فتاوى شيعية تلهب الطائفية فى سوريا

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٢ - يوليو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


إدلب

النجف (العراق)- أدت الحرب الأهلية في سوريا إلى اتساع الخلاف بين مراجع الدين الشيعة في العراق وإيران الذين تباينت مواقفهم من مسألة إرسال أتباعهم (مقلديهم) للقتال في صفوف قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

لكن هذه التباينات لم تمنع صدور فتاوى كثيرة لمراجع دينية شيعية تسببت في ازدياد أعداد المقاتلين الشيعة في صفوف الميليشيات التي تحارب في صفوف قوات الأسد.

وتقول قيادات المقاتلين الشيعة، الذين يحاربون في سوريا والمسؤولون عن تجنيد المقاتلين في العراق، إن أعداد المتطوعين شهدت تزايدا ملحوظا منذ صدور هذه الفتاوى.

وتزايدت حدة المنافسة على زعامة المذهب الشيعي منذ اجتياح العراق والإطاحة بصدام حسين عام 2003 في تطور منح الأغلبية الشيعية نفوذا أكبر وأعاد لمدينة النجف العراقية المقدسة عند الشيعة مكانتها البارزة.

ففي مدينة «قم» الإيرانية أصدر بعض كبار رجال الدين الشيعة الذين يمثلون مرجعية «قم» فتاوى تحض أتباعهم على القتال في سوريا، حيث يعتبرون أن مقاتلين من السنة يشنون حربا للإطاحة بنظام الأسد الذي تنتمي طائفته العلوية إلى المذهب الشيعي.

واستعانت طهران، أشد حلفاء الأسد في المنطقة دفاعا عنه، بحلفاء آخرين من الشيعة في المنطقة مثل ميليشيا حزب الله اللبناني.

وأدى تدخل حزب الله المعلن في الحرب في وقت سابق من العام إلى تعميق الطابع المذهبي للصراع في سوريا الذي بدأ كاحتجاجات سلمية على حكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود، كما حول دفة القتال لصالح الحكومة السورية.

وأحدثت الحرب السورية استقطابا بين السنة والشيعة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، لكنها سلطت الضوء أيضا على انقسامات داخل كل من المذهبين الرئيسين فأبرزت الخلاف بين مرجعيتي النجف وقم الدينيتين وعقّدت العلاقات فيما بين الشيعة في العراق.

واستجابت أحزاب وميليشيات شيعية ذات نفوذ كبير في العراق من مقلدي المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي لدعوة حمل السلاح، حيث أرسلت أتباعها إلى ساحة المعركة في سوريا.

وقال أحد كبار رجال الدين الشيعة ووكيل أحد المراجع الأربعة الكبار في النجف: «هؤلاء الذين ذهبوا للقتال في سوريا هم عصاة.»

ويرجع أصل الخلاف إلى تباين جوهري في الرأي حول طبيعة سلطة رجال الدين ومداها. إذ ترى مرجعية النجف أن دور رجل الدين في الأمور العامة محدود، بينما يعد رجل الدين في إيران الزعيم الأعلى ويملك سلطة روحية وسياسية مطلقة متمثلة في «ولاية الفقيه».

وقال رجل دين شيعي رفيع المستوى على صلة بمرجعية النجف مشترطا عدم ذكر اسمه «التشنج بين المرجعيتين موجود منذ زمن طويل، لكنه أثر هذه المرة على الموقف العراقي الرسمي من الأزمة السورية.»

وأضاف: «لو كان للمرجعيتين موقف موحد (تجاه سوريا) لشهدنا موقفا داعما من الحكومة (العراقية) للنظام السوري».

وتقول الحكومة في بغداد إنها لا تنحاز لطرف في الحرب الأهلية، لكن تدفق المسلحين العراقيين عبر الحدود إلى سوريا يثير شبهات حول الموقف الرسمي.

ويقول رجال دين وساسة بارزون إن خامنئي ومقلديه (أتباعه) في العراق وإيران يعتبرون أن سوريا حلقة مهمة في «الهلال الشيعي» الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق.

وردا على سؤال طرحه أحد الأتباع على الإنترنت عن شرعية القتال في سوريا، قال المرجع الديني الشيعي العراقي كاظم الحائري المقيم في إيران إن القتال في سوريا «واجب شرعي» للدفاع عن الإسلام.

ويقول مقاتلون إن نحو 50 شيعيا عراقيا يتوجهون إلى دمشق كل أسبوع للقتال في صفوف القوات السورية أو لحماية مرقد السيدة زينب على أطراف العاصمة.

وقال مقاتل سابق في ميليشيا جيش المهدي يدعى علي وهو يحزم حقائبه استعدادا للسفر إلى سوريا: «أنا أتبع مرجعيتي… قال مرجعي الديني إن القتال في سوريا واجب شرعي، ولا أعير اهتماما لما يقوله الآخرون.» وأضاف: «ليس من حق أحد أن يوقفني… فأنا أدافع عن ديني وعن مرقد السيدة زينب ابنة إمامي».

وقال أحد كبار رجال الدين الشيعة وكيل أحد المراجع الأربعة الكبار في النجف إن حماية المراقد الشيعية في سوريا استخدمته ايران كذريعة لدفع الشيعة إلى المشاركة في القتال.

ونما نفوذ إيران في العراق خلال السنوات العشر التي انقضت منذ سقوط صدام، وسعت طهران إلى كسب موطئ قدم لها في النجف بصفة خاصة.

وقال مسؤولون محليون إن رجال دين إيرانيون إلى جانب منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية ومؤسسات ثقافية فتحوا مكاتب في النجف أغلبها تمولها مرجعية قم مباشرة أو السفارة الإيرانية في بغداد.

ويرفرف العلم الإيراني فوق مبنى من طابقين في أحد الأحياء الراقية في النجف يضم مؤسسة الإمام الخميني، التي تعد من المؤسسات الإيرانية العديدة، التي تشارك في أنشطة اجتماعية في العراق وتركز على الشباب وتساعدهم على الزواج وتصرف رواتب منتظمة للأرامل واليتامى وطلبة المدارس الدينية.

ويقول بعض الساسة الشيعة المطلعين على مثل هذه الأنشطة إن بعض المؤسسات توفر الدعم لرجال الدين الشبان وتمول رحلات مجانية لطلبة الجامعات لزيارة المراقد الشيعية في إيران بما في ذلك تنظيم زيارة رسمية لمكتب خامنئي في طهران.

وقال زعيم شيعي رفيع يعمل تحت إشراف خامنئي مشترطا عدم الكشف عن هويته «لنا مشروع ضخم في العراق يهدف إلى نشر مبادئ ولاية الفقيه والشباب هم هدفنا.» وأضاف «لا نتطلع إلى إقامة دولة إسلامية في العراق، لكننا على الأقل نريد إقامة كيانات ثورية تكون على استعداد للقتال دفاعا عن المشروع الشيعي».

اجمالي القراءات 3832
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق