لمحة عن الجزء الثانى :( العبادات فى مصر المملوكية بين الإسلام والتصوف )

آحمد صبحي منصور Ýí 2015-02-03


كتاب (التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية )

 الجزء الثانى :  العبادات فى مصر المملوكية  بين الإسلام والتصوف 

     التمهيد             

 1- جرت العادة أن يقسم التصوف إلى تصوف نظرى فلسفى وتصوف عملى سلوكى .. والتصوف النظرى هو ما كتب فى عقائد التصوف ومذاهبه ( مواجيده) أو أذواقه .. وعادة ما ينتهى التأريخ لهذا التصوف النظرى بموت ابن عربى وابن سبعين أى فى حوالى منتصف القرن السابع الهجرى ، وبعدها تحول التصوف إلى تكوين الطرق الصوفية التى تغلغلت فى طوائف المجتمع وطبقاته وزاد أتباعها وانقساماتها وفروعها وبها تسيد التصوف العصر المملوكى وزادت سطوته بمرور الزمن .   وقد حاول ابن عربى أن يكوِن طريقة صوفية فأسس ( الطريقة الأكبرية ) نسبة إليه باعتباره الشيخ الأكبر للصوفية ( إلا أن هذه الطرق لم يكتب لها الاستمرار لما أُثير حول عقيدة مؤسسيها من شبهات ) على حد قول أبو الوفا التفتازانى [1].

ومن أبرز سمات التصوف العملى أن الصوفية تمكنوا من ممارسة طقوسهم بحرية بل وفرضوها على المجتمع المصرى كشعائر دينية وعلى أساسها تقاس التقوى والتدين .هذا فى الوقت الذى تناولوا فيه الشعائر الإسلامية الأصيلة بالإهمال والتحوير وسبغوها بالصبغة الصوفية ..

2- أى أن التصوف بدأ نظرياً يركز على العقائد الفلسفية ( الحلول والاتحاد ، ثم وحدة الوجود أو الاتحاد الأكبر )،وعلى أساسها نشر الصوفية عقيدة تقديس الولى ، وبعد أن سيطروا وتمكنوا تحولوا أيضاً إلى العبادات والرسوم الدينية والأخلاق والسلوكيات ، وكانت للإسلام عباداته ورسومه،فقاموا بتحوير العبادات الإسلامية وصبغها بالصبغة الصوفية ،وأرسوا رسومهم التعبدية. وبذلك تحولت العبادات الإسلامية إلى طقوس صوفية أصبح (المسلمون) يؤدونها على اساس أنه لا تعارض بين ما يفعلون وبين الإسلام الذى جاء به خاتم النبيين، وفى الجانب السلوكى والخلقى ظهر أثر المنهج الخلقى لعقائد الصوفية من الاتحاد ووحدة الوجود فإنقلبت الأخلاق التى يريدها الإسلام حميدة راقية إلى أخلاق فاحشة سيئة.

  والعادة أن الدين له جانب عقيدى إيمانى وجانب تعبدى أخلاقى. وقد تعرض الجزء الأول لأثر التصوف فى عقائد (المسلمين) وكيف حولها من الإيمان بالله وحده لا شريك له إلى شيوع الأُلوهية فى البشرو الحجر طبقاً لعقيدة وحدة الوجود، ثم تركزت تلك العقيدة الصوفية فى تقديس الولى الصوفى. هذا فى الجانب الإيمانى العقيدى.  أما فى الجزء الثانى فالبحثُ يتعرض لأثر التصوف فى العبادات والطقوس والرسوم الدينية ،ثم يأتى أثره فى الأخلاق والسلوكيات فى الجزء الثالث.

ويتناول هذا الجزء الثانى الموضوعات التالية 

* مــــدخــل      : الصوفية وإسقاط التكاليف ( العبادات ) الإسلامية .

* الفصل الأول  : أثر التصوف فى شعيرة الصلاة فى مصر المملوكية .

* الفصل الثانى  : الحج .

* الفصل الثالث  : فى الزكاة والصيام .

* الفصل الرابع  : فى الذِِكر .

* الفصل الخامس: فى الجهاد الدينى .

ونبدأ الآن بالمدخل للجزء الثانى من الكتاب . وهو :

 الصوفية وإسقاط التكاليف (العبادات) الإسلامية                  

 1- فرض الله تعالى على المؤمنين تكاليف تعبدية كالصلاة والصيام والزكاة  والحج والجهاد وذكره وتسبيحه ،إلى غير ذلك من فرائض يحقق بها المسلم تقواه ويجسد عقيدته الدينية القلبية فى صورة سلوك يأتمر بأوامر الله وينتهى عن نواهيه. والمسلمون سواسية أمام فرائض الله تعالى ،كل منهم يؤديها طالما إكتملت فيه شرائطها.. وأول المؤمنين إمتثالاً لأوامر الله تعالى هم الأنبياء.. بل ربما يكلف النبي فى العبادة لله مالا يطيقه المؤمن العادى ،وعلى ذلك فأكمل المؤمنين إيماناً هم أكثرهم لله طاعة، وبحساب الطاعة يكون الحساب الختامى لولاية العبد لله تعالى ..

    2- أما فى التصوف فالشأن مختلف .. فالعقل المجرد إذا أيقن أن الصوفية إدّعوا الأُولوهية انتظر منهم الخطوة التالية وهى إسقاط التكاليف الإسلامية ، فالمنطق يحتم ذلك ،. فهذه التكاليف عنوان لعبودية المؤمن لله فلا تتفق بأى حال مع دعوى الأُولوهية الصوفية . والصوفية كانوا صادقين مع أنفسهم وعقيدتهم فلم يتحرج المعتدلون منهم عن الدعوة لإسقاط التكاليف الإسلامية لأنها تتنافى مع عقيدة الإتحاد الصوفية.. وإن غلفوا عباراتهم بشيء من الغموض وذلك شيء طبيعى ومنطقى فى مجتمع لا يتصور الإعلان عن إسقاط فرائض الله وشعائر دينه ..

    من ذلك ما أورده الطوسى فى اللمع من أن الشبلى قال لرجل (تدرى لم لا يصح لك التوحيد) أى الاتحاد الصوفى (قال لا .قال : لأنك تطلبه بإياك)[2]. ويعني أنه يطلب الوصول لله تعالى ب(إياك نعبد وإياك نستعين) أي بالعبادة ،ومتى طلبه بالعبادة فلن يمكن أن يدعى الاتحاد بالله ، إذ كيف تصلى الآلهة لبعضها، وهل يتصور أن يخصع إله لإله؟؟.

   3- والصوفية الفقهاء كالغزالى والشعرانى واجهوا مشكلة التوفيق بين دعوى إسقاط التكليف (التى يؤمنون بها ) والإسلام (الذى يتسترون به) بطرق مختلفة ..

أ‌)       فالغزالى كان ينكر على أوباش الصوفية فى عصره دعوتهم لإسقاط الفرائض. يقول (ظن طائفة أن المقصود من العبادات المجاهدة حتى يصل العبد بها إلى معرفة الله تعالى فإذا حصلت المعرفة فقد وصل ، وبعد الوصول يستغنى عن الوسيلة والحيلة ،فتركوا السعى والعبادة وزعموا أنه ارتفع محلهم فى معرفة الله  تعالى عن أن يمتهنوا بالتكليف، وإنما التكليف على عوام الخلق)[3]. وبعضهم (عجز عن قمع صفاته البشرية بالكلية) أى عجز عن إخماد البشرية فى نفسه وعجز عن أن يكون إلهاً متحداً بالله (فظن أن ما كلفه الشرع محال وأن الشرع تلبيس لا أصل له فوقع فى الإلحاد)[4]. أى أن الأولون (وصلوا) بتعبير الغزالى. أى وصلوا لدرجة الأُلوهية فأعلنوا أن التكليف سقط عنهم إذ هو على عوام الخلق ،أى البشر المخلوقين، والآخرون لم يصلوا للأُلوهية فادعوا أن السبب يكمن فى الشرع وتكليفه فأعلن أنه لا أصل للشرع  وأنه تلبيس واعتبر الغزالى ذلك الصنف ملحداً.

ومعنى ذلك أن الدعوة لإسقاط التكاليف قال بها الصوفية جميعاً فى عصر الغزالى، سواءٌ منهم من اعتبره الغزالى صوفياً واصلا  أم من إعتبرهم فى بداية الطريق ، ويعنى ذلك أيضاً أن دعوتهم هذ قوبلت بسخط رأى الغزالى معه أن يبادر بالإنكار عليهم حفظاً للطريق الصوفى من أعدائه الفقهاء ..

ب‌)  إلا أن الغزالى فى نفس الكتاب ( الاحياء) يقرر عقيدته الصوفية الرامية لإسقاط التكاليف الإسلامية عن الصوفى الواصل ، وذلك بأسلوب ملتو غير مباشر كالشأن به دائماً فى مواضيع التصوف فى كتاب الاحياء ،يقول مثلاً ( ليس يخفى أن غاية المقصود من العبادات الفكر الموصل للمعرفة والاستبصار بحقائق الحق)[5]. وخطورة هذه العبادة تتجلى فى أن الفقيه العادى يقرأها بطريقة حسنة النية فلا يرى فيها عوجاً ولا أمتاً ، أما قراءة الصوفى – والخطاب موجه إليه أساساً_  فيرى فيها تقريراً كاملاً لإسقاط التكاليف الإسلامية ،فالصوفى يفهم أن غاية العبادات هى المعرفة ( والمعرفة هى الاتحاد الصوفى) والاستبصار بحقائق الحق ( أى معرفة الأسرار الإلهية اللدنية_وهى فرع عن الاتحاد) .. ومعنى ذلك أن الغاية ( وهى المعرفة الصوفية) إذا حصلت للصوفى بجذبة إلهية مثلاً فقد استغنى عن الوسيلة( وهى العبادات) .. وفى مواضع أخرى من كتاب ( الاحياء) تعرض الغزالى للمطلب الصوفى بإسقاط  التكاليف الإسلامية  فضرب الأمثلة للتوضيح ، يقول ( قيل لعبد الواحد بن زيد : ههنا رجل قد  تعبد خمسين سنة فقصده فقال له يا حبيبي أخبرنى عنك هل قنعت به ؟ قال. لا . قال: هل أنست به ؟ قال : لا. قال : فهل رضيت عنه ؟ قال : لا . قال: فإنما مزيدك منه الصوم الصلاة؟     قال : نعم ، قال :  لولا أن استحي منك لأخبرتك بأن معاملتك خمسين سنة مدخولة( أى مغشوشة)، ومعناه:                  

 أنه لم يفتح لك باب القلب فتترقى إلى درجات القرب بأعمال القلب وإنما أنت تعد فى طبقات   أصحاب اليمين لأن مزيدك منه فى أعمال الجوارح التى هى مزيد أهل العموم)[6]. فهذه  قصة وهمية جعلت عبادة خمسين عاماً لاغية عند عبد الواحد بن زيد لأن صاحبها لم يستشعر  المقامات الصوفية الإتحادية من الأُنس والرضا والقرب، أو بتعبير الغزالى فقد حرمت    صاحبها من الترقى فى درجات القرب حتى يصل للإتحاد ، و جعلت منتهى أمره أن يكون من أصحاب اليمين ( التى هى مزيد أهل العموم) أى عموم الخلق الذى لا عمل لهم إلا القيام بالتكليف الإسلامى ،أما الصوفية فهم ـ  بلا تكليف ـ  يتمتعون بالقرب والأُنس والمناجاة  والعشق ـ  تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا ..

ويلفت النظر هنا أن الغزالى احتج على أولياء عصره مقالتهم بأن التكليف على عوام الخلق وجاء هنا فى قصة عبدالواحد بن زيد فعلق على العبادات والقائمين بها بأنها ( أعمال الجوارح التى هى مزيد أهل العموم ) فالمعنى واحد .. والغزالى يقع دائماً فى التناقض مع نفسه وبإختياره .. كى يحقق الصلح المستحيل بين الإسلام والتصوف فيضطر للإنكار على معاصريه ثم يعود ويقرر ما أنكره أو يؤكد ما ينفيه ..

   وفى موضع آخر يتحدث الغزالى عن التصوف وأعمال الباطن المزعومة ثم يعرض للتكاليف الإسلامية فيقول ( فأما ما ذكرناه ، فهو تفكر فى عمارة الباطن ليصلح للقرب والوصال ، فإذا ضيع جميع عمره فى إصلاح نفسه فمتى يتنعم بالقرب؟  ولذلك كان الخوَاص يدور فى البوادى فلقيه الحسين بن منصور ( الحلاج) وقال فيما أنت؟ قال: أدور فى البوادى أصلح حالى فى التوكل ، فقال الحسين : أفنيت عمرك فى عمران باطنك ،فأين الفناء فى التوحيد؟؟  فالفناء فى الواحد الحق هو غاية مقصد الطالبين ومنتهى نعيم الصديقين ، وأما التنزه عن الصفات المهلكات فيجرى مجرى الخروج عن العدة فى النكاح ، وأما الاتصاف بالصفات المنجيات وسائر الطاعات فيجرى مجرى تهيئة المرأة جهازها وتنظيفها وجهها ومشطها شعرها لتصلح بذلك للقاء زوجها ، فإن استغرقت جميع عمرها فى تبرئة الرحم وتزيين الوجه كان ذلك حجاباً لها عن لقاء المحبوب ، فهكذا ينبغى أن تفهم طريق الدين إن كنت من أهل المجالسة ، وإن كنت كالعبد السوء لا يتحرك إلا خوفاً من الضرب وطمعاً فى الأجر فدونك وإتعاب البدن  بالأعمال الظاهرة ، فإن بينك وبين القلب حجاباً كثيفاً،فإذا قضيت حق الأعمال كنت من أهل الجنة ، ولكن للمجالسة أقوام آخرون)[7].

    فالغزالى يظهر هنا على حقيقته كصوفى قح .. فهو ينظر إلى العبادات والأوامر والنواهى الإلهية من خلا ل عقيدة الاتحاد الصوفية ومسمياتها من القرب والوصاال والفناء والمجالسة والحجاب .. ويبدأ النص بالغزالى وهويطرح سؤالاً يقول : إذا ضيع الإنسان عمره فى إصلاح نفسه بالطاعة فمتى يتنعم بقرب الله تعالى؟  أ و بالتعبير الحقيقى إذا أضاع عمره فى الطاعة فمتى يتنعم بالألوهية؟ واستشهد ـ  ليس بالقرآن وإنما بقصة صوفية عن الحلاج كان فيها يشرع للخواص أسهل الطرق للوصول وأنها ليست بإصلاح الحال أى بالأعمال الصالحة، وإنما بالفناء فى التوحيد أى اعلان عقيدة الاتحاد والفناء فى الذات الإلهية فذلك ( هوغاية مقصد الطالبين ومنتهى نعيم الصديقين) حسب قول الغزالى. ثم يصف الغزالى أعمال الطاعات بأنها تجرى ( مجرى تهيئة المرأة جهازها وتنظيفها وجهها ومشطها شعرها لتصلح بذلك للقاء زوجها) ويصف الإنتهاء عما نهى الله عنه بأنه كخروج المرأة ( عن العدة فى النكاح) .. ويقول ( فإن استغرقت جميع عمرها فى تبرئة الرحم وتزيين الوجه كان ذلك حجاباً لها عن لقاء المحبوب) ..

    ومع بشاعة التشبيه الذى قاله الغزالى فى وصفه للتكاليف الإسلامية فإنه يعكس نفسية الصوفية ونظرتهم لله تعالى ونظرتهم لأنفسهم كألهة يستحقون المساواة بالله ولا يرون لأنفسهم مقاماً إلا مجالسته وقربه والفناء فيه وعشقه ( تعالى عن ذلك علواًكبيراً) ، والغزالى لا يكتفى بذلك وإنما يعتبر التكاليف الإسلامية التى تعنى تجسيد العبودية لله تعالى ـ  حجاباً عن الوصول لدرجة المجالسة ، فإذا أضاع الصوفى عمره فيها فقد حجب عن لقاء المحبوب يقول ( فإن استغرقت المرأة جميع عمرها فى تبرئة الرحم وتزيين الوجه كان ذلك حجاباً لها عن لقاء المحبوب ، فهكذا ينبغى أن تفهم طريق الدين إن كنت من أهل المجالسة ) أى الذين يجلسون مع الله ثم يصف الأنبياء والرسل وأتباعهم المؤمنين بأنهم عبيد سوء لأنهم اتعبوا أنفسهم  بالعبادة خوفاً من النار وطمعاً فى الجنة .. وأولئك إن افلحوا فمصيرهم الجنة ـ  والصوفية لا يأبهون بالجنة ـ  ولكنهم بذلك حجبوا عن مجالسة الله .. ( فهكذا  ينبغى أن تفهم طريق الدين إن كنت من أهل المجالسة ، وإن كنت كالعبد السوء لا يتحرك إلا خوفاً من الضرب وطمعاً فى الأجر فدونك وإتعاب البدن بالأعمال الظاهرة فإن بينك وبين القلب  حجاباً كثيفاً، فإذا قضيت حق الأعمال كنت من أهل الجنة ولكن للمجالسة قوم آخرون ).. والغزالى اختار لفظ (العبد) عمداً،فالطائعون (عبيد) لله أما هم  فينزعون للإتحاد بالله ويعتبرونه نداً يجالسونه ويفنون فيه اتحاداً به .. طريق اتحادهم يكمن فى القلب ،إذ بالقلب أوبالروح يتلقى الصوفى العلم الإلهى ويعلم الغيب وتكون الجذبه الإلهية ،يصف الغزالى المؤمنين (عبيد السوء)بأن بينهم ( وبين القلب حجاباً كثيفاً)..وذلك الحجاب الكثيف هو الطاعة لله بأداء فرائضه والإنتهاء عن نواهيه.أى ان الفرائض الإسلامية حجاب عنده !!

جـ) وأتاح العصر المملوكى الفرصة للهرب من أداء التكاليف الشرعية ، فالصوفى يحظى بإعتقاد الناس فى كراماته وإن الأرض تطوى له بخطوة ، أو أنه يتطور أو يتشكل فى صور متعددة ، ومن كان هذا شأنه سهل تصديقه ـ  وهو مصدق صدوق عندهم ـ  بأنه كان يصلى فى مكة أو القدس أو نحو ذلك ، مما سهل الطريق نوعاً ما على الشعرانى فهب يدافع عن المقالة الصوفية الشهيرة بأن السالك يصل إلى مقام يرتفع عنه التكليف ( قول بعض العارفين أن السالك يصل إلى مقام يرتفع عنه التكليف مرده بهذا التكليف ذهاب كلفة العبادة فلا يصير يمل منها .. ومن عباد الله من لا يصلى الصلوات الخمس إلا بمكة ، ومن لا يصليها إلا ببيت المقدس ، ومنهم من لا يصليها إلا بالمدينة المشرفة ، ومنهم من لا يصليها إلا بجبل قاف ، ومنهم من لا يصليها إلا فى قبة أرين أو فوق سد اسكندر أوعلى الجبل المقطم [8].  وهكذا فسيطرة التصوف أتاحت للشعرانى أن يؤول (سقوط التكليف) بأنها سقوط كلفة العبادة ومشقتها حيث يتمتع الصوفى بكراماته المزعومة بسفر سعيد إلى أماكن خاصة يؤدى فيها الفريضة ثم يعود، وكأن شيئاً لم يكن وبراءة الأطفال فى عينيه .

    هذا. ونتأهب فى هذا الجزء لبحث أثر التصوف فى الشعائر الدينية فى العصر المملوكى ، وكيف تعامل مع الفرائض الإسلامية بالإهمال والتحوير والإضافة والتغيير ..



[1]
مدخل إلى التصوف 24 .

[2]اللمع 53.

[3]احياء جـ 3 /199.

[4]احياء جـ3/199

[5]احياء جـ 3 /73.

[6]احياء جـ4 /299.

[7]احياء جـ4 /367: 368.

[8]اليواقيت والجواهر153

اجمالي القراءات 7265

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4980
اجمالي القراءات : 53,329,685
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,621
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي