سعد الدين ابراهيم Ýí 2012-01-14
ما إن قامت صحيفة التحرير بنشر مقال الأسبوع الماضى بعنوان «الكاهنة تورّط المجلس العسكرى فى معركة خاسرة»، عن الوزيرة التى خضرمت ثلاث حكومات مُتعاقبة، حتى انهالت رسائل من مسؤولين سابقين ومرؤوسين حاليين، يشكرون على تناول هذا الموضوع، ويُقدمون مزيداً من المعلومات عن الخسائر الفادحة التى تسببت فيها هذه السيدة للخزانة المصرية نتيجة «عنتريتها» الزائفة.
من ذلك، أنها التقت بعض الشباب الثائر فى ميدان التحرير، وأوحت لهم بأن «مصر غنية بمواردها المالية الذاتية، ولا تحتاج مُساعدات أجنبية.. وأن مثل هذه المُساعدات تصبح ديوناً فى عُنق مصر، وتصادر على استقلال قرارها، وهم كشباب سيدفعون الثمن، إن آجلاً أو عاجلاً».
وبالفعل انساق الشباب وراء كلام الكاهنة.. التى كانت أول من يعلم، بحكم ما تعرفه جيداً من جلسات مجلس الوزراء ومُضابطه مكتوبة وموجودة أن الخزانة كانت خاوية على عروشها، ولن تستطيع الحكومة أداء رواتب العاملين فيها.. لشهر يناير، فضلاً عن تلبية المطالب الفئوية لأصحاب المظالم وللطامحين فى تحسين أحوالهم المعيشية بعد الثورة.. وحينما واجهها البعض بهذه الحقيقة المُرة.. ادعت أنها لم تكن ضد كل المُساعدات الأجنبية، وإنما فقط المُساعدات من الصناديق الدولية والحكومات الغربية.. وأنها مع المُساعدات العربية، وهكذا استمرت فى المُزايدات.. وصعّدت بها من مُزايدات «وطنية – مصرية» إلى مُزايدات «قومية - عربية».
طبعاً، فى كلام الكاهنة بعض الصحة.. فالوضع المثالى هو أن تعتمد مصر على نفسها تماماً.. ويلى ذلك مرغوبية، أن نتوجه إلى الأخوة العرب.. ولكن المُشكلة أن الأخوة العرب كانوا مشغولين فى خمس انتفاضات شعبية مُتزامنة ـ تونس ومصر، والبحرين، والأردن وليبيا.. ثم إن الإخوة العرب ليسوا جميعاً ودائماً جاهزين.. وباستثناء قطر والسعودية، التى وعدت كل منهما بخمسمائة مليون دولار، أى رُبع ما يحتاجه بند الرواتب الحكومية الشهرية، لم يكن هناك مصدر آخر غير اللجوء إلى مصادر خارجية ـ مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، أو البنوك التجارية ذات الفوائد الباهظة (٥ إلى ٧ فى المائة سنوياً).. هذا فى الوقت الذى عرضت فيه الولايات المتحدة منحة مليار دولار، وصندوق النقد قرضاً قيمته مليارا دولار بفائدة أقل من واحد فى المائة.. وهو نفس ما عرضته كل من ألمانيا وفرنسا.
ولم تكن تلك العروض المُتناهية السهولة فى شروطها إلا بسبب الحفاوة التى استقبل بها الرأى العام العالمى الثورتين التونسية والمصرية.. وهو ما أطلق عليه نفس هذا الرأى العام مُصطلح ربيع الحُرية.
وكان كل وزير مالية مصرى يعرف هذه الحقائق.. وقد تعاقب منهم على ذلك المنصب ثلاثة فى الشهور التسعة لثورة ٢٥ يناير.. والوزيرة الكاهنة تزايد على كل منهم فى مجلس الوزراء وأمام شباب الثورة.. ثم تدعى فى النهاية أنها لم تكن تقصد هذا.. ولم تكن تقصد ذاك.. وتضطر مصر فى النهاية إلى الاستدانة بشروط أكثر تكلفة.
ولم تكتف الوزيرة - الكاهنة بالمُزايدة وطنياً وقومياً، على زملائها من وزراء المالية والخارجية والتخطيط.. ولكنها دسّت أنفها أيضاً فى شؤون المجتمع المدنى والمنظمات غير الحكومية.. ومارست نفس الغواية المُفضلة.. على وزير التضامن، واضطرته إلى مُجاراتها، خاصة أنه ذو خلفية «اشتراكية - تجمعية».. وربما كانت كثرة هذه المُزايدات هى التى جعلت المجلس العسكرى يرتكب حماقة إعطاء الأوامر باقتحام مقار تسع عشرة مُنظمة غير حكومية.. ثم الاعتذار والتقهقر عن ذلك بشكل مُهين، حينما احتجت ألمانيا، ثم الاتحاد الأوروبى، وبعدهما بأيام، احتجت الولايات المتحدة.
وفى ضوء هذا العبث من الكاهنة الحائرة، وانسياق المجلس العسكرى وراءها، اجتمع مُمثلو ثلاثين مُنظمة مصرية غير حكومية للاحتجاج على ما لحق مقار زميلاتها التسع عشرة. واضطرت الحكومة مرة أخرى للتراجع، وطلبت من مسؤولى هذه المُنظمات العودة وتسلم المقار.. وهو ما رفضته تلك المُنظمات، إلا بعد الاعتذار والتعويضات عما لحقها من خسائر مادية ومعنوية!
إن لدى الشعب المصرى والدولة من المُشكلات والهموم ما هو أهم وأكبر من تلك المعارك الخاسرة التى تفتعلها الوزيرة الحائرة مع المُجتمع المدنى، الذى لا تفهمه، لأنها لم تشارك فيه أو فى أى عمل تطوعى أو ثورى فى حياتها. إنها فقط مُخلصة لما نشأت فيه وتمرّست به، وهو البيروقراطية المصرية العتيدة، فهى بحق مثال فذ «للبيروقراطى العصامى».
وربما لهذا السبب وحده، كانت الأقرب للبيروقراطية العسكرية، مُمثلة فى المُشير طنطاوى، وللبيروقراطية المدنية، مُمثلة فى د. كمال الجنزورى، رئيس الوزراء. فليهنأ هذا الثلاثى بصُحبة بعضه بعضاً، شريطة أن يوفر الحاجات الأساسية للشعب ـ من مأكل وملبس وتعليم وصحة ـ وأن يبتعد عن العبث بقضايا الحُريات العامة وأنشطة المجتمع المدنى.. فهذه ليست مسائل بيروقراطية، ولا يمكن التعامل معها بالأوامر، أو الرصاص، أو اقتحام المنازل والمقار.
إن مصر الثورة هى مصر الشباب، فهم وحدهم أصحاب المُبادرة فى تفجيرها ـ وهم وحدهم الذين سقط منهم أول شُهدائها، ومع ذلك يبدو لكل مُراقب للمشهد المصرى وبعد سنة واحدة، أن هؤلاء الشباب هم الذين خرجوا «بخُفىّ حنين»، أو كما يذهب المأثور الشعبى، مثل «الذين خرجوا من المولد بلا حُمص».
وعلى الله قصد السبيل.
أستاذنا الفاضل / الدكتور سعد
كعادته متفائل فيما يكتب وفي نظرته للأمور وهذه حالة صحية أتمنى ان أصل إليها في تعاملي ونظرتي للأحداث على الأقل حرصا على صحتي
لكن بدون تشاؤم وبلا نظرة سوداوية للأمور أقول أو أدعي (لماذا لا يكون وضع مصر في هذه الظروف الصعبة في مأزق مالى حقيقي يكون أمر مخطط ومدروس ومقصود.؟) لكي يتم تعثر الأمور وزيادة المشاكل والأعباء والضغوط على الحكومة حتى تفشل ، ووضع البلاد في أزمة حقيقية طاحنة ، لماذا لا يكون هذا هو السيناريو المعد والمصنوع الذي يتناسب مع هذه المرحلة الحرجة بعد الثورة ، وأنا شخصيا لا أستبعد أن يكون كلامي هذا فيه شيء من الصواب لأننا بعد كل هذا الوقت نقرأ أن مبارك باشا له حسابات داخل مصر بحوالى 9 مليار جنيه مصري ، ورغم ذلك لا زال يعامل كرئيس جمهورية ، إذن لابد من قياس الأمور بعيدا تماما عن أي تفاؤل لأن ما يحدث هو مؤامرة وكل خطوة أو غجراء يقوم به أحد أفراد الحكومة هو جزء لا يمكن فصاه عن هذه المؤامرة
أما بالنسبة لشباب الثورة فهم لم يخرجوا من المولد بلا حمص ، ولكنهم خسروا سمعتهم الطيبة وشرفهم بسبب حالة الحصار الفكري والثقافي والسياسي على العامة ، وهنا لابد من التذكير أن مصر تحتاج لثورة متعددة الاتجاهات (ثورة سياسية لاسقاط فساد والاستبداد والظلم والقمع والقهر ) (ثورة فكرية لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم ووضع عقول العامة على طريق سليم قويم للتفكير والنظر والحكم على الأمور) (ثورة على الفكر الديني ضد التيارات الدينية لفضحها وكشفهل على حقيقتها امام العامة وإظهار موقفهم الحقيقي من الثورة ومن الشعب المصري) لابد من ثورة عامة شالمة كاملة لكي ننتشل هذا البلد ونضعه على طريق الإصلاح والبناء
التفاؤل وحده لا يكفي لابد من المصارحة والمواجهة
كان الخواجه الذي يعيش على أرض مصري قد اكتسب خفة الدم المصرية.. وراح في يوم يعطي الزبائن مجانا كل ما يطلبونه.. ولما سـألوه عن السبب رد عليهم بخفة الدم التي اكتسبها وقال .. 0( كـــله على خساب صاخب المخل) وهو طبعا ما كانش بيعرف ينطق حرف الحاء فكان يستبدله بحرف الخاء في كلامه لأنه كان يونانياً وعندهم هذا الحرف وهو الخاء في لهجتهم في الكلام..
فالوزيرة المشئومة لن تخسر جنيها واحدا من جيبها في أي تصريح تزايد به على مصلحة مصر.. لكن من يخسر المعونة والقرض ذو الفائدة المتواضعة جداً هو شعب مصر وموظفين شعب مصر..
وزيره الفلول لابد من ان تعمل لمصلحه الفلول
المؤسسة الأزهرية: لا هى راغبة ولا قادرة على التطوير
الجشع والفساد فى تجريف أراضى المحروسة
هل الشعب المصرى فى حالة عِشق دائم مع جيشه؟
دعوة للتبرع
الحيض من تانى وتالت: السلا م عليكم و رحمة الله و بركات ه شيخنا...
صلاة الجائع والعطشان: ما حكم صلوةا لجائع والعا طش؟ ...
يأجوج ومأجوج: يأجوج ومأجو ج هل هم مؤمنو ن ؟ ...
الفهم قرآنيا : جاء فى القرآ ن يعقلو ن فلماذ ا لم يأت (...
شاب أسود عريس: السلا م عليكم اريد من فظلكم رأي القرأ ن حسب...
more
الدكتور سعد متفائل ، يوصف ما حدث للثوار بأنه سمح لهم بأن يخرجوا بخفي حنين ، أو خرجوا من المولد بلا حمص ولا ترمس ، لكن الحقيقة أنهم أنهم لم يسمحوا لهم بالدخول بنفس الصورة التي دخلوا بها في ميدان التحرير !! بل مارسوا معهم أقسى وأصعب ما كان يمارس في عهد الرئيس السابق من تشويه وتخوين ، وفي رأيي أكبر خسارة حظي بها هؤلاء الثوارهي تغيير صورتهم أمام الشعب حتى أصبح الشعب يكرههم ويحملهم كل مشاكل الدولة ، وما تمر به من صعاب ، مع العلم انه بح صوت المحللين المعتدلين في البرامج الحوارية ، في تصحيح تلك الادعائات ولكن كما يقال في المثل المصري : خيرا تعمل شرا تلقى !!