إصلاحات كبرى في القوات الفرنسية "لمواجهة الإرهاب"

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٧ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: BBC


إصلاحات كبرى في القوات الفرنسية "لمواجهة الإرهاب"

قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان التهديد الرئيسي الذي تواجهه فرنسا هو الارهاب، وان على النظام الدفاعي الفرنسي الاستجابة لهذا التهديد.

وجاءت تصريحات ساركوزي خلال تقديمه لمنظومة اصلاحات كبيرة للقوات المسلحة الفرنسية، تتضمن التخلص من نحو 50 ألف وظيفة عسكرية، مقابل تعزيز وتطوير الجهود الاستخبارية والامنية.

مقالات متعلقة :


واكد الرئيس الفرنسي على انضمام فرنسا قريبا الى القيادة العسكرية الموحدة لحلف شمال الاطلسي (الناتو)، والتي خرجت منها باريس في عام 1966.

واعلن ساركوزي عن هذه الاصلاحات امام تجمع لنحو ثلاثة آلاف من كبار الضباط الفرنسيين في العاصمة باريس.

وقال مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية جوناثان ماركوس انه مما لا شك فيه ان السياسة الدفاعية الجديدة لفرنسا تحمل بصمات الرئيس ساركوزي.

واشار ماركوس الى ساركوزي يعتبر اكثر الرؤوساء الفرنسيين اقترابا من حلف الاطلسي منذ اواخر الخمسينيات.

وقال ساركوزي ان "التهديد (الارهابي) موجود، وحقيقي، ونحن ندرك انه قد يتخذ شكلا جديدا غدا، قد يكون اخطر وعبر اساليب او وسائل نووية او كيماوية او بيولوجية".

يذكر ان الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول كان قد اخرج القوات الفرنسية من المنظومة الدفاعية المتكاملة لحلف الاطلسي عام 1966 في خطوة فسرت على انها تعبير عن استقلال فرنسا عن الارادة الامريكية المهيمنة على الحلف.

وقال ساركوزي انه على الرغم من ان فرنسا ستنضم الى القيادة العسكرية للناتو، لكن القوات النووية الفرنسية ستبقى تحت السيطرة الفرنسية الكاملة والصارمة، وان باريس لن تتخلى عن قيادتها لقواتها.

يشار الى ان القوات الفرنسية تعمل حاليا وتقوم بتدريبات مع القوات الحليفة ضمن الناتو، لكنها لا تدخل ضمن القيادة العسكرية المتكاملة للحلف.

تشجيع الاستخبارات
وجاء خطاب ساركوزي بعد اول مراجعة رئيسية للمنظومة الدفاعية الفرنسية منذ 14 عاما، والتي جاءت في شكل دراسة اطلق عليها "الكتاب الابيض في الدفاع والامن القومي".

ويسعى الرئيس الفرنسي من هذه المراجعة الى تطوير قوة عسكرية اصغر واكثر مرونة في الحركة وافضل تجهيزا للتعامل مع التهديدات الارهابية.

وفي هذا قال ساركوزي ان موازنة الاستخبارات ستتضمن مضاعفة المخصصات لاطلاق اقمار اصطناعية جديدة واجهزة اتصالات وتجسس اخرى، وتجنيد نحو عشرة آلاف جندي لتولي مهمات امنية داخلية تتنوع من مكافحة الهجمات الجرثومية وحتى مواجهة الهجمات عبر الانترنت.

وسيتم تشكيل مجلس وطني للامن مقره قصر الاليزيه (القصر الرئاسي)، وقد رشح سفير فرنسي سابق في الجزائر والعراق لتولى منصب منسق هذا المجلس.

وبموجب التعديلات الجديدة على المنظومة الدفاعية الفرنسية سيتم الاستغناء عن نحو 54 ألف وظيفة عسكرية ومدنية في القوات المسلحة والمؤسسات التابعة لها، واغلاق نحو 50 قاعدة ومنشأة دفاعية اخرى، في خطوة يعتقد انها ستثير احتجاجات في المدن والبلدات التي ستتأثر سلبيا بهذه الاغلاقات.

وسيتقلص حجم القوات المسلحة الفرنسية (الجيش والقوة الجوية والبحرية)، وهي الاكبر في الاتحاد الاوروبي، من 271 ألفا الى نحو 224 ألفا، وسيتقلص حجم الوحدات القتالية الفعالة من 50 ألفا الى 30 ألفا.

وقال ساركوزي ان اجمالي انفاق فرنسا على الدفاع من 2009 وحتى 2020 يبلغ نحو 377 مليار يورو (نحو 584 مليار دولار)، منها نحو 200 مليار يورو تخصص لشراء الاجهزة والمعدات.

اجمالي القراءات 3117
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق