أكد روبرت هيرمان، نائب رئيس منظمة فريدوم هاوس، أن المنظمة ليس لها أجندة خارجية وتعمل فى مصر بأجندة مصرية، محاولة تقديم الدعم والمساعدة للمصريين لإتمام عملية التحول الديمقراطى، مشيرا إلى أن المنظمة تعمل بشفافية تامة وليس لديها ما تخفيه.

وأضاف: "ليس معنى أن الحكومة الأمريكية تقدم الدعم المالى لفريدوم هاوس أن المنظمة تعمل وفقا لأجندة السياسة الأمريكية"، مؤكدا أن فريدوم هاوس وجهت انتقادات لاذعة للسياسات الأمريكية فى كتابها حول وضع الحريات فى الولايات المتحدة الأمريكية.

وتحدثنا بشكل منفتح على الانتهاكات التى تحدث للشعب الفلسطينى على أيدى السلطات الإسرائيلية وقمنا بدعم قضية عرب 48، جاء ذلك فى لقاء صحفى عقده أمس فى مقر منظمة فريدوم هاوس بوسط البلد فى أول زيارة له لمصر بعد الثورة.

وحول حقيقة دعم الملياردير اليهودى جورج سورس، عضو منظمة تنمية إسرائيل للمنظمة قال روبرت: "إن فريدوم هاوس تتلقى تمويلات من مؤسسة المجتمع المفتوح التى يمتلكها جورج سورس وهو أحد أعضاء مجلس الأمناء فى فريدوم هاوس، إلا أنه ملتزم بالعملية الديمقراطية ولا يفرض سياساته على المنظمة، وهو أحد مصادر تمويلنا وليس المصدر الوحيد، ولذلك نسعى لتنوع مصادر الدخل حتى لا يسيطر أحد على توجهات المنظمة".

وحول علاقة المنظمة بمستشارى الأمن القومى فى الإدارة الأمريكية "أنثون ليك" و"ويندل ويكلى"، أوضح روبرت أنهم أحد أعضاء مجلس أمناء المنظمة، وكانا مستشارين سابقين للإدارة الأمريكية، لافتا أن المنظمة تتلقى الدعم لتفعل ما تريد و ليس لنفعل ما يمليه علينا الآخرون.

وقال روبرت، إن المجلس العسكرى غير جاهز لتسليم السلطة لهيئات مدنية منتخبة رغم أن الشعب المصرى جاهز لعملية الانتقال الديمقراطى، إلا أن انتقال السلطة يسير ببطء وهناك مخاوف حقيقية من تمكين الديمقراطية فى مصر، مشيرا إلى أنه لا تزال هناك قيود مفروضة على حرية الرأى والتعبير وحرية التجمعات، لافتا إلى تحويل 12 ألف للمحاكمات العسكرية، والتى لا يمكن أن يعبر عن الديمقراطية التى نأملها.

وأعرب روبرت عن رفضه للمعتقدات الخاطئة حول الإسلام وأنه دين لا يتفق مع الديمقراطية، مؤكدا أن الديمقراطية يمكن أن تنشأ فى العالم الإسلامى، والدين لا يتعارض مع الحريات العامة.

وأضاف: "يهمنا التأكد من أن صعود المد الإسلامى فى مصر لن يحد من الحريات العامة وخاصة حرية المرأة"، لافتا أن الديمقراطية ليست حول رأى الأغلبية فقط، ولكنها حول ضمان حقوق متساوية لكافة الأفراد ودعم حقوق الأقليات الدينية والعرقية.

وحول نشأة منظمة فريدوم هاوس قال روبرت، إن فريدوم هاوس أقدم منظمة حقوقية فى الولايات المتحدة الأمريكية وتأسست عام 1941 لمواجهة الفكر الفاشى والشيوعى الذى كان يهدد الديمقراطيات فى العالم، مضيفا أن منهجية المنظمة الفريدة قائمة على 3 فروع أساسية فى العمل هى الأبحاث والتحاليل لدراسة، وتقيم وضع الحريات فى كل دول العالم وإنتاج تقارير خاصة بحرية الصحافة وتقرير حول حرية الإنترنت، لأنه أصبح أداة هامة للتواصل بين النشطاء فى الدول المستبدة وتقرير حول حرية المرأة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة أن المرأة لها دور فاعل فى الثورات العربية.

وأضاف أن المنظمة تدعم النشطاء وتحرص على إمدادهم بالأدوات التى تساعدهم على دعم قضايا حقوق الإنسان ودعم التجارب الهامة فى الانتقال الديمقراطى، مشيرا إلى أن إستراتيجية المنظمة تختلف من دولة لأخرى حسب مدى قمعيتها ومدى احترامها لحقوق الإنسان، مضيفا أن المنظمة تلقت تمويلات من الأمم المتحدة لمساندة النشطاء وتعمل على دعم نشطاء حقوق الإنسان فى مصر وإقامة حوار جدى بين النشطاء والحكومة المصرية.