حتى أنت .. قصة قصيرة
أشقر كان شاباً متميزاً، إسمه مصادف لشكله !، هو شاب أجنبي من بلاد الغرب، وكانت له بعض الزيارات لـ "بلد بني" وفي إحدى مرات زيارته للبلد البني، وجد نفسه منجذباً للنساء البنيات، فالبنيات غير موجودات في بلاده، ولحسن حظه أنه كان يعرف فتاة بنية، إسمها "باتا"، وكانت تبادله الإعجاب أيضاً.
باتا كانت فتاة بنية جميلة .. حقاً هي تختلف عن الشقراوات شكلاً وموضوعاً، لكنها كانت متميزة بين بنات جنسها البنيات، فكانت من أكثرهن إثارة، حتى جاء يوم وقرر "أشقر" مصارحة "باتا" بإعجابه بها، فما كان منها إلا أن إعترفت له أيضاً بإعجابها به.
طلب أشقر من باتا أن تتناول معه العشاء في منزله، فوافقت على الفور، وكانت مدركة لنية أشقر، وتعلم أن ما بعد العشاء سيكون أول لقاء غرامي بينهما.
إستعد أشقر للحظة اللقاء الخاص، وقام بإعداد أجود أنواع الطعام الذي تحبه "باتا"، وإرتدى أفضل ما لديه من ملابس، بعد أن أخذ حمام بخار.
وإستعدت "باتا" للحظة اللقاء، فارتدت أفضل ما لديها من ملابس مثيرة، وذهبت لمصفف الشعر لتجعل شعرها في الصورة التي تعجب "أشقر".
وكان اللقاء، وتناولا الطعام، ثم .. أقبل الشاب من الفتاة وقبلها على وجنتيها، فاستسلمت له صاغرة، فأمسك بيديها مصطحباً إياها لغرفته، فسارت معه، حتى سألها أن يتنتزع كلاهما ملابسه، وإنتهى "أشقر" أولاً، وصعد على السرير، وإنتهت "باتا" بعده وجاءت تصعد ورائه.
وقبل ان يطفئ أشقر مصباح الغرفة من خلال زر فوق السرير، أخذ ينظر إلى جسد "باتا"، نظرة ضمآن يريد الإرتواء، حتى وقعت عيناه على قدمي "باتا"، فإذا بهما متسختان جداً، فشعر "أشقر" بحالة من القرف والغثيان !.
بيد أن "باتا" لم تبالي، وطلبت من "أشقر" أن يطفئ المصباح بصوت حنون.
لكن .. إنتفض "أشقر" من على السرير، وصاح في وجه "باتا" قائلاً : إذهبي وإغسلي قدميكي !، تعجبت الفتاة من الطلب الغريب، فماذا في الأمر لو أن قدميها متسختين ؟.
إلا أنها قامت وغسلت قدميها، وعادت لـ "أشقر"، لكنه طلب منها إرتداء ملابسها، نظراً لظرف طارئ، وأنه سيغادر معها ليذهب إلى أمره !.
إنتهى الإثنان من إرتداء ملابسهما، وغادرا المنزل، وكانت وجهة كل منهما مختلفة عن وجهة الآخر، فعادت "باتا" إلى منزلها، أما "أشقر"، فقد ذهب إلى صديقه "كيم"، ذلك الشاب الصالح المؤمن، الذي لا يصلي إلا في المسجد.
فتح كيم باب منزله بعد منتصف الليل، ليستقبل "أشقر"، والذي بدا في حالة سيئة، سأل "كيم" صديقه ؟، فحكى له ما جرى مع "باتا"، وأنه منذ أن شاهد قدميها المتسختين، وهو يشعر بحالة من القرف، وميول إلى القيئ، وأن حالة النفسية قد ساءت كثيراً.
هون "كيم" على صديقه ما حدث، وقال له : لو أنها فتاة نظيفة ما كانت وافقتك على علاقة غرامية بدون زواج.
مر الوقت حتى قرب آذان الفجر، وطلب "كيم" من "أشقر"، أن يتوضأ ويذهب معه للصلاة في المسجد، لعل الصلاة تنسيه الموقف الأليم.
وذهب كلاهما للمسجد، وإصطف "كيم" بجانب "أشقر"، بيد أن مكاناً فرغ في الصف الأمامي، فهرول إليه "كيم" مسرعاً، فالصلاة في الصف الأول أفضل.
وأثناء نهاية الصلاة وقراءة التحيات في الركعة الأخيرة، وقع نظر كيم على أرجل المصلين امامه، فإذا بأغلبهم أصحاب اقدام متسخة !.
بعد إنتهاء الصلاة خرج "أشقر" من المسجد مسرعاً، دون أن ينتظر "كيم"، خرج يسأل نفسه كيف لهؤلاء البنيين يصلون وأقدامهم متسخة، أفلا يستحمون ؟، وكيف الأمر بالنسبة إليهم بالعادي !، أفلا يشمئزون ؟.
نظر "كيم" حوله في المسجد فلم يجد "أشقر"، فخرج مسرعاً يبحث عنه، حتى وجده يسير بعيداً، فقام بالنداء عليه طالباً من التوقف، حتى كان، فذهب إليه ليسأله :
كيم : لماذا خرجت دون أن تنتظرني ؟.
أشقر : لا شان لك بي.
كيم : وماذا صنعت لتشمئز مني ؟
أشقر : حتى أنت .. يا كيم.
كيم : حتى أنا ماذا ؟
أشقر : حتى أنت قدميك متسختان.
شادي طلعت
اجمالي القراءات
5012