جماعة "جند الله" السنية تتبنى الهجوم على الحرس الثوري الإيراني

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٨ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: محيط


جماعة "جند الله" السنية تتبنى الهجوم على الحرس الثوري الإيراني

الأكبر منذ 6 سنوات..
جماعة "جند الله" السنية تتبنى الهجوم على الحرس الثوري الإيراني

مقالات متعلقة :

 
  الجنرال نور علي شوشتاري    

طهران : أعلن التلفزيون الإيراني تبني جماعة "جند الله " السنية المعارضة الهجوم الانتحاري الذي استهدف صباح اليوم الأحد تجمعاً للقبائل السنية والشيعية في محافظة سيستان بالوشستان جنوب - شرق إيران.
 

وأسفر الهجوم والذي يعد الأكبر منذ 6 سنوات عن سقوط 29 قتيلا  بينهم ستة من كبار قادة الحرس الثوري الايراني ، فضلا عن إصابة 40 آخرين.

ويشار إلى ان السلطات الإيرانية تتهم عادة جماعة جند الله السنية بالمسؤولية عن تصعيد أعمال العنف في محافظة سيستان بلوشستان التي تقطنها أغلبية من عرقية البلوش وهم من المسلمين السنة.

واتهمت السلطات هذه الجماعة بتدبير سلسلة هجمات منها تفجير مسجد في مدينة زهدان عاصمة المحافظة في مايو/ أيار الماضي مما أسفر عن مقتل 25 شخصا.

اما جماعة جند الله فتقول إنها تقاتل ضد ما تصفه بالقمع السياسي والديني للأقلية السنية في إيران. وفي يوليو/تموز الماضي أعلنت السلطات الإيرانية أنها أعدمت شنقا 13 شخصا من عناصر جماعة جند الله لتورطهم في قتل العشرات من المدنيين ورجال الشرطة وعمليات تفجير.

وقالت أنباء إن بين من نفذ فيهم حكم الإعدام عبد الحميد ريجي شقيق عبد الملك ريجي زعيم جماعة جند الله التي تقول طهران إن لها صلات بتنظيم القاعدة.

وكانت وكالة الانباء الإيرانية ذكرت في وقت سابق من اليوم إن هذه العملية أسفرت عن مقتل كل من قائد القوات البرية للحرس الثوري العميد نور علي شوشتري وقائد قوات الحرس الثوري في محافظة سيستان وبلوتشستان محمد زاده وقائد الحرس الثوري في مدينة ايرانشهر وقائد وحدة أمير المؤمنين.

وأفادت الانباء الواردة من المنطقة بان هذه العملية ادت الي مقتل 29 شخصا وجرح 40 آخرين ونفذ هذه العملية انتحارى يحمل حزاما ناسفا عندما قام بتفجير نفسه في الاجتماع الذي كان يحضره رؤساء قبائل بلوتشستان .

ويعد هذا أكبر هجوم ضد الحرس الثوري الإيراني في السنوات الماضية ضد الحرس الثوري. واكد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني مقتل هؤلاء القادة العسكريين الكبار في خطاب القاه في البرلمان وبثه التلفزيون.

في نفس السياق، أعلن تليفزيون (برس تي في) الإيراني الرسمي أن انفجارا ثانيا استهدف مجموعة من قادة قوات الحرس الثوري اليوم الأحد جنوب شرق البلاد بالتزامن مع انفجار وقع بالمنطقة ذاتها وسقط فيه العديد من جنرالات الحرس الثوري.

واستهدف التفجير الثاني مجموعة من قادة الحرس الثوري بينما كانت تسير قافلتهم عند مفترق طرق في منطقة بيشين أيضا.وأكد شهود عيان للتليفزيون الإيراني إن قنبلة انفجرت عندما كانت القافلة تستدير عند مفترق الطرق. ولم يذكر التليفزيون ما إذا كان التفجير أسفر عن وقوع قتلى أو مصابين.

جماعة "جند الله" السنية

تشكل جماعة "جند الله" إحدى أبرز الجماعات السنية المسلحة المعارضة في إيران، وينتمي معظم عناصرها إلى قومية البلوشية، التي تسكن مناطق إقليم (سيستان ـ بلوشستان) الواقعة جنوب شرقي إيران، على المثلث الحدودي مع أفغانستان وباكستان.

ويقع إقليم بلوشستان في الجنوب الشرقي من ايران، وتبلغ مساحته 181578 كيلومتر مربع. وحسب الاحصائية الرسمية التي اجريت في عام 2003م فإن عدد سكان الاقليم يبلغ 2151568 نسمة غالبيتهم من أهل السنة.

وعلى الرغم من الأهمية الجغرافية والاقتصادية التي يتمتع بها الإقليم، فإنه بقي ومنذ أكثر من مائة عاما تقريبا من أفقر الأقاليم الإيرانية، حيث يلاقي إهمالا متعمدا من قبل الدولة الإيرانية الرسمية التي يمسك الشيعة بمفاصلها، وهو ما دفع بأبنائه الى القيام بالعديد من الانتفاضات ضد الأنظمة والحكومات الإيرانية المتعاقبة، وكانت جميع هذه الانتفاضات تقمع بقوة السلاح مخلفة المزيد من البؤس والشقاء للشعب البلوشي.

ونفذت الجماعة عشرات الهجمات والعمليات ضد جنود الجيش الإيراني وعناصر وحدات الحرس الثوري وقوات الباسيج منذ عام 2005.  ووفقا للتلفزيون الحكومي الإيراني فإن 22 مدنيا قتلوا وجرح ستة آخرون، في مارس/آذار عام 2006، عندما فتح مسلحون النار على المارة في طريق بام كيرمان الخارجي جنوب إيران، لتعلن بعد ذلك "جند الله" مسؤوليتها عن الحادث.

وفي مايو/أيار الماضي، قالت السلطات الإيرانية إنها نفذت عقوبة الإعدام بحق ثلاثة أشخاص من "جند الله" اتهموا بالضلوع في تفجير مسجد بمدينة زهدان عاصمة إقليم سيستان وبلوشستان حيث غالبية السكان ينتمون للأقلية السنية.

واتهمت الحكومة الإيرانية الولايات المتحدة بالوقوف وراء الاعتداء، الذي أوقع 25 قتيلاً، في زاهدان، كبرى مدن محافظة سيستان وبلوشستان (جنوب شرق) قرب الحدود مع باكستان وأفغانستان.

وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت طهران عن إعدام 14 محكوما أدينوا بتهمة "تنفيذ هجمات إرهابية واحتجاز رهائن، وبالانتماء إلى هذه "جند الله."

أهل السنة في إيران

تقول تقارير إن النظام الإيراني لم يتوقف يوما عن مسلسل القمع والتنكيل والإعدامات الجماعية العلنية بالمطالبين من أهل السنة بحقوقهم الطبيعية في الحياة  منذ قيام الثورة، ومع أن أهل السنة في إيران يمثلون ثلث الشعب وأمة بذاتها فهم لا يتمتعون بأي استحاق سياسي، لا بل يشملهم التهميش التام في كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهم الفئة المسماة :"المحرومون" حتى في اصطلاح النظام الإيراني نفسه.

ويتعرض أهل السنة فى ايران للكثير من المآسى جراء ماهو واقع عليهم من اضطهاد وظلم وإبادة من قبل النظام الطائفي المتعصب في إيران، من قتل كبار العلماء وهدم المساجد وإقفال المدارس الدينية وتشريد القيادات الدينية وطلبة العلم وإبعادهم، كل ذلك يجري بهدف استئصال أهل السنة وفرض المذهب الشيعي على الشعوب الإيرانية السنية من الأكراد والبلوش والتركمان وبعض العرب وغيرهم قسرا وإكراها، كما حدث قبل خمسة قرون حيث أجبرت الدولة الصفوية -بتعاون مع الصليبية- إيران على التشيع بقوة السيف والإرهاب بعدما كانت عضوا فاعلا ومؤثرا في العالم الإسلامي.

ويذكر أن أهل السنة في إيران هم ثاني أعلى نسبة بعد الشيعة الحاكمون من حيث التعداد السكاني ويصل عددهم من 15-20 مليون نسمة وأنهم ممنوعون من بناء مسجد واحد في جميع المدن الإيرانية الكبرى وإن طهران هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مسجد واحد لأهل السنة، هذا في الوقت الذي يوجد للنصارى واليهود والهندوس والمجوس عشرات الكنائس والمعابد والمدارس.

والجدير بالذكر أن ايران كانت قبل الإسلام تحت حكم سلاطين الفرس المجوس في الامبراطورية الساسانية، وفتحت في عصر الخليفة الراشد عمر الفاروق (رضي الله عنه)، ولم يكن يوجد في ايران شيعة إلاّ عدد ضئيل جداَ، ولكن في عام 906 هـ وبعد مجيء الصفويين للسلطة، بدأت الطائفة الشيعية في ايران بالنشاط والحركة، وأسست أول دولة شيعية في التاريخ، وبعد أن أمسك شاه اسماعيل الصفوي (مؤسس الدولة الصفوية) بزمام الأمور في الدولة الصفوية واتخذ  تبريز عاصمةًً لحكومتها، أعلن عقيدة الشيعية الأمامية مذهباََ رسمياََ لدولتها.

وبسبب عدم وجود إحصائية دقيقة وعدم سماح السلطات الشيعية لأية جهة أو منظمة بالقيام بإحصائية للأقليات المذهبية والقومية في إيران، فإنه من الصعب تحديد عدد الذين ينتمون إلى أهل السنة و الجماعة في إيران. لكن على الرغم من كل ذلك (وفقا لموقع "سني أون لاين") فإن عددهم يقدر بأكثر من 18 مليون نسمة من إجمالي سكان إيران البالغ عددهم نحو 70 مليونا، وهذا العدد يعادل نسبة أكثر من 25% من سكان إيران.

 

اجمالي القراءات 2222
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more