الغيب ونزول القرآن..

الجمعة ١٥ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
قلت إن القرآن الكريم نزل مرة واحدة كتابا ، ثم كان ينزل مقروءا حسب الحوادث.. وهذا يتناقض مع قولك فى ( القرآن وكفى ) إن النبى كانوا يسألونه فينتظر الى ان ينزل القرآن بالاجابة ، فكيف يكون القرآن كله معه من قبل ثم ينتظر وهو مفترض انه يعلم الاجابة ؟
آحمد صبحي منصور :
فيما يخص نزول الكتاب مرة واحدة ، ثم نزوله مقروءا على لسان النبى محمد عليه السلام اقتطعت من بحث ( ليلة الاسراء هى ليلة القدر ) بعض مقتطفات لأستشهد بها فى موضوع ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى ) ، والتفاصيل كلها ستأتى فى أوانها عند نشر البحث قريبا.

نزل القرآن مرة واحدة كتابا مكتوبا فى ليلة القدر من شهر رمضان ، وهو مرتبط بمغزى ومعنى تلك الليلة (ليلة القدر ) أى وثيق الصلة بما نشير اليه الان عن الغيب المقدر للعباد من أمر الله تعالى . ومن الغيب ذلك القرآن المكتوب كتابا حكيما فى قلب النبى محمد عندما التقى جبريل وكان قاب قوسين أو أدنى .

أى إن الاجابة فى كلمة واحدة هى (الغيب ) فالنبى محمد لم يكن يعلم الغيب ، ومن الغيب ذلك الوحى القرآنى المكتوب فى فؤاده . هذا المكتوب فى فؤاد النبى محمد كان ضمن الغيب الذى لا يعلمه الا الله جل وعلا. ولكن بمجرد أن يأتى الوحى القرآنى على لسانه تبعا للاحداث كان الغيب المكنون فى فؤاده عليه السلام يصبح معلوما ، و يصعد معنى الاية الى وعيه وبؤثر على لسانه .. ومن هنا نفهم قوله تعالى يربط بين الكتاب الحكيم والغيب (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) ( البقرة 2: 3 ) ، ونفهم ايضا قوله تعالى للنبى محمد ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ) ( يوسف 102) (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) ( هود 49 ) (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ )(آل عمران 44 ) فلم يكن عليه السلام يعلم كل تلك الغيوب الماضية عن تفصيلات قصص الأنبياء السابقين كما لم يكن يعلم الغيوب المستقبلية التى كانت ستحدث له ، والوحى المكتوب فى قلبه والذى سيتنزل على لسانه مقروءا معلقا على تلك الأحداث المستقبلية. ظل وحيا مكتوبا داخل فؤاده إلى أن نزل الوحى المقروء على لسانه فتذكروعلم ما لم يكن يعلم.

وهكذا فى كل حياته لم يكن عليه السلام يعرف ما سيجد من احداث وما ستأتيه من أسئلة وما سيقع منه من هفوات و أخطاء يتعرض بسببها للتذكير و التانيب ، وما كان سيحدث له من أحزان وآلام وهزائم ومكائد نزل القرآن الكريم يعلق عليها. كل ذلك كان غيبا قبل وقوعه بالنسبة للنبى محمد عليه السلام ،ثم أصبح فى علم الشهادة و التحقق حين جاء وقته.


مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 18521
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   السبت ١٦ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[25741]

معنى أن الرسول يعلم الغيب ( هو مفتاح الفرج)

معنى أن الرسول عليه السلام يعلم الغيب ، واقتناع معظم المسلمين بهذا لأنه يمثل لهم مفتاح الفرج ، ومعناه ان كل ما ذكر في الأحاديث منسوبا للرسول عن أخبار السابقين واللاحقين صحيح ، وأن كل ما ذكر في الأحاديث عن يوم القيامة وعن الحساب وعنم الشفاعة ، وهذا هو الأهم بالنسبة لمعظم المسلمين صحيح أيضا ، ولذلك أقول إن علم الرسول للغيب عند هلؤلاء يمثل مفتاح الفرج بالنسبة لهم ، حتى لو كان كل هذا يخالف القرآن الكريم فلا شأن لهم بالقرآن ، ولقد أثبت المولى عز وجل ان الرسول سيقول يوم القيامة أن قومه اتخذوا القرآن مهجورا ، لأنهم يريدون مفتح الفرج .. 


ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار 

رضا عبد الحمن على

2   تعليق بواسطة   واصل عبد المعطي     في   السبت ١٦ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[25743]

مداخلة ربما تكون قبل أوانها

الاستاذ الدكتور أحمد منصور المحترم.

موضوع نزول القرآن يعنيني كثيراً وأنا أنتظر بحثكم (ليلة الإسراء هي ليلة القدر) بإهتمام  ولكن في الوقت الحالي فلدي بعض التساؤلات التي أضعها بين أيديكم.

لماذا أنزل الله القرآن على قلب النبي دفعة واحدة إذا كان الرسول لن يعلم بما أنزل عليه من القرآن، وما الفائدة من ذلك؟ أما الإستدلال على أن نزول القرآن على قلب النبي كان بمعنى أن محمد بن عبد الله صار رسولاً بمجرد نزول القرآن على قلبه فهو يستوجب أحد أمرين: 1)إما إثبات أن ليلة القدر وافقت الليلة التي نطق الرسول فيها بأول آيات القرآن الكريم (إقرأ بسم ربك الذي خلق). 2)أو إثبات أن ليلة القدر كانت سابقة لليوم الذي نطق فيه الرسول بأول آيات القرآن، وأن الرسول كان رسولاً قبل أن ينطق بأول آيات القرآن.

وأنتم في الواقع لم تثبتوا أياً من الأمرين السابقين. ولهذا لا يمكننا الأخذ بهذا الرأي. نتمنى أن يكون في بحثكم الموعود ما يثبت إحدى اللازمتين وعندها يمكننا أن نأخذ رأيكم على محمل الجد.

بالنسبة للاستاذ المحترم رضا عبد الرحمن علي

فأقول له (ولكل من يقول بقوله ويقع في ما وقع فيه): "(لقد خلطت بين العلم بالغيب وبين ما أطلع الله رسوله عليه من الغيب)". فالله هو الذي يطلع من يشاء من عباده على ما يشاء من الغيب، ولا يجوز أن ننطلق من أن الغيب لا يعلمه إلا الله للإستدلال على عدم علم الرسول بهذه المسألة أو تلك! بل علينا أن نثبت أن الله لم يطلع الرسول على المسألة محل النقاش بالبحث عن الأدلة التي تؤكد كلامنا. وسأعطيك مثالاً على ذلك: أطلع الله رسوله محمد عليه الصلاة والسلام على بعضٍ من آياته الكبرى، عرفنا ذلك من القرآن. والسؤال الذي يطرح نفسه ألم يسأل أحد من الصحابة عن هذه الآيات الكبرى التي رآها رسول الله. تخيل نفسك بين الصحابة وسماعك للآية طه23 أليس أول ما ستفعله هو أن تسأل الرسول ما هي هذه الأيات الكبرى؟ وماذا تعرف عنها؟ وعندها إما إن يخبرك رسول الله بما رأى، أو أن يرفض ويصرح يأنها من الأسرار الخاصة به وليس مرخصاً له أن يفشيها أو أن يتحدث فيها مع أحد. لا يمكنك أن تقول أن الرسول لا يعلم شيئاً عن هذا الموضوع أو ذاك إلا إذا عرفت ما هي هذه الآيات الكبرى التي أطلعه الله عليها وما هي بالتالي تلك الآيات التي لم يطلعه عليها. أو أن يكون هناك نص واضح في القرآن على أن الرسول لا يعلم بهذه المسألة أو تلك، كما هو الحال في الآيات الخمس الأخيرة من سورة النازعات حول موعد قيام الساعة. وبالمقابل لا يمكن للمخالفين إثبات إطلاع الرسول على جزء معين من علم الغيب إلا بتقديم الدليل القاطع على علمه به! وهي مهمة أكثر صعوبة من مهمة من ينكر علم الرسول به، لأن الإثبات في هذه الحالة له طريق واحد، والإنكار له عدة طرق.

والله الموفق ولكم مني أطيب التحيات.


3   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   السبت ١٦ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[25744]

نظرية الدكتور أحمد

حسب ما استطعت تجميعه من كلام الدكتور أحمد جزاه الله خيرا ، فإني أقول أنه (دكتور أحمد)  يقصد التفريق بين أمرين: 1- التنزيل (تنزيل الكتاب) و 2- الوحي الالهي ... و هو (الدكتور أحمد)  يقول بما معناه  أن القرءان نزل كتابا كاملا الى الارض  - و بالتحديد قلب الرسول محمد عليه السلام -  و لكن أمر إيحائه الى النبي جاء متدرجا حسب ما تمليه الاحوال و تتابعها في حياة حامل الرسالة عليه السلام. ... لاحظ الايتين التاليتين من سورة طه كيف تفرق بين الامرين على نحو يعادل الى حد ما تلك النظرية التي جاء بها الدكتور أحمد... يقول الله (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا «113» فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا «114» وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا «115») ... من الواضح أن قوله تعالى "وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ "  تعني أن القرءان كان موجودا و منزلا كاملا في قلب النبي (أو بلغة علمية= في عقله الباطن) و كان الوحي يأتي شذرا و نزرا فيذكر النبي بما وقر في قلبه من الرسالة فيبدأ -الرسول-  يتلو من آيات القرءان ما يناسب الواقعة أو الحادثة التي بين يديه... إن صدق هذا الكلام فإن الوحي عندها يعني شيئا قريبا من إعادة تذكير الرسول محمد بالرسالة التي ألقيت في قلبه (أو أنزلها جبريل على قلبه) .. و بهذا يكون منطقيا متابعة ايات سورة طه إذ يقول (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا «115») بما لها من معنييْن اثنيْن من مقابلة عهد الله مع أدم مع عهده مع البشرية جمعاء ـ و من مقابلة نسيان آدم عليه السلام للأوامر "او رسالة الله له " إبان إسكانه "أي آدم"  الجنة.


و من منظار آخر نستطيع الان أن نفهم (بناء على نظرية الدكتور أحمد)  ما هو مقصود قوله تعالى (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ «16» إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ «17» فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ «18» ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ «19» ) قيامة ..إذ يبدو أن الرسول كان على علم بحمله لرسالة متكاملة في قلبه (دون الاحاطة التفصيلية بها ) و يبدو أنه - الرسول- كان مهموما ومتلهفا لوضع تلك الرسالة في سياق متكامل و واحد (كأن نقول كتاب واحد) و لكن الله يأمره بالتروي ، و قوله (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) يبدو أنه يعود الى الايحاء .. أي إذا أوحينا إليك شيئا منه فاتبع القرءان الموجود في قلبك بما يختص بتلك المسألة.. ويتم ذلك دون استظهار للمعاني ..و التي كانت يتم تبيانها لاحقا (سواء في حياة الرسول أم بعده) ... و في قوله تعالى (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) ضمان لعدم حدوث ما حدث مع آدم (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا «115»)... بالاضافة لقوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) حجر/9.


و أيضا نفهم قوله (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) بأن القرءان في تنزيله كان له ترتيب و طريقة تجميع مختلفه لما كان يصدر من لسان الرسول تباعا للوقائع و بمقتضى الوحي... أي أن ترتيب القرءان في التنزيل يختلف عن ترتيبه في الايحاء (أو الوحي).


و قد خالف هذه النظرية الاستاذ شريف هادي ، إذ يعتبر - أي الاستاذ شريف مستندا الى أيات كثيرة -  أن التنزيل و الوحي كانا يتمان معا على مراحل و بالتدرج حسب معطيات الواقع...  و لا أكاد أجد تفريقا واضحا بين الوحي و التنزيل عند الاستاذ شريف هادي..و رأي الاستاذ شريف أبسط و أسهل للفهم من رأي الدكتور أحمد.


و الله اعلم


4   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الأحد ١٧ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[25789]

الاستاذ سنان السمان

تتساءل و تقول (لكن هذا الانزال الذي تم دفعه واحده كان الى السماء الدنيا ام على قلب الرسول فهذه الذي لم اجد له دليلا دامغا ، مع اعتقادي والله اعلم انه نزل على قلب النبي وخزن في دماغه) .. و اعتقادك هذا هو في الحقيقة نابع من هذه الايات التي يبدو أنك قرأتها يوما ما و لكن غابت عن ذهنك لوهلة من الزمن ـ : يقول الله (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ)بقرة/97 .. و قوله (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ «193» عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ «194» )شعراء.. فهاتان الايتان هما الدليل الدامغ الذي لم تجده.


أما قولك (واعتقد ان ليلة القدر التي انزل فيها القرآن هي نفس الليله التي تم بها ابلاغ محمدا ان الله جعله نبيا رسولا ،) .. فجوابي هو الله أعلم - يحتاج هذا القول الى دليل ..


أما كلامك (اما بقية اجزاء التنزيل الحكيم الرساله والاحداث التي حصلت مع الرسول كمعركة احد وبدروتفصيل الكتاب فليس لها علاقه بليلة القدر وليست من القرآن بشئ وهي نزلت مفرقه في 23 عاما وهي من الله مباشره غير القرآن المخزن اصلا في لوح محفوظ كتابا مكنون وجعل عربيا ليصبح قابلا للادراك البشري ) ... و بالتحديد تلك الجمل التي تحتها خط.. فلست  أدري مالذي تقصده بهذا الكلام .. بل ما سمعنا بهذا في آبائنا (ولا أمهاتنا)  الاولين و لا حتى الاخرين.


و الله الموفق


5   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الأحد ١٧ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[25812]

الاستاذ سنان السمان

قوله تعالى "نزله على قلبك" و "نزل به"  تعود صراحة للقرءان ، أما  لتفسير ما حصل بعد ذلك ، هناك رأيان: الاول للدكتور أحمد أن التنزيل على قسمين أولهما التنزيل الاولي و به نزل جبريل عليه السلام بالقرءان كاملا و طبعه في قلب النبي الكريم ، و القسم الثاني أن ذلك القرءان أصبح يتنزل وحيا (أي عن طريق الايحاء الى النبي عن الحوادص و ما يلزمها من آيات لتوضيحها) تباعا للأحداث في فترة حياة النبي الكريم .. و هنا يختلط الامر ما بين التنزيل و الوحي.. .. لتوضيح المسألة لو حاولنا ضرب مثال على الموضوع بما يحصل في الكمبيوترات: فأنت عندما تحاول تنصيب برنامج (setup) فأن الجهاز أولا يعمل تنزيل downlaod - هذا التنزيل يتم من مكان الى آخر (من الشبكة الى الكمبيوتر ، أو من سي دي الى الكمبيوتر أو الى ram memory ..الخ ) و من بعدها يبدأ الكمبيوتر بنسخ الملفات و إعادة ترتيبها و قراءتها بحسب ما يحتاج تنزيله أولا بأول على جهاز الكمبيوتر و حسب ما يحتاجه المستخدم... كان هذا المثال توضيحا لنظرية الدكتور أحمد في تنزيل و إيحاء القرءان .. و هو مثال مبسط .. لذا لا أجد أي مشكلة في فهم قوله تعالى(وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مهل ونزلناه تنزيلا ) حيث من السهل القول أن معنى فرقناه أي قطعناه (الى أجزاء و مجموعات ) مما يعطينا معنى لترقيمه .. و من ثم عملية التفريق (أو التقطيع و التجزئة ) تمت في المرحلة الثانية من تنزيل (أو وحي ) الكتاب  أي من بعد الـ downlaod الذي حصل للقرءان كاملا.. و أما آيات "يسألونك" و غيرها مما يفيد أن القرءان كان يجب أن يكون نزوله آنيا..فمن الممكن أيضا فهمها بنفس منظار المرحلة الثانية و هي داخلة في علم الله.. فكون أن الله يعلم ما سيحدث و قد كتبه في كتابه لا يعني"بالضرورة"  بأي حال من الاحوال الاجبار أو التسيير .. هاتان مسألتان مفترقـتان.


أما الرأي الثاني فهو رأي الاستاذ شريف هادي (و هو مشابه لآراء الكثيرين من قبله)  و في هذا الرأي يصبح التنزيل و الوحي شيء واحد (لا أعلم إن كان يفرق بينهما) .. و هما العملية التي يأتي بها الله سبحانه (عن طريق جبريل أو غيره) بآياته منزلة على قلب التبي الكريم فيصير رسولا يبلغ رسالات ربه... في هذا الرأي يكون من السهل تفسير الاية (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مهل ونزلناه تنزيلا) و أيات " يسألونك" على أنها استجابة من الله نحو ما يدور من أحداث (و هذا طبعا أيضا لا ينفي بالضرورة علم الله اللانهائي) .


أما باقي كلامك عن التفرقة بين القرءان و الكتاب و الكتاب المفصل ...الخ .. فياريت تعطينا الدليل على هذه التقسيمات و التفصيلات (و الدليل هو من آياته تعالى) .. أما إن كان هذا التقسيم من عندك لتسهيل الدراسة فلا بأس ..على أن لا يختلط ذلك في أذهان الناس بخصوص تعريف الكتاب و القرءان ... مع العلم أن القرءان هو كتاب و لكن ليس كل كتاب هو القرءان .. فهذه من البديهيات.


و الله الموفق و هو أعلم و أعلى


6   تعليق بواسطة   اسماء السيد     في   الأربعاء ٠٩ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[66394]

جبريل الاستاذ الامين ومحمد الطالب العظيم

لماذا هذا التعقيد وهذه النظريات على الرغم من أن كلام الله واضح


فنظرية الدكتور أحمد تنسفها اية وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا


لان الرسول هنا يعلم مايوحى اليه وماسوف يقوله جبريل


والنظريه الاخرى بانه نزل على قلب الرسول يبلغ به الناس تنسفها أية شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ


وهنا يدل انه انزل على مره واحده وليس فترات فاذا كان معنى اوحى بمعنى انزل اذن هذا القول تنسفه الايه لان الايه تقول بانه انزل كله وليست جزء من القران وايضا دقة اللفظ القراني في الفرق بين اوحى وانزل


ويبقى المعنى الوحيد بتشبيه بسيط بان الرسول الطالب  استلم كتاب متكامل هو القران واوحى اليه اي علمه مدرسه جبريل على مراحل هذا الكتاب


وكان يتعجل الطالب ليعرف باقي الوحي والتفسير


فالطالب يستلم كتاب لايعرف محتواه الى  ان يشرحه مدرسه له  ودائما مايتعجل الطالب لمعرفة كل مافي الكتاب


فالمدرس الاول  كان الله سبحانه وتعالى علم الانسان مالم يعلم وعلم ادم والملائكه ثم جبريل الوحي الامين ثم محمد الصادق لتعليم الجن والانس ثم كل من يأتي بعده يعلم هذه الرساله


وهذه هي الامانه التي وافق الانسان على حملها


 


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5095
اجمالي القراءات : 56,281,219
تعليقات له : 5,427
تعليقات عليه : 14,786
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


اكذوبة الرجم للزانى: مسالة مهمة في قضية رجم الزان ي المحص ن اذا لم...

ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : أنت تقول فى كتابك ( القرآ ن ...

عرفتك يا دكتور منصور: قرأت مقالك عن القرآ ن والسن ة وزواج...

بين الايمان والتخصص: كيف لايجو ز أن أذهب إلى استما ع الخطب ة ...

النسيان فى الصلاة: عندما أشرع في أداء الصلا ه أريده ا أن تكون...

نصرانى مسلم : ( هل هو مسلم؟ .... إلتقي ت برجل مصري مسيحي...

الشهداء / الأشهاد: وَلِي َعْلَ مَ اللَّ هُ الَّذ ِينَ ...

سؤالان : السؤا ل الأول : ما رأيك فى ( سفاح التجم ع )...

مسألة ميراث معقدة: أخي الكري م، حين توفي أبونا رحمه الله سنة 1964...

يعذّب من يشاء: ما معنى قول الله جل وعلا : (يعذب من يشاء ويرحم من...

سؤالان: 1 ـ قرأت لك مقال ( يا زبدة يا جواهر ) ومع انه...

ليس عليك هداهم: أنا قرآنى وأعرف ك من التسع ينيات . مشكلت ى ...

صيام صحيح غير مقبول : لو التزم ت بكل شروط الصيا م هل صيام مقبول عند...

My books: Dear Dr.Mansour ,I'm a Maldivian. I'uld like to buy some of your books.So kindly let me...

ما معنى ( العزة ): جاء هذا سؤالا فى تعليق على مقال ، واجيب عليه...

more