الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعلّق تمويلها حول العالم.. "أميركا أولاً

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٨ - يناير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربى الجديد


الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعلّق تمويلها حول العالم.. "أميركا أولاً

جمّدت وزارة الخارجية الأميركية جميع المساعدات الخارجية تقريباً في مختلف أنحاء العالم، بعدما أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يوم الاثنين 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، يقضي بوقف مثل هذه المساعدات لمدة 90 يوماً.

وأرسل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو برقيةً إلى جميع البعثات الدبلوماسية الأميركية، توضح هذه الخطوة التي تهدّد برامج ممولة بمليارات الدولارات في مختلف أنحاء العالم، من قبل وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (US aid)، بحسب وكالة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية.

وتدعو البرقية إلى إصدار أوامر "بوقف العمل" الفوري في ما يتعلق بالمساعدات الأجنبية القائمة، وإيقاف المساعدات الجديدة مؤقتاً. ويبدو أن جميع المساعدات الأجنبية مستهدفة بشكل أساسي ما لم يكن هناك إعفاء محدد. وهذا يشمل المساعدات الصحية العالمية المنقذة للحياة، والتنموية، والعسكرية، وحتى توزيع المياه النظيفة. في المقابل، تعفي البرقية المساعدات الغذائية الطارئة والتمويل العسكري الأجنبي لكل من إسرائيل ومصر.

وتقول البرقية: "سيتم اتخاذ القرارات بشأن الاستمرار أو تعديل أو إنهاء البرامج بعد المراجعة التي يجب أن تكتمل في غضون 85 يوماً".

على موقها الإلكتروني المتعلق بالشرق الأوسط، تُبشّر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية دول هذه المنطقة وشمال أفريقيا بدورها. تقول: "بفضل تاريخها الغني بالشراكات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تلتزم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بمساعدة شعوب المنطقة في معالجة أزمة المناخ، ومعالجة انعدام الأمن الغذائي، ودفع النمو الشامل، وتوسيع الفرص الاقتصادية، وتعزيز الحوكمة المستجيبة".

وتضيء على مجموعة من الإنجازات، من بينها تمويل تحسينات رئيسية في محطة معالجة مياه محطة الزارة ماعين في الأردن، التي توفر مياه الشرب لـ 1.7 مليون شخص في عمّان، أي أكثر من 40% من سكان المدينة. وإلى شمال شرق سورية، تشير إلى تبرعها بـ 3000 طن متري من بذور القمح عام 2021، ما أدى إلى إنتاج ما يقرب من 35000 طن من القمح في موسم الحصاد عام 2022.

كما حقق المشروع الوطني للقراءة في المغرب التابع للوكالة نجاحاً كبيراً في تحسين مهارات القراءة في الصفوف المبكرة باللغة العربية، ما دفع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى توسيع نطاق البرنامج على مستوى البلاد، ليشمل 4.4 ملايين طالب في الصفوف الابتدائية.

كل هذه الإضاءات والإنجازات وغيرها الكثير باتت مهددة اليوم. ففي السنة المالية 2023، أنفقت واشنطن 72 مليار دولار على المساعدات، وقدمت 42% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي تابعتها الأمم المتحدة عام 2024. وتساعد البرامج الممولة من الوكالة ملايين الأشخاص في شتى أنحاء العالم على مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، وتوفر الدعم في شتى المجالات، مثل توفير المياه النظيفة والبنية الأساسية للرعاية الصحية وصحة الأطفال. عربياً، تساعد الوكالة كل من مصر، العراق، الأردن، لبنان، ليبيا، المغرب، سورية، الضفة الغربية وغزة، تونس واليمن. إلا أن المساعدات تشمل دولا أخرى، من بينها أوكرانيا، وإسرائيل، إثيوبيا، والصومال وغيرها.يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأميركي أوقفت نحو 60 من كبار المسؤولين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن العمل بعدما جمدت واشنطن المساعدات الخارجية في شتى أنحاء العالم. وحثت الإدارة موظفي الوكالة على المساعدة في عملية التحول المتعلقة بكيفية تخصيص واشنطن للمساعدات في أنحاء العالم بما يتماشى مع سياسة ترامب "أميركا أولاً"، وهددت "بإجراءات تأديبية" لأي موظف يتجاهل أوامرها.

وجاء في مذكرة داخلية أرسلت إلى موظفي الوكالة، مساء أمس الاثنين، أن الإدارة الجديدة حددت عدة إجراءات في الوكالة "يبدو أنها وضعت للالتفاف على الأوامر التنفيذية للرئيس والتفويض الممنوح من الشعب الأميركي". وقال القائم بأعمال مدير الوكالة جايسون غراي، في المذكرة، إنه "نتيجة لذلك، منحنا عدداً من موظفي الوكالة إجازة إدارية بأجر ومزايا كاملين حتى إشعار آخر بينما نستكمل تحليلنا لهذه الإجراءات". ولم تحدد المذكرة عدد الأشخاص الذين شملهم القرار، لكن خمسة مصادر مطلعة قالت لـ "رويترز" إن العدد يتراوح ما بين 57 و60 شخصاً، فيما أشارت وكالة "أسوشييتد بس" إلى وضع ما لا يقل عن 56 مسؤولاً رفيعي المستوى في إجازة قسرية.

إلى ذلك، قال فرانسيسكو بنكوسمي، الذي كان مسؤولاً عن سياسة الوكالة تجاه الصين حتى وقت سابق من هذا الشهر: "الناس يطلقون على الأمر مذبحة بعد ظهر الاثنين". تابع: "هذا القرار يقوض أمننا القومي ويشجع أعداءنا... بدلاً من التركيز على الصين أو كوريا الشمالية أو روسيا، تستهدف إدارة ترامب الموظفين الحكوميين الذين خدموا إدارات متعددة، بما في ذلك إدارة ترامب الأولى".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الولايات المتحدة إلى النظر في قرارها، لضمان استمرار تقديم الأنشطة التنموية والإنسانية الحيوية.
اجمالي القراءات 74
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق