واشنطن تخصص 'ممر المجاملات' في مطار كينيدي لـ'الإخوان'

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٣ - يناير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً.


واشنطن تخصص 'ممر المجاملات' في مطار كينيدي لـ'الإخوان'

واشنطن تخصص 'ممر المجاملات' في مطار كينيدي لـ'الإخوان'
إدارة أوباما توفر امتيازات خاصة لجماعة الإخوان المسلمين في مطار كينيدي ممّا يعزّز المعطيات السابقة عن تغلغل الجماعة داخل أجنحة البيت الأبيض.
العرب  [نُشر في 23/01/2014، العدد: 9447، ص(4)]
 
الإخوان لم يبق لهم من ملجأ إلا البيت الأبيض
 
نيويورك- كشفت وثائق حكومية داخلية أنّ أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين تمكنوا من تفادي إجراءات أمنية إضافية بمطار جون إف. كينيدي، بفضل عناية خاصة وفّرتها لهم وزارة الخارجية الأميركيّة.

وسمحت وزارة الخارجية الأميركية لأعضاء الجماعة بالمرور من ممرّ خاصّ بكبار الزائرين، وهو ما يعرف عند الجهات الأميركية المختصة بــ”ممرّ المجاملات”، وكان ذلك خلال شهري مارس وأفريل 2012، وفقا لما تضمّنته الوثائق التي جمعتها وزارة الخارجية الأميركية بغرض تسليمها إلى المشروع الاستقصائي بشأن الإرهاب، نُزولا عند طلب مُنظّمة قانون حرية المعلومات. ويُذكرُ أنّ هذا الامتياز يخصّص عادة لكبار الشخصيات الزائرة للبلاد.

وتُوضّحُ الوثائق أنّ مسؤولين عن أمن الدولة قد خصّصوا ترحيبا حارّا لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي التّابع له، وذلك حتى قبل تسلّمهم مقاليد الحكم بمصر، في يونيو 2012.

وقد تمّت مصاحبة عبدالموجود الدردري، أحد أعضاء الوفد الزائر، لتسهيل مروره عبر نقاط التفتيش بمطار جون إف. كينيدي، وصرّح مسؤول بوزارة الخارجية أن “الوزارة لم تتلق أية شكوى من جماعة الإخوان المسلمين”، ممّا يدل على أن “عودته (الدردري) قد تمّت أيضا في ظروف جيّدة”.

وتمكّن الدردري، وهو من أبرز أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، من تفادي تحريّات ثانوية يقوم خلالها أعوان الأمن بتفتيش أمتعة المسافرين وأجهزتهم الألكترونيّة التي من الممكن أن تُمثّل خطرا أمنيّا.

هذا ولم يصدر أيّ تعليق حول الأمر من وزارة الخارجية الأميركيّة.

وتأتي هذه الوثائق لتعزز تصريحات الجنرال المتقاعد من القوات الجوية الأميركية، توم مكينيرني، والتي أحدثت مفاجأة كبرى عند إماطته اللثام عن حضور لافت لجماعة الإخوان المسلمين داخل البيت الأبيض.

 
بنود الاتفاق الأميركي الإخواني
* ضمان أمن إسرائيل

* احترام الاتفاقيات الدولية

* احتواء التنظيمات المتشددة

* عدم التقارب مع إيران وحزب الله

 

وكان مكينيرني قد أكد في حوار له مع محطة “WMAL” الإذاعية في واشنطن، الشهر الماضي: “إن لدينا عناصر من تلك الجماعة (الإخوان) في الحكومة الأميركية اليوم”. وحول أسماء هؤلاء قال “ليس لديّ ذلك بالتحديد، لكن هناك قائمة بها أسماؤهم، وهناك ما لا يقل عن 10 أو 15 منهم في الحكومة الأميركية”.

وقبل التصريحات المفاجئة لمكينيرني كشف الصحفيان آرون كلين وبريندا أليوت من خلال كتابهما “جرائم الاتهام: قضية عزل باراك أوباما من منصبه” عن عمق النفوذ الإخواني داخل أجنحة البيت الأبيض والتي تعززت في عهد باراك أوباما.

ولقد أوضح الكتاب أن باراك أوباما ساهم بدرجة كبيرة في تنامي قوة التنظيم الدولي للإخوان من خلال توظيف أعضاء منه داخل المجالس الاستشارية التابعة للأمن القومي الأميركي.

وكانت مصادر استخبارية قد تحدثت عن قيام مسؤولين في الإدارة الأميركية بعقد اتفاقيات سرية مع الجماعة منها ما يتعلق بضمان أمن إسرائيل، كذلك عدم التقارب مع إيران أو حزب الله، أيضا فيما يتعلق باحترام الاتفاقيات الدولية، فضلا عن احتواء التيارات المتشدّدة باعتبارها ترى في نفسها الجماعة الأم.

إن تهمة دعم الولايات الأميركية لجماعة الإخوان لا تقتصر فقط على كمّ المعلومات المسرّبة وإنما كذلك من خلال مراقبة كيفية تعاطي البيت الأبيض مع مصر حاليا سواء من خلال قطع جزئي للمساعدات العسكرية، عقب الإطاحة بحكم الإخوان أو من خلال الانتقادات التي ما فتئت تطلقها إدارة أوباما تلميحا أو تصريحا ضدّ السلطة المصرية الحالية.

ويرى البعض أن علاقة الإخوان المسلمين مع واشنطن ليست مستغربة في ظل البراغماتية التي تتعامل بها جماعة الإخوان المسلمين سواء في مصر أو في باقي فروع التنظيم، وهنا نستحضر كيف لبّى الحزب الإسلامي العراقي نداء واشنطن وانضمّ إلى العملية السياسية في العراق هذا دون أن ننسى حكومة أردوغان التركية التي تربطها علاقة وثيقة بالإدارة الأميركية.

ويعتبر العديد أن إدارة أوباما ليست في وارد قطع علاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين في مصر رغم وجود ضغوط كبيرة من الكونغرس الأميركي، وهو ما يفسّر قرارها الأخير بإقصاء مصر من حضور القمّة الأميركية الإفريقية؛ وهي من خلال ذلك ترسل رسالة للجماعة مفادها تواصل احتضانها لهم.

اجمالي القراءات 1113
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق