى
من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى:(6)(الذين يوفون
من علوم القرآن : القرآن و الواقع الاجتماعى ( 5 )
(2) من علوم القرآن : القرآن والواقع الاجتماعى
من علوم القرآن : القرآن والواقع الاجتماعى
من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى ( 4 )
دعوة للتبرع
حماك الله .!: الاست اذ الفاض ل / الدكت ور أحمد أولا : ...
إقرأ لنا لتوفر وقتنا: قال الله تعالى : وكنتم أزواج ا ثلاثة .....
الولدان المخلدون: عليكم قرأت في مقالا ت الدكت ور منصور عن...
النور: قال الله سبحان ه وتعال ى " اللَّ هُ نُورُ...
مسألة ميراث: والدي كتب لاختي قطعة ارض مقابل تنازل ها في...
more
قاضي الشرقية، واسمه: الحسن بن عثمان بن حماد بن حسان بن عبد الرحمن بن يزيد، البغدادي.
سمع: الوليد بن مسلم، ووكيع بن الجراح، والواقدي، وخلقا سواهم.
ترجمه ابن عساكر في تاريخه، قال: وليس هو من سلالة زياد بن أبيه، إنما تزوج بعض أجداده بأم ولد لزياد، فقيل له: الزيادي.
كان من العلماء الأفاضل من أهل المعرفة والثقة والأمانة، ولي قضاء الشرقية في خلافة المتوكل، وله تاريخ على السنين
وقال غيره: كان صالحا ديِّنا، قد عمل الكتب، وكانت له معرفة جيدة بأيام الناس، وله تاريخ حسن، وكان كريما مفضالا.
وقد ذكر ابن عساكر عنه أشياء حسنة منها: أنه أنفذ إليه بعض أصحابه يذكر له أنه قد أصابته ضائقة في عيد من الأعياد ولم يكن عنده غير مائة دينار فأرسلها بصرتها إليه.
ثم سأل ذلك الرجل صاحب له أيضا وشكا إليه مثلما شكا إلى الزيادي، فأرسل بها الآخر إلى ذلك الآخر، وكتب أبو حسان إلى ذلك الرجل الأخير الذي وصلت إليه أخيرا يستقرض منه شيئا، وهو لا يشعر بالأمر فأرسل إليه بالمائة في صرتها، فلما رآها تعجب من أمرها، وركب إليه يسأله عن ذلك فذكر أن فلانا أرسلها إليه، فاجتمعوا الثلاثة واقتسموا المائة الدينار، رحمهم الله وجزاهم عن مروءتهم خيرا.
وفيها: توفي أبو مصعب الزهري أحد رواة الموطأ عن مالك، وعبد الله بن ذكوان أحد القراء المشاهير، ومحمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن رمح، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي أحد أئمة الجرح والتعديل، والقاضي يحيى بن أكثم.