مصطفى عمار يكتب :حمدي قنديل «علامة السماء»!

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٥ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


مصطفى عمار يكتب :حمدي قنديل «علامة السماء»!

 

حمدي قنديل «علامة السماء»!

 تاريخ ووقت النشر   19/06/2011 02:54:41 م

 

حمدي قنديل «علامة السماء»!
 
لا أعرف لماذا تذكرت هذه القصة.. وقررت كتابتها لكم عندما بلغني خبر اعتزال حمدي قنديل مهنة تقديم البرامج التليفزيونية؟
 
أطلب منه التراجع عن موقفه، لأن الساحة الإعلامية لا تجود بمثله كثيراً، ويراودني سؤال: من الذي لا يحب حمدي قنديل؟
 
قبل عشرة أعوام كنت محرراً تحت التدريب، في صحيفة صوت الأمة، كان راتبي الشهري لا يتجاوز المائة وعشرين جنيها فقط لا غير، ولم يكن لي أي مصدر دخل آخر غير الصحافة، وهو ما جعلني أعيش أيامًا صعبة، تهونها علي أحلام الغد، التي كانت تطاردني بغرفتي في منزل متواضع بالجيزة، ولكن.. بعد مرور عام من عملي بالصحافة، بدأ الملل واليأس يسريان بشراييني، فأصدقائي في الجامعة قرروا التخلي عن المهنة والعمل بشركات السياحة والمحمول وغيرها من الشركات، ليضمنوا راتبًا ثابتًا «محترما»، وقررت أنا ومجموعة قليلة من أصدقاء الدفعة أن نستسلم لمهنة «المتاعب» الصحافة لتفعل بنا ما تريد، ولكن زادت الأيام قسوة وطرق شهر رمضان بابي وأنا مفلس، لا يوجد في جيبي «مليم أحمر»، ومع أول يوم في شهر رمضان.. اكتشفت أنني لا أملك ثمن مؤنة الإفطار أو ما يقيم أودي، وهنا جثم اليأس علي صدري، وقررت التخلي عن حلمي في الصحافة، وأن أولّي وجهي شطر مهنة أخري، تضمن لي حياة كريمة، ومع أذان المغرب انهرت باكيا بشدة، لأنني شعرت بأن الله لم يكتب لي النجاح في مهنة الصحافة، ثم جلست ووجهي نحو السماء من نافذة غرفتي، ودعوت الله بأن يرشدني إلي الطريق الصحيح، طلبت من السماء علامة ما، تخبرني، هل أكمل طريق معاناتي في الصحافة، أم أغير اتجاهي لأي مهنة أخري، وبعدها.. توجهت للسرير لأضع رأسي عليه وأغفو قليلاً.
 
بعد عدة ساعات.. فوجئت بتليفوني يستقبل سيلاً من المكالمات، معظمها من أصدقاء، يخبروني بأن الأستاذ حمدي قنديل، تحدث عني في برنامجه الشهير "رئيس تحرير".. واختتم حلقته بعنوان كنت قد كتبته في صحيفة صوت الأمة "من الذي لا يحب عبلة كامل"، وفوجئت باتصالات من والدي ووالدتي اللذين شعرا بين يوم وليلة أن ابنهما أصبح مصطفي أمين الصحافة الجديد، ولم لا؟ وكتاباته يتناولها الأستاذ حمدي قنديل في برنامجه الأشهر علي الإطلاق في ذلك الوقت، ووقتها.. أقنعت نفسي، بأن حمدي قنديل هو الرسالة «العلامة» التي تخبرني بعدم ترك الصحافة والبحث عن مهنة أخري، وبصراحة شديدة.. بعد هذه الحلقة تغيرت حياتي، وفوجئت باتصال من الصديقة علا الشافعي للعمل معها في مكتب إحدي المجلات العربية الشهيرة، ثم اصطحبتني معها للعمل معها في مجلة «سينما أون لاين» التي أسستها علا وسرق نجاحها آخرون، وتلا ذلك أن قرر الصديق عمر طاهر الاستعانة بي في برنامج كان يعده في القناة الأولي، وابتسمت الدنيا لي، وأصبحت لا أفكر نهائياً في البحث عن مهنة أخري!!
 
لا أعرف لماذا تذكرت هذه القصة.. وقررت كتابتها لكم عندما بلغني خبر اعتزال حمدي قنديل مهنة تقديم البرامج التليفزيونية، لا أخفي عليكم أنني شعرت بحزن لأنه قرر الانسحاب، تاركاً الساحة لأنصاف موهوبين ليأخذوا مكانه.
 
حمدي قنديل، كلمتان من الكلمات القليلة التي كانت أشبه بخنجر في صدر النظام السابق، فتم إلغاء برنامجه من علي شاشة التليفزيون المصري، ومنع من تقديمه علي دريم، وظل محارباً حتي أيام النظام الأخيرة، ولكن الرجل ليس من طباعه المتاجرة بما يتعرض له علي عكس كثيرين غيره استفادوا جداً من ترديد نغمة المنع والتحريم والمعاقبة.
 
لم أشكر حمدي قنديل عندما كان سببا في تحديد مساري المهني، وتيقني من صحته منذ أكثر من عشر سنوات. لكن الآن.. أنا بحاجة لأشكره، وأطلب منه التراجع عن موقفه، لأن الساحة الإعلامية لا تجود بمثله كثيراً، ويراودني سؤال: من الذي لا يحب حمدي قنديل؟!
اجمالي القراءات 4886
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق