مقال ابراهيم عيسى ( ده إحنا ح ناكل أكل! )

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٧ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


مقال ابراهيم عيسى ( ده إحنا ح ناكل أكل! )

ده إحنا ح ناكل أكل! ارسال لصديق
أفضل طريقة لتعرف عمل فيك إيه الرئيس مبارك ونظامه وسياسته منذ عام 81 وحتي الآن هي كيلو اللحمة!

ليست الفكرة هنا ارتفاع سعر كيلو اللحمة، وقد ارتفع فعلا بشكل جنوني وهيستيري، فلعلك تذكر أن في مظاهرات العمال والطلبة في عصر الرئيس السادات كانوا يهتفون ضد رئيس مجلس الشعب سيد مرعي قائلين (سيد مرعي يا سيد بيه كيلو اللحمة بقي بجنيه) شفت الهول وفداحة الأمر، عندما صار كيلو اللحمة أيامها بجنيه استحق الوضع غضبًا واحتجاجًا ومظاهرات وهتافات كمان، كأن الدنيا انهدت، بينما كيلو اللحمة الآن فوق الخمسين جنيهًا ولا مظاهرات ولا احتجاجات وأقصي حاجة هي وقفات احتجاجية غلبانة وتسولية وتوسلية للرئيس أن يمنح عشرة جنيهات أو عشرين جنيهًا (ياله إنشالله ما حد حوش) علاوة سنوية.

طبعا فورًا سيقفز فوق كتفك بعضهم أو بعضهن (بعضهن ماشي... موافق!) ويقولون لك: بس يا حلو معني أن الناس لم تتظاهر ولم تحتج بسبب ارتفاع كيلو اللحمة هو أنها تستطيع الحصول عليه وأن دخلها قادر علي تعويض زيادة الأسعار فهذا دليل رضا، بينما أظن أن هذا دليل محمد رضا، حيث كان المعلم رضا رحمه الله يهرتل بأي كلام وبعدين يختمه بجملته المفحمة «هلبت أنه كذلك حيثما»، والمطلوب منك ساعتها أن تقتنع!

عمومًا هناك عدة أسباب وراء عدم تظاهر الناس رغم جحيم الغلاء:

1- الإرهاب الحكومي: القمع الأمني الهائل والتعامل البوليسي البشع ضد المظاهرات، حيث لاشك أن أساليب وأدوات القهر الأمني اتسعت في الحجم وفي العنف والبطش أكثر كثيرًا جدًا من فترة الرئيسين عبدالناصر والسادات.

2- إخصاء الحياة السياسية: غياب التيارات والأحزاب السياسية القادرة علي تنظيم الجماهير ودعوتهم للتعبير السلمي الحر عن احتجاجهم وغضبهم.

3- المال الحرام: لجوء معظم الفئات من الشعب المصري إلي الرشوة سبيلاً لزيادة الدخل.

4-الفقر الدكر: حيث صارت اللحمة خارج أحلام قرابة 44% من الشعب المصري يعيشون تحت خط الفقر ودخلهم أقل من عشرة جنيهات في اليوم للإنفاق علي العائلة ومن ثم لا طموح لديهم في اللحمة ولا وقت لديهم للوعي بمن وراء أزمتهم.

لكن تظل قدرة المواطن علي شراء كيلو لحمة مؤشرًا علي اللي عمله فينا (واللي معملوش) الرئيس ونظامه، وهنا أحيلك للطريقة العبقرية التي لجأ لها الخبير الاقتصادي الفذ أحمد السيد النجار لحساب ما نستطيع أن نحاسب عليه حكم الرئيس، ونظام الرئيس، والرئيس أيضًا، طريقة حساب الدخل باللحمة، يقول النجار: لو نظرنا لتطور راتب خريج الجامعة لدي بداية عمله في الجهاز الحكومي، سنجد أن هذا الراتب ارتفع بصورة اسمية أو زاد عدد أوراق النقد التي يحصل عليها عند بدء تعيينه في الجهاز الحكومي من 17 جنيهًا شهريًا في بداية السبعينيات إلي نحو 200 جنيه شهريًا في الوقت الحالي وفقًا للتصريحات الرسمية. ولو أخذنا سلعتين مثل اللحوم والأرز، سنجد أن راتب خريج الجامعة عند بداية تعيينه في عام 1977، كان يشتري 35 كيلوجرامًا من اللحم، أو 560 كيلوجرامًا من الأرز، ثم أصبح يشتري الآن 5 (خمسة) كيلوجرامات من اللحم، أو نحو 65 كيلوجرامًا من الأرز، وهذا يعني بوضوح أن الدخل الحقيقي لخريجي الجامعة العاملين في الجهاز الحكومي تعرض للانهيار ودفع بغالبيتهم إلي هوة الفقر إذا لم تكن لهم مصادر أخري للدخل مشروعة أو غير مشروعة، وإذا لم يسافروا للعمل في الخارج لفترات في حياتهم، في ظل نظم أشبه بالعبودية المؤقتة، خدت بالك من الحسبة المحسوبة بذكاء منوفي يحسد عليه أحمد النجار، فالراتب زاد، والفلوس كترت لكن الحقيقة قيمتها وخيرها وقدرتها قلت، يعني الناس تتهاوي في الفقر رغم أن الدولة تهوي علي دماغهم بكلام فارغ عن زيادة الأجور وزيادة معدل النمو، تعالَ لما هو أنكي وأنكد، حيث يشرح أحمد النجار حالة أكثر مأساوية وعبثية لشاب تم تعيينه في إحدي الوزارات عام 1977 براتب شامل بلغ 28 جنيهًا، كانت تشتري نحو 35 كيلوجرامًا من اللحم في ذلك العام، أو 560 كيلوجرامًا من الأرز، وحصل هذا الموظف علي تقارير امتياز بلا انقطاع، ثم أصبح مديرًا عامًا، ثم مدير إدارة وأصبح راتبه الشامل نحو 750 جنيهًا في عام 2008، فإذا بها تشتري نحو 19 كيلوجرامًا من اللحم، أو نحو 250 كيلوجرامًا من الأرز. . أي أن راتبه الحقيقي بعد ثلاثين عامًا من العمل والكد قد انهار وأصبح أقل من راتبه عند بداية تعيينه!

أنا أسألك.. تفتكر بقي هذا الشاب الذي أصبح علي وش المعاش، عاش إزاي كل السنين اللي فاتت دي؟!

الإجابة.. إنه ارتشي!

حد عنده حل تاني؟!

اجمالي القراءات 5992
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   الإثنين ٢٨ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[44476]

خلي الناس تأكل افتراض آخر يصلح

ذهب أخ لزيارة أخته وكانت تسكن في مكان بعيد عنه واثناء ذهابه إليها شاهد مزرعة  كانت لقصب السكر ، كانت مشهورة  بجودتها  فحكى لأخته عن هذه المزرعة وبأنه كان يود شراء بعض القصب منها لأطفالها ، فردت عليه بقولها  : وليه تكلف نفسك ؟ فقال لها خلي العيال تمص
المضحك أنه لم يشتري  ولم يكلف نفسه  ، ومع ذلك هو يقول خلي العيال تمص  على افتراض أنه اشترى

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق